تأملات…

فتذكر أن محمداً صعد إلى السماء السابعة ووصل إلى سدرة المنتهى واقترب حيث لم يقترب مخلوقٌ من قبل، ولما عاد إلى الأرض كان في خدمة أهله.
كان يحلب شاته، ويخصف نعله، ويأتي العبد يطلب أن يتوسط له عند سيده فيفعل، وتأتي الجارية الصغيرة تجره من يده ليشفع لها عند أهلها فيمضي معها.
صعد إلى السماء السابعة وبقي يأكل في صحن واحد مع المساكين، ويركب بغله، ويأمر جيشه ألا يقطعوا شجراً
، ولا يقتلوا طفلاً ولا إمرأة ، وأن يتركوا الرهبان في أديرتهم هم وما يعبدون.

كان كبيراً قبل أن يصعد ، وظل كبيراً بعد أن نزل.

كبيراً دون تكبر ، عظيماً دون تعاظم.

من كتاب / مُحَمَّد صلى الله عليه وسلّم.
د : مصطفى محمود رحمه الله

سوف تظل صلاتنا الإسلامية كنزا مخفيا لا يعلم ما فيه إلا من باشره بحضور كامل .. يقول لنا الله ” أقيموا الصلاة ” و لا يقول صلوا .. لأن الصلاة الحقيقية إقامة تشترك فيها جميع الأعضاء مع القلب و العقل و الروح ..

و خطأ الأوروبي أنه يظن أن الصلاة ” الإسلامية ” هي مجرد حركات و أنها على الأكثر مجرد اغتسال و رياضة ” بدنية ” ، و لهذا يقف عند ظاهر الأمر لا يتخطاه ..

و ينسى أن الحركات في الصلاة ليست مجرد رمز فهي وقوف إكبار لله مع كلمة “الله أكبر ” ، ثم ركوع ثم فناء بالسجدة و ملامسة الأرض خشوعا و خضوعا ، و بذلك تتم حالة الخلع و التجرد و السكتة ” الكاملة ” النفسية .. و لا يبقى إلا استشعار العظمة لله تسبيحا .. ” سبحان ربي الاعلى و بحمده ” .. ” سبحان ربي الأعلى و بحمده ” ..

” و سبحان ” معناها ليس كمثله شيء ، و هو اعتراف بالعجز الكامل عن التصور .. و معناها عجز اللغة و عجز اللسان و عجز العقل عن وصف المحبوب .

و تلك ذروة ” نفسية ” في النجوى ..

_ من كتاب / الإسلام ما هو ؟

ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف ..

فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة .. و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله ..

و هناك نفوس تمضُغ شقاءها و تجترّه و تحوله إلى حِقد أسود و حَسد أكّال .. و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله .

و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر..
حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية .. فأهل الرضا إلى النعيم .. و أهل الحقد إلى الجحيم .

أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم .. إلا بحكم الظاهر فقط .. بينما في الحقيقة تتساوَى الكؤوس التي يتجرعها الكل .. و الكل في تعب .

..
كتاب / أناشيد الإثم و البراءة

” و لهذا.. فإن أول رياضة خُلقية ينصح بها شيوخنا من يريد التطهر من الخطائين ، هي خرق العوائد و الخروج من النفس من مألوفاتها و فطامها من محبوباتها ..كسر سور المألوف هو الخطوة الأولى ..
و هي أصعب الخطى على النفس و أشقها على سالك الطريق .. لأن الإنسان عبد لما تعود عليه و عدو لما جهل ..و عاداته تنضبط عليها هرموناته و تتولف عليها عجلة حياته .. فالخروج من هذه العادات كالخروج من الجلد و اللحم شاق مؤلم مرير يدمي النفس و يبكيها..

و النفس كالطفل إن تهمله شبّ على
حبّ الرضاع و إن تفطمه ينفطم

” و أول نصيحة للشيخ هي .. الترك .. البعد ..
و الترك .. و الهجر .. و غض البصر ..و مهاجمة الخواطر قبل أن تهجم عليك .. و طرحها وراءك ..”
إن أقوى الشهوات يمكن أن تذبل و تموت بالترك ..

إن النار كامنة في الحجر ..و لكنها لا تخرج من كمونها إلا بقدح الحجر بالحجر ..قدح الذكورة بالأنوثة هو الذي يُولد الشرر ..

” ابتعد و اترك و اهجر و غضّ بصرك “..

اضرب خيمتك في فلاة ..فإذا اشتقت عضّ على بنانك و ابك و غن و انشد الشعر ، و خرّ على وجهك ساجداً و اطلب من ربك المدد و اشتغل بالصلاة ، و اعمل طول يومك في عمل منتج مفيد ..
فليس أشرف من الكمال الخلقي و قهر الهوى و رياضة النفس على الحكمة ..

فهل بدأت معركتك ؟؟

إن لم تكن قد بدأت .. فشمر ساعديك و ابدأ من فورك .. قبل أن يعاجلك الأجل فتموت حيوانا ، و تُحشر مع الحيوان ..
أخرج من عوائدك .. اطفئ سجارتك و حطم كأسك ، و ألق بزجاجة المنوم من النافذة ، و غالب ضعفك ، و اقمع شهوتك و خاصم شيطانك ، و خالف نفسك ، و قاوم محبوبتك ، و تحمل مكروهاتك ، و اهجر أفيونتك ، و خاصم معشوقتك ..

~
كتاب / هل هو عصر الجنون
د / مصطفى محمود رحمه الله ..

جرب ألا تشمت و ألا تكره و ألا تحقد و ألا تحسد و ألا تيأس و ألا تتشائم ..و سوف تلمس بنفسك النتيجة المذهلة ..سوف ترى أنك يمكن أن تشفى من أمراضك بالفعل ..إنها تجربة شاقة سوف تحتاج منك إلى مجاهدات مستمرة ودائبة مع النفس ربما لمدى سنين وسنين..
.
د : مصطفى محمود رحمه الله
في الحب و الحياة

حينما يصرّح الساسة في الغرب،بأنهم لايُعادون الإسلام وأنهم ليسوا ضدّ الإسلام كَدِين فإنهم يكونون صادقين،إذ لامانع عندهم أبداً من أن نصلّي ونصوم ونحجّ ونقضي ليلنا ونهارنا في التعبّد والتسبيح والإبتهال والدعاء ونقضي حياتنا في التوكل ونعتكف مانشاء في المساجد ونوحد ربنا ونمجّده ونهلّل له فهم لايُعادون الإسلام الطقوسي إسلام الشعائر والعبادات والزهد ولامانع عندهم في أن تكون لنا الآخرة كلها فهذا أمر لا يهمّهم ولايفكرون فيه بل ربما شجعوا على التعبّد والإعتزال وحالفوا مشايخ الطرق الصوفية ودافعوا عنهم ولكن خصومتهم وعداءهم هي للإسلام الآخر،الإسلام الذي ينازعهم السلطة في توجيه العالم وبنائه على مثاليات وقيم أخرى
الإسلام الذي ينازعهم الدنيا ويطلب لنفسه موقع قدم في حركة الحياة
الإسلام الذي يريد أن يشقّ شارعاً ثقافياً آخر ويرسى قيما أخرى في التعامل ونماذج أخرى من الفن والفكر
الإسلام الذي يريد أن ينهض بالعلم والإختراع والتكنولوجيا ولكن لغايات أخرى غير التسلّط والعدوان،
الإسلام الذي يتجاوز الإصلاح الفردي إلى الإصلاح الإجتماعي والإصلاح الحضاري
والتغيير الكَونِي،
فالإسلام يريد أن يحرر عقولاً قام الآخرون بغسلها وتغريبها….ويريد أن يستردّ أسرته وبيته بالكلمة الطيبة وبالحجة والبيّنة..

من كتاب : الإسلام السياسي والمعركة القادمة.

الشكر أعمال وليس ” الحمد لله” على اللسان ..

يقول الله لآل داود :
” اعملوا آل داود شكرا .. وقليل من عبادي الشكور “

لأن المقصود بالشكر .. الأعمال الدالة على الشكر .

اعملوا .. آل داود .. ؛ شكرا .. اعملوا .

د. مصطفى محمود رحمه الله
كتاب / الإسلام .. ما هو ؟

أختم بدعاء واستغاثة بخط يده من الأدعية التى تمتلئ بها نوتة تليفوناته وأوراقه وكتبه:

يا كريم يا عفو يا رحيم يا تواب يا غفار يا ستار يا عظيم أتوسل إليك يا إلهى افعل بى ما أنت أهله. ولا تفعل بى ما أنا أهله.

ما وجودى إلا بكلمة منك.. وما حياتى إلا أيام أقترضها بإذنك.. إلهى وربى ومولاى أستغيث بك منك. وأهرب منك إليك أقسمت يارب بقلة حيلتى وبعظيم حاجتى فلا موجود بحق سواك.. ولا إله إلا أنت ولا حق إلا أنت ولا فاعل إلا أنت ولا قادر إلا أنت ولا موجود بحق إلا أنت.. أنت الخالق الوارث وأنت المبدئ المعيد

..

بقلم : الأستاذة / أمل مصطفى محمود

..

Dr. Mostafa Mahmoud

  • محمود فوزي: دكتور مصطفى محمود .. لماذا قتلت الحب في أعماقك ؟؟
  • د.مصطفى محمود: أنا لم أقتله .. هو لا يعيش! .. أنا لم أقتله فهو قصير العمر! .. أنا لم أقتله وأنت لا تقتله ولكنه قصير العمر! فالحب الباقي الطويل العمر .. هو علاقتك بالله سبحانه وتعالى خاصة إذا ما ترجمت هذه العلاقة إلى أفعال تُحس ..

~
من كتاب: اعترافات مصطفى محمود مع محمود فوزي

و أدوم حب ما كان لله و في الله
و اقصر حب ما كان لغرض اللحظة
.
هل هو عصر الجنون
د : مصطفى محمود رحمه الله

واعلم أن الله لا يمل دعاء الداعين .. و أنه يحب السائلين الطالبين الضارعين الرافعي الأكف على بابه .. و إنما يمقت الله المتكبر المستغني المختال المعجب بنفسه الذي يظن أنه استوفى الطاعة و بلغ غاية التقوى و قارب الكمال .. ذلك الذي يكلم الناس من عل و يصافحهم بأطراف الأنامل .

كتاب : أناشيد الإثم والبراءة.

قالت لى نفسى :

نارك وجنتك بين جنبيك … نارك وجنتك فيما تختار وما تعجل إليه ومن أقوال وأفعال وما تبادر إليه من عمل وما تمتد إليه يديك من حلال وحرام…

يديك هى التى تحفر بها قبرك وتصنع بها مصيرك ولسانك هو الذى يهوى بك إلى الهاوية او يصعد بك الى اعلى عيليين .. فأنت ما تقول وأنت ما تفعل.

كتاب : سواح .. فى دنيا الله.

(وقرن في بيوتكن )

وهي إشارة إلى أن الوضع الأمثل للمرأة هي أن تكون أما و ربة بيت تتفرغ لبيتها ولأولادها ويمكن أن نتصور حال أمة نساؤها في الشوارع والمكاتب وأطفالها في دور الحضانة والملاجئ .. أتكون أحسن حالا أو أمة النساء فيها أمهات وربات بيوت و الأطفال فيها يتربون في حضانة أمهاتهم و الأسرة فيها متكاملة الخدمات .
الرد واضح . ومع ذلك فالإسلام لم يمنع المقتضيات التي تدعو إلى خروج المرأة و عملها .. و قد كانت في الإسلام فقيهات و شاعرات .. و كانت النساء يخرجن في الحروب ..و يخرجن للعلم .

إنما توجهت الآية إلى نساء النبي كمثل عليا ؛و بين المثال و الممكن والواقع درجات متعددة ،و قد خرجت نساء النبي مع النبي في غزواته .

و ينسحب على هذا أن الخروج لمعونة الزوج في كفاح شريف هو أمر لا غبار عليه .
.
د :مصطفى محمود رحمه الله. .
من كتاب : حوار مع صديقي الملحد..

ويدخل محمد مكة في الخيل والحديد
وقد أحنى رأسه على ناقته
ونكس بصره تواضعا لربه .. يقول لأعداء الأمس الذين رجموه وعذبوه وقتلوا أصحابه :
يا معشر قريش .. ما ترون أني فاعل بكم ؟
فيجيبون وبهم رجفه :
خيرا .. أخ كريم وابن أخ كريم .
فيقول :
اذهبوا فأنتم الطلقاء .
هذا هو النبي .
~
من كتاب :محمد صلى الله عليه وسلم. .
د.مصطفى محمود رحمه الله. .

كان موقف الإسلام من المرأة هو العدل . وكانت سيرة النبي مع نسائه هي المحبة والحدب والحنان .. الذي يؤثر عنه قوله :
“حبب إلى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة “
فذكر النساء مع الطيب والعطر والصلاة وهذا غاية الإعزاز، وكان آخر ماقاله في آخر خطبة له قبل موته هو التوصية بالنساء .

وإذا كان الله قد اختار المرأة للبيت والرجل للشارع فلأنه عهد إلى الرجل أمانة التعمير والبناء والإنشاء بينما عهد إلى المرأة أمانة أكبر وأعظم هي تنشئة الإنسان نفسه .
وإنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة . فهل ظلم الإسلام النساء..
.
د :مصطفى محمود رحمه الله. .
حوار مع صديقي الملحد.

اعمل بجد فى أى شئ
وإذا لعبت فالعب بجد
وابدأ فورا من الآن

” لا تبرر كسلك بأن العلم فى المدارس والجامعات وأنت محروم من المدارس والجامعات ..

فالعلم فى الكتب والمكتبات، وهو متاح على الأرصفه أرخص من علب السجائر، وهو فى دور الكتب مجانا،

والقدرة على الابتكار موهبة أودعها الله فى كل عقل، كل ما عليك أن تبدأ.

” غادر مقعدك المألوف على المقهى فوراً.. و اكدح بذهنك ويدك في شيء .. ولا تظن أن النجاح أو المال يقع على رؤوس البشر بمجرد التمني ودون اجتهاد “

كتاب: الشيطان يحكم

إلهي !
ارزقنا خوفك ،
ضع الموت بين أعيننا ..

فلا شيء يستحق البكاء سوى الحرمان منك و لا حزن بجق إلا الحزن عليك .. باطل الأباطيل وقبض الريح كل شئ إلا وجهك .
أنت الحق .
وأنت ما نرى من جمال حيثما تطلعت عين أو استمعت أذن أو حلّق الخيال .
لا إلّه إلا أنت.
سبحانك .
إنى كنت من الظالمين .
.
د.مصطفى محمود رحمه الله. .
أناشيد الإثم و البراءة ..

المؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي لأنه يعيش في حالة قبول و انسجام مع كل ما يحدث له من خير و شر.. فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها و في أنه لا يمكن أن يخطئ لأن علمه بلا حدود، و مهاراته بلا حدود.. فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة في جميع الظروف و سوف يجتاز بها العواصف و الحر و البرد و الجليد و الضباب.. و هو من فرط ثقته ينام و ينعس في كرسيه في اطمئنان و هو لا يرتجف و لا يهتز اذا سقطت الطائرة في مطب هوائي أو ترنحت في منعطف أو مالت نحو جبل.. فهذه أمور كلها لها حكمة و قد حدثت بارادة القائد و علمه و غايتها المزيد من الأمان فكل شيء يجري بتدبير و كل حدث يحدث بتقدير و ليس في الامكان أبدع مما كان.. و هو لهذا يسلم نفسه تماما لقائده بلا مساءلة و بلا مجادلة و يعطيه كل ثقته بلا تردد و يتمدد في كرسيه قرير العين ساكن النفس في حالة كاملة من تمام التوكل.

و هذا هو نفس إحساس المؤمن بربه الذي يقود سفينة المقادير و يدير مجريات الحوادث و يقود الفلك الأعظم و يسوق المجرات في مداراتها و الشموس في مطالعها و مغاربها.. فكل ما يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها، هي في النهاية خير.

و شعاره دائما: “و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لاتعلمون”

و هو دائما مطمئن القلب ساكن النفس يرى بنور بصيرته أن الدنيا دار امتحان و بلاء و أنها ممر لا مقر، و أنها ضيافة مؤقتة شرها زائل و خيرها زائل.. و أن الصابر فيها هو الكاسب و الشاكر هو الغالب.
..

من كتاب : عالم الأسرار

· إن الله يحب عبده الصالح الراجع إليه أكثر من حب الأم لابنها .. وأكثر من حب الحبيب لحبيبته .. وأكثر من حب الراعي لشاته الضالة حين يراها عائدة إليه

كيف لا يجبنا من نفخ فينا من روحه ..وأسجد لنا ملائكته .. وسخر لنا أكوانه و فتح للمذنبين منا كنوز مغفرته , بل نظلمه إذا ساوينا بين حبه و أى حب من هذه الهزليات التى نقرؤها عن روميو و جوليت و قيس و ليلى

بل لا يساوى حرماننا من حبه حرماننا من أى حب و لا حرماننا من أى غال ..

و لا يساوى غضبه علينا أى غضب .

وعلى خطايانا يجب أن نبكى حقًّا .. وليس على أى هجر أو فراق .. أو أى مرض أو أى موت .. وذلك حال الذين قدروا الله حق قدره .

كتاب : عصر القرود.

صدق رسولنا العظيم عليه الصلاة و السلام حينما أجاب السائل الذى سأله :

• متى الساعة يا رسول الله ؟

فقال الرسول العظيم فى كلمات جمعت الحكمة كلها :

♠ لا تسألنى .. بل اسأل نفسك ماذا أعدت لها ..

صدقت يا رسول الله .

فهذا هو الكلام المفيد .

و الإغراق فى الفضول العلمى .. و السؤال عن كيف .. و متى .. و أين .. لن يؤدى إلى نتيجة و لن يغير من النهاية .

و نهايتك لن يغيرها إلا عملك .

قلبك و ما يضمر .. و قدمك و ما تسعى .. هما طريقك إلى جنتك و نارك .

Dr. Mostafa Mahmoud

من كتاب / على خط النار .

و العذاب يجلو صدأ النفس و يصقل معدنها .
و لا نعرف نبياً أو مصلحاً أو فناناً أو عبقرياً إلا و قد ذاق أشد العذاب مرضاً أو فقراً أو إضطهاداً

و العذاب من هذه الزاوية محبة .. و هو الضريبة التى يلزم دفعها للإنتقال إلى درجة أعلى

إذا خفيت عنا الحكمة في العذاب أحيانا . . فلأننا لا ندرك كل شيء ، و لا نعرف كل شيء ، و لا ندرك من القصة إلا تلك المرحلة المحدودة بين قوسين اسمها (الدنيا) . . أما ما قبل ذلك و مابعد ذلك فهو بالنسبة لنا غيب محجوب . . و لذا يجب أن نصمت في احترام و لانطلق الأحكام

كتاب : رحلتى من الشك إلى الإيمان

وقفت أمام قبر الرسول الكريم مُنكس الرأس حياءً و قد هَرَبَت مِني الكلمات ..
كُلّي حياء منك يا رسول الله ..

أحسنت التبليغ عن ربك وما أحسنّـــا .. وأحسنت النصح لأمتِكَ وما نصحنـــا .. وحملت كتابك بقوة وما حملنـــا .. وانتصرت للحق وما انتصرنـــا ..
واكتفى بعضنا بلحيته ، وقال هي سنَّتَك .. وقصّر البعض جلبابه ، وقال هو أمرك .. واستسهلوا السهل ، وخانوا الأهل ، واكتفوا من الدين بقشرته ، ومن الجهاد بسيرته .. وقعدوا وقعدنا معهم ..
ورَكِب أكتافنا الدون والسُوقة ورِعاع الناس وشذاذ الآفاق ، وسفحوا دماءنا واستباحوا أرضنا وشتتوا شملنا .

يا شفيع العالمين وجاه الضعفاء والمنكسرين ، إشفع لنا عند ربك لعله يتوب علينا ويرضَى .. فقد وعَدَنا ووعده الحق أننا سندخل المسجد كما دخلناه أول مرة ، وسندمر كل ما رفعت إسرائيل من بناء ، وكل ما شيَّدَت من هياكِل .. فلا توبة لنا إلا بتوبته ، ولا رضا إلا برضاه ..
ولا مدخل إلى شفاعته إلا من بابِك ، ولا قُربَى إلا من رِحابك .

ادع لنا ألا يطول علينا الليل وألا يدركنا الويل .

والسلام عليك يا محمد وصلــوات اللــّــه عليك يوم وُلِدتَ ويومَ مُت ويومَ تُبعَثُ حيّا .

والسلام على الكِرام البررة .. سادة البشر وأئمة الدنيا .. أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ .. والنجوم الزواهر من صحابتك الذين عاشوا تحت ظلال السيوف ..

وادع لنا نحن جندك في مصر الذين قلت عنّا :
أننا خير أجناد الأرض ، وأننا في رباط إلى أن تقوم الساعة ..
أن نكون عند حسن ظنِك .. وأن نكون مصداقاً لنبوءتك وآية لرسالتك .

والسلام عليك إلى يوم يقوم الأشهاد .

د. مصطفى محمود رحمه الله ..
مقال : أمام قبر الرسول
من كتاب : الغد المشتعل

الجمال الحقيقي هو جمال الشخصية، وحلاوة السجايا، وطهارة الروح، النفسُ الفياضة بالرحمة والمودة والحنان والأمومة هي النفس الجميلة

النفس العفيفة، والعفة درجات: عفة اللسان، وعفة اليد، وعفة القلب، وعفة الخيال، وكلها درجات جمال

والخُلق الطيب الحميد
والطبع الصبور الحليم المتسامح
والفطرة الصريحة البسيطة
والروح الشفَّافة الحساسة
كل هذه ملامح الجمال الحقيقي.

اى قيمة لوجه جميل وطبع قاس خوان مراوع خبيث

كتاب: الشيطان يحكم

فالعزة و المنعة من صفات الكمال .
و الشيوع والانكشاف من صفات الابتذال .
و من هنا وجب أن تكون هناك مسافة بين الأحباء ، وأن يكون الحب قربًا وليس اقتحامًا .
وتلك المسافة هى التى أسميها ” الاحترام ” ؛ حيث يحترم كل واحد سر الآخر ، فلا يحاول أن يتجسس عليه ، و يحترم ماضيه و يحترم ما يخفيه بين جوانحه ، و يحترم خصوصيته و خلوته و صمته ، ويحاول أن يكون ستراَ و غطاءً . لا هتكًا و تدخلًا و تلصصًا و نشلًا .
فالحب عطاء اختياري حر ، و ليس مُصادره قهرية و سلباً و اغتصاباً .
وفى هذه الحرية جوهر الحب .

..

د. مصطفى محمود رحمهُ اللَّه
كتاب: عصر القرود .

إنسان اليوم المادي يتصور أن ” الرزق ” الذي تتكلم عنه الكتب السماوية هو المال ..

وينسى أن العقل والحكمة والصحة واستقامة الضمير والصبر على المكاره هي أرزاق أعظم وأكبر في قيمتها من المال الذي ينفد ومن العملة التي تفقد قيمتها والمتاع الذي يبلى ..

وهو ينظر بنظرة مادية تشريحية إلى كل شيء ويفقد القدرة على الرؤية الكلية والنظرة الشمولية التي تهدي صاحبها إلى الحكمة والإستنارة .
..

من كتاب : علم نفس قرآني جديد .

إن الله موجود ليس لأن المسلمين يؤمنون بوجوده

و لكن لأنه حقيقة مطلقة أزلية لا معنى لشيء بدونها

الله هو سر الجمال و الرحمة و المودة و الحرية و الحياة

و أسماؤه الحسنى مطبوعة على الوردة و على إشراقة

الفجر و على ابتسامة الوليد و على إطلالة الربيع و على

كفتي الميزان و على صولجان الحكم..

فهو العدل الحكم.. و بدونه يستحيل العدل و تستحيل الرحمة و ينطمس الكون و يظلم فهو نور السماوات و الأرض

و هو الذي يمسك السماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده

إن الدين يبدأ به.. و الفلسفة تنتهي إليه.. و العقل يتوقف عنده.. فلا كيف و لا كم و لا أين و لا متى.!!

و إنما.. هو..

و لا إله إلا هو..

و لا يملك العقل إلا السجود..
و لا تملك العين إلا البكاء ندما

رفعت الأقلام و جفت الصحف
اسألوا لنا و لأنفسكم الرحمة
و التمسوا لنا و لأنفسكم النجاة

لم يبق إلا التوسل..

..

من كتاب : ســواح فى دنيــا الله .

و ما أحب أن يقول رسولنا لربه يوم القيامة : يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا .

و ما أحب أن نهجر المشكاة و نبع القوة التي خرج منها أوائل هذه الأمة فنقطع عن أنفسنا الإلهام و المدد .. و التاريخ يهتف بنا طوال الوقت .. إن عدتم عدنا .

إن عدتم إلى إيمانكم عدنا إلى نصرتكم .

فهلا جمعنا العزم على أن نعود .

و هلا جمعنا العزم على أن نرجع إلى دستورنا و قرآننا و نتعاهد معا على أن نتمسك به إلى آخر يوم في حياتنا .

د. مصطفى محمود رحمهُ الله | كتاب / الشفاعة .. محاولة لفهم الخلاف القديم بين المؤيدين و المعارضين .

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *