1-مادة التربية الإسلامية
2– المستوى الأولى بكالوريا، جميع الشعب والمسالك
3-دروس الأسدوس الأول والثاني
4- مدخل التزكية(القرآن الكريم)
5- الموضوع : سورة يوسف ” دروس و عبر “
6- الأستاذ محمد بضاض

الخريطة الذهنية لسورة يوسف عليه السلام

الجزء الأول من سورة يوسف من الآية 1 إلى الآية 21
1- توثيق سورة يوسف :
سورة يوسف مكية، و عدد آياتها 111 آية، ترتيبها في المصحف 12، قبلها سورة هود و بعدها سورة الرعد، سميت بسورة يوسف لأنها ذكرت قصة يوسف كاملة، و هي أطول قصة لنبي ذكرت في القرآن الكريم. أفردت الحديث عن قصة نبي الله ” يوسف ” وما لاقاه من أنواع البلاء و المحن والشدائد من إخوته و في بيت عزيز مصر و السجن، و تآمر النسوة. حتى نَجَّاهُ الله من ذلك الضيق. والمقصود بها مواساة النبي بما مر عليه من الكرب والشدة وما لاقاه من أذى القريب والبعيد . |
2- سبب نزول السورة :
1- نزلت في آخر العهد المكي، أيام الشدة التي لاقاها رسول الله من قومه بعد وفاة عمه أبي طالب و زوجه خديجة رضي الله عنها بين عام الحزن و بيعة العقبة الأولى ثم الثانية. فأنزلها الله تسلية و تخفيفا لآلام النبي بذكر قصة يسوف حتى يصبر كما صبر يوسف و باقي الأنبياء. قال تعالى : ” فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ” الأحقاف الآية 35.
2- روي في سبب نزولها أيضا : أن بعض كفار مكة لقي اليهود و تباحثوا في شأن محمد صلى الله عليه و سلم، فقال اليهود : سلوه لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر ؟ و عن خبر يوسف عليه السلام ؟ فأنزل الله هذا في مكة موافقا لما جاء في التوراة. ذكره القرطبي
3- من الآية 1 إلى الآية 3 : إعجاز القرآن الكريم و أنه بلسان عربي مبين
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ 1 إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 2 نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ 3 | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
1-” الر” من الحروف الدالة على إعجاز القرآن المتميز عن كلام العرب. 2- تتحدث الآيات عن القرآن الكريم الذي أنزله الله بلسانٍ عربيٍّ واضح ليفهمه الناس ويعقلوه. 3- بيان أن الله سبحانه وتعالى يقصُّ على النبيِّ أحسن الأخبار بإيحائه إليه هذا القرآن.و لم يكن يعرف من هذه الأخبار شيئًا قبل نزول القرآن عليه. | حروف مقطعة لا يعلم مرادها و لا سرها إلا الله | الر |
القرآن المظهر للحق في الاعتقادات و العبادات و الشرائع | الكتاب المبين | |
نحدثك متتبعين آثار الحديث | نحن نقص | |
من قبل إيحائنا إليك غافلا عنه لا تذكره ولا تعلم منه شيئاً | لمن الغافلين |
4- من الآية 4 إلى الآية 6 : رؤيا يوسف عليه السلام و حواره مع أبيه
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ 4 قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْاِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ 5 وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَاوِيلِ الاَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 6 | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– لما قصَّ يوسف عليه السلام ما رآه في منامه على أبيه، عرف أنه سينال منزلة عالية ومكانة عظيمة في الدنيا والآخرة، فأمر بكتمان رؤياه وألاَّ يقصها على إخوته ؛ كي لا يحسدوه ويكيدوه بأنواع المكر، مبشرًا إياه بأن الله يخصُّه بأنواع اللطف والرحمة ويفهمه معاني الكلام وتفسير المنام ما لا يفهمه غيره، ويتم عليه النعمة بالوحي وعلى آل يعقوب جميعًا بسببه. | من الرؤيا، و هي انطباع صورة متخيلة ذات معنى تحمل بشارة من الله أو تتنبيها و تحذيرا. | رأيت |
فيدبروا أمرا | فيكيدوا لك | |
يصطفيك و يختارك للحكم و النبوة | يجتبيك | |
تعبير الرؤيا و تفسيرها | تأويل الأحاديث |
5- من الآية 7 إلى الآية 18 :غيرة الإخوة و تآمرهم على يوسف عليه السلام و إلقاؤه في البئر.
لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ 7 إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ اِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ 8 اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ 9 قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ 10 قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ 11 أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ 12 قَالَ إِنِّي لَيُحِْزنُنِيَ أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَاكُلَهُ الذِّيبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ 13 قَالُوا لَئِنَ اَكَلَهُ الذِّيبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ اِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ 14 فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ 15 وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ 16 قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّيبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ 17 وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمُ أَنْفُسُكُمُ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ 18 | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– الحسد الذي ملأ قلوب إخوة يوسف جعلهم يتآمرون و يتشاورون فيما بينهم للتخلص من يوسف بالقتل، أو إبعاده إلى أرض لا يرجع منها، أو رميه في البئر؛ ليخلو لهم وجه أبيهم، وتَخْلُصُ لهم محبته. – بعد قرار إلقاء يوسف في البئر، بدأت محاولتهم لإقناع أبيهم أن يرسل معهم يوسف قصد السياحة و اللعب، مُظْهِرين له شِدَّة رعايتهم له و حِرْصِهم على حفظه من كل سوء، خاصة و هم جماعة قوية. – قبول يعقوب عليه السلام رغم إبداء مخاوفه من أن يأكله الذيب و الإخوة غافلون عنه. – بعد أن ألقوه في البئر، جاؤوا أباهم عشية و أخبروه كذبا بأن يوسف أكله الذيب، فلم يقتنع الأب بكلامهم و اتهمهم بمكيدة أوقعوها به، وحزن «يعقوب» على ابنه حزنًا شديدًا ملتمسًا الصبر والعون من الله عز وجل. | دروس و عبر للسائلين عن أخبارهم | آيات للسائلين |
جماعة قوية | نحن عصبة | |
ألقوه في أرض بعيدة لا يعثر عليه | اطرحوه أرضا | |
من النظر إلى يوسف فيقبل عليكم ولا يلتفت إلى غيركم | يخل لكم وجه أبيكم | |
ظلمة البئر | غيابات الجب | |
جمع من المسافرين في قافلة | السيارة | |
يأكل ويشرب | يرتع | |
لتخبرنهم | لتنبئنهم |
6- من الآية 19 إلى الآية 21 : نجاة يوسف من البئر و دخوله قصر ملك مصر
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَاىَ هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ 19 وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ 20 وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْاَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَاوِيلِ الْاَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 21 | |||
معاني الآيات | شرح المفردات | ||
– حين وُضِعَ يوسف في البئر جلس ينتظر فرج الله ولطفه به، فمرَّ بعض المسافرين قاصدين ديار مصر من الشام، فأرسلوا بعضهم ليستقوا من ذلك البئر، فلما ألقى أحدهم دلوه تعلَّق فيه «يوسف»، فجعلوه من جملة متجرهم. – شراء عزيز مصر ليوسف وتمكين الله سبحانه وتعالى له في أرض مصر، لِيُعَلِّمه تعبير الرؤيا. | من يتقدم الرفقة ليستسقي لهم | واردهم | |
فأرسل الدلو في البئر لملأ الماء | فأدلى دلوه | ||
أخفاه الوارد و أصحابه عن بقية الرفقة | أسروه | ||
متاعا للتجارة | بضاعة | ||
باعه المسافرون | شروه | ||
اجعلي محل إقامته كريما مرضيا | أكرمي مثواه | ناقص عن القيمة نقصانا ظاهرا | بثمن بخس |
الدروس و العبر و الأحكام المستخلصة من الجزء الأول من سورة يوسف عليه السلام
1- رؤيا الأنبياء حق و وحي من الله تعالى. 2- من خلال قصة يوسف أستنتج أن الحياة مليئة بالمحن و الابتلاءات. 3- قيمة الصبر أساسية لمواجهة المحن و المصائب و ذلك اقتداء بيعقوب و يوسف عليهما السلام. 4- الميل إلى أحد الأبناء قد يولِّد العداوة بين الإخوة. 5- كيد الإخوة ليوسف عليه السلام كان بوسوسة النفس الأمارة بالسوءـ و بإغواء الشيطان، لذلك لابد من التغلب عليهما. 6- الحقد و الحسد و الغيرة خصال ذميمة قد تؤدي إلى أعمال إجرامية. 7- أزكي نفسي بالصبر و العفو، و أطهرها من الغيرة و الحسد و أحب للناس ما أحبه لنفسي. |
الجزء الثاني من سورة يوسف من الآية 22 إلى الآية 35
1- من الآية 22 إلى الآية 24 : مراودة زوجة العزيز ليوسف عليه السلام
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 22 وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْاَبْوَابَ وَقَالَتْ هِيتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ 23 وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ 24 | |||
معاني الآيات | شرح المفردات | ||
– مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام عن نفسه، بعد أن اختلت به و تهيأت له، وطلبت منه الفاحشة التي لا تليق بحاله ومقامه، فعَصَمَهُ ربه من الفحشاء، و حماه من مكر النساء، مستحضرا إحسان العزيز له الذي أكرم مثواه فكيف يخونه ؟ | بلغ منتهى شدة جسمه و قوته | بلغ أشده | |
طلبت منه الفاحشة | راودته | ||
هلُّمَّ و أقبل | قالت هيت لك | ||
أكرمني و اعتنى بي | أحسن مثواي | ||
الخيانة و الزنا | السوء و الفحشاء | أكرهته على الفاحشة، و هم بالتفكير أو صَدِّها | همت به و هم بها |
2- من الآية 25 إلى الآية 29 : إثبات صدق يوسف عليه السلام و كذب امرأة العزيز.
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 25 قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ 26 وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ 27 فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ 28 يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ 29 | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
بشهادة رجل قريب إلى زوجها أو إليها، رأى زوجها براءة يوسف قال: هذا الذي جرى من مَكْرِكُنَّ أيتها النساء، أنتِ راودتِه عن نفسه ثم اتهمتِه بالباطل، ثم طلب من يوسف أن يَكْتُمَ هذا الأمر فلا يذكره لأحد، وأمرها بالاستغفار لذنبها الذي صدر منها والتوبة إلى ربها. | شقته و قطعته من خلف | قدت قميصه من دُبُر |
وجدا العزيز زوجها | ألفيا سَيِّدَها | |
من قدام | من قُبُل | |
لا تذكره لأحد لكيلا لا ينتشر | أعرض عن هذا |
3- من الآية 30 إلى الآية 32 : انتشار خبر امرأة العزيز و استدعائها للنسوة و مراودتهن ليوسف
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ 30 فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ 31 قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ 32 | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
تحدث نساء المدينة عن امرأة العزيز و مراودتها فتاها وحبّها له، وما فعلته امرأة العزيز معهن عندما سمعت بِتَشْنِيعِهِنَّ عليها، فأحبَّت أن تبيِّن لهن أن هذا الفتى ليس كما ظَنَنَّ، وليس كمن عندهنَّ من الفتيان و اعترافها بالمراودة له فامتنع. | أحاط حبه بقلبها فتملكه عليها | شغفها حبا |
أعدت لهن فراشا و وسائد للاتكاء عليها | أعتدت لهن متكأ | |
أعظمنه في نفوسهن | أكبرنه | |
امتنع مستمسكا بعفته | فاستعصم | |
الذليلين المهانين | من الصاغرين |
4- من الآية 33 إلى الآية 35 : استجابة الله ليوسف عليه السلام بصرف كيد النسوة عنه
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ 33 فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 34 ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ 35 | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
فضَّل يوسف السجن على الوقوع في المعصية، وقد ظهر للعزيز وامرأته أن يسجنوه إلى وقت معين؛ ليكون ذلك أقل لكلام الناس في تلك القضية، وليظهروا براءتها أمام الناس فسجنوه ظلمًا وعدوانًا. | أَمِل إليهن | أصب إليهن |
أذهب عنه كيد النسوة | فصرف عنه | |
ظهر لهم أن يسجنوه ظلما رغم براءته | بدا لهم |
الدروس و العبر و الأحكام المستخلصة من الجزء الثاني من سورة يوسف عليه السلام
1- عصمة الله سبحانه وتعالى لأنبيائه، وحفظه إياهم من ارتكاب الفواحش والذنوب. 2- حرَّم الإسلام الخلوة بالنساء الأجنبيات غير المحرَّمات منعًا للفواحش وصيانة للأسرة وحفظًا للكرامة والشرف. 3- مقابلة الإحسان بالإحسان، وعدم الخيانة لمن أكرمنا وائتمننا على ماله أو عِرضه. 4- اللجوء إلى الله في الشدائد، والضراعة إليه عند الحاجة أدعى لاستجابة الدعاء. 5- عظمة بلاء الأنبياء وما أصابهم من شدائد، وكل إنسان يبتليه الله على قدر دينه. 6- أتحلى بمبدأ ” لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ” اقتداءً بيوسف الذي فضل السجن على المعصية. |
الجزء الثالث من سورة يوسف من الآية 36 إلى الآية 53
1- من الآية 36 إلى الآية 40 : يوسف في السجن و دعوته الفتية للتوحيد
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّيَ أَرَانِيَ أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْاَخَرُ إِنِّيَ أَرَانِيَ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَاكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَاوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 36 قَالَ لَا يَاتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَاوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَاتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُومِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْاَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ 37 وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِيَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ 38 يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ 39 مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 40 | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– دخل يوسف السجن و معه فتيان ” الساقي و الخباز” لأنهما اتُّهِما بمحاولة تسميم الملك و قتله، و كل منهما رأى رؤيا فتوجهوا إلى يوسف لتفسيرها لما رأوه من حسن خلق و رجاحة عقل. – استغل يوسف هذه المناسبة للدعوة إلى الله تعالى قبل أن يشرع في تفسير الرؤى.و قبل دعوتهما إلى الإسلام أخذ يعرفهما بمعجزته، و أن علمه للغيب إنما هو من عند الله، فنسب العلم إلى الله تعالى. | رأيت رؤيا واضحة | أراني |
فسر لنا هذه الرؤيا | نبأنا بتأويله | |
دين آبائي | ملة آبائي | |
حجة و برهان | من سلطان |
2- من الآية 41 إلى الآية 42 : تأويل يوسف عليه السلام لرؤيا الفتية
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَاكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْاَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ 41 وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ 42 | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– تفسير يوسف لرؤيا كل من الساقي و الخباز، فأخبر الساقي أنه سيعود إلى الملك و يسقيه الخمر، و أما الثاني فإنه يصلب فتأكل الطير من رأسه. – طلب يوسف من الساقي الناجي أن يذكر حاله للملك بأنه سُجِنَ ظُلما و أنه بريء، لكن الساقي نسي أن يبلغ الملك رسالة يوسف، فمكث يوسف في السجن، و في ذلك تعليم ليوسف كيف يقطع الأسباب كلها و يستمسك بالله وحده. | يسقي الملك شراب الخمر | يسقي ربه خمرا |
ما سألتما عنه صدقتما أو كذبتما | تستفتيان | |
اذكرني عند الملك بأني مسجون ظلما | اذكرني عند ربك |
3- من الآية 43 إلى الآية 45 : رؤيا الملك و عَجْزُ من حوله عن تأويلها
وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّيَ أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَاكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ 43 قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَاوِيلِ الْاَحْلَامِ بِعَالِمِينَ 44 وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَاوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ 45 | ||
معاني الآيــــــــــــــات | شرح المفردات | |
رأى الملك رؤيا أفزعته و هي أن بقرات ضعاف يأكلن بقرات سمان، و أن سنابل القمح الخضراء تلتف عليها شجرات يابسات فتأكلها، فطلب من حاشيته تأويلها، فعجزوا عن ذلك مُدَّعِين أنها أخلاط أحلام مضطربة و ليست رؤيا كاملة. هنا تَذَكَّر الساقي يوسف الذي أَوَّلَ له رؤياه، فانطلق إلى السجن ليسأله عن تأويلها. | بقرات ضعاف نحاف | سبع حجاف |
تفسرون و تؤولون | تعبرون | |
أحلام مجتلطة لا تعبير لها | أضغاث أحلام | |
تذكر و استحضر بعد حين | و ادَّكر بعد أُمَّة |
4- من الآية 46 إلى الآية 50 : قَصُّ رؤيا الملك على يوسف و تأويلها، و رَفْضُه الخروج من السجن
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَاكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ 46 قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَاكُلُونَ 47 ثُمَّ يَاتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَاكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ 48 ثُمَّ يَاتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ 49 وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ 50 | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
بعد أن عَلِمَ يوسف برؤيا الملك عن طريق الساقي أجاب مباشرة دون أن يشترط أو أن يُعاتِب الساقي على نسيانه، و هذا يدل على شهامته و نزاهته و بُعده عن المزايدات. ففسر البقرات السمان بالسنوات المباركات، و البقرات العجاف بالسنين الجافة، و نصحهم أن يقتصدوا في صرف الطعام في السبع الأولى استعدادا للسبع الثانية الجافة. و استدعى الملك يوسف و اشترط يوسف عدم مغادرة السجن حتى تثبت براءته. | جادِّين مُداومين بلا فتور | دأبا |
اتركوه في سنبله | فذروه في سنبله | |
تحفظونه وتدخرونه للحاجة | تحصنون | |
يغاثون بالمطر | يغاث الناس | |
ما يعصر كالزيتون والعنب. | يعصرون |
5- من الآية 51 إلى الآية 53 : ظهور براءة يوسف عليه السلام و اعتراف امرأة العزيز بمراودتها له
قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ 51 ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ 52 وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ 53 | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
استدعى الملك النسوة اللائي شاركن زليخا في مراودة يوسف، فشهدن أمامه أنهن لا يعلمن عنه إلا الخير، ثم اعترفت زليخا بمراودتها له و أنه من الصادقين. و كانت تلك شهادة كافية للحكم ببراءة يوسف و صدقه، و هنا تنتهي محنة السجن و الاتهام الباطل ليوسف عليه السلام. | شأنكن | ما خطبكن |
انكشف و ظهر | حصحص الحق | |
ليعلم العزيز أني لم أخنه مع زوجته في غيبته | ليعلم أني لم أخنه بالغيب | |
كثيرة الأمر بالسوء | أمارة بالسوء |
الدروس و العبر و الأحكام المستخلصة من الجزء الثالث من سورة يوسف عليه السلام
1- الحق حق، لا يثبت عليه إلا الصادقون الذين صفت نفوسهم. 2- الصبر مفتاح الفرج، و اليقين نصف النصر من عند الله، فالأنبياء هم أعلام الصبر و اليقين. 3- معرفة يوسف لتعبير الرؤيا إنما هو من الله تعالى و ليس ادعاء لعلم الغيب. 4- قدّمَ يوسف الدعوة إلى التوحيد قبل تأويل الرؤى دليل على فطنته لما رأى في السجينين قابلية لدعوته، فدعاهما إلى الإيمان قبل أن يعبر رؤياهما. 5- قول السجينين ” أيها الصِّديق ” فيه جواز وصف الإنسان بما فيه من دون إطراء ( أي المبالغة في المدح ) 6- امتناع يوسف عن الخروج من السجن لإثبات براءته و دفع التهمة عن نفسه. و فيه أيضا دليل على جواز الدفاع عن النفس. 7- على المؤمن أن يتحمل و يصبر على ما يلاقيه من أذى في سبيل دينه و دعوته، حتى يأتي اليوم الذي يظهر الله تعالى فيه براءته على الملأ أجمعين. |
الجزء الرابع من سورة يوسف من الآية 54 إلى الآية 68
1- من الآية 54 إلى الآية 57 : براءة يوسف و تمكينه في الأرض و تحمله مسؤولية الخزائن
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْاَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْاَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
بعد إثبات براءة يوسف، خرج النبي الكريم و كلَّم الملك فأظهر الحوار كمالَ عقلِه و جودةَ رأيِه، فَعَرَضَ عليه أن يكون مُمَكَّناً في الأرض و مُؤتَمَناُ، فبادر يوسف عليه السلام أن يجعله أمينا على خزائن الأرض لما يملكه من كفاءة تُمكنه من تحمل المسؤولية. فأعد تخطيطا اقتصاديا طويل المدى لمدة 15 عاما حيث شيد المخازن و جمع المحاصيل و رفع الظلم و ضمن حسن توزيع المؤن في السنوات العجاف.. | أصطفيه و أجعله من خلصائي | أستخلصه |
مُمَكَّن ذو منزلة، و مؤتمن | مكين أمين | |
جعلنا له سلطانا | مكَّنّا | |
ينزل و يحل حيث يشاء | يتبوأ |
2- من الآية 58 إلى الآية 62 : مجيء إخوة يوسف لمصر طلبا للطعام، و اشتراط يوسف إحضار أخيهم الأصغر و إلا منعوا الكيل و دخول مصر.
وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّيَ أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) وَقَالَ لِفِتْيَتِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
لما عمَّ القحط و الجفاف بأرض مصر و ما جاورها من البلاد، بعث يعقوب عليه السلام أبناءه لجلب الطعام لِمَا أُشِيع من خبر يوسف في رحمته و عدله، فلما دخلوا عليه عرفهم بسهولة، بينما هم لم يخطر ببالهم أن يكون يوسف في ذلك المقام، و أكرمهم و أحسن ضيافتهم، و أخبروه – و هم يتبادلون أطراف الحديث- أن لهم أخا أصغر لم يحضر معهم لشدة حب الأب له، و لما أعطاهم الطعام أمرهم بإحضار أخيهم الأصغر في المرة المقبلة و إلا منعوا الطعام. و لما رحلوا قال يوسف لأتباعه أن يضعوا ما قدموه ثمنا للطعام في متاعهم عسى إذا رأوها فيكون ذلك أرجى لعودتهم مؤملين في إعطائهم الطعام. | جاهلون أنه أخوهم | له منكرون |
أعطاهم ما يحتاجون إليه | جهزهم بجهازهم | |
نطلبه بإلحاح | سنراود | |
دراهمهم التي جاؤوا بها | بضاعتهم | |
أوعيتهم التي يضعون فيها الطعام | رحالهم | |
رجعوا | انقلبوا |
3- من الآية 63 إلى الآية 66 : مروادة الأبناء ليعقوب لأخذ أخيهم الأصغر، و قبول يعقوب عليه السلام بشروط
فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حِفْظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُوتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَاتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
مراودة الإخوة ليعقوب عليه السلام بأخذ أخيهم الأصغر و إلا منعهم الملك الكيل في العام المقبل، فتذكر يعقوب عليه السلام يوسف فقال لهم أن حاله حين يأمنهم على أخيهم إلا مثل حاله حين ائتمنهم على يوسف. بعد أن فتحوا متعاهم وجدوا أموالهم فيها مع الطعام، فقالوا يا أبانا ما نطلب أكثر من هذا، أرسل معنا أخانا كي نزداد من الطعام.. يعقوب يوافق على إرسال بنيامين مع إخوته بعد العهد و المواثيق. | منع الملك منا الكيل حتى نأتيه بأخينا | منع منا الكيل |
نحصل على الكيل المطلوب | نكتل | |
ما نطلب أكثر من هذا | ما نبغي | |
نجلب لهم الميرة و هي الطعام | نمير | |
عهدا مؤكدا باليمين | موثقا | |
أن تهلكوا عن آخركم | أن يحاط بكم |
4- من الآية 63 إلى الآية 68 : وصية يعقوب عليه السلام لأبنائه بالدخول مصر متفرقين
وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمُ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
شفقة و رحمة يعقوب عليه السلام بأبنائه دفعته بأن يوصيهم بعدم الدخول من باب واحد و أن يدخلوا متفرقين لكي لا يجلبوا الأنظار و دفعا للعين، مع تذكيره لهم بأن الذي يدفع الأذى عنهم هو الله تعالى و الحكم كله له سبحانه. | إرادة دفع العين عن أولادة شفقة عليهم | حاجة في نفس يعقوب |
الدروس و العبر و الأحكام المستخلصة من الجزء الرابع من سورة يوسف عليه السلام
1- تمكين الله ليوسف بعد المحن التي تعرض إليها آية تدعو للتأمل، بأن لا سبيل للإنسان إلى إدراك ذلك إلا بالصبر و اليقين. 2- إكرام يوسف لإخوته الذين آذوه دليل على مقام إحسانه و رفعة مقامه عند ربه. و هي سنة المرسلين . 3- التوكل على الله و تفويض الحكم إليه لا يتنافى من اتخاذ الأسباب المطلوبة للنجاح، و هذا ما نتعلمه من سلوك يعقوب عليه السلام حين أخذ المواثيق من بنيه، و وصيته لهم بأن يدخلوا من أبواب متفرقة. 4- يجوز لمن جُهِلَ حاله أن يعرف بكفاءته لينتفع به كما فعل يوسف عليه السلام دون قصد التفاخر و التطاول.. 5- التوكل على الله سبب رئيس في دفع المكروه عن النفس. 6-أن المؤمن كيس وفطن ولا يكون مغفلا ,فهو لا يلدغ من جحر مرتين (قال هل آمنكم عليه كما آمنتكم على أخيه من قبل ). |
القيم : – قيمة الحوار في إظهار معارف المرء وأخلاقه (حوار يوسف مع الملك ) . / – قيمة تزكية النفس (إني عليم حفيظ ). / – قيمة المعرفة والعلم للتدبير و التخطيط. / – قيمة الإحسان في استمالة القلوب . / – قيمة الضيافة والكرم . / – قيمة التوكل على الله والأخذ بالأسباب والإيمان بالتقدير الرباني .
الجزء الخامس من سورة يوسف من الآية 69 إلى الآية 87
1- من الآية 69 : أخو يوسف عليه السلام في مصر
وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّيَ أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 69 ) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
عاد إخوة يوسف لمصر لجلب الطعام، و لما دخلوا على يوسف عليه السلام أحسن استقبالهم، و أكرم وفادتهم بعد أن وفَّوا بوعدهم معه، و أحضروه أخاهم بنيامين معهم. | ضم إليه أخاه | آوى |
لا تحزن | لا تبتئس |
2- من الآية 70 إلى الآية 75 : حرص يوسف عليه السلام على إبقاء بنيامين معه، و تدبيره حيلة بتيسير من الله تعالى. له.
فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُوَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْاَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– تدبير يوسف عليه السلام بوحي من الله حيلة لبقاء أخيه معه، فجعل بطريق خفيّ سقاية الملك في رحل أخيه بنيامين، ثم لما تحركت القافلة وسارت خطوات نادى منادٍ قائلاً أيتها العير إنكم لسارقون. – دفاع الإخوة عن أنفسهم من تهمة السرقة، و باقتراح منهم اتفق العزيز مع إخوته على تطبيق شريعة آل يعقوب عليه السلام على سارق الصواع التي تقرر أن من يضبط بسرقة يسترق و يظل في خدمة من سرقهم. و هذا ما أراده يوسف لبقاء بنيامين في مصر. | إناء الملك وهو من ذهب كان يشرب فيه ثم جعله مكيالاً يكيل به | السقاية |
نادى منادي | أذن مؤذن | |
القافلة | العير | |
المكيال أو الصاع الذي يكيل به | صواع الملك | |
زعيم و ضامن | كفيل |
3- من الآية 76- إلى الآية 77 : تفتيش يوسف أوعية الإخوة، و اتهام الإخوة له بالسرقة في صغره .
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– أخذ يوسف بنفسه يفتش أوعية إخوته بحثاً عن الصواع ، وبدأ بأوعيتهم واحداً بعد واحد، وآخر وعاء أخيه بنيامين دفعاً للتهمة والتواطؤ في القضية، حتى استخرجها من وعاء أخيه الذي كان في رحله. – اتهام الإخوة يوسف بالسرقة بقولهم : إن يكن بنيامين قد سرق فلا عجب فقد سرق أخ له من قبل يعنون يوسف أيام صباه، كان يسرق الطعام ويعطيه للمساكين وسرق صنماً لأب أمه فكسره حتى لا يعبده. – أَسَرَّ يوسف قولتهم ولم يظهرها لهم وقال في نفسه أنتم شر منزلة و الله أعلم بحقيقة ما تذكرون. | يسرنا له هذا الكيد الذي توصل به إلى أمر محمود | كدنا ليوسف |
قانونه و شريعته | دين الملك | |
شر منزلة ممن رميتموه بالسرقة | شر مكانا |
4- من الآية 78- إلى الآية 82 : رفض يوسف اقتراح الإخوة بأخذ أحدهم مكانه، و رجوعهم إلى أبيهم لإخباره بسرقة بنيامين
قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَاخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79) فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– طلب الإخوة من يوسف أن يأخذ واحدا منهم بدلاً عن بنيامين لأن والدهمً كبير السن يعز عليه فراقه، لكن يوسف رفض اقتراحهم لأنه ظلم. – انفرد الإخوة للتشاور حول قضية بنيامين و لما سيقولونه لأبيهم بعد أن أعطوه الميثاق بحفظه، فأملى عليهم الأخ الأكبر بأن يخبروه بما شاهدوه و حكم على نفسه أن يبقى بأرض مصر. | يئسوا من إجابة يوسف لهم | استيئسوا منه |
انفردوا لوحدهم للتشاور | خلصوا نجيا | |
لن أغادر أرض مصر | فلن أبرح الأرض | |
اسأل أهل القرية | اسأل القرية |
5- من الآية 83- إلى الآية 87 : عدم اقتناع يعقوب عليه السلام بكلام أبنائه، و طلبه أن يرجعوا للبحث عن يوسف و أخيه
قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– أعرض يعقوب عن إبنائه، و خلا بنفسه، و اشتد عليه الحزن حتى عمي أو ضعف بصره، و كظم غيظه من أبنائه. – إخبار الإخوة يعقوب عليه السلام أنه لا يزال يتذكر يوسف حتى يصبح مشرفاً على الموت أو يكون من الميتين. فأجابهم أن رجاءه فى الله كبير، و أن رؤيا يوسف صادقة وأن الله تعالى سيجمعه به ويسجد له كما رأى . ومن هنا قال لهم أن يلتمسوا أخبارهما بالسؤال عنهما والنظر إليهما ، و لا يقنطوا من فرج الله ورحمته. | ممتلئ من الحزن يكتمه و لا يبديه | كظيم |
لا تزال تذكر يوسف | تفتأ تذكر | |
مشرف على الهلاك | حرضا | |
من البث وهو المصيبة التي لا قدرة لأحد على كتمانها. | أشكو بثي | |
اطلبوا خبرهما بلطف حتى تصلوا إلى النتيجة | فتحسسوا | |
رحمة الله | روح الله |
الدروس و العبر و الأحكام المستخلصة من الجزء الخامس من سورة يوسف عليه السلام
1- قد يجمع الله شمل الأهل و الأحبة بعد عناء الفراق. 2- اللجوء إلى الحيلة للضرورة تحقيقا للمصلحة الشرعيةالتي تعود بالنفع. 3- اتهام الناس و الكذب عليهم و قذف أعراضهم من أعظم الخصال الدنيئة المنهية عنها شرعا للأضرار التي تلحقها بالأفراد والجماعات. 4- الصبر على إذاية الخلق و عدم مقابلة السيئة بمثلها. 5- الرفق بالعجزة و المستضعفين من الأقارب والأباعد من آكد الواجبات في الدين. 6- الصبر على البلاء من صفات الأنبياء والمؤمنين. 7- ثقة المؤمن وأمله ورجائه دوما في ربه. 8- التضرع إلى الله تعالى و الشكوى إليه سبحانه ساعة الأحزان. |
الجزء السادس من سورة يوسف من الآية 88 إلى الآية 111
1- من الآية 88 إلى الآية 93 : لقاء يوسف عليه السلام إخوته و عفوه عنهم، و أمره لهم بإرسال القميص إلى أبيهم لاسترجاع بصره.
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– وصول الإخوة إلى يوسف و إخباره أنهم مسهم الضر، فلما سمع منهم ذلك رق قلبه و دمعت عيناه وأراد أن ينهي التكتم فذكرهم بما صنعوا به فقالوا في اندهاش: أإنك لأنت يوسف فأجابهم نعم. – اعتراف الإخوة بخطئهم و دعاء يوسف لهم بالمغفرة. – لما أخبر الإخوة يوسف بأن أباه قد عمي من الحزن عليه، طلب منهم أن يلقوا بقميصه على وجهه ليرجع إليه البصر. كما أمرهم بأن تحول كامل الأسرة الشريفة من أرض كنعان إلى أرض مصر. | بدراهم لا يقبلها الناس لرداءتها | بضاعة مزجاة |
أنعم الله علينا | منَّ الله علينا | |
اختارك و فضلك علينا | آثرك الله علينا | |
عفوت عنكم فلا أعاتبكم و لا ألومكم | لا تثريب عليكم |
2- من الآية 94 إلى الآية 98: عودة الإخوة إلى أبيهم عليه السلام و رجوع بصره و استغفاره لهم
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95) فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96) قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– لما خرجت العير من مصر حملت الريح ريح يوسف إلى أبيه قبل أن تصل بأيام، فلما وصلت القافلة فألقا البشير القميص على وجه يعقوب فارتد بصيراً، وهنا واجه أبناءه بأنه يعلم من لطف الله و حسن تدبيره ورحمته وإفضاله ما لا يعلمون. – طلب الإخوة من أبيهم أن يستغفر لهم ذنوبهم، و من عفو و صفح يعقوب عليه السلام وعدهم بالدعاء لهم و استغفار الله لهم. | خرجت القافلة من مصر | فصلت العير |
أن تكذبون | أن تفندون | |
خطئك القديم | ضلالك القديم | |
رجع إليه البصر | ارتد بصيرا |
3- من الآية 99 إلى الآية 101: تحقيق رؤيا يوسف عليه السلام بهجرة الأسرة الشريفة إلى مصر و سجودهم له سجود تحية و تعظيم، ودعاء يوسف ربه بحسن الخاتمة.
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَاوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِيَ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَاوِيلِ الْاَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْاَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– تحقق رؤيا يوسف عليه السلام بهجرة يعقوب و أبنائه إلى مصر، و لقائه بأبنائه، ثم سجدوا ليوسف سجود تحية و تشريف. – أثنى يوسف عليه السلام على ربه بما أنعم عليه من الملك و الخير و تعبير الرؤيا، و دعائه بأن يتوفاه الله مسلما و أن يلحقه بالصالحين. | على السرير | على العرش |
سجدوا له تحية و تعظيما | خروا له سجدا | |
بادية الشام | من البدو | |
أفسد بيني و بين إخوتي | نزغ الشيطان | |
خالقها على غير مثال سابق | فاطر السماوات |
4- من الآية 102 إلى الآية 108: ما أُخْبِرَ به الرسول هو من أنباء الغيب لأخذ العبرة، و ذكر الآيات الدالة على وحدانية الله التي لا يعتبر بها المشركون.
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104) وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– بيِّن الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن هذا الذي ذكره له من أخبار الغيوب السابقة، يُعلمه به؛ لما فيه من العبرة له والاتِّعاظ، وما كان حاضرًا عندهم ولا مشاهد لهم عندما اتفقوا جميعًا على إلقاء يوسف في البئر، وهم يمكرون به، ولكن الله أعلمه بذلك، وحيًا إليه. – بين الله تعالى أن كثيرًا من الآيات الدالة على وحدانية الله يشاهدها الكافرون، وهم يشركون الأصنام معه في العبادة، فهل أمنوا نقمة الله أن تحيط بهم فجأة؟! – أمر الله تعالى رسوله أن يواصل دعوته هو والمؤمنون معه فقال : “قل هذه سبيلي” أي قل أيها الرسول للناس هذه طريقتي في دعوتي إلى ربي على علم و يقين بمن أدعو إليه وبما أدعو به وبالنتائج المترتبة على هذه الدعوة. | لدى إخوة يوسف | ما كنت لديهم |
اتفقوا على إلقاء يوسف في البئر | إذ أجمعوا أمرهم | |
يحتالون على إخراجه وإلقائه | يمكرون | |
موعظة يتعظ بها المؤمنون | إن هو إلا ذكر | |
نقمة و مصيبة تصيبهم من الله | غاشية من عذاب الله | |
على علم و يقين مني | على بصيرة |
5- من الآية 109 إلى الآية 111: إرسال الله رسله مبشرين، و نصرته سبحانه لهم، و الاتعاظ بقصصهم.
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) | ||
معاني الآيات | شرح المفردات | |
– التأكيد على أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله بشيرًا من أهل القرى والأمصار لا من أهل البوادي، أفلم يسرّ أهل مكة، فينظروا كيف كان آخر أمر المكذبين بالرسل، وكيف كان إهلاكهم؟! – توضيح أن هؤلاء قد يئسوا عندما تباطأ وتراخى نصرهم، وتوهموا أن رجاءهم في النصر لن يتحقق، أو ظن الأمم أن الرسل أخلفوا ما وعدوا به من النصر، وعندئذٍ يأتي نصر الله. – التذكير على أن في قصص هؤلاء الرسل عليهم السلام عظة وعبرة لأصحاب العقول. | من أهل المدن والأمصار لا من أهل البوادي | من أهل القرى |
يئسوا من إيمان قومهم | استيأس الرسل | |
عذابنا الشديد | لا يرد بأسنا | |
أي ما كان هذا القرآن حديثاً يختلق | ما كان حديثا يفترى |
الدروس و العبر و الأحكام المستخلصة من الجزء السادس من سورة يوسف عليه السلام
1- تقرير مبدأ أن المعاصي لن تكون إلا نتيجة للجهل بالله تعالى وجلاله وشرائعه ووعده ووعيده . 2- فضل التقوى و الصبر و ما لهما من حسن العاقبة . 3- فضل الصفح و العفو وترك عتاب القريب إذا أساء . 4- كرم يعقوب و حسن عفوه وصفحه على أولاده إذ استغفر لهم ربهم فغفر لهم . 5- صدق رؤيا يوسف عليه السلام إذ تمت حرفياً فجلس يوسف عل عرشه و خَرَّ له أبواه وإخوته ساجدين . 6- قد يتأخر تأويل الرؤيا عشرات السنين إذ تأخرت رؤيا يوسف أربعين سنة . 7- فضل الشوق إلى الله والحنين إلى رفقة الصالحين في الملكوت الأعلى . |
و الخلاصة :
إن السورةَ في مجملها إشعارٌ غير مباشر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه سيُكرَه على الخروج، وتركِ ديارِه من قِبَل قومه، كما أُكرِه يوسفُ على ذلك من قِبَل إخوته، وأن عاقبة الأمر ستكون متماثلة، فكما أن إبعادَ يوسف عليه السلام هيَّأ لعلوِّ شأنه ومُلكه، ثم عفوه عن إخوته الذين ظلموه، فإن الأمرَ سيكون كذلك لرسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ خروجًا، وظهورًا للدِّين، وعلوَّ شأنٍ، ثم عفوًا عن الذين حارَبوه، وهو ما حصل ووقَع.
متمنياتي لكم بالتوفيق و النجاح / ذ : رشيد فيلالي أنصاري