دراسة الوباء وسبل التحرّز منه: الأوبئة في الطب العربي…الأستاذ الدكتور محمد أبطوي

يُعدّ النَّظر في عِبر الماضي بخصوص الأوبئة وتأثيراتها في المجتمعات، والتأمُّل في الكيفيّات التي واجه بها أسلافنا الجوائح، مهمةً نافعةً للبحث الأكاديمي في الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بسبب الوباء المستشري (مرض فيروس كورونا 2019 المعروف بـ COVID-19)، من أجل دراسة ما وصلنا من أخبار وتآليف وشهادات لاستخلاص دروس بليغة تفيدنا في الحاضر، وربما في المستقبل أيضًا. وهذا ما يحفِّزنا لتخصيص هذا البحث لدراسة الوباء وسبل التّحرز منه في الطبّ العربي وفي تاريخنا الثّقافي والاجتماعي، بالاعتماد على مادّة تراثية، طبيّة وعلميّة وتاريخيّة، تتميّز بالثراء والتنوع.

يتألّف هذا البحث من ثلاثة أقسام:

  1. مقدّمات تهدف إلى تحديد بعض الألفاظ والمفاهيم والمصطلحات المركزية باستكشاف الحقل الدلالي لمصطلحَي الوباء والجائحة عبر الحَفر في سياقات استعمالهما في التراث العربي الكلاسيكي، وإبراز المجال العلمي الذي تجري فيه المعركة ضد الوباء، وهو البيولوجيا، وتحديد علاقة علوم الحياة بالطب.
  2. توصيف مختصر للتأليف العربي، الطبي والتاريخي، حول الأوبئة، بالاستناد إلى مقاربة مزدوجة تعتمد منهجية تاريخ العلوم والطب وأسلوب التاريخ الثقافي. وفي هذا السياق، سننظر في كتاب متميّز للطبيب والعالم الفلسطيني محمد التّميمي، من رجالات القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي.
  3. ونتدارس في الأخير في عجالة آثار الخراب الديموغرافي الناتج من طاعون الموت الأسود الذي تَفشّى في منتصف القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي في آسيا والعالم الإسلامي وأوروبا، وشكّل عاملًا من عوامل التراجع الحضاري الذي أصاب المنطقة العربية[1].

قبل الانكباب على هذه المواضيع، نثير الانتباه إلى بعض القضايا العملية والنظرية التي تكتسي أهمية بالغة في الوضعية الحالية، آملين أن تكون موضوع اهتمام ونظَر، وهي:

  1. أمر أساسي يهم مستقبلنا كأمّة عربية، والوضع الحالي يجعله شأنًا مصيريًا أكثر من أيّ وقت مضى، نذكِّر به من ناحية مبدئية رغم انعدام شروطه راهِنًا: ضرورة المبادرة إلى تأسيس منظومتنا القومية المستقلة للعلوم والتكنولوجيا، لمواكبة السعي الدؤوب للشعوب العربية إلى تحقيق الانتقال الديمقراطي، وإلى بناء تنمية اقتصادية واجتماعية معتمِدة على المعارف العلمية وتجسيداتها التكنولوجية تضمن للإنسان العربي التّحرر من التبعيّة وتحقيق النّمو المنشود.
  2. الدعوة إلى استحضار المعرفة التاريخية، تلك الحاضرة/ الغائبة في ثقافتنا، لا سيّما في ارتباطها بالمعارف العلمية والطبية. رغم تعدّد الدعوات في ثقافتنا الحديثة للاهتمام بالتاريخ والانتباه لتأثير الزمن، فإن الوعي بفِعل التاريخ – ولا أعني نزعة تاريخانية صارت تثير الشبهات – لا يُبَنْين ولا يُهَيْكِل رؤيتنا للعالم، وفهمنا لوجودنا في الزّمن المتحرّك بما يكفل لنا علاقة سَويّة مع الماضي. إن ضعف الوعي بالتاريخ وبفعل الزمن من أهم عوامل ذهول ثقافتنا عن إدراك أثر الزمن، وأهميّة التفسير التاريخي، وضرورة الأخذ بمسببات الظواهر.
  3. استشراء الوباء الحالي يذكّر بما حصل في الماضي حين ضرب وباء الطاعون المنطقة العربية، وشكّل عاملًا رئيسًا للانحسار الحضاري الذي نزل بنا في نهاية العصور الوسطى، حين بدأ خروجنا من التاريخ بفعل التأثير الكاسح الذي أحدثه هذا العامل المركزي في تاريخنا الديموغرافي والاجتماعي وتفاعله مع عوامل داخلية وخارجية أخرى، فصار مفتاحًا لفهم الانهيار اللاحق. من هنا، فإن الطاعون، الوباء الأعظم، لا ينتمي إلى الماضي فحسب، بل قد يكون مُحتَفَرًا ومُسَجَّلًا في المستقبل البشري إذا استفاق وعاد إلى مزاولة حصاده الرهيب. يحتِّم علينا ذلك التنبيه إلى الأهمية الكبيرة للبحث المتعدّد الاختصاصات في التاريخ الوبائي للمنطقة العربية؛ ليس لإرساء “تفسير طبي للتاريخ”، بل للحفر في أحد عوامل التراجع التاريخي الذي ألمّ بنا منذ القرن الخامس عشر، ولجَمع المعطيات المفيدة في فهم الطاعون كمعضلة من معضلات الصحة العامّة في الحاضر، وذلك في ضوء العناصر التالية: أ) تفشّي الطاعون من جديد إمكان وارد إذا طَفَر فيروسه الكامن، ب) لا يوجد لِقاح مضادّ لأن اللقاحات لا تُطوَّر لأمراضٍ كامنة، ج) التخوّف من استعماله في حرب بيولوجية محتملة، د) أثبت تحليل الحمض الرِّيبي النَّووي المُستعاد من بقايا فيروس “طاعون الموت الأسود” أن هذا المركّب العائد من زمن مضى مطابق تمامًا للفصيلة الحيّة اليوم. بالجملة، إن دراسة أوبئة الماضي ليست موضوعًا مهمًا للبحث الأكاديمي فحسب، بل تندرج في ترسانة الإجراءات المعتمدة لمواجهة سيناريو الكارثة المحتملة في المستقبل.

1- سنخصّ بالذّكر وباء الطاعون مثالًا لأوبئة المرحلة الوسيطة كالجُدَري والحصبة والسلّ والكوليرا والملاريا وغيرها، نظرًا إلى الحيز الضيق المتاح في الدراسة. يقول في هذا الصدد الأديب والمؤرخ المغربي والأندلسي القاضي عياض (ت. 544هـ/1149م): “الوباء عموم الأمراض، فسميت طاعونًا لشَبَهِهَا بها في الهلاك، وإلا فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونًا […] ويدلّ على ذلك أن وباء الشام الذي وقع في عِمواس إنما كان طاعونًا” (ذكره محمد زكريا الكاندهلوي في: أوجز المسالك إلى موطأ مالك، تحقيق تقي الدين الندوي (بيروت: دار القلم، 1424/2003)، الجزء 15، ص 667)؛ للاطلاع على دراسات عامة حول الأوبئة في التاريخ العربي، يرجى مراجعة: سلمان قطاية، “الأوبئة في الطب العربي”، التراث العربي (دمشق، اتحاد الكتاب العرب)، السنة الثانية، العدد 7 (نيسان/ أبريل 1982)، ص 54-69؛ سعود محمد العصفور، “الكوارث والأمراض والأوبئة في العصر المملوكي”،

المؤرخ المصري (جامعة القاهرة)، العدد 32 (2008)، ص 269-325؛ محمود الحاج قاسم محمد، البيئة والأوبئة في التراث الطبي العربي الإسلامي (الموصل: دار ماشكي للطباعة والنشر؛ نينوى: رابطة التدريسيين الجامعيين، 2020).

2-يعرف علماء الفيروسات بوجود فيروس الطاعون في حالة كمون في حيوانات تعيش بيننا، وأن إصابات بشرية تحدث من حين إلى آخر. كما يعرفون بشأن استشرائه في الكلاب الأليفة في جنوب غرب الولايات المتحدة الأميركية..

الأستاذ الدكتور محمد أبطوي

خبير مصطلحي بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، عمل إلى حدود حزيران/ يونيو 2019 أستاذًا لتاريخ وفلسفة العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط. حصل على الإجازة في الفلسفة من جامعة محمد بن عبد الله بفاس، وتابع دراساته العليا بجامعة السوربون بباريس. بعد رسالته للدكتوراه حول مخطوطات جاليليو في الفيزياء (حزيران/ يونيو 1989) في مجال تاريخ وفلسفة العلوم، عمِل أستاذا مساعدا بكلية الآداب بفاس وباحثا مشاركا بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي بباريس ونيس. التحق في صيف 1996 بمعهد ماكس بلانك لتاريخ العلوم ببرلين لثمان سنوات حيث عمل باحثا متخصّصا في تاريخ العلوم العربية. انضم في أكتوبر 2003 إلى الفريق الاستشاري لوزير الأوقاف في الحكومة المغربية لأربع سنوات، كما شغل بين آذار/ مارس 2007 وأيار/ مايو 2014 منصب كبير الباحثين بمؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة بمانشستر، المملكة المتحدة. نشر العديد من الكتب وما يربو عن مئة مقالة بحثية باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية…

ثق بي يا رفيقي انها ستتخلى عنك…سترحل!

في البداية ستخبرك أنها معجبة بك وبشخصيتك الغامضة،وبكلامك البارد،وبكل تفاصيلك المختلفة عن الباقي ستحاول إقناعك بأنها ترتاح لمحادثتك وهي في قمة السعادةحين تسرد عليك كل أحزانها وأنت
أنت فعلا تتعامل معها على نيتك…ليس غباء منك بل إنك فقط تمارس مبادئك وتحاول جاهدا مساعدتها
تصبح مهووسة بك وبعمقك الذي لا حد له وبأفكارك،معجبة بعزلتك وبإنطوائك وبغرابتك ولا يهمها إذا كنت ذا جاه ومال.
فهي معجبة بشخصيتك الغامضة أولا وأخيرا وهذا ما يشدها إليك ويستفزها لمعرفتك أكثر فأكثر!!!
ولن تتم هذه المعرفة إلا بالتعمق والتواصل الباطني صباحا ومساءا.
ستحاول تعريتك واكتشاف ما بداخلك
ماذا يوجد خلف هذه الملامح الشاحبة؟؟أي رجل يسكن هذا الهيكل المظلم؟؟
مع الأسف ليس حبا كما كانت تزعم هي أو تظن أنت بل إنه فضول…هو فضول من نوع أخر هو فضول لإشباع جوع نفسها ولا شيء دون ذلك عزيزي.
انت الان لن تقاوم…ستصدقها لأنك اسرفت في عاطفتك أكثر من اللازم.
ستستغلك يا صديقي وتستنطق ذاك الشخص الغامض الذي بداخلك وترغمك على البوح ستدوس على ظلك وروحك.ستتحول الى شخص لطالما كرهت ان تكون مثله وفي نهاية القصة وبعد أن صرت شخصا واضحا لها ثق بي يا رفيقي انها ستتخلى عنك…سترحل!!
لأنك لم تعد تغريها لا حاجة بك الآن فهي لم تكن تحبك أساسا.
هي فقط كانت تحب ذلك الشخص المظلم فيك وبعد أن أحرقت كل فضولها تتخلى عنك بكل بساطة.

بن كارسون الجراح الناجح… بيبليوغرافيا

قصة حقيقية في ديترويت ولد الطفل اﻷسود الفقير بنيامين كارسون، في 1951/9/18، وعاش مع والدته في ظل فقر مدقع…!! كانت اﻷم تعمل بجد وجهد كبير لتأمين حياة متواضعة ﻹبنها، ولم تكن تعتمد على ما توفره الحكومة من رعاية اجتماعية…!! يقول عنها ابنها بن كارسون في سيرته الذاتية: لقد كانت تعمل كثيرا، وفي بعض اﻷحيان كنا حتى لا نراها طوال أسبوع كامل، كانت تغادر المنزل عند الساعة الخامسة صباحا وتعود عند الساعة الحادية عشر ليلا أو في منتصف الليل متنقلة من عمل لآخر ، فقد كانت مصرة على ألا تكون واحدة من أولئك اﻷمهات اللواتي يعتمدن على الرعاية الاجتماعية…!! في ظل انشعالها بالكفاح المتواصل من أجل صغيرها، فإنها لم تتمكن من متابعة تحصيله الدراسي، وصدمت عندما علمت أن ابنها هو اﻷسوأ واﻷغبى في صفه الدراسي…!! وكانت قد لاحظت من خلال عملها في منازل اﻷثرياء أن أولادهم كانوا يقضون ساعات ما بعد المدرسة وهم يقرؤون الكتب برغبة ونهم شديد، بينما كان ابنها يضيع وقته في اللعب ومشاهدة البرامج التلفزيونية…!! لذلك قررت اﻷم أن تخطط ﻷمر معين، كانت تدرك في أعماقها أنه سيحدث تغيير في حياة ابنها الصغير…!! حين عادت إلى المنزل أخبرت ابنها بقرارها فقالت له كما يحكي “بن” : سوف تبدأ بمطالعة الكتب بمعدل كتابين أسبوعيا، وسوف تطفئ جهاز التلفزيون السخيف، ولكي أتأكد من أنك تقرأ جيدا ستزودني بتقارير عن الكتب التي تقرأها أسبوعيا…!! يقول “بن” عن والدته: كانت شديدة وحازمة في تنفيذ قرارها رغم معارضتي لذلك في بداية اﻷمر، لكن أمام اصرارها، وحتى لا تحرمني من اللعب ومشاهدة التلفاز رضخت لقرارها…!! كان “بن” يستعير كتابين في اﻷسبوع من المكتبة العامة، ويكتب عنهما ملخص لوالدته، التي أخبرته بأنها ستقوم بمراجعة التقارير بدقة على الرغم من أنها لم تحصل إلا على شهادة الصف الثالث الابتدائي…!! يقول “بن” فيما بعد وحين قام بتطبيق قرار والدته الحكيم: وصلت إلى نقطة بحيث انه إذا توافرت لي خمس دقائق كنت أطالع كتابا، لا يهم المكان الذي أكون فيه سواء كنت أنتظر الحافلة، أو حول مائدة العشاء، والدتي التي كانت دائما تحثني على القراءة أصبحت تزجرني “بن ضع الكتاب جانبا وتناول طعامك”…!! فيما بعد أصبح “بن” اﻷول على صفه الدراسي تخرج من المدرسة الثانوية بتفوق، اﻷمر الذي مكنه من الحصول على منحة للالتحاق بالجامعة…!! كان حلمه أن يكون طبيبا، وفعلا سجل بكلية الطب، وتميز فيها، تدرب وعمل في عدة مستشفيات ذات مكانة عالية في بلاده…!! عندما بلغ من العمر (33) عاما، أصبح رئيس قسم جراحة أعصاب اﻷطفال، وكان في الواقع الطبيب الجراح الوحيد في مستشفى “جونز هوبكنز”. أظهر “بن” براعة عالية في إجراء العمليات الجراحية حصل بسببها على عدة ترقيات متتالية في عمله…!! وهو أول طبيب جراح في العالم يقوم بفصل التوأم السيامي الملتصق بالرأس، وقد ألف أكثر من (90) مؤلفا طبيا…!! وصفت مكتبة الكونجرس اﻷمريكية في عام 2001م ، “بن” بأنه أحد اﻷساطير الحية ال89، وفي عام 2009م منحه الرئيس جورج بوش الميدالية الرئاسية للحرية، وهي أعلى تكريم تمنحه الحكومة اﻷمريكية للمدنيين…!! وجاء الاعتراف الشعبي بعبقرية “بن” مع عرض الفيلم التلفزيوني “يدان موهوبتان: قصة بن كارسون”، في 2009م حول حياته وإنجازاته الاستثنائية…!! أخيرا …. إذا كانت أم مكافحة بسيطة لم تحصل إلا شهادة الصف الثالث اﻹبتدائي، وعت وأدركت أن القراءة سوف تؤثر بهذا الشكل المثير للدهشة في مسيرة علمية بأكملها لطفلها الفقير، فهل نعي وندرك نحن كآباء وأمهات ومربين ومجتمع أهمية القراءة في حياة الأجيال…!! وهل سندرك أثر توجيه الأبوين الصحيح في تصحيح مسار الأبناء؟.. *الشعوب التي تعجز عن جعل المعرفة أسلوب حياة، تظل على هامش التاريخ…

تغافل مرة وتغابَى مرتان، فليس كل شيء يستحق الإهتمام…الخبز المحروق

🍂الخبز المحروق🍂
أو
🍂لذة التعايش🍂

يقول أحدهم :

بعد يوم طويل وشاق من العمل وضعت أمي الطعام أمام أبي على المائدة وكان معه خبز محمص،،
لكن الخبز كان محروقاً تماماً..
فمد أبي يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي،،،

وسألني كيف كان يومي في المدرسة؟
لا أتذكر بماذا أجبته لكنني أتذكر أني رأيته يدهن قطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها..

عندما نهضت عن مائدة الطعام سمعت أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصه..

ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي..

حبيبتي:
لا تكترثي بذلك، أنا أحب أحيانا أن آكل الخبز محمصا زيادة عن اللزوم، وأن يكون به طعم الاحتراق..

وفي وقت لاحق من تلك الليلة عندما ذهبت لأقبل والدي قبلة (تصبح على خير) سألته إن كان حقا يحب أن يتناول الخبز أحيانا محمصا إلى درجة الاحتراق؟

فضَمَّني إلى صدره وقال لي هذه الكلمات التي تحتاج إلى تأمل كبير:

يا بني أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق وربما شئ آخر،،،

إن قطعة من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر حتى الموت..

الحياة مليئة بالأشياء الناقصة، وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه..

🍂علينا أن نتعلم كيف نقبل النقص في بعض الأمور، وأن نتقبل عيوب الآخرين..
وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات، وجعلها قوية مستديمة.

خبز محمص محروق قليلا لا يجب أن يكسر قلبا جميلا..

▪فليعذر الناس بعضهم بعضا؛
▪وليتغافل كل منا ما استطاع عن الآخر؛
▪ولنترفع عن سفاسف الأمور،،،

النقد المُستمر يُميت لذة الشيء

لذا فإن الشجرة لو تعرضت لرياح دائمة لأصبحت عارية من أوراقها وثمارها !
كذلك الشخص ..
إن تعرض للنقد الجارح بإستمرار يُصبح سلبي ..

إمدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء، فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح تقفل به أفواهٍ،،،
وتفتح به قلوب……..

الضجر؛ المستمر واللوم المستمر يُميت لذة كل شيء وإن كان من غير قصدً

إمدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء ، فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح تفتح به قلوب من حولك،،،

تغافل مرة وتغابَى مرتان، فليس كل شيء يستحق الإهتمام،،‎،
لا تعطي الأمور أكبر من حجمها، إن رأيت أمامك حجر أرمي به خلفك – وتقدم،،

إنها ثقافة ومهارة

‏التمسوا لنا الأعذار حينما لا نكون كما عهدتم أن نكون

فالنفوس آفاق ووديان .. ولعل نفوسنا في أودية غير وديانكم ، ولعل صدورنا تحوي مالا نستطيع البوح به..

إبتسموا يا غالين
وسامحوا يا أحبة
وأغسلوا قلوبكم من نغزات الشيطان وسوء الظن
والتمسوا لأخوانكم الأعذار ..

فنحن في أعوام تتساقط فيه الأرواح بلا سابق إنذار…

فاللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله.

فهنيئا لزراع الخير وحاصدين الخير والقائمين على الخير ومحسني الظن والناطقين بالخير والخارجين من هذه الحياة بحسن المعشر وطيب المذكر

انشروا التسامح والمحبة

فهذه دنيا فانيــة

خديجة خويص #مرابطة_الاقصى…

انها خديجه خويص #مرابطة_الاقصى ..الدعاء لها بفك أسرها من ايدى اليهود

يومي الأوّل في سجن الرملة ، انتزعوا الدّبابيس التي أثبّت بها حجابي ، وبعد رجوعي من محكمتي الأولى أخبروني أن معاصم يديّ ممنوعة في السجن بحجّة أنّها زيادةٌ عن اللباس ، أخذتها منّي السجّانة وألقتها في سلّة القمامة القريبة ، استطعت أن أتجاوز أمر المعاصم؛ إذ أن أكمام جلبابي كانت ضيّقة ممّا يغنيني عن المعاصم …
وذات ليلة بينما كنت عائدة لزنزانتي بعد يومٍ طويلٍ في البوسطة ، ولم أكد أغمض أجفاني ، حتّى تمّ استدعائي للتحقيق ، جهزّت نفسي وكنت قد غسلت جواربي ،فلبستها مبتلّة ، ولما قيّدت السجّانة قدميّ قالت لي عند عودتك ستخلعين جواربك !!
عدت من التحقيق بعد الواحدة ليلاً والسجانة تنتظرني ، أخذت جواربي ورمتهما في سلّة القمامة …
مرّت عشرة أيّام على الاعتقال ، وأنا في زنزانتي معزولةً عن الجميع ، بين صلاتي وقرآني ودعائي ومناجاتي وبكائي لله عزّ وجلّ بأن يرفع هذه المحنة …
كنت مثالاً للهدوء والاتزّان في السّجن ، بينما كان يعجّ قسم العزل بالصراخ والشتائم والجنون …
خرجت لمحكمتي الخامسة ، وعندما عدت للسجن ، ناداني مسؤول السجن ، وأخبرني من اليوم فصاعداً يُمنع عليك ارتداء الحجاب والجلباب داخل القسم !!
لم أعرف حينها بأيّ لغةٍ أخاطبه لأفهمه أنّ ذلك غير معقولٍ أبدا ،فلم تسعفني أي كلمة ، وأنا القوية دوما ، أنا التي لا أبكي أمام سجّاني حتى لا يشمت بي ، وحتى لا ينتشي بقوته !!
مع ذلك كلّه لم أتمالك دموعي ذلك اليوم ، بكيت أمامه بحرقة ، لا يمكنني أن أفعل ذلك ، ولن تفعل أنت !!
أوصلني إلى باب القسم ، وأمر السجّانة أن تنزع حجابي فنزعته !!
وطلب منّي أن أخلع جلبابي وإلّا خلعوه بالقوة !!
فاضطررت لخلعه أمامهما
أدخلوني زنزانتي أجرّ أذيال قهري ، فانفجرت باكيةً لا ألوي على شيء ، حاولتُ ضبط دموعي ، والله كانت تسيل رغماً عنّي !!
أنا التي بلغتُ الأربعين ولم أخلع حجابي مذ كنت في السابعة !!
ولم يرني أيّ أجنبي دون جلبابي مذ كنت في الخامسة عشرة !!
واليوم يراني الأنجاس وأراذل الخلق بلا حجاب أو جلباب !!
بكيت كما لم أبكِ من قبل ، صرخت ، كبّرت ، ناديتُ المعتصم وصلاح الدين ، قلت واربّاه ، واغوثاه واإسلاماه وامعتصماااه !!
لم تجبني سوى جدران الزنزانة بصدى الصوت …
بكيت ما يقارب الساعتين ، صليت يومها بلا حجاب أو جلباب ودعوت الله أن يلقيَ عليّ النّوم حتى لا ينفطر قلبي من البكاء ، فنمت حتى الفجر ، ليدخل عدد من السجانين للعدد ، وليعود البكاء وأنا أخبئ رأسي بين يديّ …
ولما جاء الظهر ، دخل سجانون ذكور لتفتيش الزنزانة ؛ فانفجرت باكية مجددا ، حاولت إقناعهم بأنّ حجابي وجلبابي هما جزء منّي ، وانتزاعهما كما انتزاع جلدي وسلخه ، ولا تصح صلاتي بدونه ، ولا يجوز أن يراني الرجال بدونه ..
يومها نقلوني من زنزانتي لأخرى ، ولا أعلم السبب ، ظننت أنّها أفضل حالاً ، ولمّا صرت فيها ، وجدتها مترين بمترين ، ومياه المرحاض تسيل على ارضيتها ، فقلت أتفقد الفراش ،فرفعت “الفرشة” لأجد تحتها الصدأ والماء وصراصير ميتة ، فقلت أتفقد المرحاض ، فإذا به يمتلأ بالفضلات والأوساخ ومناديل ورقيه ، فقلت أفتح مضخة المرحاض حتى يبتلع ما فيه من القرف والنجس ، يبدو أنه ابتلع ، ولكن بقيت مضخة المرحاض مفتوحة طوال الليل ، بصوت يصرع المتواجد في الزنزانة …
وكامرتين ترصدان مكان النوم والمرحاض وباب الحمام زجاجي شفاف منخفض يصف ما خلفه ، والزنزانة مقابل غرفة السجانة وكل داخل وخارج يتفقد من السجانين يتفقد الوافد الجديد في هذه الزنزانة القذرة ..
لم يكن حماما في زنزانة ؛ بل زنزانة في حمّام …
توضأت لأصلي العشاء ، صليت بلا حجابي وجلبابي وبلا سجود لأنّ الأرض نجسة ..
وفي اليوم التالي ، عند الخامسة فجراً أعطوني حجابي وجلبابي لاخرج بهما إلى المحكمة …
وصلت المحكمة منهكة من السفر والبكاء المتواصل ، ومن السهر الإجباري بسبب صوت مياه المرحاض ، فبدوتُ شاحبةً حزينة كئيبة على غير العادة ..
في الصورة ؛ كنت أبثّ للمحامي كيف انتزعوا حجابي وأجبروني على خلع جلبابي ؛ وعن وضع الزنزانة الجديدة وقذارتها ؛ وكيف أنّه للمرة الأولى في حياتي يراني الرجاال بلا لباسي المستور وأنّني صليت دون سجود ولا لباسٍ ساتر …
يومها اجتمع قهر الدنيا كلّه في ملامح وجهي وتعابيره ….
ولمّا ترافع عنّي المحامي ، ووصف لهم ما يحدث لي في السجن ، وانتزاعهم حجابي وجلبابي ، أصيب الحاضرون بالوجوم والقهر!!
ونجح المحامي باستصدار أمرٍ من المحكمة بعدم انتزاعهما منّي وإعادتي لزنزانتي الأولى ..
عدت من محكمتي ليعاودوا قهري وانتزاع جلدي مرة أخرى ووضعي في مسلخهم القذر ..
لكنّي قررت أن أنتزع حقّي ولو بأسناني ، فقمت بالصراخ والتكبير لأربع ساعات ، حتى جاؤوني بمدير السجن ، واريته قرار المحكمة ، فاضطر للالتزام به…

رجب طيب أردوغان بيبلوغرافيا…

رجب طيب أردوغان (بالتركية: Recep Tayyip Erdoğan)‏ (ولد في 26 فبراير 1954)، هو سياسي تركي يشغل منصب الرئيس الثاني عشر والحالي لتركيا منذ عام 2014. وقد شغل سابقًا منصب رئيس الوزراء من عام 2003 إلى عام 2014 ورئيسًا لبلدية إسطنبول من عام 1994 إلى عام 1998. أسس حزب العدالة والتنمية (AKP) في عام 2001، وقاده إلى الانتصار في الانتخابات في أعوام 2002 و2007 و2011 قبل أن ينتخب رئيسًا في عام 2014. انطلاقًا من خلفية سياسية إسلامية وكشخص يصف نفسه بأنه ديموقراطي محافظ، قام بتشجيع السياسات الليبرالية اقتصاديا والمحافظة اجتماعيا.

أردوغان ليس نبيا….

أنا أعجب من بعض المتدينيين والمتوسم فيهم الخير أن يهاجموا أردغان ويحتجون بأنه علماني وأنا أقول لهم:-

أولا: يجب أن نفرق بين الواجب أن يفعل
والممكن فعله

ثانيا: أردوغان ورث تركة علمانية جعلت الكفر بتركيا إجباريا لمدة 70 سنة
وهذا هو الواقع الذي استلم فيه الحكم

ثالثا: لا يمكن لأي إسلامي في تركيا قبل 10 سنوات أن يعلن عن نفسه وهويته وإلا قيد إلى السجن فاضطر أردغان أن يعلن أنه علماني، والله سيعامله على نيته. وفعلا خدم دينه وجعل تركيا تنتقل من الكفر بالإجبار إلى الكفر باﻹختيار ووجد المتدين والمتدينه حريتهم. أما اليوم فأردوغان بعد ما قطع شوطا من التمكين فقد أعلن أنه طالب من طﻻب نجم الدين أربكان والكل يعلم منه نجم الدين واليوم يفتخر بأنه سيبني المساجد ودور القران كما بنى المصانع ومراكز البحوث والدراسات والبنية التحتية.

إن أردوغان تعامل مع واقعه بدهاء وذكاء ونفع دينه وأمته أنه رجل عندما تراه في صلاته لا تصدق أنه رئيس وزراء ولديه مشاغل تشغله عن أذكار الصلاة والخشوع فيها ،
(وبعض المتدينيين تجده فارغا ولا شغل معه ومع ذلك لا يخشع ولا يذكر وقد ربما لا يصلي في المسجد).
ولهذا جعل الشعب يحبه بل وجعل الشعب لا يستغني عنه.

وأنا أطمئن المتدينيين أن أردوغان أكثر تدينا وأكثر حبا للإسلام وأكثر غيرة على المسلمين. ولديه اتفاقيات ورثها مع أوروبا واسرائيل أثقلت كاهله ولكنه يتعامل معها بحكمة ولم يخضع لها بالكلية والدليل قطع علاقته باسرائيل حتى ترفع حصارها عن غزة في حين بعض قادتنا المسلمين جدا يساعدون اليهود في حصار غزة.

أنا أتحدث بهذا لكثرة احتكاكي بالقيادات التركية وما يحدثوني به عنه وليس عاطفة او هوى. ونجاحه بما قدمه لتركيا من مشاريع عملاقة وأوصلها إلى دولة صناعية وما قدمه لفلسطين والمسلمين في الصين وبورما ومصر وقضايا الأمة يدل على ما قاله في مهرجان وأنا كنت حاضرا فيه عندما قال “نفتخر أننا طلاب نجم الدين أربكان الذي كان يخطط لخدمة تركيا وحماية المسلمين”

ومن هنا فهو يقود مشروع أمة وبعضنا ما استطاع أن يقود مشروع قرية بل أسرة.
ومازال الطريق أمامه طويل ولكنه يسير رغم كل العقبات وهو يعلم أن الله أمره بالجهاد ولم يأمره بالنصر وسياتي جيل أردوغان ليكمل المشوار بإذن الله.

إني ﻷربأ بأهل الدين أن ينحازوا إلى الاسرائيليين والعلمانيين بالهجوم على أردوغان ويجب ان يعدلوا حتى مع خصمهم ،
وأنا أكثر عجبا ممن ينصر السيسي القاتل كرها للإخوان، وينصر اسرائيل على حماس كرها في الإخوان،
وينصر العلمانيين في تركيا كرها في اﻹخوان،
وﻻ أستطيع أن أقول إلا ما قاله ربنا “إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”

وأخيرا أردوغان ليس نبيا معصوما ولكنه قائد يجب أن يفتخر به كل مسلم يفعل استطاعته في حين أن أغلبنا لم يبذل لدينه ربع استطاعته…

المظاهرات والإحتجاجات بين العرب والغرب،امريكا أنموذجا

دام مايسمى بالربيع العربي2011، شهورا عديدة، ودامت أحداث ثورتي تونس ومصر أسابيع عديدة، وامتدت احتجاجات عشرين فبراير في المغرب2011 والحراك الجزائري لشهور طويلة، ولم نشاهد منها ما نشاهده اليوم على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي، من نهب المحلات

اوباما في الشارع للاحتجاج على العنصرية و انتهاك حقوق الانسان

الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما يتقدم مظاهرات ضد العنصرية بشوارع أمريكا
كورونا vu
‏الربيع الأمريكي الشعب ضد ترامب السؤال الذي يتبادر للدهن اين ذهبت كورونا ؟؟ !

وتخريب الممتلكات في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أيام قليلة من الاحتجاجات.


ورغم أن شعوب تونس ومصر والمغرب والجزائر تعاني من ويلات نهب بعض المسؤولين لأرزاقها وخيراتنا، إلا أنها لم ترد على النهب بالنهب، والعنف بالعنف. ثم يأتي أحدهم ليقول لك أن هذا الجيل،جيل عربي رجعي، غير متحضر، متخلف وغبي وتنقصه التربية…

لقد سقطت تلكم الصورة المزركشة التي صنعها الإعلام عن الغرب، وعن الدول التي كنا نعتبرها دول متحضرة،متقدمة، تقود العالم اجمع، وشعوبها مثقفة، لقد سقط القناع، وكشف الستار، وظهر الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا…

جورج فلويد، وهو تحت رحمة ركبة الشرطي قبيل وفاته
أمريكي من ذوي البشرة السمراء، يشتري السلاح، ويتسلح هو وزوجته وطفله تعبيرا عن رفضه العنصرية ضد ذوي البشرة السمراء، في امريكا وعازم أن يدافع على كرامته، وكرامة أهله وعشيرته، بالسلاح الحي… صورة مأخوذة من وسائل التواصل الإجتماعي الأمريكي

الكيل بمكيالين ، والازدواجية في المواقف، والنفاق … سبب دمار الكرة الأرضية.

عبد الرحمن اليوسفي في ذمة الله… المعارض المغربي الذي قاد الحكومة برئة واحدة

إن الراحل “عاش عفيفا، وكان صارما مع نفسه والعاملين معه، لكنه في نفس الوقت يحمل قدرة هائلة على التجاوز والبحث عن التوافق”،

في فبراير/شباط 1998 استقبل الملك الحسن الثاني بالقصر الملكي في الرباط القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الرحمن اليوسفي وعينه وزيرا أول (رئيس الحكومة)،

وخاطبه قائلا “إنني أقدر فيك كفاءتك وإخلاصك، وأعرف جيدا منذ الاستقلال أنك لا تركض وراء المناصب بل تنفر منها باستمرار، ولكننا مقبلون جميعا على مرحلة تتطلب بذل الكثير من الجهد والعطاء من أجل الدفع ببلدنا إلى الأمام”.

ومنذ تلك اللحظة انتقل اليوسفي وحزبه من المعارضة إلى الحكومة، وانتهت عقود من الصراع بين هذا الحزب اليساري والنظام المغربي، وبدأت معها ما تسمى في المغرب تجربة التناوب التوافقي أو الانتقال السياسي.

وبعد اعتزاله السياسة قبل ستة عشر عاما ركن اليوسفي إلى الصمت وابتعد عن الإعلام، إلى أن ترجل عن صهوة الحياة يوم الجمعة 29 مايو 2020،عن عمر يناهز 96 سنة

.

الملك محمد السادس أثناء زيارته اليوسفي في المستشفى بعد أزمة صحية سنة 2016 (مواقع تواصل)

وحالت ظروف الحجر الصحي بسبب انتشار وباء كورونا دون أن يودع المغاربة واحدا من أهم رجال السياسة في البلاد وقائد التناوب التوافقي ورجل الدولة كما تصفه الصحافة المغربية، وعوضوا عن ذلك بتدوينات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي تنعى الراحل وتذكر بمواقفه، وذلك في جنازة جماعية افتراضية شاركت فيها مختلف الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية والنقابات.

وفي جنازة حضرتها ثلة قليلة من المقربين وسط إجراءات أمنية مشددة دفن عبد الرحمن اليوسفي في مقبرة الشهداء بالدار البيضاء قرب قبر الراحل عبد الله إبراهيم أحد رموز الحركة الوطنية وثالث رئيس وزراء في المغرب بعد الاستقلال.

ووصف الملك محمد السادس الراحل اليوسفي في رسالة تعزية لأرملته بأنه “بصم بشخصيته وبأسلوبه المتميز والقائم على المسؤولية والالتزام الواضح بالمبادئ والإخلاص والوفاء مرحلة مهمة من تاريخ بلده الحديث“.

حياة حافلة

ما بين ميلاده في 8 مارس/آذار 1924 بمدينة طنجة شمالي المغرب ووفاته يوم 29 مايو/أيار 2020 في مدينة الدار البيضاء (وسط) عاش اليوسفي حياة حافلة وهو يتنفس برئة واحدة بعدما جرى استئصال الأخرى في عمليتين جراحيتين في خمسينيات القرن الماضي.

قضى حياته مقاوما ضد الاستعمار ومعتقلا في سجونه، ومعارضا في صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومطاردا ومنفيا في فرنسا، ومساندا لحركات التحرر، ثم قائدا لحكومة التناوب التوافقي في 1998.

وبعد اختيار الملك عام 2002 تعيين وزير الداخلية التكنوقراطي إدريس جطو رئيسا للحكومة رغم تصدر حزب الاتحاد الاشتراكي الانتخابات التشريعية اعتبر اليوسفي هذا التعيين “خروجا عن المنهجية الديمقراطية”، وقرر الاعتزال وإنهاء مساره السياسي.

ويقول رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران في اتصال مع الجزيرة نت إن اليوسفي “رجل وطني كبير، خدم بلده بشرف وحق عليه ما لا بد منه للمخلوقات جميعا وهو الموت، نسأل الله أن يغفر له ويرحمه“.

قبر اليوسفي في مقبرة الشهداء إلى جوار قبر الراحل عبد الله إبراهيم أحد رموز الحركة الوطنية

انشغال عربي ودولي

لم ينشغل اليوسفي بهموم بلده فقط، بل سكنته قضايا عربية ودولية وانغمس في مساندة حركات التحرر في العالم، وكانت حياته في المنفى بفرنسا حافلة بالنضالات السياسية والحقوقية داخل اتحاد المحامين العرب والمنظمة العربية لحقوق الإنسان التي ساهم في تأسيسها في بداية الثمانينيات، كما تولى الدفاع عن المناضلين الفلسطينيين أمام المحاكم الأوروبية، وكان عضوا في المحكمة الدولية ضد الجرائم التي ارتكبت في فيتنام خلال الستينيات.

وبعد عودته من المنفى إثر عفو عام أصبحت العلاقة بين الملك الحسن الثاني واليوسفي أكثر قربا، ويقول اليوسفي في مذكراته التي حررها رفيقه في النضال امبارك بودرقة إن الحسن الثاني مازحه عندما قدمه لأول مرة لولي العهد الأمير سيدي محمد (الملك الحالي-محمد السادس) وأخيه الأمير مولاي رشيد قائلا لهما “إنه من أكبر مهربي الأسلحة، حيث كان يخفيها حتى وهو نائم على سرير المستشفى بإسبانيا ليزود بها المقاومة وجيش التحرير بالمغرب”.

ورغم ابتعاده عن السياسة فإن حبل التواصل بينه وبين الملك محمد السادس -الذي كان يتابع وضعه الصحي بشكل دائم- استمر، كما حضر (الملك محمد السادس) تدشين شارع باسمه في طنجة في يوليو/تموز 2016، سمي بشارع عبد الرحمن اليوسفي، وهو الحدث الذي قال عنه اليوسفي في مذكراته إنه “غير مسبوق في تاريخ المغرب وترك أثرا بليغا في نفسي”.

اليوسفي أمام المحكمة بتهمة المس بالأمن الداخلي للدولة في قضية المؤامرة ضد الحسن الثاني (الصحافة المغربية)

تقاطعات كبرى

يصف عبد الحميد جماهري القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومدير تحرير جريدة الاتحاد الاشتراكي الناطقة باسم الحزب اليوسفي بأنه من طينة الرجال الذين تجتمع فيهم أمة بكاملها.

وقال جماهري في اتصال مع الجزيرة نت

إن الراحل “عاش عفيفا، وكان صارما مع نفسه والعاملين معه، لكنه في نفس الوقت يحمل قدرة هائلة على التجاوز والبحث عن التوافق”، لذلك -يوضح جماهري- كان يجد فيه الفرقاء حكما أساسيا ورجلا قادرا على صياغة المعادلات المركبة ببساطة تقنع الجميع.

غلاف كتاب “أحاديث فيما جرى” الذي يتضمن مذكرات اليوسفي كما رواها لرفيق دربه امبارك بودرقة (الجزيرة)

ويشير جماهري -الذي كان من القلائل الذين شيعوا الراحل إلى مثواه الأخير- إن اليوسفي “عاش تقاطعات كبرى، تقاطعات في الزمن بين النضال من أجل الحرية والاستقلال والنضال ضد الاستبداد ومن أجل الديمقراطية، والتقاطع بين القيادات الوطنية الكبرى والقيادات الشابة، وتقاطع الزمن بين الصراع حول الشرعية والسلطة وبين اقتسامها وتربية الشعب على النضال الديمقراطي، والتقاطع بين الوطني الأصيل وبين القائد الأممي الذي شغل مناصب مهمة عربيا ودوليا“.

هذه القدرة على صهر كل هذه الأبعاد في شخصية واحدة تجعل اليوسفي -حسب جماهري- “ليس فقط رجل دولة، بل رجل تاريخ”.

وقبل سنتين من الرحيل الأخير خرج اليوسفي ليسجل شهادته على مرحلة مهمة من تاريخ المغرب في كتاب “أحاديث فيما جرى” من ثلاثة أجزاء يحكي فيه سيرته منذ رأى النور في بيت بسيط بطنجة شمال المغرب إلى اعتزاله السياسة، ورغم حذره وهو يحكي مذكراته فإنها تظل شهادة موثقة لأحداث عايشها خلال مساره السياسي الطويل والحافل.

عبد الرحمان اليوسفي في سطور...من كتاب “ذاكرة المستقبل؛

ولد في 8 مارس 1924 بطنجة.

درس تعليمه الابتدائي في طنجة.

تابع دراسته في ثانوية مولاي يوسف بالرباط سنة 1943 وتعرف هناك بالمهدي بنبركة.

طرد من الثانوية لمشاركته و مساهمته في اندلاع المظاهرات بعد تقديم وثيقة الاستقلال.

عضو في حزب الاستقلال 1944.

تابع نشاطه السياسي والثقافي 1944 – 1950 بالدار البيضاء.

عمل كمعلم و مدرس لعمال معمل كوزيمار للسكر بالدار البيضاء.

كرس عمله من 1944 إلى 1949 لتنظيم الطبقة العاملة بالدار البيضاء.

سافر إلى فرنسا سنة 1950 و تابع دراسته بها.

ساهم في تأسيس فرع حزب الاستقلال بفرنسا.

حاصل على الإجازة “ليسانس” في القانون.

حاصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية.

حاصل على دبلوم المعهد الدولي لحقوق الانسان.

تم نفيه وعدم السماح له بالإقامة في فرنسا نظرا للدور الذي كان يقوم به وسط مغاربة الخارج من خلال حثهم على مناهضة الاستعمار.

استقر بمدينة طنجة بعد انهاء دراسته سنة 1953.

عمل كمحام لدى محاكم طنجة ما بين 1952 و 1960.

نقيب المحامين في طنجة 1959.

واصل نشاطه من 1949 إلى 1952 لخدمة العمالة المغربية المهاجرة في فرنسا.

مشارك فعال في تنظيم و إدارة المقاومة و جيش التحرير 1953-1956

ساهم و شارك في اندلاع الثورة الجزائرية في نونبر 1955.

قدم للملك محمد الخامس أعضاء الثورة الجزائرية ( محمد بوضياف – أحمد بنبلة – أحمد أيت الحسين -محمد خيضر – مصطفى الأشرف) المختطفين من طرف الطيران الفرنسي في 22 أكتوبر 1956.

لعب دوراً حاسماً في إعداد مؤتمر طنجة لوحدة المغرب العربي المنعقد من 27 إلى 30 أبريل 1958.

من صانعي ومهندسي الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال.

كاتب في شؤون التوجيه للجامعات المتحدة لحزب الاستقلال في 6 مارس 1959.

كاتب عام للجامعات المتحدة لحزب الاستقلال بطنجة.

مؤسس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية 1959.

ترأس أشغال المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية 1959.

عضو الكتابة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية 6 شتنبر 1959.

رئيس جريدة التحرير ما بين 1959 – 1963.

تم اعتقاله في 5 دجنبر 1959.

تم توقيف جريدة التحرير من 15 دجنبر 1959 إلى نونبر 1960.

أعيد انتخابه في الكتابة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية في المؤتمر الوطني الثاني ماي 1962.

اعتقل سنة 1962.

ساهم في تأسيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية سنة 1963.

شغل منصب أمين مساعد عام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ما بين 1963 – 1977.

تم اعتقاله مع جميع أعضاء اللجنة الإدارية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية المجتمعة في 16 يوليوز 1963 وحكم عليه بسنتين مع وقف التنفيذ.

كان محاميا للرئيس الجزائري أحمد بنبلة.

حاز على جائزة أثناء انعقاد اللجنة التنفيذية للمنظمة العالمية للصحفيين أبريل 1964 بالجزائر.

توجه في نونبر 1965 إلى باريس للإدلاء بشهادته كطرف مدني في محاكمة مختطفي المهدي بن بركة وبقي منذ ذلك الوقت في فرنسا لمدة 15 سنة مختارا النفي.

حكم عليه غيابيا في جلسات محاكم مراكش 1969 – 1975 – وطالبت النيابة العامة بإصدار حكم الإعدام في حقه.

الكاتب العام المساعد لاتحاد المحامين العرب من 1969 إلى 1990.

عضو اللجنة الإدارية في انتفاضة 30 يوليوز 1972.

ساهم في المؤتمر الاستثنائي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1975 من خلال الرسالة الصوتية التي بعثها من منفاه.

مندوب عام لجريدة التحرير وعضو المعهد الدولي للصحافة بسويسرا 1976.

عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ مؤتمره الثالث عام 1978.

صدر حكم بالعفو عنه سنة 1980.

عاد للمغرب في أكتوبر 1980.

تم انتخابه في المكتب السياسي للحزب في المؤتمر الوطني الرابع 1984.

ترأس المؤتمر الوطني الخامس للحزب سنة 1989.

أعيد انتخابه في المكتب السياسي للحزب سنة 1989.

أصبح كاتباً أول في 15 يناير 1992 بعد وفاة القائد عبد الرحيم بوعبيد.

ساهم في تأسيس الكتلة الديمقراطية في 17 ماي 1992.

استقال من وظائفه السياسية بعد صدور نتائج الانتخابات التشريعية عام 1993 احتجاجا على ما وقع فيها من تلاعب وتزوير، وذهب إلى فرنسا في شتنبر 1993.

ثم عاد بضغط من المناضلين الاتحاديين في يوليوز 1995.

تسلم إدارة جريدة الاتحاد الاشتراكي في 29 يوليوز 1995.

شارك في المشاورات الدستورية والانتخابية سنة 1996.

عين وزيرا أولا للحكومة المغربية في 4 فبراير 1998.

شكل حكومة التناوب التوافقي في 14 مارس 1998.

انتخب كاتباً أول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المؤتمر الوطني السادس 2001.

تمت إقالته من منصب الوزير الأول في 9 أكتوبر 2002.

– قدم استقالته و اعتزل السياسة في أكتوبر 2003 بسبب ما أسماه الخروج عن المنهجية الديمقراطية بعد تعيين تكنوقراطي على رأس الحكومة على الرغم من تزعم الاتحاد الاشتراكي للانتخابات التشريعية آنداك…..

عمتي الوحيدة عائشة في ذمة الله

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن،ولا نقول إلا مايرضي الرب،وإنا على فراقك يا عمتي عائشة لمحزونون..

إنتقلت إلى الرفيق الأعلى هذا اليوم السبت 07شوال 1441هجرية،الموافق ل 29مايو 2020 ميلادية.

عمتي الوحيدة، الغصن الوحيد الذي بقي من شجرة العائلة..


فلترقد روحك يا عمتي بسلام.

.. غادرنا عمتنا في ظروف فيروس جائحة كورونا، كوفيد19إلى دار البقاء، علي مستوي مدينة الدارالبيضاء، حرمنا من حضور جنازتها ومن تشييعها والصلاة عليها، بل وحتى توديها الوداع الأخير، بسبب هذا الوباء..


لوحة رائعة للفنان الأسباني “خوان لوسينا” تم انجازها تكريمًا لجميع الاجداد الذين ماتوا من فيروس كورونا Covid -19
والذين لم يستطيعوا توديع أحفادهم ❤

تأملات في الموت ….
رحلت عمتي عنا خلال جائحة كورونا ….ودعناها في صمت.
الموت … نقبله برضى لأنه وحده يكشف لاتناهي الكينونة الإنسانية.
عندما يموت عزيز عليك يكون موته خارجيا …
لكن هناك موت داخلي … فبالرغم من محاولاتنا لاسترجاع ذكرياته … فإن موته يستمر داخلنا .. كأنه نقطة في أفق يبتعد تدريجيا. الموت حتمية بالمعنيين: الخارجي معنا والداخلي فينا.
“ألم تعلموا جميعا أن الطبيعة حكمت عليّ بالموت منذ لحظة ميلادي” يقول سقراط .
لكن السؤال: هل الموت نهاية؟ بداية؟ هدف؟ مصير؟فناء؟ جسر؟ بداية؟ هل الموت يكشف زيف وجودنا؟ أم يكشف معنى حياتنا؟ هل الموت يعطي لحياتنا قيمة؟ أم يدفعنا إلى احتقارها؟ كيف يمكن أن نتحدى موتنا في حياتنا؟ هل يمكن لحتمية الموت أن نكثف من قيمة حياتنا؟
(لا ترتعبوا من الموت ـ لأنه جزء من كينونتنا).


آللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها..

ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.