– 8-الفلسفة والقيم

1-مادة الفلسفة

– المستوى جذع مشترك, جميع الشعب والمسالك

3-دروس الأسدس الأول

4- مجزوءة ما الفلسفة

5- الموضوع  الفلسفة والقيم

6- الأستاذ محمد بضاض

مدخل

كثيرا ما يعتقد الناظر إلى الفلسفة على أنها تفكير مجرد من قضايا مجردة، أن إلا الفلسفة ليست كذلك، فهي تلامس موضوعات أخلاقية، وسياسية، واجتماعية، ودينية، ولكن بطريقة تقوم على التأمل العقلي، في هذا الإطار نجد الفلسفة قد اهتمت ومنذ سقراط إلى يومنا هذا بالقيم الإنسانية الكبرى مثل الخير، الفضيلة، الحرية، العدالة، السلام، الحق.

  • فما هو موقف الفلسفة والفلاسفة من هذه القيم؟
  • هل الفلسفة تدعو إلى قيم الشر والعنف، والظلم والحرب؟، أم أنها تدعو إلى قيم الخير والعقل، والعدالة والسلام؟

تحليل نص من أجل سلام دائم لكانط

المفاهيم

السلام

حالة الأمة أو الشعب أو الدولة التي ليست في الحرب، ويعني أيضا العلاقات غير الصراعية وغير العدوانية بين الناس، بحيث ينعدم العنف، كما يعني الوفاق والوئام بين مجموعة بشرية تكون متقاربة أو بينها روابط معينة، وفي الاصطلاح القانوني: السلام مصطلح يستخدم في العلاقات الدولية ليشير على انعدام العدوان الدولي، مع وجود روابط للعلاقات القوية بين مجموعة من الدول.

الحرب

حالة العداء والصراع المسلح بين مجموعتين مسلحتين ومنظمتين على الأقل والتي تسفر عن معارك مسلحة والتي تؤدي إلى التخريب والدمار، وهكذا يشمل هذا المصطلح مختلف الصراعات التي تتميز بصفات محددة يمكن إجمالها في: استعمال القوة المادية والأسلحة والتكتيكات والاستراتيجيات، والتي تسفر عن موت مجندين أو مقاومين …، والتي تنتقل على المدنيين.

سؤال النص

إن هذا النص يجيب على سؤال محدد هو: هل ينبغي العمل على إذكاء نار الحروب، أم أنه ينبغي تجنبها ومنعها والدعوة إلى إقامة السلام؟

إن هذا النص يتطرق إلى إذا المساءلة عن قيمتين إنسانيتين متعارضتين هما الحرب والسلم.

بنية النص

المقارنة بين الحرب والسلام

الحربالسلم
يمكن أن تتحول على حرب إبادة
وسيلة بائسة
مرتبطة بحالة الطبيعة وغياب القانون
شريعة الغاب: حق القوة
صفة حضارية
مرتبط بحالة التمدن
داعم للقانون محمي به
قوة الحق والقانون

حجج كانط

يدعم كانط موقفه من خلال استعمال حجاج بالقيم يعلي من قيمة السلام ويرفع من شأنه ويحط من قدر نقيضه الذي هو الحرب، بل ويستعين بأساليب تدفع القارئ والمتلقي للتبخيس من سلوك طرق الحرب والعنف. يقول كانط: “الحرب ليست إلا الوسيلة البائسة …”، والحرب ترتبط بحالة الطبيعة وبحالة المدنية المتحضرة: “الحرب … يضطر الناس لللجوء إليها في حالة الطبيعة”، كما استعمل في نصه حججا منطقية من بينها على سبيل المثال: “حرب الإبادة … يمكن أن تؤدي على تدمير الطرفين”، ويمكن أن نورد هنا حججا أخرى أوردها كانط في موضع أخر من كتابه “نحو سلام دائم” تتمثل في أن التاريخ يسير نحو الأفضل وأن الغلبة ستكون في النهاية لقوى الخير وذوي القيم الإنسانية على قوى الشر والعنف، كما لم يلجأ كانط على استخدام لغة عاطفية تركز على مآسي الحروب وويلاتها بل استخدم لغة عقلية منطقية تتوافق واتجاهه العقلي النقدي، كما استعمل أسلوب المثال إبراز عدم مشروعية اللجوء إلى أساليب الخداع والمكر في حتى ظروف الحرب.

أطروحة النص

يدافع كانط عن قيمة السلام ودوره في الإعلاء من قيمة الإنسان وينبذ الحرب ويبرز مضارها وأخطارها.

إشكالية النص

أي قيم تدافع عنها الفلسفة؟

رأي صاحب النص

يرى كانط على أنه ينبغي العمل على تجنب الحروب بكل أنواعها ومنع أسبابها وأسباب تكرارها (انعدام الثقة)، إن كانط ندد أيضا بما سماه حروب الإبادة، وفي الأخير دعا كانط إلى العمل من أجل السلام الدائم.

تعليق حول النص

نستنتج من هذا النص أن كانط بدفاعه عن السلم والسلام وبنبذه للحرب، فهو يجسد لنا موقف الفيلسوف من القيم الإنسانية، إن الفلسفة تظهر كمدافع وكمناصر للسلام والعدل والحق، إنها في نفس الوقت تدين كل استعمال للقوة والعنف.

استنتاج

يعد مشروع كانط عن السلام الدائم أبرز ما كتبه في المجال السياسي، وقد تضمن ست مواد تمهيدية تصوغ الشروط السلبية للسلام، وأبرز ما ركز عليه كانط هو أن الحرب ليست ضرورة حتمية لا يمكن تجنبها، لذلك دعا أولا إلى انتظام الأمم في هيئة دولية تتولى المحافظة على السلام العالمي وهو ما تحقق فعلا في القرن العشرين حيث تم إنشاء عصبة الأمم المتحدة سنة 1919م، والمعروف أن الرئيس ولسون أحد صانعي عصبة الأمم تأثر كثيرا بكتابات كانط، والأكيد أننا لا يمكن أن نفصل بين دعوة كانط إلى سلام دائم عن فلسفته الأخلاقية والنقدية بصفة عامة.

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *