ﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ؟ ﻭ ﻣﺎﻫﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ؟ ﻭ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺣﺪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺳﺎﻫﻢ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ؟
ﻭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ؟ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻭ ﺍﻷﺷﻮﺍﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ؟
ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ :
ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺭﺱ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻳﺪﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ، ﺃﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺣﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ , ﻭ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﻼﺻﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ . ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻭ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻋﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ . ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﺨﺘﻠﻂ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ , ﻭ ﻫﻮ ” ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ” 1 . ﻓﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺟﺰﺀ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ , ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺃﻣﻮﺭ ﻭ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺧﻄﻂ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺗﻬﺎ .
ﻳﻬﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﺒﺤﺚ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻧﻤﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻷﻥ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ . ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻄﺒﻴﻊ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﺤﻀﺎﺭﺓ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ . ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﺱ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺑﻴﺌﻴﺔ ﻭﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ، ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻛﺪ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺄﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ .
ﻭﻳﺤﺘﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻘﻠﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ، ﺇﺫ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺗﻌﻤﻖ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ .
ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ :
ﻳﻬﺘﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﻤﺴﺎﺋﻞ ﻣﺜﻞ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ، ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ، ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺃﺛﺮ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ، ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻪ، ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻀﺒﻂ، ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻌﻪ ﺑﺨﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .
ﻭ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻳﺮﻭﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻟﻠﺤﻘﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺳﺒﺮ ﺃﻏﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ . ﻛﻤﺎ ﻳﺪﺭﺱ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻪ . ﻓﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻬﻠﺔ ﻭ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻠﺒﻌﺾ . ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﺗﺘﻀﺢ ﻭ ﺗﻈﻬﺮ – ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ – ﻗﺪ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺿﻐﻮﻃﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻗﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ .
ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻣﺒﺪﺃ ” ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ” ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺷﻌﺎﺭ ﻳﺮﻓﻊ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻫﻨﺎﻙ , ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺮﻗﻲ ﻭ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻓﻖ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭ ﻣﻴﻮﻻﺗﻬﻢ ﻭ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭ ﺗﻤﺜﻼﺗﻬﻢ ﻭ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻛﻮﻧﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻣﻮﺭﻭﺛﺔ .
ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ , ﻭ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻳﻜﺮﺱ ﺟﻬﺪﻩ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﻓﻬﻮ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻛﻜﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻪ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ , ﺃﻭﺟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺶﺀ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻭ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ , ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ , ﻭ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻭ ﻣﻌﻴﻘﺎﺕ .
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻄﻮﺭ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ :
ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺠﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻮﻗﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ، ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ، ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ، ﻭ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﻼﻝ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺤﻞ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺪ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . ﺃﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻳﻜﺘﺴﺒﻮﻥ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﻭ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻭﻗﻴﻢ ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺗﻤﻊ ﻭﺗﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﻭﺗﻤﺜﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﻣﻴﻞ ﺩﻭﺭﻛﻬﺎﻳﻢ Émile Durkheim (1858-1917 ) ، ﻭﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴﺒﺮ Max Weber (1864-1920 ) ، ﻭﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ Karl Marx (1818-1883 ) ، ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻮﻻﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ . ﻭﻗﺪ ﺗﺠﻠﻰ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻪ، ﺇﺫ ﻛﺘﺐ ﺩﻭﺭﻛﻬﺎﻳﻢ : « ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ » Éducation et sociologie ﻭ « ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺔ « Évolution pédagogique en France ﻭﺃﺳﻬﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴﺒﺮ « ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﺴﺘﻨﺘﻴﺔ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ » L’éthique Protestante et l’esprit du capitalisme ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺑﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻋﺮﺽ ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﺸﺮﺡ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ، ﻭﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ﻛﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ، ﻛﻤﺎ ﺭﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﻛﻞ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻬﺎ . ﻭﺍﻧﺘﻘﺪ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ .
ﻭﻣﻬﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ، ﻓﻘﺪ ﺑﺤﺚ ﺟﺎﻛﺎﺭ P.Jaccard ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ « ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ » ( 1963 ) ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺩﻭﺭﻛﻬﺎﻳﻢ، ﻛﻤﺎ ﺩﺭﺱ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﻴﺮﺍﺭ A.Girard ﻭﺑﺎﺳﺘﻴﺪ K.Pastide ، ﺃﺛﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻬﻤﺎ « ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﻭﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ » ، ﻋﺎﻡ 1963 ، ﻭﻛﺘﺐ ﺑﻮﻝ ﻛﻼﺭﻙ Paul Clerc ﺣﻮﻝ « ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻟﺘﻼﻣﺬﺓ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ » . ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺠﺪﻝ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ Bourdieu ﻭﺑﺎﺳﺮﻭﻥ J.C.Passeron ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ « ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ : ﺣﻮﻝ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ » La reproduction: pour une théorie du système d’enseignement ﻭﻫﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ
ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻳﻌﻴﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ .
ﻭﻟﻌﻞ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻓﺮﻳﺪ ﻛﻼﺭﻙ، ﺣﻮﻝ « ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ » ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻋﺎﻡ 1940 ، ﻣﺤﻠﻼً ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﻭﺩﺍﻋﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ، ﻭﺍﻫﺘﻢ ﺑﺎﺳﻴﻞ ﺑﺮﻧﺸﺘﺎﻳﻦ Basil Brenstien ﻋﺎﻡ 1975 ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ، ﻣﺒﻴﻨﺎً ﺃﻥ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎﺗﺰﺍﻝ ﺗﻌﻜﺲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ . ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻣﺮﻏﺮﻳﺖ ﺁﺭﺷﺮ Margaret Archer ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ « ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ » Social Origins of Educational Systems ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻋﺎﻡ 1967 ، ﺗﺤﻠﻴﻼً ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ . ﻭﺑﻴﻦ ﻓﺮﺍﻧﻚ ﻣﺴﻐﺮﻭﻑ F. Musgrove ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ « ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ » School and Social Order ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻋﺎﻡ 1968 ، ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺑﻴﻦ ﻃﻼﺑﻬﺎ، ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﺳﻢ « ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ » Education in Britain ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻋﺎﻡ 1979 ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻥ ﺑﺎﺳﻢ « ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ » ، ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ .
ﻭﻗﺎﻡ ﺟﻮﻥ ﺩﻳﻮﻱ J. Dewey (1859-1952 ) ﺑﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻴﻪ « ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ » The School and Society ﻋﺎﻡ 1899 ، ﻭ « ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ » Democracy and Education ﻋﺎﻡ 1916 ﻣﺒﻴﻨﺎً ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ، ﻭﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﻥ ﺃﺛﺮﺍً ﺗﺮﺑﻮﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺇﺟﻤﺎﻻً ﻣﺆﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﺘﺮﻛﻴﺰﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺩﺍﺗﻮﻥ S.T.Datun ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ « ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ » ﻋﺎﻡ 1900 ، ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺨﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ . ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﻨﺮﻱ ﺳﻮﺯﻟﻮ H. Suzzlo ﻓﻀﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺗﻌﺒﻴﺮ « ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ » ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﺎﻡ 1910 ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺻﺪﺭ ﺃﻳﻀﺎً ﻛﺘﺎﺏ ﻭﻟﻴﻢ ﻫﺎﻭﻟﻲ ﺳﻤﻴﺚ W.H.Smith « ﻣﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ » ، ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ « ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﻣﻴﺎﺩﻳﻨﻪ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ » .
ﻭﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﺎﻳﻦ G.Payne ، ﻟﻘﺐ « ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ » ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺪﺭ ﻧﺸﺮﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻋﺎﻡ 1928 ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺸﺮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻋﺎﻡ .1923
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺣﺼﻠﺖ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ، ﻭﺻﺪﺭﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺣﻮﻝ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻟﻌﻞ ﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﻭﻝ ﻭﺟﻨﺘﺲ Bowels- Gentis ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ « ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺔ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ » Schooling in Capitalist America ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﺎﻡ 1977 ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺇﻳﻔﺎﻥ ﺇﻳﻠﻴﺘﺶ I.Iliych ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ « ﺍﻟﻼﻣﺪﺭﺳﻴﺔ » .Deschooling ﻟﻘﺪ ﺣﻠﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﻭﻝ ﻭﺟﻨﺘﺲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺰﺯ ﻓﺮﺹ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻱ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻳﻠﻴﺘﺶ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﻣﺴﺎﻭﺉ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﻃﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﻘﻬﺮﻱ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﻌﺘﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻭﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻭﻛﺘﺐ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺪﻋﻤﺎً ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﺑﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﻭﻧﻈﻢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ .
ﻭﻳﺤﻠﻞ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻓﻴﺘﺰ Patrich Fitz ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ « ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ » Education and Social Mobility in the Soviet Union ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻋﺎﻡ 1979 ، ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ﻣﻦ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ .
ﻭﺃﺳﻬﻤﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟـﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ، ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﺨﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﺮﺍﻧﺰ ﻓﺎﻧﻮﻥ « ﻣﻌﺬﺑﻮ ﺍﻷﺭﺽ » ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺝ . ﻛﺎﺑﺮﺍﻝ J.kabral « ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ » Power and Ideology .
ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﻮﺩ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺨﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻛﻲ ﺗﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺃﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ، ﻭﻛﺸﻒ ﺑﺎﻭﻟﻮ ﻓﺮﺍﻳﺮﻱ Paulo Freiri ﺯﻳﻒ ﺣﻤﻼﺕ ﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﻣﺮﻳﻜﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻘﻬﺮﻱ ﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﻟﻤﺤﻮ ﺃﻣﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻳﻞ، ﻭﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ « ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻟﻠﻜﺒﺎﺭ » ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺎﻣﺸﻴﺘﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ « ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭﻳﻦ » Pedagogy of the Oppressed
ﻭﻛﺘﺎﺏ « ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ » Education for Freedom ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻴﺘﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .
ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺎﻣﺸﻴﺘﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ . ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ « ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭﻳﻦ » Pedagogy of the Oppressed ﻭﻛﺘﺎﺏ « ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ » Education for Freedom ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻷﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻴﺘﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .
ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻓﺮﺍﻳﺮﻱ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺔ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﺧﺘﻴﺮ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻓﺨﺮﻳﺎً ﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪ ﻓﻲ ﺟﻮﻣﺘﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﺎﻳﻠﻨﺪ ﻋﺎﻡ .1990
ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ :
( ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ (
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻋﻠﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻭ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻉ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮ .
ﻭ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺼﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭﻫﻲ :
- ﺃﻥ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ،ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻣﺎ ﻳﺆﻫﻠﻬﺎ ﻟﺘﻮﺳﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﻴﺔ،ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻫﻢ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻫﻲ،ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺯ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺠﻨﺐ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻻﻳﺠﺐ ﺗﻜﺮﺍﺭﻩ،ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻭﻃﺮﺣﻬﺎ،ﻭﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺍﺕ .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻟﻨﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﺳﻂ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ :
” ﻧﺴﻖ ﻓﻜﺮﻱ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻲ ﻣﺘﺴﻖ ﺣﻮﻝ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻧﺴﺔ،ﻳﺤﻮﻱ – ﺃﻱ ﺍﻟﻨﺴﻖ – ﺇﻃﺎﺭﺍ ﺗﺼﻮﺭﻳﺎ ﻭﻣﻔﻬﻮﻣﺎﺕ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻮﺿﺢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﻨﻈﻤﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺩﺍﻟﺔ ﻭﺫﺍﺕ ﻣﻌﻨﻰ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﺮﻳﻘﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻪ،ﻭﺫﺍﺕ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺗﻨﺒﺌﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﻟﻮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﻤﻴﻤﺎﺕ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ )” )
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺻﻔﻴﺔ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ، ﻓﺈﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ – ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻮﻝ ﻫﻴﺮﺳﺖ – ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ . ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻭﺻﻒ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﺼﻒ ﻭﺗﻘﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ، ﻭﺗﻮﺟﻪ ﻭﺗﺮﺷﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ . ( )
ﻭﺗﺘﺴﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ،ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻣﺎﻳﻠﻲ :
-1 ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻭﺳﻤﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻣﺘﻤﻴﺰﺍً ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ .
-2 ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ .
-3 ﻓﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
-4 ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻳﻬﺎ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
-5 ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻷﻳﺪﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ .
-6 ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺷﺨﺼﻴﺔ .
-7 ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . - ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻟﻤﺤﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ، ﻭﻣﺎ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺳﻮﻑ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻄﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻭﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻟﻌﻞ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺎ ﻧﺘﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻫﻲ :
ﺃﻭﻻً : ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ Symbolic Interactionalism :
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔِ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ( MICRO ) ، ﻣﻨﻄﻠﻘﺔً ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﻛﻤﺪﺧﻞ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ( 1 ) . ﻓﺄﻓﻌﺎﻝُ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺗﺼﺒﺢ ﺛﺎﺑﺘﺔً ﻟﺘﺸﻜﻞ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ؛ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺗﺠﺎﻩ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ( 2 ) . ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺇﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺑُﻨﻰ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻭﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .
ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺿﻤﻨﺎ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺑﻨﻰ ﻟﻸﺩﻭﺍﺭ ﺑﻨﻔﺲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﺎﺭﺳﻮﻧﺰ Parsons ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗُﺸﻐﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ( 3 ) ، ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﺍﻟﻤﺘﺸﻜﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ، ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻬﻤﺔ، ﻫﻲ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .
ﺇﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻳﺒﺪﺃﻭﻥ ﺑﺪﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ( ﻣﻜﺎﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) . ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻢ، ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺣﻮﻝ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺼﻒ، ﺇﺫ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺣﻘﻴﻘﺔﻛﻮﻧﻬﻢ ﻣﺎﻫﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺃﻏﺒﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﻛﺴﺎﻟﻰ . ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻻﺕ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ، ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻘﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﺃﻭ ﻓﺸﻼ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺎ ( 4 ) .
ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ :
1 ) ﺟﻮﺭﺝ ﻫﺮﺑﺮﺕ ﻣﻴﺪ George H. Mead (1863-1931 ) :
ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺟﻮﺭﺝ ﻣﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ، ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝِ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ( 1931-1894 ) ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﻘﻦ، ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ( 5 ) .
ﻭﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﻟﻪ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻭﻧﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺗﻪ، ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ : ( Mind, Self and Society, 1934 ) .
ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻣﻴﺪ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ، ﻭﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻔﻴﻦ : ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ، ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ . ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆﻛﺪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺫﺍﺕ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻴﺲ ﻣﻔﺮﻭﺿﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ( 6 ) .
2 ) ﻫﺮﺑﺮﺕ ﺑﻠﻮﻣﺮ H. Blumer (1900-1986 ) :
ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺟﻮﺭﺝ ﻣﻴﺪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻭﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺭﻣﻮﺯ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ . ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺟﺰ ﻓﺮﺿﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ( 7 ) :
• ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﻥ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ .
• ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺝ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .
• ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺗﺤﻮَّﺭُ ﻭﺗﻌﺪّﻝ، ﻭﻳﺘﻢ ﺗﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ .
3 ) ﺇﺭﻓﻨﺞ ﺟﻮﻓﻤﺎﻥ ErvingGoffman (1922-1982 ) :
ﻭﻗﺪ ﻭﺟﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻣﺆﻛﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ – ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻱ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻲ – ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﺍﻹﺭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﺭ ( 8 ) .
4 ) ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺳﻊ، ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﻭﻣﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ . ﻭﻣﻨﻬﻢ :
• ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺑﺎﺭﻙ Robert Park ، (1864-1944 ) . ﻭﻭﻟﻴﻢ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺗﻮﻣﺎﺱ W. I. Thomas، (1863-1947 ) . ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ .
• ﻣﺎﻧﻔﺮﺩ ﻛﻮﻥ ManferdKuhn ، (1911-1963 ) . ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ، ﻭﻣﻦ ﺭﻭﺍﺩ ﻣﺪﺭﺳﺔ ( ﺁﻳﻮﺍ ) ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ .
• ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻴﻠﺘﺰﺭ Meltzer ، ﻭﻫﻴﺮﻣﺎﻥ Herman ، ﻭﺟﻼﺳﺮ Glaser ، ﻭﺳﺘﺮﺍﻭﺱ Sturauss ، ﻭﻏﻴﺮِﻫﻢ .
ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ :
.1 ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ :Interaction ﻭﻫﻮ ﺳﻠﺴﺔ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺑﻴﻦ ﻓﺮﺩ ﻭﻓﺮﺩ، ﺃﻭ ﻓﺮﺩ ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺔ، ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺔ .
.2 ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ :Flexibility ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻇﺮﻭﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ، ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ .
.3 ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ :Symbols ﻭﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﻄﻨﻌﺔ، ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ، ﻭﻫﻲ ﺳﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ . ﻭﺗﺸﻤﻞ ﻋﻨﺪ ﺟﻮﺭﺝ ﻣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﻋﻨﺪ ﺑﻠﻮﻣﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﻭﻋﻨﺪ ﺟﻮﻓﻤﺎﻥ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ( 9 ) .
.4 ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ Self- Consciousness : ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭ، ﻓﺎﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻧﺼﻮﺹ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻤﺜﻠﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺟﻮﻓﻤﺎﻥ ( 10 ) .
ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ :
ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻮﺭﺝ ﻏﻮﺭﻓﻴﺘﺶ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ : ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﺍﻷﻃﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ( 11 ) . ﻓﻌﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻄﺎﺕ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻭﺃﺷﻜﺎﻝِ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ، ﺛﻢ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻋﺼﺐ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ( 12 ) .
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻓﻴﻌﺮﻓﻪ ﻳﻮﻧﺞ M. Young ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ : ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻒ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ، ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﺋﻬﺎ ﻭﺇﻋﻄﺎﺋِﻬﺎ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺭﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ( 13 ) .
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﻬﺘﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻪ، ﻭﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻱ . ﻭﻳﻬﺘﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ، ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ Micro – SociologicalApproach(14 ) .
ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕُ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ :
.1 ﻧﻈﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ : ﻭﻳﻌﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛ ﻷﻥ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﻴﺲ ﻋﻤﻼ ﻓﺮﺩﻳﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ .
.2 ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ : ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻻ ﻫﺮﻣﻴﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺘﺪﺭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ؛ ﻷﻥ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺷﺮﻁ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻌﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺷﺮﻋﻴﺔ ﻟﻤﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ .
.3 ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ : ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﻮ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ( 15 ) .
.4 ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ Cultural Capital : ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ : ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ، ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺃﻭ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔِ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ :
.1 ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻳﻮﻧﺞ M. Young :
ﺍﻟﺬﻱ ﺃَﻋﻠﻦ ﻣﻮﻟﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﺎﻡ 1971 ، ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ : ( ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ) . ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻛﻠﻪ ﺑﺎﺀ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻣﺄﺧﺬ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﺍ ﻓﺤﺺ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻟﺘﺒﻴﻦ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ . ﻓﺎﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻫﻮ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ، ﻭﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ، ﻓﻴﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺗﺘﻮﻟﺪ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺧﺼﺒﺔ، ﻭﺑﺤﻮﺙ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ( 16 ) .
.2 ﺑﺮﻭﻧﺮ J. Bruner :
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﻋﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺎﺕ Back – to Basic – .Movement ﺇﺛﺮ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺑﻌﺪ ﺃﺯﻣﺔ ﺳﺒﻮﺗﻨﻴﻚ ﻋﺎﻡ 1957 ﻡ . ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ( ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱﺓ ) The Process of Education . ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ .
ﻭﻟﺐ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺑﺮﻭﻧﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﺩﺓ ﻭﺃﺧﺮﻯ . ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻣﺆﺩﺍﻫﺎ : ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻀﺨﻤﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﻭ ﺗﻘﻠﺼﺖ ( 17 ) .
.3 ﺑﻴﻴﺮ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ، ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺳﻂ ﻳﺘﻢ ﺑﻪ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ
ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ . ﻭﻳﺴﺘﻨﺪ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺮﻳﺘﻴﻦ، ﻫﻤﺎ ( 18 ) :
• ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ TheCultural Capital .
• ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ The Habitus .
ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﺗﻔﺮﺽ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ – ﻛﺄﻧﺴﺎﻕ ﺭﻣﺰﻳﺔ – ﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻝ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻝ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﻜﻞ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ( 19 ) .
.4 ﻭﻣﻦ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻛﻞ ﻣﻦ :
ﻓﻠﻮﺩ Floud ، ﻭﻫﺎﻟﺴﻲ Halsey ، ﻭﻣﺎﺭﺗﻦ .Martin
ﺗﻌﻘﻴﺐ
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ، ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻓﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺑﻠﻮﻣﺮ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﺗﺸﻐﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺸﻐﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ . ﻭﻫﺬﺍ ﺳﺒﺐ ﻭﺍﺿﺢ، ﻭﻣﺒﺮﺭ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺃﻏﻔﻠﺖ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻟﻠﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻮﻝ ﺃﻱ ﺷﺊ ﻋﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ، ﻭﺃﻥ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻐﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺻﻮﺭﺓ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ .
ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ، ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻔﺮﺩﺕ ﺑﺎﺳﻢ : ( ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ) ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ، ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﻔﻴﺔ، ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﺳﻌﺔٍ ﻛﺎﻟﻘﻬﺮ، ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ، ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ، ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .
ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﻧﻴﻞ ﻛﻴﺪﻱ Nell Keddie . ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ :
” ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ” ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﺗﻼﻣﻴﺬﻫﻢ، ، ﻭﻫﻲ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻋﻠﻢ ﺇﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .
ﺧﺎﺗﻤﺔ :
ﻳﺤﻈﻰ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻛﺒﻴﺮ، ﻛﻮﻧﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﻗﻴﻢ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺰ ﺍﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍ ﺃﻣﺜﻞ ﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، ﻣﺠﺴﺪﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ، ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺣﻀﺎﺭﻱ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ .
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ، ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ، ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻭﺣﺎﺿﺮﻩ، ﻭﻓﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ، ﻭﻓﻲ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ﻭﺃﻏﺮﺍﺿﻪ،ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻢﻉ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺩﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ، ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﻳﺮﺻﺪ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ . ﻭ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ، ﻛﺄﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ . ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﻮﺻﻒ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﻟﻸﺫﻫﺎﻥ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺣﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ؟ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﺻﻄﺪﺍﻣﻪ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺸﻬﺪﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ،ﻓﻬﻞ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻭﻫﻞ ﻧﺠﺢ ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻓﻲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺪﻡ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺶﺀ ؟ ﺃﻡ ﺻﺎﺭ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺩﺍﺓ ﻣﺴﺨﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﻃﻴﻘﺔ ﻣﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻧﻔﺲ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺸﺮﻳﺐ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ؟ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﻓﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻻﻳﻨﺘﺠﻮﻥ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﻭﻟﻴﺘﺎﺭﻳﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺒﻮﺭﺟﻮﺍﺯﻳﻮﻥ ﻻﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺳﻮﻯ ﻭﺭﺛﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻩ .
ﺍﻟﻬﻮﺍﻣﺶ
1 . ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺩ . ﻓﺎﻳﺰ ﻣﺮﺍﺩ ﺩﻧﺪﺵ
: ﻓﺎﺩﻳﺔ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺠﻮﻻﻧﻲ . ( 1997 ) ، ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ، ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ . ﺹ 215
2 ﺇﻳﺎﻥ ﻛﺮﻳﺐ . ( 1999 ) ، ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺭﺳﻮﻧﺰ ﺇﻟﻰ ﻫﺎﺑﺮﻣﺎﺱ، ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﻏﻠﻮﻡ، ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻉ ( 244 ) ، ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ
3 ﺇﻳﺎﻥ ﻛﺮﻳﺐ . ( 1999 ) ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ . ﺹ 131
:4 ﺣﻤﺪﻱ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﻤﺪ . ( 1995 ) ، ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ . ﺹ 180
:5 ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺟﻠﺒﻲ . ( 1993 ) ، ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ . ﺹ 237
.6 ﻓﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺠﻮﻻﻧﻲ . ( 1997 ) ، ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ . ﺹ 216
.7 ﺇﻳﺎﻥ ﻛﺮﻳﺐ . ( 1999 ) ، ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ . ﺹ 132
.8 ﻓﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺠﻮﻻﻧﻲ . ( 1997 ) ، ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ . ﺹ 218
.9 ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺟﻠﺒﻲ . ( 1993 ) ، ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ .
10 ﺇﻳﺎﻥ ﻛﺮﻳﺐ . ( 1999 ) ، ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ . ﺹ 135
11 ﺟﻮﺭﺝ ﻏﻮﺭﻓﻴﺘﺶ . ( 1981 ) ، ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ، ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺧﻠﻴﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﺧﻠﻴﻞ، ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ، ﺑﻴﺮﻭﺕ . ﺹ 23
12 ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﺪﻭﻱ . ( 1988 ) ، ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺟﺮﻭﺱ ﺑﺮﺱ . ﺹ 69
13 ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ . ( 1993 ) ، ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ . ﺹ 43
14 ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﺨﻴﺒﻲ . ( 2002 ) ، ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ . ﺹ 67
15 ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ . ( 1993 ) ، ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ . ﺹ 47-44
16 ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ . ( 1993 ) ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ . ﺹ 43
17 ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺳﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ . ( 1993 ) ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ . ﺹ 56
18 ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻼﻭﻱ، ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺑُﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ : ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ ﺑﻴﻴﺮ ﺑﻮﺭﺩﻭ . 125
19 ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻼﻭﻱ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ . ﺹ 127
✅ م .ن