أستاذنا الدكتور محمد السيسي في ذمة الله(20/12/2020)

الأتقياء الأنقياء الأخفياء..
أيها الأحبة الفضلاء: وصلني اليوم نعي الأستاذ الدكتور سيدي محمد السايسي رئيس المجلس العلمي بمكناس، والأستاذ السابق بكلية الآداب، شعبة الدراسات الإسلامية بمكناس..
فعظم الله أجرنا وأجركم، وغفر الله للفقيد وأسكنه فسيح جناته..
وهذا الرجل أحسبه والله حسيبه من الأتقياء الأنقياء الأخفياء، ذلك أنه اشتغل بالعمل الدعوي في سن مبكرة من حياته، ولازم العلامة الدكتور تقي الدين الهلالي رحمه الله ، واستفاد منه كثيرا، وخصوصا في الجرأة في بيان الحق إذا تعين بيانه، وكان الفقيد في بداية دعوته ذا حرارة شديدة، وعاطفة إيمانية جياشة، وحرص على هداية الناس غاية، فلا يترك مجلسا ولا مناسبة ولا مقاما إلا وتكلم مع الناس بما ينفعهم ، ورزقه الله قبولا في دعوته لصدقة وإخلاصه ، ثم لما جاءت الهجمة على الصحوة الإسلامية في الثمانينات، واختلط على أصحاب الشأن التمييز بين الدعاة الصادقين والدعاة المتكسبين، أو أصحاب النوايا السياسية المعوجة.. أوذي في الله مع من أوذي ظلما وعدوانا: سجنا أو تعذيبا، وإهانة، أو فصلا من وظيفة ، أو تضيقا في عمل..
ولما خرج من هذا البلاء، اشتغل بنفسه ، وبحدود المتاح في أمته، فكان أن أسس جمعية لبناء مسجد بحي المنصور الذي كان يسكن فيه، ويعتبر من المساجد الكبيرة بمكناس ، كما كان رئيس لجمعية أبي بكر المعافري لتحفيظ القرآن وتدريس علومه..
لكنه بقي منزويا، يحمل العاطفة الإيمانية في قلبه لم تخمد رغم البلاآت الكبيرة التي مر بها، وكان الأستاذ فريد الأنصاري- رحمه الله يحترمه ويقدره، ويثني عليه كثيرا، ويعلم له هذه السابقة في الدعوة والإصلاح..
ثم لما توفي الأستاذ فريد الأنصاري، اختار المجلسُ العلمي الأعلى ووزارةُ الأوقاف هذا الرجلَ ليكون رئيسا للمجلس العلمي بمكناس ، ولقد أحسنوا صنعا بهذا الاختيار، إذ الرجل تضرر ولم يطلب جبرَ ضررٍ ؛كما فعل أولئك القوم المتكسبون ببلائهم إن صح، أضف إلى ذلك أن المكانة العالية للدكتور فريد الأنصاري لا يستطيع أحد أن يسدها إلا رجل كالدكتور السايسي: شخصٌ معرضٌ عن الدنيا وعن المناصب، قلبه سليم لجميع الناس رغم اختلاف مشاربهم الإسلامية أو العامة، لا يتدخل إلا فيما يعنيه، والأهم أنه يعمل عقائدية صادقة لا يفتأ أن يفصح عنا كما دعت إلى ذلك ضرورة..
ولقد حضرت كلماتٍ له في مناسبات رسمية؛ فالرجل لا يعرف المخادعة في القول أو المداهنة؛ بل ينطق بالحق الصرف مع غاية الحكمة والبيان في القول..

كان رحم الله نعم الأستاذ، درسنا على يديده مجزوءة المذاهب الفقهية، شعبة الدراسات الإسلامية، على مستوى كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة المولى إسماعيل، بمدينة مكناس..
فرحم الله أستاذنا الدكتور محمد السايسي رحمة واسعة ، وأسكنه الله فسيح جناته، ورزق أهله وأحبته الصبر والسلوان …آمين آمين آمين..

كيفية كتابة التقرير النفسي للحالة Rapport psychologique

كيفية كتابة التقرير النفسي للحالة Rapport psychologique

التقرير النفسي من المهام الخاص والجد مهمة في عمل الاخصائي النفساني وهو يخضع لمجموعة من الضوابط التي تنظمه.
التقرير النفسي:


ما هو إلا وصف علمي لحالة المفحوص الراهنة بهدف التعرف على جوانب التفوق أو القصور في جانب من جوانب شخصية المفحوص أو قدرة من قدراته العقلية – المعرفية ، ويعتمد ذلك الوصف على عدة محاور رئيسية منها المقابلة، الاختبارات المقننة، الاختبارات غير المقننة وسوف يتم التطرق لذلك لاحقاً، كما أن ذلك الوصف قد يكون مختصراً وقد يكون مطولا، وقد يكون وصفاً لبعد من أبعاد الشخصية أو لعدة أبعاد أو قد يكون وصفاً لقدرة من القدرات العقلية- المعرفية أو لعدة قدرات.
باختصار فان التقرير النفسي هو الناتج النهائي “Produit final” لعملية التقييم النفسي التي تهدف إلى تزويدنا بالمعلومات التي تساعدنا على تلبية حاجة المفحوص، وفهمه بشكل افضل، وفي سبيل ذلك فإننا نحتاج إلى اكثر من وسيلة، حيث هنالك اكثر من أسلوب لكتابة التقرير منها الأسلوب الأدبي “littéraire” والعلمي “scientifique” والعيادي “clinique ” وسنركز في هذه الصفحات على مزج الأسلوبين الأولين بالأسلوب الذي تختلف صياغته باختلاف الغاية أو الهدف منه فهو :
o إما يهدف تصنيف المفحوصين -كما في حالة اختبارات القدرات العقلية لاختيار الأنسب لوظيفة محددة أو لاختيار من تنطبق عليهم معايير أو شروط القبول لمؤسسة تعليمية أو تدريبية أو تأهيلية
o إما يهدف إلى تشخيص حالة المفحوص – كما في تشخيص الاضطرابات النفسية أو العقلية أو تشخيص الإصابات أو الاضطرابات العصبية.

والحقيقة أن هنالك اختلاف حول استخدام المصطلحات أو اللغة الفنيةlangage techniqueأو استخدام اللغة غير الفنية langage non technique عند كتابة التقرير النفسي فكتابة تقرير موجه إلى مختص في علم النفس تختلف عنها عند توجيهه إلى معلم أو أخصائي اجتماعي أو إلى طبيب أمراض نفسية أو طبيب أمراض عصبية ، كما إنها تختلف بدرجة اكبر عندما يكون التقرير موجهاً إلى مسؤول إداري أو جهة أمنية أو هيئة قضائية، وفي جميع الأحوال فان لغة التقرير يجب أن يراعى فيها الخلفية العلمية للشخص الذي سوف يوجه إليه، وبشكل عام فانه من المهم أن تكون لغة التقرير مبسطة وواضحة تصف السلوك المقاس أو الملاحظ بشكل مفهوم وغير غامض بحيث لا يمكن إساءة فهمه أو تفسيره من قبل الآخرين.

المحاور الأساسية التي ترتكز عليها كتابة التقرير النفسي:
أولا: البيانات الشخصية ” des informations d’identification”.
o اسم المفحوص
o تاريخ الميلاد
o العنوان
o رقم الهاتف
o الحالة الاجتماعية
o اسم الفاحص
o تاريخ الفحص
o جهة الإحالة.

ثانياً: سبب الإحالة “raison de l’aiguillage “:
عادة يتضمن طلب الإحالة: “question renvoi “
o وصف مختصر لحالة المفحوص بما في ذلك وصف المشكلة الراهنة
o السبب أو الأسباب العامة لطلب تقييم المفحوص.
والحقيقة أن بعض طلبات الإحالة إلى الأخصائي النفسي تكون طلبات مبالغ في عموميتها “فضفاضة” حيث تفتقد إلى الدقة والتحديد، مثل العبارة التالية: يحال إلى الأخصائي النفسي للتقييم النفسي. (؟
ومن أمثلة الإحالة الدقيقة التالي:
o لتقييم القدرات العقلية “الذكاء”: تقييم روتيني، الشك في تدني مستوى قدراته المعرفية، أو تفوقها.
o للتشخيص التمييزي أو التفريقي. “diagnostic différentiel “: مثلا للتفريق بين ما إذا العجز عائد إلى أسباب نفسية “Psychologique” أو أسباب عضوية “BIO”.
o . لتقييم طبيعة ومدى تلف المخ “Dommages cérébraux”.
o لتقييم ملاءمة المفحوص للعلاج النفسي، والصعوبات المحتمل مواجهتها معه.
o لتقييم ملاءمة المفحوص لمهنة معينة.
وعلى هذا فان على الفاحص عند كتابه التقرير- كتابة سبب الإحالة كما ورد في نموج جهة طلب الإحالة، على أن يركز في تقريره النفسي على إجابة الطلب باختصار مع التنبه إلى إن تكون التوصيات ذات علاقة بمشكلة أو معاناة المريض.

ثالثاً : المعلومات الأولية “Informations d’arrière-plan”:
o التاريخ المرضي”بإيجاز”
o محاولات الانتحار
o حالة الانتباه
o العلاج العقاقيري الذي يتناوله المفحوص وأثاره الجانبية.
o الفحوصات الطبية والعصبية “مثلا: “CT & IRM” التي خضع لها المفحوص ونتائجها “بإيجاز”
o الشكوى الرئيسية “يتم عرض الشكوى الرئيسية بشكل مختصر، في حدود عبارة إلى ثلاث عبارات”.

رابعا: المقابلة “ENTRETIEN AVEC LE PATIENT”:
عادة تكون المقابلة مع المريض أو المفحوص نفسه، وفي بعض الأحيان يتم الاستعانة بأحد أو بعض أفراد أسرته، وفي جميع الأحوال فان المقابلة يجب أن تكون واضحة الأهداف ومحددة الأبعاد،وتعتمد بدرجة كبيرة على فنيات مهنية، أي أنها ليست استجوابيه بل استقصائية، ويمكن تلخيص الأبعاد التي يتم التركيز عليها أثناء المقابلة في النقاط التالية:-
o المظهر والسلوك”Apparence et comportement”: مثل الهندام ونظافة الملابس، اللغة التعبيرية للوجه -غير معبر أو جامد، متناقض التعابير-. الحركات اللا إرادية للأصابع واليدين، وضعية الجلوس-متحفز، مسترخي-، طريقة الكلام-عدم الطلاقة “disfluidité”، عسر التلفظ “dysarthrie”- ، فهم المحادثة، الابتسامة -تلقائية، مصطنعة- المهارة الاجتماعية “اللباقة”، المؤشرات السلوكية للقلق أو الاكتئاب، الحركة أثناء المقابلة وجلسة القياس _كثير الحركة، متجمد في المعقد الخ…….- (حسب ملاحظة الفاحص)، ويمكن استخدام قائمة الاتجاهات والسلوك المرفقة.
o الاهتداء “Orientation”: تعيين أو معرفة الزمان و المكان، وكذلك الوعي بالأحداث الاجتماعية الراهنة. ( يعتمد على سؤال الفاحص)
o تاريخ المشكلة أو المشكلات الراهنة “Historique du problème présentant”: (بإيجاز) بدايتها، وحدتها، تأثيرها على حياة المفحوص العملية والأسرية والاجتماعية، أساليب علاجها، فعالية علاجها، مضاعفاتها محاولة انتحار ……. (حسب سرد المفحوص)
o المشكلات المعرفية “problèmes cognitifs Subjective”: مثل نسيان محتوي المحادثات أو نسيان المواعيد (ذاكرة)، أو نسيان أين وضع المفاتيح أو الكتاب الخ……، (ذاكرة) عدم القدرة على التركيز على مسلسل تلفزيون أو فيلم (انتباه). استخدام المذكرات بشكل مستمر للتذكير بالمواعيد، والمناسبات الاجتماعية، الاعتماد على الأسرة والأصدقاء في التذكير والانتباه، مشاكل الاستيعاب والتعبير اللفظي عن النفس والمفاهيم (فهم). (من وجهة نظر المفحوص)
o الحالة المزاجية الراهنة “Récent état d’humeur”: الاكتئاب مستمر متقطع، الروح المعنوية “esprit”، الأفكار الانتحارية والنية “intention sérieuse”. القلق أو التوتر هل هو حالة أو سمة، طرق التغلب عليه أو التكيف أو التعامل معه. نوبات الهلع أو الفزع “crises de panique”. المخاوف. النوم، وقت الاستيقاظ. الشهية -شراهة،جيدة، مفقودة-. (حسب رأي المفحوص)
o محتوى التفكير والإدراك”Pensée contenu et perception”: اعتقاد أو أفكار المفحوص عن نفسه أثناء فترة المعاناة من الاضطراب النفسي -قبيح، عديم الفائدة، ممل، غبي الخ……- وهل تسبب إزعاج دائما له أو بعض الأحيان، وهل يدرك أنها أفكار مضخمه (حسب رأي المفحوص). هل هنالك مؤشرات لوجود أفكار أو أعراض وسواسية قهرية أو اضطراب نفسي أو عقلي (من وجهة نظر الفاحص)
o التاريخ الطب نفسي السابق “antécédents psychiatriques”: يعتمد فيه على التقرير الطب نفسي المرفق عادة مع نموذج الإحالة- كما يتم استقصاء بعض المعلومات عن الحالة النفسية والعقلية للمفحوص مثل بداية الاضطراب وسبب أو أسباب حدوثه وما نتج عنه والأحداث المرتبطة به والمحاولات العلاجية السابقة عددها -مراجعة عادات خارجية، تنويم- والنتائج الإيجابية لتلك المحاولات -مثلا التحسن ومدته- الآثار السلبية -مثلا: الأعراض الجانبية للعقاقير النفسية أو الصدمات الكهربائية- (حسب سرد المفحوص)
o التاريخ الجنائي “histoire légale”: هل سبق تحذيره، إيقافه، سجنه. وما إذا كان ذلك بسبب اضطرابه، أو أن اضطرابه كان نتيجة لتلك الخبرة. (حسب معلومات المفحوص)
o الجوانب الأسرية والشخصية “Famille et personnelle”: هل عانى أو يعانى أحد والديه من مرض عضوي مزمن، آو أزمات قلبية، أو اضطراب نفسي أو عقلي الخ…… الحالة الصحية الراهنة للوالدين، الأخوان، الأخوات، الأبناء، الزوج، الزوجة. فترة الطفولة -سعيدة أو تعيسة- وهل حدث خلالها أمراض، نوع العلاقة الأسرية -جيدة، سيئة ومع مَن مِن أفرادها- مع من يسكن، الطموحات. (حسب معلومات المفحوص)
o العادات الضارة “Des habitudes”: التدخين-عدد السجائر التي يدخنها يوميا ، الكحول -يوميا، أسبوعيا، أحيانا- المخدرات، نوعها -حشيش، هروين، عقار هلوسة “LSD”، طريقة وعدد مرات الاستخدام.
o التعليم”Éducation”: مستوي التحصيل الدراسي في كل مرحلة دراسية -الابتدائية، المتوسطة، الثانوية الخ……- السن عند الحصول على كل شهادة تعليمية. تأثير الاضطراب أو المرض على المستوي الدراسي أو على الاستمرار أو الانقطاع عن الدراسة.
o المهنة “Occupation”: مدة سنوات الخبرة في كل وظيفة. ومدى تأثير الاضطراب على أداءه الوظيفي. الوظيفة الراهنة و الدخل و مدى تلبيته لمتطلبات المفحوص الحياتية .

رابعاً: نتائج الاختبارات النفسية أو القدرات العقلية.
دائماً يتم تطبيق اكثر من مقياس أو اختبار. ويعتمد عددها ونوعها على سبب الإحالة وحالة المفحوص، ويضاف إليها ما توفر لدى الفاحص من مقاييس واختبارات مناسبة لكل مفحوص.
ا-الاختبارات المقننة (TEST NORMALISÉ):
من المهم هنا مراعاة النقاط التالية:
o تعرض نتائج كل مقياس أو اختبار كل على حدة، معتمدا على الدرجات المعيارية -التي يعتمد عليها في تفسير النتائج- وليس الدرجات الخام.
o إعطاء فكرة موجزة عن نوعية المقياس أو الاختبار. -أي هل هو اختبار لفظي أو أدائي، هل هو اختبار ذكاء أو اختبار ذاكرة أو شخصية الخ……-.
o يتم تصنيف الدرجة التي حصل عليها المفحوص -مثلاً: الدرجة التي حصل عليها تضعه ضمن فئة المتوسط أو فوق المتوسط الخ…- مقارنة بمن هم في سنه ومستواه التعليمي وجنسه.
وللتوضيح سوف يتم عرض نتائج بعض المقياس والاختبارات التي تم تطبيقها على مفحوص عمره 32 سنة، وذلك علي النحو التالي:
…………………………………………………………………………………………………………….
اختبار رافن للمصفوفات المتتابعة:
الدرجة_الاختبار الفرعي
12___________
I
9 __ II
7 __ III
9 __ IV
2 __ V
39______________ المجموع
الدرجة المعيارية لنفس المجموعة العمرية =40.
هذا اختبار غير لفظي يقيس الذكاء العام، والدرجة التي حصل عليها المفحوص تضعه ضمن النصف الأدنى من فئة المتوسط.
…………………………………………………………………………………………………………..
اختبار وكسلر للذاكرة المنطقية:
الأداء_ الدرجة المتوقعة الدرجة المحرزة التباين
الاستدعاء المباشر__23,2_________15____________8,2 الاستدعاء بعد 30 دقيقة_____20,5_________11____________9,5 يقيس هذا الاختبار القدرة على تذكر القصة . وتعتبر الدرجات التي حصل عليها المفحوص في الاستدعاء المباشر أو المؤجل دون المتوسط ولكنها تظل ضمن حدود المتوسط بالنسبة لمجموعة العمرية والتعليمية. …………………………………………………………………………………………………………. اختبار بنتون للذاكرة البصرية: الأداء_ عدد الإجابات الصحيحةالأخطاء المتوقعة_ الأخطاء_ التباين
النسخ _
7/11 _ 0 _____3_________0 عرض بعد 10 ثواني (استدعاء مباشر)______1/10____________5,1___ 18_______ 12,9
يتضمن هذا الاختبار نسخ عدد من التصاميم الهندسية. ويتضح أن الدرجة على النسخ تقع عند الحد الأدنى من المتوسط “العادي”، في حين أن درجة الاستدعاء أظهرت عجز المفحوص قياسا بالمجموعة العمرية والتعليمية التي ينتمي إليها.
…………………………………………………………………………………………………………
ب- الاختبارات غير المقننة :
عادة يتم تطبيق هذا النوع من الاختبارات -التي يعتمد على مهارة الفاحص- على المفحوصين المحولين للتقييم النفس عصبي .
وتتضمن هذه الاختبارات ما يلي:
التناسق أو التآزر (COORDINATION)
التوجه أو الإدراك -الأيمن الأيسر-
التعرف باللمس، التعرف بالإصبع
المجال البصري.

خامساً: التعليق على الأداء في الاختبارات.

  1. مستوى الذكاء العام: الحديث بإيجاز عن مستوى ذكاء المفحوص بناءاً على أداءه في اختبارات الذكاء وما إذا كان هنالك تدهور في قدراته العقلية من خلال حساب معامل التدهور العقلي في مقياس وكسلر لذكاء الراشدين مثلاً، وما إذا هنالك مؤشرات على وجود اضطراب نفس أو عقلي من خلال حساب معاملات التشتت، مع محاولة الربط بين نسبة ذكائه ومستواه التعليمي.
  2. الشخصية: التطرق لنتائج اختبارات الشخصية وماذا كان هنالك مؤشرات على وجود اضطراب نفسي أو عقلي من خلال الصفحة النفسية لمقياس MMPI مثلاً، أو مقياس بك للاكتئاب الخ ……
  3. الذاكرة والتعلم: التطرق لمستوى ذاكرة المفحوص مع التميز بين أداءه على الاختبارات التي تقيس الذاكرة قصيرة المدى والاختبارات التي تقيس الذاكرة بعيدة المدى “المرجعية” كما يتم التطرق للتعلم اللفظي واثر النسيان.
  4. الوظائف البصرية.
  5. الصورة الجسمية.
  6. الوظائف النفس حركية -من خلال متابعة أداء المفحوص على المقاييس-.
  7. اللغة التعبيرية والاستقبالية.

سادسا: الاستنتاج النهائي.
بناء على الربط بين الشواهد المستخلصة من ما سبق يلخص الفاحص إلى بعض المؤشرات التي تفترض وجود اضطراب محدد من عدمه، أو قصور في وظيفة معرفية أو قدرة عقلية من عدمه، مع اقتراح بعض التوصيات المتعلقة بما يمكن أن يقدم له من خدمات تعليمية أو علاجية أو تأهيلية. وتبنى تلك المقترحات على تفسير النتائج المتوفرة من التقييم الشامل.
كما قد يقترح الفاحص طلب إعادة التقييم النفسي بعد فترة زمنية معينة خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بإلحاق المفحوص بمهنة معينة أو برنامج دراسي أو تدريبي أو عندما يترتب عليه قرار من جهة أمنية أو هيئة قضائية.
هذا تصور عام عن كيفية كتابة التقرير النفسي، ولكن يجب التنبه إلى انه ليس من الضروري التقيد بجميع المحاور السابقة الذكر في جميع الحالات.

الافاق المهنية لتخصص علم النفس بالمغرب، مستوى ماستر (تخصص معين سواء عيادي او اجتماعي او عصبي…)

-ستصبح أخصائي نفسي : psychologue

-تشتغل في مستشفيات ادا نجحتي في الكونكور لي غيتحط.كمتصرف

-تشتغل مع الجمعيات المختصة بالإعاقات (جميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة) كأخصائي نفسي.

-فتح عيادة خاصة بيك

-العمل مع احدى المراكز (الثقافية والاجتماعية وغيرها)

-العمل مع مراكز البحت العلمي

-اخصائي في الارشاد والتوجيه

-استاذ جامعي باحدى الجامعات في حالة الدكتوراه

-اطار بوزارة الشباب والرياضة

-صحفي مختص بالخطاب السياسي

-او وزير في حال الانخراط بالمجال السياسي كل شيء ممكن.

باش تقرى ماستر كتحتاج اجازة وكتدفع دوز كونكور

-ماستر علك النفس الاكلينيكي (فاس)
-كاين ماستر علم النفس العصبي (فاس)
-ماستر متخصص علم نفس المدرسي (مراكش)
-ماستر علم النفس الاكلينيكي (الرباط)و (المحمدية) احيانا
-ماستر علم النفس الاجتماعي والاعاقة (محمدية) تم غلقه هذه السنة.
-ماستر علم النفس الاجتماعي النمو والتتنظيمات (الرباط)
-ماستر علم النفس الشغل (الرباط)

وبعض ماسترات تابعة لاجازة علم النفس لكن ليس اطار اخصائي نفسي.
-ك ماستر التربية وادماج الشباب والاطفال في وضعية صعبة (رباط)
-ماستر حماية الطفولة ومساندة الاسرة بالمعهد الملكي لتكوين اطر الشبيبة…
-ماستر التربية والتنشيط في مجال الطفولة بالمعهد الملكي لتكوين الشبيبة (مكناس)

-ماسترات خاصة في مونديابوليس والجامعة الدولية -او ماستر قنيطرة او كازا لكن مدفوع وغير معترف به.

(كما انه ممكن يتفتح او يتغلق شي ماستر حسب الطلب)

® الاجازة في علم نفس تخول إليك :

-تدفع الماسترات المتاحين..
-تدفع التعليم الثانوي تخصص الفلسفة او الابتدائي
-اجازة مهنية كمربي متخصص
-اجازة مهنية كتدريس الفلسفة
-مربي او مربي قائد بمديرية السجون
-مرشد نفسي باحدى الجمعيات او المراكز
-او مربي باحدى المركز لاصحاب الاعاقة
-اطر اجتماعية وتربوية في الاكاديميات

-ضابط او مفتش شرطة او أمن.

الانتقاء الأولى بين القبول والرفض

عندما نقول ان المعدل العام ليس معيارا للانتقاء في سلك الماستر،لا نقل ذلك حسدا او غيرة أو ضغينة في أنفسنا،بل قلنا ذلك حرقة على الظلم الذي يتعرض له البعض دون الآخر،طالب حاصل على معدل لا بأس به في هذه الكلية-الكلية المتعددة التخصصات آسفي على سبيل المثال-قد يكون اقوى من طالب آخر في جامعة اخرى تتساهل في التنقيط و حاصل على معدل مرتفع،هنا لا نريد الخوض في الحديث عن اولئك الذين يحملون المحافظ للاساتذة و يمسحون لهم مكاتبهم من الغبار و يضعون لهم قنينات مياه صغيرة أمامهم،او الذين يستعملون طرقا ملتوية..و نتمنى ألا يحملوا أوزارهم عنهم يوم القيامة..فهؤلاء اصبح أمرهم مفضوحا و مكشوفا للجميع..نحن نتحدث عن الشرفاء و اللاعدل بينهم و اختلال ميزان العدل عندهم.و حتى يكون العدل و فلسفة الحق حاضرين في الولوج لسلك الماستر،لا بد من السماح للجميع للمنافسة في المباراة دون استثناء،و لا بد أن يكون مفهوم التناقس الشريف حاضرا كذلك،لكيلا يفرح الظالمون بظلمهم و يستاء المظلومون من غيهم،و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون…

الجذاذة التربوية،بين التخطيط والتطبيق

📌الجذاذة: قول ثان:

⚘لنتفق قبل البدء:⚘
———————
هذا المقال ليس حديثا في الحلال والحرام.. ولا في الجائز والممنوع.. بل هو خطأ أو شيء قريب من الصواب..!

دأب كثير من المشتغلين في مجال التربية والتكوين على تشبيه الوثائق التربوية للأستاذ بوثائق السيارة التي لا يمكن تصور القيادة بدونها.. هذا التشبيه يستضمر – عند كثيرين للأسف الشديد جِدا أو مزاحا- نظرة منزعجة من هذه الوثائق، ومتوجسة ممن يطلبها للمراقبة..

نحن ننسحب بهذا التشبيه خارج الممارسة التربوية، لنلج عالم الرقابة الزجرية المترصدة للمخالفة وما تقتضيه من عقوبة.

ولا يخفى أن نصيب الجذاذة من هذا الموقف المتوجس/ المنزعج من الوثائق التربوية كبير وافر.. لأنها الوثيقة التي تستهلك معظم الجهد والوقت في الإعداد، وتستنفر أكثر الأسئلة حول العائد والجدوى في التوظيف.

✍** 1** إلماعات نظرية:

📌1- المفهوم:

  الجذاذة: هي وثيقة / دليل مادي ملموس يعكس اشتغال المدرس بعمليات تخطيطية منظمة بهدف إعداد أنشطة الدرس المزمع إنجازه، وفق مكونات وعناصر محددة تغطي تدخلات الفاعليْن الأساسييْن (المدرس والمتعلم) وأعمالَ كل منهما لبلوغ غاية تعليمية/ تعلمية محددة.

📌2- الضوابط:

 هذا الإعداد / التخطيط – ليحقق غايته المفترضة- ينبغي أن يكون منسجا وجملة شروط وضوابط، منها:

⚘· التوجيهات والبرامج: المؤطرة لعملية تدريس مادة معينة ضمن سلك / شعبة/ مسلك.. محدد.

⚘· الوضعية البيداغوجية التي يستهدفها هذا التخطيط حماية لعمل المدرس من الانحراف الواعي أو العفوي.. ( وضعية بناء – وضعية تقويم- وضعية دعم…)

⚘· مراعاة الإيقاعات المتفاوتة لجماعة الفصل، أملا في تفريد المسارات التعلمية ليحظى كل متعلم بفرصته كاملة في بناء تعلماته.. تفاديا للخسائر التي تتراكم على جنبات الدرس لتتحول إلى إعاقة مزمنة.

📌3- الأبعاد:

وكل جذاذة يعدها المدرس فهي تكشف قدراته على تمثل وتفعيل الأبعاد الآتية:

⚘· بعد معرفي يشي بمدى تمكنه من المادة المعرفية (التكوين الأساس) التي يسعى إلى إقدار متعلميه على إدراكها.

⚘· بعد منهجي: يُرى في الخطاطة الديداكتيكية التي يهتدي المدرس بخطواتها في الإنجاز.

⚘· بعد تربوي أخلاقي: يؤكد الأستاذ من خلاله على يقظة ضميره المهني الذي يدفعه إلى التحضير الواعي، والتخطيط القاصد عوض الانسياق وراء العشوائية والعبث.

⚘· بعد تعاقدي بين المدرس والمتعلم: يتبادل فيه الطرفان احترام بنوده بالإعداد الجيد للحصة المشتركة بينهما.. كل من موقعه، وبحسب دوره..

⚘· بعد قانوني: إذ يعتبر التخطيط والتوثيق التربويين من واجبات المدرس المؤطرة بعدد من الموجهات والنصوص القانونية، منها:

  • المذكرة 255 بتاري 23/12/81
  • المذكرة 85 بتاريخ 9 مارس 1981
  • المذكرة 86 بتاريخ 29 ماي 1986
  • المذكرة 14 بسنة 1993

📌4- المواصفات:

 الوعي بالقضايا السابقة يوجه المدرس حتما إلى الاشتغال على جذاذة تستجيب لجملة من المواصفات والخصائص:

⚘· مواصفات بيداغوجية: تعكس الاختيار البيداغوجي المعول عليه في بناء التعلمات.. ومما يلاحظ في السياق التخطيطي الحاضر: ارتهان الجذاذات للمداخل البيداغوجية السابقة (المحتويات – الأهداف)، مع ضعف واضح في تجسيد مدخل الكفايات على مفاصلها ومحتوياتها..

⚘· مواصفات منهجية: تجعل العمل التخطيطي مستجيبا لخصوصية اللحظة التدريسية، متفاعلا مع فسيفساء الجماعة المتعلمة.. فالجذاذة ينبغي أن تظهر عليها معالم منهجية كالوظيفية والتدرج والمرونة والتكامل.. عوض الاحتفاء المتورم بالمضامين والمحتويات..

⚘· مواصفات شكلية: لا تعني تنميط الأشكال، ونسخ النماذج والعكوف المستمر على الهياكل القديمة.. بقدر ما تصبو بالاجتهادات الشخصية للمدرسين إلى إخراج الجذاذة وفق معايير فنية وجمالية تنسجم والغايات التربوية في هذا السياق.

✍** 2** أسئلة الواقع:

مع هذه الإلماعات النظرية الموجزة أسناد فلسفية وتربوية يستند إليها المدرس هو بصدد بناء جذاذته لتحصينها من مزالق الخل.. غير أن مشاكل الجذاذة لم تكن في معظمها مرتبطة بهذا البسط النظري، بقدر ما يقع الاشتباك المتجدد بينها وبين الممارسة الصفية داخل فصول الدراسة.. مما يجعل الاجتهاد في ردم الهوة وتجسير المسافة بين المرجعيات النظرية والواقع العملي أمرا مطلوبا بحيوية وراهنية.

📌1- سؤال التمثلات:

تحاصر الجذاذةَ وفعاليتَها مجموعةٌ من التمثلات السلبية التي يتقاسمها التربويون بصور متقاربة..

⚘· عند فريق واسع: هي وثيقة يمكن تصنيفها ضمن الفائض عن الحاجة، أو هي الترف الذي لا عمل تحته.. فيكفي أن يجمع المدرس شتاتَ درسه في خريطة ذهنية واضحة تترسخ مع التكرار والإعادة، ليشعر باستغنائه الكلي عن الجذاذة.. ويصبح الحديثُ عن دورها ووظيفيتها لغوا لا يُلتفت إليه.

⚘· عند فريق أوسع: لا تعدو أن تكون وثيقة رسمية للمراقبة فقط.. إنها وثيقة معدة للمراقب التربوي، وليس للمتعلم ابتداء ولا انتهاء.. ووفق هذا التمثل يمكن ذر الرماد في عين هذا المراقب ” بما تيسر”..

⚘· عند فئة محدودة: هي وثيقة مهمة ومفيدة، ويمكن تجشم عناء إعدادها.. خاصة في السنوات الأولى من الالتحاق بالمهنة.. لكن هذا الفريق يعاني الأمرين في ما يخص الاستمرار على هذه القناعة، وتجديد العدة الوثيقية في كل موسم دراسي.. لذلك يخبو صوت هذا الفريق مع توالي سنوات العمل.. ويركن إلى ملف جاهز متكامل تواجه به السنوات الموالية.

في الضفة الأخرى، فإن عددا من أطر الإدارة والتأطير قد يغالون في تقدير هذه الوثيقة، ويعتبرونها الفيصل بين الجد والتهاون.. ولربما غفلوا عن مظاهر خلل أكبر تعصف بعناصر جوهرية في الإنجاز الصفي.. ليتضخم في تقويمهم جانب الوثائق على حساب مجموعة من عناصر الإنجاز الأخرى..

📌2- سؤال الممارسة:

من صلب هذه التمثلات تتولد مجموعة من ردود أفعال نحو هذه الوثيقة:

⚘· بشكل واسع تمت الاستعاضة عنها عند عدد كبير من التربويين بملخصات الدروس التي تقتصر على المحتويات دون بقية المفاصل الحيوية الأخرى للجذاذة.

⚘· تدوير عدد هائل من الجذاذات المتدفقة على شبكة الأنترنيت.. حيث ينتفي الحرج من تبنيها وملء ملف الجذاذات بها ترقبا لأي طارئ مراقب.. ولا بأس في بعض الأحيان من إدخال تعديلات التبني على رأسية الوثيقة.

وقد أُحدثت لهذه الغاية مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء المقررات والكتب المدرسية، والمستويات المختلفة.. فيجد فيها كل باحث ضالته وبغيته..

⚘· والحل الثالث عند فئة أخرى هو تجاهل هذه الوثيقة كليا، ومواجهة من يطالب بها من هيئة الإدارة أو التأطير والمراقبة بالاعتذار عن إعدادها، أو بسرديات طويلة عن عدم جدواها..

أمام هذه التمثلات الذهنية والممارسات العملية التي أضحت معها الجذاذة بلا معنى ولا فائدة، يتحتم التفكير والعمل لإبداع صيغ جديدة لهذا الإعداد المادي، ليستعيد التخطيط وظيفته البيداغوجية، ومفعوله التربوي.

✍3- ورشة عمل: حلول أولية:

في انتظار عمل تجديدي مؤسسي يروم إعادة النظر في هذه الوثيقة البيداغوجية، ويجند الباحثين والممارسين التربويين لبناء صيغ تخطيطية ذات عائد مرتفع.. فإننا في المنطقة التربوية “القلعة” بمديرية قلعة السراغنة عزمنا على الاشتغال على مفصلين حيويين من هذا الورش، أملا في لفت الانتباه إلى راهنية وأهمية هذا الجانب من الممارسة الصفية للمدرسين.

📌1- المفصل الكمي: حيث نروم توفير حزمة كبيرة من هذه الجذاذات، تعين المدرس على الاشتغال بطمأنينة نفسية تدفع عنه الحرج عند انعدامها، واستعداد ديداكتيكي مناسب يسترشد بها.

📌2- المفصل النوعي: ببث روح التجديد في بناء الجذاذة.. ولو بملامح بسيطة تفتح المجال أمام الراغبين في اقتحام هذا التحدي..

بهذين المحورين، سعينا إلى بناء بنك من الجذاذات التربوية لفائدة أساتذة اللغة العربية بالسلكين الإعدادي والتأهيلي، من خلال الخطوات الآتية:

📌1- التأسيس لهذا الجهد التوثيقي بأسناد نظرية تم فيها التأكيد على حيوية الكفايات التخطيطية والتوثيقية في عمل المدرسين.. وتعبئة مواردهم العلمية والعملية لإرساء خلفيات نظرية وتربوية وقانونية محكمة تستهدف تحصين الجذاذة من مظاهر الانحراف المذكورة سابقا.

📌2- الاهتداء بجملة من المواصفات البيداغوجية للجذاذات المزمع بناؤها، مع التركيز على جدتها وأصالتها ووظيفيتها واستجابتها قدر الإمكان لمدخل الكفايات.. مع الانتباه إلى المقومات المنهجية التي تضمن استعمالها وتقوم مردوديتها.

📌3- تكوين فرق عمل على شكل ورشات، اشتغلت على توزيع الجذاذات، وفق توافق يراعي جملة من العناصر التقنية منها: إنجاز جذاذات المستوى المدرَس، التنوع بين الشعب والأسلاك، المحدودية في العدد المسند، زمن الإنجاز، تغطية كافة المستويات والمكونات..

📌4- تجميع الجذاذات المنجزة وتنسيقها في ملفات جامعة يتم تقاسمها بين جميع المدرسين في المنطقة..

إن هذه الجهد التربوي – إلى جانب الهدفين الكبيرين أعلاه- يستهدف أيضا:

⚘· تقريب وجهات الاشتغال بين المدرسين بالمنطقة، بما يحمي عملنا من الشرود والتناقض على مستوى إعداد هذه الوثيقة.. خاصة ما يرتبط بمعالمها الحيوية الكبرى.

⚘· ترسيخ ثقافة العمل الجماعي التعاوني عوض الاكتفاء بمحاورة الذات في أحقاق مغلقة..

⚘· ترسيخ فكر التشارك والتقاسم بين السادة الأساتذة، بما يحفزنا على مواجهة إشكالات أخرى..

وفي الوقت نفسه فإن عملا بهذا الشكل لا يعني تنميط الأداءات الصفية التي يُفترض فيها حتما التنوع والغنى، والاستجابة لخصوصيات السياق المختلفة.. ولا يغلق الباب أمام اجتهادات السادة الأساتذة لمزيد تطوير هذه الوثيقة.. استعدادا ليوم قريب ينفتح فيه هذا الورش البيداغوجي وطنيا لنرتقي به إلى رف قضايا الإصلاح في منجزنا التعليمي داخل المدرسة المغربية.

محمد شهبون
مفتش تربوي بمديرية قلعة السراغنة⚘⚘⚘

فلسطين أرض وقف إسلامي

فلسطين أرض وقف إسلامي، لا يجوز التنازل عن شبر منها لصالح الاحتلال الصهيوني اليهودي. وإن طبع المطبعون وهرول المهرولون!!

لنكن صرحاء: اتخاذ قرار التطبيع دون الرجوع إلى الشعب ولا الحكومة ينافي الأعراف الديمقراطية. سكوت الحكومة (أشباه الإسلاميين) ذل وهوان. استجداء الاعتراف بالصحراء من ترامب المنتهية ولايته غباء سياسي.

الدفاع عن القضية الوطنية من خلال الاعتراف بمغتصب حق الغير منطق أعوج. والصهاينة عدو استراتيجي وعقائدي… التطبيع خيانة بكل المقاييس لا يبررها
شيء. ولا نامت أعين الجبناء.

سيسجل التاريخ أن التطبيع مع دولة إسرائيل 🇮🇱 🇲🇦 تم تحت رئاسة الحكومة الإسلاموية المغربية برئاسة العدالة والتنمية، والذي وقع إتفاقية إستئناف العلاقات الديبلوماسية(التطبيع)، الأمين العام للحزب د. سعدالدين العثماني، الذين طالما صدعوا رؤوسنا بالدفاع عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى.. فقد بانت فضيحتكم أمام الملأ حيث ظهر زيف شعاراتكم وادعاءاتكم…

السياسة لا دين لها بمعنى أنها لا تلتزم بمبدأ او قواعد دينية فالقضية الفلسطينية ظلت و لا زالت قضية شعب و قضية رأي عام و ليست قضية حكومات. فالمغرب عمل من أجل مصالحه الدبلوماسية و السياسية من أجل استقلال أراضيه و ربما قد اجتنب الكثير من الصراعات التي ربما قد تكلفه كثير من موارد المالية و البشرية.
عندما نقول أن ترامب اعترف بمغربية الصحراء فإننا نتحدث عن اعتراف دبلوماسي لأمريكا ككل و ليست متمثل في شخص واحد سواء كان ترامب او شخص آخر فإن الاعتراف يضل ساري المفعول..

مجزوءة الإنسان:ملخص دروس الوعي واللاوعي,الرغبة,واللغة

1-مادة الفلسفة
2-المستوى الأولى باكالوريا
3-دروس الأسدس الأول
4-مجزوءة الإنسان
5-الموضوع المحور 1- مفهوم الوعي واللاوعي
6-الأستاذ محمد بضاض
تحلیل نص سيكموند فروید: فرضیة اللاشعور
إشكال النص
 ما هي العلاقة الموجودة بین الوعي و اللاوعي ؟
 ومن منهما یتحكم في الحیاة النفسیة للإنسان ؟
أطروحة النص
یعطي فروید الأسبقیة لللاشعور واللاوعي في تفسیر الأنشطة الصادرة عن الجهاز النفسي، فالجزء الأكبر في هذا الجهاز تحتله الدوافع الللاشعوریة التي تقف وراء معظم أفعال الإنسان وإبداعاته الفكریة والفنیة.
البنیة المفاهیمیة للنص
مكونات الجهاز النفسي حسب فروید:
الهو
 هو أصل الجهاز النفسي.
 یمثل الرغبات الغریزیة التي تهدف إلى تحقیق اللّذة الحسیة.
 لاعقلي، لاشعوري و لا منطقي .
 لا زماني ولا مكاني .
الأنا
 ینشأ عن اصطدام رغبات الهو بالواقع
 یمثل منطقة الصراع في الجهاز النفسي، حیث یقوم بوظیفة أساسیة هي التوفیق بین الرغبات اللامعقولیة للهو والأوامر المثالیة للأنا الأعلى.
 یمثل مبدأ الواقع.
الأنا الأعلى
 یمثل مبدأ المثال.
 یمثل القیم الأخلاقیة العلیا (الضمیر الأخلاقي).
 ینشأ عن تقمص الطفل للأوامر العلیا لوالدیه أو لمن یعتبرهم قدوة بالنسبة إلیه.
الشعور
هو معرفة مباشرة بالحالات النفسیة، ومجال الشعور هو مجموع العواطف والأفكار والصور التي تؤسس الحیاة العقلیة لكل فرد.
اللاشعور
هو جانب عمیق في الحیاة النفسیة یتكون من المیولات والرغبات المكبوتة، والتي تعبر عن نفسها في الأحلام و النكت وزلات القلم وفلتات اللسان .
الحلم
هو تعبیر رمزي عن رغبات لاشعوریة یصعب تحقیقها في الواقع نظرا لرقابة الأنا والأنا الأعلى، فیحتال علیهما الهو لیلا أو نهارا لكي یحقق رغباته .
اللیبیدو
هو الطاقة النفسیة المتعلقة بالغرائز الجنسیة، كما یقصد فروید باللیبیدو “الرغبة الجنسیة المتجهة نحو الموضوع“.
عقدة أودیب
تتلخص في حب الطفل لأمه وكرهه لأبیه، ویسمي فروید هذه الحالة بعقدة أودیب نسبة إلى الملك أودیب الذي روت الأسطورة الیونانیة أنه قتل أباه من غیر علم منه، فلما علم الحقیقة فقأعینیه حزنا و كمدا .
البنیة الحجاجیة للنص
دافع فروید عن أطروحته القائلة بأن اللاشعور هو أساس الحیاة النفسیة بالإعتماد على الأسالیب الحجاجیة التالیة:
 أسلوب المقارنة: إذا ما قارنا الشعور واللاشعور على مستوى الحیاة النفسیة سنجد أن الحیز الأكبر منها تمثله منطقة اللاشعور، بینما لا تمثل منطقة الشعور إلا الجزء الضئیل.
 أسلوب المثال: یتجلى في مثال الحلم الذي یعبر عن الرغبات اللاشعوریة التي تفصح عن نفسها بكیفیة مقنعة و مرموزة، وأیضا مثال الهستیریا التي هي عبارة عن اضطرابات عصابیة تعبر عن دوافع لاشعوریة وجنسیة.
الأدوات اللغویة / المنطقیة وظائفها الحجاجیة
لا نبالغ …
أن نفترض …
فأما و قد …
إننا لن نعزوها إلى … بل إلى… رفض الأطروحة النقیض التي ترتكز على الشعور في تفسیر
الحیاة النفسیة .
طرح الفرضیة/ الأطروحة القائلة بأن اللاشعور هو أساس
الحیاة النفسیة .
الإشارة إلى الدراسات النفسیة التي تؤكد على أهمیة الحلم
و علاقته
بالدوافع اللاشعوریة.
الوقائع التي تظهر في الحلم لا یجب فهمها كما تظهر فیه،
بل یجب اعتبارها تعبیرا عن رغبات لاشعوریة.

یقول فروید: “الأحلام هي الطریق الملكي إلى اللاشعور“، ویقول أیضا: “إن الفوضى الظاهرة في الحلم لیست إلا شیئا ظاهریا لا یلبث أن یختفي حینما نمعن النظر في الحلم“ .
تحلیل نص ألان
إشكال النص
مالذي یتحكم في أفكار الإنسان وسلوكاته الشعور أم اللاشعور؟
أطروحة النص
یرفض ألان فكرة فروید القائلة بأن اللاشعور هو الذي یتحكم في الذات، ویقول على العكس من ذلك أن أفكارنا و سلوكاتنا هي نتائج للوعي، أي لذات فاعلة ومتكلمة.
مفاهیم النص
العلیة
هي المبدأ القائل بأن لكل حادث سبب أدى إلى حدوثه، و جعله على هذه الكیفیة ولیس على كیفیة أخرى. حسب أرسطو هناك أربع علل ضروریة من أجل إیجاد شیئا ما (مثلا صنع كرسي):
 العلة الفاعلة: النجار
 العلة المادیة: الخشب
 العلة الصوریة: شكل الكرسي
 العلة الغائیة: الجلوس
الرمزیة
هي ظهور وقائع الحلم في شكل رموز وعلامات مخالفة للوقائع الحقیقیة على مستوى الواقع.
الذات الفاعلة
هي العقل الواعي المتحكم في أفكار الإنسان وسلوكاته.
حجاج النص
یعتمد صاحب النص على أسلوبي السجال ونقد مفهوم اللاشعور كما قدمه علم النفس الفرویدي:
صعوبة فهم وتحدید اللاشعوري .
 لفظ اللاشعور هو من نسج خیال فروید، إنه شخصیة أسطوریة.
 لا یمكن القول بأن الغریزة لاشعوریة، والسبب هو أنه لا یوجد أمامها شعور حیواني تتمظهر من خلاله، وهذا یعني أن كل وعي أو شعور هو عقلي ومفكر فیه من قبل العقل الواعي.
 اعتبر ألان أن علامات الأحلام عادیة ویمكن تفسیرها انطلاقا من نظام رمزي سهل، وهذا بخلاف فروید الذي یذهب إلى أن الأحلام ذات رمزیة ملتویة ومعقدة.
 یرفض ألان أن یكون اللاشعور أنا آخر، بل إن كل أفكارنا وسلوكاتنا هي نتاج لإرادة صادرة عن الذات الواعیة الفاعلة والمتحكمة.
خلاصة تركیبیة
لقد تم اعتبار الإنسان في الفلسفة حیوانا ناطقا، وتم اعتبار أن الوعي هو السمة الأساسیة الممیزة له عن باقي الكائنات. هكذا فالوعي عند الفلاسفة كدیكارت وسارتر وألان هو المصدر أو الأساس الذي تنبني علیه كل الحقائق، فسلوكات الإنسان و أفكاره صادرة عن الوعي، غیر أن أبحاث فروید في مجال علم النفس أدت إلى اكتشاف اللاوعي أو اللاشعور، بحیث ثم اعتباره أساس الحیاة النفسیة وأنه یحتل الحیز الأكبر في الجهاز النفسي، وما الوعي سوى الجزء الضئیل الذي یتواجد على سطح هذا الجهاز، واعتبر فروید أن معظم سلوكات الإنسان وأشكال وعیه بذاته وبالعالم صادرة عن دوافع لاشعوریة تجد تجلیاتها في الأحلام والنكت وفلتات اللسان، وفي الإبداعات الفنیة والأمراض النفسیة.
1-مادة الفلسفة
2-المستوى الأولى باكالوريا
3-دروس الأسدس الأول
4-مجزوءة الإنسان
5-الموضوع المحور 2-مفهوم الرغبة
6-الأستاذ محمد بضاض

إشكال المحور
كیف تتفاعل الرغبة والإرادة في الإنسان؟
تحلیل نص إرنست بلوك
إشكال النص
 كیف تتحدد علاقة الرغبة بكل من الأمل والإرادة؟
 وكیف یمكن التمییز بین الأمل والإرادة؟
 وهل الإرادة رغبة قابلة للتنفیذ؟
أطروحة النص
یمیز إرنست بلوك بین سلبیة الرغبة حینما تقترن بمجرد الأمل، وبین إیجابیتها حینما تقترن بالإرادة. فالأمل یجعل الرغبة حبیسة الخیال وغیر معقولة أحیانا، في حین توفر الإرادة للرغبة شروط وعناصر التحقق الفعلي على أرض الواقع، كما تجعلها معقولة في ذاتها. إن الإرادة إذن هي رغبة قابلة للتنفیذ.
البنیة المفاهیمیة للنص
الرغبة ↔ الأمل: حینما تقترن الرغبة بالأمل تظل بعیدة عن العمل والنشاط الفعلي، وتبقى في حدود التمني والحلم.
الرغبة ↔ الإرادة: تأجج الرغبة من حماس الإرادة وتمثل طاقة نفسیة لتحریكها، بینما تجعل الإرادة الرغبة قابلة للتنفیذ وتوفر لها أسباب التحقق والإنجاز الفعلیین.
الأمل ↔ الإرادة: الأمل سلبي ویرتبط بالخیال والتمني كما لا یكون معقولا أحیانا، بینما الإرادة إیجابیة وتتضمن العمل والنشاط الواقعي.
یقول فولكیي: “تعني الإرادة ملكة یملكها الكائن المفكر من أجل أن یقرر فعل شيء وفق أسباب مختلفة، الشيء الذي یفترض الوعي والتأمل”. ← تتمیز الإرادة إذن بعنصرین أساسیین هما المعقولیة والواقعیة، فهي تفترض عنصر العقل والوعي مما یجعلها خاصیة إنسانیة، كما تتطلب الأسباب والشروط الكفیلة بتحقیقها على أرض الواقع.
الأسالیب الحجاجیة
اعتمد صاحب النص على أسلوبین حجاجیین رئیسیین من أجل التمییز بین الأمل والإرادة:
أسلوب المثال
وقد قدم صاحب النص ثلاثة أمثلة رئیسیة:
 مثال الشخص الذي یتمنى أن یكون الطقس جمیلا غدا: وقد أراد إرنست بلوك أن یوضح من خلال هذا المثال طبیعة الأمل، وكیف أنه یظل في نطاق التمني ولا یتحقق واقعیا.
 مثال الشخص الذي یتمنى عودة میت إلى الحیاة: أراد صاحب النص أن یوضح لنا في هذا المثال لامعقولیة الأمل.
 مثال لأناس ضعاف الشخصیة أو مترددین ومتخاذلین: فهؤلاء ذوو آمال وتمنیات، لكن تنقصهم الإرادة. فالغرض من هذا المثال إذن هو التمییز بین الأمل والإرادة، إذ یظل الأول حبیس التمني والخیال، بینما ترقى الثانیة إلى مستوى الواقع والتحقق الفعلي.
أسلوب المقارنة
حیث نجد في الفقرة الأخیرة مقارنة بین الأمل والإرادة یمكن توضیحها كما یلي:
خصائص الأمل خصائص الإرادة
الكثرة
انعدام الوسائل
الطول
الخیال
رغبة غیر قابلة للتنفیذ
إیقاع بطيء
رغبة غیر محددة بدقة
رغبات غیر معقولة في الغالب القلة
توفر الوسائل
القصر
الواقع
رغبة قابلة للتنفیذ
إیقاع سریع
رغبة محددة بدقة
رغبات معقولة

یتبین من خلال الجدول الاختلافات الموجودة بین الأمل والإرادة في مجموعة من الخصائص التي تمیزهما. ففي الوقت الذي نجد أن الآمال كثیرة، فإنه لا یتحقق منها إلا القلیل، كما قد تطول فترة الأمل لأنها غیر محددة بدقة من جهة، ولأن الإیقاع الذي تتحرك فیه سعیا نحو التحقق هو إیقاع بطيء، في حین أن إیقاع الإرادة سریع لأنها تحقق هدفها في وقت وجیز، والسبب في ذلك هو أن الإرادة توفر لنفسها الأسباب والوسائل الضروریة لإنجاز الفعل وتحقیقه على أرض الواقع، في حین تغیب تلك الوسائل والأسباب في الأمل وتظل الرغبات المقترنة به راقدة وحبیسة الخیال.
1-مادة الفلسفة
2-المستوى الأولى باكالوريا
3-دروس الأسدس الأول
4-مجزوءة الإنسان
5-الموضوع المحور 3-مفهوم اللغة (شعبة الآداب والعلوم الإنسانية)
6-الأستاذ محمد بضاض

إطار الدرس
يعتبر مفهوم اللغة من بين أهم المفاهيم التي إنشغلت بها الفلسفة المعاصرة واللسانيات وكذلك بعض العلوم الإنسانية مثل علم النفس اللغوي وعلم الاجتماع، وهكذا فإن مقاربتنا لهذا المفهوم ستخضع لمقاربة فلسفية وأخرى علمية.
من الدلالات إلى الإشكالية
الدلالة العامة
في هذه الدلالة ترتبط اللغة بالكلام إذ يقول عامة الناس فلان يتكلم اللغة العربية أو الفرنسية… إذا تمعنا في هذا التعريف لن نستطيع التمييز بين اللغة والكلام. فهل اللغة هي الكلام، أم تتجاوزه إلى أشياء أخرى ؟ هذا ما سنعرفه من خلال دلالتين اللغوية والفلسفية.
الدلالة اللغوية
يقول إبن منضور عن اللغة “أصوات يعبر بها قوم عن أغراضه”، لنحلل هذا التعريف:
يحصر هذا التعريف اللغة في الأصوات وهذا يعين أن الأصوات كلام، الشيء الذي يجعل إبن منضور لايخرج عن الدلالة العامية التي تربط اللغة بالكلام. إن إعتبار اللغة أصوات يجعلنا نطرح تساؤلين: كيف يتواصل الحدواليك إذا إختزلنا اللغة في الكلام والصوت؟ بمعنى آخر هل الأصوات هي الوسيلة الوحيدة للتواصل والتعبير ؟ (الحيوانات لها أصوات، فهل معنى هذا أن لها لغة ؟)، نضيف إلى هذه الاستنتاجات خلاصة أخرى ترتبط بالوظيفة النجيرية للغة، الشيء الذي يدفعنا إلى طرح التساؤل التالي: أليست هناك وظائف أخرى للغة غير التعبير كمثل الإخفاء – الكذب… ؟
يجعل التعريف السالف الذكر اللغة مرتبطة بقوم معين الشيء الذي يدفع إلى التساؤل إن كانت هناك لغة كونية ؟
الدلالة الفلسفية
كل هذه الأمثلة السابقة تبين بوضوح المغالطات والتناقضات التي تقع فيها الدلالة اللغوية، مما يفرض علينا الأنتقال إلى الدلالة الفلسفية . يقول لا لونك أن للغة معنيان، معنى خاص ومعنى عام. معنى خاص : وظيفة التعبير الكلامي عن الفكر داخليا وخارجيا. معنى عام: ذلك وكل نسق من العلامات يمكن أن يتخذ وسيلة للتواصل”.
إستنتاج
نستنتج من هذا التعريف أن اللغة بالمعنى الخاص تتقابل مع الكلام واللسان، باعتبار الكلام نوعا من اللغة وليس كلها واللسان خاص بمجتمع معين، أما اللغة فهي مشتركة بين البشر.
من خلال هذه الاستنتاجات يمكن إستخلاص الإشكالية الفلسفية لدرس اللغة، نحملها على الشكل التالي: إذا كانت اللغة حسب لا لند تعبر عن الفكر أفلا يمكن أن نقول العكس، أنها تؤدي إلى الأخطاء والكذب أكثر من الكشف والتعبير ؟ ثم ماهي علاقتها بالفكر والأشياء (الواقع) ؟ واذا كانت اللغة علامات صوتية والحيوانات لها أصوات، فهل معنى ذلك أنها تشترك مع الانسان في إمتلاك اللغة ؟ أم أن اللغة تبقى خاصية إنسانية ؟ ما طبيعة العلامة والرمز اللسانيات وما علاقتهما بالمعنى والدلالة ؟ هل اللغة تعبر عن الواقع أم عن الفكر ؟ وهل يمكن تصور فكر في إستقلال عن اللغة ؟ كيف تؤدي اللغة وظيفة التواصل ؟.
اللغة الانسانية واللغة الحيوانية: تحليل نص “الكلام خاصية للإنسان”
مقدمة
مثل هذا النص وجهة النظر العقلانية حول إشكالية اللغة الإنسانية والحيوانية، وقد إنطلق في هذا النص من التساؤل التالي: هل يمكن إعتبار اللغة قاسما مشتركا بين الانسان والحيوان ؟ بمعنى آخر هل الحيوان قادر عن الكلام كما هو الشأن بالنسبة للإنسان. واذا كان الجواب بالنفي فما الذي يفسر قدرة الإنسان على الكلام. هل يرجع ذلك إلى العقل أم إلى الغريزة.
موقف ديكارت
لايخرج جواب ديكارت على هذه التساؤلات خارج إطار فلسفية العقلانية التي تجعل من العقل أساس تصوره إشكالية اللغة، وبناء عليه يؤكد ديكارت أن اللغة خاصية تقتصر على الإنسان ولا وجود للغة بهذا المعنى لذى الحيوان، ويفسر ديكارت ذلك، أي قدرة الانسان على الكلام بإمتلاكه العقل مهما كانت درجة هذا العقل من البساطة، حتى ولو كان هذا الإنسان يفتقر لجهاز النطق فإنه قادر على التعبير والتواصل كما هو حال الصم والبكم. أما ما تردده بعض الحيوانات مثل العقعق والببغاء من كلام فيعتبره ديكارت مجرد إنفعالات غريزية وإستجابات آلية لا تعكس وعيه بما يقول، وبالتالي فإن اللغة خاصة بالإنسان دونه والحيوان.
وقد اعتمد ديكارت في دفاعه عن موقفه (أطروحته) هاته إعتمادا على منهجية إستدلالية أو حجاجية تنبني على المقارنة بين الإنسان والحيوان فيما يتعلق بإشكالية اللغة، وقد قدم في هذا الإطار مجموعة من الأمثلة المدعمة والموضحة لأطروحته (كالصم والبكم والعقعق والببغاء)، كما وظف الروابط المنطقية (هما – حنين وبالعكس ولكنها – أي في حين) والهدف من كل هذا هو الوصول إلى الخلاصة التالية وهي أن الكلام خاصية إنسانية فقط نظرا لإمتلاك الانسان للعقل.
الموقف اللساني
يؤثر هذا التصور الفلسفي نتائج الدراسات اللسانية المعاصرة، إذ يؤكد بناء على دراسات العالم الألماني لأشكال التواصل لدى النحل حدد فيها ثلاث خصائص للغة الإنسانية وهي :
 الإرتكاز على الصوت.
 تحرر العلامة أو الرمز من الموضوع الخارجي.
 قابلية الكلام البشري للتفكيك إلى وحدات لغوية وصوتية دالة وأخرى غير دالة قابلة للتأليف واعادة التأليف إلى مالا نهاية.
وبناء على هذه الخاصية الثالثة تستخلص خاصية رابعة هي التمفصل المزدوج، ولتوضيح هذه الخاصية يميز نوعين من الوحدات اللغوية:
 الشوينقان: وهي وحدات لغوية دالة تقبل التجزئة إلى وحدات أصغر غير دالة وهي ما يسمى بالكلمات (كوثر).
 الفويمات: وهي وحدات صوتية غير دالة لاتقبل التجزئة مثل الحروف ويتمثل التمفصل المزدوج في المثال التالي، ستذهب كوثر.

  1. المفصل الأول : وهو الذي يكون بين المونيمات والكلمات، وحينما نغير موقع الكلمة أو حذفها ونستبدلها بأخرى بتغير كلمة المعنى وهذا ما يسمى بالتأليف واعادة التأليف بين المونيمات لإنتاج دلالات جديدة : س + قد + ذهب + كوثر. نحذف ذهب ونستبدلها بكلمة أتى.
  2. المنفصل الثاني : وهو الذي يكون بين الحروف أو الفونسيان حيث إذا غيرنا مواقعنا داخل الكلمة (المونيمة) أو إذا إستبدلناها بأخرى فتعطي معنى جديد مثل : كل ملك – لك.
    خلاصة
    هكذا يكون بمقدور الانسان أن ينتج مالا نهاية من العبارات والكلمات ومن تم من الدلالات والمعاني من عدد محدود من الوحدات اللغوية البسيطة، هذا ويعتبر أن العلامة والزمن نتاج للنشاط العقلي للإنسان حيث يتخذها وسائط رمزية تمثيلية تربط بشكل غير مباشر بين الفكر والواقع. وتمكن الانسان من التحرر من سلطة الواقع المادي بواسطة ذلك النظام الرمزي الذي يتشكل من: علوم – فلسفات – بيانات – فنون – أساطير… وهكذا يكون الانسان عبارة عن حيوان رامز لايدرك الواقع ولا يتواصل مع الآخرين إلا من خلال أنساق رمزية. وكلما تقدم هذا النسق الرمزي إلا وتوارى الواقع إلى الوراء ليعيش الانسان وجها لوجه أمام الفكر كبعد آخر من أبعاد الواقع حيث يجد نفسه أمام نظام رمزي لا يحيل مباشرة على الواقع الخارجي، وانما يحيل على
    تصور أو فكرة. ذلك أن الأفكار هي العمل الطبيعية للأشياء، أما العلامات والرموز اللسانية فهي علامات للأفكار، فكيف تنشأ الدلالة والمعنى ؟ كيف تنشأ الدلالة والرمز اللسانيات ؟ وماعلاقتهما بالأشياء والموضوعات.
    تحليل نص هيكل Hegel
    مقدمة
    يمثل النص الذي بين أيدينا وجهة النظر العقلانية الجدلية حول إشكالية العلامة والرمز اللسانيات فما هي العلامة وماهو الرمز ؟ وما هو الفرق بينهما ؟ وما هي علاقتها بالأشياء والفكر ؟ .
    عرض
    يعطي هيكل في هذا النص معنيان للعلامة، معنى عام حيث يكون للرمز والعلامة لنفس المعنى، ومعنى خاص حيث يكون لهما معنيان متناقضان. وهكذا يعتبر هيكل أن العلاقة بين الدال والمدلول في العلامة الخاصة هي علاقة إعتباطية، نتيجة المواضعة والاتفاق، فالعلاقة هنا غريبة وعرضية إذ ليس هناك أي قاسم مشترك بين الدال والمدلول اللهم ما إصطلح عليه الناس. لكن في المقابل نجد أن العلاقة بين الدال والمدلول في العلامة الخاصة التي تكون الرمز هي علاقة طبيعية فهي ليست علامة إعتباطية ولا محايدة، بل إنهما يشتركان في بعض الخصائص مع أنهما يختلفان في أخرى، فتطابقهما ليس كاملا ولا تاما بل هو تطابق جزءي والا لما كان الرمز رمزا.
    وقد قسم هيكل نصه هذا إلى قسمين (فقرتين) تبتدأ الفقرة الأولى من بداية النص الأمة مثلا، حاول من خلالها أن يحلل إشكالية العلامة، أما الفقرة الثانية فتبدأ من الأمر مختلف إلى نهاية النص تطرق فيها إلى إشكالية الرمز.
    وقد دافع عن موقفه من العلامة والرمز إعتمادا على أسلوب التمثيل حيث قدم مجموعة من الأمثلة الملموسة كالألوان التي تدل على أمة من الأمم أما في الرمز فقد قدم مثال الأسد والثعلب والدائرة موظفا في هذا الإطار أسلوب المقارنة والتقابل بين العلامة من جهة والرمز من جهة أخرى، مستعملا مجموعة من الروابط المنطقية مثل : غير – بين – إنما – هكذا – ذلك… كما إستعمل أسلوب النفي لايتلان والاستثناء ولكن ..بل والتأكيد إن وكذلك الاستنتاج وهكذا… وهكذا تنتهي مع هيكل إلى أن العلامة إعتباطية بينما الرمز علامة طبيعية.
    لكن هل يمكن إعتبار جميع العلامات ذات بعد إعتباطي متفق عليه ؟ ألا نجد بعض العلامات تحاكي الطبيعية مثل كلمة دقيق – حرير – نافذة…؟ .
    في مقابل أطروحة هيكل حول العلامة يعتبر أفلاطون العلاقة بين الدال والمدلول طبيعية وليست إعتباطية إذ يرى أن لكل شيء علامة أو إسما منسوبا إليه بصورة طبيعية وأن هذا الإسم ليس مصدره الانفاق ولكن الطبيعة هي التي منحت للأسماء معانيها، وأن كل شيء يأخذ إسمه من الطبيعة من خلال المحاكاة وتقليدها، وأن المشرع الذي يستطيع محاكاة الطبيعة هو المؤهل في نظر هيكل لتجزئ الصورة في الحروف والمقاطع اللسانية. وهكذا فإن الكلمات والأسماء تحاكي أصوات الطبيعة مثل حرير المياه، لفيف الأشجار.
    خاتمة
    في هذا النص نرى أن هناك علاقة تعارضية بين هيكل وأفلاطون في إعطاء مفهوم العلامة والرمز فكل حسب مايراه، فهيكل يرى أن العلامة لاترتبط بالطبيعة عكس أفلاطون الذي يراها محاكاة للطبيعة.
    اللغة – الفكر – التواصل – السلطة
    تمهيد
    من تطرق في هذا المحور إلى دراسة طبيعة العلاقة بين اللغة والفكر من جهة والسلطة من جهة ثانية، ثم وظائف اللغة، فإذا علمنا أن لكل من اللغة والفكر طبيعتان متناقضتان فكيف يمكن الحديث عن العلاقة بينهما ؟ بمعنى آخر ماهي طبيعة العلاقة بين اللغة والفكر ؟ هل هما منفصلان أم متصلان ؟ هل الفكر سابق عن اللغة أم مستقل عنها .؟ أم أنها أساسا الفكر ومنتجة ؟
    الأطروحة الميتاويزيفية
    تقول بأسبقية الفكر عن اللغة واستقلاله عنها ويتبناها كل من أفلاطون – ديكارت – برجسون.
    موقف أفلاطون
    إذا كانت المعرفة حسب أفلاطون تذكر والجهل نسيان، فإن الأفكار تكون موجودة في أعماق النفس ينبغي فقط تذكرها بواسطة التأمل العقلي، وعليه فاللغة حسب أفلاطون لاتصنع الفكر لأنه سابق في وجوده عليها وما ينبغي القيام به هو تذكر من أجل معرفته، فالفكر هنا صورة توجد في عالم المثل أما اللغة فهي في العالم نفسه عالم الحلال والأوهام.
    موقف ديكارت
    إنطلاقا من “أنا أفكر إذا أنا موجود” يعتبر ديكارت الفكر جوهر روحي مستقل خاصيته الوحيدة هي التفكير أما اللغة بإعتبارها أصوات فهي جوهر ممتد، ومن تم فاللغة والفكر حسب ديكارت من طبيعتين متناقضين هو روحي وهي مادية وبالتالي فالفكر مستقل عن اللغة و منفصل عنها.
    موقف هنري برجسون
    يرى برجسون أن لغة العقل التي تقوم علم التقسيم والتجزئ والقياس والتكمين تبقى عاجزة عن التعبير عن الفكر وادراك الأيمومة النفسية التي لانفردها إلا بالحدس، خصوصا ما يتعلق بالتجارب الروحية والاشراقات الصوفية حيث تبدو هذه التجارب أغنى وأوسع من اللغة العادية التي رغم أنها مكنت الانسان من السيطرة على الطبيعة وتحريره من سلطة الأشياء فإنها تبقى في نطاق التجارب السطحية في حالات الوعي والشعور.
    الأطروحة العلمية (اللسانية)
    على عكس التصور التقريبي لعلاقة اللغة بالفكر يعتبر هذا الفيلسوف أن الفكر بدون لغة ليس سوف كتلة عديمة الشكل غير متميزة لا فواحل فيها ولا وحدات، إنه ليس سوى غماء وشديد ليس فيه شيء محدد، وهو مضطر لكي يزول عن عمائه إلى الاستعانة باللغة من أجل التمييز بين فكرتين ومعنيين بصورة واضحة، فاللغة هي التي تضع تقسيمات وتفصل بين الوحدات لكي تتضح الأفكار وتتمايز، وهكذا ليس هناك فكر سابق عن اللغة ومنفصل عنها. ومن أجل البرهنة على هذه الأطروحة قدم هذا الفيلسوف مجموعة من الأمثلة وقد شبهها بنسمة ريح هبت على صهريج ماء فادت إلى جعل سطح الماء ينقسم إلى تقسيمات وتموجات، فهذه التموجات هي التي تعطينا فكرة عن علاقة اللغة بالفكر، كما قدم مثالا آخر شبه فيه علاقة اللغة بالفكر بوجهي الورقة النقدية، فالوجه هو الفكر والمظهر هو اللغة، ولا يمكن أن نحدث قطعا في وجه الورقة دون أن نقطع ظهرها في نفس الوقت. وهكذا لايمكن تصور فكر بمجزل عن اللغة بل هما متداخلات كل منهما محتوى الآخر.
    تحليل نص “الفكر والكلام”
    مقدمة
    نعتبر النص الذي بين أيدينا أحد النماذج الفلسفية، التي تحاول التفكير في إشكالية اللغة والفكر وطبيعة العلاقة التي تجمعهما، من الناحية الفينومونولوجية، وبناء عليه يمكن طرح الإشكالية التالية :
     ماهي طبيعة العلاقة بين الكلام والفكر ؟
     هل يمكن أن يكون الكلام مجرد علامة للفكر ؟
     هل يمكن أن نقبل أن تكون علاقة الكلام بالفكر علاقة إنفصال ؟
     ألا يمكن على العكس من ذلك أن يكون الكلام هو جسد الفكر وحضوره ؟
    التحليل
    يؤكد ميرلوبونين في هذا النص أن علاقة اللغة بالفكر لا يمكن أن تكون إلا علاقة إتصال واحتواء متبادل لأنهما يتكونان في آن واحد، وهكذا فهو يرفض الموقف الكلاسيكي لعلاقة اللغة بالفكر، والذي يجعل الكلام مجرد علامة منفصلة عن ما تدل عليه. بمعنى آخر ينفي ميرلوبونتي أن يكون الكلام مجرد لباس أو غلاف للفكر لأن الكلام هو جسد الفكر وشعاره، فما يجعل الفكر يحصر إلى العالم الخارجي هذا الكلام إذ لا وجود لفكر خارج الكلمات والعلامات. وحتى التفكير الصامت الذي قد يوحي بانفصال اللغة عن الفكر في نظره كلام مهموس وبالتالي فالفكر ليس داخليا والكلام ليس شيئا خارجيا بل إنهما مظهران لوحدة اللغة مع الفكر.
    وقد إتخذ النص أسلوبا حجاجيا سجاليا بين موقفين متعارضين الأول يمثل التيار الكلاسيكي وهو الذي استهل به نصه ثم يتلوه مباشرة بموقفه الخاص مستعملا في ذلك مجموعة من الآليات الحجاجية، تعتمد بالخصوص على النفي (أليس – فلا – لا يحتل) أو الاستثناء (إلا) في محاولة لنفي الموقف الكلاسيكي. ثم تعتمد على آلية التأكيد للدفاع عن موقفه الخاص (إن – لابدء بل – خيران… كما إستعمل المنطق الشرطي دون أن ينسى توظيف تقنية نفسه (الصمت صحيح الكلام) الاستبطان لملاحظة التفكير الصامت الذي يبدو أنه تفكير لا يخلو من كلام ولو أن هذا الكلام غير مسموع. وفي هذا الإطار يمكن إستحضار تصور اللسانيات المعاصرة ممثلة في رائدها دي سوسي الذي يشبه علاقة اللغة بالفكر بوجهي الورقة النقدية… أو يشبه علاقة اللغة بالفكر بعلاقة الرياح بسطح الماء.
    هذه الأمثلة تؤكد على إتحاد اللغة بالفكر بحيث لايمكن تصور فكر بدون لغة. لكن ألا نجد في بعض الأحيان أن اللغة عاجزة عن التعبير عن الفكر ؟ أليست الطبيعة متناقضة لكل من الكلام والفكر سببا في إنفصالهما ؟ .
    المناقشة
    نجيب عن السؤال الأول : يؤكد برجسون (للرجوع إلى الدرس) بينما يذهب ديكارت في نفس إتجاه برجسون بناء على تناقض خصائص كل من اللغة والفكر….
    اللغة والتواصل
    تمهيد
    إذا كانت اللغة أداة للتعبير عن الفكر فهي أيضا عنصر للتواصل الاجتماعي، فلا مجتمع بدون لغة، كما أنه ليس هناك مجتمع بدون تواصل، فكيف يتحقق هذا التواصل ؟ هل في إطار من الوضوح والشفافية ؟ أم أن عملية التواصل هي عملية غير بريئة يشوبها الكذب والاخفاء ؟
    أطروحة رومان جاكوبسون
    تعتبر اللغة في النظرية التواصلية لجاكوبسون أداة تبليغ للمعرفة والأفكار والمشاعر والمعلومات في إطار من الوضوح والشفافية بشرط توفر العناصر التالية:
     السياق
     المرسل
     الرسالة
     المرسل إليه
    لكن هذه الوظيفة التواصلية للغة باعتبارها علاقة نقل خبر أو معلومات وأن هذه المعلومات هي بالتعريف تظهر على نحو صريح مكشوف أمام المتلقي قد أضحت موضع تساؤل من طرف اللسانيين أنفسهم، فهل تكون اللغة أداة شفافة وبريئة تمكن من نقل الأخبار بهذا الوضوح والشفافية ؟ ألا يمكن أن نقول العكس، أن اللغة أداة إخفاء وكتمان وكذب ؟
    أطروحة ديكرو
    يرى ديكرو أن العلاقات بين الذوات لاترتد إلى التواصل بمعناه الضيق، وانما تندرج تحت طائلة من العلاقات البشرية لا يصبح فيها اللسان أداة تواصل فقط، وانما إطار مؤسسا تقوم عليه تلك العلاقات، لايصبح اللسان شرطا للحياة الاجتماعية فقط وانما بمطالها، يحقد معها براءته، وشفافيته، هذا ما تؤكده التجربة اليومية، ذلك أن اللغة ليست وسيطا نزيها وشفافا بين الدوان المتخاطبة بل كثيرا ما تنقلب إلى آلية للإخفاء والكتمان، أو التظاهر بالإخفاء بواسطة آلية
    الاخصار، تتحول معها اللغة إلى قواعد لعب يومي لا بالمعنى السطحي للكلمة وانما كاستراتيجية تعتمد الحساب والتقدير المسبقين للنتائج، لايتحمل معها المتكلم مسؤولية النطاق بها. تعود ضرورة الاخمار هذه في العلاقات الاجتماعية إلى مجموعة من المحرمات اللغوية والدينية والاجتماعية والثقافية والى عوامل نفسية لاشعورية أو شعورية، ولاتقف هذه الإكراهات عند هذا الحد بل هناك إكراهات والزامات أخرى تفرض سلطتها على المتكلم تسمى بالإكراهات اللسانية، فما هي هذه الاكراهات ؟ وكيف تفرض اللغة تسيطرتها على المتكلم ؟ .
    اللغة والسلطة
    أطروحات رولان بارت
    يرى رولان بارت أن كل إنسان هو عبارة عن تصنيف قمتي يتحدد بالالزام والاكراه والارغام أكثر مما يتحدد بالمستحسن والمباح، وهكذا فالمتكلم ملزم باحترام قواعد معينة، ملزم باستعمال إما المذكر أو المؤنث، ملزم بتمييز ذاته عن الغير باستعمال ضمير المخاطب أنت أو أنتم، وهكذا فالفرد لايتكلم حسب إرادته ولكن سبقا لما تريده وتحدده القوانين اللسانية، لذلك تتجاوز اللغة في نظر رولان بارت وظيفة التبليغ والتواصل لتصبح أداة للسلطة والايضاح والارغام، وعليه يعتقد رولان بارت أنه ما أن ينطق الانسان حتى ينخرط في خدمة سلطة معينة، التي تجبر الأفراد على إنتاج خطابات تبعا لقواعد محددة سلفا.
    وهكذا يميز رولان بارت بين نمطين من السلطة في اللغة، تجعل المتكلم سيدا وعبدا في نفس الوقت، سيد من حيث الطابع الالكاتي التوكيلي للغة الذي تجعله ينصت ما يقوله. وعبدا من حيث الطابع القطيعي للتكرار. هكذا نخلص مع رولان بارت أن لا حرية إلا خارج اللغة، وبما أن اللغة لا خارج لها فلا محيل لنا عنها إلا عن طريق المستحيل.

لمن فرط في القرآن، ليتنى لم انشغل إلا بالقرآن !

قال سفيان الثوري : « ليتني كنت اقتصرت على القرآن » .

ابن تيمية : « وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن » .

سفيان بن عيينة : « والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله ، فمَن أحب القرآن؛ فقد أحب الله ، افقهوا ما يقال لكم » .

ابن مسعود : « إذا أردتم العلم ؛ فانثروا القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين » .

قال أبو هريرة: « إن البيت الذى يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين ، وإن البيت الذي لايتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين ».

قال الاعمش : « ومما رفعني الله به القرآن » .

قال الحسن البصري: « والله ما دون القرآن من غنى ولا بعده من فاقة فقر ” .

قال أحد السلف : « كلما زاد حزبي من القرآن، زادت البركة في وقتي ، ولا زلت أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء ».

قال إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي موصيا الضياء المقدسي لما أراد الرحلة للعلم : « أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه ؛ فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ .

قال الضياء : « فرأيت ذلك وجربته كثيراً ، فكنت إذا قرأت كثيراً تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير ، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي ».

قال الحسن بن علي : « إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار » .

قال عثمان بن عفان : « لو طهرت القلوب ؛ لم تشبع من قراءة القرآن » .

قال ابن مسعود : « لا تهذوا القرآن هذَّ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل ؛ قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة » .

قال رجل لأبي بن كعب: « أوصني »؛ قال: « اتخذ كتاب الله إماماً، وارض به قاضياً وحكماً؛ فانه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع، مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم، وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم، وخبر ما بعدكم» .

قال كعب الأحبار : « عليكم بالقرآن، فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم؛ وأحدث الكتب عهداً بالرحمن » .

قال كعب الأحبار : « {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة:10] هم أهل القرآن » .

التوظيف السياسي للدين:أبو حامد الغزالي نموذجا(ت.505)

قلت في الجزء الأول من هذا المقال إن المرة الأولى التي تم فيها استدعاء الوحي “القرآن” كسلطة لإسناد وتبرير المواقف السياسية كانت إبان ما عرف في التاريخ الإسلامي بالفتنة الكبرى التي اصطرع فيها طرفان من الجماعة المسلمة، تزعم أحدهما الخليفة الرابع على بن أبي طالب، بينما وقف على رأس الثاني، معاوية بن أبي سفيان.

قام الطرفان باستدعاء القرآن للمعركة، كلٌ بحسب طريقته، حيث عمد معاوية إلى استخدامه كسلطة رادعة للخصوم من خلال رفعه على أسنة الرماح، بينما استدعاه الإمام على كحقل مفتوح للمعرفة والتأويل من خلال مقولته “القرآن بين دفتي المصحف لا ينطق وإنما يتحدث به الرجال”، ومنذ أن تحقق النصر النهائي لمعاوية سادت في التاريخ الإسلامي طريقته في استحضار الوحي لتحقيق المرامي السياسية وردع الخصوم.

غرض الغزالي من تأليف كتاب في “علم الدين” هو فقط “شكر النعمة” التي أنعم بها عليه الخليفة
​​قد استمر استدعاء الدين من أجل قمع الخصوم طوال التاريخ الإسلامي، فعلى سبيل المثال قام الأمويون بابتداع عقيدتي “الجبر والإرجاء” اللتان تمنحان الخلفاء المبرر الذي يمكنهم من مخالفة الأوامر الدينية والتنكيل بالمعارضين دون أن يتعرضوا للمساءلة.

حيث تذهب العقيدة الأولى إلى أن جميع ما يقع من أفعال إنما هو بقدر الله تعالى، وأن الانسان كالريشة في مهب الريح، لا فعل له على الحقيقة إلا الاستسلام لذلك القدر، وأن الملوك الظلمة هم عقاب من الله، وإنما ظلمهم وبطشهم ما هو إلا شيء خارج عن إرادتهم.

أما الإرجاء فإنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالجبر، إذ أنه يفيد بأن الخلفاء والأمراء مهما استحلوا من المحرمات وفعلوا من الموبقات وارتكبوا من الانحرافات فإنهم لا يخرجون من دائرة الاسلام ما داموا يُقرِّون بالشهادتين، وأن حسابهم والحكم عليهم يجب أن يُرجأ إلى يوم القيامة.

ومن ناحية أخرى، فقد سعى بعض العلماء والفقهاء إلى تقديم خدماتهم للسلاطين والفقهاء عبر تأليف الكتب وإصدار الفتاوى من أجل تثبيتهم في السلطة، حتى أن آرائهم التي خرجوا بها في ذلك الإطار باتت جزءا من الشريعة التي يتم الدعوة لتطبيقها اليوم، كما أنها ساهمت في تأجيج الخلافات بين مختلف المذاهب من منطلق الدين بينما هي في الواقع وليدة الأغراض السياسية.

ويبرز من بين الأسماء التي دخلت في هذا الإطار الفقيه والصوفي والمتكلم الأشعري الكبير، أبو حامد الغزالي، الملقب بحجة الإسلام وصاحب كتاب “فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية”، الذي قام بتأليف ذلك السفر بطلب من الخليفة العباسي، أبو العباس أحمد بن عبد الله، الملقب بـ “المستظهر بالله” وسطر في مقدمته الكلام التالي:

“أما بعد فإني لم أزل مدة المقام بمدينة السلام متشوفا إلى أن أخدم المواقف المقدسة النبوية الإمامية المستظهرية، ضعف الله جلالها ومد على طبقات الخلق ظلالها، بتصنيف كتاب في علم الدين أقضي به شكر النعمة وأقيم به رسم الخدمة وأجتني بما أتعاطاه من الكلفة ثمار القبول والزلفة، لكني جنحت إلى التواني للتحري في تعيين العلم الذي أقصده بالتصنيف وتخصيص الفن الذي يقع موقع الرضا من الرأي النبوي الشريف، فكانت هذه الحيرة تغير في وجه المراد وتمنع القريحة عن الإذعان والانقياد، حتى خرجت الأوامر الشريفة المقدسة النبوية المستظهرية بالإشارة إلى الخادم في تصنيف كتاب في الرد على الباطنية”.

إن أول ما نلاحظه في الحديث أعلاه هو أن الغزالي يجعل من نفسه “خادما” لمواقف الخليفة التي يصفها بـ”المقدسة النبوية الإمامية المستظهرية”، وهى صفات تضفي هالة كبيرة من التقديس على الخليفة ومواقفه.

ثم أنه يوضح بجلاء لا لبس فيه أن غرضه من تأليف كتاب في “علم الدين” هو فقط “شكر النعمة” التي أنعم بها عليه الخليفة وحتى ينال به ثمار القبول والزلفة، وليس الهدف منه هو خدمة الدين عبر نشر كتاب يتعلم منه خاصة المسلمين وجمهورهم شؤون دينهم.

وكذلك يعترف حجة الإسلام أنه لم يكن لديه موضوع معين للكتابة تدفعه إليه رغبة في التأليف يستطيع من خلالها إشباع شغف علمي أو تأدية رسالة دينية يمليها عليه إيمانه، بل إن محركه الأساسي للكتابة هو أن يحظى مؤلفه بموقع “الرضا من الرأي النبوي الشريف”.

لا يُعاني الغزالي من الحيرة التي تعتري الفيلسوف أو الصوفي أو المفكر في بحثهم عن الحقيقة، ولكنه يُعاني نوعا من الحيرة باعثه الأساسي ليس الشغف المعرفي، إنها الحيرة المتعلقة باختيار موضوع للتأليف يجد صدى في نفس السلطان، حتى إذا ما خرجت التوجيهات الشريفة النبوية بالإشارة “للخادم” بتصنيف كتاب في الهجوم على الباطنية، ذهبت الحيرة وارتاح البال وشمَّر الأخير عن ساعد الكتابة استجابة للأمر المقدس!

إن القراءة الموضوعية للظرف التاريخي الذي سطر فيه الغزالي سفره المشار إليه، تفيد بأن الغرض من كتابته لم يكن دينيا، بل سياسيا يعكس حالة الاضطراب والمعارضة الداخلية التي كانت تعيشها الدولة العباسية أبان حكم الخليفة المستظهر، وهي الفترة التي شهدت الكثير من المعارك مع الصليبيين، كما شكل الشيعة الخطر الأيديولوجي الأكبر الذي هدد بزوال المرجعية العباسية.

كانت الدولة العباسية في فترة حكم المستظهر بحاجة ماسة إلى إجراء عملية تنظير للأيديولوجية (العقيدة) السنية لمواجهة الخطر الشيعي الإسماعيلي الباطني المتماسك فكريا والمتحالف مع الخلافة الفاطمية في مصر فوجدت ضالتها في الغزالي الذي قرر أن يرمي بثقله إلى جانبها في تلك المواجهة.

استمر استدعاء الدين من أجل قمع الخصوم طوال التاريخ الإسلامي
​​قام الغزالي بتخصيص قسم كامل من كتابه المذكور لتقديم البراهين على أن “الإمام الحق القائم بالحق الواجب على الخلق طاعته هو الإمام المستظهر”، كما أوضح أنه يجب على “علماء الدهر الفتوى على البت والقطع بوجوب طاعته على الخلق ونفوذ أقضيته بمنهج الحق وصحة توليته للولاة وتقليده للقضاة” وأنه خليفة الله على الخلق وأن طاعته على جميع الخلق فرض.

وإذ يُجادل البعض أنه لا يمكن اتهام الغزالي بتوظيف الدين لخدمة الدولة العباسية ويقولون إنه لم يضع في كتابه المذكور أية نوع من التشريعات تبرر ذلك الاتهام حيث أن مادة الكتاب لا تنتمي لعلم أصول الفقه بل لعلم الكلام، فإنهم إنما يتجاهلون حقيقة أن حُجة الإسلام يعتبر أن “العلم الكلي من العلوم الدينية هو الكلام، وسائر العلوم من الفقه وأصوله، والحديث والتفسير علوم جزئية”.

وبما أن الغزالي يعتبر أن الكلام هو العلم الديني الكلي، فإن مادته بالضرورة تشكل الأساس الذي تنبني عليه العلوم الجزئية (بما فيها أصول الفقه)، وهو ما يؤكد حقيقة أن كتاب فضائح الباطنية ليس سوى كتاب في “علم الدين” قصد منه تشكيل الأرضية الدينية (عقيدة، وحديث، وتشريع إلخ) من أجل تحقيق هدف سياسي هو إسناد موقف الدولة العباسية (السنية) في مواجهة المد الشيعي الإسماعيلي.

المقولات العشرة في المنطق لارسطو طاليس

المقولات أو قاطيغورياس هي إحدى الآثار المنسوبة إلى أَرِسْطُوطَالِيس، تناقش فيه مسألة المقولات وتعتبر ضمن الكتب المنطقية المسماة بـ «الأورغانون».
وهي بمثابة مقدمة لكتاب العبارة.

والكتاب يبحث في أعم الصفات التي تطلق على الموجودات من الناحية المنطقية.والمقولات عند أرسطو عشرة وهي:

الجوهر مثل رجل.
الكم مثل ثلاثة أشبار.
الكيف مثل أبيض.
المكان مثل السوق.
الزمان مثل أمس.
الإضافة مثل نصف.
الوضع مثل جالس.
المِلْك مثل شاكى السلاح.
الفعل مثل القطع.
الانفعال مثل مقطوع.

الترجمة إلى العربي

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

ترجمت «المقولات» إلى العربية مبكرا ضمن حركة الترجمة، ووقع خلاف في من وضع هذه الترجمة، على أن القول الأرجح هو أنه من عمل إسحق بن حنين.

وقد نشر المستشرق زنكر هذه الترجمة سنة 1849 م.كما نقله يحيى بن البطريق (نحو 200 هـ).

شروح المقولات

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

شَرَحه من القدماء فرفوريوس الصوري، ووضع كتاب إيساغوجي مقدمة له، كما شرحه ثاوفرسطس وثامسطيوس والإسكندر الأفروديسي وسنبليقيوس ويحيى النحوي. وبعد أن تُرجم إلى العربية شرحه إبراهيم القويري ومتى بن يونس وأبو نصر الفارابي وأبو سليمان المنطقي وأبو الحسن العامري وغيرهم
كلمة “مقولة”: ، اشتقت من مصدر “القول ” وهي ترجمة للكلمة اليونانية “كاتيجوريا ” ، ومعناها ” العلاقة “، ويقرب من هذا أيضا لفظ “كلى”.

وقد دخلت هذه الكلمة بلفظها تقريبا، فى جميع اللغات، حتى لدى مفكرى الإسلام التى جاءت عندهم بلفظ “قاطيغورياس ” غير أن هؤلاء أيضا سموها “مقولة”.

وكان أرسطو (384- 322 ق. م) هو الذى درس أهم مظاهر المعرفة فى عصره، فوجدها تقوم على عشرة أسس، ينبنى عليها الفكر المستقيم في اتجاهه نحو التعميم. وقد جمعها أرسطو وشرحها وسماها “المقولات “.

وقد تناولها المفكرون من بعده بالعرض والشرح دون أن يملوا منها. كما جعلها مفكرو الإسلام أصلا هاما من أصول المنطق الصورى، ولاسيما ما تعلق منها بالجوهر والعرض، لصلتهما الوثيقة بمباحث التوحيد.

واصطلاحا المقولة:

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هى معنى كلى، يمكن أن تكون محمولا فى قضية ما.

وعليه فالمقولات محمولات، كما حددها أرسطو من قبل، وهى عشر، جمعها بعضهم فى بيت واحد هو:

قمر غزير الحسن ألطف مصره

                          لو قام يكشف غمتى لما انثنى

1- القمر: للجوهر.

2- الغزير: للكم.

3- الحسن: للكيف.

4- ألطف: للإضافة.

5- مصره: للأين.

6- قام: للوضع.

7- يكشف: للفعل.

8- غمتى: للملك.

9- لما: للمتى.

10- انثنى: للانفعال

384 ق.م – 322 ق.م

وهذه المحمولات موجودة فى الكون. ويلاحظ أن المقولات هى أنواع الصفات أو المحمولات التى نستطيع أن نصف بها فردا معينا كائنا ما كان. فإذا سألت عن أى شيء: ما هو؟ كان حتما أن يقع الجواب تحت واحد منها.

ومنها أربع مقولات تقع فيها الحركات وهى: الكم مثل النمو، والكيف مثل السرعة، والوضع مثل حركة الفلك علي نفسه دون انتقال، والأين مثل النقلة.

وإليك التعريف بكل منها باختصار:

أولا. الجوهر :

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هو كل ما له صفه الاستقلال بذاته مثل العناصر كالماء والهواء والنار. وهذا الجوهر هو الأصل، وما عداه من المقولات التسع أعراض له. يقول ابن سينا:

وكل نعت فهو إما جوهر قوامه بنفسه مقرر

والجوهر أيضا موجود لا فى موضوع، ويقابله العرض: ، بمعنى الموجود فى موضوع، أى فى محل مقوم لما حل فيه.

والجوهر لدى المتكلمين: هو الجوهر الفرد المتميز الذى لا ينقسم، أما المنقسم فيسمونه جسما لا جوهرا. ولهذا السبب يمتنعون عن إطلاق اسم الجوهر على المبدأ الأول .

ومن أهم أحكام الجوهر:

1- أنه قابل للعرض.

2- أنه متحيز، أى تأخذ ذاته قدرا من الفراغ.

3- أنه قابل للبقاء زمانين.

4- أن الجواهر لا تتداخل، أى لا يدخل جسم فى آخر.

5- أن الجواهر تحدث بجملتها عن عدم سابق.

6- أنها تنعدم كذلك، خلافا للطبائعيين، كما يصح انعدام بعضها، خلافا لبعض المعتزلة فى أن الجوهر لا ينعدم إلا جملة.

7- وأنها لا تثبت فى العدم ؛ لأن المعدوم ليس شيئا، خلافا لبعض المعتزلة

ثانيا . الكم :

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هو العرض الذى يقبل لذاته: المساواة والتفاوت والتجزؤ ويخرج بذلك: النقطة الواحدة، أى الشيء الواحد الذى لا تعدد فيه.

فهذه المقولة تخضع للقسمة، وللقياس فيما له حجم ومقدار كقولنا: هذه خمسة كتب. وينقسم الكم إلى:

1- متصل: وهو الذى يكون بين أجزائه حد مشترك، كالحال في الزمن بين الماضى والمستقبل.

2- منفصل: وهو الذى لا يكون بين أجزائه حد مشترك كالعدد، مثل الأربعة إذا قسمت بين اثنين واثنين

وهناك ما يسمى”كمية القضية”: والمقصود بها استغراق الموضوع فى المحمول، وينتج عن ذلك :

(أ) القضية الكلية: وهى التى يقع الحكم فيها على جميع أفراد الموضوع، مثل: كل إنسان فان.

(ب) القضية الجزئية: وهى التى يقع الحكم فيها على بعض أفراد الموضوع مثل: بعض الإنسان كريم.

(ج) القضية المخصوصة: وهى التى يكون الموضوع فيها واحدا بالعدد، مثل: عمر عادل

ثالثا. الكيف:

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هو هيئة قارة فى الشيء، وهو أيضا عرض لا يتوقف تعقله على تعقل الغير ، ولا يقتضى القسمة في محله اقتضاء أوليا

وللكيف أنواع:

1- كيف الكم : كالزوجية والفردية، والاستقامة والانحناء، والطول والعرض.

2- كيف المحسوس: (أ) إما راسخ كحلاوة العسل وحرارة النار.

(ب) أو غير راسخ:

1- سريع الزوال، يسمى انفعاليا كخمرة الخجل، وصفرة الوجل.

2- بطء الزوال، كملوحة بعض الماء.

3- كيف الملكة: وهو نوعان الأول ما يوجب الكمال وهو الناتج عن الاقتدار بلا كلفة، مثل ملكة العلم والكتابة.

والآخر ما لا يوجب الكمال: كاللين المعد أو الموجب للانقسام بسهولة

رابعا. الإضافة:

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

لغة: نسبه الشيء إلى الشيء مطلقا.

واصطلاحا: هى حال تعرض للجوهر، بسبب كون غيره فى مقابلته ولا يعقل وجودها إلا بالقياس إلى ذلك الغير، كالأبوة

بين الأب وابنه

وتسمى مقولة الإضافة ” بالنسبة المتكررة “، أى النسبة التى حصل بها التكرر، ولا تعقل إلا بالقياس إليها.

وقد تكون الإضافة بين:

1- متفقين: كالأخوة، وهى لا تعقل إلا بنسبة أخرى، وهى الأخوة.

2- أو بين مختلفين: كالأبوة، وهى لا تعقل إلا بأخرى وهى البنوة. وكالعمومة، لا تعقل إلا بنسبة أخرى، وهى ولدية الأخ. وكالزيادة، لا تعقل إلا بنسبة أخرى، وهى النقص فكل إضافة نسبة، ولا عكس. ويلاحظ أن النسبة مطلقا: أمر اعتبارى، ليس عرضا موجودا. كذلك فإن الكليات هى من مقولة الإضافة فالجيش مثلا، كالحيوان، نسبة لا تعقل إلا بأخرى، وهو النوع كالإنسان.

وقد تعرض الإضافة للمقولات كلها: كالأبوّة والبنوة، للجوهر. وكالصغر والكبر للكم. وكالعلو والسفل للأين. والأقدمية والأحدثية، للمتى. وكالأسدية: انحناء وانتصابا، للوضع- أسد الشىء : أغلق خلله).

وكالأكسوية وا لأعروية، للملك.

وكالأقطعية، للفعل (أى تأثير الشىء فى غيره). وكالأشدية تقطعا، للانفعال (أى كون الشىء متأثرا عن غيره مادام متأثرا)

خامسا: الأين:

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هو هيئة تعرض للجسم بسبب نسبته إلى المكان وكونه فيه. وهو سؤال عن مكان . ويسمى “أينا”؛ لوقوعه جوابا لأين؟ كما يسمى “الكون ” أيضا

والأين نوعان:

1- أين أول: مثل كون الماء فى الكوب وهو حقيقى.

2- أين ثان: مثل كون محمد فى البيت وهو غير حقيقى.

سادسا المتى:

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هو نسبة الشىء إلى الزمان المحدد: الماضى والحاضر والمستقبل، مثل: أمس والآن وغدا.

وسمى بذلك؛ لوقوعه جوابا ل “متى”؟.

ولفظة “متى” تصلح لمطلق الزمان، بخلاف “أيان ” فإنها خاصة بالاستقبال.

وينقسم إلى:

1- متى حقيقى: وهوكون الشىء فى زمان يطابقه، ولا يزيد عليه، كالخسوف فى ساعة كذا.

2- متى مجازى: كالخسوف يوم كذا. وهما فى الأين أيضا

سابعا- الوضع:

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هو هيئه تعرض للجسم، بسبب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض، مثل: القيام، والقعود، وغير ذلك. مثل وصف شخص ما بأنه جالس أو قائم.

ويلاحظ هنا حدوث نسبتين:

الأولى: نسبه أجزاء الجسم بعضها إلى بعض، والأخرى: نسبه أجزاء الجسم إلى أمر خارجى عنها.

فالقيام هيئه اعتبر فيها نسبة أجزاء الجسم بعضها إلى بعض بالطبع. كما اعتبر فيها نسبة مجموع تلك الأجزاء إلى أمور خارجية عنها. ككون رأس الإنسان من فوق ورجليه من أسفل.

ثامنا- الملك:

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

وهو هيئة حاصلة للشىء بالنسبة لما يحيط به، وينتقل بانتقاله. وذلك كالتعمم والتقمص والتختم والتسلح. والمراد لبس العمامة والقميص والخاتم والسلاح. والملك يقابله الحرمان.

ولمقولة الملك شرطان

الأول: الإحاطة، إما بالطبع، كجلد الإنسان وإما بغيره: إما بكل شىء، كحال الهرة عند إرهابها، وهو ذاتى. أو ببعض الشيء كحال الإنسان عند تختمه، وحال الفرس عند إلجامها وإسراجها، وهو عرضى.

والثانى: أن ينتقل بانتقاله، كالأمثلة السابقة.

أما إن وجد أحدهما دون الآخر، فلا يكون ملّكا، فوضع القميص على رأسه، وإن كان ينتقل، لا يكون ملكا ؛ لعدم الإحاطة.

والحلّول فى الخيمة، وإن كان مشتملا علّى الإحاطة، لا يكون كذلك ؛ لعدم الانتقال

تاسعا- الفعل:

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هو كون الشىء بحيث يؤثر فى غيره تأثيرا غير قار الذات، مثل التسخين والقطع.

فالتسخين فعل، لكونه تأثيرا من المسخن، مادام مؤثرا

عاشرا- الانفعال:

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هو قبول أثر المؤثر مادام مؤثرا، مثل التسخين والانقطاع.

فتأثر الشمع ولينه، انفعال، مادام هو يتأثر للطابع ويلين

وهناك ما يسمى سلسلة المحمولات وهى تابعة للمقولات العشر، وهى الكليات الخمس، التى رتبها المناطقة كما يلى:

1- الجنس:

وهو ما صدق على كثيرين مختلفين بالحقائق، فى جواب: ما هو؟ مثل الحيوان فى: الإنسان حيوان.

2- النوع:

وهو ما صدق على كثيرين متفقين بالحقائق. كلفظ إنسان فى: محمد إنسان

وكل واحد من الجنس والنوع إنما يكون مفهوما بالقياس إلى صاحبه

3- الفصل:

هو جزء الماهية، الصادق عليها مثل: الناطق، باعتبار ماهية الإنسان

4- الخاصة:

هى الكلى المقول على أفراد حقيقة واحدة، مثل: الضاحك للإنسان.

5- العرض العام:

هو الكلّى الخارج عن الماهية، الصادق عليها وعلى غيرها، مثل المتحرك للإنسان

هذا، ومن الجدير بالذكر، أن المقولات العشر وما يتبعها من الكليات الخمس، قد أدت خدمات كبيرة جدا فى تطوير الفكر، خلال عشرين قرنا على الأقل. ومازالت أهميتها ماثله فى المنطق الصورى وفى البحث العلمى، من ناحية التجريد أو التعميم العلمى

ومع هذا لا يجب النظر إلى مقولات أرسطو على أنها شىء مثالى، مثل كل منطقه الصورى. بل لابد من عمل حساب طبيعتها الأدائية عبر العصور كما يجب النظر فيها بالإضافة والحذف والتطوير، حتى لا تكون عائقا أمام التقدم والرقى.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

المراجع

1- المقولات العشر. محمد الحسنى البليدى من مقدمة د. ممدوح حقى صححه وقدم له: د. ممدوح حقى ط 1974م دار النجاح- بيروت. ص 12.

2- المقولات ص 9، 10.

3- التعريفات للجرجانى. على بن محمد ص 202 ط 1357 هـ- 1938 م، البابى الحلبى بالقاهرة.

4- المقولات ص 23 0 انظر د. محمد عزيز نظمى سالم: المنطق الحديث 1983 م وفلسفة العلوم والمناهج ص 99- 100 مؤسسة شباب الجامعة بالإسكندرية.

5- د. زكى نجيب محمود: المنطق الوضعى ص 125 ط 1973 م مكتبة الأنجلو المصرية بالقاهرة.

6- التعريفات ص 201- 202.

8- د. عبد اللطيف محمد العبد: التفكير المنطقى ص 43. ط 3، 1417 هـ- 1997 م دار الثقافة العربية بالقاهرة.

9- ابن سينا: القصيدة المزدوجة فى المنطق ص 6 (ضمن منطق المشرقيين) ط 1328 هـ- 1910 م المكتبة السلفية بالقاهرة.

10- د. جميل صليبا: المعجم الفلسفى 424:1، ط 1، 1917 م دار الكتاب اللبنانى- بيروت.