🌷هل أتزوج وأسكن مع أمي؟ 🏡

📍الأم مكانتها عظيمة، ولا تدانيها الزوجة ولا الأبناء، وحقها مقدم على كل الحقوق، وبرها سبب رضا الله، وسخطها باب من أبواب جهنم، روي عن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه كان يخشى أن يأكل مع أمه على مائدة، فقيل له في ذلك فقال: “أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتُها” وكان حيوة بن شريح- وهو أحد أئمة المسلمين- يقعد في حلقته يعلم الناس، فتقول له أمه: “قم يا حيوة، فألق الشعير للدجاج، فيقوم ويترك المجلس ويفعل ما أمرته أمه!!”
إذا كانت الأم لوحدها فلا يجوز بحال أن يتركها ولدها ويعيش بعيدا عنها، ولا بد أن يسكن معها حتى ولو كان ذلك قد يسبب له المشاكل، والزوجة الصالحة هي التي تراعي ذلك وتحرص على بر هذه المرأة تقربا إلى ربها وإحسانا إلى زوجها.
🌷أمك هي أمك أنت، ولكنها ليست أما للآخرين، وليست أما لزوجتك، فما تراه من حنان وعطف هو يخصك أنت، ولا يخص أباك الذي هو زوجها، ولا يخص زوجتك التي هي كنتها، وهذا ما يجعل بعض الأزواج قد يظلم زوجته وينتصر لأمه إذ يقيس معاملتها له على معاملتها للآخرين.
👨‍👩‍👧‍👧حين تخطط للزواج فأنت ستحضر امرأة على امرأة، هذه تحبك وهذه تحبك، هذه تريد منك وهذه تريد منك، هذه بحاجة إليك وهذه بحاجة إليك، وهنا تستيقظ أنوثة أمك، فتنظر أحيانا إلى كنتها كما تنظر الضرة إلى ضرتها، بل قد تغار منها إذ تخلو بك، وهذا مشاهد ومتكرر، ولذلك فإن من البر أن تجنب أمك هذه المشاعر السلبية، خصوصا إذا كنت تعلم منها حدة في الخلق، أو رغبة في السيطرة.
👫 الزوجة التي ستتزوجها هي امرأة كذلك، ومن أحلام المرأة أن يكون لها بيتها 🏡 الذي تعرف كل تفاصيله وترتب كل أجزائه على ما يوافق ذوقها، فبيت المرأة جزء من كينونتها، نظافته نظافتها، وجماله جمال لها، وهو لباسها الكبير، ففطرتها ترتيب العش وتجهيزه وتنظيفه وتجميله، فإذا لم تشعر بأن العش عشها فإنها تفقد جزاء مهما من كينونتها، ولذلك فإن الشريعة الإسلامية ضمنت لها مسكنا خاصا بها، ولو كان مجالا ضيقا، لكنه خاص بها، وقد كان لزوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حجرات خاصة بهن، لا تتعدى الحجرة 15 متر مربع، المشكلة إذن هي أن أمك وزوجتك سيشتركان نفس المساحة وكل واحدة تشعر أن المكان مكانها، ولذلك تجد نفسك في صراعات قد تراها تافهة من مثل: لماذا وضعت هذا الشيء هنا، فتحرق بذلك أعصاب والدتك، وتدمر قلب زوجتك.
⚠️لذلك فإن من الحكمة أن تقدر الأمور بمقاديرها، وتدرك أن هذه المغامرة قد تكون سببا لسعادة أمك بوجودك إلى جانبها، وقد تكون سببا لتعاستها بكثرة ما ستجلب لها من الهم والصداع، وإن من أشد ما يقطع قلب الزوج حين يجد صراعا بين شخصين كلاهما له مكانة في قلبه، مع أن الأم لا تقارن بالزوجة، لكنه يظل حائرا ويدخل في تفاصيل كان هو وفي غنى عنها.
⚠️إذا كان لك ظرف مادي خاص، فيمكن أن تبدأ حياتك الزوجية مع والديك، وتقنع بذلك زوجتك، وتضعان سقفا زمنيا لتلك الاستضافة، وتسعى في اتخاذ أسباب الرزق، وهذا الحل أفضل من ترك الزواج، لأن الزواج في حد ذاته سبب من أسباب الغنى، مثله مثل الضرب في الأسواق.
⚠️السكن مع الأهل مغامرة لها إيجابياتها ولسبياتها، وأهم عنصر فيها هو قدرتك على السيطرة على الأمور وضبط تصرفات زوجتك، فإذا كنت لا تضمن سلامة تصرفك، ولا تضمن أخلاق زوجتك، فاحذر أن تقدم على مغامرة غير مدروسة العواقب، فإن غضبة واحدة من غضبات أمك قد تنزلك إلى درك العقوق الذي هو من السبع الموبقات.

أمكثمأمك