المجلس العلمي المحلي لإقليم جرسيف،ينظم ندوة علميةحول:العنف المدرسي. بداخلية_بركين

وكما كان مقررا، نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم جرسيف ، بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. على مستوى داخلية بركين، التابعة للثانوية التأهيلية بركين. يومه الجمعة 21 رجب 1445هــ الموافق 02 فبراير 2024 على الساعة الثامنة والنصف ليلا ، ندوة علمية حضورية في موضوع:
العنف المدرسي وآثاره السلبية على المسار التعليمي
افتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها التلميذ زمزوم.
أعقبتها كلمة للأستاذ : يونس الهادي(الحارس العام للداخلية).
المداخلة الأولى :ذ. محمد العربي، مرشد ديني بجماعة بركين.
عنوان المداخلة: المفاهيم الإجرائية للعنف المدرسي.
المداخلة الثانية:ذ. محمد الهشمي، عضو المجلس العلمي المحلي لإقليم جرسيف.
عنوان المداخلة: أسباب العنف المدرسي .

المداخلة الثالثة:ذ. محمد بــضــاض ، أستاذ التربية الإسلامية بالثانوية التأهيلية بركين.
عنوان المداخلة: سبل الحد من ظاهرة العنف المدرسي.
تسيير : ذ.محمد الهشمي.
تنسيق : ذ. محمد ألعيز. مدير الثانوية التأهيلية بركين.
لقد أجمع كل الحاضرين على ضرورة تعاون الجميع من أجل علاج هذه المشكلة، وخصوصا إذا ارتبطت هذه المشكلة بالإنسان ذلك المجهول، والشيء المهم الذي يجب الإشارة إليه هو أن علاج العدوانية والعنف أمر لا يقع على عاتق المدرسة فقط أو الأسرة فقط بل يجب أن تتكاثف فيه جهود المدرسة والأسرة والمجتمع حتى يمكن أن تظهر نتائج مرضية.
وكان ختام هذه الندوة العلمية بمسابقة علمية، وتوزيع الجوائز على الفائزين.
بالدعاء لمولانا أمير المؤمنين نصره الله ، تلاه ذ. محمد العربي.

سيكولوجية الجماهير : سعيد العنزي


عندما يقف الناس إجلالا ل ” الشيخة طراكس” و“نجاة اعتابو ” و تستهوي “للالعروسة ” الملايين ..و يواصل الغبي / الذكي “برنامج رشيد شو ” استبلاذه و تكون ” جماهير ” ( الريال أو البارصا) بالملايين من العشاق مثل ” جماهير ” المسمى ” الستاتي ” أو الملقب ب ” حجيب ” !! حتى في الهوامش حيث لا ماء و لا إنارة و لا أمصال. هنا و هنا فقط تتأكد لدي المعلومات التي تؤثت التمفصلات المعرفية للإبداع الجميل للكبير ” غوستاف لوبون ” (سيكولوحية الجماهير ).!!
عندما تغلق المكتبات العمومية و تغلق المدارس من على مسمعنا ، و يستثمر السياسيون في الخشب و العقار .. و تكون القاعات السينمائية أوكارا للمنحرفين ، و تكون دور الشباب بلا حراس و بها تقضى الحوائج الثي تدمر كبرياء الإنسان ..
عندما تتوسع السجون و تبنى أخرى في قلب السهول ب ” سايس ” و ” اللكوس ” .!! وعندما نؤدي للسجين يوميا منحة أكثر مما نؤدي لطلاب العلم في الداخليات !! و عندما يزور الطبيب السجناء , و لا يجد المتفوقون سريرا في الأحياء الجامعية و لا مقعدا في الكليات ، و لا مكانا في المقصف البئيس لتلبية “حاجة ” بيولوجية ” تحتاجها المعدة في زمن غزو الفضاء و استعمار المريخ .!!
عندما يموت الكبار في صمت مريب .!! لا مراسيم عزاء على قد المقام ، و لا ذكرى الأربعين على منوال الفطاحل من خدام الوطن !! و لما ينتهي أحد الاغبياء المحظوظين ،بلا كفاءة ولا استحقاق ، تقام الدنيا و لا تقعد و تبكي قنوات ” إثم “.!! ويكون الجو مهيبا .
عندما نفتقد إلى رجالات دولة من الطراز الرفيع !! و تكون السياسة مهنة من لا مهنة له ، من محترفي الرقص على أشلاء المواطن .و تكون بذلك الكائنات « السياسية » أمية و جاهلة في علم السياسة ..و ينتهي بنا المطاف مكتئبين بالشعبوية القاتلة و بالحروب الوسخة و النثنة حيث ؛ لا ” بوليميك ” سياسي و لا خطابة و لا برنامج كما ارسى قواعده ” روسو ” !! فتكون بذلك “الانثروبولوجيا ” حثما وحدها القمينة بجعلنا نفهم السلوك كي لا نصاب بالغثيان .و كي لا يبتلعنا ظلما و عدوانا ” الزهايمر ” و نحن في عنفوان الشباب .!!
عندما تسقط ” الجماهير ” حماسا ل ” مؤخرة ” ( نانسي عجرم أو اليسا …) و لا أحد من ” الرعاع ” يعرف مقدمة ” ابن خلدون ” ( اعتذر قارئي العزيز على المصطلح ).و هنا فقط تنكشف حقيقة الجهل و الأمية و زور البنيان ..!!
عندما تكثر الشهادات من الإجازة الى ما فوق..و تنكشف عورة « المثقفين » .لا تكوين ولا بحث و لا عمق و لا تنظير..وحده الشيخ ” غوغل ” و اعتماد مقولة ( من نقل انتقل .. ) تكون أداة للحصول على الإعتراف .. هنا الأمية الوظيفية تؤثت المشهد و لا يصح بعدها إلا ” البروطوكول ” و ” التسنطيحة ” !! لتجاوز عقدة العار !! و للتموقع في خريطة « النخبة ».!!
عندما تكون الجامعات مأوى للسيوف و الرماح و مختلف فنون العنف و الإضطهاد ..و لا تكون رحابا للمقارعة الفكرية و للخطابة و للتكوين !! و عندما تعجز النخب عن تدبير الإختلاف بالعقل و بالمنطق . و تكون الأيديولوجيا عقيدة ؛ و يصبح الحرم الجامعي كنيسة للأرثوذوكسيا في أبشع أنماط الإنغلاق !! و مهما كانت التقدمية و الأنوار شكلا فإن العمق ظلام و ارتكاسية و نكوصية مغلفة بالحداثة و العصر !! و جميع الاطياف معنية بهكذا فهم .
عندما يكون المرحاض ( شرف الله قدرك ) مؤسسة لإنتاج المعرفة لدى الغرب المتقدم . و تكون الجامعة عندنا مسرحا لتفريخ الجهل المؤسس أو المقدس..!!
عندما يربح بائع السجائر بالتقسيط أحسن مما يتقاضاه أستاذ باحث لا يستطيع ضمان أسبوع واحد في فندق مصنف بطنجة أو أغادير …و عندما تخصص للبحث العلمي عندنا مزانية أقل من ميزانية مسرح بلدي واحد ببلدية ” باريس ” أو ” فرانكفورت ” !!
عندما يشتري المستضعفون هواتف آخر ” موديل ” و لا ” روبير ” لديهم و لا ” إبن منظور ” !! و يؤثثون البيوت ب ” البلازما ” !! و لا كتب و لا تربية و لا معاجيم اللغة و لا أفقا رحبا و فسيحا !! و يكون الأغنياء أصدقاء أوفياء لل” الكوكايين” أو لدعارة الخمسة نجوم !!
عندما ندمر الأسرة بمفاهيم الحداثة المغشوشة و نحارب القيم بأفلام ” المكسيك ” أو ” اسطمبول “. فنقعد لتقدم مزور لا قاعدة فيه و لا لبنيانه أساس !!
عندما يجهل المغاربة ” العروي ” و ” الخطيبي ” و “عبد الله حمودي ” !! و يعرفون حق المعرفة رموز الابتذال و النمدجة مثل الرديء الأمي ” سعد انت معلم ” . و تشكل البطلة ” خلود ” جزءاً من المخيال العام !! هنا تأكدت فعلا من صحة ما جادت به قريحة ” مصطفى حجازي ” في إبداعه الرائع و المتميز ” التخلف الإجتماعي ، مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور ” . قرأت الكتاب عشرات المرات و في الأخير تأكدت أننا في مجتمع يحتاج إلى المصحات النفسية و إلى إعادة احياء ” سيغموند فرويد ” و قراءة “جاك لاكان ” أكثر مما يحتاج إلى الطاحونات و الحمامات و الأسواق !!
عندما تصنع النكت للنيل من المعلمين !! و نقدر ثقافة السلطة أكثر من سلطة الثقافة . و يعيش الطبيب على القروض و على الكفاف و العفاف في أحسن الأحوال !! و تكون المستشفيات مفتوحة أمام المنحرفين و ” البلطجية ” للنيل من سلامة ملائكة الرحمان ..
عندما نحتقر علوم ” الإنسان و المجتمع ” الثي أنهت عمر العظيم ” محمد اركون “!! ؛ و التي تتخذها القوى العظمى أداة لاستعمار العالم !! فيخرج علينا معالي الوزير ” المنافق الغبي ” مصرحا بأن تدريس التاريخ و الفلسفة مجرد هدر للوقت..!! تأكدت صدقا أن ” أفلاطون ” كان على صواب عندما أكد أن شؤون المدينة من اختصاص الحكماء لا من اختصاص الغوغاء و ” الدوكسا ” أعداء الفهم و التحليل !!
عندما يرفض « مثقف » أن يجالس مثقفا آخر لأنه يختلف عنه في “الإيديولوجيا ” . و في الوقت عينه يرافع في الديموقراطية !! فيغرد الأول ايديولوجيا ل ” دمشق” أو ” بغداد ” !! و يغني الثاني ، بحماس ، ل ” باريس ” أو ” الفاتيكان ” و يمارس الثالت شطحاته تأثرا بالدوحة أو الرياض. و ما يزالون منذ صدور ” الايديولوجيا العربية المعاصرة ” للكبير ” العروي ” إلى الآن يرقصون و كل يغني ل ” ليلاه “..
عندما تصبح الإشاعة أداة ..و الافتراء وسيلة..و الحقد خصلة..و الغل ممارسة ..و التربص و المؤامرات و الدسائس خططا..و القذف و السب و النيل من الرجال حرفة…و المكر و الكيد طريقة…و العزل اسلوبا…و المحاصرة تكتيكا…
عند كل هذا و ذاك تأكدت فعلا أننا نعيش الإفلاس الحضاري و انسدادا كاملا في الأفق و استئساد الرداءة و موتا اكلينيكيا للمجتمع !!
و أخيرا أنصح بقراءة الكتاب الرائع ” سيكولوجية الجماهير ” للمنظر في السوسيولوحيا و في علم النفس الإجتماعي ” غوستاف لوبون ” . الكتاب يعود الى أربعينيات القرن الماضي و قد ترجم إلى عشرات اللغات و هو بمثابة ” زبور الرأسماليين ” . و ” غوستاف لوبون ” مثل ” وليام رايخ ” من الكبار الذين يستحقون القراءة .
منقول

العلوم الإنسانية وتدريس العلوم الدينية الإسلامية نموذج علوم التربية وعلم النفس(1)_الأستاذ الدكتور مصطفى حدية

مقدمة:
ما هي مناهج التربية وما هي دلالتها ومبادئها؟ ما هي مناهج علم النفس و ما هي علاقتها بمناهج التربية؟ كيف يمكن رصد مناهج التربية وعلم النفس في العملية التعليمية للعلوم الدينية؟ وما هي أهمية هده المناهج وفائدتها في التعليم الجيد للعلوم الدينية ؟.فالنظرة العميقة لمضمون هذه الأسئلة تحيلنا على مشكلة تربوية معقدة ترتبط بمفهوم التربية في مختلف أبعادها الفلسفية والتعليمية من جهة وما يطرح اليوم من أسئلة وإشكالات حول تدريس علوم الدين وما يرتبط بها من قضايا عقائدية وشرعية من جهة أخرى. أسئلة وإشكالات يذهب بعضها إلى طرح الجدوى والفائدة من تدريس علوم الدين في عصر العلوم والتكنولوجيا المتطورة، زاعمة بذلك أن علوم الدين وما يرتبط بها من أفكار ومعطيات هي المحرك لما يعرفه المجتمع المعاصر اليوم من عنف وإرهاب. إن المشكلة في الأصل لها علاقة بالأسلوب ونمط التعليم المسطر من أجل تنفيذ البرنامج المعد لتدريس العلوم الدينية مع الاستفادة من النظريات التربوية الحديثة وسيكولوجيا التعلم عبر اكتشافاتها وإبداعاتها المهمة في مجال الطفولة. بالإضافة إلى هذا فان أهمية هذا الموضوع تكمن في ما أصبح مسلما به من أن تقدم المجتمعات ونموها وازدهارها رهين بمدى فعالية المناهج التربوية المعتمدة في تكوين الإنسان،ذلك التكوين المتكامل الذي ينم عن تحقيق الإنسان المتصف بالنضج والانفتاح والقادر على مواجهة تحديات مجتمع العولمة في إطار تشبعه بهويته الحضارية والدينية.
مناهج التربية الحديثة
من المؤكد أن المنهج التربوي يحتل موقعا استراتيجيا خطيرا في العملية التربوية عموما والعملية التعليمية خصوصا,على اعتبار أنه يتضمن الأهداف التربوية وخططها واتجاهاتها في كل مجتمع. فالمنهج التربوي يشكل جزءا من النظام التربوي لبلد معين. فالتربية تهدف كما هو معروف في الدراسات التربوية إلى إحداث تغيير مقصود ومنظم في سلوك المتعلمين. وبما أن التعلم هو كذلك تغيير في السلوك فان ضرورة اهتمام التربية بعلم النفس وبالأخص بسيكولوجية التعلم تعتبر أمرا ملحا.فتبعا للتغيير الذي عرفته المجتمعات المعاصرة والذي مس جميع المجالات العلمية والثقافية والسياسية والتكنولوجية،لوحظ تحول إن لم نقل انقلاب في مفهوم التربية من معناها ودلالتها التقليدية إلى مفهومها المعاصر. ففي النصف الأول من القرن العشرين ظهرت مناهج وطرق تربوية متعددة ومختلفة تعطي الأهمية بالدرجة الأولى للطفل ولميوله ولشخصيته بصفة أساسية بدل التركيز على المادة كما كان سائدا في السابق.وهنا تجدر الإشارة إلى أعمال مونتسوري (1870-1952) في كتابها “التربية العملية” حيث تؤكد على أنه “ينبغي أن تتوافر في بيئة الطفل وسائل التربية الذاتية وأن تكون هذه الوسائل شيقة قادرة على اثارة اهتمام الطفل” . وفي نفس السياق “أنشأ- دوكرولي(1871-1932)- مدرسة الحياة من أجل الحياة” مستفيدا في ذلك من اهتمامه بعلم النفس الحديث وهو الأستاذ لعلم النفس الطفل بجامعة بروكسل ببلجيكا. نفس الاهتمام بالطفل نجده عند كل من فروبل وسبستيان فرينيه وما تركاه من من أثار ايجابية على العملية التربوية في شموليتها وما أحدثاه من تغيرفي كيفية التعامل مع جيل المستقبل.
بالإضافة إلى هذه الموجة من الطرق التربوية الجديدة،تم التركيز كذلك وبالتوازي مع الاكتشافات العلمية في مجال العلوم الإنسانية عموما وعلم النفس خصوصا على مناهج حديثة من قبيل التدريس بالأهداف والتدريس بالكفايات وبداغوجية الإدماج الخ. تعددت المناهج والطرق والوسائل وكلها تشترك في المبادئ التالية-
-تعليم الطفل أن يعلم نفسه بنفسه،
-تعليم الطفل الاستقلال بذاته،
-تعليم الطفل أن يحل مشكلاته،
-تحرير شخصية الطفل وتنمية إبداعه.
وما أعطى للتربية الحديثة أهميتها وأظهر جدتها بالقياس الى ما كان سائدا تحث مسمى “التربية التقليدية” هو التشبع بمجموعة من المبادئ الأساسية نذكر منها-
_ تقدم التربية على التعليم،
اعتماد التربية على علم النفس، اعتبار الطفل محور التربية،
الاستقلال الذاتي في إطار التكامل، توفير بنية طبيعية،
تربية فردية وسط روح جماعية، توفير جو التفاؤل والثقة.
ويمكن في ضوء هده المبادئ الإشارة إلى مقومات التربية الحديثة في ما يلي-
-مراعاة الفروق الفردية،
-دراسة نفسية الطفل،
-النشاط الذاتي،
-الحرية والمسؤولية،
-ربط المدرسة بالحياة الاجتماعية.
مناهج التربية ،أنماط التعليم وعلاقتها بعلم النفس-
كما سبقت الإشارة إلى ذلك أعلاه،هناك علاقة وثيقة جدا بين سيكولوجية التعلم وأنماط التعليم وأن تعدد هده الأنماط وتنوعها يعودان جزئيا الى تعدد نظريات التعلم وتنوعها التي تحاول وصف السلوك الإنساني وتفسيره لذلك فمن غير المستغرب أن تكون هناك روابط وأصول نفسية مختلفة لأنماط تعلمية مختلفة ويمكن تحديد هده الأصول في أربعة مناح أساسية هي،المنحى السلوكي والمنحى المعرفي والمنحى الاجتماعي والمنحى الإنساني.
-الاتجاه المعرفي-يركز على فردية خصائص المتعلم وشخصيته، ويعنى باستراتيجيات تطوير جانبه المعرفي بخاصة وجوانبه النفسية الاجتماعية الأخرى بعامة. ويتضمن هذا الاتجاه أو المنحى عدة أنماط تعليمية ,نذكر منها نمط اكتساب المفاهيم لبرونر,ونمط التفكير الاستقرائي لتابا,ونمط الاستقصاء لسكمان ونمط المنظمات المتقدمة لأوزبل ونمط التطور المعرفي لبياجيه. وقد هدفت هذه الأنماط جميعها ,رغم اختلافها من حيث الأهداف التفصيلية,إلى تزويد المعلم بالعديد من الحقائق والمفاهيم والمبادئ والاستراتيجيات التي تمكنه من تعزيز تطوير تفكير طلابه, وتسهيل اكتسابهم لمفاهيم واستراتيجيات تفكيرية متقدمة.

  • الاتجاه السلوكي-يركز هذا الاتجاه على الاستفادة القصوى من مبادئ التعلم الإجرائي المتنوعة التي تمكن المعلم من ضبط سلوك طلابه التحصيلي وغير التحصيلي وتعديله على نحو يبدو فيه هذا السلوك أكثر مرغوبية بالنسبة للمعلم والمتعلم والمجتمع على حد سواء. ويتضمن هذا الاتجاه نمط التدبير ألاشتراطي ونمط التدريب لسكنر وآخرين. يهدف هذان النمطان إلى تزويد المعلم بمجموعة واضحة ومحددة من الإجراءات التي تسهل عليه أمر تخطيط التعليم وتنفيذه بشكل مثمروضبط سلوك طلابه غير التعليمي بحيث يوجهون جل اهتمامهم ونشاطهم نحو تنفيذ ما يحدد لهم من أهداف تعليمية.
    -الاتجاه الإنساني,يركز على “إنسانية” المتعلم و”حريته” لتمكينه من استغلال طاقاته في حدودها القصوى وتحقيق ذاته على النحو المرغوب فيه. ويتضمن هذا الاتجاه نمط التعليم غير الموجه لروجرز وآخرين ونمط التفكير الابتكاري لجوردون وآخرين.
    يهدف هذان النمطان إلى تزويد المعلم بمفاهيم ومبادئ واستراتيجيات تعليمية تمكنه من تشكيل بيئة صفية مفتوحة “حرة” تتيح للمتعلمين فرصة تطوير قدراتهم الذاتية وتعزيز تفكيرهم الابتكاري.
    -الاتجاه الاجتماعي-يعنى بتطوير المهارات الاجتماعية والعلاقات الشخصية المتبادلة من خلال التأكيد على أهمية تفاعل الجماعات ويتضمن الاتجاه عدة أنماط نذكر منها نمط البحث الاجتماعي لثيلين ونمط اللعب لشافتل, وذلك بغرض تزويد المعلم بالمهارات والاستراتيجيات الضرورية لتطوير قدرات طلابه على إنشاء علاقات اجتماعية مثمرة .
    مناهج التربية الإسلامية,منظور شمولي,
    لكي يكون نظام التربية نظاما إسلاميا، لابد أن يكون كليا، يحيط بكل ما يقتضيه نمو الإنسان المتكامل، إن كان ذلك في نموه العقلي، أو الخلقي، أو الوجداني…ومن هذا المنطلق، تتميز التربية الإسلامية بكونها تهدف إلى تكوين “الإنسان الصالح” الذي يعمل في سبيل سعادته في الدنيا، ويحصل من الفضائل ما يضمن له السعادة في الآخرة. ولاشك أن رعاية الأبناء وتعهدهم بالعناية اللازمة، والتربية اللائقة، والأخذ بيدهم نحو الحالة السوية، ستوفر طاقات إنتاجية هائلة، إذ ما أحوجنا في البلاد الإسلامية إلى تربية سليمة تتميز بتوفير رعاية متكاملة وشمولية لمواجهة إشباع حاجات الطفل في مختلف المجالات. ومعلوم أن الطفولة هي الفترة الحرجة والحساسة في حياة الفرد وتطوره. فخلال هذه المرحلة يكتسب الطفل الأنماط الرئيسية من سلوكه الحسي والحركي، والمعرفي، واللغوي، والعاطفي، والاجتماعي.. وما لم تتطور هذه الأنماط تطورا سليما، فإن الطفل يتعرض للإصابة بالمشكلات التعليمية والسلوكية، ويتأثر تكيفه مع البيئة تأثرا بعيد المدى إن المشتغلين بالتربية من رواد الفكر التربوي الإسلامي المعاصر قد بينوا حقيقة التربية في مفهومها الإسلامي الصحيح انطلاقا من الفلسفة الإسلامية ورؤيتها المتميزة للإنسان، واعتمادا على أصوله الثابتة وتعاليمه الربانية وتشريعاته القويمة في القرآن الكريم والسنة النبوية الرشيدة. يتعلق الأمر عند هؤلاء الرواد والمشتغلين بمجال التربية الإسلامية في تأكيدهم على أنه لم يكن هدف المسلمين من التربية دنيويا محضا كما كان عند اليونان والرومان مثلا، ولم يكن دينيا كما كان عند الإسرائيليين في الصدر الأول، وإنما كان غرضهم دينيا ودنيويا معا، وكانوا يرمون إلى إعداد المرء لعملي الدنيا والآخرة وفي القرآن الكريم: “واتبع فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا” وفي الحديث الشريف “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا”. إن الهدف من التربية الإسلامية يتعلق بتكوين شخصية إسلامية متوازنة روحيا وعقديا وجسميا واجتماعيا الخ، تكوين يجعل الذكر والأنثى مسلما في تفكيره وقوله وفعله وسلوكه وأخلاقه وغايته في الحياة، وفي نظرته للأمور، ووزنه للأشياء وعلاقاته بالآخرين.
    أشارت الدراسات والأبحاث في علم النفس إلى أنه بفضل التغيرات النمائية السريعة التي تحدث في شخصية الطفل، يصبح من الضروري توفير المناخ البيئي الملائم والشروط التربوية المناسبة، إذ أن قدرات الطفل الحسية والحركية والعقلية ذات الاستعداد الكبير للارتقاء والعمل، خلال هذه الفترات سوف تبلغ مداها إذا أخذت التربية دورها بشكل سليم.
    إذا كانت العملية التربوية في مفهومها العام تعني تناول مختلف جوانب شخصية الإنسان بالترقية والتنمية والتهذيب مما يعينه على اكتساب الكفاءة اللازمة كي يحسن التفاعل مع معطيات وواقع الحياة الإنسانية والطبيعة، حاضرا ومستقبلا، فضلا عن تنمية قدرات المجتمع وإمكاناته وتعزيز ذاتيته الحضارية بحيث يكون قادرا على المضي قدما على طريق التقدم والرفاهة، والمنافسة على تحقيق أفضل ما يمكن الإنسان من القيام بواجب الاستخلاف،.
    كل ما في الإسلام الحنيف يبعث على التمتع بالفطرة السوية أو السواء أو بلغة علم النفس الحديث حسن التكيف والتوافق والتمتع بالصحة النفسية الجيدة. التعليم والمبادئ والمثل الإسلامية تشمل كل جوانب الشخصية الإنسانية وتتناولها بالصقل والتنمية والتهذيب والتربية بحيث يشب المسلم شخصية سوية متكيفة ناجحة.
    إن الإسلام عقيدة التوحيد والعدل والمساواة والإخاء، وهو دعوة للسلام وللتعايش بين الشعوب والأمم والإبداع الحضاري في جميع مجالات الحياة، إن التربية الإسلامية هي التي تصوغ المجتمع المسلم وتنشئته تنشئة متكاملة العناصر، لا يطغى فيها جانب على آخر وإنما تتوازن فيها جميع القيم الإسلامية.
    انطلاقا من هذه الرؤية الشاملة للإسلام والمتعلقة بالكائن البشري والمجتمع والتربية، نحدد فيما يلي خصوصية الرؤية الإسلامية للطفل، دون الخوض في التفاصيل الدقيقة لأن هذه التفاصيل لا يستوعبها هذا العمل المحدد في موضوعه، بل سنقتصر على عرض الملامح العامة المفيدة في تقديم صورة ناصعة لخصوصية الطفل في المنظور الإسلامي.
    مكانة الطفل في الإسلام:
    إن الإسلام يقرر أن الأفراد يولدون على الفطرة ويتم تكوينهم وفق سنن الكون التي أرادها الله ليعيشوا حياتهم مزودين بمختلف القابليات والإمكانات ومسلحين بملكة العقل التي تنمو والمشاعر التي تنبض والروح التي تهدي صاحبها إلى سواء السبيل.
    إن تربية الطفل والعناية به في الإسلام لها أهمية خاصة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالعطف على الأطفال وحبهم ويحث على وجوب معاملتهم بالرحمة واللين، فقال صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا “وللرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تبين أهمية لعب الأطفال وفهم طبيعتهم وأسلوب تربيتهم حيث يقول: “علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف”.
    تشكل أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله أرضية صلبة، تأكد من خلالها أهمية الطفولة ومكانتها في التربية السليمة، ولقد أوضح القرآن الكريم في آيات متعددة مراحل الطفولة منذ الإخصاب، وأوضح حقوق الأطفال وحدد مراحل التكليف وتحمل المسؤولية ونصيب الأطفال من الإرث وأهمية معاملة الأطفال اليتامى باللطف والمحافظة على أموالهم حتى يبلغوا أشدهم حيث قال الله تعالى: “ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن” واعتبر القرآن الكريم الأطفال زينة الحياة حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: “المال والبنون زينة الحياة الدنيا”.
    أجل، لقد اعتنى الإسلام بالطفل ونص على حقه في الحياة وهو جنين في بطن أمه، فلا يجوز قتله بأي طريقة كانت حتى ولو حكم على المرأة الحامل بالإعدام، إذ يؤجل الحكم حتى تضع وليدها وترضعه حتى الفطام. كما أكد على حق الرضاعة، قال الله تعالى: “والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين” (سورة البقرة: أية 233). ومن حقوق الطفل على والديه كما أكدها الإسلام التغذية والملبس والمسكن والحق في العدل وعدم التمييز بين الذكر والأنثى، وحق النسب والتسمية. وقد روي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما حق ابني هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تحسن اسمه وأدبه، وضعه موضعا حسنا”.
    كما أوصى الإسلام الوالدين خيرا بأولادهم قال الله تعالى: “يوصيكم الله في أولادكم” سورة النساء، آية 11). أكد الإسلام على وجوب رعاية الوالدين لصحة أولادهم وأن إهدار صحتهم إثم كبير قال صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول” (رواه أبو داوود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما). وقال كذلك عليه الصلاة والسلام: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع “. وقال صلى الله عليه وسلم: “اعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يعدلوا بينكم، (مسند الإمام أحمد، السيوطي).
    وتقديرا لأهمية الطفل وتأكيدا لحقه في الحياة قال الله تعالى: “ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا” وقال الله تعالى: “ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله”.
    إنه مما لاشك فيه، أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية قد رفعت من مكانة الطفل أكثر من أي اتجاه أو مذهب وفلسفة سابقة وضمنت له حقوقه كاملة، على اعتبار أن الطفولة هي عماد وأساس المجتمع والحضارة الإنسانية، فإذا تمت رعاية الطفل رعاية متكاملة صلح المجتمع وإذا صلح المجتمع صلحت الحضارة الإنسانية، ولعل هذا ما ترمي إليه التربية الإسلامية وما يحدد المكانة المتميزة للطفل في الإسلام.
    وبالفعل، في التربية من المنظور الإسلامي تتأكد هذه المكانة الإيجابية في أنصع صورها الجميلة. فالإسلام يحث في التربية على مراعاة الإمكانيات الطبيعية ومستوى قدرات واستعدادات الطفل المختلفة عند التربية حيث يجب أن يكون الكلام على قدر إدراك الطفل، إذ ليس من الحكمة أن يكون الكلام وأسلوب الخطاب الكبير نفسه للصغير، ولهذا روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يا ابن عباس لا تحدث قوما حديثا لا تحتمله عقولهم” .
    لقد حظي الطفل بمكانة كبيرة في مجال التربية حيث أمر الإسلام بعدم التشدد والضغط والعنف، لأن العنف لا يولد إلا العنف فالأسلوب الأساسي في نظر الإسلام هو أن تكون الوسيلة متسمة بالرفق واللطف وبصفة خاصة في معاملة الأطفال وتربيتهم، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله يحب الرفق في الأمر كله” وكان يقول لعائشة “عليك بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شرع إلا شانه” إذ إن طريقة الغلظة والعنف والقسوة في التربية يكون إنسانا غليظا قاسيا عنيفا يحمل في نفسه الحقد والضغينة على مربيه، ثم هو نفسه يتخذ نفس الأسلوب في التربية عند الكبر، لأن كل أسلوب تربوي غير أخلاقي يكون بدوره نمطا من السلوك غير أخلاقي عند المتربين، ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينصح بالتيسير والتبشير في التربية والتعليم وكان يقول: “علموا وبشروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا” وفي رواية “يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا”، كما كان ينصح أن يكون المربي كالوالد الرحيم بالنسبة للطفل حيث كان يقول: “أنا لكم مثل الوالد لولده أعلمكم” وأخيرا كان ينصح أن ينزل المربي إلى مستوى المتربي فيقول مثلا: “من كان له صبي فليتصاب له”، ومعروف عنه أنه كان يفعل ذلك بنفسه إذ كان يداعب الأطفال ويلاطفهم وكان يقول: “من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا”.
    إن الحديث عن جوانب العناية التي خص بها الإسلام الطفل والطفولة لا تسعه هذه الفقرات، نظرا لما هو مطلوب في هذا العمل المحدود، نقول إن حديثنا كان مختصرا جدا حيث اقتصرنا على الملامح العامة التي تميز المنظور الإسلامي لمكانة الطفل عن باقي التصورات والاتجاهات التربوية في مختلف الحضارات. مكانة إيجابية تحكمها العناية الفائقة والشاملة لحاجات ومطالب النمو المختلفة، حيث أرسى الإسلام المنهج القويم لتعليمهم وإعدادهم وحدد المسؤوليات نحوهم انطلاقا من الوالدين وانتهاء بمختلف المؤسسات الاجتماعية المتنوعة.
    مراحل نمو الطفل بين علم النفس والتربية الإسلامية:
    يشير مصطلح النمو إلى التغيرات التي تحدث في الجسم حيث يمر الكائن الحي بكثير من التغيرات التي تحدث له في مراحل عمره المختلفة منذ ولادته إلى أن يصبح كهلا. وأن الهدف الضمني لعملية النمو هو تحقيق النضج. ونجد الإشارة إلى أن الفرد يمر بكثرة التغيرات أثناء عملية النمو ومن هذه التغيرات نذكر على سبيل المثال التغير الجسمي والفسيولوجي، كما ينمو لدى الفرد جوانب أخرى نفسية واجتماعية وثقافية وروحية الخ…
    فالنمو يعني سلسلة متصلة من التغيرات ذات نمط منتظم مترابط. ويعتبر علم نفس النمو الدراسة العلمية للنمو يهدف منها إلى تحديد معايير النمو والكشف عن المقاييس المختلفة لكل مظهر من مظاهره المختلفة، كالنمو العقلي والجسمي والانفعالي والاجتماعي والديني لكل مرحلة من مراحل العمر.
    كما يهدف إلى أحسن الشروط الممكنة التي تؤدي إلى أحسن نمو ممكن، كما تسعى إلى جعل الإنسان يكتسب أفضل طرق التوافق الاجتماعي. وبما أن النمو يمر في مراحل متعددة، فكل مرحلة تؤثر في لاحقتها كما تؤثر في سابقتها. وهكذا يتميز النمو بميزات رئيسية يمكن حصرها في:
    أولا: يكون النمو داخليا بمعنى أن نمو الكائن الحي يكون من الداخل لا من الخارج، على أن يكون هذا النمو نموا كليا لا جزئيا، إذ لا تنمو قدم الطفل اليمنى ثم اليسرى بل يكون نموها كليا.
    ثانيا: يكون النمو عاما ثم يصبح خاصا، وهذا يعني أن الطفل يتحرك بكامل جسمه في مرحلة الطفولة الأولى – سنين المهد – لم يبدأ تدريجيا في التحرك حتى يستطيع ضبطها فيما بعد وهذا ما يسمى بالنمو الخاص. وهذا المبدأ صحيح لكل أنواع النمو الحركي والعقلي والاجتماعي واللغوي والانفعالي.
    ثالثا: يكون النمو مستمرا وهذا يعني أن كل مرحلة من مراحل النمو تتأثر بما قبلها وتؤثر فيما بعدها من مراحل .
    وقد انصب الاهتمام على دراسة النمو في هذه السنين الأخيرة، وتبين أن النمو يتصف بسمات قد يستمر وجودها لفترة طويلة بشكل بارز وبعدها تندمج في سمات أعم وتستمر هي الأخرى مدة أطول وهكذا، مما جعل مختلف الدارسين للنمو من علم نفس النمو والتربية يتحدثون عن مراحل خاصة بالنمو حددت تحديدات مختلفة بناء على عدة معايير وخصائص حسب منظور مختلف الدارسين.
    تقسيمات وتسميات متباينة ولكنها تتفق في أغلبها على أن النمو يتميز بمراحل متعددة بنفس الصفات تقريبا، يمكن عرضها بإيجاز فيما يلي:
    1- مرحلة ما قبل الولادة.
    2- مرحلة الطفولة في سن المهد.
    3- مرحلة الطفولة المبكرة
    4- مرحلة الطفولة الوسطى.
    5- مرحلة الطفولة المتأخرة.
    6- مرحلة المراهقة.
    7- مرحلة الرشد.
    8- مرحلة الكهولة.
    9- مرحلة الشيخوخة.
    تعتبر هذه المراحل بخصائصها ومطالبها الإنمائية مكاسب مهمة مما توصلت إليه العلوم النفسية والتربية الحديثة في المجتمع الغربي، لكن ما تجدر الإشارة إليه هو أن الإسلام وبالضبط من خلال الآيات القرآنية والسنة الرشيدة وآراء الفقهاء والفلاسفة الإسلاميين قد سبقوا وأشاروا إليها في أكثر من موضع في معرض الحديث عن نمو الكائن البشري، سبقوا إليه بشكل أعمق وأشمل من وجهات النظر تلك. ومن الحديث الآتي للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم نقف على الخطة التي وضعها لتربية الأطفال، قال صلى الله عليه وسلم: الغلام يعق عنه يوم السابع، ويسمى، ويماط عنه الأذى، فإذا بلغ ست سنين أدب، فإذا بلغ سبع سنين عزل فراشه. فإذا بلغ ثلاثة عشرة سنة ضرب على الصلاة والصوم. فإذا بلغ ست عشرة سنة زوجه أبوه، ثم أخذ بيده، وقال (له): قد أدبتك، وعلمتك، وأنكحتك. أعوذ بالله من فتنتك في الدنيا، وعذابك في الآخرة” .
  • المرحلة الأولى من الطفولة هي أهم مرحلة في تربية الطفل جسميا وخلقيا، وفي تعويده أحسن العادات وأكرم الأخلاق وأجمل النظم.
    في المرحلة الثانية: إذا بلغ ست سنين وهذب وأرسل إلى المدرسة للتعليم، وربى تربية كاملة جسمية وعقلية وخلقية وروحية واجتماعية وعملية بحيث يعد للحياة العملية التي تنتظره.
    في المرحلة الثالثة: إذا بلغ سبع سنين عزل فراشه، وجعل في حجرة خاصة به، وعلم الوضوء وعود الصلاة في أوقاتها الخمسة الخ.
    في المرحلة الرابعة: إذا بلغ ست عشرة سنة: شجعه أبوه على القراءة والصلاة وصاحبه في ذهابه وإيابه، ونصحه أبوه على انفراد وأظهر له حبه وعطفه، ويشجعه على الزواج المبكر وبعد الزواج أمكنه الاعتماد على نفسه. ومع الأسف الشديد، لو كتب للتراث العربي الإسلامي في هذا المجال الذيوع والانتشار والترجمة الدقيقة لاعتبر مرجعا سابقا على ما جاء بعده اليوم خصوصا وأن الإسلام قد اهتم بمراحل النمو المختلفة عامة وبالطفولة من خلال اهتمامه بقضية التربية والتعليم، ودعا إلى طلب العلم من المهد إلى اللحد وهو ما يعبر عنه في الوقت الحاضر باصطلاح “التعليم المستمر” طوال حياة الفرد، ولقد كان إسلامنا سباقا في هذا المضمار على علوم التربية وعلم النفس في العصر الحديث، ولقد جعل الإسلام الخالد طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ودعا إلى طلبه حتى وإن كان في الصين.
    بالإضافة إلى هذا، فلإسلام يدعو إلى عدم تحميل الطفل ما لا طاقة له به، فلكل نفس ما وسعت… ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، حتى لا يكون هناك تشدد على الطفل أو مغالاة فيما نطلبه منه، ذلك لأن تكليف الطفل لما يفوق قدراته يجعله يشعر بالفشل والإحباط ويفقد الثقة في نفسه. لقد أولى الإسلام أهمية كبيرة لمراحل نمو الطفل، وذلك اعتبارا لما لهذه المراحل من دور في تنشئة الطفل، بما تتضمنه من مطالب للنمو وحاجات خاصة به تتطلب الإشباع، فالتربية السليمة في إعداد المواطن الصالح تتحكم فيها مراعاة خصائص كل مرحلة من مراحل النمو كي تحقق التربية في جميع أبعادها وأهدافها وغاياتها المتمثلة في اندماج سليم في المجتمع وتوافق نفسي للفرد نفسه.
    هكذا يتميز الإسلام في تربيته وعنايته بالكائن البشري عموما وبالطفل خصوصا عن جميع النظم والفلسفات التربوية الغربية والشرقية، والمواثيق والإعلانات الدولية بما يعطيه من أهمية وخصوصية في الرؤية الشاملة لإعداد الإنسان حسب فطرته وسنن الله في الكون.
    تدريس علوم الدين بين مناهج التربية وعلم النفس-
    انتشر التعليم في العالم العربي في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا، فظهرت المدارس والجامعات، فكان لزاما أن تواكب العملية التربوية هذا الانتشار والتوسع انطلاقا مما سبقت الإشارة إليه من مناهج تربوية وأنماط تعليمية وما يرتبط بها من اتجاهات نفسية( معرفيةوسلوكية وإنسانية واجتماعية) كل هذا على أساس فلسفة تربوية محددة تتجسد في مبادئ وقيم التربية الإسلامية ورؤيتها للطفولة في نموها وشموليتها.هذا على اعتبار أن التربية الإسلامية تتفق مع الاتجاهات الحديثة وبالأخص مع تلك التي تتحدث عن التربية من جميع جوانبها خاصة بعد الاكتشافات العلمية الجديدة والتي ساعدت على اكتشاف جوانب نمو الفرد المختلفة. فالاستفادة تبعا لهذه المستجدات العلمية ستكون مهمة وكبيرة عندما يتعلق الأمر بالجوانب الإجرائية والتطبيقية في العملية التربوية، الخاصة بتدريس العلوم الدينية في مدارسنا وجامعاتنا.
    من الملاحظ أن الأساليب السائدة في تدريس العلوم الدينية تعتمد في الأعم الأغلب على المشافهة والتلقين فقط. وهذا الأسلوب يؤدي إلى القضاء على شخصية المتعلم ويغيب عقله،لأن عليه أن يتقبل ما يلقى إليه من قبل المعلم دون تفكير أو إعمال للعقل.لأن ما يسمعه صواب ولا يقبل النقاش.إذن لا بد من إيجاد أساليب ووسائل وطرق حديثة لتدريس العلوم الدينية تتوافق ومعطيات العصر، وتتماشى مع النهضة التربوية الحديثة. ولا تتعارض مع مع الحقائق والمفاهيم والأحكام الإسلامية.وهذا يتطلب أولا إعداد معلم ومعلمة التربية الإسلامية وتطوير أدائهما وفق الأساليب والطرق الحديثة في إعداد المعلمين وتزويدهم بما يستجد في ميدان التربية والتعليم من خلال إقامة دورات تدريبية قصيرة أو طويلة المدى.ثانيا حث معلم التربية الإسلامية على التزام التخطيط العلمي لتدريس المادة وذلك من خلال التخطيط لتدريس المادة خلال العام الدراسي ،وخلال الفصل الدراسي الواحد، والتخطيط الأسبوعي، والتخطيط اليومي ،وذلك كتابيا حتى يمكن التقليل من الأخطاء ويكون العمل أكثر اتقانا.
    مثال لتخطيط يومي,
    أولا- تحليل محتوى الدرس
    أ-المعارف
    ب-المهارات العقلية والعملية
    ج- النشاطات الإبداعية
    د- السلوكيات والأخلاقيات
    ثانيا- الأهداف السلوكية
    -أن يتوصل التلاميذ الى موضوع الدرس الجديد…..
    -أن يستنتج التلاميذ….
    -أن يدرك التلاميذ…
    -…………………….
    ثالثا- المواد التعليمية-
    -ورقة مكتوب عليها نص موضوع الدرس
    -جهاز عرض رأسي ضوئي
  • السبورة أو حاسوب
    -الطباشير أو أقلام الكترونية
    رابعا- التقويم
    متابعة الطالب من خلال تصرفاته في المدرسة ومن خلال الاتصال بولي أمره للتوصل إلى نسبة تطبيقه لما اكتسبه.ومناقشته بعد ذلك.
    خلاصة-
    إن العلاقة بين مناهج التربية وعلم النفس علاقة وطيدة ،فأوزبل يرى انه يجب على المعلم أن يبدأ بمجموعة من المبادئ السيكولوجية القائمة ذات العلاقة بالتعليم المدرسي, حيث يختار على نحو عقلاني أفضل الطرق والتقنيات التعليمية الحديثة ,عوضا عن الضياع في متاهات الحدوس الغامضة,فالمبادئ السيكولوجية المنطقية, لا توحي بالعديد من أساليب التدريس الجديدة فقط ، بل تستبعد أيضا كافة المحاولات التي لا تستحق الاختبار ،لعدم اتفاقها أصلا مع المبادئ النفسية التي أكدت البحوث صدقها.إن معالجتنا لهذا الموضوع تمت انطلاقا من هذه الرؤية وبينا كيف أن تدريس العلوم الدينية يمكنها الاستفادة مما ورد من بحوث في هذا المجال أي مجال التربية الحديثة وعلم النفس انطلاقا من الرؤية الإسلامية للطفولة وللفلسفة التربوية النابعة من الدين الحنيف.
    .
    المراجع-
    1- هذه المساهمة التي تستهدف توضيح إمكانية استفادة تدريس العلوم الدينية من مناهج التربية وعلوم النفس، بعيدا عن ما يمكن تصوره من تنافي بينهما. ولقد تأتى لنا الحديث في هذا الموضوع بحكم دراستنا للعلوم الأصلية لسنوات وعلم النفس في الأخير كتخصص.
  • د. سعيد إسماعيل علي: التكامل والتعاون بين التربية الوالدية والتربية المدرسية، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – الرباط 2004.
  • د. فؤاد البهي السيد: الأسس النفسية للنمو، القاهرة، دار الفكر العربي، 1975.
  • د. عمر التومي الشيباني: دور التربية في بناء الفرد والمجتمع، طرابلس- المنشأة العامة، للنشر 1983.
  • المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة: الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي 1988.
  • د. عبد الحي عمور: التربية في مرحلة ما قبل المدرسة – سلسلة النظام التعليمي – الدار البيضاء، النجاح الجديدة 1995.
  • المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، نحو استراتيجية لتطوير التربية في البلاد الإسلامية، 1990.
  • د. عبد الله عبد الدائم: التربية عبر التاريخ، بيروت، دار العلم للملايين، 1975
  • د. أبو بكر القادري: المجتمع الإسلامي في مواجهة التحديات الحضارية الحديثة، الدار البيضاء، النجاح الجديدة، 1998.
  • د. خالد الصمدي: القيم الإسلامية في المناهج الدراسية، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، 2003.
  • د. محمد الرحيلي: الإسلام والشباب، بيروت/دمشق، دار القلم، 1993.
  • ابن القيم: تحفة الودود بأحكام المولود، بيروت، دار الجيل، 1988.
  • الإمام الغزالي: إحياء علوم الدين، القاهرة، مصطفى البابلي الحلبي، 1939.
  • د. المصطفى حدية: التنشئة الاجتماعية والهوية، ترجمة محمد بن الشيخ، منشورات كلية الآداب،الرباط- 1996-

وفاة آرون ت. بيك_أب العلاج المعرفي

01 نوفمبر 2021.. في هذا اليوم توفي الأمريكي آرون ت.بيك عن عمر يناهز 100 عامًا…

إنه أب العلاج المعرفي، وهو نهج تم تطويره من الستينيات وأحدث ثورة في الطب النفسي.

توفي في الولايات المتحدة ، في منزله في فيلادلفيا ، ابنته جوديث بيك ، رئيسة معهد بيك ، التي دربت الآلاف من المهنيين في العلاجات السلوكية والمعرفية (CBT).

قالت: “لقد كرس والدي حياته لتطوير واختبار العلاجات لتحسين حياة عدد لا يحصى من الأشخاص حول العالم الذين يواجهون مشاكل صحية، لقد غير حقًا مجال الصحة العقلية”.

رحيل آخر أباطرة علم النفس
اليوم نَعَت عالِمَة النفس الدكتورة جوديث بيك Judith Beck – رئيسة معهد بيك للعلاج السلوكي المعرفي – أبيها المرجِع الكبير عالِم النفس الإكلينيكي العظيم آرون بيك Aaron Beck (1921-2021)، قائِلَة: “اليوم معهدنا ومجتمعنا وعائلتنا في حداد على فقدان أبي الاستثنائي، الدكتور آرون بيك توفي بسلام في منزله عن عمر يناهز المئة سنة، بعد أن كرَّس حياته لتطوير واختبار العلاجات المُساهِمَة في تحسين حياة عدد لا يحصى من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من الذين يواجهون تحديات صحية نفسيَّة. لقد غير بالفعل مجال الصحة النفسيَّة من خلال تطويره وعقود من البحث في العلاج السلوكي المعرفي. وقد شاركته في تأسيس معهد بيك للعلاج السلوكي المعرفي لتوفير التدريب لممارسي العلاج المعرفي السلوكي في جميع أنحاء العالم، وكان حلمنا هو إنشاء مؤسسة من شأنها أن تسمح للعلاج المعرفي السلوكي بالتطور والازدهار، وقد نجحنا بما يفوق توقعاتنا، ونحن الآن نكرم إرثه من خلال مواصلة عمله وتعزيز مهمته في مساعدة الأفراد على عيش حياة أكثر صحة وسعادة ووضوح”.
بيك من أهم وأخطر علماء النفس على الإطلاق، ابتكر وأسس العلاج المعرفي وجعَل مِنه قوة كبرى في العالَم، واشتغل بحماسة منقطعة النظير حتى أخريات أيامِهِ، يبحث ويدرس ويحاضر في مختلف المحافِل العلميَّة العالميَّة، ليشكل إيقونَة كبيرة للإنسان الحقيقي، الذي لم يكن وجوده طارِئاً وهامشياً على الحياة، بل أنجز وغيَّر العالَم نحو الأفضَل، فخلَّف مؤسسات وحركات ومؤلفات وسيل هائِل من الدراسات ساهَمَت – ولا زالت وستبقى – في تخفيف معاناة الناس وتطوير حياتهم وجعلهم أكثر اتزاناً وعقلانيَّة.
لعل من أخطَر مفاهيمه: التشوهات المعرفيَّة Cognitive Distoryions، حيث أكد أن الاضطرابات النفسية تنتج عن تحكُّم أنساق ونظم وأساليب معرفية مشوَّهة في تفكير الفرد، مما يؤثر بقوة وبسلبية على المشاعر والسلوكيات. وأهم تلك التشوهات: التفكير الثنائي (التفكير بأن الشيء إما أن يكون كما نريد بالضبط أو لا يكون)، والتجريد الانتقائي (انتقاء حدث أو فكرة لدعم تفكيره الاكتئابي أو السلبي)، والاستنتاج الاعتباطي (قراءة العقل، أو الاعتقاد بمعرفة ما يفكر فيه الآخر، والتنبؤ السلبي، بمعنى اعتقاد الفرد بأن شيئاً سيئاً سيحدث، رغم عدم وجود دليل على ذلك)، والكوارثيَّة (التركيز على حدث واحد، وتضخيمه، حتى يصبح كارثياً)، والتعميم المفرط (اشتقاق قاعدة من احداث سلبية قليلة)، والنعت المختل (النعت السلبي للذات بالاعتماد على بعض الاخطاء والاخفاقات)، والتمجيد والاختزال (تمجيد العيوب وتقليل قيمة النقاط الجيدة)، والشخصنة (ربط الحدث غير المتصل بالفرد وجعله ذي معنى شخصي).
سيدي الكبير، ستبقى علامَة فارِقَة في تاريخ العالَم، وسنبقى تلاميذك، ننحني لعبقريتك ولإنسانيَّتك.

فما أجمل الحياة حين تترك بعدها مثل هؤلاء الأبناء، ومثل هذه الكلمات…

مفاهيم سيكولوجية نفسيةPsychology

الشخصية Personality
هي البناء الكلي الفريد للسمات الذي يميز الفرد عن غيره من الأفراد (هي مكون فريدك يتكرر) .

السمات Trait
هي نزعات (صفات) ثابتة نسبياً و يمكن تعديلها بالقدوة الحسنة والتربية الصحيحة .

الإسقاط Projaction
حيلة دفاعية يستخدمها الفرد بطريقة لا شعورية للدفاع عن نفسه والإحساس بالأمان مثل إلقاء عيوبه الشخصية على الآخرين مثال شخص يكذب ويتهم الآخرين بالكذب .

التقنص أو التوحد Identification
محاولة اقتباس صفات شخص آخر يعجب به الفرد وتقليده في كل شيء وهو عكس الإسقاط .

إلهام Inspiration
خاطر يأتي من اللاشعور بمعاني وأفكار تورد على افرد دون تفكير مسبق وقد تصدق أحياناً .

اضطرابات الشخصية Personality disorders
هي الشخصية التي تنطوي على خصائص معينة تتسبب في عدم تكيف أو معاناة الشخص نفسه أو المحيطين به وللشخصية جانبين وراثي ومكتسب ، وهي مجموعة من الأعراض التي تصيب الشخصية المسببة لها عدم التكيف أو السواء ، وقد يكون دصره هذه الأعراض وراثياً أو مكتسباً أو من خلال تفاعل الاثنين معاً .

التوافق النفسي Adjustment Psychological
هو درجة ملائمة الفرد مع نفسه والمجتمع المحيط به أو هو تكيف الفرد مع ذاته وتفاعله مع الآخرين بشكل جيد ومقبول من المجتمع المحيط .

الشخصية الهستيرية Histrionic .P
هي شخصية استعراضية تحاول جذب انتباه الآخرين من خلال المبالغة في المشاعر رغم ضحالتها في حقيقة الأمر مع قدرة عالية على خداع النفس والوقوع في الكذب المرضي .

الشخصية الوسواسية Obsessive .P
تتميز بوجود وساوس مع ضمير حي وبحث عن الكمال مع عدم مرونة إضافة إلى الإحساس عالي بالذنب ، وهي تتميز بالدقة واتقان العمل وقيادة منضبطة وكثير الصدام مع الآخرين .

الشخصية المضادة للمجتمع Anti-Social .P
تتميز صفات الشخصية المضادة للمجتمع بالفشل في بناء علاقات حميمة مع الآخرين والاندفاعية وراء الغرائز ، مع عدم شعور بالذنب ، وعمل أي شيء دون خوف ضد نفسه والمجتمع ، مع وجود علاقة وثيقة بينه وبين الجريمة ولا يؤثر فيه العقاب بالسجن أو غيره من الأساليب المؤلمة .

الكوكايين Cocaine
هو أحد المخدرات المنشطة ويستخرج من نبات الكوكا وله تأثير نفسي خطير منها عدم الشعور بالراحة والقلق والتهيج ، ويؤدي إلى هلاوس سمعية وبصرية وحسية، وعند الإقلاع عنه يحدث شعور بحشرة تمشي تحت الجلد .
وتنتشر زراعته في دول أمريكا الوسطى والجنوبية .
الكابوس Nightmare
رؤية حلم مفزع أثناء النوم يفيق الفرد بعدها ويدرك ماحدث في المنام وهي ظاهرة طبيعية لا ضرر ولا مضاعفات منها ثم يعاود الفرد النوم مرة أخرى وهي تعبر عن شيء أو رمز بطريقة لا شعورية .

الفزع الليلي Nightterror
يصاب به غالباً الأطفال ، يصرخ الطفل هلعاً ويتشبث بمن حوله ولا يفيق من خوفه ، حتى يزول فزعه فيعاود نومه دون أن يصحو أو يدرك ماحدث له ، واذا تكرر الفزع الليلي فهو دليل على تعاسة الطفل ، ويجب عرضه على اختصاصي نفسي لمعرفة الأسباب .

الأفيون Opioid
الأفيون هو أحد المخدرات وهو المستخلص الطبيعي من شجرة الخشخاش الذي يسمى بالعربية (أبو النوم) وتنتشر زراعة هذا النبات في دول ووسط شرق آسيا ومن خلال تشريط كبسولة زهرة الأفيون يسيل منها سائل أبيض يميل إلى الصفرة ثم يتلون إلى لون أحمر داكن وهو من أخطر المواد المخدرة .

الصرع Epilepsy
اضطراب عصبي وجسمي يصيب صاحبه بالتشنج وفقدان القدرة على الإحساس أو الشعور ، وهو عبارة عن عدة أمراض تشترك كلها في حدوث نوبات يختل فيها نشاط المخ .

الخوف المرضي Phobia
هو عبارة عن اضطراب خوف أو هلع أو قلق من شيء في أصله غير مثير للخوف .

السادية Sadism
عبارة عن انحراف جنسي يتمثل في الحصول على اللذة الجنسية عند إيقاع الألم والقسوة على الطرف الآخر وسميت بهذا الاسم نسبة إلى (دي ساد) نظراً لظهور هذه الرغبة لديه .

الأنا العليا Super-ego
وهو مصطلحات المدرسة التحليلية وأحد تلوثات الشخصية الرتب وازع نفسي لإدراك الحق من الباطل والقدرة على التفرقة بينها ، وتقع الأنا العليا في لغة التحليل النفسي في اللاشعور ، وتحوي أوامر الآباء خلال فترة الطفولة المبكرة إلى حوالي سن الخامسة ، ومن خواص الأنا العليا نقد وتأنيب الإنسان لنفسه ، والشعور بالذنب .

الأنا Ego
وهو الجزء الواقعي والعملي من النفس أو الذات ، وتقع بعضها في الشعور والبعض في اللاشعور ووظيفتها حسب نظرية التحليل النفسي التوفيق بين مبادئ الأنا الأعلى ورغبات الهو.

انطوائي Introversive
شخص انعزالي ، ويميل إلى الأعمال التي لا تتعامل مع الجمهور ولا يحب التجمعات ، ويراقب ذاته دائماً ، وهو شديد الحساسية لأي موقف اجتماعي .

انبساطي Extraversion
وهو عكس الانطوائي وهو شخص مرح يحب الآخرين ويتفاعل معهم ، وهو متفائل بالمستقبل لا يتأثر بالأزمات والمواقف الصعبة ويميل إلى الأعمال التي تتعامل مع الجمهور وقد استخدم (كارل يونج) مصطلح الانبساط والانطواء في تقسيم الشخصية .

إيحاء Impressiveness
هو مدى مايتقبله المرء ويعمل به من أفكار مع الآخرين بعض الناس أكثر إيحاء من غيرهم مثلاً البسطاء أكثر إيحاءً من المتعلمين ، واستخدم هذا المصطلح في التنويم المغناطيسي ، وكذلك في السحر والشعوذة .

استبطاني Introspection
هو منهج سار عليه فلاسفة اليونان ، وهو عبارة عن تأمل ذاتي أي يتحدث الفرد عن نفسه وقد رفضته المدرسة السلوكية وغيرها لأنه ذاتي ولا يصلح لدارسة الأطفال – والمعاقين عقلياً أو سمعياً أو نطقياً .

اتجاه نفسي Attitude
مفهوم يستخلص من مجموعة من آراء وقيم الفرد نحو موضوع ما ويتسم بالثبات النسبي .

الطلاقة Fluency
وهو مختصة بإنتاج الأفكار والعبارات والكلمات مما يشير إلى قدرة عقلية فاعلة ، كما يشير إلى القدرة على سيولة الأفكار وسهولة توليدها .

المرونة Flexibility
وهي قدرة عقلية تعني القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغير المواقف ، وعدم الجمود على المألوف ، وهذا يعني القدرة على تقديم أفكار حول استجابات لا تنتمي لفئة واحد أو مظهر واحد .

الأصالة Geniunity
وهو قدرة عقلية تشير إلى التفكير الأصيل الذي لا يكرر أفكار المحيطين به أو يقلدهم ، بل يأتي بأفكار وحلول غير مألوفة أو متوقعة .

استرخاء Relaxation
حالة جسمية تشير إلى إراحة الجسم والعضلات وغلق العينين والتنفس بعمق وإراحة المخ والعقل من كل التأثيرات المجهدة .

اختبار تفهم الموضوع T.A.T
هذا الاختبار أحد الاختبارات الإسقاطية وهو أداة تعبير غير مباشرة للفرد عن العوامل الدينامية الفعالة المؤثرة في السلوك ويتكون من 31 بطاقة كل بطاقة تحوي مواقف معينة يطلب من المسجلين ذكر قصة حول هذه الصورة الموجودة بالبطاقة ، بعضها خاص بالذكور وبعضها خاص بالأناث وبعضها خاص بالجنسين .

التبول اللاإرادي Enuresis
عبارة عن انسياب أو تدفق أو نزول البول لا إرادياً وقد يحدث خلال النوم أو اليقظة ، ويحدث غالباً كمظهر لمشكلة نفسية لدى الأطفال .

ب

بارا سيكولوجي BaraPsychology
ماوراء علم النفس ، ويهتم بالإدراكات خارج الحواس مثل توارد الخواطر وظواهر أخرى تعتبر خارج قدرة الإنسان العادي وقد اهتم (يونج) بصفة خاصة بظاهرة معرفة أشياء خارج إدراك الحواس .

بصيرة أو استبصار Inisght
إدراك كلي أو جزئي من مريض لموقف من المواقف أو اضطراب نفسي أو عضوي أو عصبي .

بريل – طريقة بريل Braille
اكتشفه بريل وهو أسلوب للكتابة البارزة يناسب المعوقين بصريا وسمي باسمه .

بلادة الحس Bradyesthesia
سمة شخصية يتصف صاحبها بأنه متبلد المشاعر لا يتأثر بالنقد ولا بالهجوم عليه يفعل مايراه مناسب له ولا يبالي بآراء ومشاعر من حوله .

بُهت Astonishment
حالة انفعالية شديدة وهي أقوى من الدهشة وهو ظهور شيء فجأة غير متوقع ولا يرد على الذهن قبل ذلك .

بندورا Bandora
عالم نفس اهتم بالتعلم الاجتماعي ولذا يعتبر رائد نظرية التعلم الاجتماعي أو التعلم عن طريق الملاحظة أو المحاكاة أو التعلم عن طريق النموذج .

بافلوف Pavlov
أستاذ علم وظائف الأعضاء وحاز على جائزة نوبل للعلوم بسبب اكتشافه -كما يزعم الغرب- نظرية ا لتعلم الشرطي والتي من خلالها يتم التعلم بالاشتراط الاقتراني أو التعلم بالثواب والعقاب .
ت

توهم المرض Delirium morbid Pathological
حالة مرضية تتميز بشعور غير واقعي وبالتفصيل عن ظواهر وإحساسات جسمية غير طبيعية وتؤدي إلى انشغال أو اعتقاد المريض مع الخوف بإصابته بمرض خطير وقد يكون توهم المرض ظاهرة أولية أو عرضا ً من أعراض اضطراب نفس كتصدع أو تباطؤ الشخصية (الاكتئاب) .

تقدير الذات Self Esteem
تعبير يشير إلى تقويم الفرد لذاته ، ودرجة ثقته بقدرته وتميزه ونجاحه وقيمته لدى نفسه والآخرين ، ويعكس اتجاها ً نحو الذات ، إما أن يكون إيجابياً (تقبل الذات) أو سلبياً (عدم تقبل الذات) .

تسريع أكاديمي Academic Acceleration
التسريع الأكاديمي هو السماح للطالب الموهوب والمتفوق بالتقدم عبر درجات السلم التعليمي بسرعة تتناسب مع قدراته ، وذلك بتمكينه من إتمام المناهج الدراسية المقررة في حدة أقصر أو عمر أصغر من المعتاد .

تفكير متشعب Divergent Thinking
هو نوع من التفكير الذي يقوم به الفرد عندما يتعامل مع مشكلات أو أسئلة لها أكثر من حل صحيح ، ويتميز التفكير المتشعب بأنه متحرر ومنفتح ، غايته التوصل إلى أكبر عدد من الأفكار أو الارتباطات والحلول وهو من سمات الأشخاص المبدعين .

تفكير متقارب Convergent Thinking
هو نوع من التفكير الذي يقوم به الفرد عندما يتعامل مع مشكلات أو أسئلة لها حل واحد صحيح ، حيث يحاول الفرد الربط بين المعلومات أو الحقائق بطريقة تمكنه من التوصل إلى الحل الصحيح ، وتعد الرياضيات من أرحب المجالات لاستخدام التفكير التقاربي ومن أنواعه الاستنباط والاستقراء .

تكفير إبداعي Creative Thinking
نوع من التفكير الذي يهدف إلى اكتشاف علاقات جديدة أو طرائق غير مألوفة لحل مشكلة قائمة .

تداعي الأفكار Free Association
ويسمى أحياناً بالتداعي الحر ، حيث يستلقي المريض على أريكة مريحة ويجلس المعالج خلف رأسه ، ويطلب منه أن يترك أفكاره تنساب انسياباً حراً طليقاً دون توصية أو رقابة ، فيصف كل مايمر أو كل مايهبط على خاطره مهما كان غريباً أو شاذاً أو سخيفاً .

تعلم Learning
هو تغير شبه دائم في السلوك نتيجة الخبرة والتدريب .

تعلم بالملاحظة Observational Learning
نوع من التعلم يسمى التعلم بالتقليد أو المحاكاة أو النموذج وتحدث عنه (ألبرت باندورا) بأن هناك نوع من التعلم لا يتم إلا عن طريق الملاحظة وكلي عن طريق الممارسة ، مثل تعلم : السباحة وقيادة السيارة .. إلخ .

ج

جنس بديل (ج.ب) Transexualism
نوع من الاضطراب النفسي وخلاصته وهو التحول النفسي للجنس الآخر وهو استرجال النساء أو تخنث الرجال .

جهاز كشف الكذب Lie Detector
جهاز عبارة عن مقياس لدرجه سريان الكهرباء ، جلفانوميتر .
وهو أحد الأجهزة القائمة على قياس الانفعال المتمثل بإفراز الجلد للعرق غير المنظور والذي يتحسسه الجهاز حيث يقيس درجه توصيل الجلد للكهرباء المنبعثه من الجلد المعرق .
حيث الشعور بدرجة الخوف أو القلق أو الكذب لمن يشك في كذبهم ليعرف اذا كانوا يكذبون أم لا ، ويمكن للشخص أن يخدع الجهاز ولذلك لا يؤخذ به في المحاكم كدليل ضد المتهم .

جنسية مثلية Homosexuxlity
وهو انحراف جنسي يشير إلى ميل إنسان إلى ممارسة الجنس بصفة دائمة مع نفس نوعه الجنسي دون النوع الآخر وتوجد الجنسية المثلية في الرجال بما يسمى اللواط وتوجد في النساء بما يسمى بالسحاق .

جنون العظمة Paranoid Psychoses
حالة اضطراب ذهني ويعرف (بالبارانويا) وهي تعني معاناة المريض من الهذاء والذي يدور حول العظمة والزعامة كأن يتصور المريض نفسه ملك أو يتصور أنه عبقري أو مرسل من الله والناس تحقد عليه ويرى الآخرين أعداء تريد التخلص منه نظراً لقوته أو ذكاءه أو منصبه أو مكانته المادية أو الروحية .

ح

حفظ
عمل من أعمال الذاكرة بين التسجيل والاسترجاع أو الاستعداء

حسبة الكلام Alogia
وهو مرض يصيب الجهاز العصبي لدى الفرد ويجعله غير قادر على الكلام رغم أنه كان يتحدث قبل ذلك بسهولة .

حاجات Needs
هي حوافز داخلية المصدر تدفع الفرد نحو انتقاء الكائن الحي لشيء ما قد يكون داخلي مثل الجوع – العطش وقد يكون خارجي مثل : النجاح – التفوق – المال .

حافز Drive
هو نوع من أنواع الحاجات الداخلية مثل الجوع والعطش والجنس والنوم والأمومة .

حيل دفاعية Defens Mechanism
تسمى ميكانزمات الدفاع وهي حيل لا شعورية يستخدمها الفرد للدفاع عن نفسه لتخليص نفسه من موقف غير مرغوب منها : أحلام اليقظة ، الإسقاط ، النكوص ، التبرير ، الإنكار ، الإعلاء ، الإزاحة وهي من اصطلاحات المدرسة السلوكية .

خ
خرافة Myth
اعتقاد خاطئ غير معقول في أحداث أو مواقف أو سلوكيات مثل التشاؤم من رقم 13 أو من شهر صفر … إلخ .
خيال Visualization
عبارة عن قدرة نفسية شعورية على تصور حدثاً أو أحداثاً غير واقعية يراها المتخيل في مخيلته (مرآة عقله) ، ويتضمن الخيال صوراً ومظاهر شتى ومن أمثلتها أحلام اليقظة .

خلط الذاكرة Confabulation
وهي حالة نفسية يسرد فيها المريض أحداثاً مختلفة لم تحدث ليملأ بها ثغرات في ذاكرته الوهمية ، ويكون سرده غير متسلسل وغير متتابع لسامعيه ، وتوجد هذه الظاهرة في حالات المرض النفسي العضوي كحالات التسمم الكحولي وبسبب نقص فيتامين ب .

دور Role
أحد مصطلحات علم النفس الاجتماعي وهو وظيفة يقوم بها كل عضو داخل جماعة فالأسرة مثلاً جماعة تتكون من أب وأم وأولاد كل منهه له دوره ووظيفته التي يجب أن يقوم بها، وكل واحد منهم له مجموعة من الأدوار في حياته فالإنسان يمكن أن يكون : أب وزوج ومدرس وصديق في آن واحد .

دارون Daron
باحث فكر التطور وقاعدة (البقاء للأقوى) ويرى الإنسان أصله قرد ثم تطور حتى وصل إلى ماهو عليه الآن .

دينامي Dynamic
مصطلح نفسي أو حركي مشير إلى كونه متغير حركي أو مؤثر في وظيفة العضو وذو قوة فعالة .

ديناميات السلوك Dynamics behaviour
وتشير إلى جملة من حركات السلوك سواء شعورية أو لا شعورية .

ديناميات الذات dynamisms
آليات ذاتية تدفع الفرد ليتوافق مع البيئة المحيطة .

دافع فسيولوجي Physiological motive
وهو دافع عضوي يدفع الكائن الحي للقيام بنشاط لاشباع حاجة أو تحقيق هدف متعلق بالدوافع الفسيولوجية : الجوع والعطش والجنس والأمومة .

ديناميات الجماعة Group dynamics
هي أحد فروع علم النفس الاجتماعي ، وموضوعها الرئيسي هو الدراسة العلمية للجماعات الصغيرة ، من حيث تكوينها ، ونموها ، ونشاطها ، انتاجها ، وأدائها لوظائفها المختلفة ، بهدف التوصل إلى القوانين العلمية المنظمة لهذه الجوانب ، مايرتبط بها من جوانب أخرى .

ر

رجفة جنسية Climax ororganism
وهي حالة فسيولوجية تشير إلى ذروة الشهوة الجنسية هي رجفة نفسجسمية تحدث في نهاية مرحلة المضاجعة الجنسية وتتميز بقمة الاحساس بلذة مع تقلصات عامة في عضلات الجسم يعقبه قذف للمني في الرجل ورجفة فقط في المرأة ثم استرخاء .

رفض الذات
عدم رضا الفرد عن ذاته وعن الصفات الجسمية والنفسية والسلوكية الخاصة بالفرد وكثيراً مايشعر بها المغترب عن نفسه أو من يصاب بالاكتئاب .

ش
شعورة بوفرة الصحة Euphoria
هي حالة وجدانية شعورية مؤقتة لا تتفق وواقع الحال بالنسبة إلى اضطراب معين وهي عبارة عن سرور مزور وهي حالة نشوة مؤقتة وغير فعلية .

ص
صراع Conflict
نوع من تصادم بين ميول أو دوافع ، لا تتفق غالباً ولا يمكن التوفيق أو التصالح بينها في أغلب الأحيان، وقد يكون الصراع شعوريا ً أو لا شعورياً ، ويؤدي إلى حالة قلق والاضطراب .

ط
طب نفسي Psychiatry
وهو أحد فروع الطب ، وليس كما يظن البعض فرعاً من فروع علم النفس ، ويهتم بدراسة وتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية ، وكذلك طرق الوقاية منها .

ع

عادة سرية Autosexuality
وهو انحراف جنسي يشير إلى إشباع رغبة جنسية سراً بتنبيه الأعضاء الجنسية ذاتياً حيث تنتهي برجفة في المرأة وقذف في الرجل ، ويصاحبها خيال جنسي ممتع .

عكسية Over-reaction
وتسمى أحياناً بالتكوين الضدي ، وهي حالة نفسية يلجأ إليها المرء لكبت الدوافع الغير مرغوب فيها ، والتي لا يرضى عنها المجتمع ، والإتيان أو الجهر بعكسها بصورة مبالغ فيها .

غ
غريزة Tnstinct
نوع من السلوك تثيره ، وتتحكم فيه منبهات ودوافع لا شعورية لا علاقة لها بالخبرات المكتسبة ، وقد يولد الفرد مزوداً بها مثل غريزة الرضاعة .

قناع Mask
وهو أسلوب نفسي يلجأ إليه ميل افرد لإظهار المحاسن لديه وهو مصطلح مأخوذ من القناع الذي كان يلبسه الممثلون في المسرح الإغريقي ، ويقصد به الواجهة التي يواجه بها المرء مجتمعه حتى لا يراه الغير على حقيقته فقد لا يحوز على اعجابهم أو احترامهم أو يستغلوا فيه نقطة ضعف يرونها فيه بدون قناع .

قلق Anxiety
وهو اضطراب نفسي يشير إلى شعور عام بالخشية أو أن هناك مصيبة وشيكة الوقوع أو تهديداً غير معلوم المصدر ، مع شعور بالتوتر والشدة وخوف لا مسوغ له من الناحية الموضوعية وغالباً مايتعلق هذا الخوف من المستقبل والمجهول .

ك

كبت Repression
وهو أحد مصطلحات المدرسة التحليلية وهو عملية توافقية ، تهدف إلى دفع الفكرة أو الدافع غير المرغوب فيها إلى اللاشعور وقد يكون الكبت عامل إعاقة للسلوك .

ن

نرجسية Narcissism
وهو اضطراب نفسي يتمثل في حب الذات ، وهو مصطلح مأخوذ من أسطورة (نرسيس) شخصية أسطورية الذي وقع في هوى صورته منعكسة على صفحة ماء والنرجسي شخص لا يحب الآخرين بل يصب اهتمامه كاملاً حول ذاته وخاصة صفاته الجسمية .

هـ

هذاءات أو ضلالات Delusions
وهي عبارة عن اعتقادات راسخة لا تتغير ولا تخضع لمنطق أو تتفق ومجتمع وتعليم ثقافة المريض وتتكون الهذاءات بتفكير ووجدان المريض فتكون حزينة مع الاكتئاب وتكون مزهوة متضخمة عند حالة الانشراح ومنها هذاءات العظمة والاضطهاد والشك والغيرة .

اضطراب الكرب ما بعد الصدمة النفسية

اضطراب الكرب التالي للصدمة[1] أو اضطراب ما بعد الصدمة يسمى أحيانا اضطراب الكرب التالي للرضح (يرمز له اختصاراً PTSD من Posttraumatic stress disorder) هو نوع من أنواع المرض النفسي حسب النظام العالمي للتصنيف الطبي للأمراض والمشاكل المتعلقة بها.[2] يسبق اضطراب ما بعد الصدمة استنادا إلى تعريف الاضطراب، حادثا واحدا أو عدة حوادث كارثية أو تهديدات استثنائية. ليس من الضروري أن يكون التهديد هذا موجها إلى الشخص ذاته، بل يمكن أن يكون موجها إلى أشخاص آخرين (مثلا إذا كان الشخص شاهدا لحادث خطير أو عمل من أعمال العنف). تظهر الأعراض النفسية والجسدية لاضطراب ما بعد الصدمة عادة في غضون نصف عام بعد الحدث الصادم. يؤدي الحادث الصادم إلى اهتزاز فهم الشخص لذاته والعالم من حوله وإلى تشكل أحاسيس العجز لديه.
من المرادفات الأخرى لاضطرابات ما بعد الصدمة: أمراض ما بعد الصدمة، متلازمات ما بعد الصدمة، الاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة، المتلازمات النفسية القاعدية لما بعد الصدمة.

🔘الأسباب

وفقا للتعريف الذي صاغته رابطة الجمعيات العلمية الطبية الاختصاصية في ألمانيا[3] التي وضعت أيضا التعليمات الخاصة لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة، فإن:

«اضطراب ما بعد الصدمة، هو رد فعل لاحق محتمل من معايشة حدث مؤلم أو أكثر من قبيل معايشة العنف الجسدي والجنسي، أيضاً في الطفولة التحرش الجنسي، الاغتصاب، الهجوم العنفي على الشخص ذاته، الاختطاف، أن يؤخذ المرء كرهينة، الهجمة الإرهابية، الحرب، الأسر، الاعتقال السياسي، التعذيب، الاحتجاز في معسكرات الاعتقال، الكوارث المُتسبَبة من قبل الإنسان أو الطبيعة، الحوادث (اليومية)، عند تشخيص مرضا مستعصيا، على ذات المرء، أو على أشخاص آخرون»
صيغ هذا التعريف بشكل مشترك من قبل عدد من الجمعيات والروابط الألمانية.[4] لم تدرج جميع الأسباب المحتملة لاضطرابات ما بعد الصدمة في ظل هذهِ الصياغة كما جرت المحاولة في أن تكون واضحة بشكل كاف بحيث أن لا يعتبر كل طارئ محتمل كمُسبِب لها. ولذلك أستبعد من هذا التعريف الإجهادات التي لا تقع في نطاق الأحداث الاستثنائية أو الكارثية، كمسائل الانفصال أو الطلاق أو وفاة أحد الأقارب (الهجر) الأعراض النفسية الناجمة عن مثل هذه الأحداث غير الكارثية لا تصنف على كونها كاضطرابات ما بعد الصدمة، ولكن كاضطراب في التكيُف.[5]

من الأشكال الشديدة بشكل خاص لاضطرابات ما بعد الصدمة ما يسمى بمتلازمة الناجين من معسكرات اعتقال المحرقة النازية، كما تلك المعروفة خاصة في المنطقة المتحدثة بالإنجليزية بمتلازمة ما بعد فيتنام Post Vietnam Syndrome PVS. كان هناك حديث عن “مرض القذيفة” bomb-shell disease خلال الحرب العالمية الأولى، وفي ألمانيا كان يسمى المرضى باضطراب ما بعد الصدمة آنذاك “بمرتجفي الحرب”، بينما خلال الحرب العالمية الثانية كان هناك حديث عن “سعادة القنبلة”. فيما يشكل اضطراب ما بعد الصدمة حاليا مشكلة طبية خاصة عند الجنود الأمريكيين والألمان وجنود العديد من البلدان الأخرى، العائدين لبلدانهم من مهماتهم القتالية في العراق وأفغانستان.

لا ينشأ اضطراب ما بعد الصدمة بسبب عدم الاستقرار النفسي، ولا هو تعبير عن مرض نفسي – إذ إن الأشخاص الأصحاء نفسيا يمكن أن تنشأ لديهم اضطرابات ما بعد الصدمة.[6] ومع ذلك، هناك بعض عوامل الخطر عند بعض الأشخاص ترجح احتمال تولد اضطرابات ما بعد الصدمة لديهم.

إن اضطرابات ما بعد الصدمة هي محاولة الكائن الحي للبقاء على قيد الحياة رغم حالة الصدمة إذ ظهر التهديد على الحياة. وبالتالي، فهي ليست تعبير عن الفشل (أو الخلل)، ولكن تشكل استجابة صحية ورد فعل مناسب إزاء الحدث.

أظهر علماء الأعصاب في جامعة أوتريخت الهولندية أن المصابين باضطراب ما بعد الصدمة لديهم استجابة ضعيفة بشكل غير اعتيادي للآلام النفسية.

يشير المصطلح الشائع “رد فعل ما بعد الصدمة” إلى هذا الفرق أيضا. إذ هنالك فرق واضح بين ما يسمى رد فعل التوتر الحاد على الحدث، الذي يمكن أن يحدث في فترة وجيزة ويهدف إلى ضمان البقاء على قيد الحياة، واضطرابات ما بعد الصدمة التي تؤدي إلى ضرر مستدام لدى المصابين.

🔘المخاطر والعوامل الوقائية

تشمل عوامل الخطر، أحداث حياتية وظروفا معيشية مجهدة، تساهم كل بانفراد أو نتيجة تظافرها في تَشَكُل اضطراب ما بعد الصدمة. يمكن لعوامل الخطر ان تكون متواجدة قبل حدوث الصدمة (عوامل الخطر السابقة للصدمة)، أو أن تتشكل خلال الصدمة أو بعدها (عوامل الخطر اللاحقة للصدمة). من بين جملة عوامل الخطر لتشكل اضطرابات ما بعد الصدمة، يمكن أن نورد هنا طول مدة حدث الصدمة وشدة قوتها.

مقارنة بالكوارث الطبيعية، فإن العنف المُتَسَبَب عن الإنسان (على سبيل المثال، والاغتصاب، والحرب، والاضطهاد السياسي أو التعذيب) لها عواقب نفسية وخيمة أكثر وطأة على الضحية. الفظائع التي شهدها أناس أثناء الحرب أو في السجون، سواء كضحايا أو كشهود، لا تتوافق مع نظرتهم المسبقة للعالم. ليبقى “رعب مجهول يتعارض مع الاعتقاد الأصلي في افتراض وجود الروح الإنسانية”. الأفراد اللذين تعوزهم شبكة علاقات اجتماعية متينة، أوالأشخاص اللذين عانوا من مشاكل نفسية مسبقة، يكونون عادة أكثر عرضة للإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة في حالة تعرضهم لصدمة نفسية.

ويرتبط مع زيادة احتمال تشكيل أعراض ما بعد الصدمة: تجربة يترافق فيها معايشة “هزيمة نفسية”[7] باحتمال غالب مع تَشَكُل أعراض ما بعد الصدمة. أفراد فرق المساعدة المؤهلون (مثل رجال الإطفاء أوالشرطة) نادرا ما تتشكل لديهم اضطرابات ما بعد الصدمة قياسا بأشخاص غير مؤهلين.

حددت السيدة ايگله وآخرون سلسلة من عوامل الخطر المسبقة للصدمة. ويشمل ذلك جملة أمور منها، الافتقار إلى الدعم العاطفي للوالدين أو الأقارب، النشأة في العوز والفقر، انخفاض المستوى التعليمي للوالدين، النشأة في عوائل كثيرة الأعضاء مع ضيق المساحة السكنية، الجريمة وانتحار أحد الوالدين أو كليهما، انخفاض التناغم العائلي، اضطراب نفسي لدى أحد أو كلا الوالدين، السلوك الاستبدادي لأولياء الأمور، الأطفال غير الشرعيين، التنشئة في ظل أحد الوالدين فقط، قصر المسافة العمرية لولادة الأطفال، وافتقار الأطفال إلى العلاقة والتواصل مع أقرانهم.[8]

قدمت دراسة إعادة تأهيل قدامى الحرب الفيتنامية[9] في 1983 معلومات مهمة حول المخاطر والعوامل الوقائية لاضطراب ما بعد الصدمة. 30، 9% من قدامى المحاربين و26، 9% من المحاربات قد عانوا خلال مسيڕة حياتهم من اضطراب ما بعد الصدمة. فيما كان 15، 2% من الذكور و8، 5% من إناث قدامى المحاربين يعانون إذبان اجراء الدراسة من اضطراب ما بعد الصدمة. كعوامل خطر حُدِدَت:

عوامل الخطر قبل العمليات القتالية:
الإصابة بالاكتئاب قبل المهمة القتالية
نمط عقابي لتربية الأطفال من قبل الوالدين
الانحدار من عائلة غير مستقرة
الانحدار من الأصول الإسبانية الأمريكا لاتينية
عوامل الخطر خلال العمليات القتالية:
تفكك قريب من الصدمة[10] (التفكك[11] مباشرة بعد الصدمة)
عوامل الخطر بعد العمليات القتالية:
الأحداث الحياتية المجهدة (مثل الطلاق، وفقدان أحد أفراد الأسرة، والمرض)
التعرض لمزيد من الصدمات
على طرف نقيض من عوامل الخطر فإن العوامل والظروف الوقائية تحمي ضد الصابة بالصدمات النفسية على الرغم من حجم ونوعية الأحداث، وعلى الرغم من العوامل الظرفية للحادث التي قد ترجح وقوع صدمة نفسية. لقد تم تحديد عوامل وقائية منها:

عوامل وقائية قبل العمليات القتالية
العلاقة الوثيقة مع أولياء الأمور
المستوى التعليمي العالي
الوضع الاجتماعي والاقتصادي الجيد
الانحدار من أصول يابانية أمريكية
عوامل وقائية أثناء العمليات القتالية
لاتوجد
عوامل وقائية بعد العمليات القتالية
الإسناد الاجتماعي
اضطراب ما بعد الصدمة والجينات

ليست الصدمة النفسية فقط بل يبدوا أن الجينات الوراثية تلعب أيضا دورا في تشكل إعراض غير مقبولة اجتماعيا بعد حادث الاعتداء. يبدوا أن الاطفال ذوي الكرموزومات X ذات النشاط الأوكسيديزي أحادي الأمين المنخفض تتشكل لديهم احتمال الإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة بنسبة الضعف مقارنة بسواهم من الأطفال (في حال حصول الصدمة). ويتزايد احتمال مشاركتهم كمرتكبي جرائم، لحد عشرة أضعاف في سنوات عمرهم دون 26 سنة قياسا بمصدومين آخرين بدون هذه الخلفية الجينية.[12][13][14][15]

🔘أرقام وإحصائيات

إن 50% إلى 90% من الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة قد عايشوا حادث صدمة. ولكن ليس بالضرورة ان تتسبب تلك المعايشة في تشكل اضطراب ما بعد الصدمة.[16][17] معدلات انتشار اضطراب ما بعد الصدمة هو حوالي 8% في المئة وقد يرتفع إلى 50% عند اللذين تعرضوا لحادث صدمة عند الفئات المؤهلة مثل العاملين في مجالات الإنقاذ والأطباء ورجال الشرطة أو الجنود. إن 30% من العينات الألمانية المتخذة في حالة لتحرش الجنسي، وكل ثاني حالة اغتصاب، تسبب في تشكل اضطراب ما بعد الصدمة. وفقا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في 2011م، تصاب النساء اللواتي يعانين من اضطرابات ما بعد الصدمة بنسبة أكبر، بالتهابات مزمنة، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة التي تقصر العمر.

استنادا إلى كتاب لگيدو فلاتن وآرني هوفمان سنة 2001م، فإن احتمال بروز اضطراب ما بعد الصدمة هو بعد الملاحقة والسجن السياسي أعلى بكثير مما هو مفترض، ليصل إلى حوالي 50 إلى 70 في المئة.[18] إلا ان هذين المؤلفين وضعا معايير مختلفة للتشخيص، مما هو معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية. وفقا لدراسة أجريت عام 2004م من حالات الصدمة أثناء مهمة قتالية يؤدي بالجنود المصابون في 38، 8% من الحالات لتشكل اضطرابات ما بعد الصدمة.[19] بعد تجربة الحرب الفيتنامية كانت المعدلات في حدود لا يستهان بها (أكثر من 30% من المقاتلين). يعاني بشكل غير متوقع بعد عشر سنوات من بداية الحرب في أفغانستان والعراق نسب أقل من الجنود الأمريكيين من النسب المنتظرة من اضطرابات ما بعد الصدمة. ذكرعالم النفس ريتشارد ماكنالي من كلية الطب بجامعة هارفارد في مقالة نظرة عامة نشرت في 2012م استنادا على دراسات متعددة قد أجريت، إن نسبة تتراوح بين 2، 1% إلى 13، 8% من المشاركين في حرب العراق وأفغانستان مرضى. حسب أكثر الدراسات موثوقية ومنهجية فإن 7، 6% من الذين شاركوا في مناوشات من الجنود لديهم أعراض نموذجية من اضطرابات ما بعد الصدمة.[20][21]

🔘أشكال التشخيص

إن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة قديمة ربما قدم وجود الإنسان. حيث تذكر مرارا في الروايات التأريخية. على سبيل المثال من قبل صموئيل بيبس الذي شهد حريق لندن الكبير في 1666م.[22] إذ يكتب بعد مدة نصف سنة من الكارثة في مذكراته: “كم هو عجيب أني لا أستطيع الآن النوم ليلا، دون أن ينتابني خوف كبير من النار؛ في هذه الليلة بقيت مستيقظا حتى ما يقرب من الساعة الثانية صباحا، لأنني لم أستطع التخلي عن التفكير بالنار.” لم يلاقي اضطراب ما بعد الصدمة في الطب الاهتمام الكافي إلا في الآونة الأخيرة فقط. صاغ العالم النفساني الألماني إميل كريبلن في نهاية القرن 19 مصطلح “عصاب الخوف” لوصف الأعراض التي ظهرت عند ضحايا الحوادث والإصابات الخطيرة خاصة ضحايا الحرائق، أو الخروج عن قضبان السكك الحديدية والاصطدام بالقطارات. ولقد وصفت أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في وقت مبكر من قبل أحد تلامذة سيغموند فرويد إلا وهو أبرام كاردينر. ولم يجد الاضطراب مدخلا إلى التشخيص إلا في عام 1980م في الدليل الأمريكي المعتبر دوليا “دليل التشخيص DSM III” المنشور من قبل الرابطة الأمريكية للطب النفسي APA، والذي توجد نسخة منقحة منهُ الآن “دليل التشخيص[23] DSM IV “. حيث تم سرد المتلازمة كشكل من أشكال اضطرابات الخوف تحت الفقرة 309.81. كما تم ايراد اضطراب ما بعد الصدمة وفقا لـ[24] ICD-10 (التصنيف الدولي للأمراض) لمنظمة الصحة العالمية تحت الشفرة F43.1.[25]

🔘معايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا للتصنيف الدولي للأمراض
من اجل التشخيص وفقا لمعايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا للتصنيف الدولي للأمراض ICD-10، يجب أن تتواجد لدى المريض المعايير التالية:

إن الشخص المعني قد تعرض لحادث ذو بعد تهديد استثنائي أو كارثي على مدى مدة قصيرة أو طويلة. هذا الحادث كان من شأنه ان يتتسبب عند أي شخص آخر تقريبا حالة من اليأس العميق.
عند توفر واحدة من الحالات التالية: كون المصدوم يتذكر الحدث الصادم باستمرار، أو تتولد لديه مرارا حالة صدمة بسبب الافكر الاقتحامية المتمثلة بتذكر حادث الصدمة الإولى (صدى الذكريات واجترار الذكريات، والأحلام أو الكوابيس)، أو الإحساس بالمحنة عند الولوج في الحالات التي تتصل أو التي تشبه ظروف الصدمة.
الشخص يتجنب الظروف (القائمة فعليا أو المحتملة) التي تشبه ظروف الصدمة.
مع توفر واحدة على الأقل من المعايير التالية:
عجز جزئي أو كامل في تذكر بعض الجوانب الهامة من تجربة الصدمة المرهقة؛ أو
وجود الأعراض المستمرة للإثارة ولزيادة الحساسية النفسية، حيث يجب فيها أن تتحقق اثنين على الاقل من الميزات التالية:
صعوبة الدخول في النوم، أو الأرق
زيادة الإحساس بالمباغتة
التحفز واليقظة المفرطة
مصاعب التركيز
الهيجان ونوبات الغضب
يجب أن تظهرأعراض اضطراب ما بعد الصدمة في غضون ستة أشهر بعد وقوع الحدث المجهد (أو بعد فترة الإجهاد، مثلا بعد مدة من السجن).
يرافق ذلك في كثير من الأحيان الانسحاب والانعزال الاجتماعي، وتواجد شعور من الخدر والبلادة العاطفية، واللامبالاة ازاء الأشخاص الآخرين فضلا عن تعكر المزاج.
إذا استمرت الاعراض المزمنة لاضطراب ما بعد الصدمة لسنوات عديدة، يمكن تشخيص تغييردائم في الشخصية بعد اجهادات استثنائية F62.0[26]

🔘معايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا لدليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات النفسية
معايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا لدليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات النفسية DSM IV 1996م

A- تم مواجهة حادث صدمة نفسية، وهي:

المواجهة الأولى في ان يكون الشخص نفسه أو أشخاص آخرون مقربون منه على وشك الموت أو تحت التهديد بالسلامة الجسدية (موضوعية)و
ردالفعل: الخوف الشديد، والعجز أو الرعب (ذاتي)
B- عودة معايشة الحدث المستمرة على شكل

معاودة الذكريات المؤرّقة والمزعجة (الصور، والأفكار والتصورات) و/ أو
معاودة الأحلام المجهدة و/ أو
التعامل أو الشعور كإن الحدث يتكرر
C- التهرب الدائم من المحفزات المرتبطة بالصدمة أو تسطيح الاستجابة العامة لها. وذلك عند استيفاء ثلاثة من المعايير سبعة التالية:

التجنب المقصود للأفكار والمشاعر أو المحادثات المتعلقة بالصدمة
التجنب المقصود للأنشطة والأماكن أو الأشخاص اللذين يثيرون الذكريات
عدم المقدرة على تذكر جزء هام من الصدمة
تضاءل ملحوظ للاهتمام أو المشاركة في الأنشطة الهامة
الإحساس بعدم الارتباط والقطيعة عن الآخرين
محدودية التأثر العاطفي
الإحساس بمحدودية المنظور
D- الأعراض المستمرة لزيادة الإثارة. عند توفر اثنين من المعايير الخمسة التالية:

مصاعب في الاستسلام للنوم أو الأرق
الهيجان أو نوبات الغضب
مصاعب التركيز
التحفز (اليقظة الشديدة)
الجفل (من يجفل) المبالغ
E- اضطراب يستمر لفترة أطول من شهر واحد

F- اضطراب بسبب آلام مرضية سريرية كبيرة أو اختلال في المركز الاجتماعي أو المهني وما شابه

🔘تشخيص المضاعفات

إن اضطراب ما بعد الصدمة هي واحدة فقط من عدة اضطرابات ممكنة لما بعد الصدمة. الاضطرابات المرتبطة به هي:

اضطراب التوتر الحاد.[27]
اضطراب التكيُف.[28]
تغير في شخصيته دائم بعد تجربة كارثية.[29]
مزيد من اضطرابات الصدمة هي:

اضطرابات فصامية.[30]
اضطرابات الألم الجسدية المجهولة.[31]
اضطرابات الشخصية الحدية.[32]
الاضطرابات المرتبطة الأخرى التي قد تظهر بشكل كبير بعد الصدمة:

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.[33]
اضطرابات الأكل.[34]
أضطراب العاطفة (الكآبة).[35]
الإدمان على المخدرات.[36]
الهجاس أو توهم العيا.[37]

🔘حظوظ التشافي من اضطراب ما بعد الصدمة

درس كلارك وهانسي[39] حياة الأطفال الذين تم تبنيهم من البلدان النامية الذين عانوا من سوء التغذية وكان لهم تجارب طفولة مؤلمة. تم تبني الأطفال من قبل أسر الأمريكية من الطبقات المتوسطة والعليا. خلافا للاعتقاد المسبق بأن هؤلاء الأطفال يعانون من عاهات، تبين ان لهم معدلات فوق المتوسطة من الذكاء والقدرات اجتماعية. في اختبار اختيار الصورة المطابقة للمفردة[40] كان معدل ذكائهم 120 درجة، وبمقياس فينلاند للنضج الاجتماعي[41] حصلوا في المتوسط على 137 درجة. المتوسط هو100 درجة، تعتبر137 درجة جيدة للغاية. توصل كلارك وهانسي إلى استنتاج مفاده أن الأطفال اللذين يعانون من سوء التغذية ومن الصدمة يظهرون مرونة مدهشة إذا تم تبنيهم في علاقات أسرية مستقرة.

المقصود بالمرونة هي القدرة على التعامل مع مواقف الحياة الصعبة بنجاح. الأشخاص المرونون لديهم عادة عدد من الخصائص:

يطاوعون الإجهاد بشكل فاعل.
لديهم مهارات جيدة لحل المشاكل.
عند المشاكل (العويصة) يطلبون المساعدة.
أنهم يعتقدون أن هناك امكانات للتعامل مع مشاكل الحياة.
علاقاتهم مع الأصدقاء وأفراد الأسرة وثيقة.
يخبرون الأشخاص الموثوقين بانهم عانوا من الصدمة النفسية.
لديهم اهتمامات روحية أو دينية.
بدلا من دور „الضحية“ أنهم يعتبرون أنفسهم „ناجين“ – المقصود بهذا التمييز في اللغة الإنجليزية هل كان الشخص إذبان الصدمة عاجزا وسلبيا („الضحية“) أم كان قويا ومتماسكا، عادة بالتزامن مع نهج واعي في التعامل مع الصدمة („الناجي“).
أنهم يساعدون الآخرين.
يحاولون انتزاع شيء إيجابي من الصدمة.
توصل آرون انتونوفسكي [الإنجليزية] إلى نتيجة مماثلة عند دراسة مجموعة من النساء اللواتي كن في معسكرات الاعتقال النازية. تمت مقارنة الحالة العاطفية لعينة منهم. كانت نسبة النساء اللواتي لم تتضررن صحيا 51% في حين هي في الحقيقة 29% من الناجيات من معسكرات الاعتقال. النتيجة الغير متوقعة بالنسبة لآرون انتونوفسكي كان التوصل إلى الحقيقة ان 29% من العينة على الرغم من محنة حياة معسكرات الاعتقال تم تقييمهن كسالمات بدنيا ونفسيا.

هذه الملاحظة قادته إلى التساؤل عن الخصائص والإمكانات التي ساعدت هؤلاء الناس، على الحفاظ على الصحة البدنية والنفسية في ظل ظروف المعتقل، وفي السنوات اللاحقة لها. فصاغ انتونوفسكي مفهوم آلية نشؤ الصحة Salutogenesis [الإنجليزية] (مقابل الإِمْرَاض آلية نشوء المرض إمراض)

اضطراب ما بعد الصدمة يتطور غالبا ليكون مزمنا، ولكن يمكن ان تتحسن بواسطة العلاجات أو حتى تلقائيا. تثبت الدراسات مرارا وتكرارا، على أهمية الإسناد لاجتماعي للتغلب على التجارب الصادمة.

🔘العلاج

الشرط الأساسي لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة هو ان تكون الصدمة قد حدثت في الماضي. ليس من الممكن إجراء العلاج من اضطرابات الصدمة، في حين أن الشخص لا يزال في حالة صدمة. ينصح غالبا اجراء العلاج النفسي للمصابين بالصدمات النفسية. بدئا، ينبغي نصح المريض وكجزء من التثقيف النفسي عن مصاعبه، لتتيح له فرصة فهم الأعراض والأسباب. يوصى عادة في البداية بالعلاج الشبه السريري إذا أثر الاضطراب على القيام بالوظائف اليومية الهامة، مثل عدم استطاعة المصاب الذهاب إلى العمل أو إذا كانت المضاعفات المرضية للاضطرابات موجودة مراضة مشتركة. ينصح بالعلاج السريري الكامل للمرضى اللذين لديهم ردود فعل قوية من الذعر أو غيرها من الأعراض والمضاعفات المرضية الشديدة جدا لغرض الحصول على استقرار حالتهم المرضية. قد يكون المزيد من العلاج في العيادات ضروريا بعد تحقيق الاستقرار.

العلاج النفسي

لعلاج الصدمات النفسية يوجد العديد من الأساليب المختلفة. وقد وضعت العديد من هذه الإجرائات العلاجية على وجه التحديد استنادا على نتائج البحوث المختلفة بشأن آثار الصدمة. إذا كان الشخص المعني غالبا ما تطغى عليه ذكريات معايشة الصدمة النفسية وينجم عن ذلك احاسيس وعواطف عنيفة، يمكن أن يكون مفيدا مساعدته على كيفية التعامل مع الذكريات الاقتحامية بدلا من معالجة الصدمة نفسها مباشرة. في هذا النهج يتم تجنب مواجهة مباشرة مع تجربة الصدمة. أما إذا كان الشخص المعني تطغي عليه ذكريات الحادث بشكل اقل، قد يكون التصدي المباشر لتجربة الصدمة مفيدا. قبل استخدام التقنيات العلاجية للصدمة النفسية، غالبا ما يكون التوصل إلى الاستقرار ضروريا اولا. بعد معالجة الصدمة، غالبا ما يكون إعادة تقييم وتوجيه ظروف حياة المرء ضروريا وذلك مع تقديم الدعم النفسي. (من قبيل تغيير طبيعة العمل أو مكان السكن… الخ)

تم تطويرأساليب علاجية مختلفة تستهدف خصيصا معالجة الصدمة النفسية. إذ تم تطوير العلاج السلوكي المعرفي علاج سلوكي معرفي لعلاج آثار الصدمة. نذكر هنا بشكل خاص علاج المواجهة علاج بالتعرض، الذي طور خصيصا لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة بشكل فعال. حيث يجب على الشخص المتضرر أن يعتاد على ظروف مماثلة لظروف حادثة الصدمة وهو محمي منها. كما تم تطوير طريقة علاج حساسية حركة العين وإعادة المعالجة إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة خصيصا لمعالجة الصدمات ويمكن أيضا أن تطبق مع الإجراءات العلاجية الأخرى. هنا، يتم جلب الشخص عن طريق التحدث إلى وضعية حادثة الصدمة في ظل ظروف محمية. من خلال التغيير السريع للاتجاه النظر أو من خلال شكل آخر من أشكال تنشيط نصفي الدماغ المتناوب أثناء عملية التذكر التوصل إلى تكامل ما عايشه من صدمة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضا بعض أساليب العلاج النفسي التي تم تكييفها خصيصا لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة. تجدر الإشارة بشكل خاص آلية العلاج النفسي التخيلي Psychodynamisch Imaginative Trauma Therapie PITT [الألمانية] اللذي طور في ألمانيا من قبل لويز ردمان، والذي يستخدم في المقام الأول لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة المعقدة. بالإضافة إلى طريقة العلاج النفسي الديناميكي للصدمات المتعددة من قبل غوتفريد فيشر وبيتر رايدسر[42] وهي وسيلة تطبيقية اخرى في علاج هذا النوع من الاضطرابات. يتم تشكيل وسائل علاجية مختلفة من وسائل العلاج التخيلي، لتمكين الأشخاص المعنيين من تحقيق التكامل الحذر لخبرة الصادمة. هنا يمكن أن ينسحب الشخص إلى مكان آمن داخلي، عندما تكون العواطف التي تصاحب ذكريات الصدمة قوية جدا. كما ان طريقة علاج الصدمة التكاملي التي وضعتها فيلي بوتولو من جامعة ميونيخ هي تشكيلة من طرق العلاج المختلفة التي أثبتت أنها مفيدة للعلاج النفسي من اضطرابات ما بعد الصدمة. جميع أساليب المعالجة الحديثة تشترك في تجميع وتكامل عدة طرق في حد ذاتها.

أساليب علاجية أخرى

وقد تم تطوير “برنامج العلاج النفسي العصبي” في معهد علم النفس في جامعة غوتنغن بألمانيا. حيث تم دمج وحدات مختلفة في برنامج العلاج استنادا إلى النتائج الأخيرة من علم الأعصاب، القائلة أن التفكك بين ذاكرة الصدمة الضمنية والصريحة هو الأساس الرئيسي لإجهادات ما بعد الصدمة. يشتمل ذلك على فيلم لتثقيف المريض حول اضطرابات ما بعد الصدمة، وتقنيات التدخل السلوكي المعرفي، طريقة علاج حساسية حركة العين وإعادة المعالجة مدعوم بالارتجاع البيولوجي، بالإضافة إلى توفير المعلومات الهادفة المرتبطة بالاضطرابات. من بين أهداف تطبيق الارتجاع البيولوجي في جلسات طريقة علاج حساسية حركة العين وإعادة المعالجة هو اخبار المتعالج بالعمليات الضمنية خلال التصدي للصدمة، من جهة، ولدراسة مدى التطابق بين مستوى الإجهاد والإثارة الفسيولوجية القابلة للقياس من جهة اخرى. أظهرت النتائج الأولى لدراسة اجريت على 16 مريضا أنماط مختلفة من النشاط الكهربي في تأثر طريقة علاج حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (تحقق لطيف ومترابط). كما يتم تخفيض أعراض إجهاد ما بعد الصدمة (تخفيف الاعباء الفسيولوجية الذاتية والموضوعية) في متوسط مدة العلاج من 16 جلسة بشكل ملحوظ (حجم التأثير ما بين 1 و2، 5). معدل التغييب صفر في المئة.

علاج التعرض بالسرد هي واحدة من طرق العلاج المطبقة بعد صدمة مركبة أو متعددة من العنف المنظم. هناك حاليا أدلة تجريبية جيدة لفعالية علاج التعرض بالسرد في حالة الصدمة الواحدة أوالمتعددة. كما يوصى دوليا بطريقة العلاج هذه.

طور بيتر ليفين نهجا بيولوجيا يسمى بعلاج المعاناة الجسدية Somatic Experiencing [الإنجليزية] لحالات الصدمة وعواقب الصدمة. إذ بواسطة ردود افعال الحماية الذاتية والبيولوجية المقننة يتم تحرير الطاقة المصروفة في الصدمة النفسية ليعود النظام العصبي إلى توازنه الطبيعي.

يمكن مكافحة الكوابيس بأسلوب “بروفة الصور”: يقوم الشخص المعني خلال النهار بتخيل ان الكابوس سينتهي نهاية جيدة. يتخذ المريض حلما يتكرر باستمرار. إذ ليس من المهم أن يقوم بتصور جميع الكوابيس. يقوم برسم كل تفاصيل الكابوس هذا ويخترع نهاية جيدة لذلك الحلم. ليس فقط الكوابيس بل يمكن تحسن أعراض أخرى أيضاً بواسطة هذه الطريقة.

كان علاج ما يسمى الانتعاش النموذجي في العالم الناطق باللغة الإنجليزية في التسعينات في كثير من الأحيان بواسطة الارتداد المنوم. الحصول على ذكريات الحدث الصادم في ايامنا هذه بهذه الطريقة مثير للجدل.

غالبا ما يتم تنفيذ العلاج في عدة خطوات، الخطوة الأولى هي خلق بيئة آمنة.

الابحاث الحديثة تجري على الإكستاسي إكستاسي في علاج الهلوسة.

العلاج الدوائي

ينصح المعهد الوطني البريطاني للصحة والنقاهة السريرية وصفات Paroxetin وMirtazapin وAmitryptilin. في ألمانيا وسويسرا تمت الموافقة على Sertralin وParoxetin في علاج اضطراب ما بعد الصدمة. يبدو ان تأثير Mirtazapin أفضل في حالات الصدمة الشديدة عند قدامى المحاربين منه عن ادوية مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRI. يمكن مناولة Trazodon لتحسين النوم.

يوصف Benzodiazepine للعلاج على المدى القصير. توصلت لجنة علاج اضطراب ما بعد الصدمة إلى استنتاج مفاده أن نتائج الدراسات لم تكن كافية للتوصية باستمرار العلاج بواسطة Benzodiazepine. إذ ينبغي تجنب تناوله لمدة طويلة بسبب زيادة مخاطر الإدمان عليه.

🔘الوقاية

لقد شوهدت فوائد متواضعة من الوصول المبكر إلى العلاج السلوكي المعرفي. وقد اقترح إدارة الإجهاد الحاد كوسيلة للوقاية من اضطراب ما بعد الصدمة، ولكن الدراسات اللاحقة تشير إلى احتمال إنتاج نتائج سلبية.[43][44] مراجعة “… لم تجد أي دليل يدعم استخدام التدخل المقدم للجميع” ، وأن “… تدخلات الجلسة المتعددة قد تؤدي إلى نتائج أسوأ من عدم التدخل لبعض الأفراد.” [45] توصي منظمة الصحة بعدم استخدام البنزوديازيبينات ومضادات الاكتئاب لدى من يعانون من الصدمات.[46] بعض الأدلة تدعم استخدام الهيدروكورتيزون للوقاية عند البالغين، على الرغم من وجود أدلة محدودة أو منعدمة تدعم بروبرانولول أو إسكيتالوبرام أو تيمازيبام أو جابابنتين.[47]

🔘استجواب نفسي
غالبًا ما يتلقى الأفراد المعرضون للصدمات علاجًا يُطلق عليه اسم الاستجواب النفسي في محاولة لمنع اضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة، والذي يتكون من مقابلات تهدف إلى السماح للأفراد بمواجهة الحدث بشكل مباشر ومشاركة مشاعرهم مع المستشار والمساعدة في تنظيم ذكرياتهم عن الحدث.[48] ومع ذلك، وجدت العديد من التحليلات التلوية أن استخلاص المعلومات النفسية غير مفيد ويحتمل أن يكون ضارًا. .[49][50][51] وينطبق ذلك على كل من جلسات استخلاص المعلومات من جلسة واحدة وتدخلات الجلسة المتعددة.[48] واعتبارًا من عام 2017، قامت الجمعية الأمريكية لعلم النفس بتقييم استخلاص المعلومات النفسية على اعتبار أن لا يوجد دعم / علاج بحثي ضار محتمل.[48]

🔘التدخلات المستهدفة للمخاطر
التدخلات المستهدفة للمخاطر هي تلك التي تحاول التخفيف من المعلومات أو الأحداث. يمكن أن تستهدف نمذجة السلوكيات العادية، أو التدريس في مهمة، أو إعطاء معلومات عن الحدث.[52][53]

🔘تأريخ التسمية

1600م النوستالجيا Nostalgie
1800م متلازمة الإجهاد Effort-Syndrom
1910م – 1920م عصاب الصدمة أو رجاف الحرب War Neurosis
1940م – 1950م عصاب الحرب Battle fatigue
1950م – 1970م متلازمة ناجي معسكرات الاعتقال Survivor guilt
1970م – 1980م متلازمة ما بعد حرب فيتنام Post-Vietnam-Syndrom
1980م اضطرابات ما بعد الصدمة PTBS

🔘مراجع

^ ترجمة Posttraumatic stress disorder حسب معجم مصطلحات الطب النفسي، مركز تعريب العلوم الصحية نسخة محفوظة 15 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
^ النظام العالمي للتصنيف الطبي للأمراض والمشاكل المتعلقة بها: International Statistical Classification of Diseases and Related Health Problems
ابحث عن الشفرة: F43.1 نسخة محفوظة 08 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
^ Association of the Scientific Medical Societies in Germany [الإنجليزية]
^ Deutschsprachigen Gesellschaft für Psychotraumatologie (DeGPT), der Deutschen Gesellschaft für Psychotherapeutische Medizin und ärztliche Psychotherapie (DGPM), dem Deutschen Kollegium für Psychosomatische Medizin (DKPM) und der Deutschen Gesellschaft für Psychoanalyse, Psychotherapie, Psychosomatik und Tiefenpsychologie
^ ابحث عن الشفرة: F43.2 من مصدر الحاشية 1
^ .Mental Health America: Factsheet: Post-Traumatic Stress Disorder PTSD نسخة محفوظة 19 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
^ mental defeat
^ Gottfried Fischer, Peter Riedesser: Lehrbuch der Psychotraumatologie. 3. Auflage. Ernst Reinhardt-Verlag, München 2003, ISBN 3-497-01666-7, S. 148
^ Jennifer L. Price: Findings from the National Vietnam Veterans’ Readjustment Study – Factsheet; National Center for PTSD. United States Department of Veterans Affairs
^ peritraumatic dissociation
^ Dissociation psychology
^ .MAOA, maltreatment, and gene–environment interaction predicting children’s mental health: new evidence and a meta-analysis نسخة محفوظة 19 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
^ Early trauma and increased risk for physical aggression during adulthood: the moderating role of MAOA genotype. PMID 17534436 “نسخة مؤرشفة”. Archived from the original on 19 نوفمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 13 فبراير 2018.
^ D. Huizinga u. a.: Childhood maltreatment, subsequent antisocial behavior, and the role of monoamine oxidase A genotype. In: Biological psychiatry, 60. Jg., Nr. 7, Oktober 2006, PMID 17008143 P. 677–683
^ Avshalom Caspi u. a.: Role of genotype in the cycle of violence in maltreated children. In: Science, August 2002, PMID 12161658, P. 851–854 “نسخة مؤرشفة”. Archived from the original on 5 أبريل 2017. اطلع عليه بتاريخ 14 يوليو 2014.
^ Kessler RC, Sonnega A, Bromet E, Hughes M, Nelson CB: Posttraumatic stress disorder in the National Comorbidity Survey. In: Arch Gen Psychiatry. 52, Nr. 12, Dezember 1995, S. 1048–60. PMID 7492257 “نسخة مؤرشفة”. Archived from the original on 11 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 14 يوليو 2014.
^ Breslau N, Kessler RC, Chilcoat HD, Schultz LR, Davis GC, Andreski P: Trauma and posttraumatic stress disorder in the community: the 1996 Detroit Area Survey of Trauma. In: Arch Gen Psychiatry. 55, Nr. 7, Juli 1998, S. 626–32. doi:10.1001/archpsyc.55.7.626. PMID 9672053 “نسخة مؤرشفة”. Archived from the original on 11 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 14 يوليو 2014.
^ Guido Flatten (Hrsg.): Posttraumatische Belastungsstörung. Leitlinie und Quellentext. Schattauer Verlag, ISBN 3-7945-2009-2.
^ Vgl. Friedman, A.: Allgemeine Psychotraumatologie. Die Posttraumatische Belastungsstörung. In: A. Friedmann u. a. (Hrsg): Psychotrauma. Die Posttraumatische Belastungsstörung. Springer, Wien/New York 2004, S. 4–34, hier Tabelle 7, S. 14.
^ Der Krieg hinterlässt weniger Spuren. In: Süddeutsche Zeitung. 18. Mai 2012, abgerufen am 18. Mai 2012. نسخة محفوظة 22 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^ Richard J. McNally: Are We Winning the War Against Posttraumatic Stress Disorder?. In: Science. 336, Nr. 6083, 18. Mai 2012, S. 872–874, doi:10.1126/science.1222069 نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
^ R. J. Daly: Samuel Pepys and post-traumatic stress disorder. In: The British Journal of Psychiatry. 143. Jg., 1983, P. 64–68
^ Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders
^ التصنيف الدولي للأمراض
^ ابحث عن الشفرة: F43.1 من مصدر الحاشية 1.
^ ابحث عن الشفرة: F62.0 من مصدر الحاشية 1
^ انظر تحت الشفرة (F43.0) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F43.2) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F62.0) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F44) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F45.4) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F60.31) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F60.2) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F50) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F32، F33، F34) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F1) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F45) من المصدر 1
^ James N. Butcher, Susan Mineka, Jill M. Hooley: Klinische Psychologie. Pearson Studium, 2009, S. 206.
^ Audrey Clark, Janette Hanisee: Intellectual and Adaptive Performance of Asian Children in Adoptive American Settings. In: Developmental Psychology, 18. Jg., Nr. 4, 1982, S. 595–599.
^ Peabody Picture VocabularyTest [الإنجليزية]
^ Vineland Social Maturity Scale
^ مؤلفا الكتاب التعليمي Lehrbuch der Psychotraumatologie
^ “Disaster-related post-traumatic stress in police officers: A field study of the impact of debriefing”. Stress Medicine. 14 (3): 143–8. 1998. doi:10.1002/(SICI)1099-1700(199807)14:3<143::AID-SMI770>3.0.CO;2-S.
^ “Psychological debriefing for road traffic accident victims. Three-year follow-up of a randomised controlled trial”. The British Journal of Psychiatry. 176 (6): 589–93. June 2000. doi:10.1192/bjp.176.6.589. PMID 10974967.
^ “Multiple session early psychological interventions for the prevention of post-traumatic stress disorder”. The Cochrane Database of Systematic Reviews (3): CD006869. July 2009. doi:10.1002/14651858.CD006869.pub2. PMID 19588408.
^ Assessment and Management of Conditions Specifically Related to Stress (PDF). Geneva: World Health Organization. 2013. ISBN 978-92-4-150593-2. مؤرشف من الأصل (PDF) في 01 فبراير 2014. اطلع عليه بتاريخ 29 يناير 2014.
^ “Pharmacological interventions for preventing post-traumatic stress disorder (PTSD)”. The Cochrane Database of Systematic Reviews. 7 (7): CD006239. July 2014. doi:10.1002/14651858.CD006239.pub2. PMID 25001071.
↑ أ ب ت “Psychological Debriefing for Post-Traumatic Stress Disorder”. www.div12.org. Society of Clinical Psychology: Division 12 of The American Psychological Association. مؤرشف من الأصل في 9 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 09 سبتمبر 2017.
^ Gartlehner G, Forneris CA, Brownley KA, Gaynes BN, Sonis J, Coker-Schwimmer E, Jonas DE, Greenblatt A, Wilkins TM, Woodell CL, Lohr KN (2013). Interventions for the Prevention of Posttraumatic Stress Disorder (PTSD) in Adults After Exposure to Psychological Trauma. Agency for Healthcare Research and Quality (US). PMID 23658936. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2020.
^ “A critical analysis of approaches to targeted PTSD prevention: current status and theoretically derived future directions”. Behavior Modification. 31 (1): 80–116. January 2007. CiteSeerX = 10.1.1.595.9186 10.1.1.595.9186. doi:10.1177/0145445506295057. PMID 17179532.
^ “Psychological debriefing for preventing post traumatic stress disorder (PTSD)”. The Cochrane Database of Systematic Reviews (2): CD000560. 2002. doi:10.1002/14651858.CD000560. PMID 12076399.
^ “Mental health following traumatic physical injury: an integrative literature review”. Injury. 44 (11): 1383–90. November 2013. doi:10.1016/j.injury.2012.02.015. PMID 22409991.
^ “Posttraumatic stress following pediatric injury: update on diagnosis, risk factors, and intervention”. JAMA Pediatrics. 167 (12): 1158–65. December 2013. doi:10.1001/jamapediatrics.2013.2741. PMID 24100470.

الإحتراق النفسي: المهنيOccupational burnout)

🔵الإحتراق النفسي:
الاحتراق النفسي المهني[1] (بالإنجليزية: Occupational burnout)‏ مرض يتسم بمجموعة من العلامات والأعراض والمتغيرات في السلوكيات المهنية، وفي بعض الحالات، يتم رصد متغيرات في التكوين الجسدي والوظيفي والكيمياء الحيوية الجسمانية لدى بعض المصابين بهذا المرض. وقد تم تصنيف هذا المرض، وفقاً لتشخيص هذه الحالة من الإرهاق، ضمن فئة الأمراض ذات المخاطر النفسية الاجتماعية المهنية، نظراً لكونه ناتجَا عن التعرض لضغوط دائمة وممتدة. ويطلق على هذه المتلازمة باللغة الإنجليزية اسم الاحتراق النفسي، ومن هنا ظهر التعبير “burnout” (الاحتراق) وهو ” الموت الناتج عن أعباء العمل الزائدة”، كما يطلق عليه باللغة اليابانية (過労死, Karōshi).

في عام 1969، في مقاله بعنوان ” قواعد العلاج المجتمعي للشباب البالغين من المجرمين”، أشار طبيب الأمراض النفسية هارلود برادلي، لأول مرة، إلى نوع من أنواع الضغوط الخاصة المتعلقة بالعمل تحت مسمى الاحتراق النفسي. وفي عام 1974، استخدم المحلل النفسي هربرت فرودنبرجر، هذا المصطلح من جديد، وبعده بأعوام، وتحديداً في عام 1976، استخدمته عالمة الأمراض النفسية كرستينا ماسلاك في الدراسات التي تم إعدادها لظواهر الاستنزاف المهني.

وقد ذكر فرودنبرجر[2]، في هذا الصدد، قائلاً : “بصفتي محللا نفسيا وطبيبا ممارسا، أدركت أن الأشخاص، في بعض الأحيان، يقعون ضحايا للحرائق تمامًا مثل المباني. فتحت وطأة التوترات الناتجة عن الحياة، في عالمنا المعقد، تستهلك مواردهم الداخلية، في إطار العمل، بفعل النيران، تاركة فقط فراغاً داخلياً هائلاً، حتى وإن بدا الغلاف الخارجي سليمَا إلى حد ما..”

وبالنسبة لهؤلاء المراقبين، فإن متلازمة الاحتراق النفسي تستهدف، بصفة أساسية، الأشخاص الذين يتطلب نشاطهم المهني التزامات كبيرة في علاقات العمل مثل الأخصائيين الاجتماعيين وأصحاب المهن الطبية والمعلمين.

وقادت دراسة هذه الفئات المهنية هؤلاء الباحثين إلى إدراك أن مواجهة الألم والفشل المتكرر تعد من الأسباب الحاسمة في ظهور أعراض متلازمة الاحتراق النفسي. وقد تم تصنيف هذا المرض، في بداية الملاحظات الأولية، على أنه متلازمة نفسية خاصة بالمهن “القائمة على مساعدة الآخرين”. وقد ساد هذا المفهوم لبعض الوقت، وأثر بشكل كبير على التصور العام للظاهرة، وعلى توجيه البحوث الأولية في هذا المجال. ولكن أدت المعارف المتراكمة، منذ عهد هذه الملاحظات الأولية، إلى اتساع مخاطر ظهور متلازمة الاحتراق النفسي على جموع الأفراد أي كان نوع نشاطهم.

محددات اكتشاف المرض

هربرت فردنبرجر وأول توصيف للمرض عدل
تقر كتب علم النفس المتخصصة، بصفة عامة، بأن الطبيب والمعالج النفسي هربرت فرودنبرجر هو أول من أجرى أبحاثَا على متلازمة الاحتراق النفسي.[3] ويعد بحثه بعنوان “الاحتراق النفسي لدى العاملين” المنشور عام 1974[4]، أول محاولة لتوصيف هذه الحالة الوجدانية، وفيه أشار، إلى مصطلح “متلازمة الاحتراق النفسى Burnout syndrome””[5]، أنه حالة من الإنهاك يتعرض لها العاملون المعالجون في العيادات المجانية، المستهلكون مهنيَا وانفعاليَا والذين يتعاملون مع مرضى الإدمان. وقد عرًف هذا الاحتراق على أنه فقدان الدافعية لدى الشخص تجاه عمله، لاسيما عندما لا يؤدى انخراطه الشديد في العمل إلى النتائج المتوقعة.

ففي السبعينيات، كان فرويدنبيرجر مديرَا لإحدى مستشفيات اليوم الواحد، وهي عيادة مجانية تستقبل مرضى الإدمان، تقع في حي لوور ايستيت سايد بنيو يورك، وتعتمد، بصفة أساسية، على بعض الشباب من المتطوعين. وقد بدأت ملاحظات فريدنبيرجر برصد حالة عدد من هؤلاء المتطوعين انتهى بهم الأمر إلى فقدان تام للدافعية في العمل بعد ما يقرب من عام واحد. فقد لاحظ عليهم ظهور أعراض بدنية مميزة مصاحبة لهذا التغير مثل : الإنهاك، والإرهاق، و استمرار نزلات البرد، والصداع، والاضطرابات المعوية والهضمية، والأرق.

وقد ركز فرودنبرجر، في أبحاثه، على الأعراض السلوكية، وقام برسم جدول وصفي للأفراد المفعمين بالانفعالات. كما أشار إلى أن الغضب، والاستثارة، والعجز عن مواجهة التوترات والمواقف الجديدة، وكذلك نضوب الطاقة تعد ضمن العلامات الأولية لما أطلق عليه حالة “الانهيار” أو ” الإنهاك الوجداني والعقلي”. ويرى فرودنبرجر أن سلبية التصرفات واللجوء إلى السخرية، هي أيضا من الظواهر المدرجة في هذا الجدول الإكلينيكي.كما قام بعرض عدد من الاستراتيجيات الأخرى مثل قضاء وقت أطول في العمل وبذل نشاط زائد غير فعال، كما يرجع هذا لاستراتيجيات تنافسية، مثل البحث عن العزلة ورفض الاتصال بالزملاء في العمل.
تم استخدام مصطلح الاحتراق النفسي[6]، في ذلك العصر، للإشارة إلى الآثار الناجمة عن الإدمان، فهو يمثل لفرودنبرجر استعارة بلاغية فعالة لتحديد مجموعة من الأعراض قام بملاحظتها. ويعني مصطلح الاحتراق النفسي في اللغة الإنجليزية الدارجة : ” يستنزف، يرهق، ينهار بسبب المطالب المفرطة التي تستلزم طاقة، وقوة، أو موارد”. ويشبه المصطلح، على سبيل المثال، حالة المريض بالشمعة المحترقة التي لا يخرج منها سوى شعلة ضئيلة، بعدما أضاءت لما حولها لساعات طويلة.

واستنادا لخبرته الواسعة، لاحظ فرودنبرجر أن الالتزام الأولي لدى هؤلاء الشباب المتطوعين، والقناعة بتأديتهم لعمل مجدي يكفى وقتا لإشباع حالة الرضا عن النفس والحفاظ على الجهود. وعلى الرغم من ذلك، فإن المرضى الذين يخضعون للعلاج في عيادته يقاومون بشكل متكرر ولا يستجيبون في أغلب الوقت للنصح. وفي مثل هذه البيئة، فإن المساعدة والطاقة التي يبذلها هؤلاء الشباب المتطوع غالبا ما تكون بلا جدوى. كما لاحظ فرودنبرجرو ” أن تفانينا في أعمالنا يعد تحديدا السبب الرئيس الذي يدفعنا للوقوع في مصيدة الانهيار.”.[7] وفقا لما ذكره فرويدنبرجر وريتشلسون، عام 1980، تصيب متلازمة الاحتراق النفسي الأفراد الذين يكونون لأنفسهم صورة مثالية كشخصيات حيوية ومؤثرة، تتمتع بالكفاءة بصفة خاصة، حتى ينتهى بهم الأمر إلى انقطاع الصلة مع الذات الحقيقية.[8][9]

وفى إطار هذا التصور للاحتراق النفسي، تلعب العوامل الفردية دورًا هامًا في تطور هذه المتلازمة، لأن الأشخاص الذين يتسمون بالالتزام في العمل أو التفاني لقضية ما، يكونون أكثر من غيرهم عُرضة للإصابة بهذا المرض. ومن هذا المنظور، يوصف ” الاحتراق النفسى ” بأنه ” مرض المقاتل “.[10]

و في عام 1980، قدم فرويدنبيرجر وريتشلسون التعريف التالي للمتلازمة:[11]”حالة من الإرهاق المزمن، والكآبة والإحباط تنتج عن التفانى لقضية ما أو نمط حياة[12] أو علاقة تفشل في تحقيق النتائج المتوقعة وتؤدي في نهاية الأمر، إلى انخفاض الانخراط والأداء في العمل.”

توصيفات سابقة للمرض
لا ينبغى للدور الريادي الذي قام به فرويدنبيرجر أن يجعلنا نغفل أن “كلود فيل” كان أول من وضع مفهومَا للإرهاق، في فرنسا، منذ عام 1959 حتى وإن لم يصفه بالمتلازمة، لكنه قدم توصيفَا علميَا لحالات الإنهاك في العمل.[13] كما أشار الطبيب النفسي هانس سيلي[14]، في كتب علم النفس الأمريكية، منذ عام 1936، وبعده طبيب وظائف الأعضاء والتر برادفورد كانون[15]، تحديدا عام 1942، إلى حالات نفسية مرضية ناتجة عن المواقف المهنية، وقدما تعريفَا للأمراض العضوية التي تعزي إلى ضغوط موقفية في العمل، بشكل خاص لدى الممرضات، (بضغوط التمريض). هذا فضلا عن نموذج مواجهة الضغوط ( نموذج لازاروس وفولكمان عام 1948) الذي استندت إليه ماسلاك في إعداد نظريتها.

كريستينا ماسلاك والعلاقات الشخصية البينية عدل
تعد كريستينا ماسلاك، الباحثة في علم النفس الاجتماعي، ضمن من ساهموا في فرض مفهوم الاحتراق النفسي وتأكيد صحته. فقد روت في بحث نشر لها عام 1993، كيف قادتها الأبحاث التي أجرتها في السبعينيات، إلى اكتشاف متلازمة الاحتراق النفسي، وإن كان الاكتشاف حدث بمحض الصدفة، كما أشارت، فقد كانت تُعنى في الأساس، بدراسة الاستراتيجيات المستخدمة في مواجهة حالات التحفيز الوجداني، لا سيما القلق التباعدي واللجوء للموضوعية كوسيلة للدفاع عن الذات.

يرمز القلق التباعدي عند الطبيب، على سبيل المثال، إلى التصرف المثالي الذي يجمع بين التعاطف والانفصال الوجداني. فإذا كان الطبيب يهتم براحة المريض من ناحية، فهو يحرص من ناحية أخرى على الإبقاء على شيء من الموضوعية لتجنب الانخراط الزائد في ذاتية الحالات. ويعبر مفهوم “الموضوعية كدفاع عن الذات”، الذي أدخله فيليب زيمباردو عام 1970، عن فكرة حماية الذات من فرط الوجدان، بالنظر للمرضى “كحالات عامة ” وليس كأفراد. ففى مواجهة مرض خطير، أو حالة تثير القلق بصفة عامة، سيكون أسهل على الطبيب علاج مرضاه، إذا نظر إليهم كحالة عامة وكأعراض، وتناسى تماما الفرد الذي يعاني أمامه.

وقد دشنت كريستسنا ماسلاك، مستندة نظريًا إلى هذين المفهومين، برنامجًا بحثيًا يرتكز على مقابلات أجرتها مع بعض المهنيين في الحقل الطبي والصحة النفسية ( كالأطباء النفسيين والممرضين والممرضات الخ.)

وكشف التحليل عدة موضوعات : في بادئ الأمر، إذا كانت التجارب الوجدانية مُرضية في بعض الحالات ( مثل شفاء بعض المرضى نتيجة للجهود المبذولة من قبل المهنيين ) فهي، في غالب الأمر، تسبب الكثير من الضغوط ( مثل التعامل مع حالات مرضية صعبة ومعقدة، والاضطرار إلى إعلان أخبار سيئة، والدخول في صراعات مع الزملاء) وجميعها تعد من عوامل الضغط. من ثم يصبح ممارسي المهنة عاجزين عن الوصول لمرحلة الارتباط بمهنتهم. ومع مرور الوقت، تتحول تصرفاتهم إلى السلبية مع مرضاهم. وفي نهاية الأمر، يفسرون تجاربهم الوجدانية بالفاشلة، ويتساءلون عن مدى قدرتهم على العمل في هذا القطاع ويقللون من قيمة كفاءتهم.

وبينما كانت تصف، لأحد القضاة، النتائج الأولية لتحليلاتها، أدركت ماسلاك وجود ظاهرة مشابهة لمتلازمة الاحتراق النفسي لدى المحامين الذين يتعاملون مع أشخاص يعانون من صعوبات اجتماعية. وقد أطلق المحامون مجازاً على هذه الظاهرة ” الاحتراق النفسي”. وقد تبنت ماسلاك هذا المصطلح أيضًا، لكنه كان لا يزال مجرد فكرة، المقصود بها ظاهرة ظلت قيد الدراسة في ذلك الوقت.

وبما أن الاحتراق النفسي يبدو مصطلحاً مشتركاٌ بين المهنيين في مجال الصحة والمحاماة، فقد أطلقت ماسلاك فرضية بموجبها يصبح العمل الجماعي ولا سيما العلاقات القائمة على مساعدة الآخرين، جوهر هذه الظاهرة. وعلى العكس من فرودنبرج الذي أكد في توصيفه للمرض على العوامل الفردية، تعول ماسلاك أكثر على بيئة العمل والظروف المحيطة به كأسباب لظهور متلازمة الاحتراق النفسي.

و لتفعيل هذه الفكرة، سعت ماسلاك إلى عقد لقاءات مع مجموعات مهنية أخرى ترتكز أنشطتها على الانخراط في العلاقات الشخصية. وقد لاحظت الباحثة ،في جميع الحالات، تكرارا لبعض الأعراض مثل : النضب الوجداني، التباعدية والسلبية تجاه العملاء أو المرضى. وقد ظهر جليا أن هذه الأعراض معتادة في جميع المهن.

ولم تكن هذه الظواهر مجرد حالات فردية، بل كانت بالأحرى مشكلة منتشرة بشكل نسبى. وهكذا، ساعد مصطلح الاحتراق النفسي على سد فراغ اصطلاحي بتوصيف ظاهرة لم يكن لها مسمى في ذلك الوقت، ولكنها ،على الرغم من ذلك، كانت سائدة في بيئة العمل.

ومنذ البداية، تم الفصل بين الاحتراق النفسي والتأثيرات النفسية داخل النفس، ليتم إدراجه ضمن فوضى العلاقات النفسية الاجتماعية. وهناك، دون شك، أعراض مشتركة بين الاحتراق النفسى وأمراض أخرى مثل الاكتئاب، إلا أن الاحتراق النفسى يتميز عنه بوضوح من خلال جوهره.

وقد عرضت ماسلاك تفصيليا نتائج تحقيقاتها الأولية في بحث وصفي آخر يتشابه مع بحث فرودنبرجر. فإذا كان الأخير قد تحدث عن دينامية الاحتراق النفسى، فإن ماسلاك قد كررت، في المقابل، في بحثها مصطلح “الانهيار” المرتبط بالاحتراق. كما لاحظت أن هذا ” الانهيار” يعقبه فقد الإنجاز في العمل في مجال الخدمات والعمل الاجتماعي، بالإضافة إلى الغياب المتكرر ومعدل سريع لدوران العمالة. كما أنه يتسبب في تدهور الصحة الجسمانية، فهؤلاء المهنيين يصابون دائمًا بالإنهاك السريع، وبأمرض متكررة، وقد يصابون بالأرق والقرح والصداع الدائم. وللتغلب على هذه المشاكل الجسمانية ،قد يتجه العامل إلى المهدئات والمخدرات.

كما يصاحب الاحتراق النفسي بعض الظواهر، مثل إدمان الخمر والأمراض العقلية والصراعات الزوجية أو الانتحار. وفي البحث نفسه، أكدت ماسلاك، بشكل خاص، على أنماط من الانسحابية، والانفصال، وعلى العديد من الإستراتيجيات التي تهدف لتصنيف المرضى لفئات على شكل بعض الملصقات المجردة مثل ” ملفاتي ” وملصقات تقنية مثل ” مريض الشريان التاجى”، أو أيضا بعض المفردات الساخرة مثل مسمى ” المساكين “.

وفضلا عن ذلك، لاحظت ماسلاك إستراتيجيات أخرى من أهمها : الانسحابية الجسمانية والاحترام الصارم للقواعد، وهي تصرفات تساعد على الحد من الانخراط في شخصية المريض. وقد استخدمت أيضا مصطلح ” فرط سلب الشخصية ” للإشارة إلى هذه التصرفات البعيدة تماما عن القلق التباعدى.
الدراسات الإكلينيكية الأولية عدل

النصب التذكاري “في العمل” ببروكسل.
بواسطة بعض الملاحظات والمقابلات وحتى التحليلات للتجارب الشخصية، بدأت الأبحاث في اتخاذ مسلك منظم (ومن اللافت للنظر، أن فرودنبرجر قد أصيب هو نفسه بالاحتراق النفسي.) وشهدت الفترة ما بين 1975 و1980، ظهور كم من المقالات البحثية نشرت في دوريات متخصصة عن هذا المرض، حظيت باهتمام عملى أكثر منه أكاديمي. ففى أغلب الحالات، كان الباحث يصف طبيعة الأنشطة المهنية المسببة للضغوط وما يصاحبها من أعراض، إلى جانب دراسة لبعض الحالات الإكلينيكية التي توضح الأفكار. وفي نهاية البحث، يقدم العديد من التوصيات. وتتلخص تلك المقالات في النقاط الآتية :

أن هناك بعض المهن تشكل مخاطر أكثر من غيرها ولا سيما المهن التالية :
مهن تستلزم جهد فكري وعقلي ووجداني وعاطفي ؛
مهن تستدعى مسؤولية كبيرة لا سيما تجاه الآخرين؛
مهن ذات أهداف صعبة المنال بل قد تكون مستحيلة ؛
مهن بها غموض أو صراع على الأدوار.
وأن هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من غيرهم :
أشخاص لديهم مثل عليا في الأداء والنجاح ؛
أشخاص يربطون الرضا عن الذات بالأداء المهنى ؛
أشخاص آخرون مركز اهتمامهم الوحيد هو عملهم ؛
أشخاص يعتبرون عملهم ملاذا ويهربون من جوانب الحياة الأخرى ؛
كما يوجد بعض الأعراض المختلفة، تم رصدها لدى مرضى الاحتراق النفسي مثل :
آلام عامة
فقدان التركيز
أرق
سرعة الاستثارة
نفاذ الصبر
الإنهاك الجسماني والنفسي
فقدان الدافعية للنهوض والذهاب للعمل
بيد أن كريستينا ماسلاك وفيلمار شتودفيلى[16] قد أشارا إلى أن هذه الأبحاث الأولية تتسم بالنقاط التالية :

تعريف مصطلح الاحتراق النفسي الوظيفي لا يتفق عليه بالضرورة جميع المؤلفين.
يشتمل هذا المصطلح على مجموعة من الأزمات التي قد يتعرض لها الفرد، إلى الحد الذي يكاد يضم كل شيء ولكن دون أي تحديد.
لا ترتكز هذه البحوث الأولية على معطيات تجريبية ميدانية، ولكن على بعض الدراسات لحالات منفردة. فهي تهتم بصفة خاصة بالأعراض التي تظهر على الأفراد المصابين بالاحتراق النفسي.
أما عالمي النفس بارون بيرلمان وآلان هارتمان[17]، فقد أظهرا مدى تشتت المفاهيم في المرحلة الأولى من هذه الأبحاث. فقد قاما بإحصاء ثمانية وأربعين تعريفاً مختلفاً في المقالات العلمية التي نشرت ما بين عام 1974 وعام 1980. ونجد بين هذه التعريفات أفكاراً متفاوتة كما يلي:

الفشل والإنهاك؛
فقدان القدرة على الإبداع؛
فقدان القدرة على الانخراط في العمل؛
قسوة زملاء العمل، صرامة النظام، ومؤسسة العمل؛
الاستجابة للضغوط المزمنة المتعلقة بالنجاح في العمل، ” الابتعاد والعزلة”؛
متلازمة التصرفات غير اللائقة تجاه العملاء أو تجاه الذات.
إلا أن هذان العالمان قدما ملخصا لجميع هذه التعريفات:[18]

«الاحتراق النفسي هو رد فعل للضغط الوجدانى المزمن، وله ثلاثة أبعاد هي:

النضب الوجداني أو الجسماني
تدني القدرة على الإنتاجية
فرط سلب الشخصية
ومن المنطقي أن يكون الأطباء الممارسون أول من يتنبه إلى أعراض هذه المتلازمة، بما أنهم عرضة لاكتشافها بين زملائهم في العمل أو عرضة للإصابة أنفسهم بهذا المرض أثناء ممارستهم للعمل، ولكنهم لم يكونوا مدربين تدريبًا جيدًا لإعداد أبحاثًا منهجية، فضلًا عن انشغالهم بإعداد أساليب عملية للتدخل من أجل علاج هذه المتلازمة، أكثر من إعداد النظريات.[19] وبعبارة أخرى، انصب اهتمامهم على « إيجاد تصور عام لأساليب المعالجة » وفى المقابل، حاد الباحثون عن المشكلة، لأنهم رأوا أن مفهوم الاحتراق النفسى الوظيفي يجعلهم بصدد” أمر” شبه علمى.” والغريب أن أول كتاب للباحثتين كريستينا ماسلاك وسوزان جاكسون[20] عن تطوير مقياس الاحتراق النفسى وخصائصه النفسية القياسية، تم رفضه من جانب دار النشر التي ذكرت في تقريرها : ” نحن لا ننشر علم النفس الشعبي “. ومنذ ذلك الوقت، تم الاعتراف دوليًا بهذا المقياس واستخدمته الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية المرموقة.[21]
متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي ثلاثية الأبعاد

تدرج متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي وفقا للمقياس ثلاثي الأبعاد لكرستينا ماسلاك وسوزان جاكسون
منذ بداية الثمانينيات، تم نشر أول أبحاث تجريبية ميدانية منهجية عن الاحتراق النفسي الوظيفي.[22] ومنذ ذلك الحين، أصبح مفهوم الاحتراق النفسي معرفا ومتصورا بشكل أكثر وضوحا. ومن خلال أبحاث قائمة على العديد من المقابلات، استخدمت كريستينا ماسلاك، في البداية، تعريفا مؤقتا لهذه المتلازمة اشتمل على بعدين فقط.

البعد الأول، هو النضب الوجداني والذي يتوافق مع نضب موارد الفرد الوجدانية وفقدان الدافعية.

أما الثاني، فهو سلب الشخصية ويشير إلى تصرفات تباعدية وسلبية تجاه العملاء، أو المرضى، أو علاقات مهنية الأخرى كانت محل دراسة من قبل ماسلاك. وحتى إن كانت الأبحاث قد استطاعت الكشف عن حقول علمية واعدة، إلا أنها ارتكزت بشكل كبير على عدد محدود من الحالات الفردية. فقد كانت كريستينا ماسلاك تطمح في الشروع في تحقيقات أكثر منهجية بالاعتماد على منهج علمى دقيق. كما كانت ترغب في إجراء مقارنات بالاستناد إلى عدد أكبر من العينات مع مراعاة اختلاف الظروف. فقد أوضحت قائلة : “في هذه المرحلة، كانت المهمة الرئيسة هي تحديد تعريف أكثر دقة لمصطلح الاحتراق النفسي الوظيفي ووضع مقياس موحد له. “[23]

وبالتعاون مع كاتى كيلى[24] وايلا باينز[25] وسوزان جاكسون[26]، أجرت ماسلاك دراسات استقصائية معتمدة على استبيانات، كما أعدت برنامجا للبحوث النفسية القياسية، للتوصل إلى تعريف فعال مقياسي قابل للتطبيق. كما قامت، أثناء أبحاثها الأولية، بتجميع سجلا متسعًا من الانفعالات والتصرفات التي تعبر عن النضب الوجداني الذي يشعر به المريض ويحدد هذه الظاهرة التي كانت تطمح في إبرازها بشكل أفضل. وقامت بتجميع كل هذه التعبيرات على مقياس يتكون من سبع وأربعين بندا.[27] ويمثل هذا المقياس مجموعة من التجارب المرتبطة بظاهرة الإنهاك الوظيفي، تم تجربته على عينة تضم ستمائة وخمسة فردا موزعين على عدة مجالات وظيفية.[n 1]

وتؤكد التحليلات الإحصائية وجود بعدين للاحتراق، تم إبرازهما بالفعل وهما : النضب الوجدانى وسلب الشخصية، حتى لو كان هناك، في واقع الأمر، أربعة أبعاد تمثل الأوزان العاملية اللازمة لتحديد الاحتراق النفسى. وقد تم تقسيم هذه التحليلات إلى 25 بندًا، تخضع لعينة جديدة مكونة من 420 فردًا، وتقود دائمًا للأبعاد الأربعة نفسها والتي تتطابق مع التعريفات التالية : النضب الوجدانى وسلب الشخصية وتدني الإنجاز الشخصي والانخراط في العمل. أما بالنسبة للعامل الأخير وهو الانخراط في العمل، فلم يتم الاحتفاظ به إلا بشكل مؤقت.

وعلى هذا الأساس، قدمت كريستينا ماسلاك وسوزان جاكسون التعريف التالي “لمتلازمة الاحتراق النفسي” : “متلازمة من النضب الوجداني وسلب الشخصية وتدني الإنجاز الشخصي، يظهر لدى الأفراد المنخرطين وظيفيًا”.[28]

ويرجع النضب الوجداني إلى فقدان الطاقة وإلى الشعور بنضب الموارد الوجدانية. فيشعر الفرد أنه فارغ عصبيًا[29]، فلا يكون لديه أي دافع للعمل الذي يصبح، من الآن فصاعدًا، عبئًا عليه. فلا ينفذ المهام التي يقوم بها من قبل ويشعر دائمًا بالإحباط والتوتر. ويرتبط النضب الوجداني غالبًا بالضغوط والاكتئاب. وقد أعطت المفاهيم النظرية والنتائج التجريبية الميدانية الحالية، لهذه المتلازمة، دورًا مركزيًا، في خطوات الإنهاك الوظيفي.

يمثل سلب الشخصية البعد الشخصي البينى لمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي. فهو يشير إلى تطور تصرفات غير شخصية، وميول انفصالية، وسلبية، وساخرة تجاه الأشخاص الذين يتم الاعتناء بهم.[n 2] فالفرد يشعر بعدم الاكتراث تجاه عمله، ويقيم حاجزا يعزله عن عملاءه وزملاءه في العمل. ومن الأمثلة الواضحة على هذه التصرفات، “مريض الزائدة الدودية في الغرفة 22.” وقد يتخذ سلب الشخصية أشكالا أكثر قسوة، ويتم التعبير عنه من خلال تصرفات وسلوكيات تتمثل في حالة من الرفض، والتهكم، و سوء المعاملة. والمقصود هنا هو استرتيجية سوء التكيف الخاصة بمواجهة نضب الموارد الداخلية، بواسطة إبعاد المستفيدين من المساعدة، وتحويل طلباتهم إلى طلبات غير مشروعة. وتساعد هذه التصرفات على التكيف في مواجهة انهيار الطاقة والدافعية. فنتيجة للنظرة السلبية تجاه العملاء والمستخدمين والمرضى والتلاميذ، تبدو تلبية رغباتهم واحتياجاتهم أقل أهمية وأقل إلحاحًا. وقد يؤدي مصطلح “سلب الشخصية” إلى اللبس، لأنه يشير أيضًا إلى الحالة النفسية التي يسود فيها الشعور بالاغتراب عن الذات. فربما كان من الممكن اختيار مصطلح ” سلب الإنسانية”[30] و لكن دلالته لن تكون مفهومة بشكل بالنسبة للمتلقى.

ويتعلق فقدان أو تدنى الإنجاز الشخصى بشعور الفرد بانعدام قيمة عمله، وكفاءاته، والاعتقاد بأنه فاشل في الوصول لأهدافه، وانخفاض الرضا عن الذات[31]، والشعور بالفاعلية والذاتية. ولا ينسب الشخص أي قدرة لنفسه على إنجاز الأعمال، بسبب قناعته بعجزه عن تلبية توقعات المحيطين به. فالإنجاز الشخصى يمثل البعد التقييمى الذاتي لمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفى.

وقد ظهر، في مطلع القرن الحادى والعشرين، إجماع[32] يؤكد أن متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى تبدأ بالشعور بالإنهاك الوجدانى الذي يؤدى بالتالى إلى سلب الشخصية. ويقلل الإنهاك الوجدانى من الإنجاز الشخصي[33]، إما بشكل مباشر أو من خلال سلب الشخصيةقالب:Ancre. كما يمثل الإنهاك الوجدانى العنصر العاطفي لمتلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى، بينما يمثل البعدين الآخرين، سلب الشخصية وتدنى الإنجاز الشخصي عناصرسلوكية أو معرفية[34]..

مقياس ماسلاك للاحتراق النفسى

رسم بياني لمقياس الاحتراق النفسى :
وفقا لأبحاث ماسلاك[35]
لقد تم استخدام هذه العوامل الثلاثة و العناصر المكونة لها، لتكوين مقياس متلازمة الاحتراق النفسى. و يستخدم هذا المقياس الذي يتكون من ثلاثة أفرع ثانوية الآن على نطاق واسع[36]، و يعرف (اختصارا ب”MBI”[20]). و قد تم نشر البحوث الأولية حول هذا المقياس، في عام 1995، من قبل سوزان جاكسون و كريستينا ماسلاك و مايكل ليتر. وأتاح سهولة قياس أعراض متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى لدى مجموعات كبيرة ودراسة أسبابه بشكل منهجى. ولأنه مترجم لعدة لغات، “فقد أصبح، إلى حد كبير، أكثر المقاييس أستخدامًا في قياس متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى.[37] “.

يتكون مقياس الاحتراق النفسى من اثنين وعشرين بندا : تسعة بنود للإنهاك الوجدانى، وخمسة لسلب الشخصية، وثمانية للإنجاز الشخصى. ويمثل كل بند واجهة من أوجه التقييم التي يمكن للفرد القيام بها في عمله. ويشير الشخص الذي يتم سؤاله إلى معدل استجابته للشعور موضع السؤال. ويتم قياس الإنهاك، وسلب الشخصية، وتدنى الإنجاز الشخصى كل على حدة. وبعبارة أخرى، فإن الفرد لا يسجل نقاطًا شاملةً للاحتراق النفسى، ولكن يسجل نقاطًا لكل من الأبعاد الثلاثة. ولايزال مصطلح الاحتراق النفسى يشير، بصفة عامة، إلى هذه الأبعاد الثلاثة على الرغم من تباينها، إلا أنها ترتبط بعضها البعض داخل إطار نظرى واحد يقوم بتصنيفها. وقد أكدت الأبحاث الخاصة بدراسة فاعلية مقياس ماسلاك للاحتراق النفسى، أن مكوّن ثلاثى الأبعاد يتواءم مع المعطيات، أفضل من مكوّن أحادى أو ثنائى الأبعاد.[38]

تعريفات

ظهرت، في هذا العصر نفسه، بالتوازي مع أبحاث كريستينا ماسلاك، مفاهيم أو تعريفات أخرى تركت بصمةً على الأبحاث في هذا المجال ومن بينها نماذج كاري شرنيس و آيلا بينس. عال

رؤية كاري تشرنيس عن التحليل التبادلى عدل
يقترح كاري تشرنيس رؤية تحليلية تبادلية لمتلازمة الإنهاك النفسى الوظيفى. ففيما يتعلق بالتناول التحليلى التبادلى، تعد الضغوط والاحتراق النفسى نتيجة للعلاقات الإنسانية، حيث لا يكون الفرد والبيئة المحيطة به كيانات منفصلة عن بعضهما البعض، ولكن مكونات لعملية تبادلية يؤثر كل منهما على الآخر بشكل مستمر.[39]

ويستند نموذج كاري تشرنيس إلى تحليل كيفى لمقابلات متعمقة ومتكررة أجريت، ما بين عام 1974 و 1976[40]، على عينة تتكون من سبعة وعشرين من المهنيين، في السنة الأولى لممارسة المهنة، من المحامين، والمعلمين، وممرضات الصحة العامة، ومهنيي الصحة العقلية. وقد لاحظ تشرنيس ظهور خيبة أمل شديدة لدى هؤلاء المبتدئين. ووفقا لما ذكره، تحدث متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى بسبب وجود خلل في موارد الفرد، سواء الشخصية[n 3] · [41] أو التنظيمية[n 4] أو متطلبات العمل.

وينتج هذا الخلل بسبب وجود فجوات بين التوقعات المبدئية والحقيقة على أرض الواقع. فسلوك بعض العملاء الصعب وغير التعاونى، بل في بعض الأحيان العدوانى، يتناقض مع الرؤية التي تكون في الغالب مثالية لمفهوم العلاقات الإنسانية أو التربوية. كما أن اللوائح، والإجراءات المتبعة، والمهام الإدارية تحد من الاستقلالية المأمول القيام بها في هذه المهن. فالعمل الروتيني يتناقض مع الرغبة في القيام بمهام متنوعة والتحفيز والإنجاز. ويضاف إلى هذه الفجوات بين المتوقع والواقع، فقدان التعاون، بل الصراعات بين زملاء العمل.

وفي ظل بيئة العمل هذه المخيبة للآمال، تخبو الدافعية الأولية، ليحل محلها تصرفات انسحابية. وفي إطار هذا النموذج، تظهر مصادر الضغط على مستوى العمل (عملاء صعب المراس، والنزاعات بين زملاء العمل، إلخ ) وكذلك على مستوى الفرد[n 5] نفسه، حتى وإن كان للنوع الأول من مصادر الضغط دورا أكثر أهمية. أي أن للسمات الفردية دورا هاما في بروز متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى، كما كان يعتقد المحلل النفسي هربرت فرودنبرجر الذي كان يرى أن الاحتراق النفسي هو “مرض المقاتل”.[10] ويكون لدى بعض الأفراد توقعات وتوجيهات وظيفية تشكل كل منها عبءً إضافيًا على العمل، تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى.

ووفقا لرؤية تشرنيس، تتعلق الفروق الفردية أيضًا بالإستراتيجيات التي ينميها الفرد لمواجهة عوامل الضغط. فيتبنى البعض طرق إيجابية لحل المشاكل، بينما يتبنى آخرون تصرفات وسلوكيات سلبية. ومنذ هذه اللحظة ومع مرور الزمن، تبدأ أعراض متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى في الظهور.

توجد ثلاث مراحل للتأثير التبادلى بين الفرد وبيئته.[42] المرحلة الأولى، تتمثل في الضغط الملاحظ الناتج عن الخلل بين متطلبات العمل وموارد الطاقة لدى الفرد، والذي يقود إلى المرحلة الثانية وهي التوتر، والمقصود به الاستجابة الوجدانية لهذا الخلل استجابة تؤدي إلى الشعور بالإجهاد الجسمانى والإنهاك الوجدانى والتوتر و القلق.

وأخيرًا تأتي المرحلة الثالثة التي تتسم بالتغيرات المواقفية والسلوكية. فنلاحظ في هذه المرحلة بشكل خاص، تدنى الأهداف الأولية والرؤية المثالية وزيادة التصرفات الساخرة، أو الانفصالية، أو الآلية، أو اللامبالاة الشديدة تجاه الاحتياجات الشخصية. ويرى كارى تشرنيس أن المقصود هنا هو ” طرق مواجهة الضغوط”[n 6] · [43] · [44] الدفاعية.

تمثل تلك التغيرات في التصرفات والسلوك نوعًا من ” الهروب” النفسى، يحدث عندما لا يستطيع المهنيون التخفيف من الضغوط بالمواجهة المباشرة للمشكلة. فوفقا لما ذكره تشرنيس[45]، فإن الاحتراق النفسى هو ” عملية يحدث خلالها إهمال للعمل من جانب المهنيين الذين كانوا يتسمون بالالتزام في العمل، كرد فعل لما يشعرون به من ضغوط وتوتر”.استشهاد فارغ (مساعدة)
وهناك بعض الحدود الواضحة لمجال تطبيق نموذج كارى تشرنيس، فهو يعتمد على عدد صغير من المقابلات، كما أن استنتاجاته تختص فقط بالمهنيين المبتدئين، على الرغم أن المتخصصون يعلمون أن متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي تظهر طوال فترة الحياة العملية، وأنه يوجد شكل متأخر من تلك المتلازمة تسببه عوامل أخرى. إلا أن هذا النموذج الذي يشرح إحدى الأشكال الممكنة للاحتراق النفسى، قد تم تفعيله تجريبيًا، لاسيما بواسطة بيركى عام 2004.[46]

نموذج ايلا بينس للاحتراق النفسى الدافعى

قدمت ايلا بينس مقترحًا لنموذج الاحتراق النفسى وصفته بالدافعي. فهى ترى أن العمل يمثل بالنسبة لعدد من الأفراد نوعًا من البحث عن الوجود، وإذا ما فشل هذا البحث، يظهر الاحتراق النفسى. وقد دعمت بينس استدلالاتها، في بعض الدراسات التي أجرتها في الفترة ما بين 1988 و 2002[47]، بالحقيقة التالية : إن التعريفات المختلفة للاحتراق النفسى، الأكثر انتشارًا، أشارت إلى أنه حالة من الإرهاق والإنهاك الوجدانى، يمثل الحالة النهائية لعملية تدريجية من الشعور بالإحباط، بعد حالة أولية من ارتفاع الدافعية والانخراط في العمل. وتفسر بينس ذلك بأنه ” حتى يكون الفرد مستهلكًا، يتعين، في البداية، أن يكون محترقًا”. فزيادة أعباء العمل، والقيود الإدارية، ومقاومة العملاء لا تتسبب في الإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي فحسب، لأنها تعوق استخدام المهارات، بل لسبب أكثر عمقا : وهو أن استحالة استخدام تلك المهارات، يحرم الفرد من إدراك الهدف الذي يسعى إليه من خلال عمله”.[48]

فلأن المهنيين لا يستطيعون أن يكون لهم التأثير المأمول، يصبحون ضحايا للإنهاك الوظيفي. فكلما انخرطوا في العمل في البداية، كلما زادت احتمالية الإصابة بالمتلازمة، إذا كانت ظروف العمل غير مناسبة. وفي الحقيقة، إن النموذج الذي طرحته ايلا بينس يتشابه مع مجموعة نماذج من الدراسات النفسية للضغوط والاحتراق النفسي التي أشارت إلى أن التوتر لدى الفرد ينتج عن الفجوة ما بين التوقعات أو الدافعية الفردية والواقع. ولكنها وضعت في هذا النموذج الأخير، بعكس ما ورد في النماذج الأخرى، التوقعات الفردية في مستوى خاص، وهو البحث عن الوجود.

وقد تكون هذه التوقعات والدوافع عامة، أي يشترك فيها غالبية من يمتهنون المهن المختلفة : كأن يكون للفرد تأثير فعال، وأن يكون محل تقدير، ولكنها قد تختص بمهنة معينة. وتؤكد بينس الأمر التالي :” إذا كانت كل مهنة تثير ميول خاصة، فالمهن ” القائمة على مساعدة الآخرين” تحقق جميعها طموحًا مشتركًا : وهو العمل من أجل ومع الآخرين”}.[49] وقد تكون هذه الدوافع شخصية، أي مستلهمة من صورة رومانسية أو شخصية كاريزماتية ذات تأثير، وضعها الفرد كنموذج يحتذى به. وسواء كانت هذه التطلعات عامة، أو مرتبطة بمهنة معينة، أو شخصية، فهى لن تتحقق إلا في بيئة عمل مناسبة.

التمتع بالاستقلالية الذاتية، والمساندة المجتمعية، والأنشطة المتنوعة، والمشاركة في اتخاذ القرار، جميعها من المتغيرات التنظيمية التي تشجع هذه الدوافع. وتحقيق جميع هذه العوامل يعزز الأهداف الأولية طبقا لحلقة إيجابية أو “حلقة حميدة” للانخراط في العمل. ولكن إذا كان الفرد يتحتم عليه مواجهة بيئة عمل غير مناسبة، مع وجود، على سبيل المثال، أعباء عمل زائدة على الصعيد الكمى أو الكيفى، أو ضغوط بيروقراطية، أو متطلبات متعارضة، فإنه لا يستطيع تحقيق تلك الأهداف الأولية، وسيسقط في حلقة سلبية.

إلا أن الفشل في حد ذاته لا يتسبب في الإصاية بمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي، ولكنه بالأحرى، الإدراك الحسي للفرد بأنه مهما بذل من جهود، لن يستطيع الإدعاء بأن له تأثير فعال. وبالطبع أشارت بينس إلى أن ” بيئة العمل ليست دائمًا إيجابية أو سلبية على الإطلاق، ولكنها خليط معقد بين الطرفين.”.[50] وفى الواقع، لم يتم تجربة ذلك النموذج كما هو. فقد وضعته بينس لتفسير نتائج أبحاثها وملاحظاتها التي أجرتها خلال الورش أو التدريبات حول الاحتراق النفسي، فهى لا تقصر الإصابة بالمتلازمة على المهن القائمة على مساعدة الآخرين، ولا حتى على ظروف العمل، ولكنها بحثت أيضًا عنه في العلاقات الزوجية، في الفترة ما بين 1993 و 1994[51]، وخلال الصراعات السياسية.[52]، في الفترة ما بين 1995 و 1996.
التعاريف المختلفة لمتلازمة الاحتراق النفسي عدل
يوجد العديد من تعاريف متلازمة الاحتراق النفسي ونذكر أهمها فيما يلي (هذه القائمة ليست وافية):

“حالة من التعب والكبت والإحباط الناتجة عن التفانى لأجل قضية ما أو أسلوب حياة أو علاقة إنسانية تفشل في تحقيق النتائج المرجوة”.[53]
“عملية يستجيب فيها المهني الملتزم للإجهاد والتوتر اللذين يشعر بهما ؛ فيتحرر من قيود الالتزام”.[54]
“من أعراض حالة الاحتراق النفسي، الإنهاك الجسدي، والإحساس بالعجز واليأس، والبرود الوجدانى ونمو لمفهوم الذات السلبي والسلوك السلبي في العمل وتجاه الحياة والأشخاص الآخرين “.[55]
“يعد الاحتراق النفسي متلازمة من أعراض الإجهاد الوجدانى و سلب الشخصية و انخفاض معدل الإنجاز الشخصى، والتي تظهر لدى الأفراد الذين يعانون في عملهم مع الاخرين.”
” يأتى الاحتراق النفسى نتيجة للضغط الوجداني المزمن، وله ثلاثة أبعاد :
الإجهاد الوجداني أو البدنى
انخفاض القدرة على الأنتاجية
تبدد الشخصية المفرط.”
” فقدان تدريجي للطاقة والأهداف والمثالية لدى الأشخاص الذين يمارسون المهن القائمة على مساعدة للآخرين ؛ بسبب طبيعة عملهم.”.[56]
“حالة من الإجهاد الناتج عن التعامل مع الآخرين في مواقف وجدانية شديدة.”.[57]
“أرى أن حالة الاحتراق النفسى تنتج عن عدم التوافق المستمر بين خصائص الفرد والبيئة، والذي نادرا ما يتم التعرف عليه، بل ويتم في اغلب الأحيان إنكاره. فحالة عدم التوافق هي السبب وراء عملية تدهور الحالة النفسية البطئ والخفى. و على خلاف الظواهر الأخرى المسببة للتوتر، فإن مسببات التوتر البسيطة المرتبطة بحالة عدم التوافق لا تنذر بالخطر ومن ثم فهى نادرا ما يصحبها جهود تهدف للتوصل إلى أساليب التعامل الملاءمة. لذا فإن عملية تدهور الحالة النفسية قد تستمر طويلا دون أن يتم ملاحظتها”.[58]
” حالة من الإجهاد الجسدى والوجداني والعقلي الناتج عن التعرض لفترة طويلة لمواقف وجدانية شديدة.”[59]
“الإنهاك هو مزيج من التعب الجسدي والإرهاق والتعب الوجداني والملل المعرفي.”[60]
“يحدث الاحتراق النفسي لدى الفرد عندما يحدث تهديد أو توقف لدوره الفاعل من أجل تحقيق الذات ولا يكون له أي دور بديل أخر متاح.”[61]
“الاحتراق النفسي هو رد فعل شعورى تجاه التوتر الدائم، والذي يكمن في الانخفاض التدريجى، مع الوقت، لموارد الطاقة لدى الفرد الخاصة بقدرته على التعبير عن الإنهاك الوجداني، والتعب الجسدى، والملل المعرفى”[62]
.

تقول سوزان جاكسون في كتابها بعنوان “إدارة الموارد البشرية” إن تعاريف الاحتراق النفسي تتكامل أكثر من كونها تتعارض، فيمكن تصنيفها وفقا لاعتبارها الاحتراق النفسى حالة يصاب بها الفرد أو عملية تؤدى به إلى هذه الحالة.[63] و في الحقيقة، فإن التعاريف الأولى تصف ما تسفر عنه العملية التي تتناولها التعاريف الأخرى.

الحالة عدل
يعد التعريف الذي وضعته كل من كرستينا ماسلاك وسوزان جاكسون[64] عن الحالة هو أكثر التعاريف شهرة. ووفقا لكل من ويلمار شوفلى و روبرت انزمن,[65] تختلف هذه التعاريف وفق مداها ودقتها وأبعادها

إلا انها تشترك في ثلاث خصائص أساسية:

يغلب على الفرد الشعور بالتعاسة و الإحساس بالمرض، خاصة الإجهاد الوجداني والعقلى حيث يكون سلوك الأفراد سلبيا تجاه الاخرين فتنخفض معدلات فاعليتهم وأدائهم.
بالنظر إلى مسببات هذه المتلازمة نجد أن الآ مال غير الواقعية والمتطلبات الوجدانية الزائدة لها دور كبير.
ينتج هذا الاحتراق النفسي عن العمل، ويصيب الأشخاص “الطبيعيين”, و من ثم فهو لا يعبر عن أي مرض يعانى منه الفرد.
عملية
إن تعريفات كل من كاري شيرنيس[66] أو يور اتزيون[67] تصور بشكل واضح أعراض الاحتراق النفسي المهنى كعملية. وبالنسبة لويلمار شوفيلى وروبرت انزمان[68] ،فإن تعريفات المرض كعملية تؤكد ما يلى :

الاحتراق النفسى يبدأ بتوترات تنتج عن وجود فجوة بين توقعات الفرد ونواياه والجهود التي يبذلها والمثل التي يؤمن بها من ناحية ومتطلبات الحياة اليومية من ناحية أخرى.
تتطور تدريجياً الضغوط الناجمة عن هذا الاختلال في التوازن، ، و يمكن للفرد أن يشعر بها ويدركها أو أن يجهلها لفترة طويلة.
إن الطريقة التي يواجه بها الفرد هذه الضغوط تعد أمر بالغ الأهمية في تطور متلازمة الاحتراق النفسي المهنى.
اتساع المجال والأشكال
المجالات المختلفة
إذا كان تعريف كريستينا ماسلاك وسوزان جاكسون قد تم قبوله على نطاق واسع، فهذا يرجع إلى استناده على واحدة من أدوات القياس القليلة الصحيحة وسهلة الاستخدام.

و قد تم بالفعل وضع التعريف بالتوازى مع أداة القياس. و الواقع أن استخدام مقياس ماسلاك للاحتراق النفسي المهنى يفترض بالتالى قبول التعريف المقابل له الذي يقصر متلازمة الاحتراق النفسي المهنى على مهن بعينها.

و قد قامت الأبحاث تدريجيا بتحديث العوامل التنظيمية التي تؤثر على كل أبعاد هذه المتلازمة.و لا تقتصر هذه العوامل ( مثل قلة المشاركة في اتخاذ القرار وزيادة أعباء العمل والمعاملة غير العادلة ) على المؤسسات الاجتماعية أو الطبية الاجتماعية فقط ولكن يبدو أن هذه المتلازمة تمس جميع المجالات المهنية. و علاوة على ذلك، إذا كانت هذه الأمراض تصيب أولئك الذين يلتزمون في عملهم ويبدأون في ممارسة المهنة بتوقعات عالية، فإن محاولة حصرها على فئات بعينها يبدو أمرا غير مجديًا. وهناك الكثير من المهن الأخرى التي تقع خارج القطاع الاجتماعى ،أوالطبى الاجتماعى ،أو التعليمى، والتي تقع بشكل عام خارج نطاق العلاقات الخدمية، تحتاج هي الأخرى إلى التزام كبير.

و يصف ويلمار شوفيلى ذلك على هذا النحو : ” تظهر متلازمة الاحتراق النفسي المهنى في الوظائف التي يلتزم فيها الشخص نفسيا. و هذه المهن التي تستوجب التزاما نفسيا تنهك الموارد المعرفية والانفعالية والفسيولوجية للفرد “. إلا أنه كان يجب تعديل تعريف ومقياس كريستينا ماسلاك وسوزان جاكسون ليشملا جميع المهن ،مما يفسر لنا سبب إعادة النظر في مفهوم الاحتراق، فأصبح معبرا عن أزمة الفرد مع العمل نفسه وليس في علاقات الفرد ه في العمل. و منذ عام 2007 تم استكمال مقياس ماسلاك للاحتراق النفسي كى يتوافق مع أبحاث مايكل ليتر وكريستينا ماسلاك ليشمل كافة الأفراد في العمل. و من الأثنى وعشرين عنصرا من النموذج المبدئي لمقياس ماسلاك للاحتراق النفسي، فإن ثمانية عناصر تشيربشكل واضح إلى العلاقات مع العملاء والمستخدمين، بينما يشيرأربعة آخرون إلى العلاقات بشكل عام. فعلى سبيل المثال: ” لا أشعر حقا بالقلق بشأن ما قد يحدث لبعض عملائي. ” يعد هذا العنصر غيرملائم لتقييم متلازمة الاحتراق النفسي المهنى لعامل إدخال بيانات أو رجل عسكرى.و لم يتم تغيير البعد الأول في التعريف، والذي يتعلق بالإنهاك الإنفعالى، ولكن تم تعديل بعض العناصر فيه فقط.. أما البعد الثاني، وهو فرط سلب الشخصية الذي يتعلق بتصرف الفرد تجاه المرضى أوالعملاء أو الطلاب، فهو يستبعد العديد من الأنشطة المهنية. و قد تم استبداله بشكل عام بالاستخفاف بالقواعد والأعراف، وهو أحد المواقف التي تتسبب في تبدد الشخصية. وهذه النقاط تمس العمل بصفة عامة. أما البعد الثالث ،فهو يخص الإنجاز الشخصي وقد تم إعادة تسميته ليصبح الفعالية المهنية “، و تتضمن التقييم الشخصي لمدى الفاعلية الذاتية ،وعدم الإنجاز ،وانخفاض الإنتاجية وتراجع الكفاءة. “

الأشكال المختلفة للمرض وتطوره

استطاع هربر فرودنبرجر أن يرصد وجود حالات لمتلازمة الاحتراق النفسي المهني في إطار الأعمال التي تمثل للشباب الذي يزاولها التزاماً يتوافق مع الدفاع عن قضية جماعية ؛ فهؤلاء الشباب كما وصفهم هربر في 1974 يبحثون عن المثالية. و وفقاً لما ذكره فرودنبرجر ،فإن الفجوة الكبيرة بين مثالية الرغبة في التغيير وبين واقع بيئة العمل هي التي تتسبب في متلازمة الاحتراق النفسي المهنى. ففى مجال المساعدة الاجتماعية على سبيل المثال، يصل المحترفون إلى موقع العمل ولديهم تصور مثالى لأنشطتهم المستقبلية وعلاقاتهم مع عملائهم ومرضاهم. وهكذا، نلاحظ أنهم سرعان ما يعانون من مستوى مرتفع من الاحتراق النفسي، وهو بذلك يمثل أحد العوامل الممكنة للاحتراق النفسي المهنى. و يتفق المتخصصون حاليا على أن هذه المتلازمة تنتج عن بيئة العمل وعن التفاعل بين العوامل الشخصية والضغوط التنظيمية والفردية. و قد تتغير طبيعة المتلازمة بتغير طبيعة الضغوط الطارئة علي الفرد.

و إذا كان صحيحا أن الفجوة بين الآمال المهنية والواقع اليومى للوظيفة هي دائمًا مصدر الاحتراق النفسي المهنى، فقد تغيرت الآمال وتغير الواقع خلال القرن الحادى والعشرين. فلم يعد العمل يسهم في إحياء القيم التي كانت تسود في فترة السبعينيات، حيث أصبح من الأولويات السعى وراء تحقيق المركز الاجتماعى وجمع المال وضرورة البحث عن وظيفة والحفاظ عليها وكل الدوافع التي تعتمد بشكل أكبر على الذات. و قد توصل كل من دونا سميث وجون كروك، على سبيل المثال ،إلى أن الممرضات الشابات الأمريكيات تقدرن قيمة الجانب الاقتصادى أكثر من الممرضات الأكبر سنا. و في نفس المجال فإن الأطباء الفرنسيين من الشباب يبدأون حياتهم المهنية بقيم تعود بالنفع على حياتهم الخاصة، وذلك مقارنة بزملائهم الأطباء القدامى الذين بدأوا حياتهم المهنية بالالتزام الاجتماعى. لقد طرأ تغير كبير في بيئة العمل نفسها، ففى غضون عشرات السنين، أدى تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتكنولوجية إلى إعادة تشكيل ظروف العمل. وقداتفق المتخصصون على أن الاحتراق النفسى يتطور وفقاً لأربع مراحل:

مرحلة التنبيه : يؤدى الضغط المستمر إلى ظهور ردود أفعال مميزة تشير إلى وجود عوامل ضغط.
مرحلة المقاومة : تستمر عوامل الضغط على الرغم من اختفاء ردود الفعل البدنية المميزة لمرحلة التنبيه حيث يتكيف التمثيل الغذائى مع الوضع ويصبح الجسم أكثر مقاومة.
مرحلة التوقف : التعرض المستمر لعوامل الضغط يخلق توقفا يؤدى إلى ظهورردود أفعال مرحلة التنبيه من جديد ولا يمكن التغلب عليها دون علاج مناسب.
مرحلة الإنهاك : تتعطل خلالها مقاومة المريض النفسية مما يصيبه بالعجز الإنفعالى ويجعله يعيش في حالة من القلق الدائم.
ثلاثة أشكال أو أكثر للإنهاك المهنى
وفقا لما أعلنته كريستين فاربر في مؤلف نشرعام 2000، ” لم يعد الأفراد يصابون بالشكل التقليدي لمتلازمة الالاحتراق النفسي المهنى والذي يصطدم فيه استمرارسعى الفرد نحو المثالية وتحقيق أهداف اجتماعية سامية وهامة مع مقاومة بيئة العمل التي من شأنها القضاء على آماله المهنية. فتتسم متلازمة الاحتراق النفسي المهنى السائدة حاليا بتحمل الأفراد العديد من الالتزامات والضغوط الخارجية والمطالب المتزايدة التي يفرضها عليه الآخرون، فضلا عن تقلص فرص المشاركة والأجور التي لا تعوض سوى جزء صغير من الجهود التي يبذلها الفرد.”

يوجد إذا ثلاثة أنواع من الإنهاك المهني :

ما بين الاحتراق النفسى والإنهاك وفيه يتخلى الفرد عن عمله، أو ينجزه على أكمل وجه، ولكنه في الحالتين يواجه الكثير من الضغوط والقليل من المكافآت[69] ؛
الاحتراق النفسى – التقليدى أو الحاد، وفيه يشق الفرد على نفسه في العمل بشكل متزايد حتى يشعر بالانهاك، وذلك من أجل الحصول على المكافآت أو تحقيق إنجاز من شأنه تعويض الضغط الشديد الذي شعر به[70] ؛
الاحتراق النفسى الضار الذي يتناقض مع النوعين السابقين حيث لاينتج هذا النوع عن التوترات المفرطة، وإنما عن ظروف العمل الرتيبة وغير المحفزة.[71]
وبناء عليه يكون من الخطأ اعتبار أن متلازمة الاحتراق النفسي لها شكل واحد فقط. كما أن الأبحاث التي تدرس العلاقات بين العدالة التي يدركها الفرد ومتلازمة الاحتراق النفسي المهنى تدعم هذه الفرضية[72] بشكل غير مباشر. وعلى سبيل المثال، فإن ظهور درجات مرتفعة من الاحتراق النفسي، على حد سواء، لدى الأطباء الذين يرون أنفسهم مستهلكين نفسيا بشدة مع مرضاهم، ولدى الأطباء الذين يرون استهلاكهم ضعيفا جدا[n 7] يعزز فكرة تعدد اشكال متلازمة الاحتراق النفسي المهنى[73] · .[74] فلا يعقل أن يشعر بنوع الإنهاك نفسه الذين يعانون من فرط الاستنفاد الوظيفي والذين يعانون من تدني الاستنفاد الوظيفي. ولقد أصبح الرهان الذي تقوم عليه الأعمال البحثية الحالية هو التعرف على الحالات والعمليات التي تسهم في ظهور الأشكال المختلفة لمتلازمة الاحتراق النفسي.

ووفقا للمعهد الوطني للبحث العلمي والسلامة، فإن ثلث العمال الأوروبيين يشكون من مشاكل صحية تتعلق بالوظائف المسببة للضغط. أما عن منظمة الصحة العالمية، فهي ترى أن أكثرحالات الاكتئاب المرتبط بالعمل ظهرت، في عام 2010[n 8]، في ثلاث دول هي :

والولايات المتحدة الأمريكية،
أوكرانيا،
فرنسا.
و قد تم رصد هذه الظاهرة في البداية في الأعمال القائمة على تقديم المساعدة، والرعاية، والتدريب.[75] فو في الواقع، فإن إحدى الدراسات في فرنسا تشير إلى أن التكاليف المباشرة وغير المباشرة لعلاج الضغط النفسي تتراوح بين 000 000 830 يورو، و 000 000 656 1 يورو سنويا، أي بنسبة تتراوح مابين 10 – 20% من ميزانية الضمان الاجتماعي المخصصة لحوادث العمل و الأمراض المهنية.[76]

الأسباب

أسباب الإنهاك الوظيفي وفقا لنموذج بحث كارول كوردس و توماس دوجتيرى
تظهر، على الرسم، المتغيرات المتسببة في متلازمة الاحتراق النفسي في ثلاثة مستويات: تنظيمية، وفردية بينية (اجتماعية)، وفردية ذاتية (شخصية). والجدير بالذكر أن علماء الاجتماع يناقشون بشكل متزايد دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ذلك الصدد. ففي الواقع، قد يسهم تطورها في الخلط بين فترات العمل وأوقات الراحة (ظاهرةweisure = work + leisure)، مما يؤدي إلى سلسلة لانهائية من الأسباب التالي ذكرها.

أسباب تنظيمية
على المستوى التنظيمي، يتم دراسة تأثير نوع نشاط الفرد، وبيئة العمل.

ومن أمثلة المتغيرات التي تعكس نوع النشاط عبء العمل، وإيقاع المهام المطلوبة، وضغط الوقت، والساعات الطويلة غير المتوقعة، والعمل الرتيب غير المحفز بإجراءاته الموحدة.[77] وتعد استحالة السيطرة على هذا النشاط واحدة من العمليات الرئيسة التي تربط هذه المتغيرات بمتلازمة الاحتراق النفسي.[78] إلا أن الباحثين، دون شك، أولوا اهتمامًا أكبر بسياق العمل. فوجدوا أن الأدوار غير الواضحة والمتناقضدة، والعزلة، ونقص الدعم الاجتماعي، والنزاع بين الحياة الأسرية والحياة المهنية، وانعدام الأمان كلها عوامل مرتبطة بواحدة أو أكثر من أبعاد متلازمة الاحتراق النفسي المهني.[79] كما أن أشكال العمل ومخاطره الجديدة[n 9] أصبحت تؤخذ بعين الاعتبار بشكل متزايد. ومع ذلك، فإن المتغيرات المدروسة توجد على المستوى التنظيمي الجزئي أو الاجتماعي الجزئي[n 10]، على حساب تحليلات تنظيمية كلية أو اجتماعية كلية تأخذ في الاعتبار هيكل المؤسسة، والتدرج الوظيفي بها، وأسلوب الإدارة. ولهذا التوجه تفسيران. أولا، يسيطر على الأعمال نظريات محلية تسعى إلى شرح عدد محدود من الظواهر؛ من خلال عدد محدود من المتغيرات أسهل في التطبيق والدراسة.[80] ثانيا، لا تبدى الشركات استعدادها للسماح للباحث بالتحقيق في تأثير أسلوب الإدارة على صحة العاملين. حتى أن بعض الشركات توصى بإدارة الموارد البشرية تحت ضغوط.

أسباب فردية بينية
وفي هذا المستوى، تتم بصورة أساسية دراسة أثر العلاقات التي يسودها الاختلال والظلم، والصراعات[n 11]، والدعم الاجتماعي أو عدمه.[81] ونظرا لعدد الوظائف الخدمية المرتفع والتي تقوم على العلاقات مع الآخرين، فإن هذه المتغيرات لها أهمية ملحوظة. وتوفر نظرية العدالة، ونظريات الدعم الاجتماعي، والانتماء تفسيرات علمية مناسبة بهذا الصدد.[82]

أسباب فردية ذاتية
يبذل الباحثون جهودًا كبيرة لتحديد جانب المتغيرات الشخصية، مما يؤدي إلى إضفاء طابع خاص على متلازمة الاحتراق النفسي، ويهدد بتحويلها إلى مشكلة يتم تمييزها والتعامل معها بصورة فردية؛ من خلال رفض أسبابها التنظيمية وبُعديها الاجتماعي والجماعي.[83] ويفسر جزئيا هذا الأمر التأثير الحالي لنموذج التعاملات الذي وضعه لازاروس وفولكمان.[84] وهو يوضح أن السمات الفردية تلعب دورا جوهريا في ظهور رد الفعل إزاء الضغوط. ومن ثم فإن تقييم أي عامل ضغط (مثل القيام بمهمة إضافية، أو مواعيد عمل متغيرة، أو نظام عمل مختلف، إلخ) يتغير من فرد لآخر. فقد يرى بعض الأشخاص في عوامل الضغط تحديا يتيح لهم ممارسة مهاراتهم، بينما لا يرى البعض الآخر فيها سوى جانب الخطر والتهديد. وعلاوة على ذلك، فإن السمات الفردية تؤثر على قدرة الفرد على مواجهة هذه المتطلبات وعلى الموارد التي يسعى إلى الاستفادة منها. ويشعر بعض الأفراد بأنهم أكثر قدرة من غيرهم على التحكم في الموقف، والحصول على دعم زملائهم، واستغلال هذا الدعم بصورة فعالة.

و على المستوى الفردى، فإننا نهتم أيضا بتصرفات الفرد خاصة فيما يتعلق بتوقعات الأفراد، أو الفجوة بين التوقعات وواقع العمل.[85] وكذلك فإن المتغيرات الاجتماعية والديموغرافية تؤخذ في الاعتبار عند دراسة الاختلافات بين الرجل والمرأة، أوتأثير عمر الفرد، أوجنسه، أو حالته الاجتماعية.[86] و أيا كان مستوى التحليل، فإننا نبحث بالتأكيد عن العوامل التي تؤدى إلى عملية الاحتراق النفسى وأيضا عن تلك التي تعيق تقدمها؛ حيث أن الموارد المتاحة تبطئ تطور العملية.

الظواهر والنتائج

وضع ويلمار شوفلى و روبرت انزمان[87] قائمة بأعراض متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي، وقد وصل عددها إلى مائة واثنين وثلاثين عرض. و لكنهما حذرا من أن معظم هذه الأعراض تأتى، في حقيقة الأمر، نتيجة الملاحظة الإكلينيكية غير المراقبة بالإضافة إلى المقابلات التي تم تحليلها بطريقة انطباعية وغير متخصصة ؛ و ذلك أكثر من كونها نتيجة دراسات كمية دقيقة تم توجيهها بشكل محدد. أي أن العديد من هذه الأعراض قد تم اكتشافها في بدايات الأبحاث الأولية.و يرجع طول قائمة الأعراض التي تم تحديثها بفضل الدراسات التجربية لتعدد أشكال الإنهاك الوظيفي التي تنعكس من خلال مظاهر معينة.[88] كذلك فإن متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي كعملية تظهر بأشكال مختلفة خلال تزايدها عند الشخص نفسه تبعا لمرحلة تطورها.ولا يسهل دائمًا الفصل بوضوح بين أعراض متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي ونتائجه.[89]

فبعض المؤلفين يستخدمون مصطلح ” أعراض الاحتراق النفسى ” للإشارة إلى الأبعاد الثلاثة لمقياس ماسلاك للاحتراق النفسي وهي: الإنهاك الوجداني وسلب الشخصية وقلة الإنجاز الشخصي.[90] · [91] · .[92]

و لكن أري شيروم يرى أن الإنجاز الشخصي هو نتيجة لمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي.[93] و خلافا لذلك فإن ويلمار شوفلى يعتقد أن التمييز بين الأعراض والنتائج هو أمر تعسفى.[94]

و يحدد تصنيف كارول كوردس وتوماس دو جيرتى خمس فئات:

جسمانية
وجدانية
بينية شخصية
فئة التصرفات
سلوكية
و يمكن رصد هذه الفئات على مستوى الفرد والتفاعلات الاجتماعية وتنظيم العمل.[95]

الفئة الجسمانية والوجدانية
إن الإصابة بالأمراض النفسية والجسمانية تظهر إلى أي درجة يمكن لمتلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي يمكن أن تكون مدمرة.فالشعور بالتعب والانهاك و “الفراغ” هو أكثر الأعراض الممثلة لهذه المتلازمة[96] · .[97] إن الأشخاص المصابين بدرجة عالية من الإنهاك الوظيفي يعانون أكثر من الاضطرابات أثناء النوم[98] ومن تعب أكبر في الاستيقاظ.فالتعب المتصل بمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي لا يكون مؤقتا ويختفي بعد فترة من الراحة؛ ولكنه تعب مزمن.[99]

و تظهر متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي أيضا في شكل اضطرابات جسدية. و تؤكد دراسة طولية أجراها جيكوب ولبن على 245 معلم كندي أنه لايمكن التنبؤ بظهور الأعراض الجسمانية إلا بعد مرور عام على ظهور المتلازمة نفسها.[100] و قد توصل اري شيروم إلى نتائج مماثلة عند تطبيق الدراسة على معلمين إسرائيليين.[101]

و يصاحب متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي آلام أو شكاوى من بعض الأعراض ،على سبيل المثال :

آلام البطن ,
آلام العضلات والعظام وبصفه خاصه آلام الظهر,
اضطرابات نفسيه جسمانية مثل :القرحة , و اضطرابات في الجهاز الهضمى في بعض الحالات,[102]
ظهور أعراض الضغط التقليدية يصاحبها التعرق والقلق.. الخ,
نقص الدفاعات المناعية[103] · ,[104]
ويليه نزلات برد لفترات طويلة[105] · [106]..
إن المرضى المصابين بالانهاك الوظيفي، يرتفع لديهم معدل ضربات القلب أثناء الراحة، وذلك مقارنة بالمجموعة الضابطة.[107] و تشير الدراسات الطولية إلى أن هؤلاء المصابين بمتلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي الحاد , يعانون أيضا من ارتفاع مستوى الكولسترول , و الدهون الثلاثية , و حمض اليوريك , و من خلل في المخطط الكهربائى للقلب.[108] و يصاحب متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول خلال نهار العمل.[109] كذلك فإنه يسبب الالتهابات التي تؤدي إلى تصلب الشرايين[110] و قد يتسبب أيضا في الإصابة بمرض السكر من الدرجة الثانية.[111] و تعرض هذه التغيرات الكيميائية الحيوية الفرد لمخاطرأمراض القلب و الأوعية الدموية.[112]

فئة المواقف والسلوك

تعتبر مهنة التدريس من المهن التي يعانى العاملين بها من متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي..
و تتنوع المظاهر السلوكية لمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي، فيمكن ملاحظاتها على مستوى الفرد وعلاقاته وبيئة العمل.

على المستوى الفردى
إذا كانت متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي، في مرحلتها الأولية، مصحوبة بفترة من النشاط الزائد تظهر في الممارسات الرياضية، فإن المتلازمة تكون مرتبطة باسلوب حياة غير صحي[113] · [114] · [115].. وقد اكتشفت سوزان جاكسون ,في بحث لها أجرته على أطباء فرنسيين,[116] وجود علاقة هامة بين الإنهاك الوجداني وشرب الكحول.

و قد تمت ملاحظة هذه العلاقة نفسها بين مختلف الفئات المهنية، مثل أطباء الأسنان[117] والعاملين في الخدمات الاجتماعية[118] أو سائقى النقل في المدن.[119]

و بصفة عامة، يحدث انخفاض في الموارد النفسية:[120]

تدنى في تقدير الذات
حالة من الحزن
اليأس
القلق.[121]
و يشير بلايك اشفورث ان حالة الإنهاك الوجداني و سلب الشخصية لدى مديرى أعمال الخدمة الاجتماعية يتبعها شعور بالعجز. و من تلك الظواهر أيضا نلاحظ الاضطرابات المعرفية[122]..

على مستوى الحياة الخاصة
تؤثر متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى بشكل كبير على الحياة الخاصة. و مما يتناقض مع فكرة انفصال العمل عن الحياة الخاصة واستقلال كل منهما عن الآخر، أن هذه المتلازمة لها عواقبها على الحياة العائلية والحياة الاجتماعية بصورة عامة.

و قد ذكرت كريستينا ماسلاك في التقارير الأولية لملاحاظاتها[123] أن متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى تتسبب في حدوث حالات طلاق؛ حيث يكون الإنهاك الوظيفي الذي يعانى منه الزوج بسبب التهديدات بإعادة الهيكلة و خفض عدد الموظفين، له تأثير مباشرعلى على توترالزوج مع زوجته ويزيد من السلوكيات والتصرفات السلبية تجاهها.[124] و قد وجدت أيالا باينز و كرستينا ماسلاك[125] في دراسة أجريت على مئة واثنين و أربعين زوج وزوجة أن المصابين بالانهاك الوظيفي لا يسعون فقط للانعزال عن أصدقائهم، بل أن أزواجهم يشيرون إلى تعاملهم مع أطفالهم بطريقة “مهنية”.

و أثناء إجراء دراسة مستفيضة على حوالى 1850 حالة ممن يعانون من متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى، اكتشف ييور اتزيون أن معدل الانتحار بين هؤلاء الأفراد يثير القلق بشكل غير طبيعى.[126]

على مستوى العمل
و تساهم هذه المتلازمة في زيادة الشعور بعدم الرضا في العمل[127] و تراجع الالتزام به[128] · .[129] و تكشف دراسات طولية أن الأشخاص المصابين بالانهاك المهنى يكونون أقل انخراطا في العمل ولديهم رغبة كبيرة أكثر من الآخرين في ترك وظائفهم[130] · .[131] كذلك فإن قياس الإنهاك الوجدانى لدى بعض المعلمين بمقياس “ماسلاك للاحتراق النفسي” يتنبأ ليس فقط بنيتهم في ترك العمل ولكن أيضا بتركهم له بالفعل.[132]

و تؤدي متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفى إلى تدهور العلاقات بين زملاء العمل وأيضًا مع الزبائن والتلاميذ و المرضى. فنرى أن الأطباء المصابين بالإنهاك الوظيفى الشديد يجيبون على أسئلة المرضى بشكل أقل، بل ويتجاهلونها( على سبيل المثال، لا يناقشون مع المرضى خيارات العلاج المختلفة ) و يقترفون أخطاء″ لا يمكن أن ترجع إلى قصور في المعرفة أوفى الخبرة.[133]

و يعد اتخاذ المصاب بالإنهاك الوجدانى أي قرار أمرًا يكلفه الكثير؛ حيث يؤدي سلب الشخصية و الميل إلى السخرية إلى اتـخــاذ قـرارات بعيدة عن الشخصية بل انها تَصِم صاحبها. و قـد أجـري جــاك لوجيـرون أبـحـاثا بـهــــدف اختبـارالتـأثـيرالمباشر لمتـلازمـة الاحتراق النـفسـي الوظيفى عــــلي اتخــاذ القـرارات.

و قــد تـم اخـتبـار حالات افتراضية من خلال عمل مـحاكـاة يُطـلب فيها من المـشـاركين التصرف ازاء حـالة افتـراضـية يأخذون فيها دورالعميـل أو المـريض. و يـبـيـن مينريـث أن العامـليـن فـي مـجـال الخـدمـات الاجتماعية المعنية بـحمـايـة الطفـل يتخـذون القـرارات بـشـكـل أسـرع في حـالـة تعرض طـفـل للخـطـر، بـل ويتـمسـكـون بـها بـشدة ؛ إذا كانوا يشـعـــــرون بالاحتراق النـفسـي الوظيفى. كما يوضح أيضا أن بعض الأطباء المصابين بدرجه عالية من الإنهاك الوجدانى يتخذون تجاه المريض قرارات أقل تكلفه في الوقت والطاقة و الاستنفاد الوظيفى في المستقبل.و تتفاقم هذه الظاهرة لاسيما ان كان هذا المريض لا يلتزم بالتعليمات.[134] و هكذا فإن الاحتراق النفسى يشير إلى مرض اجتماعى حقيقى، وينبهنا إلى المخاطر التي تهدد مجال العمل.[135]

في المجال الثقافي

اتخذت الكثير من الأفلام متلازمة الاحتراق النفسي موضوعاً لها. و قد كان فيلم الرسوم المتحركة “نساء على حافة أزمة الضغط”، الذي تم عرضه في عام 1993، أول فيلم يتناول مشكلة الضغط في العمل. كما تناول هذا الموضوع برنارد كازيديباتس في فيلمه الوثائقي “حالات تحرش” في عام 2002. كما تناولت الأفلام الطويلة هذه الفكرة : فيلم “إنهم لم يموتوا ولكنهم أصيبوا جميعاً” لطونى بورنوت ومارك انطوان ومارك انطوان روديل في عام 2005، و “الساطور” (2005) لكوستا غافراس، و فيلم “الجدول الزمني” (2001) للوران كانتى، وكذلك ظهرت بشكل أقل في “عنف المعاملات في بيئة معتدلة” لجون مارك موتو في عام 2004.

و في فترة الألفينيات، ازدادت الأفلام الوثائقية المتعلقة بهذا الموضوع :” أنا أعاني (كثيراً) في العمل : ضغط ،وتحرش ،وعنف” ل جان ميشيل كاريه في عام 2007 ،و “راتب المعاناة : التحرش المعنوى في العمل” التي قامت بإخراجه ماري كريستين جمبارت في عام 2001، و “العمل حتي الموت” ل بول موريرا (2007). و أخيراً، فقد قام المعهد الوطني للبحوث و السلامة (INRS ) بتقديم أفلام للتوعية مثل “الضغط في العمل”، “إنها مشكلة فشل فردية”، “قليل من الضغط”، “هذا لا يمكن أن يسبب ضررا”، “ليس باستطاعتنا شيء في مواجهة الإجهاد”.[136]

قائمة المصادر المراجع
^ “Al-Qamoos القاموس – English Arabic dictionary / قاموس إنجليزي عربي”. www.alqamoos.org. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 28 مايو 2019.
^ (L’épuisement professionnel : « la brûlure interne », p. 142).
^ (Burn Out : Quand le travail rend malade, p. 7).
^ (Journal of Social Issues, p. 159-165).
^ (Burnout: The High Cost of High Achievement, p. 198).
^ (swissburnout.ch).
^ (Journal of Social Issues, p. 160).
^ (Burnout: The High Cost of High Achievement, p. 14-15).
^ (Psychologie de l’identité, p. 17-32).
↑ أ ب (Banishing Burnout, p. 148).
^ (Burnout: The High Cost of High Achievement, p. 145).
^ (tsr.ch).
^ (Les états d’épuisement, p. 2675-2681)
^ (A syndrom produced by divers noucuous agents, vol. 138)
^ (Voodoo death)|loc=vol. 44|id=WBCvoodoo}}
^ (Professional Burnout: Recent Developments in Theory and Research, p. 65-67).
^ (Burnout: Summary and Future Research, p. 5-28).
^ (Career Ladders of Mental Health Professionals, p. 12-18).
^ (Professional Burnout: Recent Developments in Theory and Research, p. 64).
↑ أ ب (Maslach Burnout Inventory Manual).
^ (Histoire de la psychologie, p. 92).
^ (Professional Burnout: Recent Developments in Theory and Research, p. 293-297).
^ (Professional Burnout: Recent Developments in Theory and Research, p. 65).
^ (The Anatomy of Mediation, p. 137-139).
^ (Le burnout, p. 124-136).
^ (La gestion des ressources humaines, p. 685-701).
^ (Maslach Burnout Inventory Manual, p. 25).
^ (Maslach Burnout Inventory Manual, p. 5).
^ (Burn-out) : L’épuisement professionnel|id=fr I|p=118}}.
^ (Dehumanisation of Humanity, p. 5-18).
^ (Psychologie de l’identité, p. 9-10).
^ (Jocks and Burnouts, p. 24-25).
^ (Psychologie de l’identité, p. 145-149).
^ (Professional Burnout: Recent Developments in Theory and Research, p. 182-184).
^ (Maslach Burnout Inventory Manual, p. 36-37).
^ (Histoire de la psychologie, p. 105).
^ (Histoire de la psychologie, p. 97).
^ (Histoire de la psychologie, p. 99).
^ (Professional Burnout in Human Service Organizations, p. 48-67).
^ (Staff Burnout, p. 7-54).
^ (Psychologie de l’identité, p. 159-162).
^ (Beyond Burnout, p. 218-227).
^ (psychologyinspain.com).
^ (coping.org).
^ (Professional Burnout in Human Service Organizations, p. 147).
^ (Projektmanagement. Planung und Kontrolltechniken, p. 145-168).
^ (Le burnout, p. 202-207).
^ (Career Burnout, p. 35).
^ (Couple Burnout, p. 132).
^ (Career Burnout, p. 219).
^ (Couple Burnout, p. 17-25).
^ (Career Burnout, p. 144-165).
^ (Burnout: The High Cost of High Achievement, p. 173).
^ (Professional Burnout in Human Service Organizations, p. 204).
^ (Le burnout, p. 48).
^ (Understanding and Preventing Teacher Burnout, p. 277).
^ (Health Workers and Aids, p. 376).
^ (Managerial criteria of successful small business, p. 19).
^ (Career Burnout, p. 42).
^ (Stress and Strain in Organizations, p. 170).
^ (Psychologie de l’identité, p. 104).
^ (Organizational Diagnosis and Assessment, p. 54).
^ (La gestion des ressources humaines, p. 692).
^ (Maslach Burnout Inventory Manual, p. 5-8).
^ (The Burnout Companion To Study And Practice, p. 17-19).
^ (Professional Burnout in Human Service Organizations, p. 138-205).
^ (Managerial criteria of successful small business, p. 22-35).
^ (The Burnout Companion To Study And Practice, p. 25-32).
^ (From Detached Concern to Empathy, p. 34-37).
^ (Burnout: Summary and Future Research, p. 33-40).
^ (Organizational Diagnosis and Assessment, p. 254-268).
^ (Méthodes, évaluation et recherche en psychologie clinique, p. 104-124).
^ (Le Burnout) – Crise Ou Chance ?|id=fr C|p=46-74}}.
^ (Vaincre le Burnout, p. 18-24).
^ (travail-solidarite.gouv.fr).
^ (inrs.fr).
^ (Health Workers and Aids, p. 7-22).
^ (Quand le corps dit non, p. 47-68).
^ (Understanding and Preventing Teacher Burnout, p. 180-186).
^ (Burn-out : le détecter et le prévenir, p. 95-98).
^ (Individualismus der modernen Zeit, p. 122-123).
^ (Guide des sciences expérimentales. Méthodes et démarches, p. 180-182).
^ (Burn-out et stress post-traumatique, p. 45-58).
^ (Stress, Appraisal, and Coping, p. 338-358).
^ (Individualismus der modernen Zeit, p. 45-58).
^ (Guide des sciences expérimentales. Méthodes et démarches, p. 192-196).
^ (The Burnout Companion To Study And Practice, p. 80-95).
^ (L’objectivation perceptive : Méthode et théorie, p. 80-87).
^ (Jocks and Burnouts, p. 147-168).
^ (Le Burnout) – Crise Ou Chance ?|id=fr C|p=142-148}}.
^ (Burn-out : le détecter et le prévenir, p. 89-97).
^ (Maslach Burnout Inventory Manual, p. 17).
^ (Stress and Strain in Organizations, p. 60-64).
^ (Opgebrand: Over de achtergronden van werkstress, p. 94).
^ (Academy of Management Review, p. 639-644).
^ (Prediction of Burnout, p. 82-87).
^ (Stress and Strain in Organizations, p. 170-175).
^ (Das Burnout-Syndrom, p. 99-108).
^ (Adrenal Fatigue, p. 274-277).
^ (Human Relations, p. 193-195).
^ (Organizational Diagnosis and Assessment, p. 345-352).
^ (Projektmanagement. Planung und Kontrolltechniken, p. 80-85).
^ (International Review of Industrial and Organizational Psychology, p. 218-222).
^ (Simulation Modeling And Analysis With Arena, p. 347-358).
^ (Historical and Current Perspectives on Stress and Health, p. 145-148).
^ (Occupational Stress, p. 258-260).
^ (Das Burnout-Syndrom, p. 122-134).
^ (Stress and Strain in Organizations, p. 204-215).
^ (Simulation Modeling And Analysis With Arena, p. 288-292).
^ (International Review of Industrial and Organizational Psychology, p. 225-226).
^ (Organizational Diagnosis and Assessment, p. 158).
^ (Historical and Current Perspectives on Stress and Health, p. 153-165).
^ (L’Internationalisme scientifique sciences pures et lettres, p. 53-55).
^ (Projektmanagement. Planung und Kontrolltechniken, p. 100-103).
^ (Simulation Modeling And Analysis With Arena, p. 299-307).
^ (Troubles fonctionnels et somatisation, p. 17-38).
^ (L’Internationalisme scientifique sciences pures et lettres, p. 50-52).
^ (Simulation Modeling And Analysis With Arena, p. 308-314).
^ (Projektmanagement. Planung und Kontrolltechniken, p. 17-25).
^ (Psychologie de l’identité, p. 128-132).
^ (Sozialpsychologie der Partnerschaft, p. 33-34).
^ (Role Transitions in Organizational Life, p. 48-97).
^ (Psychology for Our Times, p. 247-284).
^ (Couple Burnout, p. 25-39).
^ (Experiencing Social Psychology, p. 258-301).
^ (Managerial criteria of successful small business, p. 44-47).
^ (Human Relations, p. 205-206).
^ (Burnout erfolgreich vermeiden, p. 148-152).
^ (Projektmanagement. Planung und Kontrolltechniken, p. 48-65).
^ (Psychology, p. 574-603).
^ (The Sociology of Cities, p. 325-387)
^ (La gestion des ressources humaines, p. 545-562).
^ (L’erreur médicale, p. 148-184).
^ (Vaincre le Burnout, p. 154-168)
^ (La gestion des ressources humaines, p. 682)
^ (inrs.fr).

“التعليم والمردوية، مقاربة سيكو معرفية”


جديد إصدارات مؤسسة باحثون
صدر عن مؤسسة باحثون للدراسات، الأبحاث، النشر والاستراتيجيات الثقافية كتاب:” التعليم والمردودية، مقاربة سيكومعرفية” لعالم النفس- المعرفي الدكتور علي أفرفار، في 460 صفحة من الحجم المتوسط، ويعد الكتاب ثمرة اشتغال تجاوزت أربعة عقود في مجال علم النفس المعرفي، وتحديدا في التعليم والتعلم من منظور علم النفس المعرفي.
يقول الدكتور علي أفرفار، أستاذي الذي درسنا على يديه علم النفس، بالقلعة الصامدة، ظهر لمهراز ،يقول عن كتابه:

” الواقع أن ما توصلت إليه مختلف الدراسات والأبحاث وما أكدته مختلف التقارير وعبر عنه مختلف المتدخلين في عملية التعليم والتعلم هو الذي دفعني إلى حمل ثقل تأليف كتاب حول التعليم والمردودية أتناول فيه إشكالية عامة تتفرع إلى أسئلة الأربعة:
ــ لماذا يقضي أبناؤنا غلافا زمنيا كبيرا في المدرسة ومع ذلك مردودية عدد منهم ضعيفة؟
ــ لماذا يحمل أبناؤنا عددا مهما من الكتب في محفظاتهم ومع ذلك مردودية عدد منهم ضعيفة؟
ــ أين يوجد الخلل بالضبط، هل في المدرس؟ أم في المنهاج؟ أم في التسيير الإداري؟ أم في طرق التدريس؟ أم في عدم فهمنا وتمكننا من مكونات شخصية التلميذ؟ أم في هذا كله؟
ــ ما السبيل إلى الرفع من مردودية التلاميذ؟
تطلبت مني الإجابة على هذه الأسئلة استحضار بيداغوجيا الأهداف والتربية المعرفية. وقد كان لزاما علي أن أفصل القول في مكونات شخصية المتعلم لبلورة مرجعية سيكومعرفية تفيدني في تشخيص الخطأ وتصحيحه للرفع من المردودية من جهة، وفي الكشف عن دور الصياغة اللغوية في حل المسائل الرياضية من جهة أخرى. والواقع أنه لم يكن من المفيد أن أقف عند هذا الحد دون أن أمنح حيزا للسياقين الأساسين اللذين يساهمان بشكل كبير في تربية النشء وهما الأسرة والمدرسة. لقد خلصت من الدراسات التي تحتضنها بعض فصول الكتاب أنه من الصعب أن نرفع من مردودية تلامذتنا دون فهم والتمكن من الاشتغال المعرفي لديهم. فأملي أن تتخذ قرارات سياسية جريئة للقيام بإصلاح لا يقدم التوجهات العامة فقط، بل بإصلاح يقدم الإجراءات العملية وخاصة تلك المتعلقة بالفعل التعليمي التعلمي الذي يستند على الخلفية السيكومعرفية. فجيل اليوم والأجيال المقبلة تستحق أن نبذل مجهودات لكي نوفر لها مدرسة تجعل منهم رجال الغد الذين سيساهمون بمعارفهم وكفاءاتهم واختراعاتهم وإبداعاتهم في تطوير مجتمعنا لتجاوز الفقر والهشاشة والجهل. ختاما آمل أن يصبح قسم سقراط ــ الذي يقول فيه: ” ألتزم بوضع كل قواي وكل كفاءتي في تربية كل متعلم عهد إلي بتعليمه ” ــ قاعدة تحكم سلوكات كل المتدخلين في مكونات المدرسة” . هذا ويعد الدكتور علي أفرفار: أستاذ علم النفس بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس، ورئيس شعبة علم النفس والاجتماع والفلسفة سابقا. رئيس الجمعية الوطنية لعلم النفس في خدمة المجتمع. ومهتم بعلم النفس المعرفي وبناء الاختبارات السيكولوجية. أصدر العديد من الكتب، منها: صورة المرأة لدى الطفل، المقاربات السيكولوجية المعاصرة، علاقة العاطفي والمعرفي، بناء اختبار لقياس ذكاء الأطفال المغاربة، وله العديد من المقالات والدراسات العلمية. كما شارك في الكثير من اللقاءات والمؤتمرات العلمية داخل المغرب وخارجه.

🔵اضطــــراب الهويــــــــة الجنسيــــــــة

إهتم علماء النفس بالجنس ووصفوا مراحل النمو بدقة واهتموا اهتمامًا شديدًا بالهوية الجنسية .
الهوية الجنسية بصورة مبسطة هى أن يعرف الطفل أو الشخص أنه ذكر أو أنثى وينتمي لجنسه في الشكل والمضمون قلبًا وقالبًا، فنحن نؤكد على أهمية مرحلة الطفولة في حياة الفرد وذلك للتعرف على الهوية الجنسية وتأثير تلك المرحلة فيما بعد في دوافع وسلوكيات الفرد “Instinct model”
مع أهمية تناول مراحل النمو والتطور عند الطفل ونؤكد على أهمية معرفة الطفل لجنسه..
أنا ولد ذكر XY أرتدي ملابس الذكور، ألعب مع الأولاد الذكور، أميل لأمي أكثر من أبي ومثلي وقدوتي أبي.
أنا بنت أنثى XX أرتدي فساتين الإناث، ألعب مع الإناث، أميل إلى أبي ومثلي الأعلى أمي.
النقاط التشخيصية للاضطراب كما ورد في جمعية الطب النفسي DSM IV:
اضطرابات الهوية الجنسية
أ.تماهي شديد ومستديم بالجنس الآخر (وليس مجرد رغبة بأية مزايا ثقافية مفهومة لأن يكون المرء من الجنس الآخر).. يظهر الاضطراب عند الأطفال بأربعة أو أكثر من المظاهر التالية:
رغبة يُكرر التصريح عنها أو إصرار على أن يكون أو تكون من الجنس الآخر.
عند الصبيان: تفضيل إرتداء ملابس الجنس الآخر أو تقليد الزى الأنثوي.
عند البنات: الإصرار على إرتداء الملابس الذكورية النمط فقط.
تفضيلات شديدة ومستديمة للعب أدوار الجنس الآخر في الألعاب الخيالية أو التخيلات المستمرة لأن يكون من الجنس الآخر.
رغبة شديدة بالمشاركة في الألعاب النمطية وتسالي الجنس الآخر.
تفضيل رفاق اللعب من الجنس الآخر.
يتظاهر الاضطراب عند المراهقين والبالغين بأعراض مثل الرغبة الصريحة في أن يكونوا من الجنس الآخر أو محاولات متكررة للتنقل بوصفهم من الجنس الآخر أو الرغبة في أن يعيشوا أو يعاملوا على أنهم من الجنس الآخر أو القناعة بأن لديهم مشاعر نموذجية و ردود أفعال الجنس الآخر.
ب. انزعاج مستديم من جنسه أو الإحساس بعدم ملاءمته في الدور الجنسي لجنسه الفعلي..
يظهر الاضطراب عند الأطفال بأى من المظاهر التالية:
عند الصبي: الإصرار على أن القضيب أو الخصيتين مقززة أو أنها ستختفي، أو الإصرار على أنه من الأفضل عدم إمتلاك قضيب أو النفور من الألعاب الخشنة ورفض الألعاب والأنشطة الذكرية النمطية.
عند البنات: رفض التبول في وضعية الجلوس أو الإصرار بأنه سينمو لديها قضيب أو الإصرار أنها لا تريد أن ينمو ثدياها أو أن تحيض أو نفور صريح من اللباس النسوي المعهود، ودائمًا ما تجلس جلسة الأولاد الذكور منفرجة الساقين.
يظهر الاضطراب عند المراهق والبالغ بأعراض كالانشغال بالتخلص من الخصائص الجنسية الأولية والثانوية مثل:
التماس الهرمونات أو الجراحة أو إجراءات أخرى لتبديل الخصائص الجنسية ماديًا من أجل محاكاة الجنس الآخر، أو الاعتقاد بأنه قد ولد ضمن الجنس الخطأ.
ج. لا يتوافق الاضطراب مع حالة خنثوية جسدية.
د. يسبب الاضطراب اختلال في الأداء الاجتماعي أو المهني أو الأكاديمي.
اضطراب الهوية الجنسية وفقًا للمرحلة العمرية
1.اضطراب الهوية الجنسية عند الأطفال.
2.اضطراب الهوية الجنسية عند المراهقين أو البالغين.
وأيضًا يحدد إذا كان للأشخاص الناضجين جنسيًا:
�منجذب جنسيًا إلى الذكور.
�منجذب جنسيًا إلى الإناث.
�منجذب جنسيًا إلى الاثنين.
�غير منجذب جنسيًا لأى منهما.
إحصائيات وأرقام:
وجد أن حدوث هذا الاضطراب في الأطفال يحدث في المراحل المبكرة للطفولة عند سن دخول المدرسة، فنجد الآباء يشكون من أن حدوث تبادل سلوكيات الهوية الجنسية في الأطفال تكون واضحة غالبًا قبل سن 3 سنوات، وهذا السن الطبيعي الذي يبدأ فيه الطفل في التعرف على نوعه إذا كان ذكر أم أنثى.
ولوحظ أن الأطفال الذكور عند سن 12 سنة حوالي 10% منهم يعانون من الرغبة في الجنس الآخر وبالنسبة للإناث حوالي 5%، ونجد هذا الاطضراب بالنسبة للأطفال حوالي 4 – 5 ولد لكل بنت، وبالنسبة لحدوث هذا الاضطراب في البالغين:
من أدق الإحصائيات على مستوى العالم، مع مراعاة أن المجتمع الغربي يختلف عن المجتمع الشرقي في عاداته وتقاليده..
معدل الانتشار في 1 : 30000 الذكور لـ 1 : 100000 الإناث.
معظم المراكز الطبية تفيد بأن 3 – 5 رجل يعاني من الاضطراب لكل سيدة، ولوحظ أيضًا أن معظم البالغين الذين عانوا هذا الاضطراب عانوه من الطفولة.
الأسبـــــــــــاب :
1.العوامل البيولوجية:
إن هرمون الأندروجين يلعب دورًا أساسيًا في تشكيل الجنس وتحديد نوعه، فهو مهم لنمو الخصيتين، وأيضًا كروموسوم Y مهم جدًا.
إن بعض الهرمونات Sex steroid هى المسئولة عن التعبير عن السلوك الجنسي في الذكر والأنثى، فنجد هرمون التستوستيرون هو المسئول عن زيادة إحساس النشوة والرغبة الجنسية في المرأة، أما الاستروجين فهو يقلل هذا الإحساس عند الرجل.. ولكن الملامح الخاصة بالهوية الجنسية عند الرجل أو السيدة ترتبط بشدة بأحداث الحياة المحيطة والبيئة المحيطة بالطفل بعد الولادة.
2.العوامل النفس اجتماعية
من المهم أن نعي جيدًا أن الهوية الجنسية تنمو عادة عند الطفل منذ الصغر ومن خلال طريقة الرعاية والتربية على أنه ولد أم بنت، فالهوية الجنسية تعتمد على التفاعل بين إحساس الطفل بنفسه والرعاية المقدمة من قبل الوالدين.
منذ قديم الأزل نجد الطفل الولد يلعب الألعاب الخشنة أما البنات فتلعب بالعروسة، ولكن لوحظ في الأعوام السابقة تداخل الاهتمامات النوعية، فبعض الذكور يتعاملون بما يشبه طريقة الإناث في التعامل (الرقة والنعومة)، وبعض الإناث يتعاملن (بخشونة وعنف) وذلك في مواقف لا تستدعي ذلك..
والمحلل النفسي يعتقد أن هناك علاقة بين مشاكل الهوية الجنسية والصراعات

الداخلية نتيجة تجارب تُظهر أن هناك ما يتعارض مع حب الطفل للجنس الآخر فمثلاً:
الولد (ذكر) يميل إلى أمه (أنثى) والبنت (أنثى) تميل إلى الوالد (ذكر)
علاقة الأب والأم تفاهم وارتباط وحب، ويمثل الأب بالنسبة للبنت الحماية والقوة.. بينما تمثل الأم للولد الحب والعطف والحنان.
هذا يحدث في مرحلة معينة (3 – 6 سنوات) وخلال هذه المرحلة نجد أن الطفل يتحسس العضو الذكري ويعاقبه الآباء على ذلك بالرغم من أن هذا طبيعي، من الطبيعي أن يتحسس الطفل جسده ويعرف إذا كان ذكرًا أم أنثى.
وخلال هذه المرحلة مهم جدًا مدى قوة العلاقة بين الأم والطفل وذلك خلال المراحل الأولى من الطفولة في تدعيم وبناء الهوية الجنسية، فالأم تسهل طبيعيًا مدى انتباه الطفل لهويته الجنسية.. فمثلاً يمكن من خلال علاقة الأم بأطفالها أن ينتبه الطفل أنه أكثر أهمية إذا كان ذكر أو العكس إذا كان أنثى، ويمكن أن تتزايد مشاكل الهوية الجنسية عند الطفل في حالة غياب الأم أو وفاتها فيحاكي الطفل شخصية أمه وذلك يقوم باستبدال دورها، وأيضًا لا نستطيع إغفال دور الأب وأهميته في حياة الطفل.
التشخيص والملامح الإكلينيكية
إن تشخيص اضطراب الهوية الجنسية ينقسم إلى مجموعتين:
1.cross gender identification

  1. Discomfort with assigned gerder role
    تفضيل إرتداء ملابس الجنس الآخر.
    الرغبة الشديدة في المشاركة في الألعاب النمطية للجنس الآخر.
    تفضيل رفاق اللعب من الجنس الآخر.
    الرغبة المتكررة في الانتماء للجنس الآخر.
    تفضيل لعب أدوار الجنس الآخر حيث يلعب الأولاد أدوار البنات (عروسة مثلاً) وتلعب البنات أدوار رجال (عريس مثلاً).

اضطراب الهوية الجنسية في الأطفال
هناك تجاوزات في اضطراب الهوية الجنسية في الأطفال، فالبرغم من أن بعض الأطفال الذكور الذين نشأوا في بيئة متوازنة يتعاملون بطريقة أنثوية أكثر من أنوثة البنات، والأطفال الإناث اللاتي نشأن في بيئة متوازنة يتعاملن بخشونة وسلوك ذكوري أكثر من الذكور.
بالنسبة للإناث ترفض البنت التبول في وضعية الجلوس، وتصر على أنه سوف يكون لديها قضيب، ترفض الإحاضة أو أن ينمو ثديها.
بالنسبة للذكور ينشغلون بالأنشطة النمطية للبنات، يفضلون إرتداء ملابس الإناث ويشاركون في ألعاب الإناث.
مفارقات التشخيص في الأطفال:
1.البنت المسترجلة Tom boys with gender identity disorder
في البنات لا يوجد مشكلة بالنسبة لإرتداء ملابس البنات بصورة وظيفية على العكس في بنات اضطراب الهوية الجنسية اللاتي يرفضن إرتداء ملابس الإناث، وفي التشخيص لابد أن نستبعد أن البنت فقط مسترجلة شكلاً.
2.مخنث الهيرمافرودايت Anatomical intersex

اضطراب الهوية الجنسية في البالغين والمراهقين
تتشابه الأعراض والعلامات للاضطراب في البالغين والمراهقين في صورة رغبة الفرد أن يعيش أو يعامل كالجنس الآخر، وبعضهم يعتقد أنهم ولدوا في الجنس الخطأ.. فمثلاً نجد بعض منهم يقولون (أنا ست “سيدة” بس في قالب رجل) أو (أنا رجل بس في قالب ست “سيدة”).
نجد أن البعض منهم يلجأ إلى العمليات الجراحية لتغيير المظهر الخارجي.
تلجأ بعض الفتيات إلى إخفاء الثدى بقطع من الملابس الضيقة جدًا أو أحيانًا استعمال ما يسمى بالـ “كورسيه”.
وأنا بنفسي رأيت فتاة أحضرها أهلها للعيادة وقد وضعت شاربًا مستعارًا وأقامت علاقات عاطفية مع كل بنات الحى الذي تسكن فيه بصفتها ولد.
حلاقة الشعر مثل الأولاد تمامًا.
ينشغل الفرد بتغيير الملامح الأولية والثانوية للجنس وإكتساب الملامح الجنسية للجنس الآخر المرغوب فيه.
اضطراب الهوية الجنسية أكثر حدوثًا في الرجل عن المرأة فمثلاً نجد 1 : 30000 للرجال ، 1 : 100000 للنساء.
حالــــــــــة
سيدة عمرها 27 سنة اشتكت من الآتي:
بأنها تشعر منذ الطفولة أنها مختلفة عن باقي البنات.
أنها كانت لا تعرف مصدر هذا الإحساس بالاختلاف.
كانت تستمتع باللعب مع الأولاد مثل الرياضة والكرة.
تفضل إرتداء الملابس التي تشبه ملابس الأولاد الذكور أو الملابس التي لا يغلب عليها الطابع الأنثوي.
العديد من الناس قالوا عنها (بنت مسترجلة).
دائمًا لديها رغبة في إخفاء ثدياها وإرتداء الملابس الفضفاضة.
بدأت تنجذب في آخر عشر سنوات جنسيًا للسيدات ولكن أيضًا لم تشعر براحة فهى تشعر بأنها رجل.
غيرت اسمها إلى اسم رجل وأخذت هرمون اندروجين وبدأت تعيش الحياة كرجل.
مسار ومآل الإضطراب
1.في الأطفال:
هذا الاضطراب يحدث في الأطفال الذكور ما قبل سن 4 سنوات، والإناث الأكثر حداثة في السن.
ويحدث في الشواذ جنسيًا Homosexuality 1/3 : 2/3
2.في البالغين:
الاضطراب يبدأ من سن الطفولة حيث يشعر الشخص بعدم الراحة، والضيق من الهوية الجنسية الحالية.
2/3 من الحالات الرجال الذين يعانون اضطراب الهوية الجنسية ينجذبون جنسيًا إلى الأشخاص من نفس الجنس، أما اضطراب الهوية الجنسية في الرجال الذين ينجذبون جنسيًا إلى النساء يكون أقل حدوثًا.
يكون غالبًا المسار في هذه الحالات مستمر.

العـــــــــــــــلاج
-علاج التوتر والقلق عند هؤلاء الأفراد حيث أن هناك صراع داخلي للاحساس بالرغبة في نفس الجنس.
-التثقيف الصحي للأسرة وتقديم الدعم والمساندة لهذه الأسر.
-التربية الجنسية الصحيحة حيث تزدهر هذه المماسات في ظل غياب الدين والتوعية الدينية الصحيحة الناضجة وغياب دور الوالدين في التربية والتوعية بأمور الحياة ومنها الأمور الجنسية خصوصًا صغار السن وعدم فهمنا الكامل لما يجري حولنا وأيضًا وفرة الصور والأفلام بشتى أنواعها.
-الوعى التربوي الديني لقبول فطرة الله التي فطر الناس عليها وتهيئة العقل والمشاعر والعواطف لقبول الصورة التي أرادها الله لكل منا، ورفض ثقافة قبول الأمر الواقع في المشاعر والأحاسيس وهو ما يوجد الآن في الثقافات الممسوخة.
-عدم كبت المشاعر الجنسية الطبيعية وعدم تجريمها واستقذارها في نفوس الأطفال الصغار، بمعنى عدم تصوير العلاقة العاطفية والجنسية بين الأم والأب على أنها جريمة أو قذارة أو إنكارها بالكذب.
-قبول وجود البنت في الأسرة كإنسان له الحقوق والواجبات وعدم إجبارها على أن تكون مسترجلة في الملبس والكلام بدعوى حمايتها من الأولاد، أو لتصور خاطئ بأن حماية الطفل والطفلة من الإنحراف يكون بتجريم هذه المشاعر الطبيعية النامية في بداية المراهقة..فيشعر المراهق أو المراهقة بالإثم الشديد عند شعورهم الطبيعي بالميل نحو الجنس الآخر فلا تجد هذه المشاعر متنفسًا إلا بتديل إتجاهها.. فينمو ويكبر الطفل ولا يعرف ما هو طبيعي والحلال والمقبول ولا ما هو غير طبيعي وحرام وغير مقبول.. و تبدو المسألة أكثر براءة في بداية الأمر ثم تتطور بعد ذلك.
-حماية الطفل من آثار الفضائيات والإنترنت والأفلام وأهمية الوقاية والوعى حتى لا يعتاد على اعتبار أن هذه الممارسات هى ممارسات طبيعية أو أنه حر في إختيار أو تبديل مشاعره أو ممارساته.
-البالغين والأشخاص الأكبر سنًا الذين يعانون من هذا الاضطراب يطلبون العلاج الجراحي أو الهرمونات وهو ما نرفضه نحن كمسلمين لأنه يعتبر تغيير لخلق الله وفطرته التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله، نحن نتدخل فقط لعلاج القلق والاكتئاب الحادث من هذا الصراع بين كون هذا الإنسان رجل ذكر وشعوره كامرأة أنثى.. أو كونها امرأة أنثى وشعورها كرجل ذكر.
وهناك من يلجأ إلى الآتي:

  1. إذا كان الشخص ولد ذكر تشريحيًا وثانويًا ويعاني هذا الاضطراب فيتم تهيأته لأن يكون أنثى من خلال إزالة كل الأعضاء الجنسية جراحيًا والتي تدل على الهوية الجنسية لذكر مثل: إزالة العضو الذكري، تجميل مهبل وتجميل ثدى مع مراعاة احتمالية وجود مضاعفات مثل: ضيق فتحة المهبل، وجود إتصال بين المهبل والمستقيم.
    والبعض يلجأ أيضًا لتقليل الطبقة المحيطة بالغدة الدرقية للتقليل من حجم بروزها.
    إذا كان الشخص أنثى وتعاني هذا الاضطراب فيتم تهيأتها لتصبح ذكرًا وذلك من خلال عمل إزالة الثدى جراحيًا، وتجميل ما يشبه العضو الذكري وليس بالتأكيد الإحساس بالنشوة.

وكل هؤلاء لا ولن يحصلوا على الهدف الذي ينشدونه بل سيتحولون إلى مسوخ، جسد رجل مشوه تشريحيًا ولن يتواجد مطلقًا أى احساس بالنشوة أو اللذة أو الإرتواء أو حتى الإندماج في مجتمع الإناث.. فهو مرفوض قبلاً كرجل بين النساء، ومرفوض بعدًا، فمن ذلك الذي سوف يتزوج أو يقيم علاقة مع رجل سابق ومسخ أنثى لاحق بدون شعور أو احساس أو إندماج جنسي حقيقي، أو علاقة عاطفية صادقة.
أو تتحول أنثى إلى جسد مشوه تشريحيًا، ولن يتواجد مطلقًا أى إحساس بالنشوة أو اللذة أو الإرتواء أو حتى الإندماج في مجتمع الرجال.. فهى مرفوضة قبلاً كأنثى بين الرجال، ومرفوضة بعدًا.. فمن ستتزوج أنثى سابقة ومسخ رجل لاحق بدون شعور أو إحساس أو إندماج جنسي حقيقي أو علاقة عاطفية صادقة.

المخلوق الجديد الممسوخ سوف يكون مثل رجل جعل فمه في قفاه وشرجه في ظهره.. فمن جعل فمه في قفاه لن يتناول الطعام وإن تناوله لن يشعر له بطعم وهذا الطعام لن يمر إلى داخل جسمه ولن يوجد هضم لهذا الطعام أو استفادة.. النتيجة أنه سوف يموت جوعًا..
ومن جعل شرجه في ظهره فلن يتم الإخراج عن طريقه فسوف يتجمع البراز في أحشائه حتى ينفجر وتنفجر معه بطنه ويموت.

  1. وأيضًا الأشخاص الذين يولدون ذكورًا ويعانون من هذا الاضطراب هناك من يعطيهم جرعات يومية من الاستروجين Patches وهذا الهرمون ينتج عنه كبر حجم الثدى وتستمر لمدة عامين متتاليين فيحدث ضمور للخصيتين ويقل الإحساس بالنشوة ويقلل من كثافة الشعر..
    وهناك أعراض جانبية مثل ارتفاع نسبة البرولاكتين، وإنزيمات الكبد، السكر الصائم ولذلك يراعى عمل اختبارات الدم وفحوصات وتحاليل بصفة دورية.
    بخصوص المرأة البيولوجية تعالج شهريًا أو كل 3 أسابيع باستخدام حقن التستوستيرين فيحدث تغيرات في الصوت، توزيع الشعر بالجسم، توقف الدورة الشهرية.
    وهذا أيضًا ما نرفضه نحن كمسلمين لأنه يعتبر تغيير لخلق الله وفطرته التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله.
  2. ولكن نحن نتدخل كأطباء نفسيين ومسلمين بل وغير مسلمين في عمل برنامج علاجي معرفي سلوكي للتغيير التدريجي لرفض الهوية الجنسية وطلب الهوية الجنسية الأخرى إلى القبول التدريجي للهوية الجنسية المتطابقة مع الخلقة الجسدية التشريحية.
    أهداف البرنامج العلاجي
    الرجوع إلى الفطرة الأولى النقية الطاهرة.
    الراحة المؤقتة من وخز الضمير إن وجد.
    فتح صفحة بيضاء.
    التعاطف مع من يطلب العلاج ويسير في طريق التوبة.

تأملات إلى جانب البرنامج العلاجي
1.لو أردنا أن نجعل شخص ما يحب شيئًا لم يكن يحبه، سوف يحبها إذا كان طعمها حلو ومقبول ومطلوب بالنسبة له..تصور إنسان تم ربطه بالحبال وتثبيت رأسه تمامًا وفتح فمه بآلات معدنية ماذا يفعل لو أردنا أن نضع في فمه كرة حمراء وكرة صفراء وقمع بني اللون.. بالتأكيد سوف يقاوم بشدة خوفًا من أن تكون تلك الكرات وهذا القمع البني سم أو شئ له مرارة أو شئ صلب سوف يجرحه أو يضره، فوضعنا الكرات والقمع في فمه وأرغمناه على بلعه وذلك بسد فتحتى الأنف، يوم بعد يوم كررنا ما فعلنا وجدنا أنه لا يبدي أى مقاومة أثناء إطعامه الكرات والقمع.. أحد الأيام منعناهم عنه للعجب والدهشة طلب الكرات والقمع بشدة.. فككنا الحبال والآلات المعدنية أصبح يطلب ذلك يوميًا.. وقبل أن يذهب سأل ما اسم هذه الكرات والقمع البني.. قلنا له الكرة الحمراء هى آيس كريم فراولة، والكرة الصفراء آيس كريم مانجو، والقمع البني هو قمع من البسكويت اللذيذ.. رأينا الآن كيف كان يكره ويقاوم والآن يحب ويطلب.. فلابد أن نتعلم أنه مهما كانت درجة رغبته في أن يكون من الجنس الآخر أو أن يعامل على أنه من الجنس الآخر، ومهما كانت درجة تفضيله لإرتداء ملابس الجنس الآخر، أو لعب أدوار وتسالي الجنس الآخر، أو تفضيل رفاق الجنس الآخر، أو الإنزعاج من جنسه واحساسه بعدم ملاءمته في الدور الجنسي لجنسه الفعلي فسوف يتغير ويطلب ويحب جنسه الحالي والألعاب التي تناسب جنسه الحالي وملابس وأدوار وتسالي ورفاق الجنس الحالي، وسوف يلعب أدوار الجنس الحالي ولن ينزعج من جنسه وسوف يتلاءم مع دوره الجنسي لجنسه الفعلي.. وهذه مهمة الطبيب النفسي.
لو افترضنا أن صاحبنا السابق ذهب وترك سجنه ماذا سوف يفعل وهو ذاهب إلى بيته.. أنا أتصور أنه سوف يتخيل المانجو والفراولة وهى في صورة مربي محفوظة مثلاً وهو يلتهم فيها ويعب منها عبًا أو يتخيل أشكال أخرى من الآيس كريم.. شيكولاته، حليب، فستق، ليمون.. (هذا فيما يتعلق بالأفكار والتصورات والمشاعر والخيالات والميل والإثارة).
2.لو أردنا أن نجعل شخص ما يكره شئ يحبه فإننا نجعل طعمه سئ ومر أو نجعله يعرف أن الطعم الحلو يخفي تحته السم أو الفشل الكلوي أو دمار الكبد فلن يأكل..
في المثال السابق صاحبنا أصبح يفطر على آيس كريم مانجو وفراولة والغداء مربى مانجو وفراولة والعشاء مانجو وفراولة طازجة ومقطعة.. وضعنا له مع آيس كريم الفطور زيت سيارات مستعمل وعندما تذوقه تقيأ ما في بطنه إلى العصارة، ووضعنا له مع مربى الغداء ملح وزيت خروع فأصابه القئ والإسهال، ووضعنا له في العشاء السم وأخبرناه بذلك فوضع جزء من العشاء لكلب صغير فمات الكلب.. وكررنا ذلك يوم بعد يوم بعد يوم. ماذا تظن أنه فعل؟ لقد كره المانجو والفراولة والمربى والآيس كريم وامتنع عنهم تمامًا.. وكلما ذكّره أحد تخيل وتصور القئ والإسهال وصورته ميتًا لو أنه تناول العشاء المسموم.
هنا سوف تجد صاحبنا (أو صاحبتنا) سوف يكره (أو تكره) رغبته في أن يكون من الجنس الآخر أو أن يعامل على أنه من الجنس الآخر، ويكره إرتداء ملابس الجنس الآخر، أو لعب أدوار وتسالي الجنس الآخر، أو تفضيل رفاق الجنس الآخر، ولن ينزعج من جنسه الحالي أو احساسه بعدم ملاءمته في الدور الجنسي لجنسه الفعلي. وهذه مهمة الطبيب النفسي.

الاختيار الصعب
5.ابني العزيز.. أخي الحبيب.. لو فهمنا ما سبق دعنا نضع خطوة جريئة مهما كان فيها من صعوبة..
سوف نمتنع عن أن نكون من الجنس الآخر أو أن نتعامل على أننا من الجنس الآخر، مهما كانت درجة تفضيلنا لإرتداء ملابس الجنس الآخر، أو لعب أدوار وتسالي الجنس الآخر، أو تفضيل رفاق الجنس الآخر، أو الإنزعاج من جنسنا واحساسنا بعدم ملاءمتنا في الدور الجنسي لجنسنا الفعلي فسوف نتغير ونطلب ونحب جنسنا الحالي والألعاب التي تناسب جنسنا الحالي وملابس وأدوار وتسالي ورفاق الجنس الحالي، وسوف نلعب أدوار الجنس الحالي ولن ننزعج من جنسنا وسوف نتلاءم مع دورنا الجنسي لجنسنا الفعلي.. حتى لو لم يكن الرضا والتوافق والاستمتاع كاملاً… وهذه مهمة الطبيب النفسي.

مــــــاذا ســــــوف يحـــــــدث؟
سوف نجوع ونجوع ونعطش ونئن وتنتابنا اللهفة وتحرقنا الشهوة وتشدنا الرغبة في نكون من الجنس الآخر أو أن نعامل على أننا من الجنس الآخر، ومهما كانت درجة تفضيلنا لإرتداء ملابس الجنس الآخر، أو لعب أدوار وتسالي الجنس الآخر، أو تفضيل رفاق الجنس الآخر، أو الإنزعاج من جنسنا واحساسنا بعدم ملاءمتنا في الدور الجنسي لجنسنا الفعلي فسوف نتغير ونطلب ونحب جنسنا الحالي والألعاب التي تناسب جنسنا الحالي وملابس وأدوار وتسالي ورفاق الجنس الحالي، وسوف نلعب أدوار الجنس الحالي ولن ننزعج من جنسنا وسوف نتلاءم مع دورنا الجنسي لجنسنا الفعلي.. وسوف نفكر في الشاذ والحرام وغير المقبول ولكن سوف نضع المخرج الوحيد المسموح به وهو القبول لفطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله.
بعد ذلك لابد وأن يقوم من شبع بالخبز أو تم إشباعه بقبول جنسه وأدوار وتسالي ورفاق جنسه أن يتصور ويتخيل ويميل وتتجه مشاعره نحو السعادة بالشبع بالخبز وأشكاله المختلفة.. خبز أبيض أو أسمر، فينو أو صمولي، لبناني، كرواسون، عيش السرايا، بتاو، أو فايش وكلها أشكال مختلفة للخبز ولكنه خبز طيب طازج حلال وليس لحمًا ميتًا عفنًا.

اضطراب الهوية الجنسية غير المحدد المكان
Gender Identity disorder not other wise specified
وهنا النقاط التشخيصية لا تستوفي ولا تقابل النقاط التشخيصية لاضطراب الهوية الجنسية المحدد وتشتمل على:
التباين الجنسي Inter Sex
وهو مجموعة من الأمراض التي تشتمل على الملامح التشريحية أو الفسيولوجية للجنس الآخر.
تضخم الغدة الكظرية الخلقي Congenital adrenal hyperplasia virlizing type
وهو نقص وراثي للإنزيم المسئول عن إفراز الكورتيزون وبالتالي يتزايد إفراز الأندروجين، تذكير الجنين الأنثى.
النقاط التشخيصية لاضطراب الهوية الجنسية غير محددة المكان كما ذكر في DSM IV
وتشتمل على الآتي:
تباين الجنس Inter sex
(نقص تأثير الاندروجين الجزئي أو تضخم غدة الأدرينال منذ الولادة) ويصاحبه عدم الرضا عن الهوية الجنسية الحالية.
التوتر المؤقت المصاحب لسلوك الملبس.
الانشغال المستمر والدائم بإزالة العضو الذكري بدون الرغبة لاكتساب الملامح الأخرى للجنس الآخر.

مرض نقص تأثير الاندروجين وذلك لعدم وجود حساسية لمستقبلات هذا الهرمون
في الأشخاص ذوو XY karyotype في الخلايا والأنسجة غير القادرة على استخدام هرمون التيستوستيرون أو هرمونات الاندروجين
الطفل منذ الولادة يبدو وكأنه أنثى ويعامل على هذا الأساس ولكن فيما بعد يتم اكتشاف أنه لديه خصيتين، وهنا الطفل لديه وفرة من هرمون التيستوسيترون الذي يتحول إلى هرمون الاستروجين.
تيستوستيرون ————->>> ستروجين
وهنا تبدأ الملامح الأنثوية الثانوية تظهر وينتج صراع داخلي باحساس الأنوثة.
مرض ترنر Turner syndrome
وهو يتميز بفقد كرموسوم وهنا يكون X فقط فتكون الملامح الأنثوية صغيرة والملامح الثانوية تحتاج لمصدر خارجي (الاستروجين) وهنا الهوية الجنسية أنثى.
مرض كلينفيلتر Klinfileter syndrome
ويتميز بوجود X كروموسوم زائد XXY syndrome ويظهر الطفل كولد طبيعي ولكن لديه ثدى يشبه الأنثى والخصيتين أقل حجمًا وعادةً بدون القدرة على تكوين الحيوانات المنوية.
نقص إنزيم 5Q Reductase
هؤلاء يعانون من نقص إنزيم 5Q Reductase والذي تحتاجه لتحويل التيستوستيرون إلى الشكل الفعال الذي يشكل الأعضاء التناسلية.
التيستوستيرون يتحول إلى ــــــ في وجود 5Q Reductase —–>>داى هيدرو تيستوستيرون
عند الميلاد نجد الطفل يظهر أنثى ولكن لديه خصيتين متخفيتين في البطن لذلك من ضمن خطوات العلاج يتم إزالة الخصيتين من البطن وتعيش في المجتمع كأنثى عادية.
ما يشبه التخنث
الأطفال المولودون بأعضاء تناسلية متخفية أما التخنث الحقيقي فهو أن الشخص لديه نوعين من الأعضاء التناسلية المبيض والخصيتين.
العـــــــــــــــلاج
أ.حالات تباين الجنس التي تظهر منذ الميلاد من المهم جدًا فحص الطفل جيدًا.
يجب التأكيد على أن الطفل لديه أعضاء تناسلية واضحة تفيد أنه ذكر واضح أو أنثى.
عند اكتشاف تباين الجنس نحتاج إلى أخصائي أطفال، أخصائي طب نفسي، أخصائي جراحة مسالك وذلك لتحديد الجنس.
لتحديد الجنس نلجأ إلى الآتي:
1.الفحص الإكلينيكي الكامل.
2.فحص جراحة المسالك.
3.أخذ عينة من الفم.
4.تحليل الكروموسومات.
ب.التثقيف الصحي للأهل.
ج.الجراحة في حالات الأعضاء التناسلية المتباينة ولكن من المهم تحديد واختيار الجنس المناسب من خلال:

  • دراسة الخريطة الكروموسوماتية.
  • الفحص الإكلينيكي.
    من المهم جدًا في حالة اللجوء للحل الجراحي أن تكون الجراحة عامة قبل سن 3 سنوات.
    إرتداء ملابس الجنس الآخر Cross dressing
    إن إرتداء ملابس الجنس الآخر وفقًا DSM IV يصنف وفقًا لمجموعة اضطراب الهوية الجنسية وذلك عندما يكون مؤقت ويصاحبه توتر، أما إذا كان لا يصاحبه توتر فنجد أن هؤلاء الأشخاص يشعرون بالإثارة والسعادة عند إرتداء ملابس الجنس الآخر وفي بعض الحالات تتطور الحالة وفقًا لطريقة إرتداء الملابس ويصل لدرجة المحاكاة Masculine identification)، identification Feminine) وإتباع عادات الجنس الآخر.
    إن إرتداء ملابس الجنس الآخر يختلف عن Trans sexualsim في أنهم غير مشغولين بالأعضاء التناسلية الأولية والثانوية ولاكتساب الملامح الجنسية للجنس الآخر، وأن بعضهم لا يثار جنسيًا من خلال إرتداء ملابس الجنس الآخر، بعض الأفراد شواذ رجال ونساء.
    وهذا الاضطراب أكثر حدوثًا في النساء ويسمى Impersonators Female
    العــــــــــــــــلاج
    ازدواج العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي:
    1.يتم التعرف على عناصر التوتر التي أدت لهذا السلوك ومن خلال عمل جلسات نفسية يتم تعليم الشخص التحكم في هذا التوتر والتعرف على الصراعات التي تدور في نفس هذا الشخص.
    2.استخدام الأدوية (مضادات الاكتئاب والتوتر والقلق).
    3.العلاج السلوكي مثل العلاج بالنتفير أو العلاج الإيحائي أو العلاج بالتنويم الإيحائي في حالات معينة.
    الانشغال بالخصاء Peroccupation of castration
    الانشغال بإزالة العضو الجنسي بدون الرغبة في اكتساب الملامح الجنسية للجنس الآخر.
    عادةً يفتقدون للرغبة الجنسية والإثارة Asexual
    يمكن أن يعيشوا خيال جنسي مختلف تمامًا.

كيفية كتابة التقرير النفسي للحالة Rapport psychologique

كيفية كتابة التقرير النفسي للحالة Rapport psychologique

التقرير النفسي من المهام الخاص والجد مهمة في عمل الاخصائي النفساني وهو يخضع لمجموعة من الضوابط التي تنظمه.
التقرير النفسي:


ما هو إلا وصف علمي لحالة المفحوص الراهنة بهدف التعرف على جوانب التفوق أو القصور في جانب من جوانب شخصية المفحوص أو قدرة من قدراته العقلية – المعرفية ، ويعتمد ذلك الوصف على عدة محاور رئيسية منها المقابلة، الاختبارات المقننة، الاختبارات غير المقننة وسوف يتم التطرق لذلك لاحقاً، كما أن ذلك الوصف قد يكون مختصراً وقد يكون مطولا، وقد يكون وصفاً لبعد من أبعاد الشخصية أو لعدة أبعاد أو قد يكون وصفاً لقدرة من القدرات العقلية- المعرفية أو لعدة قدرات.
باختصار فان التقرير النفسي هو الناتج النهائي “Produit final” لعملية التقييم النفسي التي تهدف إلى تزويدنا بالمعلومات التي تساعدنا على تلبية حاجة المفحوص، وفهمه بشكل افضل، وفي سبيل ذلك فإننا نحتاج إلى اكثر من وسيلة، حيث هنالك اكثر من أسلوب لكتابة التقرير منها الأسلوب الأدبي “littéraire” والعلمي “scientifique” والعيادي “clinique ” وسنركز في هذه الصفحات على مزج الأسلوبين الأولين بالأسلوب الذي تختلف صياغته باختلاف الغاية أو الهدف منه فهو :
o إما يهدف تصنيف المفحوصين -كما في حالة اختبارات القدرات العقلية لاختيار الأنسب لوظيفة محددة أو لاختيار من تنطبق عليهم معايير أو شروط القبول لمؤسسة تعليمية أو تدريبية أو تأهيلية
o إما يهدف إلى تشخيص حالة المفحوص – كما في تشخيص الاضطرابات النفسية أو العقلية أو تشخيص الإصابات أو الاضطرابات العصبية.

والحقيقة أن هنالك اختلاف حول استخدام المصطلحات أو اللغة الفنيةlangage techniqueأو استخدام اللغة غير الفنية langage non technique عند كتابة التقرير النفسي فكتابة تقرير موجه إلى مختص في علم النفس تختلف عنها عند توجيهه إلى معلم أو أخصائي اجتماعي أو إلى طبيب أمراض نفسية أو طبيب أمراض عصبية ، كما إنها تختلف بدرجة اكبر عندما يكون التقرير موجهاً إلى مسؤول إداري أو جهة أمنية أو هيئة قضائية، وفي جميع الأحوال فان لغة التقرير يجب أن يراعى فيها الخلفية العلمية للشخص الذي سوف يوجه إليه، وبشكل عام فانه من المهم أن تكون لغة التقرير مبسطة وواضحة تصف السلوك المقاس أو الملاحظ بشكل مفهوم وغير غامض بحيث لا يمكن إساءة فهمه أو تفسيره من قبل الآخرين.

المحاور الأساسية التي ترتكز عليها كتابة التقرير النفسي:
أولا: البيانات الشخصية ” des informations d’identification”.
o اسم المفحوص
o تاريخ الميلاد
o العنوان
o رقم الهاتف
o الحالة الاجتماعية
o اسم الفاحص
o تاريخ الفحص
o جهة الإحالة.

ثانياً: سبب الإحالة “raison de l’aiguillage “:
عادة يتضمن طلب الإحالة: “question renvoi “
o وصف مختصر لحالة المفحوص بما في ذلك وصف المشكلة الراهنة
o السبب أو الأسباب العامة لطلب تقييم المفحوص.
والحقيقة أن بعض طلبات الإحالة إلى الأخصائي النفسي تكون طلبات مبالغ في عموميتها “فضفاضة” حيث تفتقد إلى الدقة والتحديد، مثل العبارة التالية: يحال إلى الأخصائي النفسي للتقييم النفسي. (؟
ومن أمثلة الإحالة الدقيقة التالي:
o لتقييم القدرات العقلية “الذكاء”: تقييم روتيني، الشك في تدني مستوى قدراته المعرفية، أو تفوقها.
o للتشخيص التمييزي أو التفريقي. “diagnostic différentiel “: مثلا للتفريق بين ما إذا العجز عائد إلى أسباب نفسية “Psychologique” أو أسباب عضوية “BIO”.
o . لتقييم طبيعة ومدى تلف المخ “Dommages cérébraux”.
o لتقييم ملاءمة المفحوص للعلاج النفسي، والصعوبات المحتمل مواجهتها معه.
o لتقييم ملاءمة المفحوص لمهنة معينة.
وعلى هذا فان على الفاحص عند كتابه التقرير- كتابة سبب الإحالة كما ورد في نموج جهة طلب الإحالة، على أن يركز في تقريره النفسي على إجابة الطلب باختصار مع التنبه إلى إن تكون التوصيات ذات علاقة بمشكلة أو معاناة المريض.

ثالثاً : المعلومات الأولية “Informations d’arrière-plan”:
o التاريخ المرضي”بإيجاز”
o محاولات الانتحار
o حالة الانتباه
o العلاج العقاقيري الذي يتناوله المفحوص وأثاره الجانبية.
o الفحوصات الطبية والعصبية “مثلا: “CT & IRM” التي خضع لها المفحوص ونتائجها “بإيجاز”
o الشكوى الرئيسية “يتم عرض الشكوى الرئيسية بشكل مختصر، في حدود عبارة إلى ثلاث عبارات”.

رابعا: المقابلة “ENTRETIEN AVEC LE PATIENT”:
عادة تكون المقابلة مع المريض أو المفحوص نفسه، وفي بعض الأحيان يتم الاستعانة بأحد أو بعض أفراد أسرته، وفي جميع الأحوال فان المقابلة يجب أن تكون واضحة الأهداف ومحددة الأبعاد،وتعتمد بدرجة كبيرة على فنيات مهنية، أي أنها ليست استجوابيه بل استقصائية، ويمكن تلخيص الأبعاد التي يتم التركيز عليها أثناء المقابلة في النقاط التالية:-
o المظهر والسلوك”Apparence et comportement”: مثل الهندام ونظافة الملابس، اللغة التعبيرية للوجه -غير معبر أو جامد، متناقض التعابير-. الحركات اللا إرادية للأصابع واليدين، وضعية الجلوس-متحفز، مسترخي-، طريقة الكلام-عدم الطلاقة “disfluidité”، عسر التلفظ “dysarthrie”- ، فهم المحادثة، الابتسامة -تلقائية، مصطنعة- المهارة الاجتماعية “اللباقة”، المؤشرات السلوكية للقلق أو الاكتئاب، الحركة أثناء المقابلة وجلسة القياس _كثير الحركة، متجمد في المعقد الخ…….- (حسب ملاحظة الفاحص)، ويمكن استخدام قائمة الاتجاهات والسلوك المرفقة.
o الاهتداء “Orientation”: تعيين أو معرفة الزمان و المكان، وكذلك الوعي بالأحداث الاجتماعية الراهنة. ( يعتمد على سؤال الفاحص)
o تاريخ المشكلة أو المشكلات الراهنة “Historique du problème présentant”: (بإيجاز) بدايتها، وحدتها، تأثيرها على حياة المفحوص العملية والأسرية والاجتماعية، أساليب علاجها، فعالية علاجها، مضاعفاتها محاولة انتحار ……. (حسب سرد المفحوص)
o المشكلات المعرفية “problèmes cognitifs Subjective”: مثل نسيان محتوي المحادثات أو نسيان المواعيد (ذاكرة)، أو نسيان أين وضع المفاتيح أو الكتاب الخ……، (ذاكرة) عدم القدرة على التركيز على مسلسل تلفزيون أو فيلم (انتباه). استخدام المذكرات بشكل مستمر للتذكير بالمواعيد، والمناسبات الاجتماعية، الاعتماد على الأسرة والأصدقاء في التذكير والانتباه، مشاكل الاستيعاب والتعبير اللفظي عن النفس والمفاهيم (فهم). (من وجهة نظر المفحوص)
o الحالة المزاجية الراهنة “Récent état d’humeur”: الاكتئاب مستمر متقطع، الروح المعنوية “esprit”، الأفكار الانتحارية والنية “intention sérieuse”. القلق أو التوتر هل هو حالة أو سمة، طرق التغلب عليه أو التكيف أو التعامل معه. نوبات الهلع أو الفزع “crises de panique”. المخاوف. النوم، وقت الاستيقاظ. الشهية -شراهة،جيدة، مفقودة-. (حسب رأي المفحوص)
o محتوى التفكير والإدراك”Pensée contenu et perception”: اعتقاد أو أفكار المفحوص عن نفسه أثناء فترة المعاناة من الاضطراب النفسي -قبيح، عديم الفائدة، ممل، غبي الخ……- وهل تسبب إزعاج دائما له أو بعض الأحيان، وهل يدرك أنها أفكار مضخمه (حسب رأي المفحوص). هل هنالك مؤشرات لوجود أفكار أو أعراض وسواسية قهرية أو اضطراب نفسي أو عقلي (من وجهة نظر الفاحص)
o التاريخ الطب نفسي السابق “antécédents psychiatriques”: يعتمد فيه على التقرير الطب نفسي المرفق عادة مع نموذج الإحالة- كما يتم استقصاء بعض المعلومات عن الحالة النفسية والعقلية للمفحوص مثل بداية الاضطراب وسبب أو أسباب حدوثه وما نتج عنه والأحداث المرتبطة به والمحاولات العلاجية السابقة عددها -مراجعة عادات خارجية، تنويم- والنتائج الإيجابية لتلك المحاولات -مثلا التحسن ومدته- الآثار السلبية -مثلا: الأعراض الجانبية للعقاقير النفسية أو الصدمات الكهربائية- (حسب سرد المفحوص)
o التاريخ الجنائي “histoire légale”: هل سبق تحذيره، إيقافه، سجنه. وما إذا كان ذلك بسبب اضطرابه، أو أن اضطرابه كان نتيجة لتلك الخبرة. (حسب معلومات المفحوص)
o الجوانب الأسرية والشخصية “Famille et personnelle”: هل عانى أو يعانى أحد والديه من مرض عضوي مزمن، آو أزمات قلبية، أو اضطراب نفسي أو عقلي الخ…… الحالة الصحية الراهنة للوالدين، الأخوان، الأخوات، الأبناء، الزوج، الزوجة. فترة الطفولة -سعيدة أو تعيسة- وهل حدث خلالها أمراض، نوع العلاقة الأسرية -جيدة، سيئة ومع مَن مِن أفرادها- مع من يسكن، الطموحات. (حسب معلومات المفحوص)
o العادات الضارة “Des habitudes”: التدخين-عدد السجائر التي يدخنها يوميا ، الكحول -يوميا، أسبوعيا، أحيانا- المخدرات، نوعها -حشيش، هروين، عقار هلوسة “LSD”، طريقة وعدد مرات الاستخدام.
o التعليم”Éducation”: مستوي التحصيل الدراسي في كل مرحلة دراسية -الابتدائية، المتوسطة، الثانوية الخ……- السن عند الحصول على كل شهادة تعليمية. تأثير الاضطراب أو المرض على المستوي الدراسي أو على الاستمرار أو الانقطاع عن الدراسة.
o المهنة “Occupation”: مدة سنوات الخبرة في كل وظيفة. ومدى تأثير الاضطراب على أداءه الوظيفي. الوظيفة الراهنة و الدخل و مدى تلبيته لمتطلبات المفحوص الحياتية .

رابعاً: نتائج الاختبارات النفسية أو القدرات العقلية.
دائماً يتم تطبيق اكثر من مقياس أو اختبار. ويعتمد عددها ونوعها على سبب الإحالة وحالة المفحوص، ويضاف إليها ما توفر لدى الفاحص من مقاييس واختبارات مناسبة لكل مفحوص.
ا-الاختبارات المقننة (TEST NORMALISÉ):
من المهم هنا مراعاة النقاط التالية:
o تعرض نتائج كل مقياس أو اختبار كل على حدة، معتمدا على الدرجات المعيارية -التي يعتمد عليها في تفسير النتائج- وليس الدرجات الخام.
o إعطاء فكرة موجزة عن نوعية المقياس أو الاختبار. -أي هل هو اختبار لفظي أو أدائي، هل هو اختبار ذكاء أو اختبار ذاكرة أو شخصية الخ……-.
o يتم تصنيف الدرجة التي حصل عليها المفحوص -مثلاً: الدرجة التي حصل عليها تضعه ضمن فئة المتوسط أو فوق المتوسط الخ…- مقارنة بمن هم في سنه ومستواه التعليمي وجنسه.
وللتوضيح سوف يتم عرض نتائج بعض المقياس والاختبارات التي تم تطبيقها على مفحوص عمره 32 سنة، وذلك علي النحو التالي:
…………………………………………………………………………………………………………….
اختبار رافن للمصفوفات المتتابعة:
الدرجة_الاختبار الفرعي
12___________
I
9 __ II
7 __ III
9 __ IV
2 __ V
39______________ المجموع
الدرجة المعيارية لنفس المجموعة العمرية =40.
هذا اختبار غير لفظي يقيس الذكاء العام، والدرجة التي حصل عليها المفحوص تضعه ضمن النصف الأدنى من فئة المتوسط.
…………………………………………………………………………………………………………..
اختبار وكسلر للذاكرة المنطقية:
الأداء_ الدرجة المتوقعة الدرجة المحرزة التباين
الاستدعاء المباشر__23,2_________15____________8,2 الاستدعاء بعد 30 دقيقة_____20,5_________11____________9,5 يقيس هذا الاختبار القدرة على تذكر القصة . وتعتبر الدرجات التي حصل عليها المفحوص في الاستدعاء المباشر أو المؤجل دون المتوسط ولكنها تظل ضمن حدود المتوسط بالنسبة لمجموعة العمرية والتعليمية. …………………………………………………………………………………………………………. اختبار بنتون للذاكرة البصرية: الأداء_ عدد الإجابات الصحيحةالأخطاء المتوقعة_ الأخطاء_ التباين
النسخ _
7/11 _ 0 _____3_________0 عرض بعد 10 ثواني (استدعاء مباشر)______1/10____________5,1___ 18_______ 12,9
يتضمن هذا الاختبار نسخ عدد من التصاميم الهندسية. ويتضح أن الدرجة على النسخ تقع عند الحد الأدنى من المتوسط “العادي”، في حين أن درجة الاستدعاء أظهرت عجز المفحوص قياسا بالمجموعة العمرية والتعليمية التي ينتمي إليها.
…………………………………………………………………………………………………………
ب- الاختبارات غير المقننة :
عادة يتم تطبيق هذا النوع من الاختبارات -التي يعتمد على مهارة الفاحص- على المفحوصين المحولين للتقييم النفس عصبي .
وتتضمن هذه الاختبارات ما يلي:
التناسق أو التآزر (COORDINATION)
التوجه أو الإدراك -الأيمن الأيسر-
التعرف باللمس، التعرف بالإصبع
المجال البصري.

خامساً: التعليق على الأداء في الاختبارات.

  1. مستوى الذكاء العام: الحديث بإيجاز عن مستوى ذكاء المفحوص بناءاً على أداءه في اختبارات الذكاء وما إذا كان هنالك تدهور في قدراته العقلية من خلال حساب معامل التدهور العقلي في مقياس وكسلر لذكاء الراشدين مثلاً، وما إذا هنالك مؤشرات على وجود اضطراب نفس أو عقلي من خلال حساب معاملات التشتت، مع محاولة الربط بين نسبة ذكائه ومستواه التعليمي.
  2. الشخصية: التطرق لنتائج اختبارات الشخصية وماذا كان هنالك مؤشرات على وجود اضطراب نفسي أو عقلي من خلال الصفحة النفسية لمقياس MMPI مثلاً، أو مقياس بك للاكتئاب الخ ……
  3. الذاكرة والتعلم: التطرق لمستوى ذاكرة المفحوص مع التميز بين أداءه على الاختبارات التي تقيس الذاكرة قصيرة المدى والاختبارات التي تقيس الذاكرة بعيدة المدى “المرجعية” كما يتم التطرق للتعلم اللفظي واثر النسيان.
  4. الوظائف البصرية.
  5. الصورة الجسمية.
  6. الوظائف النفس حركية -من خلال متابعة أداء المفحوص على المقاييس-.
  7. اللغة التعبيرية والاستقبالية.

سادسا: الاستنتاج النهائي.
بناء على الربط بين الشواهد المستخلصة من ما سبق يلخص الفاحص إلى بعض المؤشرات التي تفترض وجود اضطراب محدد من عدمه، أو قصور في وظيفة معرفية أو قدرة عقلية من عدمه، مع اقتراح بعض التوصيات المتعلقة بما يمكن أن يقدم له من خدمات تعليمية أو علاجية أو تأهيلية. وتبنى تلك المقترحات على تفسير النتائج المتوفرة من التقييم الشامل.
كما قد يقترح الفاحص طلب إعادة التقييم النفسي بعد فترة زمنية معينة خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بإلحاق المفحوص بمهنة معينة أو برنامج دراسي أو تدريبي أو عندما يترتب عليه قرار من جهة أمنية أو هيئة قضائية.
هذا تصور عام عن كيفية كتابة التقرير النفسي، ولكن يجب التنبه إلى انه ليس من الضروري التقيد بجميع المحاور السابقة الذكر في جميع الحالات.