مادة التربية الإسلامية
المستوى الأولى بكالوريا، جميع الشعب والمسالك
دروس الأسدوس الأول
مدخل التزكية(عقيدة)
الموضوع : الإيمان والغيب
الأستاذ محمد بضاض
أولا أهتدي بسورة يوسف وأوظفها في الدرس:
قال الله تعالى : (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) سورة يوسف 3 .
قال الله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام : (إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون ) يوسف 37.
– إن وحي الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بأحسن القصص كان من مصادر الغيب التي أخفاها عن الخلق.
– أستحضر دعوة يوسف للسجناء بأن يؤمنوا بالله واليوم الآخر اقتداء بالأنبياء.
ثانيا نصوص وظيفية
| النص الوظيفي | ما يستفاد منه |
| قال سبحانه: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59)”الأنعام :59 | انفراد الله تعالى بعالم الغيب و الشهادة دليل على عظمته عز و جل |
| قال سبحانه :” ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ” يوسف:(102) | تشير الآية إلى أن قصة يوسف عليه السلام من أخبار الغيب التي أوحاها الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه و سلم |
ثالثا : محاور الدرس
المحور الأول : حقيقة الإيمان وشروطه
1– حقيقة الإيمان
الإيمان لغة: هو التصديق والوثوق، ومنه قوله تعالى : ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) يوسف 17
واصطلاحا : هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح ، وأركانه ستة ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر و الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره)
وتتجلي حقيقة الإيمان في صلة العبد بربه ، بحيث يعتبر المؤمن أن الإيمان أجل نعمة على الإطلاق ، فليس هو مجرد نطق باللسان واعتقاد بالجنان ،إنما هو عقيدة تملأ القلب وتصدر عنها آثارها في السلوكات والمعاملات.
– شروط الإيمان 2
– العلم المنافي للجهل : فالله يعبد بعلم لا بجهل
– التصديق المنافي للتكذيب : التصديق الجازم بكل ما جاء في القرآن والسنة
– الاتباع المنافي للابتداع : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء )
المحور الثاني : مفهوم الغيب وأقسامه ودلالة الإيمان به :
1- تعريف الغيب : الغيب لغة : هو كل ما غاب عن إدراك حواس الإنسان. واصطلاحا : كل ما لا سبيل إلى إدراكه إلا عن طريق الخبر اليقيني (الوحي أو الحقائق العلمية)
2- أقسام الغيب:
أ – غيب نسبي : وهو الذي يتيسر للإنسان إدراكه ( بالحواس) بعلم أو تجربة أو زمن فيصبح من عالم الشهادة.
ب – غيب مطلق : وهو الذي لا يمكن للإنسان إدراكه ، لأنه مما استأثر الله بعلمه وأمرنا بالإيمان به : كعلم الساعة والموت ….
3 – دلالة الإيمان بالغيب
هو تصديق كل ما أخبرنا به الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام مما لا سبيل إلى العلم به وإدراكه حسا أو بوسائل بدون شك أو تردد .
وتتجلى علاقة الغيب بالإيمان في كون : الغيب يعتبر جوهر الفكرة الإيمانية ، وأساس العقيدة الإسلامية ، به يتلقى المؤمن رسالات القرآن المجيد ، توحيدا للخالق ورحمة بالخلق وعمارة للأرض .
المحور الثالث : أثر الإيمان بالغيب في التصور والسلوك :
على مستوى التصور والوجدان:
– الشعور بالتكريم الإلهي: قال تعالى: ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات )
– الشعور برقابة الله تعالى على جميع حركات الإنسان وسكناته، قال تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
– الشعور بالطمأنينة والأنس مما يدفع الإنسان إلى الصبر بدل اليأس قال تعالى: ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون )
على مستوى السلوك والممارسة:
– الاستقامة على أمر الله تعالى بتنفيذ الأوامر واجتناب النواهي .
– التخلص من العجز والكسل وتحقيق الفاعلية في المجتمع .
– يجعل لحياتنا غاية سامية كفعل الخيرات ومساعدة الآخرين ….
فكل تكذيب بهذا الغيب يجعل الإنسان يعيش في : خوف ورعب من الموت، وهم وحزن وجشع وطمع، وضجر عند المصيبة وفجور عند النعم .
– ازكي نفسي وأتشبع بالقيم:
لذا على المسلم أن يتشبع بقيم الإيمان بكل الغيبيات التي أخبر الله تعالى بها في كتابه وأخبر بها رسوله عليه السلام في سنته:
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره شره ، والإيمان بأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم حق وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن الميزان حق ، وان الحساب حق ،وأن الحوض حق ، وأن الله يبعث من في القبور.
مادة التربية الإسلامية
مدخل الاقتداء (السيرة النبوية)
الموضوع: صلح الحديبية وفتح مكة: دروس وعبر
الفئة المستهدفة: الأولى بكالوريا، جميع الشعب والمسالك
الأستاذ: محمد بضاض
علاقة الدرس بسورة يوسف:
| قال ربنا: ” إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ” يوسف 4 |
| قال الله:” وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا” يوسف 100 |
| المضمون: رؤيا الأنبياء حق و لابد أن تتحقق، تحقق رؤيا يوسف عليه السلام تأويلها بعد سنوات، و تحقق رؤيا الرسول بأداء مناسك العمرة. |
| قال ربنا : ” قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ” يوسف 92 |
| المضمون: نستخلص قيمة العفو التي تحلى بها يوسف مع إخوته، و كذلك النبي مع المشركين في فتح مكة. |
- أحداث صلح الحديبية : (السياق)
| مفهوم صلح الحديبية | معاهدة أبرمها المسلمون مع قريش في ذي القعدة من السنة 6 للهجرة قرب الحديبية بضواحي مكة. على إثر منع قريش الرسول وأصحابه من الدخول إلى المسجد الحرام بعدما رأى رؤيا صادقة بدخول مكة معتمرا وأصحابه، انتهت بعقد الصلح بين المسلمين وقريش. |
| سبب صلح الحديبية | رأى الرسول في المنام، أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وطافوا واعتمروا، وحلق بعضهم وقصر، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا، وحسبوا أنهم داخلو مكة عامهم ذلك، فتجهزوا للسفر. |
| المسلمون يتحركون إلى مكة | خرج النبي مع المهاجرين والأنصار، وأخذ معه زوجته أم سلمة، وقد بلغ عددهم 1400 مسلم، في شوق إلى رؤية بيت الله الحرام بعد أن حرموا منه 6 سنوات، ولم يخرجوا معهم سلاح إلا سلاح المسافر. فسمعت قريش بمسيرهم، فخرجوا ليمنعوهم من دخول مكة بقيادة خالد بن الوليد. |
| تبديل الطريق واجتناب القتال | حينما شعر النبي بمحاولة قريش منعه، سلك طريقا آخر، وترك الطريق الرئيس، فلما رأى خالد أن المسلمين غيروا الطريق رجع إلى قريش لينذرهم. فلما وصل إلى الحديبية جاءه بعض رجال من خزاعة يسألونه عن سبب قدومه، فأخبرهم أنه لم يأت إلا ليزور البيت و يعتمر، فرجعوا وقالوا لهم : إنكم تعجلون على محمد، لم يأت لقتال، إنما جاء زائرا لهذا البيت. |
| المفاوضات بين قريش و الرسول | بعث الرسول عثمان بن عفان مفاوضا إلى قريش ليؤكد لهم الغرض من مجيئه، فقالت قريش لعثمان: إن شئت تطوف بالبيت، فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول الله، ثم حبسوه عندهم، فأبطأ عثمان (تأخر في العودة) وأشيع أنه قد قُتِلَ، فلما بلغ الرسول خبره قال: لا نترك هذا المكان حتى نحارب هؤلاء القوم. |
| بيعة الرضوان | بعد إشاعة مقتل عثمان، دعا رسول الله أصحابه لمبايعته، فبايعوه تحت الشجرة على الصلح أو الشهادة. ولما علمت قريش بأمر البيعة، خافوا ورأوا الصلح أولى من مواجهته. وهذه البيعة ذكرت في القرآن فقال ربنا: ” لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ …” الفتح 18. ولكن الله أوقف الحرب برجوع عثمان إلى المسلمين. |
| إبرام الصلح و بنوده | بعد بيعة الرضوان، أسرعت قريش إلى بعث سهيل بن عمرو لعقد الصلح، وأكدت له على شروط وهي: 1- تقرير الهدنة بين قريش والمسلمين 10 سنوات. 2- إذا لجأ رجل من قريش إلى المسلمين فعليهم رَدُّهُ، وإذا فَرَّ واحد من المسلمين إلى قريش فلا يرجعونه. 3- أن يعود المسلمون هذا العام بغير عمرة، ويأتوا في العام المقبل بدون سلاح. 4- من أراد أن يدخل في عهد محمد من غير قريش دخل فيه، و من طلب أن يدخل في عهد قريش دخل فيه. |
| موقف الصحابة من الصلح | أمر الرسول أصحابه بالتحلل من العمرة وذلك بأن يحلقوا رؤوسهم وينحروا هديهم فلم يفعلوا ذلك في موجة من الألم، لأنهم رؤوا في بنود الصلح إجحاف لهم، وأخذ بعضهم يجادل النبي، ومن أشدهم في ذلك عمر، حتى قال رسول الله: ” إني عبد الله ورسوله ولن يضيعني “. فدخل النبي على زوجته أم سلمة فقال: هلك المسلمون أمرتهم فلم يمتثلوا، فقالت له: يا نبي الله اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر وتدعو حالقك فيحلقك، فقام الرسول و فعل ذلك، فلما رأى المسلمون ذلك قاموا فنحروا و حلقوا رؤوسهم. |
- أهم النتائج و الدروس و العبر المستخلصة من صلح الحديبية :
| أهم النتائج من صلح الحديبية | الدروس والعبر من صلح الحديبية |
| 1- انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية 2- عودة مهاجرين الحبشة إلى المدينة. 3- تفرغ النبي لدعوة ملوك عصره. 4- اعتراف قريش بكيان الدولة الإسلامية. | 1- قوة إيمان الصحابة وثباتهم بعد صلح الحديبية. 2- اليقين في أن شرع الله لا يأتي إلا بالخير. 3- الثقة في القيادة: لأن البنود في ظاهرها كانت ظالمة في حق المسلمين، لكن الله جعل بعد هذا الصلح فتحا مبيا. 4- أهمية الشورى ومكانة المرأة في الإسلام لأن النبي استشار صحبه وزوجته. |
فتح مكــــــــــــــــــــــــة: دروس و عبر 2
| تاريخ و مكان فتح مكة | في 8 للهجرة في يوم20من رمضان / 10 يناير من سنة 630 م، في مكة المكرمة كان الفتح الأعظم. |
| سبب فتح مكة ( قريش تنقض العهد) | وقع نزاع بين قبيلتي بني بكر وخزاعة، فقامت قريش سرا وأعانت بني بكر وأمدوهم بالسلاح والرجال خُفية، وقتلوا من خزاعة-حلفاء النبي-أكثر من20 رجلا، فأرسلت وفدا إلى النبي تخبره بما حدث من خيانة للعهد من طرف قريش. |
| الزحف سِرّاً إلى مكة | أمر النبي بتعبئة جيش ولم يخبر أحدا من الناس كي لا يشيع الخبر فتعلم قريش فتستعد للحرب، والنبي لا يريد حربا ولا إراقة الدماء بمكة، وكان يقول في الدعاء :” اللهم خذ العيون و الأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها “ |
| في الطريق إلى مكة | سار النبي ب10.000 محارب قاصدا مكة، فالتقى بعمه العباس الذي أسلم و انضم إلى المسلمين، والتقى أيضا بأبي سفيان بن الحارث الذي انبهر وفزع من الجيش العظيم الذي جاء به النبي، وبعد كلام طويل مع الرسول أعلن إسلامه. قال العباس للنبي أن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا : فقال صلى الله عليه و سلم : ” من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن دخل بيته فهو آمن “ |
| دخول النبي مكة المكرمة | دخل النبي مكة بعد أن اختفى رجال قريش خلف الأبواب، فلم يجد النبي معارضا وكان راكبا راحلته منحنيا على رحلها تكاد لحيته تمسه تواضعا، خاشعا على ما أكرمه الله به من الفتح. دخل النبي إلى مكة و بدأ يهدم الأصنام التي بلغ عددها 360 صنم، ثم طاف بالبيت وخطب الناس. |
| العفو الكبير | بعد أن خطب النبي الناس وجه خطابه لقريش قائلا : ” يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ فقالوا : خيرا أخ كريم و ابن أخ كريم، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : فإنّي أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: ( لا تثريب عليكم اليوم ) اذهبوا فأنتم الطلقاء “ |
| نتائج الفتح الأعظم ( فتح مكة ) | الدروس و العبر المستخلصة من فتح مكة |
| 1- اعتناقُ كثيرٍ من قريش دينَ الإسلام، ومنهم : أبو سفيان بن حرب، وهند بنت عتبة، و أبو قحافة والد أبي بكر الصديق. 2- تخليص مكة من الشرك، وضمِّها إلى التوحيد. 3- تحطيم وإزالة رهبة قريش من قلوب قبائل العرب . 4- زيادة إيمان المؤمنين بتحقق وعد ربهم ، ودخول البيت الحرام. 5- دخول الناس في دين الله أفواجاً . | 1- بيان عاقبة خيانة العهود ونقض المواثيق . 3- درس في الشكر لله على نعمة الفتح والانتصار. 4- بيان العفو المحمدي الكبير إذْ عفا عن كفار قُريشٍ. 5- إيثار الحَلّ السِّلمي في مقام الصراع وعدم اللجوء إلى العنف والحل العسكري إلا في وقت الحاجة. |
| الدروس والعبر المستفادة من هذه الأحداث: (صلح الحديبية وفتح مكة) 1- الإسلام دين التواضع و الرحمة: حيث قال الرسول لأبي بكر الذي جاء بأبيه ليسلم بين يدي الرسول : ” هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ؟ “ 2- الإسلام دين الحرية: فالرسول لم يكره أحدا على الدخول في الإسلام لقوله تعالى : ” لا إكراه في الدين “ 3- الإسلام دين العفو و التسامح: من خلال عفو الرسول و تسامحه عن المشركين حين قال لهم : “اذهبوا فأنتم الطلقاء “ 4- الإسلام يحث على الوفاء بالعهود: على عكس مشركي قريش الذين نقضوا العهد مقابل التزام المسلمين باتفاق صلح الحديبية. الحرية و السلام و التسامح و الوفاء بالعهود من أسس انتشار الإسلام وبقائه. وكذا أهمية التروي والتأني قبل إصدار الأحكام فيما يخفى من الأمور. |
