خنيفر ة ارض “القصاير” ونفتخر–ذ.علي خداوي

خنيفرة في 27 – 07 – 2018
من اعلى خداوي الى المسمى رضوان الرمضاني مقدم برنامج “في قفص الإتهام” :
خنيفر ة ارض “القصاير” ونفتخر


والشيخة عندنا فنانة محترمة وهي زوجة وام واخت وصديقة وانبل واشرف منك الف مرة

ومن انت ” حتى تعطي لنفسك الحق لشتم وسب حفدة وحفيدات موحى اوحمو ازايي؟
نعم ايها السفيه، خنيفرة عاصمة ازيان، وهي غنية عن التعريف، ارض الشجعان والشجعانات، ارض الجمال والكرم، ارض الشموخ والنبل رغم تنكر ومكر التاريخ من جراء الحاقدين والماكرين والجهلاء امثالك…
لم اكن ساجيب على سفاهتك وتفاهاتك وسوء اخلاقك لو كنت انت الاول من يرتكب كذا ظلم في حق مدينة خنيفرة ونواحيها المجاهدة على كل المستويات. من هذه السطور اريدك ان تعلم ويعلم السفهاء امثالك ان الزيانية والزياني مهما كان مستواهما الاجتماعي والاقتصادي، فهما ورثا النبل والشموخ من قدم الزمان ولن تنال منهما اقزام مكنهم مكر التاريخ من الوصول الى اماكن كانت لتؤول الى ابناء المقاومين والمقاومات لو كنا فعلا حققنا الاستقلال ودولة المواطنة …
على المستوى التاريخي:
فرسان وفارسات خنيفرة يا جاهل شاركوا في اول معركة ضد الاستعمار الفرنسي وهي معركة مديونة سنة 1908…ومنذ ذالك الحين وهم يقاومون ببسالة كل يوم بكل ما اوتوا من عزم وقوة الى حدود سنة 1934. وما انتصار الزيانيات والزيانيين على العدو بمعركة لهري الشهيرة سنة 1914 لدليل على ما اقول.
ولعلم جهلكم وجهل غيركم، فان ايطو الزوجة الاولى لموحى اوحمو ازايي، هي التي استطاعت بذكائها وشجاعتها ان تتخطى بزوجها صفوف الجيش الفرنسي ليتسنى لكل قبائل ازيان والقبائل المجاورة ان ينقضوا على الفرنسيين في مرحلة ثانية من المعركة قتلوا فيها اكثر من ثلثي الثكنة العسكرية بما فيها من ضباط وجنود وعلى راسهم الكولونيل لفردير.
الوطنية بدات من خنيفرة ولعبت فيها المراة الزيانية دورا محوريا . وابان الاستقلال تهافت امثالك على السلطة والمال، كما تهافتوا على الالقاب بينما دخل ازيان والقبائل المجاورة في صراع مع الفقر وضم الجراح والماسي العميقة اللتي خلفتها جيوش العدو اللتي حطمت البنيات المجتمعية ومزقت العائلات وشردت الالاف …
على المستوى الحضاري:
رغم الفقر والقهر والنكران، نعم ، نحن اناس يعشقون الجمال والفن والرقص والغناء بجنون . نحن بلاد “القصاير” ونفتخر وهذا لا يفهمه الا الزياني والامازيغي الحر.
حتى في خضم المعارك ضد الرومان او الفرنسيين اوغيرهم، كان المقاومون والمقاومات الامازيغ يرقصون احدوس للترفيه واستعادة التلاحم والقوة… بل كان ايمازيغين يقومون احدوس على الموتى وهي ظاهرة حضارية نابعة من فلسفة تقاوم الموت بالحب والفن والجمال…وهو ما تسميه انت قذفا “القصاير”.هي حضارة الحب والحرية مقابل حضارة الارهاب والعبودية التي تكمن وراء تمثلاتك الظلامية…
هذه الفلسفة متجدرة في ثقافتنا منذ القدم لان هذه الحضارة وضعت المراة في قلب مشروعها المجتمعي وقيمها الانسانية والحضارية، وما رقصة احدوس التي يتساوى فيها الرجل والمراة الا مراة لمجتمع تسود فيه قيم المساواة بين الجنسين وهو ما لا يطيقه الفكر الظلامي اللذي تشبعت به. نحن بلاد “القصاير” لان المراة الزيانية امراة حرة “والشيخة عندنا” تعني “فنانة” والكلمة ليست قدحية عندنا نحن الزيانيين والزيانيات ولا يمكن للعبدة ان تكون فنانة…”الشيخة” عندنا امراة محترمة وليست عاهرة …”الشيخة” لعلمك كانت مقاومة واليوم هي زوجة وام واخت وصديقة …واخر “شيخة” عندنا انبل واشرف من امثالك.
على المستوى السياسي:
ولان المراة الزيانية امراة حرة ورمز الحرية ، ولان الشيخة امراة حرة فقد جلب عليها ذالك طبول ومدافع الظلاميين والسفهاء امثالك ونعتوها ب “العاهرة” …
سبق وسمعنا من امثالك – وهم اخذوا الثمن ليقولوا ذالك بهذف تشويه سمعة خنيفرة والنيل من شموخ بناتها ومن رصيدها التاريخي والرمزي – هذا النعث اللذي لا يمكن ان يصدر الا من ابن عاهرة وعبدة حقيقي…كما ان هذا النعت ينبع كذالك من سيكولوجيا رجولية مريضة لاؤلائك الرجال الاجانب عن ثقافة المنطقة واللذين ينبهرون امام جمال ونبل وفن الزيانيات ولا يستطيعون النيل من قلوبهن لانهم بكل بساطة لا يعرفون ثقافتهن وسيكولوجيتهن المتحضرة والمتجدرة في الحضارة الامازيغية التي جعلتهن ملكات في يوم ما.
اعطت خنيفرة –ولا زالت تعطي – مناضلات ومناضلين شرفاء ضحوا بالغالي والنفيس كذالك من اجل الكرامة بعدما ضحوا من اجل الاستقلال. اعطت خنيفرة ولا زالت تعطي دروسا للوطن لا يجاحد فيها الا جاهل او مرتزق. هل قمت باستطلاع للراي او ببحث ميداني كي تقف على تاريخ وحقيقة مجتمع لم تضم جراحه بعد ولم ينل حقه حتى على مستوى الاعتراف الرمزي ؟ الى تدري ان هذه المنطقة التي كانت اغنى منطقة في المغرب قبل دخول الاستعمار اصبحت افقر منطقة على الاطلاق اليوم والمراة اول المتضررين من التهميش والقمع والحكرة؟
تتحدث عن العهر وتتناسى انه “اقدم مهنة في العالم” ولا يخلو منه مجتمع والمدن الكبرى اكبر خزان للعهر على الاطلاق. “الشيخة” ليست عاهرة هي فنانة امراة حرة انقلبت عليها كفة التاريخ الماكر وتكالب عليها امثالك منذ الاستقلال لانها رمز المقاومة والحرية وهي عناوين يحاربها العبيد بكل انواعهم باساليب مختلفة يختلط فيها الديني والسياسي والاقتصادي والثقافي. الشيخة الفنانة الامازيغية هي التي حافظت وتحافظ على أصالة وروح الثقافة والفن الأمازيغيين، وهما الثقافة والفن المغربيين على العموم، بتنوعاتهما الغنية وبتعبيراتهما المختلفة…وهذا الدوروالصوت الجميل اللذي يحمله هو المقصود اسكاته …واخفائه عن الانظار لكي نصبح شعبا مثل شعب السعودية…سننزع يوما من النساء حقهن في قيادة السيارات بعدما ننزع حقهن في الرقص جنبا الى جنب مع الرجال..في تيه هوياتي وحضاري مناف ومضاد لسيرورة التاريخ والتحضر والتطور…
همشت خنيفرة ومنطقتها منذ السبعيانات لاسباب يعرفها العارفون وسلط عليها امثالك من مسؤولين واقلام ماجورة ليسودوا سمعتها عسى ان يتناسى اهلها عزة نفسهم ونبلهم وينخرطوا في بروباكوند ومدرسة العنعنة و”العام زين” و” نعام سيدي ” التي لا شك انك من خريجها…
همشت خنيفرة وحرمت من حقها في التاريخ والتنمية والتعليم واعادة الاعتبار وجبر الضرر … بل حتى الامل اللذي بعثه قدوم الملك محمد السادس الى اجدير وخطابه التاريخي تبخر امام ضغوطات ومناورات اللوبيات الخائنة التي لا تريد لهذه المنطقة ان تنال حقها المشروع من وطن ضحت من اجله اكثر من غيرها…
ما أنت سوى مرتزق اعلام ،وضعته الظروف وراء مكروفون، والكل يعرف ان هذه الظروف تحكمها المحسوبية والزبونية والردالة والخبث، اكثر ما تحكمها مبادي الكفائة وتكافؤ الفرص والعدالة المنصفة…انت انسان مغرور اعتقد انه اكتسب الشهرة والسلطة وتحول الى ديكتاتور يعطي الدروس للاخرين ويسعى للنيل من شرف منطقة بكاملها لغرض في نفس يعقوب، وما ادراك من منطقة لن تفهم شيئا من عمق فكرها ونبل اخلاقها وعراقة الشرف لديها… والمراة فيها عنوان الحرية والتحضر …
نعم المراة الزيانية والخنيفرية والامازيغية بشكل عام عنوان الحرية …هي أشرف منك .. ومن كل سفيه قبلك او بعدك تفوه بمثل هذه الترهات المقرفة…والتي لن نسكت عنها ولن تمر مر الكرام …واستسمح القارئات والقراء اللذين يعرفون انني لست من صنف اللذين يحبون البولميك … على “قساوة” بعض الكلمات وهي مقصودة لان مثل هؤلاء لا يفهمون الا بالزرواطة كما يقول المثل الشعبي …الحر بالغمزة …

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *