الربا والتفكك الأسرى أية علاقة؟

الربا والطلاق أية علاقة؟

الربا قنبلة تأتي بها من البنك وتفجرها في بيتك، فتطرد من حياتك كل شيء جميل، وتمحق البركة من الطعام ومن الأولاد ومن الصحة ومن الشعور بالسكن بل حتى من العلاقة الزوجية، ويتحول البيت إلى ميدان من ميادين حرب الله ورسوله ، كما قال تعالى {فأذنوا بحرب من الله ورسوله} فما تراه من مشاكل وخصام وتشتت شمل وعقوق أبناء وخلاء بيت، ما هو إلا جزء بسيط من هذه المعركة التي أقدمت عليها بكلتا يديك، حين حملت تلك الأفعى الصغيرة التي تسمى فوائد، وأدخلتها بيديك إلى بيتك، فأكلت البركة وأكلت الصحة وأكلت الراحة وأكلت الرضا وأكلت التفاهم، وحولت البيت إلى مكان كريه، تمشئز وأنت داخل إليه…
استوقفني مرة شرطي في مدينة مرتيل، ولما عرف طبيعة عملي بدأ يحكي لي بحرقة أنه كان في بيت إيجار يعيش حياة هانئة مع زوجته وأطفاله، فلما انتقلوا إلى بيتهم الجديد الذين اقتنوه بالحرب مع الله ورسوله، تحولت حياتهم إلى جحيم، وضاقت معيشتهم وذهبت البركة من الراتب، واشتد الخلاف حتى صار لا يطيق الدخول إلى البيت، قال لي بالحرف الواحد: ندمت ندامة العمر على هذه الخطوة وليتني أعود إلى بيتي القديم، نصحته أن يبيع البيت ويتحلل من الحرام، ووعد أنه سيفعل، أسأل الله أن يوفقه…
إن المؤمن الذي يؤمن بأن القرآن كلام الله، يقرأ العرض الملصق على واجهة البنك هكذا “احصل الآن على حرب مع الله ورسوله بفائدة 2% فقط” ، ولذلك فإن الميزان عنده واضح، الربا أخطر من كل الذنوب، فمهما كان محتاجا إلى المال فإنه لن يسرق بدعوى الحاجة، وكذلك لن يرابي من أجل الحاجة.
جاءني مرة شخص يريد أن يحصل على قرض لأنه يريد امتلاك مسكن، ويخاف على أولاده إن مات وهم في بيت إيجار، فقلت له، لدي رأي أفضل من ذلك، ادخل إلى مكتب مديرك وتسلل إلى الخزنة وخذ منها 25 مليون، فالسرقة أقل من الربا، فقال لا يمكن، فقلت له كيف تجرؤ على الربا إذن؟ وبينت له أن الرزق بيد الله، وأن الله أمرنا باتخاذ الأسباب الشرعية وأن صلاحنا هو سبب حفظ أبنائنا، كما قال تعالى {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا} فجعل التقوى سبب حفظ الأبناء، وحين انتهيت إلى هذه النقطة ارتاحت نفسه وعدل عن رأيه.
لست هنا لأبين الحكم الشرعي فهو معروف، ولكن بصفتي مستشارا أسريا فأنا هنا أبين سببا مهما من أسباب تشتت الأسرة وحصول الطلاق، فكثير من الناس ينظر إلى الأسباب الظاهرية وينسى الأسباب الخفية، وكثير من الحالات التي تزورني في المكتب أنصحهم بالتراجع عن قرار الربا والتخلص من البيت الربوي، وأن تلك الأفعى هي سبب ما هم فيه صراع، فبيت الربا لا بركة فيه، من البيت وحصول المحق الذي وعد به القرآن {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} فمهما أنفقت ومهما تعبت ومهما ربيت، لن يكون مآل بيتك إلا التشتت والدمار، أقسم لك على ذلك…

طاعون_الربا

البركة_سعادة

المستشار الأسري د حامد الإدريسي

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *