الجاحظ المفكر المسلم الذي اكتشف التطور قبل داروين بألف عام، وموقف العلم والدين من نظرية التطور..

في البداية انا ماحبيت ادخل في هكذا موضوع للحساسية الشديدة له من بعض القراء وخاصة المتدينين ولما له علاقة بالايمان والالحاد ،لكن كثرة الطلبات والالحاح من المتصلين بي على الخاص بعمل منشور او مقالة عن نظرية التطور وداروين وموقف الاسلام منها وهل له ذكر في تراثنا العربي والاسلامي
اجبتهم الى ذلك فماكان فيه من خير وعلم فمن الله وما كان فيه من تقصير فمن نفسي ولا ادعي اني اعطيت الموضوع حقه كاملا فالكمال لله وحده

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

تعد نظرية التطور للعالم البريطاني تشارلز داروين واحدة من أهم نظريات العصر الحديث.
فقد أحدث مفهوم تغير الأنواع تدريجيا عبر ما يسمى بالانتقاء الطبيعي ثورة في فهمنا للعالم الحي.
وفي كتابه “أصل الأنواع” الذي صدر عام 1859 أوضح داروين أن التطور أدى إلى ظهور أنواع مختلفة من أصل واحد.
ولكن يبدو أن نظرية التطور ذاتها لها أصل ايضا، ويأتي من العالم الإسلامي.

الانتقاء الطبيعي

قبل داروين بنحو ألف عام، ألف الجاحظ، الفيلسوف المسلم المقيم في العراق، واسمه الحقيقي أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني البصري،كتابه “الحيوان” عن كيفية تغير الحيوان عبر ما سماه أيضا بالانتقاء الطبيعي.
ولد الجاحظ عام 776 ميلادية في البصرة، جنوبي العراق، في الوقت الذي زاد فيه نفوذ المعتزلة، الذين كانوا ينادون بإعمال العقل وتشجيع الفكر الإنساني.
وكان ذلك في أوج العصر العباسي، وشهدت حركة الترجمة لكبار الأعمال في الفكر والفلسفة والعلوم تترجم من اليونانية إلى العربية، وكانت البصرة تشهد نقاشات وسجالات فكرية قوية عن العلوم والفلسفة، مما ساهم في تشكيل في فكر الجاحظ وساعده على صياغة أفكاره.
وعرفت البصرة الورق عن طريق التجار القادمين من الصين، وساعد وجود الورق على نشر الأفكار ونقلها، وبدأ الجاحظ منذ نعومة أظفاره في الكتابة عن العديد من القضايا والمواضيع.
وتعددت اهتمامات الجاحظ بين الكثير من القضايا، وكان من بينها العلوم والجغرافيا والفلسفة والنحو والأدب. ويعتقد أن الجاحظ ألف نحو مائتي كتاب، لم يبق منها لعصرنا الحالي إلا نحو ثلثها.

كتاب الحيوان

يعد كتاب الحيوان للجاحظ كتابا موسوعيا يقدم معلومات موسعة عن 350 حيوانا، ويقدم فيه الجاحظ أفكارا تحمل تشابها كبيرا لنظرية داروين للتطور.
ويقول الجاحظ في كتابه إن الحيوانات تشتبك في صراع على البقاء والموارد حتى تتكاثر وحتى لا تفترسها حيوانات أخرى. ويرى أن عوامل بيئية تساعد الكائنات على تطوير سمات جديدة لضمان البقاء، وبهذا تتحول إلى أنواع أخرى.
ويرى الجاحظ في كتابه الحيوان أيضا أن الحيوانات التي تبقى وتنقل صفاتها وسماتها الناجحة إلى ذريتها.
ويتضح من الكتاب إدراك الجاحظ أن الكائنات والعالم الطبيعي في صراع دائم للبقاء وأن هناك أنواع أقوى من أنواع أخرى.

وحتى تضمن البقاء، يتوجب على الحيوانات أن يكون لديها سمات تساعدها على التنافس على العثور على الطعام وعلى ألا تكون فريسة لحيوان آخر وعلى أن تتكاثر. وهذا يؤدي إلى تغيرهم من جيل إلى آخر.
وكان لفكر الجاحظ تأثير على الكثير من العلماء المسلمين الذين جاءوا بعده، حيث قرأ علماء ومفكرون مثل الفارابي والبيروني وابن خلدون أعماله.
كما يعرب محمد إقبال، “الأب الروحي” لباكستان، عن أهمية الجاحظ وتأثيره عليه في سلسلة من المحاضرات التي نشرت عام 1930، وكتب قائلا: “الجاحظ هو من أوضح التغيير الذي يحدث لحياة الحيوان بسبب الهجرة وتغيير البيئة”.

النظرية الإسلامية

وكان الفكر الأوروبي في القرن التاسع عشر على دراية بإسهامات العالم الإسلامي في مجال التطور. في واقع الحال، كان العالم ريتشارد دريبر، المعاصر لداروين، يتحدث عن “النظرية المحمدية للتطور” عام 1878.
ولا يوجد دليل على أن داروين ذاته كان على دراية بأعمال الجاحظ أو أنه كان يفهم اللغة العربي لاحظ داروين وجود تنوع في شكل المنقار لدى طائر الحسون اثناء رحلته البحثية الشهيرة لجزر غالاباغوس
ولكن ذلك لن يؤثر على مكانة داروين كعالم أمضى أعواما في السفر لبحث العالم الطبيعي وتأمله ودراسته التي زضعها بتفصيل غير مسبوق وبوضوح قادر على تغيير كيفية تفكيرنا عن العالم.
ولكن الصحفي العلمي إحسان مسعود، الذي أعد سلسلة لراديو بي بي سي بعنوان “الإسلام والعلوم”، يقول إن من المهم تذكر الآخرين الذين ساهموا في فكر التطور.

نظرية داروين

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

نظرية داروِن هي في الأساس نظرية علمية اعتمدت علي المنهج العلمى في البحث واستعان صاحب النظرية بنخبة من أساتذة التاريخ الطبيعي وعلماء الأحياء والنبات والجيولوجيا والحفريات لصياغة الصورة النهائية لكتاب أصل الأنواع والانتخاب الطبيعي بعد أن أستغرق دأبه في البحث العلمي فترة زمنية جاوزت ٢٨ عاماً. وكان الهدف منها أعطاء تفسير علمي لهذا الكم الهائل من التنوع والتشابه والاختلاف في الكائنات الحية و نشأتها، و تأثير المتغيرات البيئية علي تطوّرها عبر ملايين السنين..!! بعيداً عن الفكرة العقائدية والدينية لنشأة الخلق…!! ولم يكن الغرض منها تحدي الخالق أو مواجهة الأديان الإبراهيمية. إنما هي نظرية علمية عقلية، مثلها مثل أي نظرية معروفة

وقبل الخوض في نظرية التطور الداروينية يجب علينا ان نسلم بالحقائق التالية :

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

١- أنه لا توجد حتي الأن نظرية علمية قائمة علي قواعد راسخة او تفسير عقلاني ومنطقي تستطيع الصمود أمام رزانة النظرية الدارونية في تفسير نشأة المخلوقات وتنوعها! وإذا وجد تفسير أخر عقلاني ومقنع قائم علي الأدلة والشواهد، أقول هاتوا برهانكم ان كُنتُم صادقين…!
٢- الهجوم علي نظرية دارون هجوم ديني وسياسي وإعلامي ليس قائماُ على الأدلّة والبحث العلمي.
٣- التطوّر مستمر والتغيّر الى الأفضل والأحسن مواكبة للبيئة حقيقة واقعة لا بد التعايش معها.
٤- اذا كانت الأمة الأسلامية ذات المليار ونصف المليار مسلم بمتدينيها ومثقفيها وجامعاتها لا تعترف بنظرية داروِن، فهذا لا يغير من الواقع شيئاً. فنظرية داروِن التطورية فرضت نفسها في الدول التي أثرتنا بإنجازاتها واختراعاتها. وتُحظى النظرية بقبول شبه تام في المجتمع العلمي بعدما أيّدتها حزمة واسعة من البراهين والاكتشافات العلمية الدقيقة كعلم “الجينوم” (الخارطةالجينية). بل في ٢٠٠٩ أحتفلت عديد من المؤسسات الجامعية والهيئات الثقافية والعلمية في أمريكاوكندا وأوروبا وأستراليا بمرور قرنين على ميلاد عالم الأحياء تشارلز دارون (١٨٠٩-١٨٨٢)، مؤسس النظرية، والتي تتزامن مع الذكرى ١٥٠ عام لصدور كتابه (أصل الأنواع، ١٨٥٩) المثير للجدل، والذي أحدث ثورةً في فهم الانسان لعلوم الحياة ونشأة الأجناس وتطورها على الارض. كما خَصَّصَت متاحفُ التاريخ الطبيعي في لندن ونيويورك وواشنطن قاعات ضخمة لشرح التطور البيولوجي وآلياته وتسليط مزيد من الضوء على التراث العلمي لهذا الرجل…!!!

بداية التفكير في أصل و نشأة المخلوقات الحية

طاليس Thales ابو الفلسفة اليونانية في ٥٤٠ قبل الميلاد أوّل من أفترض أصلاً واحداً للحياة إذ قال ان مياه البحر هي الأم التي نشأت منها كل أنواع الحياة.

تلميذ طاليس أناكسمندر هو أول من ذكر ان الحياة نشأت من الطين وتفاعل العناصر الرطبة في جوفها نتيجة تأثير الشمس وتولدت منها اسماك شوكية انبثقت منها مخلوقات جديدة تطور منها الإنسان فيما بعد

أرسطو، في ٣٤٠، قبل الميلاد يقول بأن الحياة قد بدأت بالنباتات وتطورت الي النباتات الحيوانية ثم تطورت تدريجيا وببطء الي الانسان.

لعل الكاتب العربي أبو علي أحمد بن مسكويه في زمن الدولة البويهية (توفى ٤٢١هـ) هو أول من أستخدم عبارة النشوء والإرتقاء..يقول في كتابة (الفوز الأصغر) أن الانسان ناشئ من آخر سلسلة البهائم، وأنه قابل للأرتقاء من مراتب القرود وأشباهها التي قاربت الأنسان في خلقته وليس بينها الا اليسير الذى اذا تجاوزه صار إنساناً. ونحن بعد مرور عشرة قرون علي هذة الكتابات نهاجم دارون بسبب تصوره لصلة الأنسان بالقرود…!!

كما شرح في كتاب (تهذيب الأخلاق) تأثير البيئة والطبيعة في تطور ذكاء القرود والمجتمعات البدائية الي أن تصل الي الإنسان المتحضر.

كما أورد إخوان الصفا (في الرسالة العاشرة) مبادئ أولية ومصطلحات مثل: الوراثة، الانتخاب الطبيعي، الإنقراض..وكوّنوا سليلة من التطور تمتد من الجماد والنبات الي الحيوان

وذكر ابن خلدون ( توفي ٨٠٨ هـ) في المقدمة الثالثة، ص ٦٩، ان لون الجلد يتعلق بالمناخ وكمية الضوء وان السودان اختصوا باللون الأسود لحرارة الجو وليس كما جاء في التوراة عن انهم ولد حام الذي دعا علية أبوه نوح بالعبودية..!!

وذكر الجاحظ في كتاب (الحيوان) عن استخلاص سلالات من سلالات وظهور انواع جديدة عبر التزاوج.!!

كان لامارك ( Lamarck ) هو أول إنسان أثارت أستنتاجاته عن وجود قوانين بيولوجية وبيئية تسبب التغير في عالم الأحياء وليست نتيجة تدخل أعجازي.. نشر أراءه عام ١٨٠٩ في كتابه الفلسفة الحيوانية ..ولكن أخطأ في استنتاجه بأن الصفات المكتسبة اثناء الحياة بسبب ضغوط البيئة هي التي يمكن توريثها للذرية… وهذا طبعاً غير حقيقي لأن المسلمين واليهود رغم مئات الأجيال من عملية ختان الذكور لم ننجح في إنتاج أطفال لا يحتاجون الي ختان… “لامارك” لم يفترض وجود عامل داخلي ومحرك أساسي لتغير الصفات وتحويل الأنواع الحية.. ألا وهي الجينات..!!

نظرية التطور في ضوء القرآن وفهم السلف

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

يظن كثير من الناس أن داروين هو أول من قال بنظرية التطور، حتى نسبت النظرية إليه، فيقال:” النظرية الداروينية”، وعرف أتباع هذه النظرية بالداوريين، وهم قوم طورا نظرية التطور، وتعدوا ما قاله أستاذهم داروين، وقد سبق داروين اليوناييون وغيرهم.
وتتلخص نظرية الداروين في أن الإنسان والقرد من أصل واحد، وهي تتلخص عنه في نقاط أربعة هي:
1- الارتقاء2 – النشوء3 – البقاء للأقوى4 – الانتخاب الطبيعي
على أن نظرية التطور التي قال بها داروين لم تقف عند هذا الحد، فداروين لم يكفر بالله، فقد كان يهوديا يداهن الكنيسة، لكن نظريته أدت إلى الإلحاد واستند عليها كثير من الملحدين في الخروج عن الدين بالكلية.
كما أن داروين لم يقل إن الإنسان أصله قرد، بل قالها العالم ( هيقل)، وهو الذي أدخلها في النظرية الدارونية عام 1868م.
وقد استند عليها ماركس في إنكار وجود الله، وذلك بناء على مادية داورين.
كما تأثر كثير من المفكرين في نظريات متعددة بنظرية داورين، وبنيت عليها نظريات كثيرة جدا كانت لها مساحة في الفكر الإنساني ، مثل: نظرية ماركس في المادية، وأن الحياة قائمة على الغذاء والسكن والجنس، وعليها قائمة نظرية فرويد في التحليل النفسي، باعتبار الإنسان حيوان جنسي، وكذلك نظرية برجسون في الروحية الحديثة، ونظرية سارتر في الوجودية، وقد أدخلها هربت سبنسر إلى مجال علم الاجتماع، بل تعدت نظرية داورن إلى المجال السياسي واحتلال الدول العظمى للدول الضعيفة بناء على ما أصله دارون بأن البقاء للأقوى، وأن الحياة قائمة على الصراع، وأن هذا أمر طبيعي في هذا الكون!
ومع كل هذه الشهرة فقد انتقدت نظرية داروين من قبل كثير من العلماء، مثل: (آغاسير) في إنجلترا، و(أوين في أمريكا)، ووصفوا نظريته بالخرافة العلمية، كما وصفها العالم (كريسي موريسون) بالجهل، ووصفها ( أنتوني ستاندن) صاحب كتاب العلم بقرة مقدسة بالعجز، وغيرهم كثير.
الصحابة يناقشون نظرية التطور:
لكن من اللافت للنظر أنه قبل أن يقول داروين نظريته بألف ومائتي عام ناقش بعض الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرية التطور، لكنها عكس نظرية داروين، فقد ظن بعضهم أن القردة أصلها إنسان، فقد سأل الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل القردة والخنازير الموجودون هم من نسل من مسخ من بني إسرائيل، فأجابهم بالنفي، وذلك في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: قيل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «القردة والخنازير: هي مما مسخ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: إن الله لم يهلك قوما [أو يعذب قوما] فيجعل لهم نسلا، وإن القردة والخنازير كانت قبل ذلك». (مسلم)
وصرح غير واحد من فقهاء الإسلام، كالنووي وابن حجر وغيرهما أن القردة والخنازير كانت موجودة قبل زمن المسخ، فيقول:
قوله صلى الله عليه وسلم (وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك) أي قبل مسخ بني إسرائيل فدل على أنها ليست من المسخ” ( شرح النووي على مسلم (16/ 214)، و فتح الباري لابن حجر (6/ 353)،
القردة في القرآن:
وهذا المعنى يشير القرآن الكريم إليه في نفي نظرية داروين، وهي أن مجموعة من بني إسرائيل والمعروفون بأصحاب السبت ممن عصوا الله تعالى مسخوا قردة ، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65]، وفي موضع آخر: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [الأعراف: 166].
بل المسخ لم يقف عند حدود القردة، بل تعداها أيضا إلى الخنازير، كما قال تعالى:
{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 60].
بل يصرح القرآن الكريم أن الله تعالى خلق آدم بيده، كما قال تعالى: {قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [ص: 75، 76]
بل إن إبليس رغم عداوته لآدم عليه السلام لا يقول بنظرية التطور، بل يقر بأمرين:
الأول: أن آدم مخلوق خلقه الله تعالى، وأنه خلق مستقل.
الثاني: أنه مخلوق من طين.
ومن العجيب أن هذا التخبط العلمي عاش ملايين من البشر فيه في تخبط عشواء يبحثون عن الحقيقة، والحق أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر أمة، والقردة أمة، والخنازير أمة ، كما قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ } [الأنعام: 38].
فالقرآن والسنة يجيبان عن الأسئلة الفلسفية الوجودية الكبيرة، وإن المسلم العامي يستطيع أن يجيب عن تلك الأسئلة الكبرى التي حار فيها كثير من الفلاسفة، ويبقى القرآن كتب المعرفة الإنسانية، وتبقى السنة شارحة لهذا الكتاب الخالد.

الاعتراضات على نظرية التطور ونقضها

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

الاعتراضات على نظرية التطور

منذ برزت الأفكار التطورية في القرن ال19 عندما نشر تشارلز داروين نظريته حول التطور في كتابه أصل الأنواع عام 1859، والفكرة أن الأنواع نشأت من خلال التوريث مع التعديل من سلف واحد مشترك في عملية يقودها الانتقاء الطبيعي إضافة إلى النظريات التي طرحها لامارك، فصادفت اعتراضات مختلفة على أسس علمية وسياسية ودينية، وأبرزها تلك الاعتراضات التي قادها جورج كوفييه الذي دافع عن الخلق المباشر، و ريتشارد أوين، واستمر خلال القرن العشرين الانتقادات من علماء مختصين وغير مختصين يقودهم دعاة التصميم الذكي القائلين أن بعض الميزات في الكون عموما وفي الكائنات الحية خصوصًا من وراءها مصمم ذكي، ويرى المنتقدون أن النظرية بنيت منذ بدايتها على أمرين هما الأدلة الافتراضية وذاك ما اعترف به تشارلز داروين بأنها غير موجودة بالفعل، والأمر الثاني من الأدلة الخاطئة مثل توريث الصفات الجسدية المكتسبة وغيرها، وقد أشار داروين في الفصل السادس من كتابه أصل الأنواع الذي عنونه بصعوبة النظرية ومن ذلك الغياب التام للحفريات الوسطية أو البينية أو الانتقالية بين الأنواع، ولا يعني ذلك إيجاد حفرية أو اثنتين بل من المفترض إيجاد الكثير من الحفريات، يقول داروين في حيرة وشك:

إذا كانت الأنواع قد انحدرت من أنواع أخرى عن طريق التسلسل الدقيق، فلماذا لا نرى في كل مكان أعدادا لا حصر لها من الأشكال الانتقالية؟ لماذا لا تكون الطبيعة كلها في حالة اختلاط بدلا من أن تكون الأنواع كما نراها محددة تحديدا واضحا؟ ولكن وفقا لما ورد في هذه النظرية، ينبغي أن يكون هناك عدد لانهائي من الأشكال الانتقالية… لماذا إذن لا نعثر عليها مطمورة بأعداد لا تعد ولا تحصى في قشرة الأرض؟ لماذا لا نجد الآن في المنطقة المتوسطة، التي تتسم بظروف حياتية متوسطة، أنواع متوسطة تربط بصفة دقيقة الأشكال البدائية بالأشكال المتقدمة؟…لقد حيرتني هذه الصعوبة منذ فترة طويلة من الوقت[

إن المشكلة الأساسية في إثبات النظرية تكمن في سجل المتحجرات أي آثار الكائنات الحية المحفوظة في التكوينات الجغرافية للأرض، فلم يكشف هذا السجل قط آثارا للأشكال المتوسطة التي افترضها داروين، وعوضا عن ذلك تظهر الأجناس وتختفي فجأة، ويدعم هذا الشذوذ حجة دعاة الخلق بأن الأنواع قد خلقها الله، كما أن الأدلة العلمية الأولية التي ارتكز عليها تشكيل وبناء التأريخ التطوري للإنسان هي مجموعة صغيرة من العظام، شبّه أحد الأنثروبولوجيين هذه المهمة بتلك التي تعيد بناء سيناريو السلم والحرب اعتمادا على 13 صفحة مختارة عشوائيا[6]، فلم يعد هناك أي مجال للاعتذار بفقر المتحجرات، إذ أصبحت هذه المتحجرات غنية إلى درجة أصبح من الصعب فرزها وتصنيفها، وأصبح الاكتشاف يسبق عمليات التوحيد والدمج، ومع ذلك فإن سجل المتحجرات لا يزال يحتوي على فجوات كبيرةولا يصح ما يعتقد البعض أن الحفريات توفر جزءا هاما من الحجة العامة لصالح التفسيرات الداروينية في تاريخ الحياة

الاستدلال الدائري

يعتقد المنتقدين أنه ليس هناك حفريات تدعم نظرية التطور بل مجرد استخدام لمغالطات الاستدلال الدائري بمعنى عكس وضع الدليل والنتيجة، حيث لا يصير الدليل هو الذي يقود إلى النتيجة كما في كل النظريات العلمية، ولكن يصير التطور أن تضع النتيجة أولا كنظرية مفروغ منها ثم يتم وضع أي أدلة أخرى، بدءا من الأدلة المزعومة في الحفريات ووصولا إلى الأدلة التي يستغل فيها اليوم علم الجينوم وارتقاء الاكتشافات المتوالية فيه خطوة بخطوة، حيث يتم أيضا استغلال الأعضاء ووظيفتها لصالح التفسير الصدفي التطوري العشوائي، كما حصل في القرن التاسع عشر عندما وضع أحد علماء الداروينية قائمة فيها حوالي 86 عضوا ضامرا أو آثريا على صحة التطور وهو يجهل وظيفتهم في الكائن الحي، ثم مع توالي الاكتشافات العلمية والتشريحية لم يتبقى من هذه القائمة عضو واحد ليس له فائدة بعكس ما افترض مؤيدوا نظرية التطور أنها من بقايا التطور وأنه ليس لها فائدة في جسم الإنسان، وكان من تلك القائمة الغدد الصماء قبل معرفة الهرمونات إلى آخر ذلك مما يعول عليه لجعل النتيجة أولا كحقيقة مفروغ منها ثم تفسير أي شيء على أنه تطور، فاتباع هذا الأسلوب لا يصح لإثبات صحة النظريات بل العكس هو الصحيح أي الدليل ثم النتيجة، فنظرية التطور لم تقدم شيئا للعلم ووصفت بأنها أكبر خدعة في تاريخ العلوم فالخطأ المنهجي في نظرية التطور في الالتجاء لمغالطة المصادرة على المطلوب، وذلك يجعل المطلوب إثباته أو النتيجة المرجو الوصول إليها هي التطور، ومقدماته أو إحداها التي يجب الاستدلال عليها هي التشابه شيئا واحدا، والمغالطة المنطقية تحصل هنا حينما يتم افتراض صحة النتيجة التي يراد البرهنة عليها في المقدمات سواء بشكل صريح أو ضمني، وحين يتم الاستدلال بالنتيجة المرجو الوصول إليها كحقيقة أولية لبناء هكذا افتراض. ولهذا فالتطور يقوم على التلفيق لإثبات صحته من بين كل العلوم والنظريات المحترمة، ولعل حادثة العثور على ضرس واحد فقط وعلى الفور تم جعل هذا الضرس دليلا على الحلقة المفقودة في تطور الإنسان وسلفه الماضي غير الموجود أصلا فأسموه رجل نيبراسكا، ثم بعد ذلك اتضح أن الضرس كان لخنزير أمريكي بري منقرض. أو مثل تلك الحادثة الأخرى عن عثورهم على جزء صغير من جمجمة والتي على الفور تم جعلها تمثل سلف الإنسان أيضا فسموه ساعتها رجل أورك ثم تبين بعد ذلك ان الجمجمة لحمار. أو تلك العظمة الأخرى التي عثر عليها ثم جعلت ترقوة لسلف الانسان فتبين بعد ذلك أنها جزء من ضلع دولفين، فيعلق على هذه الواقعة أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا تيم وايت فيقول «المشكلة مع الكثير من علماء الأنثروبولوجيا هي رغبتهم الملحة لإيجاد أسلاف الإنسان، لذلك فإن أي شظايا من العظام تصبح عظاما لأسلاف» فهذه بعينها هي مغالطة الاستدلال الدائري، التي يعتمد عليها كل التطور من أيام داروين إلى يومنا هذا، وكما اعترف بذلك العالم التطوري رونالد ويست عندما قال: «على عكس ما يكتبه معظم العلماء فإن سجل الأحافير لا يدعم نظرية داروين، لأننا نستخدم تلك النظرية لتفسير السجلات الحفرية، ولذلك فنحن مذنبون في الاستدلال الدائري حين نقول أن السجل الأحفوري يدعم هذه النظرية» فلو صح التطور لامتلأت الأرض بمليارات من حفريات الكائنات الوسيطية أو البينية بين الأنواع المختلفة أثناء تطورها ببطء عبر الزمن، وتتجلى فيها أخطاء العشوائية والتخبط الذي من المفترض أن يعمل التطور عليه وانتقائه، لكن هذا ما لم يحدث تماما كما اشتكى داروين وإلى اليوم.[بحاجة لمصدر]

حفريات تخالف نظرية التطور

آثار أقدام إنسان عصري عمرها 3.6 مليون سنة التي عثر عليها سنة 1977 في منطقة بتنزانيا، ولقد عثر على هذه الآثار في إحدى طبقات الأرض التي قُدر عمرها بنحو 3.6 مليون سنة، والأهم من ذلك أن هذه الآثار لم تكن تختلف عن آثار الأقدام التي يخلفها الإنسان العصري، وقد تمت دراسة هذه الآثار من قبل عدد من علماء علم مستحاثات البشر فجاءت النتائج أنه من دون شك أن هذه الآثار تشبه آثار أقدام الإنسان العصري، فلا تتميز عن آثار الإنسان في عصرنا، فقوس القدم مرتفع وإصبع القدم الكبير ضخم ومحاذ للإصبع الثاني، وتقبض أصابع القدم على الأرض مثلما تقبض عليها أصابع الإنسان الذي لا يرى في أشكال الحيوانات الأخرى، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على البنية الشكلية لآثار الأقدام مرارا وتكرارا أنه كان يجب أن تقبل بوصفها آثار أقدام الإنسان، بل أكثر من ذلك إنها آثار أقدام إنسان عصري (إنسان اليوم العاقل)، فبعد فحص هذه الآثار تبين أنها تعود لأقدام إنسان عاقل (هومو سابينز)[بحاجة لمصدر] . و من بين كل السمات الشكلية القابلة للتمييز لا يمكن التمييز بين أقدام الأفراد الذين خلقوا هذه الآثار وبين أقدام الإنسان العصري، وقد كشفت الدراسات المحايدة التي أجريت على آثار الأقدام عن أصحابها الحقيقيين، فآثار الأقدام هذه قد تكونت من عشرين أثرا متحجرا لإنسان عصري في العاشرة من عمره وعشرين أثرا لإنسان أصغر عمرا، فقد كانوا أناسا عاديين مثلنا، لقد كانت هذه الآثار مركزا للمناقشات لسنين، وقام علماء علم مستحاثات البشر من أنصار نظرية التطور بمحاولات لإيجاد تفسير للموقف لأنه كان من الصعب عليهم أن يقبلوا حقيقة أن إنسانا عصريا كان يمشي على ظهر الأرض قبل 3.6 مليون سنة، وخلال عقد التسعينات من القرن العشرين بدأ هذا التفسير يتبلور، إذ قرر دعاة نظرية التطور أن آثار الأقدام هذه كان يجب أن تكون من مخلفات القرد الجنوبي، فحسبما الورد في نظرية التطور يستحيل أن يوجد إنسان عاقل قبل 3.6 مليون سنة، واعترف بعضهم أنه في المجمل تشبه آثار الأقدام البالغة من العمر 3.5 مليون سنة والتي عثر عليها في الموقع G بمنطقة لاتولي آثار الأقدام المعتادة لإنسان عصري لا ينتعل حذاء، ولا توحي أي من سماتها أن كائنات المنطقة الشبيهة بالبشر كانت حيونات ثنائية القدمين أقل قدرة منا، ولو لم يكن معروفًا أن آثار الأقدام الموقع G قديمة جدا لاستنتج أنها تعود إلى فرد من أفراد الجنس الإنساني، ولكن حسب ادعاء الداروينية بسبب مشكلة العمر فيضطر إلى افتراض أن هذه الآثار تعود لمخلوق من نوع لوسي أي من نوع أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس. فمن غير الممكن أن تكون آثار الأقدام هذه التي يفترض عمرها 3.6 مليون سنة خاصة بقرد جنوبي، وكان السبب الوحيد الذي دعى إلى الاعتقاد بأن آثار الأقدام قد تخلفت عن قرد جنوبي هو الطبقة البركانية البالغة من العمر 3.6 مليون سنة التي عُثر فيها على آثار الأقدام، وقد نسبت الآثار إلى قرد جنوبي على افتراض أن البشر ليس من الممكن أن يكونوا قد عاشوا في مثل هذا العصر المبكر، وتبين لنا التأويلات بآثار الأقدام أن دعاة التطور لا يدافعون عن نظريتهم عن طريق دراسة الاكتشافات العلمية، بل رغمًا عنها، وهذه الحالة تبين نظرية يتم الدفاع عنها بغض النظر عن أي شيء، مع إهمال أو تشويه كل المكتشفات الجديدة التي تعارض النظرية لخدمة أغراضها فتم الإبقاء على النظرية رغم الملاحظة العلمية المخالفة لها..

اكتشاف كوخ يعود تاريخه إلى 1.7 مليون سنة عُثر عليه في أوائل السبعينات في منطقة في جورجيا، ففي هذه المنطقة في الطبقة الثانية من طبقات الأرض اكتشف أن أنواع القرد الجنوبي والإنسان القادر على استخدام الأدوات والإنسان منتصب القامة كانت تعيش معًا في نفس الفترة الزمنية، والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو البناء الذي عثر عليه في المنطقة نفسها، عُثر على بقايا كوخ خشبي، ويتمثل الجانب غير العادي في هذا الحدث في أن هذا البناء الذي لا يزال يستخدم في بعض أجزاء من أفريقيا ما كان يمكن لأحد بناءه غير الإنسان العاقل، ووفقا لما توصل إليه مكتشفوه فلابد أن يكون القرد الجنوبي والإنسان القادر على استخدام الأدوات والإنسان منتصب القامة والإنسان العصري قد عاشوا معًا قبل نحو 1.7 مليون سنة تقريبًا

اكتشاف عظمة بشرية تعود ل 1.84 مليون سنة، والعظمة عبارة عن خنصر في اليد اليسرى لإنسان عادي، والعظمة تتطابق مع عظام البشر الحاليين بشكل كبير ولا يمكن نسبها إلى أسلاف البشر. هذا الاكتشاف الذي سيشكل صدمة لأنصار نظرية التطور، ويعارض رواية أسلاف البشر وتطورهم، فالإنسان القديم هو نفسه الإنسان الحالي بكامل تميزه عن غيره من القرود.

حفرية ساحلنثروباس تشادينسيز وهي عبارة عن جمجمة اكتشفت في التشاد بوسط أفريقيا في صيف 2002 بعمر يصل إلى 7 مليون سنة، وتشبه الإنسان الحالي، وتعد أقدم عضو في العائلة البشرية، وتبين الجمجمة بشكل حاسم أن الفكرة القديمة المتصلة بالحلقة المفقودة ما هي إلا افتراضات لا قيمة لها، ولا بد أن يكون جليًا أن لب فكرة الحلقة المفقودة الذي كان موضع شك، لا يمكن التمسك به مطلقًا بعد هذه الحفرية وحتى بعض مؤيدي نظرية التطور اعترفوا أن هذه الجمجمة المكتشفة يمكن ان تقضي على أفكارهم بشأن تطور الإنسان، وأن لهذا الاكتشاف أثر قنبلة نووية صغيرة.

مستحاثات ديناصورات من 20 إلى 40 ألف سنة، كانت بدايتها منذ 1997 عندما تم العثور على بقايا بروتينات دم في عظام ديناصور المفترض أنه انقرض منذ 65 إلى 80 مليون سنة حسب الرواية الداروينية ثم تكرر الأمر في 2002 بالعثور على أنسجة مرنة ولينة في بقايا عظام الديناصورات وظلت الصدمة مهيمنة وتواصل الحديث عنها في المجلات العلمية من الحين لآخر في محاولة لتصعيدها على السطح مرة أخرى لغرابة التكتيم عليها، وتم تقديم 20 عينة من حفريات لديناصورات مختلفة تم فحصها بطرق معينة من الكربون-14 المشع، فأثبتت أن أعمارها ما بين 22 إلى 40 ألف سنة فقط، وقدمت كل هذه الحقائق سنة 2013.

اكتشاف حفرية في إسبانيا سنة 1995 من قبل ثلاثة علماء متخصصين في الأنثروبولوجيا القديمة، والحفرية عبارة عن وجه صبي في الحادية عشر من عمره كان يبدو مثل الإنسان العصري تمامًا، على الرغم من مرور 800 ألف سنة على وفاته أي أقدم من 200 الف التي قدر التطوريون عمر ظهور الإنسان، الأمر الذي أدهش علماء الحفريات

تزوير الحفريات لتثبيت النظرية

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

إنسان بلتداون

سمكة سيلاكانث وهي السمكة التي رأى مؤيدوا نظرية التطور في حفرياتها جسمها الممتليء وبقايا أعضاء داخلية ظنوا أنها مثل البرمائيات، وكذلك رأو زعانفها الكبيرة فتخيلوا أنها هي جد البرمائيات التي انتقلت بالأسماك إلى البر، فقالوا أنها منقرضة لأنه لم يراها أحد حية إلى اليوم وأنها عاشت مند 70 مليون سنة وأنها كانت تعيش قرب سطح الماء لكي يسهل عليها القفز إلى البر فجعلوها إحدى أدلة نظرية التطور، لكن ذلك لم يكن صحيحا ففي 22 ديسمبر من سنة 1938 حيث مع تطور أدوات الغوص والصيد في أعماق البحار والمحيطات تم اصطياد أول سمكة من هذا النوع ليتأكدوا بأنها لا زالت حية إلى اليوم، أي لم تنقرض أصلا، ولكنها تعيش في الأعماق ولذلك لم يكن يراها أحد إلى ذلك الوقت، وأن أعضائها الداخلية ليست مثل البرمائيات، ثم توالت عشرات الاصطيادات لها حول العالم، حتى أن أحد من انخدع بها في البداية وهو عالم الكيمياء التطوري جي سميث وهو الرئيس الشرفي لمتاحف أسماك جنوب إنجلترا الذي قال:«إن العثور على سمكة كويلامانث حية هو مثل العثور على ديناصور في الشارع»

أحفورة إنسان بلتداون فقد ادعى مؤيدوا نظرية التطور العثور على عظمة فك وجزء من جمجمة داخل حفرة بإنجلترا، وأن عظمة فكها أشبه بفك القرد، والأسنان والجمجمة كانتا أشبه بأسنان وجمجمة الإنسان، وزعموا أن عمرها أكثر من أربعين ألف سنة، فأعدت لها رسومات وتأويلات، وقدموها بوصفها دليلا مهما على تطور الإنسان وأنها اكتشاف مذهل عن الإنسان البدائي. وفي سنة 1949 حاول علماء المتحجرات البريطانيين تجربة طريقة اختبار الفلور لتحديد تاريخ المتحجرة، فأجري الاختبار على متحجرة إنسان بلتداون، فكانت النتيجة أن عظمة الفك لا تحتوي على أي فلور ويدل هذا على أنها لم تظل مدفونة في الأرض لأكثر من بضع سنين، أما الجمجمة التي احتوت على مقدار ضئيل من الفلور فقد تبين أن عمرها لا يتجاوز بضعة آلاف من السنين، كما اتضح أن الأسنان الموجودة في عظمة الفك تنتمي إلى الأورانجوتان قد تآكلت اصطناعيا، وأن الأدوات البدائية المكتشفة مع المتحجرات هي مجرد أدوات بسيطة مقلدة شحذت بواسطة أدوات فولاذية[46]، وبالتحليل المفصل كشف هذا التزوير للجمهور بعد 40 سنة وذلك سنة 1953، فالجمجمة تخص إنسانا عمره نحو خمسمائة سنة في حين كانت عظمة الفك السفلي تخص قردا مات مؤخرا، وقد تم ترتيب الأسنان على نحو خاص في شكل صف ثم اضيفت إلى الفك وتم حشو المفاصيل لكي يبدو الفك شبيها بفك الإنسان، وبعد ذلك تم تلطيخ كل هذه القطع بثنائي كرومات البوتاسيوم لإكسابها مظهرا عتيقا، ثم بدأت هذه اللطخ بالاختفاء عند غمسها في الحمض، فقد ظهرت الأدلة على حدوث كشط صناعي فكانت الأدلة واضحة على زيفها.

حفرية الروديستوس التي زعم أنها الحلقة الوسطى المفقودة ذات الأرجل والزعانف لتطور الحوت كما قال مكتشفها فيليب جنجريتش وهو مدير متحف الحفريات بجامعة ميشيغان بأمريكا، ففي مقابلة أجراها معه بصفته مكتشف الحفرية، كانت المفاجأة أن من أجراها معه لم يجد هيكل حفرية الروديستوس الموجود بالمتحف ولا الزعنفة الخلفية التي في الرسم، ولا الزعنفتين الأماميتين مثل الحيتان وكما رسمها جنكريخ أيضا، فسأله عن السبب فرد بأنهم وجدوا أطرافه الأمامية واليدين والذراعين الأماميين للروديستوس، وأنهم يتفهمون أنه لا يملك هذا النوع من الأذرع التي يمكن أن تنتشر مثل الزعانف التي في الحيتان حيث اعترف جنجريخ بأخطاء أخرى متعمدة في باقي الحفريات لتطور الحوت فعلق قائلا: «باسم داروين، لقد أضاف العلماء ذيل الحوت إلى حيوان عندما لم يتم العثور على ذيل له، وقد أضافوا أيضا الزعانف لنفس هذا الحيوان الأرضي عندما لم يكن له

الإنسان والقرد

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

خصائص تفرد الإنسان عن القردة

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

هناك نشوء لعدة أنظمة تميز الإنسان عن الرئيسيات العليا الأخرى على سبيل المثال

المشي على قدمين منتصبا بالترافق مع التعديل في تركيب الحوض والمخيخ، على عكس القرود التي تمشي على أربع، فالمشية المركّبة بين الأربعة أطراف منحنيا ًوبين القدمين منتصبا ليست ممكنة

استطالة الساق وقصر الذراعين، مع بصمات أصابع تمتلك حاسة لمس جيدة للغاية.

الدماغ أكبر بكثير وكذلك الجمجمة أكبر بثلاث مرات من القردة العليا

تعديل في البلعوم ينتج عنه السماح بالنطق، والتعديل في النظام العصبي المركزي خاصة في منطقة فص صدغي والتي تسمح بالتمييز المحدد للحديث.

تغير في الجهاز العضلي.

تعديلات في عضلات اليدين والشفاه واللسان.

زوال الشعر.

المساحة بين العينين قريبة بما فيه الكفاية لإدراك المسافات والرؤية المجسمة، وتقدم شبكة العين تقدم رؤية الألوان المختلفة.

الذكاء والخبرة والقدرة العقلية الفائقة والفريدة.

فكيفية تميز الإنسان بهذا هي محل تساؤل.
الاختلافات الجينية بين الإنسان والشمبانزي تصل إلى 35 مليون زوج من قواعد الحمض النووي على أقل تقدير، وقد وُجد ان الفترة الزمنية اللازمة لتثبيت طفرة واحدة فقط في أسلاف الرئيسيات هي ستة ملايين سنة، وأن الحصول على إثنين فقط من الطفرات وتثبيتها عبر التطور الدارويني المزعوم للبشر هو 100 مليون سنة، فيتضح أمر بخصوص فاعلية معدل الطفرة في التطور وفشل الداروينية في توفير الدعم النظري بعد فشل الدعم التجريبي لإثبات قصة السلف المشترك. إذا كان تاريخ الانفصال التطوري الذي حدث بين الإنسان والشمبانزي من السلف المشترك قد حدث ما بين خمس لسبع ملايين سنة مضت، وهذه الفترة التي من المفترض أن يختلف فيها الإنسان عن الشمبانزي بما مقداره 35 مليون زوج من قواعد الحمض النووي عن طريق الطفرات هي بالكاد كافية لحدوث وتثبيت طفرة واحدة فقط، علما أن تقديرات الوقت المتاح للحصول على إثنين من الطفرات اللازمة في طريق تطور البشر هي 216 مليون سنة، وهي طويلة بشكل غير واقعي، وهذا يعني أن الوقت الذي من المفترض أن تتطور فيه كل الثدييات على كوكب الأرض من ثديي بدائي عاش في هذا الوقت يتحصل فيه نموذج الوراثة السكانية على طفرتين فقط ويدور التساؤل عن كافة الاختلافات الأخرى بين البشر والشمبانزي ومدة الوقت الذي يستلزم ذلك، كما أن الكروموسوم الذكري Y بين الإنسان والشمبانزي مختلف جدا بحيث يستحيل معه أن يكونا من سلف واحد، وأثبتت فحوصات الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين أن الهوموإيركتوس ليس من أسلاف البشر الأمر الذي يجعل الإنسان والقرد ليسا من سلف مشترك وأما ما قيل بأن أبحاث الجينوم اثبتت أن التشابه بين الحمض النووي للإنسان والشمبانزي يصل إلى 98.5 في المائة فمصدره دراسة قديمة تمت على 30 إلى 40 بروتينا من أصل 100000 بروتين كما أنها تمت بطرق مثيرة للجدل حتى قام أحد العلماء بإعادة التجربة ولم يحصل على نفس النتائج وبين أن هناك تلاعبا بالنتائج الأولى، وكشفت دراسة أخرى أنها لا تتعدى 95 في المائة وعند دراسة كائنات حية أخرى يتضح عدم وجود أي علاقة جزيئية كتلك التي يدعيها أنصار التطور[وتبين هذه الحقيقة أن مبدأ التشابه ليس دليلا على التطور. فمسألة تشابه جزيئات البروتين بين الكائنات الحية هذه بديهة طبيعية وضرورة حياتية لازمة للسلسلة الغذائبة والهرم الغذائي فمثلا نسبة تشابه بين الإنسان والدجاج تكاد تكون متطابقة، ذلك أن هذه المادة المشتركة ليست نتاجا للتطور بل لتصميم مشترك

علماء يرفضون نظرية التطور

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

الكثير من العلماء ممن تصدى للتطور بردهم أنها نظرية زائفة بلا أدلة، فمن بينهم:

عالم الرياضيات والبيولوجيا الجزيئية والفلسفة ديفيد بيرلينسكي وهو أشهر من انتقد التطور الذي يرى أنه يروج بين الناس باسم العلم والحقائق، وذلك بعدما زادت شكوكه الكثيرة حوله كلما تقدمت العلوم وقد أعلن ذلك على الملأ في مجلة كومينتاري عندما قال أنه متشكك في التطور في مقال بعنوان انكار داروين عام 1996م، في السنوات الأخيرة قام بوضع كتابه الشهير وهم الشيطان عام 2008م، ولهُ حوارات مليئة باعترافاته من سخرية العلماء الحقيقيين من التطور ومليئة بالسخرية العلمية من افتراضات التطور الخيالية ونقاط ضعفها القاتلة.
وكذلك عالم الكيمياء الحيوية مايكل دنتون الذي كان يؤمن بالتطور في السابق إلى أن بدأ يكتشف بنفسه مع التقدم الرهيب في البيولوجيا الجزيئية عشرات الثغرات القاتلة عن التطور، فقام ساعتها بوضع كتابه الشهير التطور نظرية في أزمة وهو من أوائل الكتب التي قلبت نظرية التطور في العصر الحديث رأسا على عقب وذلك عام 1985، وله مشاركات عديدة في وثائقيات علمية عن الدقة المتناهية وعلامات التصميم الذكي في الحياة والأرض والكون وصولا إلى الإنسان، فقد ترجم أعماله في كتابه قدر الطبيعة عام 1986.

مايكل بيهي أحد العلماء البارزين في انتقاد نظرية التطور
مايكل بيهي وهو عالم متخصص في الكيمياء الحيوية وأستاذ في ببنسيلفانيا بأمريكا، وقد ساورته شكوك كثيرة أيضا في التطور مع تخصصه العلمي الدقيق والاكتشافات العلمية الأخيرة وخصوصا عندما قرأ كتاب التطور:نظرية في أزمة لمايكل دنتون ووجد أن كل النقاط التي ذكرها بالفعل طعنت التطور الصدفي والعشوائي فقام بتأليف كتابه الشهير صندوق داروين الأسود عام 1996 ويعتبر من أشهر من أسسوا ووضعوا قواعد التصميم الذكي أو الصنع المتقن في شكلها الأكاديمي الأخير وخصوصا نقطة التعقيد الغير قابل للإختزال ودلالاته على استحالة التطور التدريجي العشوائي عبر الزمان وعلى دلالاتها على الغائية لظهور الأعضاء المعقدة مرة واحدة من جهة مصمم ما.
وليم ديمبسكي عالم في الرياضيات وفيلسوف أمريكي ومن دعاة التصميم الذكي والمعارضين بشدة لنظرية داروين من خلال الانتقاء الطبيعي يقول ديمبسكي أن تفاصيل الكائنات الحية يمكن أن توصف بشكل مشابه. خصوصاً نماذج التتابع الجزيئي في الجزيئات البيولوجية الوظيفية مثل ال الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين والثبات من ناحية المفاهيم في نقاش ديمبسكي للتعقيدات المتخصصة كان موضع جدل داخل المجتمع العلمي، مؤيدو التصميم الذكي يعتبرونه كبرنامج للبحث العلمي يحقق في آثار المسبب الذكي فالتصميم الذكي يدرس آثار المسبب الذكي وليس المسبب الذكي نفسه. على ضوء ذلك، وبما أنه لا يمكن اختبار هوية المؤثرات خارج نظام مغلق من داخله، تقع الأسئلة التي تتعلق بهوية المصمم خارج حدود المفهوم.، وهو صاحب كتاب تصميم الحياة مشاركة مع جوناثان ويلز ويعد الكتاب من بين أقوى ما كتب في النقد العلمي للنظرية.
جوناثان ويلز وهو عالم البيولوجيا الجزيئية الأمريكي فمع دراسته للبيولوجيا الجزيئية ومع الاكتشافات الحديثة أيضا الناطقة بعلامات الغائية والخلق تراجع عن إلحاده إلى المسيحية وصار من أعداء نظرية التطور وهو صاحب الكتاب الشهير أيقونات التطور عام 2002، وأيضا له كتاب تصميم الحياة مشاركة مع ديمبسكي.
جيري فودور وماسيمو بياتيللي بالماريني الأول بروفيسور الفلسفة وعلم الإدراك بجامعة ولاية نيوجيرسي والثاني بروفيسور الفلسفة وعلم الإدراك بجامعة ولاية أريزونا بدأ الأول بالتشكيك في حقيقة وجود الانتخاب الطبيعي وذلك في كتاب لماذا لا تملك الخنازير أجنحة؟ والذي نشر سنة 2007 بمعرض لندن للكتاب، ثم شارك مع ماسيو في إصدار الكتاب الصادم وهو كتاب: عام 2011 وكتبا في مقدمته أنه نقد علمي وليس ديني أو ما شابه وذلك حين قالا: «هذا ليس كتابا عن الله، ولا عن التصميم الذكي، ولا عن الخلق، ليس أيا من أحدنا متورط في شيء من ذلك، لقد رأينا أنه من المستحسن أن نوضح هذا من البداية، لأن رأينا الأساسي فيما يقضي بأن هناك خطأ ما وربما خطأ لدرجة قاتلة في نظرية الانتخاب الطبيعي»
فيليب جونسون متخصص في القانون وكان تطوريا فتركه وأفاق بدوره على كتاب التطور نظرية في أزمة لدنتون وبدأ في التوسع في القراءة ومتابعة آخر الأخبار العلمية إلى أن تيقن تماما من أخطاء التطور وأنها لا تعدو تزييفات وتكهنات خيالية لا يدعمها أي دليل عقلي أو علمي تجريبي صحيح وعلى أثر هذا صار من أشهر من ينتقدون التطور في أمريكا، وله مجموعة كتب كذلك من بينها هزيمة الداروينية وكتاب محاكمة داروين وكتاب الاعتراضات الوجيهة للتطور وأشياء.
دوان كيش متخصص في الكيمياء الحيوية شارك في العديد من المحاضرات الجامعية والمؤتمرات الدولية للرد على نظرية التطور بأسلوب علمي وحضاري، وله عدة أبحاث التي بين فيها عدم صحة نظرية التطور، وقد جمع محاضرته في كتاب هل تعرضت لغسيل الدماغ؟ ومن كتبه أيضا المتحجرات ترد على نظرية التطور بالرفض
يدعي البعض أن التطور يتراجع مع التقدم العلمي وأن أخطاءه صارت كثيرة جدا في السنوات الأخيرة أكثر من ذي قبل، فعلماء مختصون بالآلاف يرفضونه، لذلك ظهرت أبحاث وكتب علمية تكشف عن عدم صحته وأن داروين كان مخطئا بخصوص شجرة الحياة، والعلماء يؤكدون أن شجرة التطور خاطئة ومضللة والاعتراضات التاريخية بدأت أشهر خطواتها علنا بقائمة معهد ديسكفري المكونة من 100 عالم ومتخصص يرفضون الداروينية سنة 2001 حيث ذكروا أسمائهم ودرجاتهم العلمية في أمريكا ثم تطورت الفكرة لإنشاء موقع متخصص على النت لتسجيل هؤلاء المعترضين سواءا من أمريكا أو خارجها حيث كل عالم يذكر اعتراضه ودرجته العلمية ولما انتشر الأمر وصلت لوسائل الإعلام من كندا قرابة 1000 عالم يعارضون الداروينية]، ومع مرور الوقت وصل الرافضون للداروينية التطورية إلى ثلاثة ألاف في أمريكا فقط وهناك غيرهم لم يتم تسجيلهم يخشون على مناصبهم وأسمائهم ، والأمر لا يختص بعلماء البيولوجيا فقط، لأن نظرية التطور تمس علم الإحصاء والاحتمالات والفيزياء والكيمياء وغيرهم، لذلك ظهر علماء فيزيائيون وجراحون يرفضون الداروينية بما فيها

المصادر والمراجع

أصل الانواع جارلس داروين ترجمة احمد مظهر

الحيوان من ثمانية اجزاء تاليف ابوعمرو عثمان بن بحر الجاحظ

حوار مع صديقي الملحد تاليف د مصطفى محمود

المناحي الفلسفية عند الجاحظ / علي بوملحم

تهافت نظرية داروين امام التقدم العلمي / اورخان محمد علي

داروين ونظرية التطور / شمس الدين اق يلوت دار الصحوة

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *