تغافل مرة وتغابَى مرتان، فليس كل شيء يستحق الإهتمام…الخبز المحروق

🍂الخبز المحروق🍂
أو
🍂لذة التعايش🍂

يقول أحدهم :

بعد يوم طويل وشاق من العمل وضعت أمي الطعام أمام أبي على المائدة وكان معه خبز محمص،،
لكن الخبز كان محروقاً تماماً..
فمد أبي يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي،،،

وسألني كيف كان يومي في المدرسة؟
لا أتذكر بماذا أجبته لكنني أتذكر أني رأيته يدهن قطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها..

عندما نهضت عن مائدة الطعام سمعت أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصه..

ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي..

حبيبتي:
لا تكترثي بذلك، أنا أحب أحيانا أن آكل الخبز محمصا زيادة عن اللزوم، وأن يكون به طعم الاحتراق..

وفي وقت لاحق من تلك الليلة عندما ذهبت لأقبل والدي قبلة (تصبح على خير) سألته إن كان حقا يحب أن يتناول الخبز أحيانا محمصا إلى درجة الاحتراق؟

فضَمَّني إلى صدره وقال لي هذه الكلمات التي تحتاج إلى تأمل كبير:

يا بني أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق وربما شئ آخر،،،

إن قطعة من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر حتى الموت..

الحياة مليئة بالأشياء الناقصة، وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه..

🍂علينا أن نتعلم كيف نقبل النقص في بعض الأمور، وأن نتقبل عيوب الآخرين..
وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات، وجعلها قوية مستديمة.

خبز محمص محروق قليلا لا يجب أن يكسر قلبا جميلا..

▪فليعذر الناس بعضهم بعضا؛
▪وليتغافل كل منا ما استطاع عن الآخر؛
▪ولنترفع عن سفاسف الأمور،،،

النقد المُستمر يُميت لذة الشيء

لذا فإن الشجرة لو تعرضت لرياح دائمة لأصبحت عارية من أوراقها وثمارها !
كذلك الشخص ..
إن تعرض للنقد الجارح بإستمرار يُصبح سلبي ..

إمدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء، فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح تقفل به أفواهٍ،،،
وتفتح به قلوب……..

الضجر؛ المستمر واللوم المستمر يُميت لذة كل شيء وإن كان من غير قصدً

إمدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء ، فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح تفتح به قلوب من حولك،،،

تغافل مرة وتغابَى مرتان، فليس كل شيء يستحق الإهتمام،،‎،
لا تعطي الأمور أكبر من حجمها، إن رأيت أمامك حجر أرمي به خلفك – وتقدم،،

إنها ثقافة ومهارة

‏التمسوا لنا الأعذار حينما لا نكون كما عهدتم أن نكون

فالنفوس آفاق ووديان .. ولعل نفوسنا في أودية غير وديانكم ، ولعل صدورنا تحوي مالا نستطيع البوح به..

إبتسموا يا غالين
وسامحوا يا أحبة
وأغسلوا قلوبكم من نغزات الشيطان وسوء الظن
والتمسوا لأخوانكم الأعذار ..

فنحن في أعوام تتساقط فيه الأرواح بلا سابق إنذار…

فاللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله.

فهنيئا لزراع الخير وحاصدين الخير والقائمين على الخير ومحسني الظن والناطقين بالخير والخارجين من هذه الحياة بحسن المعشر وطيب المذكر

انشروا التسامح والمحبة

فهذه دنيا فانيــة

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *