هل تحمل صفات الأستاذ الناجح ؟


ها نحن نلتحق بمؤسساتنا التربوية لنستأنف عاما جديدا ، ويلتحق معنا أساتذة جدد عوضوا من خرج إلى التقاعد بعد سنوات طوال من التضحية والعطاء من الألم والأمل من الخوف والرجاء .
عزيزي الأستاذ المبتدئ المقبل على عالم جديد إليك هذه الصفات فتحل بها أو ببعضها لتكون ناجحا في رسالتك التعليمية والتربوية العظيمة .
فأول صفة للمعلم الناجح :
أنه دبولماسي : أي أنه يحسن التفاوض مع تلاميذه فلا يمارس معهم العنف ولا يفرض عليهم القرارات دون نقاش أو حوار فمن صفة الدبلوماسي أنه محاور ومفاوض ومتواصل بفعالية مع غيره ، أنه لبق يحسن فنون الكلام ، أنه مؤثر بسمته وفكره وهندامه .
الصفة الثانية : أنه معماري : أي هو الذي يصمم خطة البناء التربوي و النفسي والفكري للتلميذ وهو الذي ينفذها ويتابعها حتى يصل هذا البناء الفكري والتربوي إلى نهايته و أي خلل سيعرض البناء إلى الانهيار .
الصفة الثالثة : انه شاعر ومن سمات الشاعر أنه كتلة من عواطف الحب والجمال والخير فيعامل تلاميذته بهذا القلب الممتلئ بالحب والود والحنان فيشفق عليهم ويتعاطف معهم ويسمع لمشاكلهم ويحاول علاجها بلمسة فنية روحية.
الصفة الرابعة : أنه مايسترو مثل قائد أوركسترا يشكل من تنوع تلاميذته واختلافهم وتنوع ثقافتهم وبيئاتهم ومستوياتهم المعيشية قطعة موسيقية متناغمة فهذا الاختلاف هو قمة النجاح داخل القسم فلا عنصرية ولا طبقية كل واكد يكمل الآخر.
الصفة الخامسة أنه فيلسوف :أي أنه حكيم ، فنان في تعامله مع تلاميذته ، يثير فيهم حب السؤال لأنه بداية المعرفة والحكمة ، يشجعهم على القراءة والتأمل والنقد وحب النقاش .
هذه بعض الصفات عزيزي المعلم لو ملكتها لصرت معلما فنانا في التربية مربيا مؤثرا تبقى رسالتك راسخة في التلاميذ يذكرونك بها ولو بعد سنوات ، إنها صدقة جارية لك فلا تستهين بمهنتك واعرف قيمتك فأنت تمارس رسالة الأنبياء.

هل العدالة الإجتماعية تتأسس على مبدأ التفاوت؟

مقالة بطريقة إستقصاء بالوضع حول العدالة الإجتماعية تتأسس على مبدأ التفاوت.
شعبة أداب وفلسفة {بكالوريا 2014-2017}
بالتوفيق والنجاح
نص السؤال يقال ׃ إن العدالة الاجتماعية لا تتحقق إلا من خلال احترام التفاوت الموجود بين الأفراد
دافع عن هذه الأطروحة
طرح المشكلة ׃
العدالة الاجتماعية أخذت مكانة بين المفكرين والفلاسفة منذ سقراط حتى العصر الحديث أي أن المجتمعات البشرية حاولت تحقيق العدالة وتجسيدها في أرض الواقع ولكن بقيت هذه الفكرة من المفاهيم التي لم تؤدي إلى وجود اجتماع بين المفكرين ورجال القانون فقد كانت الفكرة الشائعة لديهم هي أن المساواة هي أساس تحقيق العدالة الاجتماعية لكن هناك فكرة تناقضها وهي أن العدالة تقوم على مبدأ التفاوت أي يجب احترام الفوارق الموجودة بين الناس من اجل تحقيق العد ل فكيف يتسنى لنا الدفاع عن هذه الأطروحة ؟
وما هي الحجج والأدلة التي تؤكد صحة ذلك ·؟
محاولة حل المشكلة
عرض منطق الأطروحة ׃ يرى أنصار نظرية التفاوت الذين يقرون بأن الناس ولدوا غير متساوين ويحكمهم التباين والاختلاف ولقد ظهر هذا الرأي منذ القدم في المجتمعات البدائية وعلى رأسهم المجتمع الإغريقي مجتمع أثينا بالخصوص أو ما يسمى بالمجتمع الهرمي وتجلى ذلك التفاوت خاصة في رأي الفيلسوف اليوناني أفلاطون،

بأن العدالة الاجتماعية تتحقق إلا عن طريق احترام التفاوت الموجود بين الأفراد لأنه قانون الطبيعة البشرية فإذا كانت الطبيعة لم تعدل بين الناس وفرقت بينهم وجعلتهم غير مساويين فانه يجب أن نؤسس العدالة على هذا المبدأ و قد استندوا إلى مسلمات ثم أكدواها بحجج منها ׃
هناك تفاوت بين الناس في قدراتهم ومختلف مجالات الحياة لهذا فالتفاوت نوعان ׃
التفاوت الطبيعي وهو راجع لفروق فردية بين الناس في قدراتهم العقلية كالذكي والضعيف عقليا الغبي القوي الذاكرة الضعيف الذاكرة ومواهبهم الجسمية القوي الضعيف والتفاوت الاجتماعي وهو راجع لفروق بين الناس في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الرئيس والمرؤوس العالم والجاهل رب العمل والعامل حيث يقول أرسطو التفاوت هو قانون الطبيعة ونجد الفيلسوف اليوناني أفلاطون الذي قسم الناس في كتابه الجمهورية إلى ثلاثة طبقات؛

وهي طبقة الحكام وطبقة الجند وطبقة العبيد لان هناك اختلاف وفوارق بين الأفراد في القدرات والمواهب وعلى العدالة أن تحترم هذا التفاوت في توزيع الحقوق على الطبقات أما في الفلسفة الحديثة خاصة الألمانية نجد نيتشه الذي يرى بأن العدالة الحقيقية هي التي تستند إلى التفاوت الطبيعي الموجود بين الناس فالأسياد لهم حق الملكية والحكم وللعبيد واجب الطاعة والاحترام وخدمة الأسياد وفقط ·
عرض منطق الخصوم ونقدهم ׃ يرى البعض من الفلاسفة والمفكرين أن العدالة لا يمكنها التحقق ولا باستطاعتها أن تطبق إلا على أساس المساواة المطلقة بين الأشخاص ذلك لان الناس خلقوا متساوين وغير مختلفين في شيء ولقد برزت هذه الفكرة منذ الأزل وذلك في المجتمع الروماني المعروف عليه بأنه ظالم مستبد إذ أن حكام هذا الشعب نادوا بفكرة العدل والمساواة وأشادوا بها في خطاباتهم وأقوالهم ومن بينهم الحكيم شيشرون:

الذي يقول في هذا وليس شيء أشبه بشيء من الإنسان بالإنسان لنا جميعا عقل ولنا جميعا حواس وان اختلفنا في العلم فنحن متساوون في القدرة على التعلم ضف إلى ذلك إن مساواة الإنسان بأخيه الإنسان إعلان أتت به جميع الديانات السماوية وجعلته شعار الإنسانية المثلى فالعدل إذن عند أنصار المساواة لا يتحقق إلا في ظل الكرامة الإنسانية المتمتعة بكامل حقوقها باعتبارها شعور يملا النفوس ·
نقدهم ׃ بالفعل إن نظرية المساواة ساهمت بدور فعال في إزاحة مظاهر الجور والظلم وطغيان الإنسان على أخيه الإنسان لكنها لم تسلم من انتقادات فلاسفة آخرين بموجب إن اعتماد المساواة أمر لا يخلو من الظلم في حالة ما إذا سوينا بين المتساوين وغير المتساوين في الطبع والذكاء والإرادة وبعض الفعاليات العقلية والنفسية والكثير من الصفات المكتسبة عن طريق الوراثة.

ولقد قال احد النقاد إن مبادئ نظرية المساواة يعشقها الجميع ولكن حقا إن اتفق الجميع على تطبيقها فهم لا يقدرون على ذلك فالمساواة في حد ذاتها تنشر الشحناء والبغضاء وهذا دليل على أن الناس مختلفين ولا يحكمهم مبدأ المساواة لوحده بل هناك مبدأ آخر وهو مبدأ التفاوت·
الدفاع عن منطق الأطروحة بحجج شخصية ׃ يمكن تدعيم الأطروحة القائلة إن العدالة الاجتماعية لا تتحقق إلا من خلال احترام التفاوت الموجود بين الأفراد بحجج وأدلة أهمها ׃
يعتبر التفاوت من الأسس المتينة التي تقوم عليها العدالة الاجتماعية لان الله سبحانه وتعالى اوجد فروقا بين الناس ليكون هناك تكامل بينهم في الخدمات فالطبيب يكمل الفلاح وهذا الأخير يكمل الأستاذ…
كذلك مبدأ التفاوت مهم في تحقيق العدالة داخل المجتمعات لأنه يؤدي إلى التناقض بين الأفراد وبالتالي تحقيق التقدم وهذا ما أكده أنصار الفلسفة الرأسمالية وخاصة الفيلسوف الانجليزي أدم سميث الذي وضع النظرية الاقتصادية القائمة على أساس الحرية وبالتالي فهو يقر بالتفاوت وذلك لوجود طبقتين في المجتمع وهما الطبقة البرجوازية والطبقة الكادحة.

أما الطبيب الفرنسي الكسيس كارليل فيقول بدل أن نعمل على إزالة هذا التفاوت محكوم علينا أن نشجعه ففي هذا التشجيع التطور والازدهار ونجد كذلك في هذا السياق هيغلالذي يؤمن بفكرة الاختلاف والتفاوت لأنه يعتقد بان التفوق يجب أن يكون للجنس الأبيض حتى يسود الأمن والاستقرار في العالم وهذا التفوق هو للأمم القوية على حساب الأمم الضعيفة وبهذا فان التفاوت أمر طبيعي لا بد منه·
حل المشكلة ׃ نستنتج في الأخير أن الأطروحة القائلة التفاوت هو أساس تحقيق العدالة الاجتماعية صحيحة وصادقة ويمكن الأخذ بها وتبنيها لان الاختلاف في قدرات وكفاءات الأفراد يساعد العدالة على توزيع الحقوق والواجبات حسب هذه الفوارق·لة العدالة بطريقة إستقصاء بالوضع حول مبدأ التفاوت أساس تحقيق العدالة .
شعبة أداب وفلسفة
بكالوريا 2014-2017
بالتوفيق والنجاح

ما هو موقف الغزالي من الميتافيزيقا ؟

ما هو موقف الغزالي من الميتافيزيقا ؟
كيف أستدل الغزالي علي كذب الفلاسفة في قضية الإلهيات ؟
هل كان كلام الفلاسفة سفسطة دون دليل حقيقي ؟
ماذا عن موقف ابن رشد من ذلك ؟
هل نجح ابن رشد في نقد الغزالي ؟

العقل قاصر علي إدراك ألذات ألإلهيه والكلام عنها وعن الأشياء الغيبية التي هي بعيدة عن أدراك العقل ألإنساني, وهو غير قادر علي الوصول إليها .

اهتمت الفلسفة اليونانية منذ بداية الفلسفة المالطية بوجود أصل واحد للأشياء في الكون سواء كان مادي أو روحي فتكلمت المذاهب الفلسفية في اليونان عن ذلك حتى تحدث الفلاسفة من بداية أرسطو عن الموجود ألأول أو العلة ألأولي .(ولما كانت الفلسفة ألأولي أي الميتافيزيقا هي العلم بالعلل الأولي للأشياء,فإنها تصبح العلم بالله وبذاتية من حيث أن الله هو العلة الأخيرة لكل ما هو موجود وهو الذي يؤسس كل وجود وكل معقولية ) (1) , وعندما تناول الفلاسفة المسلمين لمشكله الإلهيات من أمثال الفارابي وابن سينا وتحليلهم لبعض القضايا من جانب فلسفي وليس من جانب ديني يصعب علي العوام فهمه وتقبله دون المساس بالعقيدة الإسلامية . ومن الفلاسفة من قال بقدم العالم ومنهم من أذعن بحدوثه .وكذلك عني العرب في العصور الوسطي بمعرفة فلسفة اليونان ونقلوا الكثير من لغتهم العربية عن الترجمات السريانية آذ كان أكثر نقله الفلسفة في العالم العربي من السريان وعلي رأس هؤلاء المترجمين حنين بن إسحاق ومدر ستة غير أن أمانة هولاء النقلة ودقتهم لم تكن تصل في الغالب إلي المستوي اللائق فوقع علي فلاسفة العرب العبْ ألأكبر في تصحيح ما وصل إليهم ناقصا مشوها ,وأن استطاعوا علي الرغم من ذلك أن يخرجوا من هذا الركام المشوة بتفسيرات وشروح كان لها أبعد الأثر فيما بعد خاصة عند الأوربيين في العصور الوسطي .
-هاجم الغزالي موقف الفلاسفة المسلمين من الميتافيزيقا ,وهي أرائهم عن ألإلهيات وخاصة في مسائل قدم العالم ,العلم ألإلهي وقضية البعث بالأرواح دون ألأجسام وكفر الغزالي الفلاسفة في تلك القضايا التي هي بعيدة عن تعاليم الإسلام ,ولم ينزل بها الله من سلطان . وقام بتفنيد أرائه وتقديم الأدلة علي كذب ادعاءهم في كتاب (تهافت الفلاسفة) وهدف كتاب التهافت هو إظهار العقل بمظهر العاجز عن اقتناص الحقائق الإلهية ولهذا ,يحاول الغزالي فيه أن ينتزع ثقة الناس من العقل كمصدر تتعرف منه علي المسائل ألإلهيه .ولكن إذ يحاول تقيد سلطة العقل ,يتخذ من العقل نفسه مطية للوصول إلي هذه الغاية .فأذن عمله هذا هو محاولة
عقلية لإثبات قصور العقل في ميدان الإلهيات ,وشهادة عقلية بأن للعقل حدا يجب الوقوف عنده .
( فمن نظر إلي الغاية من كتاب التهافت تلك التي يصورها الغزالي نفسه بأنها انتزاع الثقة من الفلسفة .ورآه ,لهذا , بعيدا من نطاق الفلسفة ,فهو مضطر إلي اعتباره وسيلة .تلك التي تقوم علي استعراض مناهج الفلاسفة وأدلتهم .واستخدام العقل وحده للكشف عن قصورها وعجزها ,وضعفها وركنها – عملا داخلا في صميم الفلسفة إنه عمل يمكن
تصويره بأنه بحث في طاقه العقل .وهل يمكن أن يكون عمل كهذا بعيدا عن مجال الفلسفة ؟ ولقد قال أرسطو قديما ( أن من تنكر الميتافيزيقا يتفلسف ميتافيزيقا ) .)(2)

       مسالة قدم العالم

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

أن كان ابن سينا عول علي العقل واستلهم,فكذلك صنع الغزالي وإذا كان ابن سينا يسلك مسلكا عقليا صرفا يبين به مثلا وجوب أن يكون العالم قديم فيقول : وجود المعلول متعلق بالعلة من حيث هي علي الحال التي بها تكون من طبيعة أو إرادة أو غير ذلك من أمور تحتاج إلي أن تكون من خارج ,ولها مدخل في تتميم كون العلة علة بالفعل
وعدم المعلول متعلق بعدم كون العلة علي الحال التي هي بها علة بالفعل سواء كانت ذاتها موجودة أصلا فإذا لم يكن شيْ معوقا من خارج ,وكان الفاعل بذات موجودا ولكنه كانت طبيعة ,أو إرادة جازمة . أو غير ذلك . وجب وجود المعلول ,وإن لم توجد ,وجب عدمه .)وفي هذا يوضح ابن سينا ضرورة الوجود بالفعل أي القوة في تمام ألأشياء فأن كان العالم نشأ من مادة هي أزلية تنمو وتكبر من ذاتها دون وجود أسباب في خارج الطبيعة تقتضي حدوث الأشياء فيها ,أن لم توجد هذه العلة الخارجية فهي ليست موجودة .

               صدور العالم عن الله عند ابن سينا

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

وبذلك يحاول ابن سينا من خلال تسلسل الموجودات إلي الوصول للعقل الأول وهو الله لذلك جعل العالم في تكوينه عقولا تحاول كل منها السعي وراء العقل الأول , وهنا يقول ابن سينا بصدور ثلاثة موجودات عن هذا العقل ألأول حيث تبدأ أيضا فيما بعد الكثرة .والعقل الثاني له نفس وجرم وعقل وهكذا حتى نصل إلي العقل العاشر الذي ليس له القدرة علي الإبداع الموجودة في العقول السابقة عليه .وهذا العقل العاشر
هو العقل الفعال . وهو يتوسط العامين : المعقول والمحسوس . وهو يلعب دورا رئيسا , بالنسبة لعالمنا هذا من جهة أنه مصدر لوجودنا المادي ووجودنا الذهني . بعبارة أخري أن العناصر الأربع الرئيسية المكونة لهذا العالم المحسوس . حاصل عن العقل الفعال ,كما أن المعرفة البشرية تستمد صحتها وصدقها من العقل الفعال .وهذا يؤكد علي تأثر
الفلاسفة المسلمين بالفلسفة اليونانية وفي ذلك يسلك ابن سينا مسلك أفلوطين في كلامه عن الميتافيزيقا كما توضح ذلك د.أميرة حلمي مطر .الميتافيزيقا عند أفلوطين
(أن الواحد أو الأول عن أفلوطين يقترب كل الاقتراب من الإله الواحد اللامتناهي في عدم تحيزة المكاني أو تحدده الكيفي وهؤلاء يصفه بالفكر أو ألإرادة أو النشاط لأن كل صفه من هذه الصفات تفترض التميز بين ألذات وبين الموضوع ولا يجوز التميز في الواحد لأنه يمتاز بأنه وحدة تامة مطلقة ولذلك فكثيرا ما يلجأ أفلوطين إلي أسلوب السلب حين بصفة بصفات الألوهية والكمال فيقول :لا يجب أن نصف بأنه يريد وهو كله أرادة أو أنه نفس وهو كله وعي ,
أما عن علاقته بالوجود فان أفلوطين يفسرها بنظريته الهامة في الفيض وقد كان لهذه النظرية أكبر تأثير في الفلسفة ألإسلامية فيما بعد .يقول: لأنه كامل فهو ينتج بالضرورة كائنات كاملة خالدة تشبهه وإن لم تساوه في الكمال ,وهو يفيض بالوجود بغير أن يتأثر بإرادة أو بحركة , لأنه إذا كان التوالد يتم بحركة فسوف يكون الناتج في المرتبة الثالثة
بعد الواحد . يلجأ أفلوطين هنا إلي تشبيهات مختلفة فيقول : إن الفيض أشبه بالأشعة الصادرة عن الشمس أو الحرارة الصادرة عن النار أو البرودة الصادرة عن الثلج وأول ما يفيض عن الواحد هو الوجود ولأن الوجود الصادر يجتهد دائما بالقدر ألامكن أن يظل قريبا من مصدره الذي تلقي منه حقيقة فأنه بمجرد صدور عنه يلتفت إليه فيصير عقلا .فوقفته عند الواحد تجعله عقلا ,وهكذا ينشأ ألاقنوم الثاني عن ألأول فيكون العقل أو العالم المعقول

ألمسألة الرابعة من كتاب تهافت التهافت لابن رشد
   في بيان عجزهم عن الاستدلال علي وجود صانع         العالم0(4)

قال أبو حامد الغزالي مجيبا عن الفلاسفة :

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

(فأن قيل :نحن إذا قلنا للعالم صانع لم نعن به فاعلا مختار يفعل بعد أن لم يفعل كما نشاهد في أصناف الفاعلين من الخياط والنساج والبناء بل نعني به عله العالم ونسميه المبدأ الأول علي معني أنه لا عله لوجوده يقوم عليه البرهان القاطع علي قرب فأنا نقول العالم وموجودا ته أما أن يكون له عله أولا عله له فأن كان له عله فأن كل فتلك العلة لها عله إلي ما لا نهاية وهو محال وأما أن ينتهي إلي طرف فالأخير عله أولي لا عله لوجودها فنسميه المبدأ ألأول وإن العام وإن كان العام موجودا بنفسه لا عله له فقد ظهر المبدأ ألأول فإنا لم نعن به إلا موجودا لا عله له وهو ثابت بالضرورة .
قلت : هذا كلام مقنع غير صحيح ,فأن أسم العلة يقال باشتراك علي العلل ألأربعة ؛ أعني الفاعل ,والصورة
,والهيولي ,والغاية , ولذلك لو كان هذا جواب الفلاسفة لكان جوابا مختلا فإنهم كانوا يسألون عن أي عله أرادوا بقولهم : إن العالم له عله أولي , فلو قالوا أردنا بذلك السبب الفاعل الذي فعله لم يزل ولا يزال , ومفعولة هو فعله ,لكان الجواب صحيحا علي مذهبهم علي ما قلناه , غير معترض عليه , ولو قالوا أردنا به السبب المادي لكان قوله معترضا , وكذلك لو قالوا أردنا به السبب المادي لكان قوله معترضا , وكذلك لو قالوا أردنا به السبب الصوري لكان أيضا معترضا إن فرضوا صورة العالم قائمة به , وإن قالوا أردنا صورة مفارقة للمادة جري قولهم علي مذهبهم ،وإن فرضوا صورة هيولانية لم يكن المبدأ عندهم شيئا غير جسم من ألأجسام ,وهذا لا يقولون به , وكذلك إن قالوا هو سبب علي طريق الغاية كان جاريا أيضا علي أصولهم , وإذا كان هذا الكلام فيه من الاحتمال ما يري فكيف يصح أن يجعل جوابا للفلاسفة ).
فإن الغزالي يعول أيضا علي العقل وحده في إثبات حدوث العالم فيقول مخاطبا ابن سينا والفارابي [بم تتنكرون علي من (يقول : أن العالم حدث بإرادة قديمة اقتضت وجوده في الوقت الذي وجد فيه وأن يستمر العدم إلي الغاية التي استمر إليها … يبتديْ الوجود من حيث ابتدأ ,وأن الوجود قبلة لم يكن مرادا , فلم يحدث لذلك . وأنه في وقته الذي حدث فيه مراد بالإرادة القديمة ,فحدث لذلك . فما أصبح من هذا الاعتقاد وما المحيل له؟ فأن قيل هذا محال بين الإحالة ,لأن الحادث موجب ومسبب يستحيل حادث بغير سبب وموجب ,يستحيل وجود موجب قد تم بشرائط أيجاب وأركان ,حتى لم يبق شيْ منتظر ألبته ,ثم يتأخر الموجب بتمام شروطه ,ضروري , وتأخره محال حسب استحالة وجود الحادث الموجب بلا موجب ..
والجواب أن يقال : استحالة إرادة قديمة متعلقة بأحداث شيْ .أي شيْ كان . تعرفونه بضرورة العقل أو نظره ؟ وعلي لغتكم بين هذين الحدين ,بحد أوسط , أو من غير حدا أوسط؟ فأن أدعيتم حدا أوسط .وهو الطريق النظري – فلابد من إظهاره ,وإن ادعيتم معرفة ضرورة ,فكيف لم يشارككم في معرفته مخالفوكم , والفرقة المعتقدة لحدوث بإرادة قديمة لا يحصرها بلد ولا يحصيها عدد ,ولا شك في أنهم لا يكابرون العقول عنادا مع المعرفة – فلا بد من إقامة برهان – علي شرط المنطق –يدل علي استحالة ذلك .
فأن قيل نحن بضرورة العقل نعلم أنه لا يتصور موجب ,ومجوز ذلك مكابر لضرورة العقل .قلنا وما الفصل بينكم وبين خصومكم ,إذ قالوا لكم : إنا بالضرورة نعلم أحاله قول
من يقول :إن ذاتا واحدة عالمة بجميع الكليات من غير أن يوجب ذلك كثرة ,ومن غير أن يكون العلم زيادة علي ألذات ومن غير أن يتعدد العلم مع تعدد المعلوم وهذا مذهبكم في حق الله ,وهو بالنسبة إلينا وألي علومنا في غاية الإحالة , ولكن تقولون : لا يقاس العلم القديم بالحادث . وطائفة منكم استشعروا إحالة هذا فقالوا : إن الله لا يعلم إلا نفسه , فهو العاقل , وهو المعقول ,وهو العقل الكل واحد .
فلو قال قائل : اتحاد العاقل والعقل والمعقول ,معلوم الاستحالة بالضرورة إذ تقدير صانع للعالم لا يعلم صنعته .محال بالضرورة ،والقدم إذا لم يعلم إلا نفسه – تعالي عن قولكم . وعن قول جميع الزائفين علوا كبيرا – لم يكن يعلم صنعة البتة .فنقول :بم تتنكرون علي خصومكم إذا قالوا : قدم العالم محال , لأنه يؤدي إلي إثبات دورات للفلك لانهاية لأعدادها ولأحصر لأجادها ,مع أن لها سدسا ,وربعا ,ونصفا ,فأن فلك الشمس يدور في سنه , وفلك زحل في ثلاثين سنه , فتكون أدوار زحل ثلث عشر سنه .ثم كما أنه لا نهاية لأعداد دورات الشمس مع أنها ثلث عشرها . بل لا نهاية لأدوار ذلك الكواكب الذي يدور في سنه وثلاثين ألف سنة مرة واحدة كما لانهاية للحركة المشرقية التي للشمس في اليوم والليلة مرة.فإن قال قائل :هذا مما يعلم استحالة ضرورة .فماذا تنفصلون عن
شفع ووتر جميعا ؟ أو لا شفع ولا وتر ؟ فأن قلتم :شفع ووتر جميعا ,أولا شفع ولا وتر , فيعلم بطلانه ضرورة ,وإن قلتم :شفع ,فالشفع يصير وترا بواحد فكيف أعوزه ذلك الواحد …الخ )

         العلم الإلهي (6) 

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

عن العلم ألإلهي فيقول الغزالي أنه سبحانه عالم جميع المعلومات محيط بما يجري في تخوم (حدود) الأرضيين إلي أعلي السماوات ,لا يعزب عن عمله مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ,بل يعلم دبيب النملة السوداء علي الصخرة الصماء في الليلة الظلماء . إن الله تعالي عالم بجميع المعلومات من الموجودات والمعدومات فأن الموجودات منقسمة إلي قديم وحادث والقديم هو الله ,وكل ما عداه حادث . وهو عالم ذاته بذات .ومن هو كذلك فهو أعلم بغيره لان غيرة من صنعة فكيف لا يعلم ما خلق ,وكيف تعذب عن الصانع صناعته وعن الخالق خلقه ….. أن من رأي خطوطا منظومة تصدر علي الاتساق من كاتب ,ثم استراب في كونه عالما بصنعة الكتابة كان سفيها في استرا بته.
ولكن السؤال الآن : هل لمعلومات الله نهاية ؟ يجيب الغزالي بقوله : لا ,فأن الموجودات في الحال وان كانت متناهية فالممكنات في الاستقبال غير متناهية ,ويعلم أن الممكنات التي ليست بموجودة أنه سيوجدها أم لا يوجدها.فيعلم إذا ما لا نهاية له . بل لو أردنا أن نكثر علي شيْ واحد وجوها من النسب والتقديرات لخرج عن النهاية والله تعالي عالم بجميعها .والغزالي قد ركز علي صفة العلم الإلهي لأنها من جمله المسائل التي كفر فيها الفلاسفة قالوا بنظرية الفيض والصدور لم يحدث بإرادة الله وقدرته ,بل حدث حدوثا تلقائيا .فقد خاطب الغزالي الفلاسفة بقوله (..فأما أنتم فإذا نفيتم الإرادة والأحداث وزعمتم أن ما يصدر منه يصدر بلزوم علي سبيل الضرورة
والطبع ,فأي بعد في أن تكون ذاته ذاتا من شأنها أن يوجد منها المعلول الأول فقط ثم يلزم من المعلول الأول المعلول الثاني إلي تمام ترتيب الموجودات ولكنه مع ذلك لا يشعر بذاتية كالنار يلزم منها السخونة , والشمس يلزم منها النور ولا يعرف واحد كما لا يعرف غيره ,بل يعرف ذاته ويعرف ما يصدر منه. ولا يعرف غيره ,بل يعرف ذاته ويعرف ما يصدر منه .ولا يعرف غيرة ,بل يعرف ذاته ويعرف ما يصدر منه .وقد بينا من مذهبهم أنه 0(لا يعرف غيرة ..) .ونحن نعلم أن الفلاسفة يذهبون إلي أن الله يعلم الموجودات بعلم كلي لا بعلم جزئي لان من شأن العلم الجزئي ,في زعمهم أن يجعل علم الله مستفادا من المعلوم ومن ثم لا يكون علمه أزليا .ثم أن حدوث العلم لله يعني الانفعال والانتفاش ولا يصح ذلك بالنسبة إلي الله . لهذا فان العلم ألإلهي علم كلي فهو يعقل ذاته ومن خلال تعقله لذات يعقل أجناس الموجودات والتي تتضمن في زعمهم النوع والفرد … هنا يرفض الغزالي هذه النظرية .فهو يري أنه لا يصح أن يعلم المرء أو الله الشي قبل حدوثه وبعد حدوثه بعلم واحد ومن جهة واحدة ,لان إلا مكان غير موجود ,الذي يختلف بدوره عن الفساد فيما بعد . ولهذا عالج الغزالي مشكله العلم ألإلهي علي الوجه التالي : لو أن الله خلق لنا مادام علمنا سابقا عليه ,وليس ثمة تغيرا طرأ علي العالم هنا , لان ما حدث جاء مطابقا للعلم .ولهذا فان الله تعالي له علم واحد بوجود كسوف الشمس مثلا في وقت معين ,وذلك العلم قبل وجوده علم ب~أنه سيكون ,وهو بعينه عند الوجود علم بالكون ,وهو بعينه بعد الانجلاء علم بالانقضاء
,وأن هذه الاختلافات ترجع إلي إضافات لا توجب تبدلا في
ذات العلم ,فلا توجب تغيرا في ذات العالم ,وأن ذلك ينزل منزله الإضافة المحضة . فان الشخص الواحد يكون علي يمينك ثم يرجع إلي قدامك ثم إلي شمالك ,فتتعاقب عليك الإضافات ,والمتغير ذلك الشخص المنتقل دونك , وهكذا ينبغي أن تفهم الحال في علم الله تعالي . فانا نسلم أنه يعلم الأشياء بعلم واحد في الأزل والأبد , والحال لا يتغير ,وغرضهم نفي التغير, وهو متفق عليه .

 في إبطال إنكارهم لبعث الأجسام مع التلذذ التام  : 

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

مسألة في إبطال إنكارهم لبعث الأجساد ,ورد الأرواح إلي الأبدان ,ووجود النار الجسمانية ,ووجود الجنة والحور العين ,وسائر ما وعد به الناس , وقولهم : إن كل ذلك أمثلة ضربت لعوام الخلق , لتفهيم ثواب وعقاب روحانيين ,هما أعلي رتبة من الجسمانين .ثم يسوق الدليل التالي علي لسان الفلاسفة ,تبريرا لإنكارهم البعث الجسماني : وأما تقدير بقاء النفس وردها إلي تدبير البدن بعد مفارقته ؛لكنة محال ؛ آذ بدن الميت يستحيل ترابا , أو تأكله الديدان والطيور ,ويستحيل ماء , وبخارا ,وهواء ,ويمتزج بهواء العالم ,وبخاره ,ومائه , امتزاجا يبعد انتزاعه واستخلاصه .
ولكن إن فرض أمكان ذلك , اتكالا علي قدرة الله تعالي فلا يخلو : إما أن يجمع ألأجزاء التي مات عليها فقط ,فينبغي أن يعاد القطع ,ومجدوع الأنف والأذن , وناقص الأعضاء ومجدوع ألأنف و ألأذن وناقص ألأعضاء , كما كان ؛ وهذا
مستقبح , لاسيما في أهل الجنة , وهم خلقوا ناقصين في ابتداء الفطرة ,فإعادتهم إلي ما كانوا عليه من الهزال عند الموت , في غاية لنكال .هذا إن اقتصر علي جمع الأجزاء الموجودة عند الموت . وإن جمع جميع أجزائه التي كانت موجودة في جميع عمره , فهو محال من وجهين : بعض البلاد , ويكثر وقوعه في أوقات القحط – فيتعذر حشراهما جميعا ؛لأن مادة
واحدة , كانت بدنا للمأكول ,وصارت بالغذاء بدنا للأكل ,ولا يمكن رد نفسين إلي بدن واحد .
والثاني يجب أن يعاد جزء واحد .كبدا ,وقلبا , ويدا .ورجلا ؛فإنه ثبت بالصناعة الطبية أن ألأجزاء العضوية يتغذى بعضها بفضل غذاء البعض , فيتغذى الكبد بأجزاء معينة قد كانت مادة لجملة من الأعضاء ,فإلي أي عضو تعاد ؟
بل لا يحتاج في تقرير الاستحالة الأولي إلي أكل الناس للناس ؛فأنك إذا تأملت ظاهر التربة المعمرة , علمت بعد طول الزمان , أن ترابها جثت الموتى . قد تتربت وزرع فيها وغرس , وصارت ترابا ,ثم نباتا ,ثم لحما ثم حيوانا .
بل يلزم منه محال ثالث , وهو أن النفس المفارقة للأبدان غير متناهية والأبدان أجسام متناهية , فلا تفي المواد – التي كانت مواد الناس – بأنفس الناس كلهم , بل تضيق بهم .

               رد ابن رشد علي الغزالي

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

خصص ابن رشد كتابه (تهافت التهافت ) للرد علي ما ذكره الغزالي في كتاب تهافت الفلاسفة والذي أفدنا منه في موقف الغزالي من تكفير الفلاسفة في بعض أقوالهم . ولما كان ذلك
حاول ابن رشد تفنيد كتابه لبيان أدعاء الغزالي الكاذب علي الفلاسفة .وما يهمنا في البحث هو بيان رد ابن رشد علي
الغزالي في ألإلهيات وهي ما كفر فيها الغزالي الفلاسفة .

              المسالة الرابعة (من الطبيعيات ) المسألة العشرون في إبطال إنكارهم لبعث الأجسام مع التلذذ التام

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

قال ابن رشد : ولما فرغ من هذه المسألة اخذ يزعم أن الفلاسفة ينكرون حشر الأجسام . وهذا شي ما وجد لواحد مما تقدم فيه قول . والقول بحشر الأجساد هم أنبياء بني إسرائيل الذين أتوا بعد موسي عليه السلام وذلك بين من الزبور وكثير من الصحف المنسوبة لبني إسرائيل ,وثبت ذلك أيضا في الإنجيل وتواتر القول به عيسي عليه السلام وهو قول الصابئة .وهذه الشريعة قال محمد أبو حزم : إنها أقدم الشرائع .بل القوم يظهر من أمرهم أنهم أشد الناس تعظيما لها وإيمانا بها . والسبب في ذلك أنهم يرون أنها تنحو نحو تدبير الناس الذي به وجود الإنسان بما هو إنسان , وبلوغ سعادته .الخاصة به وذلك أنها ضرورية في وجود الفضائل الخلقية للإنسان ,والفضائل النظرية والصنائع العملية ولا حياة له في هذه الدار ولا في الدار الآخرة إلا بالفضائل النظرية ,وإنه ولا واحد من هذين يتم ولا يبلغ إليه إلا الفضائل الخلقية ,وأن الفضائل الخلقية لا تتمكن إلا بمعرفه الله تعالي وتعظيمه بالعبادات المشروعة لهم في مله مله , مثل القرابين والصلوات والأدعية وما يشبه ذلك من الأقاويل التي تقال في الثناء علي الله تعالي وعلي الملائكة والنبيين . ويرون بالجملة أن الشرائع هي
الصنائع الضرورية المدنية التي تأخذك مبادئها من العقل والشرع , ولا سيما ما كان منها عاما لجميع الشرائع وإن اختلفت في ذلك بالأقل والأكثر.

قائمة المصادر :

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
(1) الإمام أبو حامد الغزالي , تهافت الفلاسفة ,تحقيق سليمان دنيا , الطبعة السابعة ,دار المعارف
(2) ابن رشد , تهافت التهافت , محمد العريبي ,دار الفكر اللبناني ,بيروت
(3) ديكارت, مقال عن المنهج ,ترجمة محمود محمد الخضيري ,المصرية العامة للكتاب , 1985م
قائمة المراجع :
1) فيصل بدير عون , فلاسفة الإسلام في المشرق والمغرب , الطبعة الرابعة ,مكتبة الحرية الحديثة
2) أميرة حلمي مطر ,الفلسفة اليونانية تاريخها ومشكلاتها , دار قباء , 1998م
3) محمد علي أبو ريان , تاريخ الفكر الفلسفي أرسطو والمدارس المتأخرة , الطبعة ألأولي , دار الوفاء , 2007م

نوع القضاء في كل قضيةمن خلال مدونة الأسرة

• دعوى الإذن بالتعدد

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح، وعلنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية
الفصول المنظمة: من المادة 40 إلى المادة 46 من مدونة الأسرة

• دعوى النفقة .

نوع القضاء : قضاء فردي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية
الفصول المنظمة : من المادة 187 إلى المادة 205 من مدونة الأسرة

• دعوى الحالة المدنية .

نوع القضاء: قضاء فردي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة : قانون الحالة المدنية رقم 37.99

• كفالة الأطفال المهملين .

نوع القضاء: قضاء فردي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: ظهير شريف رقم 1.02.172 الصادر في فاتح ربيع الأخر 1423 الموافق ل 13 يونيو 2002 بتنفيذ القانون رقم 15.01 المتعلق بكفالة الأطفال المهملين

• دعوى ثبوت الزوجية .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة : مسطرة كتابية و إن كان اغلب المحاكم لا تستلزم بشأنها تنصيب محام ، نظرا للطابع الأسري الذي تكتسيه هده الدعوى
الفصول المنظمة : المادة 16 من مدونة الأسرة

• دعوى الحضانة .

نوع القضاء: قضاء جماعي ما عدا أداء واجب الحضانة
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: من المادة 163 إلى المادة 186 من مدونة الأسرة

• دعوى النسب .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: من المادة 150 إلى المادة 162 من مدونة الأسرة

• دعوى تذييل حكم أجنبي بالصيغة التنفيذية .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة الفصلان 430 و 431 من قانون المسطرة المدنية و الفصل 128 من مدونة الاسرة

• دعوى تمويت الغائب أو المفقود .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: من المادة 325 إلى المادة 328 من مدونة الأسرة

• دعوى التقديم .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: من المادة 229 إلى المادة 235 و المادة 244 إلى المادة 276 من مدونة الأسرة

• دعوى التحجر .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: من المادة 212 إلى المادة 228 من مدونة الأسرة

• الدعوى المقدمة في إطار تدبير الأموال المشتركة أثناء فترة الزواج .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: المادة 49 من مدونة الأسرة

• دعوى القسمة .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: الفصل 977 إلى الفصل 981 من قانون الالتزامات و العقود
المادة 395 من مدونة الأسرة
الفصول المنصوص عليها في ق.م.م و قواعد الفقه الإسلامي المعمول بها وفق المذهب المالكي

• دعوى الطلاق قبل البناء .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة : مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : من المادة 78 إلى 80 من مدونة الأسرة

• دعوى الطلاق الرجعي .

نوع القضاء : قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة : مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : من المادة 78 إلى المادة 93 من مدونة الأسرة

• دعوى طلاق التمليك .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة 89 من مدونة الأسرة

• دعوى الطلاق الخلعي .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة: من المادة 115 إلى المادة 120 من مدونة الأسرة

• دعوى الطلاق بالاتفاق .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة 114 من مدونة الأسرة

• دعوى التطليق للشقاق .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة من 94 الى 97 من مدونة الاسرة

• دعوى التطليق بسبب الاخلال بشرط في عقد الزواج .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة من 99 مدونة الأسرة

• دعوى التطليق للضرر .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة من 99 الى 101 من مدونة الاسرة

• دعوى التطليق لعدم الإنفاق .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة من 102 إلى 103 من مدونة الأسرة

• دعوى التطليق للغيبة .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية
الفصول المنظمة : المادتان 104 و 105 من مدونة الأسرة

• دعوى التطليق للعيب .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة من 107 إلى 110 من مدونة الأسرة
• دعوى التطليق للإيلاء و الهجر .

نوع القضاء: قضاء جماعي

نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة 112 من مدونة الأسرة

الصفحة الرسمية للأستاذ اسعيدي فؤاد

فروع تخصص علم النفس‎

يعتبر تخصص علم النفس من أكثر التخصصات الجامعية التي تضم العديد من الفروع، مما يتيح للطالب حرية الاختيار من بينها بحسب ما يراه مناسبا لانتمائه وطموحه، وهذا ما يجعله ينطلق إلى رحاب العمل بسهولة بعد التخرج. فيما يلي فروع علم النفس وأقسامها.‎
✅علم النفس العام: يعتبر من أساسيات فروع علم النفس سواء كانت النظرية أم التطبيقية، حيث يتضمن مداخل علم النفس والتعريفات الأساسية للفروع الأخرى.‎
✅علم النفس الفلسفي: يدرس الطالب العلاقة بين الفلسفة وعلم النفس وتأثيرها على سلوكيات وأنماط الأفراد والمجتمع.‎
✅علم النفس الاجتماعي: يدرس الطالب في هذا الفرع علاقة الفرد بالمجتمع وتأثره به وتأثيره فيه، إضافة إلى دراسة سلوكيات الجماعة ككل ومدى تأثر الفرد بها.‎
✅علم النفس الرياضي: يدرس الطالب الأثر النفسي على الفرد أثناء الأداء الرياضي ومدى تأثره به، وتفسير السلوك الرياضة والعوامل المؤثرة فيه.‎
✅علم النفس المرضي: دراسة تختص بالأمراض النفسية والاضطرابات العقلية وأسبابها وطرق علاجها.‎
✅علم النفس السياسي: يعني بدراسة السلوك السياسي وفهم السياسية وعلاقة السياسيين بها ومدى تأثرهم بالسياسة وتأثيرهم السياسي على المجتمع، ودراسة العلاقة التي تربط بين السياسة وعلم النفس.‎
✅علم النفس السياحي: يعني بدراسة فهم السلوك الفردي وعلاقته بالعمل السياحي، كما يعني دراسة المشكلات التي قد تواجه الأشخاص العاملين بالسياحة وعلاقتها بالسائحين.‎
✅علم النفس التنموي: يعني بدراسة التطور الإنساني بمعنى فهم التطور التنموي الذي يحدث للإنسان في مراحل نموه منذ نعومة أظافره مرورا بسن المراهقة وانتهاءً بمرحلة الشيخوخة، ومدى تأثره بالمراحل العمرية التي يمر بها وتأثيرها على سلوكياته.‎
✅علم نفس الصحة: يهتم فرع دراسة علم النفس الصحي بفهم سلوكيات الأفراد وتأثرها بالصحة والمرض، وتأثير العامل النفسي على صحته.‎
✅علم النفس الفسيولوجي: وهو يعني بدراسة العلاقة التي تربط بين السلوك الإنساني والأعضاء الفسيولوجية.‎
✅علم النفس العصبى المعرفي: هو ” ذلك العلم الذى يقوم بدراسة العلاقة بين السلوك البشرى ( متمثلاُ فى الجانب المعرفى ) والجهاز العصبى ( متمثلاً فى وظائف النصفين الكرويين للمخ الإنسانى ) وتستمد هذه الدراسة معلوماتها من أكثر من علم كعلم التشريح ، وعلم النفس البيولوجى ، وعلم النفس العصبى ، وعلم النفس الفسيولوجى ، وعلم النفس المعرفى فإذا كان علم النفس العصبى يبحث فى البنى العصبية للمخ الإنسانى فإن علم النفس المعرفى يبحث فى وظيفة تلك البنى العصبية.
✅علم النفس المعرفي: أحد فروع علم النفس الدقيقة، ويطلق عليه أيضا بعلم النفس الإدراكي، وهو يهتم بدراسة العمليات الذهنية الداخلية، وفهم الآلية التي تقوم عليها عملية التفكير لدى الإنسان وإدراكه وتذكره للأشياء، بالإضافة إلى إيجاد الحلول للمشكلات المتعلقة بها.‎
✅علم النفس الإنساني: فرع من الفروع التطبيقية لعلم النفس، ويعني بدراسة التحليل النفسي والسلوكي للإنسان، وتفسير الظواهر الإنسانية، وفهم حقيقة الفرد واندفاعه نحو رغباته الخاصة وكيفية إشباعها.‎
✅علم النفس الجنائي: يعني بدراسة وفهم سلوكيات المجرمين، والدوافع التي أدت بهم إلى ارتكابهم للجرائم، وردود فعلهم بعد الجريمة.‎
✅علم النفسي العقابي: يعني بدراسة العلاقة التي تربط بين الإنسان والضغوط النفسية التي يتعرض لها بسبب العقاب، مثل الضغوط التي يشعر بها المساجين، أو الضغوط التي يشعر بها الأطفال اتجاه معاقبة المدرس أو ولي الأمر له، ومدى تأثر سلوكياته بالعقاب.‎
✅علم النفس الصناعي: من فروع علم النفس التطبيقية، ويعني بفهم ودراسة سلوك العمال، ودراسة وعلاج المشكلات بين العمال ومدى تأثير ذلك على العمل والإنتاج، بالإضافة إلى دراسة الحوادث الناتجة عن العمل وأسبابها، وتحسين العلاقة بين الرئيس والمرؤوس، والتأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة، وتحليل المهن لتحقيق أكبر فائدة للإنتاج وتوفير الأجواء المناسبة لتحفيز العمال على قدرتهم الإنتاجية.‎
✅علم النفس التربوي: من الفروع الأساسية النظرية والتطبيقية لعلم النفس، وهو يعني بدراسة المبادئ العامة لعلم النفس وتطبيقها على أرض الواقع في المجال التربوي، بالإضافة إلى دراسة السلوك الإنساني عمليا في مختلف الأنماط التربوية.‎
✅علم النفس الإداري: يعني بدراسة ‎السلوك الإنساني‎ في مختلف المجالات الإدارية دراسة عميقة تتضمن التحليل والتصنيف والتفسير لهذا السلوك وتأثيره على المجال الإداري.‎
✅علم النفس الأسري: هو دراسة وتحليل الأسرة وعلاقتها بالمجتمع، وعلاقة الفرد بالأسرة والعائلة، ودراسة وفهم سلوكيات العائلات الأسرية وعلاقتها ببعضها البعض، وحل المشكلات التي تواجه أفراد الأسرة.‎
✅علم النفس البيئي: هو دراسة السلوك الإنساني ومدى تأثره بالبيئة المحيطة به.‎
✅علم نفس المرور: يعني بدراسة سلوك الفرد في الطريق والمرور، وحل المشكلات التي يتعرض لها الفرد في الطريق، وتحسين سلوكياته لتفادي أخطار المرور وحوادثها ولتحسين حركة المرور.‎
✅علم نفس الموسيقى: يهتم بكل ما يتعلق بالموسيقى والموسيقيين، وتفسير كيفية تلقي الموسيقى والاندماج بها.‎
✅علم النفس القانوني: يتناول هذا الفرع كل ما يخص القانون، كالمؤسسات القانونية والأشخاص الذين يتعاملون مع القانون بصفة مباشرة، ودراسة المبادئ القانونية والاجتماعية وكيفية تطبيقها.‎
✅علم نفس الفروق الفردية: دراسة علم النفس تهتم بتحديد الفروق الجسمية والفردية في الإنسان وكيفية التعامل معها، ومدى تأثيرها على الفرد، والأشخاص فيما بينهم.‎
✅علم النفس الديني: ويُعرف أيضا بعلم نفس الأديان، يهتم هدا الفرع بالأمور الدينية والروحانية من جميع الجوانب، نشأتها، تطورها، سلوك الفرد المتدين وتأثره بالمعتقدات الدينية وأثر ارتباطه بالدين بسلوكياته وانفعالاته.‎
✅البرمجة اللغوية العصبية: دراسة تعني بكيفية تطوير السلوك الإنساني وتوجيهه نحو الإبداع ومساعدة الآخر للوصول إلى النجاح الحقيقي والإنجاز الأفضل، وذلك عن طريق عدة أساليب تعتمد في تطبيقها على المبادئ الإدراكية والحسية واللغوية لدى الإنسان.‎
✅علم النفس الحربي: من الفروع الحديثة التي تُدرّس مؤخرا في علم النفس، حيث يتناول دراسة إعداد وتنظيم الجيش وفقا لمبادئ وأساسيات علم النفس.‎
✅علم النفس التجريبي: أو السيكوفيزيقيا، من فروع علم النفس الحديثة، ويعتبر أحد الفروع الأساسية، حيث يتناول دراسة تطوير طرق وأساليب البحث العلمي بوسائل ابتكارية، إضافة إلى دراسة بعض الظواهر النفسية مثل التذكر والتعلم والإدراك.‎
✅علم النفس البيولوجي: ويُعرف أيضا بعلم النفس الحيوي أو علم الأعصاب السلوكي، يهتم بدراسة كيفية تطبيق علم الأحياء على العمليات السلوكية والعقلية لدى الإنسان، وعلاقة الأمراض النفسية التي يعاني منها الفرد بتكوينه البيولوجي ومعرفة ما إذا كانت تلك الأمراض لها علاقة بالوراثة أم أنها مكتسبة.‎
✅علم النفس الدوائي: يهتم هذا الفرع بدراسة أنواع الأدوية والعقاقير التي يتم أخذها في الحالات العصبية والنفسية، وتصنيفها وفقا لآلية عملها، وكيفية تأثيرها على الجهاز العصبي للإنسان وعلاقة تلك الأدوية بالجانب النفسي للمريض.‎
✅سيكولوجية الحيوان: يهتم بدراسة سلوكيات الحيوانات والعلاقة بينها وبين تطور السلالات، وعلاقة الإنسان وسلوكياته بسلوكيات الحيوانات وفهمها.‎
✅علم النفس الدينامي: أحد فروع علم النفس، حيث يهتم بدراسة التحليل النفسي وفقا لمدرسة الجشطالت، وهي إحدى المدارس النفسية التي تقوم على قانون الكل أكبر من مجموع الأجزاء.‎
✅الأمراض السيكوسوماتية، ويعرف بالطب النفسجسمي، أو الأمراض النفسجسمية، وهو فرع من فروع الطب النفسي، يعني بدراسة الأمراض التي تتأثر بالعوامل النفسية والذهنية بشكل كبير على المريض، بمعنى أدق تلك الأمراض التي لا يجد لها الطبيب تفسيرا عند الفحص السريري وتعود أسبابها للحالة النفسية الخاصة بالمريض مثل أمراض الصداع النصفي، الإكزيما، أو القولون العصبي وغيرها.‎
✅سيكولوجية الإدمان: أحد فروع دراسة علم النفس أو الطب النفسي الهامة، حيث يعني بدراسة كل ما يتعلق بسلوكيات الفرد المدمن، والعمليات الاضطرابية التي يتعرض لها المدمن، وكيفية اكتشاف أسباب الإدمان وطرق العلاج النفسية التي تعتمد على مبدأ المكافأة.‎
✅علم النفس السريري (الكلينيكي): من أكثر فروع علم النفس انتشارا، وهو من أهم فروعه أيضا، حيث أنه من أساسيات العلوم النفسية التي تعتمد على دراسة وفهم النظرية السريرية، وطبيعة العلاقة بين المريض النفسي والضغوط أو الاضطرابات التي يعاني بها، وكيفية التغلب عليها وتشخيصها تشخيصا علميا دقيقا.

سنة هجرية جديدة 1442

أيها الإخوة المؤمنون :
مع ذهاب هذا العام ، ومجيء العام الجديد ينبغي أن ندرك خُطورة الوقت ..

الوقت أثمن شيءٍ نملكه في الدنيا ، إنّك بالوقت تعرف الله عزّ وجل ، فإذا استهلكته في أهداف رخيصة ، في مشاحنات فارغة ، في القيل والقال ، إذا استهلكت الوقت الثمين في سفاسف الحياة ، فقد غامرت برأس مالك ، رأس مالك الأوْحد هو الوقت ، فكيف ستمضيه ؟

قال رسول الله ﷺ : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه )

إنّكم في زمن هدنة ، وإنّ السير بكم سريع ..
ليسأل كل واحد منّا كيف مضت عليه هذه السنون ، يقول لك أحدهم قبل قليل كنت في المدرسة الإبتدائية والآن لك زوجة وأولاد ، وأولادك في المدرسة الإبتدائية ، وقد زوَّجْت أولادك !

فهل بقيَ لك من العمر بمثل ما مضى ؟

(معترك المنايا كما قال عليه الصلاة والسلام بين الستّين والسبعين )
ومن بلغ سنّ الأربعين فقد دخل أسواق الآخرة
ومن بلغ الستّين فهو كفاكهةٍ أيْنَعَتْ وحان قطافها
فما بالُ هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا ؟
ماذا أعْددْت لساعة الموت ؟
ماذا أعددْت لساعة الرحيل ؟
ماذا أعددْت لساعة الفراق ؟
ماذا أعْددْتَ لِتَرك الأحبّة ؟
ماذا أعددْت لِتَرك هذا البيت ؟

أيام تمضي بنا سريعاً، من شتاء إلى خريف، إلى ربيع، إلى صيف، إلى شتاء ..
أيام تمضي سريعاً، من أوّل الأسبوع إلى آخره، ومن أول الشهر إلى آخر الشهر، ومن أول السنة إلى آخر السنة … الأياّم تمضي سريعاً .

فكلّ شيء في الدنيا بلا ثمَن ..
مهما كنت غنيًّا ، لابدّ من قبرٍ يضمّك
مهما كنت وجيهًا ، لابدّ من نزول القبر
الليل مهما طال فلا بدّ من طلوع الفجر
والعمر مهما طال فلابدّ من نزول القبر

نظم وقتك، ضع برنامج لحياتك، للقاءاتك، لمطالعتك، لقراءة القرآن، لعباداتك، لذكر ربّك، للعمل الصالح، للجلوس مع أهلك، مع أولادك، للذهاب في نزهة ..

عندكم عبادات، عندكم مهمات، عندكم أولاد، عندكم أزواج، عندكم أهل، عندكم متطلبات، عندكم إلتزامات ..
لكن حينما تنظم وقتك، وتأخذ بالأسباب كلها، ثم تتوكل على الله، وتسأل الله الرزق الحلال، وتخرج من بيتك في وقت مبكر .. الله عزّ وجلّ في عليائه يتولى بذاته العلية أن يرزقك رزقاً كثيراً حلالاً طيباً مباركاً فيه..

فلسفة العقل والدين عند كل من الفلاسفة اسبينوزا وكانط وهيغل

بسبب ما يشهده العالم حاليًا من عنف وفوضى وتقلبات حدّية، تعود أطروحات فلسفية وضعها سبينوزا، وكانط، وهيغل، إلى الواجهة، حيث إن دراستها بتمعن وفهمها قد يساعد في التفكر في المستقبل.
تعتبر الفرنسيّة كاترين غوليو أن سبينوزا، وكانط، وهيغل هم الأكثر حضورا في عالم اليوم الذي يشهد تقلبات عنيفة، وبروز العديد من المذاهب والإيديولوجيات التي تحرض على العنف والكراهية، وعودة الشعوذة والسحر للمجتمعات في الدول المتقدمة. وفي ذلك كتبت تقول: “نساء يحاكمن بالإعدام اعتمادا على القرآن لأنهن اغتصبن. أميركيون يؤكدون أن العالم خلق بحسب روزنامة سفَرَ التكوين. شخصيّات أوروبية كبيرة ونافذة تسافر إلى إفريقيا السوداء لدراسة السحر والانتفاع من “فضائله”. هل نحن على وشك الانحدار إلى عالم الجنون مستعملين الأسلحة التي هي أسلحتنا، والتي هي حرية الفكر والوجود، والعقل، والأخلاق، والقانون، والحق، والكثير من المفاهيم التي كان قد طالب بها منذ قرون عدة كلّ من سبينوزا، وكانط وهيغل ضد السلطة الدينية، وضدّ استبداد الحكام، والأمراء، وكان سلاحهم الوحيد في تلك المقاومة الشرسة للتصدي لكلّ هذا هو قوة الفكر المناهضة لكلّ شكل من أشكال الشعوذة، ولكلّ ما يتنافى مع العقل البشريّ، ومع المبادئ التي تدعو إلى التسامح، والتضامن بين الشعوب؟ لذا فإن أطروحاتهم الفلسفيّة لا تزال تسكننا إلى حدّ هذه الساعة حتى وإن لم نكن واعين بذلك. وربما لأن الفلاسفة الذين ذكرت عسيرون إلى حد ما عن الفهم فإننا أهملناهم لنهتم برطانة المختصين. مع ذلك لا بد من العودة إليهم والى نصوصهم واطروحاتهم لكي نتعلم كيف نفكر حول قضايا عصرنا الراهن”.

مؤسسو الفلسفة الحديثة

ويرى الفرنسي الآخر جان ميشال باستييه أن سبينوزا وكانط وهيغل هم المؤسسون للفلسفة الحديثة بجميع فروعها. وهم كانوا أول من خلّص الفلسفة من هيمنة السلطة الدينيّة، ونادوا بأن يكون الإنسان حرّا لكي يكون موجودا بالفعل، داعين إياه إلى التفكير بدوره حول العالم بالاستناد إلى العقل”. وفي مقالة، ذكر بيار- فرانسوا مورو أن الفيلسوف الهولندي باروش سبينوزا (1632-1677) هو اليوم الفيلسوف الأكثر قربا منّا. لذا لا تزال مؤلفاته تحظى باهتمام القراء والنقاد على حد السواء. وقد منح سبينوزا أولويّة للعقل، مستندا في ذلك إلى التطورات العلمية التي شهدتها أوروبا في القرن السابع عشر. لهذا السبب، شنّت ضدّه السلطة الدينيّة اليهودية التي تنتمي إليها عائلته هجمات عنيفة متهمة إياه ب”الإلحاد والكفر”. وجرّاء مثل هذه التهم، ذاق الأمرين. مع ذلك رفض التراجع عن أفكاره.

ويقول بيار -فرانسوا مورو بإن سبينوزا هو الوحيد الذي استطاع أن يطبق منهج ديكارت تطبيقا جذريّا في المجالات التي أستبعدها ديكارت من منهجه، خاصة في مجال الدين، ويعني بذلك الكتب المقدسة، والكنيسة، والعقائد، والتاريخ المقدس …ألخ…لذلك كانت هناك محاولات لاغتياله في حين أن ديكارت كان صديقا لرجال الدين الذين كانوا موجودين في منهجه باعترافه هو نفسه، كدعامة للدين، ونصرة لعقائده. ثمّ إن سبينوزا طبّق منهج الأفكار الواضحة والمتميّزة في مجال الدين والعقائد. فليس العقل فقط هو أعدل الاشياء قسمة بين الناس، بل هو أيضا أفضل شيء في وجودنا، ويكون كماله خيرنا الأقصى. وسبينوزا هو أيضا الوحيد بين الديكارتيين الذي طبق منهج ديكارت في السياسة، فدَرسَ أنظمة الحكم، وقارن بينها، وانتقد الانظمة التسلطيّة القائمة على حكم الفرد، لينتهي الى القول بإن النظام الديمقراطي هو النظام الاكثر اتفاقا مع العقل ومع الطبيعة.

“الناس يستخدمون الدين ذريعة”

ويرى سبينوزا أن الكثير من الناس يستخدمون الدين ذريعة ليفعلوا ما يشاؤون. وفضلا عن ذلك، فإن الانقسام إلى شيع، والى ملل، لا ينشأ عن رغبة صادقة في معرفة الحقيقة (لأن هذه الرغبة تؤدي إلى الطيبة والتسامح)، بل عن شهوة عارمة للحكم. ومن ذلك يتبيّن بوضوح أن دعاة الفتنة هم أولئك الذين يدينون كتابات الآخرين، ويثيرون غضب الشعوب ضدّ مؤلفيها. وهم مثيرو الشغب الحقيقيين الذين يريدون في دولة حرة القضاء على حرية الرأي التي لا يمكن القضاء عليها. ومن كل هذا، يستخلص سبينوزا ما يلي:

-1: مستحيل سلب الافراد حريتهم في التعبير عن ما يعتقدون.

-2: لا يهدد الاعتراف بهذه الحرية حقّ السلطة العليا وهيبتها، ويستطيع الفرد الاحتفاظ بحريته دون تهديد لهذا الحق بشرط ألاّ يسمح لنفسه بتغيير قوانين الدولة المعترف بها أو بأن يفعل شيئا ضد القائمين بها.

-3: يستطيع الفرد أن يتمتع بهذه الحرية من دون ان يكون ذلك خطرا على سلامة أمن الدولة وعلى التقوى.

وأما فلسفة كانط (1727-1804) كما يرى إلى ذلك لوك فيري، والتي تزامن ظهروها مع الاكتشافات العلميّة الكبيرة خلال القرن الثامن عشر، فهي تقوم على اعطاء القيمة العليا للإنسان الذي يتحتم عليه، بحسب الإمكانيات المتاحة له، منح معنى للعالم من وجهة نظر المعرفة، والأخلاق، والمصالح السياسية.

وفي مؤلفه الذائع الصيت “نقد الفكر الخالص”، الصادر عام 1781، يطرح كانط أفكاره على النحو التالي: إذا ما كان العالم قد أصبح فوضويا، ونسيجا من القوى المتصارعة والمتقاتلة، فإنه يتحتم على رجل العلم بواسطة قوة عقله، أن يعيد النظام للعالم، وأن يمنح الواقع معنى من جديد. وهذه هي بحسب رأيه مهمة العلوم الحديثة التي لا تقوم على التأمل في تراث الإغريق القدماء، وإنما على العمل، وعلى البلورة الحيوية، وتأسيس قوانين تسمح بإعادة الانسجام والهدوء لعالم يتخبط في الفوضى.

وفي كتابه المذكور، عبّر كانط عن موقفه من الدين، وكتب في ذلك يقول: “إن قرننا (يعني بذلك القرن الثامن عشر) هو قرن النقد من دون منازع .النقد الذي يجب أن يرضخ له كلّ شيء بما في ذلك الدين بحكم قداسته والتشريعات بحكم مهابتها”. وكان كانط من أكثر المتحمسين للدفاع عن التنوير، وهو يعتبر “الأنوار” “لحظة خروج الإنسان من حالة الخنوع التي يتحمل مسؤوليتها هو أيضًا. كما أنها – أي ألأنوار- بداية تبشر بعصر جديد، يتميّز بالانفتاح، والحرية بالاستناد إلى العقل في الأمور المتصلة بالدين.

ويعتقد فرانسوا كارفيغان أن هيغل (1770-1831) وسّع مجال الفلسفة، وفتح أبوابا جديدة لم يتمّ طرقها من قبل. وقد أتاحت له معارفه الموسوعية بأن يلقب بـ”أرسطو” عصره. فقد اهتم بالكيمياء، وبعلم التنجيم، وبعلم النفس، وبالاقتصاد، وبالسياسة، وبالفنون بجميع أنواعها. كما اهتم بالتاريخ اهتماما كبيرًا.لذا يمكن أن نقول بإن جميع الفلاسفة الذين اشتهروا في القرنين التاسع والعشرين مثل ماركس، ونيتشه، وكيركوغارد، وكوجيف، وهايدغر، وغيرهم استندوا إلى فلسفته، ومن وحيها بلوروا مفاهيم وأطروحات جديدة.

وعن هيغل كتب فرانسوا كيرفيغان يقول:”في الفلسفة الهيغلية، لا تحتل فلسفة مفهوم الأنا العزيزة” مكانا كبيرا إذ أن هيغل يمقت التحدث عن نفسه مخيرا موقع الكاتب الذي يكتب ما تمليه عليه روح العالم.

مع ذلك هو يحكم علينا بأن نقوم بتفسيره. وهو يقول بإنه من الغباء أن نحلم بأن أيّ فلسفة مهما كان نوعها، يمكن أن تتعدى حدود العالم الذي تبرز فيه. إن فلسفة هيغل لا تتحدث اذن عن عالمنا، لكنها تمنحنا أدوات قوية لكي نتوصل الى التفكير في ماهيته. وكان هيغل أول من طرح أيضا مسألة “نهاية التاريخ” التي أختارها فوكاياما لكي تكون حجر الزاوية في أطروحاته بعد انهيار الشيوعية

سيكولوجية الجماهير – غوستاف لوبون

قراءة في كتاب سيكولوجية الجماهير – غوستاف لوبون
الجزء الأول : الطالبة حنان السملالي
الجزء الثاني : الطالب أسامة البحري
الجزء الثالث : الطالبة رشيدة رخوخي
طلبة شعبة علم الاجتماع – بني ملال – جامعة السلطان مولاي سليمان
سيكولوجيا الجماهير “الجزء الأول”
بقلم الطالبة حنان السملالي
في ما مضى كانت السياسة التقليدية للدول و المنافسة بين الحكام هي التي تشكل العوامل الأساسية التي تحرك الأحداث ، و لم يكن لرأي الشعوب في الغالب الأعم قيمة ، و لكن بدخول الطبقات الشعبية في الحياة الساسية و تحولها بالتدريج إلى طبقات قوية قائدة أصبح صوتها راجعا و غالبا بل قادرا على قلب الموازين ، تلك القوة استمدت عن طريق نشر بعض الأفكار التي زرعت في النفوس ثم رويدا رويدا ، بواسطة تجمع و احتكاك و تكتل الأفراد من خلال الروابط و الجمعيات تجسدت مفاهيم التي كانت مجرد نظرية ، فأصبحت المطالب واضحة أكثر فأكثر و تميل الى قلب و تدمير المجتمع الحالي ، فالعقائد الجديدة سوف تكتسب قريبا نفس قوة العقائد القديمة ، لذلك يكفي القيام بتمعن شديد و فاحص للأحداث التي تمخضت عنها التحولات العظمى ، ليتضح ان السبب الحقيقي الكامن وراء ما يبدو كأسباب ضاهرية هو في الحقيقة تغير عميق يصيب الشعب ، فصح القول إذن “انما تتناقله كتب التاريخ ليس سوى آثار مرئية لمتغريات لا مرئية يصيب عواطف البشر ” و في نهاية القرن التاسع عشر تزايد عدد الجماهير على سطح المسرح الاوروبي ، و راحت اعمالهم المباغتة ، فبدأ الباحثون و المفكرون الفرنسيون الايطاليون ، يتحدثون عن ظاهرة الجماهير المجرمة ، المجرمون الجماعيون الذين يهددون امن الدولة ، النظام الاجتماعي القائم و طمأنينة اىمواطنين و شلامتهم ، هكذا أصبحت الدراسة العلمية للجماهير تمر من خلال علم القانون الجماهيري ، و كان سيكهبل اول من بلور هذه النظرية و خلع مفهوم تقنيا عن الجماهير ، و حسبه هي كل الحركات الإجتماعية ، و المجموعات السياسية من الفوضوية إلى الإشتراكية ، زد على ذلك العمال في حالة الاضراب ، علاوة على ذلك التجمعات الحاصلة في الشوارع ، فتبلورت بذلك ثلاث أجوبة : 1 : جماهير ضد المؤسسات القائمة :
أشخاص شادون عن المجتمع فصار الجمهور = رعاع / اوباش ، 2 : جماهير مجنونة بطبيعتها : ان تعلقت او احبت شيئا او شخصا تبعته و تابعته حتى الموت ، 3: جماهير مجرمة = بما أنها مؤلفة من رعاعو أوغاذ (الحاقدين) فذلك معناه : عنف – سب – شتم – عصيان – جنوح عن القانون ، لكن لوبون و هو يراكم تجربته التي دمج فيها كل النظريات البيولوجية / الانثربولوجية / السيكولوجية ، راح شيئا فشيىأ يبلور نظريته المعلقة بسيكولوجياالشعوب / نفسية الشعوب و الأعراق البشرية ، فاثناء دراسته لقضايا علم النفس ، اصطدم بظاهرة الجماهير (الحركات الشعبية و الارهاب ، فكان ذكيافي طريقة تناوله لهذا الموضوع من وجهة نظر لم تكن سائدة ، فبنى نظرية متكاملة و متماسكة بدأ بتشخيص أوضاع الديموقراطية البرلمانية التي تولدت عن الثورة الفرنسية لم يقل بأن الحل في الرجوع الى الماضي و لا الى الاشتراكية و انما اصلاح النظام البرلماني بشكل يناسب اوضاع الجمهور المستجدة ، ثم اكد ان قوى الحاكم و الحكم تؤدي الى استقرار النظام الاجتماعي و انعدام القوة تؤدي الى الفوضى و الى احتلال الاوضاع ، فمنهجيته التحليلة لم يجدها في التاريخ و الاقتصاد ، بل في “علم النفس ” فحسب و في هذا الصدد يقول “علم النفس يعلمنا ان هناك روحا للجماهير ” ، روح مكونة من الانفعالات البدائية و مكرسة بواسطة العقائد الايمانية القوية و البعيدة عن التفكير العقلاني و المنطقي فكرته الاساسية بسيطة جدا : كل الكوارث الماضوية التي بليت بها فرنسا و كل هزائمها تع الى هجوم الجماهير على مسرح التاريخ ، فضعف النظام البرلماني الديمقراطي اذن راجع الى الجهل بقوانين علم النفس و طرائق تسيير الجماهير ، و بين عشية و ضحاها اصبح لوبون الاستاذ الفكري لمرحلة كاملة باسرها و حافظ عليها حتى نهاية حياتخ “المديدة” و مادمنا نتناوله بالتحليل في هذه الاثناء فاكيد ان كتابه منح لصاحبه خلودا فكريا ، فكان بذلك بنثابة المانيفيست الذي دشن علم النفس الاجتماعي و الجماعي كما قال “موسكوفيتشي” ، بهذا نال غوستاف لوبون : شهرة واسعة و مكانة رفيعة ، فصار كتابه هذا المرجع الوحيد الذي قررته الجامعة في برامجها حول علم النفس الاجتماعي ، و من خلال ما سلف ، يتضح ان : معرفة نفسية الجماهير تشكل المصدر الاساسي لرجل الدولة الذي لا يريد ان يحلم كليا من قبلها ، زد على ذلك ان نفسية الجماهير تبين مدى ضعف تأثير القوانين و المؤسسات على طبيعتها الغرائزية ، و بهذا فقد تطرق لوبون في فصله الاول من عمله سيكولوجية الجماهير ، لكلمة الجمهور ، فهي تعني في المعنى العادي تجمعا لمجموعة من الافراد ايا كانت هيوتهم القومية / مهنتهم ، لكن من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي ” جمهور ” يصبح له معنى اخر ، ففي ظروف معينة يمكن لتكتل ما من البشر ان يمتلك خصائص جديدة مختلفة تماما عت خصاىص كل فرد يشكله ، انذاك تنطمس الشخصية الواعية للفرد و تصبح عواطف / افكار الوحدات الصغرى المشكلة للجمهور في نفس الاتجاه ، فتتشكل روح جماعية مؤقتة . بدون شك لكنها تنفتح بخصائص متبلورة تماما عندئذ ستصبح هذه الجماعة : جمهورا حسب لوبون منظما / جمهورا نفسيا ، فتتشكل بذلك “كينونة واحدة ” و تصبح خاضعة “لقانون الوحدة العقلية للجماهير ” ، فأي تجمع عن طريق الصدفة لا تخلع عليهم خصائص الجمهور المنظم ، فألف فرد مجتمعون بالمصادفة على الساحة العمومية بدون هدف محدد لايشكلون إطلاقا جمهورا نفسيا ، لكن هذا لا يتطلب بالضرورة الحضور المتزامن للعديد من الأفراد في نقطة واحدة / شعب بأكمله قد يصبح جمهورا نفسيا بدون تجمع مرئي ، فما أن يتكون الجمهور النفسي حتى يكتسب خصائص عامة و مؤقتة و قابلة للفرز فتنضاف خصائص متغيرة خاصة بحسب العناصر التي يتألف منها و التي يمكن أن تعدل بنية العقلية ، و هذا يدل أن الجماهير قابلة للتصنيف، هذا الأخير سيبين لنا أن هناك خصائص مشتركة بين الجماهير
المتجانسة و الغير متجانسة و الأكيد أن هناك إلى جانب ما هو مشترك هناك ، خصوصيات تتيح لنا إقامة التمايز بينهاة، و لهذا فليس من السهل دراسة روح الجماهير ، ذلك لأن تركيبتها تختلف ليس فقط بحسب : العرق البشري / تشكيلة الجماعات ،
غوستاف لوبون – سيكولوجيا الجماهير ” الجزء الثاني “
بقلم الطالب أسامة البحري – شعبة علم الاجتماع – بني ملال
يرى لوبون في بداية الكتاب الثاني من عمله سيكولوجية الجماهير أن هناك عاملين أساسين يؤثران في الجماعة ، عامل بعيد : و يعني المؤثرات الخارجية ، كما نجد في علاقة الثورة الفرنسية بأعمال المفكرين و الفلاسفة ، ثم عوامل مباشرة : التي تعني تكدس كل المؤثرات الخارجية في قبضة واحدة ، مما يدفع بالجماهير الى إحداث عامل مباشر و هو الثورة (فصل الدين عن الساسية مثلا)، و من بين العوامل البعيدة ، نجد : التقاليد الموروثة ” العرق / الزمن / المؤسسات / التربية / التعليم ، فالعرق حسب لوبون هو عبارة عن سلسلة تاريخية تلتبس البيئة الحاضراتية (تقسيم العمل داخل المنازل مثلا : المطبخ و السرير للانثى – المنزل باكمله للذكر ، التقاليد الموروثة : يعرفها غوستاف لوبون ، بانها ” الافكار و الحاجيات و العواطف الخاصة بالماضي فهي تمثل خلاصة العرق و تضغط بكل ثقل علينا 1″ فما تفعله هذه الاجزاء الماضوية حسب لوبون ، هو تكوينها لكائن فوق عضوي يسيطرعلى المخيال الإجتماعي ، ففي هذا الصدد يقول ” نرى ان الشعب هو عبارة عن كائن عضوي مخلوق من قبل الماضي ” ، فهذه الاجزاء الماضوية حسبه، تكون شبكة من التقاليد ، تطبع كل الافراد بما تحمله داخلها من افكار و مفاهيم : كحشومة – عيب الخ .. و يرى لوبون أيضا أنه بدون هذه التقاليد لا يمكن ان توجد حضارة و بدون اصلاح هذه التقاليد بالمنطق يستحيل أن يكون هناك تقدم ، الزمن ، فالبعد التاريخي / المفتوح الأمد يفتح عوالم التلاشي و التطور حينما يحضر الوعي ، فالحضارة أمام الوعي تتغير بتغير محتويات الماضي ، فإنها تتطور لتفتح عوالم التلاشي و التطور مرة أخرى ، و محور هذا التطور هي العلاقة التجاذبية التي يحققها الوعي بين الرأي و المعتقد ، و بهذا يقول لوبون :” ان التوكيد لا يلبث بعد ان يكرر تكرارا كافيا أن يحدث رأيا ثم معتقدا 2 ” ،و بهذا يكون الرأي هو المحدد للسلوك الفردي و الإجتماعي ، عن طريق تكراره بكل مواضع الجسد الإجتماعي مما يجعله معتقدا doxa ، يحافظ على مشروعية بقائه عبر جل المؤسسات الإجتماعية و السياسية، و في هذا الصدد يعرفها لوبون بأنها ” بنت الافكار و العواطف و الأخلاق و الطبائع التاريخية المكونة للثقافة ” لأنه بفعل ترسخها في الذهن ، بها ينظر الفرد إلى الوجود ، و بفعلها يجيب الفرد عن كل مثير يثيرلجسد بالواقع الإجتماعي ، و في هذا الصدد يرى لوبون ان التعليم دخل في دوامة الادلجة عبر فكرة التلقين التي غزت المخيال التدريسي ، و ” هكذا نجد ان الشابة او الشاب ما ينفكون منذ السنة الاولى ابتدائية و حتى الدكتوراه او شهادة التبريز ، ييتلع مضمون الكتب بدون ان يشغل عقله أو رأيه الشخصي ، فالتعليم بالنسبة له يتمثل في الحفظ و الطباعة 5″ ، فما يفعله هذا النظام المؤدلج حسب غوستاف لوبون هو تكوين ” إنسان مصنوع 6″
1 : غوستاف لوبون – سيكولوجية الجماهير – ص : 1012 : المرجع ذاته – الصفحة ذاته3 :غوستاف لوبون – الآراء و المعتقدات – ص : 1994 : غوستاف لوبون – سيكولوجية الجماهير – ص : 1055 : المرجع ذاته – ص : 1086 : المرجع ذاته – ص : 111
ففي هذا الصدد يقول لوبون “الانسان المدجن و المتزوج و المستسلم يدور في حلقة مفرغة الى ما لا نهاية ، فهو منغلق داخل وظيفته الضيقة 1″ ، و من خلال هذه الاحاطة بعلاقة الذات مع محيطها ، سينتقل بنا لوبون الى العوامل المباشرة في الفصل الثاني من الكتاب الثاني ، و بهذا فقد تكلم لوبون في بداية هذا الفصل ، عن دور الكلمة في اخضاع العقول ، فالكلمة حسب لوبون تشكل صورة في الذهن ، و تتشكل في صورة بالمجتمع ، كالرسومات على المدارس (امرأة تضع الخمار ، رجل يلبس اللباس التقليدي …. )، فهذه الصور حسب لوبون تعزز وجود الصورة الذهنية التي تمخضت عن جملة او كلمة ترسخت في المخيال بالتكرار ، و عندما تشعر الجماهير بنفور عميق من الصور التي تثيرها بعض الكلمات و” ذلك على أثر الانقلابات السياسية و المتغيرات التي اصابت العقائد ، فإن الواجب الأول لرجل الدولة الحقيقي هو تغيير هذه الكلمات 2″ ، ” و لهذا فيكفي على القادة أن يعرفوا اختيار الكلمات لكي يجعلوا الجماهير تقبل ابشع انواع الأشياء 3″ ، علاوة على ذلك الاوهام : فمن بين العوامل التي تخذر الاذهان حسب لوبون هي الوهم ، فقد ظهر لاول مرة بالمعابد ، ثم استخدمت الأصنام للتلاعب بالعقول ، ثم انتقل الى الدين ثم الى الفلسفة ثم الى الجسد الاجتماعي باكمله
1 : غوستاف لوبون – سيكولوجية الجماهير – ص : 112
: المرجع ذاته – ص : 1193 : المرجع ذاته – الصفحة ذاتها
سيكولوجية الجماهير – غوستاف لوبون ” الجزء الثالث” بقلم الطالبة رشيدة الرخوخي – شعبة علم الاجتماع – بني ملال
الفصل الأول: تصنيف الجماهير
هذا الكتاب يهم الخصائص الخصوصية التي تميز مختلف فئات الجماهير البشرية، ولكن قبل ذلك أقدم تصنيفا مختصرا لأنواع الجماهير البشرية، فيمكن تقسيمها إلى :
جماهير غير متجانسة وجماهير متجانسة :
— الجماهير الغير متجانسة تتألف من مجموعة من الأفراد بغض النظر عن مهنهم وثقافاتهم ….. وتنقسم بدورها إلى :

  • جماهير مغفلة : وتتمثل في جماهير الشارع وتتميز بغياب حس المسؤولية ، مثال : ثورات الربيع الديمقراطي ، الجماهير التي خرقت قانون الطوارئ الصحية بالمغرب.
  • جماهير الغير المغفلة : وهي المجالس البرلمانية ، وهيئات المحلفين.وتتميز بكونها أكثر تطورا ، ولها كذلك حس عالي بالمسؤولية .
    — فيما يخص الجماهير المتجانسة فتتألف من :
  • الطائفة : وهي المرحلة الأولى من مراحل تشكل الجماهير ، وتضم أفرادا مع اختلاف ثقافاتهم ومهنهم ، ومستوياتهم الاجتماعية، والذي يجمع بين أفرادها هو العقيدة أو الإيمان ، مثال : الطوائف الدينية ، الطوائف السياسية .
  • الزمرة : تشكل أعلى درجات التنظيم التي يمكن أن يصل إليها الجمهور ، وتحتوي على أفراد من أوساط متقاربة، ويمتهنون المهنة نفسها. مثال : الزمرة العسكرية ، الزمرة الكهنوتية .
  • الطبقة : تتشكل من أفراد ذوي أصول مختلفة وتجمع بينهم المصالح ، وبعض عادات الحياة ، والتربية المشتركة ، مثال : الطبقة البورجوازية ، الطبقة الزراعية.
    الفصل الثاني : الجماهير المدعوة بالمجرمة
    عندما تزول حالة الهيجان والانقياد الآلي التي تخضع لها الجماهير حينذاك يصعب وصفها بالمجرمة ، لكن هذه الصفة تلازمها وتلاحقها من طرف البحوث النفسية . فالجرائم التي ترتكبها الجماهير ناتجة عن تحريض ضخم ، يشعر معه المرتكب لهذه الجريمة أنه أدى واجبا وطنيا كبيرا ، وهذا ما لا يكون في حالة المجرم العادي.
    وكمثال موضح لما سبق : مقتل مدير سجن الباستيل بفرنسا ، السيد دولوني :
    في خطوة أولى استولت الجماهير على السجن وأخذوا يضربون المدير ، هناك من اقترح شنقه ، وآخرون يرون بسحله في الشارع، ووسط تخبطه بين أيديهم ضرب رجلا برجله دون قصد ، آنذاك اقترح أحدهم أن يكون قتل هذا المدير من نصيب ذلك الرجل ، ويروي أحد الشهود أن هذا الرجل كان طباخا متجولا ونصف متسكع ، وقد ذهب إلى الباستيل ليرى ماذا يحدث هناك ، ولما اتفق الجميع على قيامه بهذه المهمة ، ظن أنه بإنجازها سيؤدي عملا وطنيا ، قد يستحق أن يكافأ من أجله ، أعاروه سيفا ولكنه لم يكن مشحوذا بما يكفي لقطع رقبة المدير ، فأخرج سكينا من جيبه كان يستخدمه لتقطيع اللحم فأتم مهمته بنجاح.
    القوة الجماهيرية تؤثر بشكل كبير في عملية التحريض ، والاستحسان الجماعي للفعل يوحي إلى القاتل بأنه قام بعمل طبيعي ، بل عظيم ، ومثل هذا العمل هو إجرامي من الناحية القانونية ، لكن ليس من الناحية النفسية .
    الجماهير المدعوة بالمجرمة لها نفس الخصائص التي لدى جميع أنواع الجماهير ، كقابلية التحريض فمهما كان الفرد واعيا فإنه يقبل أن يحرض داخل جماعة الجمهور ، وكذلك السذاجة ، وسرعة التصديق ، فلا مجال لأن يتحرى الأفراد صدق الأخبار المنقولة بينهم من زيفها.
    الخصائص التي تحدثنا عنها نلمسها لدى هذا النوع من الجماهير، والتي تركت ذكريات بشعة ، وتعتبر الأكثر إجراما. جماعة سبتمبر، الذين شاركوا في مذابح شتنبر في فرنسا سنة 1792.
    الوقائع كما يحكيها الفيلسوف “تين” ، في هذه الأحداث لا أحد يعلم من أعطى الأوامر لارتكاب تلك المجازر، وقد ابتدأ الاقتراح التحريضي من تفريغ السجون عن طريق قتل المساجين وهذا الاقتراح الذي تلقاه الجمهور المكلف بعملية القتل والذي يتكون من ثلاثمائة شخص وهنا نشير إلى أنه نمط نموذجي على الجمهور الغير متجانس وكان يتألف من الحرفيين المختلفين ،والحدادين، والإسكافيين،والبنائين والموظفين،والوسطاء التجاريين ،وأصحاب الدكاكين،والحلاقين . فقد اقتنعوا أنهم يؤدون واجبا وطنيا كما سبق مع الطباخ آنفا،فهم لايعتبرون أنفسهم مجرمين بل هم القضاة والجلادين في آن واحد.
    في البداية سيتخلصون من النبلاء والكهنة والضباط باعتبار أن مهنهم تشكل جريمة في حد ذاتها ، ثم بعد ذلك يقتلون الآخرين.وفي خضم هذه المجازر يخيم على الجميع نوع من الفرح اللطيف ابتهاجا بمقتل الارستقراطيين ، فهم يغنون ويرقصون حول الجثث . وعندما انتبهوا إلى أن بعض النساء اللاتي يجلسن بعيدا نسبيا لا يرين المشهد جيدا ،أخذوا يمررون الضحايا بشكل بطئ بين صفين من الذباحين الذين يضربون بظهر السيف لكي يطيلوا مدة التعذيب قدر الإمكان.استمر ذلك لمدة نصف ساعة ،وبعد أن يرى الكل المشهد يجهزون عليهم بشق بطونهم.
    من صفات أولئك الجزارين أنهم صارمين، وأكثر دقة، وأمناء أيضا،فكل الذهب والجواهر التي يجدونها في جيوب الضحايا يقدمونها إلى اللجان.
    كما أن روح الجماهير تتميز أيضا بأشكال بدائية من المحاكمة العقلية. فبعد قتلهم لما يزيد عن اثني عشر ألفا من أعداء الأمة اقترح أحدهم أحدهم قتل العديد من الأفواه الجائعة والغير المفيدة والتي تتمثل في عدد كبير من المسجونين الشحاذين،والمتسكعين،وقد قبل اقتراحه . إضافة إلى العديد من أعداء الشعب الذين يقبعون في السجون أيضا،وقد قتلوا الجميع بما فيهم خمسين طفلا ماداموا سيصبحون أعداءا للشعب أيضا.
    وبعد أسبوع من العمل انتهت هذه المهمات كلها وذهب الجزارون إلى الاستراحة ، فهم مقتنعون أنهم قدموا خدمة كبيرة للوطن ويستحقون التنويه والمكافأة.
    الفصل الثالث : محلفوا محكمة الجنايات
    تعتبر فئة محلفوا محكمة الجنايات الفئة الأهم من بين فئات المحلفين ،وتعتبر أيضا نموذجا للجمهور الغير متجانس وغير المغفل،وتتميز بخصائص أساسية كالقابلية للتحريض،وهيمنة العواطف اللاواعية،وضعف القدرة على المحاكمة العقلية،وتأثير القادة والمحركين.
    هيئة المحلفين كجمهور لا يستطيعون اتخاذ القرارات باستخدام العقل ، فالذكاء لا يلعب أي دور ، وكمثال على ذلك أن مجمع العلماء والفنانين لا يصدر حول القوانين العامة أحكاما مختلفة جدا الأحكام التي تصدرها جمعيات البنائين والأميين . والإحصائيات تبين أن القرارات المتخذة من طرف هيئة المحلفين المؤلفة من الأساتذة والموظفين والأدباء …..، متماثلة مع القرارات المتخذة من طرف هيئة المحلفين المكونة من التجار الصغار ، وأرباب العمل الصغار …..
    وفي ما يلي ما قاله السيد بيرار دي غلاجو بهذا الصدد وهو رئيس سابق لمحكمة الجنايات:”في الواقع أن اختيار الهيئة المحلفة اليوم هو في أيدي أعضاء مجلس البلدية . وهم ينتقون الشخص أو يحذفونه بحسب هواهم وطبقا للمصالح السياسية والانتخابية الخاصة بوضعهم. وأغلبية المنتخبين مؤلفة من تجار أقل أهمية من أولئك الذين يختارون في الماضي ، من موظفي بعض الإدارات ….. وكل الآراء تمتزج بكل المهن في الدور الذي يقوم به القاضي، فالكثيرون يتمتعون بالحماسة التي يتمتع بها المعتنق الجديد للدين. والرجال ذوو النية الطيبة يتلاقون في الحالات الأكثر تواضعا ، ولكن روح لجنة التحكيم لم تتغير بقيت هي هي “.
    ويبدو أن المحامون والقضاة لا يفهمون جيدا نفسية الجماهير وكدليل على ذلك القصة التي يرويها السيد دي غلاجو ومفادها أن السيد لاشو- وهو من أشهر المحامين – كان يستخدم كثيرا حق الطعن اتجاه كل الأشخاص الأذكياء الذين يمارسون دورهم كأعضاء اللجنة، ولكن مع توالي التجارب استنتج المحامي أنه لا جدوى من هذا الطعن ومن هنا كانت ملاحظة السيد دي غلاجو التي مؤداها أن الأحكام الصادرة لم تتغير.
    المحلفين أيضا يتأثرون جدا بالعواطف كسائر أنواع الجماهير ويتسامحون في الجرائم المدعوة بالغرامية والعاطفية ،فهم يشعرون أن مثل هذه الجرائم ليست خطيرة بالنسبة للمجتمع ، غير أنهم لا يبدون أي شفقة أو رحمة اتجاه الجرائم التي تنال منهم أو التي تشكل خطرا على المجتمع.
    ككل أنواع الجماهير هيئة المحلفين لا يصدرون الأحكام بشكل عقلاني ، وبالتالي فالمحامي الناجح هوالذي ينجح في التأثير على عواطف المحلفين .
    محامي انجليزي كان يعرف بمرافعاته الناجحة ، كان يراقب هيئة المحلفين ، فيقرأ على تقاسيم وجوههم تأثير كل عبارة يقولها ، وبالتالي يميز بين الأعضاء المؤيدين له والمعارضين،وفي مرحلة ثانية يحاول فهم سبب معارضتهم للمتهم الذي يدافع عنه.
    كل هدا يدل على تميز المحامين بفن الخطابة ، هذا الفن الذي يرتكز على الإبقاء جانبا بالخطابات الجاهزة ، وتعديل الكلمات والعبارات في كل لحظة تماشيا مع ردود أفعال المخاطبين .
    ويكفي أن يقتنع القادة المحركين الذين يتحكمون في الرأي العام ، وهذا يغني عن محاولة إقناع كل أعضاء هيئة المحلفين.
    رغم أنها تمثل الحماية الوحيدة ، إلا أن بعض الكتاب قد حاربوا هيئة المحلفين ، بحجة أن هذه الهيئة يجب أن تتألف من الطبقات المستنيرة ،لكننا قد برهنا سابقا أن الأحكام الصادرة من الهيئة متماثلة رغم اختلاف نوعية أعضائها.
    وتجدر الإشارة أيضا إلى أن هيئة المحلفين هي القادرة على التخفيف من قساوة القانون الذي لا يعترف بالظروف أو الحالات الإستثنائية ، فالقاضي لا يعترف إلا بالنصوص القانونية ، ولا يفرق بين مجرم قاتل وبين قاتل دفعته الظروف القاسية لفعل ذلك.ناهيك عن الأخطاء التي يرتكبها القضاة والذين لا تمارس عليهم أية رقابة.
    الفصل الرابع : الجماهير الانتخابية
    الجماهير الانتخابية هي الجماهير المدعوة لانتخاب المسؤولين ، وتشكل جماهير غير متجانسة .وتتميز بضعف القابلية للتفكير العقلاني ، انعدام الروح النقدية ، سرعة الغضب ، السذاجة وسرعة التصديق…..
    هذه الجماهير يمكن إغراؤها بمجموعة من الأساليب، كالهيبة الشخصية التي يمتلكها المرشح للانتخابات ، فبها يفرض نفسه دون الحاجة إلى مناقشة شيئ آخر أكثر أهمية ، فالناخبون من الفلاحين والعمال نادرا ما يختارون شخصا من بينهم ليمثلهم في مجلس النواب ، لأن الشخصيات النابعة من أوساطهم ليست لها أي هيبة شخصية.
    من الوسائل أيضا المغرية ، التملق لرغبات الناخب وغمره بأكبر الوعود. وكذلك سحق المرشح المنافس بتكريس الاتهامات عن طريق تكرارها وتأكيدها ، بغض النظر عن صحتها أوزيفها.وإذا كان هذا المرشح المنافس لا يعرف نفسية الجماهير فإنه سيرد بالمحاجات العقلية والتبرير وإلا فعليه أن يرد باتهامات مضادة أيضا.
    هناك وسيلة أخرى للإغراء وهي برنامج المرشح سواءا المكتوب أو الشفهي ، فعلى المرشح أن يعد الناخبين بإصلاحات ضخمة دون الخوف من عدم تحققها لأن الناخبين سرعان ما ينسون هذه الأمور رغم أن نتائج الانتخابات قد حسمت علة هذا الأساس.
    الكلمات والشعارات أيضا لها تأثير على نفوس الجماهير ، فهناك خطابات رغم أنها استهلكت من كثرة الاستخدام إلا أنها تولد دائما نفس الآثار الإيجابية لدى المتلقين ، مثال : المستغلين الحقيرين ، الرأسمال الكريه ، العامل الرائع ، التوزيع الاشتراكي للثروات……
    فيما يخص التأثير الذي قد تحدثه المحاجات العقلانية على نفسية الناخبين ، فينبغي قراءة محضر جلسة عن الإجتماعات الانتخابية ، ففيها يتبادلون الآراء القاطعة ، الشتائم ،واللطمات في بعض الأحيان ، من دون أن يتبادلوا المحاجات العقلانية.
    وهذه المناقشات ليست حكرا على الطبقات الاجتماعية المتدنية وإنما نجد الأسلوب نفسه والكلمات نفسها في التجمعات المؤلفة من الأدباء والمثقفين.
    وفي صفوف الطلاب أيضا ، جاء في أحد المحاضر أن الصخب يزداد كلما زادت السهرة في التقدم ، وقد لا يستطيع خطيب أن يقول كلمتين متتاليتين دون أن يقاطعه أحد، ثم راحت المناقشات العنيفة تندلع ، بعد ذلك ارتفعت أصوات العصي ضاربة الأرض في شكل من التهديد.
    في ظل هذه الأجواء يمكننا أن نتساءل عن الطريقة التي يتشكل بها رأي الناخب.وهنا نقيس درجة الحرية التي يتمتع بها الجمهور أو الجماعة. فالواقع أن للجماهير آراء مفروضة وليست ناتجة أبدا عن أي جهد ذهني أو محاكمة عقلية. وهذه الآراء تظل بين يدي اللجان الانتخابية التي يقودها المحركون ، والذين هم في الغالب فئة من تجار الخمور ، ولهم تأثير كبير على العمال لأنهم يقرضونهم بعض المال.
    لا يمكن جهل مساوئ التصويت العام ، فالحضارات قد صنعت أقلية في أعلى الهرم ، وكلما نزلنا نحو القاعدة تتسع الطبقات وتنقص القيمة العقلية ، وبالتالي لايمكن أن نسمح للقاعدة أو العناصر الدنيا من الأمة أن تصوت في الانتخابات لأنها لا تمثل سوى كثرة عددية.
    هذه الأمور النظرية تفقد قوتها عمليا، فعندما تتحول الأفكار إلى عقائد إيمانية فإن قوتها تكون جبارة لا تقهر.فعقيدة السيادة الجماهيرية لا يمكن الدفاع عنها من الناحية الفلسفية وهي تنطبق على الأفكار الدينية التي كانت سائدة في القرون الوسطى، وبالتالي فمن المستحيل مهاجمتها اليوم كما كان مستحيلا مهاجمة الأفكار الدينية في الماضي.
    هل يمكننا أن نفترض أن التصويت ينبغي أن يحصر في النخبة وبالتالي يحسن صوت الجماهير ، لا يمكن ذلك لسبب بسيط وهو أن في الجمهور يتساوى البشر كلهم ، وعليه فإن نتائج التصويت لن تكون أفضل مما هي عليه الآن.
    وسواءا كان التصويت محصورا بفئة ضيقة أو عاما يشمل الجميع ، وسواءا طبق في بلد ملكي أو جمهوري فإن تصويت الجمهور سيظل هو هو، ويعبر غالبا عن آمال العرق وحاجياته اللاواعية . وهنا نجد أنفسنا أمام حقيقة وهي أن المؤسسات والحكومات تلعب دورا ضعيفا جدا في حياة الشعوب، فهذه الشعوب بشكل خاض تتحكم فيها روح عرقها.
    الفصل الخامس : المجالس النيابية
    المجالس النيابية تشكل جماهير غير متجانسة وغير مغفلة ، وهي تتشابه بصفاتها وخصائصها على الرغم من اختلاف طرق انتخابها على مر العصور.
    هذا النظام البرلماني هو مثال حقيقي للفكرة التي تقول بأن اتخاذ قرار حكيم ومستقل بخصوص موضوع ما، يكون في تجمع العدد الكبير من الناس أكثر قدرة من التجمع الذي يحتوي على عدد أصغر.
    من خصائص المجالس النيابية ، التبسيطية في الأفكار ، النزق وسرعة الغضب ، القابلية للتحريض.. . والحاجة للقادة المحركين شيء لا جدال فيه لأننا نجدهم في كل بلدان العالم تحت اسم رؤساء المجموعات النيابية ، إنهم الملوك الحقيقيون للمجالس النيابية ، والناس المنخرطون في الجمهور لا يمكنهم الاستغناء عن زعيم أو سيد ، وبالتالي فالتصويت الجاري في مجلس نيابي ما لا يعبر عموما إلا على رأي قلة قليلة.
    إن القادة المحركين ، يتحركون قليلا جدا بواسطة العقل ، والمحاكمة العقلية ، وكثيرا جدا بواسطة هيبتهم الشخصية ، وإذا ما عرتهم منها حالة ظرفية ما فإنهم يفقدون كل تأثير ونفوذ.وتجدر الإشارة إلى أن هذه الهيبة التي يتمتع بها القادة المحركون فردية ولا علاقة لها لا بالشهرة ولا بالاسم.
    المجالس النيابية هي الرقعة الجغرافية التي لا مجال فيها للعبقرية، فأهم شيء هو الفصاحة اللغوية والخدمات المقدمة للأحزاب السياسية لا للوطن، أما الجمهور فهو يتابع حركة القائد المحرك دون أن يتدخل فيها.
    ولكي يحسن المحركون استعمال وسائل الإقناع لابد أن يفهموا أعماق نفسية الجماهير لكي يستطيعوا استعمال الكلمات المناسبة والشعارات والصور والإيحاءات،وكذلك الفصاحة اللغوية والكلمات القاطعة.
    ومن مصلحة المحركين أن يبالغوا في الأمور ويضخموها إلى أبعد حد ، ففي خطاب أحد المحركين في المجالس النيابية استطاع أن يؤكد بدون أن يثير كثير احتجاج بأن أصحاب المصارف والكهنة يستأجرون قاذفي القنابل للعمل لصالحهم ، وبأن مديري الشركات المالية الكبرى يستحقون نفس العقوبات كما الفوضويين.
    ومثل هذه الأساليب تؤثر دائما على الجماهير، فمهما يكن التأكيد مبالغا فيه لا يكون غاضبا بما فيه الكفاية ، ولا الخطابة مهددة بما فيه الكفاية أيضا ، وينبغي دائما تقديم المزيد منهما ، ولم يعد هناك أي شيء يخيف السامعين ، فهم إذا ما احتجوا خافوا من اتهامهم بالخيانة أو التواطؤ.
    عودة إلى الفصاحة اللغوية ، فقد هيمنت على المجالس النيابية وتزداد حدتها في الفترات الحرجة . وإذا ما كان القائد ذكيا ومثقفا فإن ذلك يضره أكثر مما ينفعه ، لأن المثقف يحتاج إلى كثير من التفسير والشرح للأمور المعقدة ، وذلك ما يجعله متسامحا وبالتالي ضعيفا ، وإذا ما تأملنا فسنجد أن المؤثرين والقادة المحركين عبر العصور وخاصة الذين برزوا في الثورة الفرنسية فسننتهي إلى أنهم كانوا محدودي العقل جدا ، ومع ذلك فقد مارسوا تأثيرا كبيرا.
    والجماهير تعرف أولئك القادة بالغريزة ،وترى فيهم السيد المطاع ،والرجل ذا التصميم العنيد الذي يلزمها.وفي المجالس النيابية أيضا نجاح الخطاب يعتمد على الهيبة الشخصية وليس على الحجج والمقترحات.
    إن المجالس النيابية في حال هيجانها فأنها تتحول إلى جماهير غير متجانسة ، بحيث في لحظة من اللحظات قد تنجز إنجازات مبهرة وفي أحيان أخرى قد ترتكب أبشع الأخطاء. وتصبح جماهيرا بهذا المعنى في بعض الأوقات فقط لأن أفرادها يحافظون على فردانيتهم في أحيان كثيرة جدا ، والقوانين التي تصوت عليها الجماعة في المجلس النيابي إنما هي صنع لفرد واحد ،وهذه القوانين تعتبر الأفضل.
    وعلى الرغم من صعوبة تسييرها فإن المجالس النيابية هي أفضل طريقة وجدتها الشعوب حتى الآن ، من أجل حكم ذاتها ، وخصوصا من أجل التخلص من الاستبداد .
    ويهدد هذه المجالس خطران رئيسيان:
    الأول هو التبذير الإجباري للميزانية ، أي عندما يقترح أي عندما يقترح أحد النواب بسن تعويضات للعمال أو الزيادة في أجورهم ، فإن باقي النواب يصادقون على المقترح لكي يرضوا الجماهير الانتخابية ، ولو كان هذا القرار يضر بميزانية الدولة .
    أما الخطر الثاني فهو تقييد الحريات الفردية ، وهو لا يظهر جليا ، ولأن المجالس النيابية لها روحا تبسيطية فهي لا ترى انعكاسات القرارات التي تقيد الحرية ، بالتالي فهي تصادق عليها .
    سن القوانين باستمرار قد يعقد أعمال الحياة وبالتالي تقييد دائرة حركة المواطنين ، والشعوب إذ تزن بأن عدد القوانين المسنونة تزيد من الحرية والمساواة ، فهي تقع في وهم كبير ، وهذا ما يجعلها تقبل بإكراهات قسرية جديدة في كل يوم ، وبالتالي يعتادون على تحمل كل العبوديات بعدها يصيرون كالآلات بدون إرادة أو قدرة ، وهذا العجز سيؤدي إلى ازدياد دور الحكومات ، وتصبح الدولة مسؤولة عن كل شيء.
    نختم بدراسة نشأة ، عظمة ، وانحطاط الحضارات:
    في البداية تتكون من مجموعة من الرجال المنتمين إلى أصول متفرقة ، وليس بينهم أي رابط مشترك ، ويجمعهم قانون الزعيم المعترف به ، وفي هذا الخليط نجد الصفات النفسية للجماهيرفي أعلى درجاتها، ومع مرور الزمن وبفعل البيئة المشتركة والتقاطع بين الحاجيات المشتركة أيضا ، تبدأ هذه الوحدات الغير متجانسة في الانصهار لكي تشكل عرقا واحدا في نهاية المطاف، وهكذا يصبح الجمهور شعبا.
    المرحلة الثانية في قضية الانصهار تقتضي خروج الشعب من مرحلة البربرة ، بفعل حدوث مخاض داخل الشعب لتحديد المثل الأعلى الذي يهتدى ويقتدى به ،ومن ثمة يمكن أن تولد حضارة بشكل مؤسساتي.
    وبعد أن تصل الحضارة إلى مستوى معين من القوة فإنها تتوقف عن النمو ، وحينذاك يتسلل إليها الانحطاط السريع فتدق ساعة شيخوختها. ومن صفات هذه الساعة أن يصاب المثل الأعلى بالوهن والضعف وبالتالي تتأثر المؤسسات،فيفقد العرق أسباب قوته وتماسكه أكثر فأكثر، فتزداد مظاهر الفر دانية ،والأنانية، باعتماد كل شخص على ذكائه،وبالتالي تضعف القابلية للانخراط والاندماج ، فيعيش الأفراد من دون رابط يجمعهم إلا وحدة شكلية تنادي بمن يحكمها.
    وفي مرحلة أخيرة يفقد العرق روحه ، ويعود ليصبح ذرات متناثرة كما كانت في البداية ، أي جمهورا ، وهنا يمثل كل خصائص الجمهور العابرة واللامتماسكة والتي سرعان ما تتلاشى.

أن تكون معلما..رائعة_تربـويـة.

👌تستطيع أن تربي مئاتٍ من الأبناء كلهم يدعون لك و تجده في ميزان حسناتك،،

👌يكفي المعلمين شرفاً أنهم يقومون بوظيفة الأنبياء و الرسل فينشرون العلم و يحذرون من الشر و يحيون القلوب.

👌لو احتسب المعلم كل ما يبذله من جهد و وقتٍ في التعليم – حتى إبتسامته لطلابه و تصحيحه لواجباتهم – لشعر بلذة العطاء،،

👌مازلنا نتذكر معلمينا الفضلاء و نخصهم بدعوة إذا مرت ذكراهم ، و غداً سيذكرك جيلٌ تتلمذ على يديك و سيدعو لك إن أحسنت،،

👌لا نختلف على أن مهنة التعليم من المهن الشاقة التي تحتاج الصبر و الحلم و الرفق، و هي بلا شك من أرفع المهن و أعظمها أجراً،،

👌أخلص عملك لتنال به جزيل الثواب، لا تنتظر ثناء مشرفٍ أو تقدير مديرٍ أو تبجيل طالب.فأنت لا تبتغي إلا رضا الله وحده،،

👌كلما أتقنت عملك كلما كنت إلى الإحسان أقرب، ، جدد اسلوبك، استخدم الوسائل التعليمية الهادفة مااستطعت،،

👌قد لا ترى أثر توجيهاتك اليوم على طلابك، لكن بذرة الخير التي أودعتها قلوبهم موجودة، غداً تنمو و تزهر،،

👌تخيل دائماً أن الطالب الذي بين يديك هو ابنك، كيف تتمنى أن يعامله معلمه؟ و كيف تودّ أن يقابل أخطاءه؟

👌زمن بالفتن يموج، و انفتاح و تقنية و ضعف مربين ، كن أنت المنقذ بأمر الله لأبناء المسلمين و ارم لهم طوق النجاة.

👌معلم يجلس أمامه عشرات الطلاب يومياً لسنوات، و يتخرجون من عنده لم يقل لهم نصيحة خارج مقرره، معلم مفلس محروم!

👌قد تعجز عن إصلاح أبنائك، فاجتهد في إصلاح أبناء المسلمين لعل الله يقيّض لأبنائك من يصلحهم.

👌كم طالب يعيش في بيئة تقود للإنحراف، هيّأ الله له معلماً نبيلاً يرشده إلى ما ينفعه فكان له منقذاً و هادياً و أباً .

😍✨أيها المعلم الفطن:

🔴أنفع الناس لك من مكّنك من نفسه لتزرع فيه خيراً.والله قد ينفعك من طلابك من لا تتوقعه.

🔴أعلم أن العطاء في ظل أعباء التعليم ليس سهلاً، لكن المؤمن يؤجر على صبره على المشقة في نشر الخير. وهذا الدرب يستحق التضحيات،،،

🔴حصص الاحتياط عبء ثقيل على معلم بلا هدف، و هي ميدان خصب لمعلم يحمل الهمّ و يربّي و يحتسب،، فأيهما أنت؟

🔴لا يكفي لتكون مدارسنا ناجحة، و معلمونا فضلاء أن يتخرج منها أبناؤنا بورقة فيها أرقام تؤهلهم للإنتقال إلى المرحلة التالية.

😍✨معلمونا الأجلاء:

🔴من لشباب تحيط بهم الفتن و تعصف بهم العولمة و قد أهملت الأسرة و ضعف دور المجتمع في احتوائهم؟!

🔴التعليم الحقيقي الذي يغذي الإيمان و يحمي من الإنحراف و يهذّب السلوك هو استثمار مربح مع الله، و التجارة مع الله مضمونة ولن تبور!

🔴اربط مقررك بواقع الحياة ، جدد في الواجبات المنزلية ، استخدم الوسائل التعليمية المبسطة الهادفة ليس بالضرورة التكلف،،

🔴اعدوا هذا الجيل ليثبت في الفتن، بل ليحمل مشاعل الخير و النور لأجيال قد لا أدركها أنا و أنتم .

🔴غداً سيعود كل معلم إلى بيته بعد التقاعد، و سيقف مع نفسه وقفة محاسبة هي الأعمق و الأصدق في حياته، ماذا قدمت لأبناء المسلمين؟

🔴احفظ أعراض طلابك فهم ليسوا فاكهة للمعلمين في غرفهم و أثناء احتساء قهوتهم!

🔴عندما نوصيك بالحلم و الرفق و الصبر على طلابك فنحن لا نلغي جانب الحزم الأبوي في ضبط الطلاب،، لكنه حزم نابع من منطلق حبك لهم .

🔴استثمر عمرك و علمك في بناء عدة هذه الأمة و فخرها ، ليكن الطالب الذي بين يديك هو مشروعك لهذه الأمة.

🔴قد تغيب أهدافك مع زحمة الأعباء و روتين الدوام ، فذكر نفسك بها بين حين و آخر ، لتشحن نفسك بالمزيد من الدافعية.

👌عملك أسمى من أن يقدّر بمال ، أو أن تكافؤه خطابات تقدير ، عملك احتسبه عند العليم الخبير،، وغداً تحمد العاقبة.

👌من يبذل و يتعب سينسى غداً تعبه و يرى الأثر ، و من آثر الراحة لن يجد خلفه أثراً و لن يسمع له ذكراً.

👌لا ندري أي أعمالنا تقبل ، و أيها يدخلنا الجنة، فلا تحتقر جهداً مع طلابك فربما به تكون نجاتك .

🔴سنرحل و طلابنا أيضاً راحلون ، فاجتهد أن تحفر جميل الأثر في نفوسهم ،،

🔴قد ينسى طلابك تفاصيل منهجك ، و قد يطوي النسيان بعض،، لكنهم لن ينسوا مواقفك .

👈🔴فكن القدوة في زمن ندرة القدوات ،،

👌من يمنعك من استمرار أجورك حتى بعد موتك بتعليمك لطلابك ما ينفعهم في دينهم ؟! قد يهدونك الثواب و أنت رفات في قبرك!

👌كل معلم هو مربٍ داعٍ إلى الله مهما كان تخصصه فالدعوة إلى الخير ليست حكراً على معلمي الدراسات الإسلامية وحدهم.

👈🔴بل كل وظيفة دعوة خير وقس هذا على ذاك،،،
دمتم شمعة تضيء دروب الظلام بالخير والحب والإيمان.
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه.

بين الدين والفلسفةعند الفيلسوف هيغل :

ينطلق تفكير هيغل من تقليب طبيعة العلاقة بين الدين والفلسفة، بغية تجاوز المنظور الأنواري للدين، واللغط الكبير الذي حيق حول جدوى حضوره في تجربة الحياة البشرية، وكذلك سعيه نحو تنبيه كل من استمرأ النظر إليه بازدراء، كأدنى أشكال التفكير الإنساني الذي ينم عن عجز طافح في إعمال العقل، والتأمل المجرد في الذات والحياة والوجود، لا سيما أن معظم الفلاسفة الأنواريين، عدوه مجرد تفكير جنيني وطفولي، يفتقر إلى النضج العقلاني النظري والمنطقي. ذلك الموقف المعهود في النزعة الإنسية والمادية للحداثة الغربية، يشي بنزعة متمركزة حول الذات الأوروبية التي ترفع من مقام الحصيلة التاريخية والفكرية للحداثة، مزينة إياها برداء السمو والرفعة والمثلنة، وملبسة غيرها من التجارب الحضارية والثقافية لباس التخلف والدونية والجمود. ما أحال الحضور الديني لدى الإنسان، إلى مسألة عابرة ومؤقتة. ولعل هذا الأمر من القضايا التي تنبه إليها هيغل مبكرا، وجعله ينزع نحو التأصيل لرؤية فلسفية جذرية جديدة، تتجاوز منطق التضاد والصراع والتناقض بغية احتواء الفهم السليم للدين ضمن منطق جدلي وشمولي، ونسق فلسفي عام.
فلا مجال متاحًا في نسق هيغل الفلسفي لفهم بسيط للدين، ولا لصراع بين الفلسفة والأديان أو عداء بينهما: فالخطاب الفلسفي لا يتدخل في المسائل الدينية لإفسادها، أو هدم اعتقاداتها الإطلاقية وتدنيسها. مثلما لا يجوز التوجس المستديم من الخطاب الديني لحظة انكبابه على القضايا الفلسفية بتعطيلها أو تحريم تداولها.
ولتصحيح تلك العلاقة التاريخية العرضية بين الدين والفلسفة، التي أريد لها أن تُشحذ بنوازع الصراع، يقترح هيغل التركيز على حقيقة الموضوع المشترك بين الدين والفلسفة، المتمثل، أساسا، في الحقيقة الخالدة، أو ما يُصطلح لديه بالروح المطلق. فالفلسفة لا تعدو كونها حكمة عن العالم، أو معارف تكتفي بحدود المادة والحياة المباشرة للإنسان والموجودات عموما، بقدر ما هي خطاب معرفي منشغل أيما انشغال، بسؤال المطلق وكل ما ينهض ببيان طبيعته، على الرغم من الاختلاف الذي قد نلحظه في كيفيات تناول المطلق، وخصوصية معانيه لكل منهما.
أما الدين، فلهيغل تصور مائز عنه في تاريخ الفلسفة عموما، بكونه الروح الذي أدرك وعيه بجوهره، وارتقى من ربقة المتناهي إلى شواسع اللامتناهي. ما ينم عن انشغال عميق لدى الإنسان بالسعي الدؤوب وراء المطلق، حتى وإن نتج عنه تعدد في الديانات وتباعد في نظرتها للروح المطلقة. فكيف يمكن تفسير هذا التعدد في الأديان؟
جوابا على هذا الإشكال الديني – التاريخي، ارتأى هيغل البحث في قضية السمو وعلاقتها بالدين وأشكاله وأنواعه. فإذا كان هذا الأخير يمثل وعي الروح بماهيتها، فإن ما يشكل أساسه هو هذا الارتقاء والسمو التلقائي للإنسان نحو الله، ما يعمق الاختلاف الوجودي بينه وبين الحيوان، ويجدر تميزه عنه عبر الفكر. يقول هيغل: «نحن المختلفون عن الطبيعة المادية الخارجية، نستشعر هذا السمو الديني في عالمنا الداخلي، وخارج محدوديتنا ندرك أننا نحتل وضعا خاصا يفصلنا عن الأشياء، ويدعونا إلى تشكيل مضمون للإله. إلا أن طبيعة هذا السمو وحقيقته، مستقلة تماما عن كل ما يستقيه الإنسان من ممارساته الدينية الأمبريقية المباشرة. فالإدراك المباشر، أو الوعي الداخلي بالله في تاريخ الفكر الإنساني، هو ما يشكل، حسب هيغل، الأساس الكوني للأديان. كما لو أن الأمر يتعلق بحركة الفكر، أي بعقلنة ضمنية تسمو بالفرد نحو المطلق بالحس أو بالشعور أو بالخيال.
وبحكم طبيعة الدين هذه، وجب نقل علاقة الدين بالفلسفة من مجال الصراع حول الأحقية في الوجود، إلى ميدان الاتفاق والتعاضد، والمراهنة على وحدة الموضوع والمقاصد والغايات المشتركة بينهما. فالحق كحق واحد في ذاته ولأجل ذاته، ما يدعو إلى الإقرار بأننا أمام الموضوع نفسه والمضمون نفسه، وإن حصل الاختلاف في الآليات المنهجية وطرق التعبير والتفسير وكيفيات حضورهما معا في حياة الإنسان.
فالاختلاف المنهجي الملحوظ بين المقاربة الفلسفية والنظرة الدينية للموضوع، لا يكون حاجزا أمام الدين لاعتماد المفاهيم الفلسفية لصياغة تصوراته ورؤاه وعقائده. وبالمقابل، فإن المضمون الديني يصيب الفلسفة بالحركة والاهتزاز، «يتعذر على الفلسفة أن تشكل تصورا محددا عن فكرة الإله، وأن تحبل بشهادة حقة عن المطلق، أو أن تتمكن من تحليل مكونات الإيمان، من دون أن تتلقى أثرا ودعما وتكوينا من الدين، ففي حقول الدين يمكن للإنسان أن يقطف ثمار الفلسفة».

الفلسفة والدين

♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤

يؤكد هيغل في فلسفته الدينية على ضرورة تقديم المفهوم الميتافيزيقي، القادر على عرض الأشكال الدينية، كما تجسدت في تطور الروح في التاريخ الفعلي للوعي الديني‭.‬ فالله عنده هو بداية كل شيء، وهو غاية كل شيء، وفي الدين يتنزل الإنسان في هذه العلاقة مع المركز الذي تتلاقى فيه كل علاقاته الأخرى، ما يؤدي إلى سمو الوعي الذي تتجلى غايته في ذاته‭.‬
إن وظيفة الفلسفة عنده تتجاوز الوعظ، لأن المطلوب منها أن تثبت قدرتها على تأكيد ضرورة الدين في ذاته ولذاته، وأن تبين أن الروح ينبغي أن يتقدم، منتقلا من أشكال التصور والإرادة والإحساس إلى مستوى المطلق‭.‬ وهكذا يكون الدين في علاقته المباشرة بوعي الإنسان، ما زال يحمل بذرة الانفصال، ذلك أن الدين والوعي الدنيوي الحر يتم فهم أحدهما منفصلا عن الآخر‭.‬
ويحدد موضوع الفلسفة والدين بالحقيقة السرمدية في موضوعيتها ذاتها، لأن الفلسفة ليست حكمة العالم، بل هي معرفة ما ليس بدنيوي، كما أنها ليست معرفة الكتلة الوجود الخارجي والحياة، وإنما هي معرفة ما هو سرمدي ومعرفة طبيعة الربوبية، وما يصدر عنها لأن هذه الطبيعة يجب أن تتجلى وتتخلق‭.‬ وهكذا فإن الفلسفة لا تشرح ذاتها إلا عندما تشرح الدين‭.‬ إنها الانشغال بالحقيقة الأزلية‭.‬ وعلى هذا الأساس تكون الفلسفة والدين عند هيغل متطابقين‭.‬
الفكرة المثال
تتمثل علاقة الفلسفة بالمطلق على اعتباره فكرة مثالية ومنطقية، وتكون وظيفتها إظهار فاعليته وحضوره في منتجاته‭.‬ إن الطبيعة والروح المتناهي وعالم الوعي والعقل والإرادة ما هي إلا تجسدات الفكرة المثال للربوبية ورغم ذلك تبقى تشكلات محددة وصورا جزئية من الفكرة المثال، حيث لم تنفذ فيها الفكرة المثال إلى ذاتها تنفيذا تاما، لكي تصبح الروح المطلق‭.‬
وعندما يطرح هيغل سؤاله حول فهم الدين بالعقل يجيب بأن البحث في هذه المسألة أمر حتمي، لأن الفلسفة والاهتمام الشعبي بالتفكير قد شغلا العصر بصورة مميزة، إضافة إلى كونهما يتعلقان بالمبادئ التي تستند إليهما آراء العصر حول معرفة مضمون الدين‭.‬ وفي هذا السياق يرى هيغل أن ما لدى المجتمعات الحالية ليس الدين عامة، بل هو الدين الوضعي الذي يجب التسليم بأنه الدين الموحى من الله، أي الذي يستند إلى سلطة أسمى من السلطة الإنسانية، ما يجعل منه فوق قدرات العقل الإنساني‭.‬ لذلك فهو يجد أن أولى العقبات التي تواجه هذه العلاقة، تتمثل في تقوية استعدادات العقل وقدرته على معالجة هذه الحقيقة، التي ينتجها دين ينبغي أن يكون خارج نطاق العقل البشري‭

سيرا على منوال نسقه الفلسفي المتناسق البنيان، شيد هيغل تصوره للدين، وهو تصور قائم على الطابع العام لصيرورة الروح عبر التاريخ. ففينومينولوجيا الروح، تحكي قصة تاريخ كوني لوعي يتقدم نحو الحرية والمطلق، أي مسيرة الروح الفردية والجماعية عبر أربع مراحل: تنبلج من الوعي البسيط الحسي المادي بالأشياء، لترتقي نحو الوعي الخالص بالذات. ثم تأتي مرحلة التعقل والقدرة على الاستدلال نظريا وعمليا. وفي المرحلة الرابعة، يبلغ العقل مرتبة الروح المطلقة المميزة لكل من الدين والفلسفة، وهي مرحلة تاريخية تدمج كل المعارف السابقة عليها.
وقد أفضى تفكير هيغل في المسألة، إلى رصد تجليات الروح المطلق في كل من الفن والدين والفلسفة.

  • التجليات الفنية للروح: فالتعبير الفني التمثلي للدين، هو بمثابة تعبير متناه عن اللامتناهي، يعتمد التمثيل الحسي للآلهة، كمرحلة من أهم مراحل الوعي الديني، ولحظة من لحظات مسيرة تطور الروح.
  • التجليات الدينية للروح: تكمن في طريقة مجازية تمثيلية ورمزية، تطرُق حقيقة الروح باعتماد لغة استعارية ملؤها التشبيه والكناية، تحيل الدين إلى مرحلة متطورة في إدراك المطلق.
  • التجليات الفلسفية للروح: تتمثل مهمتها في دراسة الفكرة المطلقة، عبر آليات تجريدية منطقية ومفاهيمية تؤسس للفكر الخالص.
    بناء على هذه الرؤية الفلسفية والتاريخية، سيحتل الدين مرحلة وسطى بين الحس والفكر الخالص. وبقدر ما سيحتفظ ببعد حسي يحيله على الفن، بقدر ما سيتعلق ببعد روحي مطلق، يصله بصلب الانشغالات الفلسفية. ففي الدين، يتمكن الفرد من العبور عبر وجوده الطبيعي، نحو وعي خالص يمكن الذات من تحقيق وعيها بماهيتها وبالماهية الإلهية. وفي هذا العبور تتبلور فعليا، تربية البشرية عبر آليات وأشكال متعددة، ملؤها الشعور والحدس والتمثل، ثم المعرفة الخالصة المجردة التي تختص بها الفلسفة. لذا، فإن لكل شعب ولكل ديانة، حسب هيغل، كيفية خاصة في تمثل ماهية العالم، ما يبرر ضرورة الدين من حيث هو دين، ويستبعد بعض التأويلات والمغالطات التي تزعم أن الكهنة قد اخترعوا الأديان للنصب على الشعوب.
    إن الفهم الهيغلي لحقيقة الدين ولعلاقته بالفلسفة، يجد مصداقيته في قاعدة الاتفاق حول الموضوع نفسه. أما اختلافهما، فيتصل بمسألة المنهج المتبع في إدراك تلك الروح المطلقة: فإذا كان المنهج الديني يمر عبر الخشوع والعبادة ومختلف أنماط التمثل والأساطير والقصص، حيث يكون إدراكه للموضوع خارجيا، ليتصل به، لاحقا، عبر الخشوع والعبادة، فإن المنهج الفلسفي يقوم على الوعي الجوهري الروحي الداخلي، ما يمكنه من إدراك الموضوع في لحظة واحدة، ويعزز العلاقة التضمنية بين الذات والموضوع.
    ولعل أشكال التعارض والصراع بين الفلسفة والدين في تاريخ الإنسان، يرجع، حسب هيغل، إلى خصوصية المنهج المعتمد في إدراك الموضوع، على الرغم من وحدته على مستوى الماهية. فلا شك أن المعرفة الإيمانية القلبية تقوم على الحدس، وتتنكر للتجربة والإحساس والعقل، في مقابل المعرفة الفلسفية التي تنهل من المبادئ العقلية التحليلية. إلا أن حقيقة الصراع بين الدين والفلسفة، يجد تفسيره، أحيانا، في تبعية الفكر للدين، كما يتبين في تبعية الفلسفة اليونانية للديانة الجمالية، وفي تبعية الفلسفة الغربية للديانة المسيحية.
    نستنتج من رؤية هيغل الفلسفية للدين، تجذر العلاقة الجدلية بين الفلسفة والدين، ووحدتهما المتمثلة في حركة التاريخ الإنساني كتجل للروح، ما خلا بعض الأعطاب التي قد تصيب بالشلل، جدل العلاقة بينهما، مثل تقاعس الدين وانحساره، أو نمو سلطان الفكر وانتصاره على حساب الجوانب الروحية الدينية، ما أفضى إلى دعم قوى الاستبداد والإرهاب، واغتراب الذات الإنسانية عن نفسها، وسيادة الخواء الروحي، وغير ذلك من تجليات تغليب كفة الفكر على كفة الدين وإهداره.