ابن رشد وميتافيزيقيا أرسطو

ابن رشد وميتافيزيقا أرسطو
كتابه «تفسير ما بعد الطبيعة» يعد من الشروح الكبرى التي وضعها

الحديث عن مصطلح الميتافيزيقا، يستوجب الأخذ بعين الاعتبار أمرين:

أولهما: أن الميتافيزيقا مصطلح نحته اليوناني أندرونيكوس الرودسي، ووضعه عنوانا لمقالات أرسطو المصنفة، بعد كتاباته

المسماة فيزيقا (الكتب الطبيعية: السماع الطبيعي، الكون والفساد…)

وذلك في القرن الأول قبل الميلاد، وهي مصنفات تركها أرسطو من دون عناوين، لذلك يحمل كل مقال من هذه المقالات حرفا من الحروف.

ثانيهما:

أن الميتافيزيقا كمصطلح وكمفهوم، اتخذ دلالات متعددة خارج مجال الترتيب والتصنيف، وأصبحت علمًا من العلوم الفلسفيّة التي وُضع لها موضوع خاص بها للدلالة

على علم «الوجود بما هو موجود». وهكذا اتخذت تسميات عدة: علم ما بعد الطبيعة، العلم الإلهي، الفلسفة الأولى وغير ذلك.

يستعمل ابن رشد مفهوم «علم ما بعد الطبيعة»، بمعان متعددة ومتنوعة، تحمل كلها مضمونًا واحدًا، وهي:

الحكمة، الفلسفة الأولى،
العلم الإلهي، العلم الكلي،
العلم الأتم، الحكمة المطلقة،
علم الوجود بالموجود،
علم الموجود بما هو موجود،
علم الأوائل،
علم أشرف العلل،
العلم العام، علم الواحد بما هو واحد، علم الجواهر المفارقة أو الأوائل ا
لوجودية، علم الأعراض الذاتية للموجود بما هو موجود، علم الأوائل الذهنية المطلقة، الخ.

وإذا كانت الفلسفة الأولى هي علم الوجود، كما جاء في مقال الجيم،

فإن هذا لا يعني أن الوجود هو الموضوع الأول والأخير لهذا العلم. بل عمل أرسطو، ومن بعده ابن رشد، على الاهتمام في هذا العلم بأقسام الوجود الكبرى:

القوة والفعل، الجوهر والعرض، الكثرة والوحدة. ولكن غاية هذا العلم كما يظهر هنا بالدرجة الأولى، هو الوصول إلى المبدأ الأول والمحرك الذي لا يتحرك. أي البحث في الله كعلة أولى،

وهذا هو حال القسم الثاني من ميتافيزيقا أرسطو وابن رشد. ولما كان هناك قاسم مشترك بين هذا العلم، الذي يعالج الوجود بإطلاق، وبين العلوم الجزئية، التي تهتم بأنواع الموجود، فقد خصص للنظر في مبادئ العلوم قسمًا كاملاً لهذه المسألة.

يكمن غرض علم ما بعد الطبيعة، كما جاء في

«رسالة ما بعد الطبيعة»، في النظر في الموجود بما هو موجود، وفي جميع أنواعه إلى أن ينتهي إلى موضوعات الصنائع الجزئيّة، وفي اللواحق الذاتيّة له، وإعادة ذلك إلى أسبابه الأولى، وهي الأمور المفارقة.

وفي هذا المستوى، يكون التداخل ممكنًا بين هذا العلم والعلوم الجزئية الأخرى. لذلك لا يعطي هذا العلم من الأسباب إلا السبب الصوري والغائي والفاعل. هكذا إذن، فالميتافيزيقا في نظر أرسطو، هي العلم الذي يدرس الموجود من حيث هو موجود. إنها دراسة للمبادئ التكوينيّة الكليّة، التي من دونها لا يمكن قيام نظام مرتب لموضوعات المعرفة، أي إنها دراسة لمختلف أنحاء الوجود (الطبيعة العامة لكل الأشياء). ويسمى بالإلهيات كعلم يبحث في «الوجود بما هو وجود»، أي بحث في الموجودات غير الخاضعة للكون والفساد، يخص طبيعة المحرك الأول الذي هو فعل محض وعقل محض، كما يخص عقول الأفلاك وهي أيضا عارية عن المادة وغير خاضعة للكون والفساد.

يتضح من هذا، أن ما بعد الطبيعة علم نظري كلي، ينظر في الموجود بما هو موجود، أي في الوجود المطلق، ويحدد الأسباب الأولى لهذا الوجود وهي: السبب الفاعل والسبب الغائي والسبب الصوري، تمييزا له عن العلم الطبيعي الذي يهتم بالسبب المادي أي الهيولى والمحرك.

وعن أقسام هذا العلم، يرى ابن رشد، أن الميتافيزيقا (ما بعد الطبيعة) تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

قسم أول، يهتم بالأمور المحسوسة بما هي موجودة، وفي جميع أجناسها، وفي جميع اللواحق التي يلحقها، وينسب ذلك إلى الأوائل فيها بقدر ما يمكنه في هذا الجزء. ويعتبر هذا القسم الأهم الذي يربط فيه ابن رشد مبدأ الجوهر المحسوس بنوعيه، كما وضعه في العلم الطبيعي، مع الجوهر المفارق الذي يبرهن على وجوده أولاً في الفيزيقا، كما فعل في المقالة الثامنة من السماع الطبيعي.

قسم ثانٍ، ينظر فيه في مبادئ الجوهر وهي الأمور المفارقة، ويعرف أي وجود وجودها، وينسبها إلى مبدئها الأول الذي هو الله. ويعرف الصفات والأفعال التي تخصه، كما بين أيضا، نسبة سائر الموجودات إليه، وأنه الكمال الأقصى والصورة الأولى والفاعل الأول.. وفي هذا القسم يبحث في الوجود بإطلاق، أي في الجوهر بما هو جوهر مفارق، وهذا هو الموضوع الأصلي للميتافيزيقا.

قسم ثالث، ينظر فيه في موضوعات العلوم الجزئية، ويزيل الأغاليط الواقعة فيها لمن سلف من القدماء (وتحديدا ابن سينا)، وذلك في صناعة المنطق وفي الصناعتين الجزئيتين، أي في العلم الطبيعي والتعليمي. ويصحّ أن نسمي هذا القسم من ما بعد الطبيعة، بالقسم النقدي الذي يحاول ابن رشد أن يبني، من خلاله نظرية، نقدية تتسم بالوقوف أمام الأغاليط التي وقع فيها من سلف، وذلك بغية وضع النص الأرسطي في مقامه وبيان ما للحكيم وما للقدماء. وهنا يكون التقاط الأقاويل العلمية مفيدًا. وإذا صح القول، فهذا الجزء من المشروع الرشدي، يعتبر بحق أهم جزء أسس عليه رؤيته واستراتيجية اشتغاله طوال أربعة عقود من الوفاء للأرسطية، فما برح يوما القراءة والتلخيص والشرح والتفسير، ومنه يستفاد عمق الطريقة البيداغوجية الرشدية.

وتكمن قيمة علم ما بعد الطبيعة ومنفعته، في كونه علمًا نظريًّا جاء ليستكمل العلوم الجزئيّة. ففي «كتاب النفس»، يحدد أرسطو الغرض منه باستكمال «النفس الناطقة حتى يحصل الإنسان على كمالها الأخير». فمن دون هذا العلم لا تحصل العلوم النظريّة الأخرى على غايتها وتمامها، لأن بمعرفة هذا العلم تحصل معرفة الموجودات بأقصى أسبابِها الذي هو المقصود من المعرفة الإنسانيّة.

وإذا كان موضوع الفلسفة الأولى هو «الوجود بما هو موجود»، فإن أشرف الموجودات عنده هي الجوهر المطلق البيّن بذاته، الذي لا يحتاج في بيانه لنفسه إلى أي سبب خارجي. إنه «الجوهر بما هو جوهر»، يختلف عن الجواهر الطبيعية التي تتجسد في الأجسام الطبيعيّة، التي تخضع للحركة والتغير وللكون والفساد.

يعتبر كتاب «تفسير ما بعد الطبيعة» من الشروح الكبرى التي وضعها ابن رشد. وهو أعظم كتاب على الإطلاق، كما وصفه جل المهتمين بالدراسات الرشدية. ففي هذا الشرح، لا نجد فقط أراء أرسطو، وإنما أيضا، آراء الشراح من قبيل: نيقولاس الدمشقي، الإسكندر الأفروديسي، ثامسطيوس، ابن سينا.. ولعل ما يميز هذا العمل هو:

حفاظه أولا، على الترتيب والنظام الذي وضعه اليوناني أندرونيكوس الرودسي لكتاب ما بعد الطبيعة، وهو الأمر الذي خالف فيه كل من الفارابي وابن سينا.

وثانيا: يعتبر ابن رشد أول فيلسوف عربي مسلم اهتم بهذا الكتاب، في حدود ما توفر لديه من مقالات، حيث غطى أحد عشر مقالا من أصل أربعة عشر، أي إنه لم يتحدث عن المقال الحادي عشر والموسوم بمقال الطاء، والمقالين الأخيرين (13 و14): الميم والنون، لأنهما لم يقعا بين يديه، كما يشير إلى ذلك في ديباجة آخر مقال فسّره وهو مقال اللام.

وثالثا: يتميز كما هو معلوم، بالطريقة النموذجيّة التي اعتمدها ابن رشد في التفسير، وهي طريقة تتبع المقالات، فقرة فقرة، بالشرح الوافي، الذي يتجاوز أطوله في المقال الواحد 300 صفحة. وهو الشرح الذي قال عنه معظم الرشديين، بأنه يشبه، إلى حد كبير، طريقة الشراح المسلمين المختصين في تفسير القرآن، والسيرة النبوية.

ورابعا: ينفتح ابن رشد في تفسيره لمقالات ما بعد الطبيعة، على جل مؤلفات المعلم الأول، ويربط بينها برباط عجيب ومتناسق ومتكامل، يدل على إلمامه ومعرفته بخبايا المتن الأرسطي. هذا ما يكشف عنه حجم النشرات التي اعتمدها فيلسوف قرطبة وعدد الترجمات التي وقعت بين يديه، حيث لا يدع مجالا للشك، في أن استحضاره لكل أصناف الشروح التي عرفها العرب إلى حدود القرن الثاني عشر. وبهذا نال لقبه الذي اشتهر به في العالم العربي واللاتيني: الشارح الأكبر.

وخامسا: يكشف هذا الكتاب عن النزعة العقلانيّة التي ترجمها المنهج البرهاني في التفكير والتأليف، كما ترجمها الربط المنهجي والموضوعي بين القضايا التي طرحتها الفلسفة اليونانية مع أرسطو، وبين القضايا المطروحة في الساحة الفكرية العربية – الإسلامية. ولعل خير نموذج لهذا السجال، ما أثاره مقال اللام من نقاش عميق، نال اهتمام العرب على وجه أخص. وتشكل هذه المسألة الدليل على أصالة الفكر الرشدي، ذلك أنه لم يكتف بالإدلاء بدلوه في القضايا التي تقض مضجع المسلمين، كمسألة المحرك الذي لا يتحرك، وصلة الله بالعالم أو ما شابه، بل وضع تلك القضايا في سياقها التاريخي، مدشنًا بذلك تحليلاً نوعيًا بالمقارنة مع السابقين. فإذا كان السابقون قد اكتفوا بشرح مقال اللام والتركيز على القضايا الأساسيّة فيه، فإن ابن رشد قد عمل على إعادة شرح كتاب الميتافيزيقا كاملاً. وقد بين في ذلك، عن صلة مقال اللام ليس بموضوعات كتاب الميتافيزيقا فقط، بل بالمنظومة الأرسطيّة بأكملها. فالمحرك الأول الذي لا يتحرك، يستوجب النظر في مسألة الحركة وما استلزمه من عودة إلى المقال السابع والثامن من السماع. ومن المهم جدًا التأكيد على أن عمل ابن رشد، يتوجه صوب الفصل بين ما لأرسطو وما لابن سينا وما للفارابي. وذلك لعزل الافتراءات التي تعرض لها القول الفلسفي على يد العقل الأصولي، وللتأكيد على أن الموضوعات الفلسفيّة الأرسطيّة بيّنة بذاتها فلتعملوا على دحضها. وهذا هو الأمر الذي دشنه «فصل المقال»، الذي يعتبر بحق بيانًا تأسيسيًا لحداثة رشديّة تعبر عن نزوع نحو رؤية نقديّة عقلانيّة غير مسبوقة في التاريخ العربي – الإسلامي.

نظرية المعرفة عند الفيلسوف ابن سينا(427ه)

لقد اختلف رواد الفلسفة الإسلامية قديما على مصدر -المعرفة الإنسانية- هل الإنسان يستقي معرفته من الحواس أم العقل أم ندرك معرفتنا ادراكا حدسيا مباشرا دون وساطة ودون علل وأسباب مسبقة؟

فذهب ابن سينا كما ذهب استاذه أرسطو طاليس . بأن المعرفة الإنسانية لها مصدرين هما الحواس والعقل مع اعلائه من شأن القياس البرهاني العقلي ، وذهبت فرقة الصوفية وعلى رأسهم الإمام الغزالي . بأن أصدق الدرجات المعرفية هي التي تعتمد على -الحدس- أي أن المعرفة الإنسانية تقذف في النفس من قبل الخالق دون أي مقدمات ودون علل أو أسباب ، ثم جاء عميد الفلسفة العقلانية ابن رشد ليجعل العقل المعيار الأساسي لحكمنا على صحة معرفتنا وخبراتنا للأشياء.

وبما أننا لا نبحث هذه الأراء لمجرة الترف الفكري والثقافي ولا لمجرد المتعة أو اللذة الزهنية والعقلية . فينبغي علينا إذن أن نحدد الغاية والهدف من البحث في نظرية المعرفة عند الفلاسفة العرب والمسلمين؟ وببساطة شديدة فإن غايتنا هي أن نحدد ونفصل بين الأفكار والأراء التي ينبغي علينا أن نحيها وننشرها لأنها تتسق مع عالمنا وعصرنا أي أنها تتسق مع الحضارة الإنسانية الحديثة التي ترتكز على عنصرين أساسيين هما – العقل والتجربة- ومن ناحية أخرى نتجاوز الأفكار والأراء التي تقف حاجزا أمام التفكير العقلاني ومبادىء العلم وتقطع الصلة بين العلل ومعلولاتها والأسباب ومسبباتها..

(1) ابن سينا(373-428)هجرية

في البداية قام ابن سينا بتقسيم المعرفة إلى ثلاثة أقسام.
(أ)المعرفة الحسية
(ب)المعرفة العقلية
(ج)المعرفة الذوقية
وهذا التقسيم الذي ذهب إليه ابن سينا نابع من رأيه في وسائل المعرفة الإنسانية.
فهو ينادي بالقول بوجود ثلاث ملكات في النفس كوسائل لإدراك الموجودات.
فهناك الحواس ثم العقل وأخيرا الحدس أو البصيرة . ولما كان ابن سينا فيلسوفا في المقام الأول ، فإنه قد ركز على جانبي المعرفة:الحسي والعقلي . أي أنه ركز على ما تنقله إلينا الحواس من لمس وتذوق وشم وسمع وبصر بجانب المعرفة العقلية القائمة على البرهان والمنطق العقليين وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف اليوناني أرسطو.
وبالنسبة للجانب الذوقي الصوفي فبرغم أنه لم ينكر هذا الجانب في المعرفة ولكن هذه الوسيلة تجيء في المقام الثالث بعد المعرفة الحسية والمعرفة العقلية.
يقول فيلسوفنا: وتبدأ المعرفة الحسية باتصال الحس الظاهر بالعالم المحسوس . حيث ينبغي أن يكون المحسوس موجودا كشرط ضروري للمعرفة الحسية . فالحس لا يدرك ما يدركه ، أو ينفعل عن ما يدركه ، في غيبة الحواس . والمحسوس هنا دوره نشط وفعال . بمعنى أنه لابد أن يؤثر على عضو الحس لكي يتم الإحساس . فبدون هذا التأثير والتأثر ، أي بدون الفعل من جهة المحسوس والإنفعال من جهة عضو الحس . لا يتم الإحساس . لأن الإدراك الحسي هو حصول صورة المدرك في ذات المدرك وفي الإدراك الحسي يكون هناك فعل وانفعال لا محالة.
وبعد حديث ابن سينا عن المعرفة الحسية أوضح مميزاتها وعيوبها ، إذ أنها بلا شك تلعب دورا رئيسيا في المعرفة الإنسانية بوجه عام ، فكل النتائج التي توصل إليها العالم الأنساني الأن قد ارتكزت في المقام الأول على الجانب الحسي المادي التجريبي ، وإليك بعض سمات التجربة الحية عند فيلسوفنا.
(أ)المعرفة الحسية لا تعطينا إلا معرفة نسبية.
(ب)المعرفة الحسية تدرك الأشياء على غير حقيقتها(وهذا القول شبيه بقول أصحاب الفلسفة المثالية وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني ايمانويل كانت.
(ج)أنها تتوقف على طبيعة المدرك ذاته.
(د)لا تدرك إلا المادي فحسب.
لهذا تجاوز ابن سينا المعرفة الحسية واتجه إلى المعرفة العقلية . وهو يقدر أهميتها حيث لا ينبغي في رأيه ، أن نرفضها كلية أو نصدقها كلية . وهنا يأتي دور العقل الذي يقيم هذه المعرفة التي نقلتها له حواس الإنسان . ذلك أن العقل مدين بالكثير مما لديه من أراء وأفكار وتصورات ومقدمات تجريبية للحس والحواس . فبدون الخبرة والتجربة الحسية لانتفت عن العقل مجموعة كبيرة من المعلومات لم يكن بوسعه أن يصل إليها بمفرده . ولكن للعقل هنا أهمية ربما تفوق أهمية الحواس . فينما نكون معرفتنا المبدئية عن طريق حواسنا فإن دور العقل هو معرفة القوانين الكلية فالعقل على سبيل المثال هو الذي اكتشف قانون الجاذبية وليست الحواس وبالعقل استطاع الإنسان يفسر الكثير من مظاهر الطبيعة حوله ويكتشف قوانينها.

وهكذا جمع ابن سينا بين الجانبين المادي المحسوس والعقلي المجرد وكانت هذه الثنائية أكثر ما ميزت نظرية المعرفة عند ابن سينا ، ةفي حقيقة الحال نحن العرب في ذلك الوقت نحتاج إلى هذه النظرة الثنائية التي تعتمد على – المطق والأستقراء – أي نكون في هذه الحالة جمعنا بين أهم مصدرين من مصادر المعرفة هما المادي والعقلي ، ولا يخفى على أحد أن هذين العنصرين هما بمثابة القدمين التي تقف عليهما الحضارة الإنسانية الحالية –

انظر كتاب الفلسفة الإسلامية للدكتور فيصل بدير عون ص299

مفاهيم سيكولوجية نفسيةPsychology

الشخصية Personality
هي البناء الكلي الفريد للسمات الذي يميز الفرد عن غيره من الأفراد (هي مكون فريدك يتكرر) .

السمات Trait
هي نزعات (صفات) ثابتة نسبياً و يمكن تعديلها بالقدوة الحسنة والتربية الصحيحة .

الإسقاط Projaction
حيلة دفاعية يستخدمها الفرد بطريقة لا شعورية للدفاع عن نفسه والإحساس بالأمان مثل إلقاء عيوبه الشخصية على الآخرين مثال شخص يكذب ويتهم الآخرين بالكذب .

التقنص أو التوحد Identification
محاولة اقتباس صفات شخص آخر يعجب به الفرد وتقليده في كل شيء وهو عكس الإسقاط .

إلهام Inspiration
خاطر يأتي من اللاشعور بمعاني وأفكار تورد على افرد دون تفكير مسبق وقد تصدق أحياناً .

اضطرابات الشخصية Personality disorders
هي الشخصية التي تنطوي على خصائص معينة تتسبب في عدم تكيف أو معاناة الشخص نفسه أو المحيطين به وللشخصية جانبين وراثي ومكتسب ، وهي مجموعة من الأعراض التي تصيب الشخصية المسببة لها عدم التكيف أو السواء ، وقد يكون دصره هذه الأعراض وراثياً أو مكتسباً أو من خلال تفاعل الاثنين معاً .

التوافق النفسي Adjustment Psychological
هو درجة ملائمة الفرد مع نفسه والمجتمع المحيط به أو هو تكيف الفرد مع ذاته وتفاعله مع الآخرين بشكل جيد ومقبول من المجتمع المحيط .

الشخصية الهستيرية Histrionic .P
هي شخصية استعراضية تحاول جذب انتباه الآخرين من خلال المبالغة في المشاعر رغم ضحالتها في حقيقة الأمر مع قدرة عالية على خداع النفس والوقوع في الكذب المرضي .

الشخصية الوسواسية Obsessive .P
تتميز بوجود وساوس مع ضمير حي وبحث عن الكمال مع عدم مرونة إضافة إلى الإحساس عالي بالذنب ، وهي تتميز بالدقة واتقان العمل وقيادة منضبطة وكثير الصدام مع الآخرين .

الشخصية المضادة للمجتمع Anti-Social .P
تتميز صفات الشخصية المضادة للمجتمع بالفشل في بناء علاقات حميمة مع الآخرين والاندفاعية وراء الغرائز ، مع عدم شعور بالذنب ، وعمل أي شيء دون خوف ضد نفسه والمجتمع ، مع وجود علاقة وثيقة بينه وبين الجريمة ولا يؤثر فيه العقاب بالسجن أو غيره من الأساليب المؤلمة .

الكوكايين Cocaine
هو أحد المخدرات المنشطة ويستخرج من نبات الكوكا وله تأثير نفسي خطير منها عدم الشعور بالراحة والقلق والتهيج ، ويؤدي إلى هلاوس سمعية وبصرية وحسية، وعند الإقلاع عنه يحدث شعور بحشرة تمشي تحت الجلد .
وتنتشر زراعته في دول أمريكا الوسطى والجنوبية .
الكابوس Nightmare
رؤية حلم مفزع أثناء النوم يفيق الفرد بعدها ويدرك ماحدث في المنام وهي ظاهرة طبيعية لا ضرر ولا مضاعفات منها ثم يعاود الفرد النوم مرة أخرى وهي تعبر عن شيء أو رمز بطريقة لا شعورية .

الفزع الليلي Nightterror
يصاب به غالباً الأطفال ، يصرخ الطفل هلعاً ويتشبث بمن حوله ولا يفيق من خوفه ، حتى يزول فزعه فيعاود نومه دون أن يصحو أو يدرك ماحدث له ، واذا تكرر الفزع الليلي فهو دليل على تعاسة الطفل ، ويجب عرضه على اختصاصي نفسي لمعرفة الأسباب .

الأفيون Opioid
الأفيون هو أحد المخدرات وهو المستخلص الطبيعي من شجرة الخشخاش الذي يسمى بالعربية (أبو النوم) وتنتشر زراعة هذا النبات في دول ووسط شرق آسيا ومن خلال تشريط كبسولة زهرة الأفيون يسيل منها سائل أبيض يميل إلى الصفرة ثم يتلون إلى لون أحمر داكن وهو من أخطر المواد المخدرة .

الصرع Epilepsy
اضطراب عصبي وجسمي يصيب صاحبه بالتشنج وفقدان القدرة على الإحساس أو الشعور ، وهو عبارة عن عدة أمراض تشترك كلها في حدوث نوبات يختل فيها نشاط المخ .

الخوف المرضي Phobia
هو عبارة عن اضطراب خوف أو هلع أو قلق من شيء في أصله غير مثير للخوف .

السادية Sadism
عبارة عن انحراف جنسي يتمثل في الحصول على اللذة الجنسية عند إيقاع الألم والقسوة على الطرف الآخر وسميت بهذا الاسم نسبة إلى (دي ساد) نظراً لظهور هذه الرغبة لديه .

الأنا العليا Super-ego
وهو مصطلحات المدرسة التحليلية وأحد تلوثات الشخصية الرتب وازع نفسي لإدراك الحق من الباطل والقدرة على التفرقة بينها ، وتقع الأنا العليا في لغة التحليل النفسي في اللاشعور ، وتحوي أوامر الآباء خلال فترة الطفولة المبكرة إلى حوالي سن الخامسة ، ومن خواص الأنا العليا نقد وتأنيب الإنسان لنفسه ، والشعور بالذنب .

الأنا Ego
وهو الجزء الواقعي والعملي من النفس أو الذات ، وتقع بعضها في الشعور والبعض في اللاشعور ووظيفتها حسب نظرية التحليل النفسي التوفيق بين مبادئ الأنا الأعلى ورغبات الهو.

انطوائي Introversive
شخص انعزالي ، ويميل إلى الأعمال التي لا تتعامل مع الجمهور ولا يحب التجمعات ، ويراقب ذاته دائماً ، وهو شديد الحساسية لأي موقف اجتماعي .

انبساطي Extraversion
وهو عكس الانطوائي وهو شخص مرح يحب الآخرين ويتفاعل معهم ، وهو متفائل بالمستقبل لا يتأثر بالأزمات والمواقف الصعبة ويميل إلى الأعمال التي تتعامل مع الجمهور وقد استخدم (كارل يونج) مصطلح الانبساط والانطواء في تقسيم الشخصية .

إيحاء Impressiveness
هو مدى مايتقبله المرء ويعمل به من أفكار مع الآخرين بعض الناس أكثر إيحاء من غيرهم مثلاً البسطاء أكثر إيحاءً من المتعلمين ، واستخدم هذا المصطلح في التنويم المغناطيسي ، وكذلك في السحر والشعوذة .

استبطاني Introspection
هو منهج سار عليه فلاسفة اليونان ، وهو عبارة عن تأمل ذاتي أي يتحدث الفرد عن نفسه وقد رفضته المدرسة السلوكية وغيرها لأنه ذاتي ولا يصلح لدارسة الأطفال – والمعاقين عقلياً أو سمعياً أو نطقياً .

اتجاه نفسي Attitude
مفهوم يستخلص من مجموعة من آراء وقيم الفرد نحو موضوع ما ويتسم بالثبات النسبي .

الطلاقة Fluency
وهو مختصة بإنتاج الأفكار والعبارات والكلمات مما يشير إلى قدرة عقلية فاعلة ، كما يشير إلى القدرة على سيولة الأفكار وسهولة توليدها .

المرونة Flexibility
وهي قدرة عقلية تعني القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغير المواقف ، وعدم الجمود على المألوف ، وهذا يعني القدرة على تقديم أفكار حول استجابات لا تنتمي لفئة واحد أو مظهر واحد .

الأصالة Geniunity
وهو قدرة عقلية تشير إلى التفكير الأصيل الذي لا يكرر أفكار المحيطين به أو يقلدهم ، بل يأتي بأفكار وحلول غير مألوفة أو متوقعة .

استرخاء Relaxation
حالة جسمية تشير إلى إراحة الجسم والعضلات وغلق العينين والتنفس بعمق وإراحة المخ والعقل من كل التأثيرات المجهدة .

اختبار تفهم الموضوع T.A.T
هذا الاختبار أحد الاختبارات الإسقاطية وهو أداة تعبير غير مباشرة للفرد عن العوامل الدينامية الفعالة المؤثرة في السلوك ويتكون من 31 بطاقة كل بطاقة تحوي مواقف معينة يطلب من المسجلين ذكر قصة حول هذه الصورة الموجودة بالبطاقة ، بعضها خاص بالذكور وبعضها خاص بالأناث وبعضها خاص بالجنسين .

التبول اللاإرادي Enuresis
عبارة عن انسياب أو تدفق أو نزول البول لا إرادياً وقد يحدث خلال النوم أو اليقظة ، ويحدث غالباً كمظهر لمشكلة نفسية لدى الأطفال .

ب

بارا سيكولوجي BaraPsychology
ماوراء علم النفس ، ويهتم بالإدراكات خارج الحواس مثل توارد الخواطر وظواهر أخرى تعتبر خارج قدرة الإنسان العادي وقد اهتم (يونج) بصفة خاصة بظاهرة معرفة أشياء خارج إدراك الحواس .

بصيرة أو استبصار Inisght
إدراك كلي أو جزئي من مريض لموقف من المواقف أو اضطراب نفسي أو عضوي أو عصبي .

بريل – طريقة بريل Braille
اكتشفه بريل وهو أسلوب للكتابة البارزة يناسب المعوقين بصريا وسمي باسمه .

بلادة الحس Bradyesthesia
سمة شخصية يتصف صاحبها بأنه متبلد المشاعر لا يتأثر بالنقد ولا بالهجوم عليه يفعل مايراه مناسب له ولا يبالي بآراء ومشاعر من حوله .

بُهت Astonishment
حالة انفعالية شديدة وهي أقوى من الدهشة وهو ظهور شيء فجأة غير متوقع ولا يرد على الذهن قبل ذلك .

بندورا Bandora
عالم نفس اهتم بالتعلم الاجتماعي ولذا يعتبر رائد نظرية التعلم الاجتماعي أو التعلم عن طريق الملاحظة أو المحاكاة أو التعلم عن طريق النموذج .

بافلوف Pavlov
أستاذ علم وظائف الأعضاء وحاز على جائزة نوبل للعلوم بسبب اكتشافه -كما يزعم الغرب- نظرية ا لتعلم الشرطي والتي من خلالها يتم التعلم بالاشتراط الاقتراني أو التعلم بالثواب والعقاب .
ت

توهم المرض Delirium morbid Pathological
حالة مرضية تتميز بشعور غير واقعي وبالتفصيل عن ظواهر وإحساسات جسمية غير طبيعية وتؤدي إلى انشغال أو اعتقاد المريض مع الخوف بإصابته بمرض خطير وقد يكون توهم المرض ظاهرة أولية أو عرضا ً من أعراض اضطراب نفس كتصدع أو تباطؤ الشخصية (الاكتئاب) .

تقدير الذات Self Esteem
تعبير يشير إلى تقويم الفرد لذاته ، ودرجة ثقته بقدرته وتميزه ونجاحه وقيمته لدى نفسه والآخرين ، ويعكس اتجاها ً نحو الذات ، إما أن يكون إيجابياً (تقبل الذات) أو سلبياً (عدم تقبل الذات) .

تسريع أكاديمي Academic Acceleration
التسريع الأكاديمي هو السماح للطالب الموهوب والمتفوق بالتقدم عبر درجات السلم التعليمي بسرعة تتناسب مع قدراته ، وذلك بتمكينه من إتمام المناهج الدراسية المقررة في حدة أقصر أو عمر أصغر من المعتاد .

تفكير متشعب Divergent Thinking
هو نوع من التفكير الذي يقوم به الفرد عندما يتعامل مع مشكلات أو أسئلة لها أكثر من حل صحيح ، ويتميز التفكير المتشعب بأنه متحرر ومنفتح ، غايته التوصل إلى أكبر عدد من الأفكار أو الارتباطات والحلول وهو من سمات الأشخاص المبدعين .

تفكير متقارب Convergent Thinking
هو نوع من التفكير الذي يقوم به الفرد عندما يتعامل مع مشكلات أو أسئلة لها حل واحد صحيح ، حيث يحاول الفرد الربط بين المعلومات أو الحقائق بطريقة تمكنه من التوصل إلى الحل الصحيح ، وتعد الرياضيات من أرحب المجالات لاستخدام التفكير التقاربي ومن أنواعه الاستنباط والاستقراء .

تكفير إبداعي Creative Thinking
نوع من التفكير الذي يهدف إلى اكتشاف علاقات جديدة أو طرائق غير مألوفة لحل مشكلة قائمة .

تداعي الأفكار Free Association
ويسمى أحياناً بالتداعي الحر ، حيث يستلقي المريض على أريكة مريحة ويجلس المعالج خلف رأسه ، ويطلب منه أن يترك أفكاره تنساب انسياباً حراً طليقاً دون توصية أو رقابة ، فيصف كل مايمر أو كل مايهبط على خاطره مهما كان غريباً أو شاذاً أو سخيفاً .

تعلم Learning
هو تغير شبه دائم في السلوك نتيجة الخبرة والتدريب .

تعلم بالملاحظة Observational Learning
نوع من التعلم يسمى التعلم بالتقليد أو المحاكاة أو النموذج وتحدث عنه (ألبرت باندورا) بأن هناك نوع من التعلم لا يتم إلا عن طريق الملاحظة وكلي عن طريق الممارسة ، مثل تعلم : السباحة وقيادة السيارة .. إلخ .

ج

جنس بديل (ج.ب) Transexualism
نوع من الاضطراب النفسي وخلاصته وهو التحول النفسي للجنس الآخر وهو استرجال النساء أو تخنث الرجال .

جهاز كشف الكذب Lie Detector
جهاز عبارة عن مقياس لدرجه سريان الكهرباء ، جلفانوميتر .
وهو أحد الأجهزة القائمة على قياس الانفعال المتمثل بإفراز الجلد للعرق غير المنظور والذي يتحسسه الجهاز حيث يقيس درجه توصيل الجلد للكهرباء المنبعثه من الجلد المعرق .
حيث الشعور بدرجة الخوف أو القلق أو الكذب لمن يشك في كذبهم ليعرف اذا كانوا يكذبون أم لا ، ويمكن للشخص أن يخدع الجهاز ولذلك لا يؤخذ به في المحاكم كدليل ضد المتهم .

جنسية مثلية Homosexuxlity
وهو انحراف جنسي يشير إلى ميل إنسان إلى ممارسة الجنس بصفة دائمة مع نفس نوعه الجنسي دون النوع الآخر وتوجد الجنسية المثلية في الرجال بما يسمى اللواط وتوجد في النساء بما يسمى بالسحاق .

جنون العظمة Paranoid Psychoses
حالة اضطراب ذهني ويعرف (بالبارانويا) وهي تعني معاناة المريض من الهذاء والذي يدور حول العظمة والزعامة كأن يتصور المريض نفسه ملك أو يتصور أنه عبقري أو مرسل من الله والناس تحقد عليه ويرى الآخرين أعداء تريد التخلص منه نظراً لقوته أو ذكاءه أو منصبه أو مكانته المادية أو الروحية .

ح

حفظ
عمل من أعمال الذاكرة بين التسجيل والاسترجاع أو الاستعداء

حسبة الكلام Alogia
وهو مرض يصيب الجهاز العصبي لدى الفرد ويجعله غير قادر على الكلام رغم أنه كان يتحدث قبل ذلك بسهولة .

حاجات Needs
هي حوافز داخلية المصدر تدفع الفرد نحو انتقاء الكائن الحي لشيء ما قد يكون داخلي مثل الجوع – العطش وقد يكون خارجي مثل : النجاح – التفوق – المال .

حافز Drive
هو نوع من أنواع الحاجات الداخلية مثل الجوع والعطش والجنس والنوم والأمومة .

حيل دفاعية Defens Mechanism
تسمى ميكانزمات الدفاع وهي حيل لا شعورية يستخدمها الفرد للدفاع عن نفسه لتخليص نفسه من موقف غير مرغوب منها : أحلام اليقظة ، الإسقاط ، النكوص ، التبرير ، الإنكار ، الإعلاء ، الإزاحة وهي من اصطلاحات المدرسة السلوكية .

خ
خرافة Myth
اعتقاد خاطئ غير معقول في أحداث أو مواقف أو سلوكيات مثل التشاؤم من رقم 13 أو من شهر صفر … إلخ .
خيال Visualization
عبارة عن قدرة نفسية شعورية على تصور حدثاً أو أحداثاً غير واقعية يراها المتخيل في مخيلته (مرآة عقله) ، ويتضمن الخيال صوراً ومظاهر شتى ومن أمثلتها أحلام اليقظة .

خلط الذاكرة Confabulation
وهي حالة نفسية يسرد فيها المريض أحداثاً مختلفة لم تحدث ليملأ بها ثغرات في ذاكرته الوهمية ، ويكون سرده غير متسلسل وغير متتابع لسامعيه ، وتوجد هذه الظاهرة في حالات المرض النفسي العضوي كحالات التسمم الكحولي وبسبب نقص فيتامين ب .

دور Role
أحد مصطلحات علم النفس الاجتماعي وهو وظيفة يقوم بها كل عضو داخل جماعة فالأسرة مثلاً جماعة تتكون من أب وأم وأولاد كل منهه له دوره ووظيفته التي يجب أن يقوم بها، وكل واحد منهم له مجموعة من الأدوار في حياته فالإنسان يمكن أن يكون : أب وزوج ومدرس وصديق في آن واحد .

دارون Daron
باحث فكر التطور وقاعدة (البقاء للأقوى) ويرى الإنسان أصله قرد ثم تطور حتى وصل إلى ماهو عليه الآن .

دينامي Dynamic
مصطلح نفسي أو حركي مشير إلى كونه متغير حركي أو مؤثر في وظيفة العضو وذو قوة فعالة .

ديناميات السلوك Dynamics behaviour
وتشير إلى جملة من حركات السلوك سواء شعورية أو لا شعورية .

ديناميات الذات dynamisms
آليات ذاتية تدفع الفرد ليتوافق مع البيئة المحيطة .

دافع فسيولوجي Physiological motive
وهو دافع عضوي يدفع الكائن الحي للقيام بنشاط لاشباع حاجة أو تحقيق هدف متعلق بالدوافع الفسيولوجية : الجوع والعطش والجنس والأمومة .

ديناميات الجماعة Group dynamics
هي أحد فروع علم النفس الاجتماعي ، وموضوعها الرئيسي هو الدراسة العلمية للجماعات الصغيرة ، من حيث تكوينها ، ونموها ، ونشاطها ، انتاجها ، وأدائها لوظائفها المختلفة ، بهدف التوصل إلى القوانين العلمية المنظمة لهذه الجوانب ، مايرتبط بها من جوانب أخرى .

ر

رجفة جنسية Climax ororganism
وهي حالة فسيولوجية تشير إلى ذروة الشهوة الجنسية هي رجفة نفسجسمية تحدث في نهاية مرحلة المضاجعة الجنسية وتتميز بقمة الاحساس بلذة مع تقلصات عامة في عضلات الجسم يعقبه قذف للمني في الرجل ورجفة فقط في المرأة ثم استرخاء .

رفض الذات
عدم رضا الفرد عن ذاته وعن الصفات الجسمية والنفسية والسلوكية الخاصة بالفرد وكثيراً مايشعر بها المغترب عن نفسه أو من يصاب بالاكتئاب .

ش
شعورة بوفرة الصحة Euphoria
هي حالة وجدانية شعورية مؤقتة لا تتفق وواقع الحال بالنسبة إلى اضطراب معين وهي عبارة عن سرور مزور وهي حالة نشوة مؤقتة وغير فعلية .

ص
صراع Conflict
نوع من تصادم بين ميول أو دوافع ، لا تتفق غالباً ولا يمكن التوفيق أو التصالح بينها في أغلب الأحيان، وقد يكون الصراع شعوريا ً أو لا شعورياً ، ويؤدي إلى حالة قلق والاضطراب .

ط
طب نفسي Psychiatry
وهو أحد فروع الطب ، وليس كما يظن البعض فرعاً من فروع علم النفس ، ويهتم بدراسة وتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية ، وكذلك طرق الوقاية منها .

ع

عادة سرية Autosexuality
وهو انحراف جنسي يشير إلى إشباع رغبة جنسية سراً بتنبيه الأعضاء الجنسية ذاتياً حيث تنتهي برجفة في المرأة وقذف في الرجل ، ويصاحبها خيال جنسي ممتع .

عكسية Over-reaction
وتسمى أحياناً بالتكوين الضدي ، وهي حالة نفسية يلجأ إليها المرء لكبت الدوافع الغير مرغوب فيها ، والتي لا يرضى عنها المجتمع ، والإتيان أو الجهر بعكسها بصورة مبالغ فيها .

غ
غريزة Tnstinct
نوع من السلوك تثيره ، وتتحكم فيه منبهات ودوافع لا شعورية لا علاقة لها بالخبرات المكتسبة ، وقد يولد الفرد مزوداً بها مثل غريزة الرضاعة .

قناع Mask
وهو أسلوب نفسي يلجأ إليه ميل افرد لإظهار المحاسن لديه وهو مصطلح مأخوذ من القناع الذي كان يلبسه الممثلون في المسرح الإغريقي ، ويقصد به الواجهة التي يواجه بها المرء مجتمعه حتى لا يراه الغير على حقيقته فقد لا يحوز على اعجابهم أو احترامهم أو يستغلوا فيه نقطة ضعف يرونها فيه بدون قناع .

قلق Anxiety
وهو اضطراب نفسي يشير إلى شعور عام بالخشية أو أن هناك مصيبة وشيكة الوقوع أو تهديداً غير معلوم المصدر ، مع شعور بالتوتر والشدة وخوف لا مسوغ له من الناحية الموضوعية وغالباً مايتعلق هذا الخوف من المستقبل والمجهول .

ك

كبت Repression
وهو أحد مصطلحات المدرسة التحليلية وهو عملية توافقية ، تهدف إلى دفع الفكرة أو الدافع غير المرغوب فيها إلى اللاشعور وقد يكون الكبت عامل إعاقة للسلوك .

ن

نرجسية Narcissism
وهو اضطراب نفسي يتمثل في حب الذات ، وهو مصطلح مأخوذ من أسطورة (نرسيس) شخصية أسطورية الذي وقع في هوى صورته منعكسة على صفحة ماء والنرجسي شخص لا يحب الآخرين بل يصب اهتمامه كاملاً حول ذاته وخاصة صفاته الجسمية .

هـ

هذاءات أو ضلالات Delusions
وهي عبارة عن اعتقادات راسخة لا تتغير ولا تخضع لمنطق أو تتفق ومجتمع وتعليم ثقافة المريض وتتكون الهذاءات بتفكير ووجدان المريض فتكون حزينة مع الاكتئاب وتكون مزهوة متضخمة عند حالة الانشراح ومنها هذاءات العظمة والاضطهاد والشك والغيرة .

اضطراب الكرب ما بعد الصدمة النفسية

اضطراب الكرب التالي للصدمة[1] أو اضطراب ما بعد الصدمة يسمى أحيانا اضطراب الكرب التالي للرضح (يرمز له اختصاراً PTSD من Posttraumatic stress disorder) هو نوع من أنواع المرض النفسي حسب النظام العالمي للتصنيف الطبي للأمراض والمشاكل المتعلقة بها.[2] يسبق اضطراب ما بعد الصدمة استنادا إلى تعريف الاضطراب، حادثا واحدا أو عدة حوادث كارثية أو تهديدات استثنائية. ليس من الضروري أن يكون التهديد هذا موجها إلى الشخص ذاته، بل يمكن أن يكون موجها إلى أشخاص آخرين (مثلا إذا كان الشخص شاهدا لحادث خطير أو عمل من أعمال العنف). تظهر الأعراض النفسية والجسدية لاضطراب ما بعد الصدمة عادة في غضون نصف عام بعد الحدث الصادم. يؤدي الحادث الصادم إلى اهتزاز فهم الشخص لذاته والعالم من حوله وإلى تشكل أحاسيس العجز لديه.
من المرادفات الأخرى لاضطرابات ما بعد الصدمة: أمراض ما بعد الصدمة، متلازمات ما بعد الصدمة، الاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة، المتلازمات النفسية القاعدية لما بعد الصدمة.

🔘الأسباب

وفقا للتعريف الذي صاغته رابطة الجمعيات العلمية الطبية الاختصاصية في ألمانيا[3] التي وضعت أيضا التعليمات الخاصة لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة، فإن:

«اضطراب ما بعد الصدمة، هو رد فعل لاحق محتمل من معايشة حدث مؤلم أو أكثر من قبيل معايشة العنف الجسدي والجنسي، أيضاً في الطفولة التحرش الجنسي، الاغتصاب، الهجوم العنفي على الشخص ذاته، الاختطاف، أن يؤخذ المرء كرهينة، الهجمة الإرهابية، الحرب، الأسر، الاعتقال السياسي، التعذيب، الاحتجاز في معسكرات الاعتقال، الكوارث المُتسبَبة من قبل الإنسان أو الطبيعة، الحوادث (اليومية)، عند تشخيص مرضا مستعصيا، على ذات المرء، أو على أشخاص آخرون»
صيغ هذا التعريف بشكل مشترك من قبل عدد من الجمعيات والروابط الألمانية.[4] لم تدرج جميع الأسباب المحتملة لاضطرابات ما بعد الصدمة في ظل هذهِ الصياغة كما جرت المحاولة في أن تكون واضحة بشكل كاف بحيث أن لا يعتبر كل طارئ محتمل كمُسبِب لها. ولذلك أستبعد من هذا التعريف الإجهادات التي لا تقع في نطاق الأحداث الاستثنائية أو الكارثية، كمسائل الانفصال أو الطلاق أو وفاة أحد الأقارب (الهجر) الأعراض النفسية الناجمة عن مثل هذه الأحداث غير الكارثية لا تصنف على كونها كاضطرابات ما بعد الصدمة، ولكن كاضطراب في التكيُف.[5]

من الأشكال الشديدة بشكل خاص لاضطرابات ما بعد الصدمة ما يسمى بمتلازمة الناجين من معسكرات اعتقال المحرقة النازية، كما تلك المعروفة خاصة في المنطقة المتحدثة بالإنجليزية بمتلازمة ما بعد فيتنام Post Vietnam Syndrome PVS. كان هناك حديث عن “مرض القذيفة” bomb-shell disease خلال الحرب العالمية الأولى، وفي ألمانيا كان يسمى المرضى باضطراب ما بعد الصدمة آنذاك “بمرتجفي الحرب”، بينما خلال الحرب العالمية الثانية كان هناك حديث عن “سعادة القنبلة”. فيما يشكل اضطراب ما بعد الصدمة حاليا مشكلة طبية خاصة عند الجنود الأمريكيين والألمان وجنود العديد من البلدان الأخرى، العائدين لبلدانهم من مهماتهم القتالية في العراق وأفغانستان.

لا ينشأ اضطراب ما بعد الصدمة بسبب عدم الاستقرار النفسي، ولا هو تعبير عن مرض نفسي – إذ إن الأشخاص الأصحاء نفسيا يمكن أن تنشأ لديهم اضطرابات ما بعد الصدمة.[6] ومع ذلك، هناك بعض عوامل الخطر عند بعض الأشخاص ترجح احتمال تولد اضطرابات ما بعد الصدمة لديهم.

إن اضطرابات ما بعد الصدمة هي محاولة الكائن الحي للبقاء على قيد الحياة رغم حالة الصدمة إذ ظهر التهديد على الحياة. وبالتالي، فهي ليست تعبير عن الفشل (أو الخلل)، ولكن تشكل استجابة صحية ورد فعل مناسب إزاء الحدث.

أظهر علماء الأعصاب في جامعة أوتريخت الهولندية أن المصابين باضطراب ما بعد الصدمة لديهم استجابة ضعيفة بشكل غير اعتيادي للآلام النفسية.

يشير المصطلح الشائع “رد فعل ما بعد الصدمة” إلى هذا الفرق أيضا. إذ هنالك فرق واضح بين ما يسمى رد فعل التوتر الحاد على الحدث، الذي يمكن أن يحدث في فترة وجيزة ويهدف إلى ضمان البقاء على قيد الحياة، واضطرابات ما بعد الصدمة التي تؤدي إلى ضرر مستدام لدى المصابين.

🔘المخاطر والعوامل الوقائية

تشمل عوامل الخطر، أحداث حياتية وظروفا معيشية مجهدة، تساهم كل بانفراد أو نتيجة تظافرها في تَشَكُل اضطراب ما بعد الصدمة. يمكن لعوامل الخطر ان تكون متواجدة قبل حدوث الصدمة (عوامل الخطر السابقة للصدمة)، أو أن تتشكل خلال الصدمة أو بعدها (عوامل الخطر اللاحقة للصدمة). من بين جملة عوامل الخطر لتشكل اضطرابات ما بعد الصدمة، يمكن أن نورد هنا طول مدة حدث الصدمة وشدة قوتها.

مقارنة بالكوارث الطبيعية، فإن العنف المُتَسَبَب عن الإنسان (على سبيل المثال، والاغتصاب، والحرب، والاضطهاد السياسي أو التعذيب) لها عواقب نفسية وخيمة أكثر وطأة على الضحية. الفظائع التي شهدها أناس أثناء الحرب أو في السجون، سواء كضحايا أو كشهود، لا تتوافق مع نظرتهم المسبقة للعالم. ليبقى “رعب مجهول يتعارض مع الاعتقاد الأصلي في افتراض وجود الروح الإنسانية”. الأفراد اللذين تعوزهم شبكة علاقات اجتماعية متينة، أوالأشخاص اللذين عانوا من مشاكل نفسية مسبقة، يكونون عادة أكثر عرضة للإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة في حالة تعرضهم لصدمة نفسية.

ويرتبط مع زيادة احتمال تشكيل أعراض ما بعد الصدمة: تجربة يترافق فيها معايشة “هزيمة نفسية”[7] باحتمال غالب مع تَشَكُل أعراض ما بعد الصدمة. أفراد فرق المساعدة المؤهلون (مثل رجال الإطفاء أوالشرطة) نادرا ما تتشكل لديهم اضطرابات ما بعد الصدمة قياسا بأشخاص غير مؤهلين.

حددت السيدة ايگله وآخرون سلسلة من عوامل الخطر المسبقة للصدمة. ويشمل ذلك جملة أمور منها، الافتقار إلى الدعم العاطفي للوالدين أو الأقارب، النشأة في العوز والفقر، انخفاض المستوى التعليمي للوالدين، النشأة في عوائل كثيرة الأعضاء مع ضيق المساحة السكنية، الجريمة وانتحار أحد الوالدين أو كليهما، انخفاض التناغم العائلي، اضطراب نفسي لدى أحد أو كلا الوالدين، السلوك الاستبدادي لأولياء الأمور، الأطفال غير الشرعيين، التنشئة في ظل أحد الوالدين فقط، قصر المسافة العمرية لولادة الأطفال، وافتقار الأطفال إلى العلاقة والتواصل مع أقرانهم.[8]

قدمت دراسة إعادة تأهيل قدامى الحرب الفيتنامية[9] في 1983 معلومات مهمة حول المخاطر والعوامل الوقائية لاضطراب ما بعد الصدمة. 30، 9% من قدامى المحاربين و26، 9% من المحاربات قد عانوا خلال مسيڕة حياتهم من اضطراب ما بعد الصدمة. فيما كان 15، 2% من الذكور و8، 5% من إناث قدامى المحاربين يعانون إذبان اجراء الدراسة من اضطراب ما بعد الصدمة. كعوامل خطر حُدِدَت:

عوامل الخطر قبل العمليات القتالية:
الإصابة بالاكتئاب قبل المهمة القتالية
نمط عقابي لتربية الأطفال من قبل الوالدين
الانحدار من عائلة غير مستقرة
الانحدار من الأصول الإسبانية الأمريكا لاتينية
عوامل الخطر خلال العمليات القتالية:
تفكك قريب من الصدمة[10] (التفكك[11] مباشرة بعد الصدمة)
عوامل الخطر بعد العمليات القتالية:
الأحداث الحياتية المجهدة (مثل الطلاق، وفقدان أحد أفراد الأسرة، والمرض)
التعرض لمزيد من الصدمات
على طرف نقيض من عوامل الخطر فإن العوامل والظروف الوقائية تحمي ضد الصابة بالصدمات النفسية على الرغم من حجم ونوعية الأحداث، وعلى الرغم من العوامل الظرفية للحادث التي قد ترجح وقوع صدمة نفسية. لقد تم تحديد عوامل وقائية منها:

عوامل وقائية قبل العمليات القتالية
العلاقة الوثيقة مع أولياء الأمور
المستوى التعليمي العالي
الوضع الاجتماعي والاقتصادي الجيد
الانحدار من أصول يابانية أمريكية
عوامل وقائية أثناء العمليات القتالية
لاتوجد
عوامل وقائية بعد العمليات القتالية
الإسناد الاجتماعي
اضطراب ما بعد الصدمة والجينات

ليست الصدمة النفسية فقط بل يبدوا أن الجينات الوراثية تلعب أيضا دورا في تشكل إعراض غير مقبولة اجتماعيا بعد حادث الاعتداء. يبدوا أن الاطفال ذوي الكرموزومات X ذات النشاط الأوكسيديزي أحادي الأمين المنخفض تتشكل لديهم احتمال الإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة بنسبة الضعف مقارنة بسواهم من الأطفال (في حال حصول الصدمة). ويتزايد احتمال مشاركتهم كمرتكبي جرائم، لحد عشرة أضعاف في سنوات عمرهم دون 26 سنة قياسا بمصدومين آخرين بدون هذه الخلفية الجينية.[12][13][14][15]

🔘أرقام وإحصائيات

إن 50% إلى 90% من الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة قد عايشوا حادث صدمة. ولكن ليس بالضرورة ان تتسبب تلك المعايشة في تشكل اضطراب ما بعد الصدمة.[16][17] معدلات انتشار اضطراب ما بعد الصدمة هو حوالي 8% في المئة وقد يرتفع إلى 50% عند اللذين تعرضوا لحادث صدمة عند الفئات المؤهلة مثل العاملين في مجالات الإنقاذ والأطباء ورجال الشرطة أو الجنود. إن 30% من العينات الألمانية المتخذة في حالة لتحرش الجنسي، وكل ثاني حالة اغتصاب، تسبب في تشكل اضطراب ما بعد الصدمة. وفقا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في 2011م، تصاب النساء اللواتي يعانين من اضطرابات ما بعد الصدمة بنسبة أكبر، بالتهابات مزمنة، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة التي تقصر العمر.

استنادا إلى كتاب لگيدو فلاتن وآرني هوفمان سنة 2001م، فإن احتمال بروز اضطراب ما بعد الصدمة هو بعد الملاحقة والسجن السياسي أعلى بكثير مما هو مفترض، ليصل إلى حوالي 50 إلى 70 في المئة.[18] إلا ان هذين المؤلفين وضعا معايير مختلفة للتشخيص، مما هو معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية. وفقا لدراسة أجريت عام 2004م من حالات الصدمة أثناء مهمة قتالية يؤدي بالجنود المصابون في 38، 8% من الحالات لتشكل اضطرابات ما بعد الصدمة.[19] بعد تجربة الحرب الفيتنامية كانت المعدلات في حدود لا يستهان بها (أكثر من 30% من المقاتلين). يعاني بشكل غير متوقع بعد عشر سنوات من بداية الحرب في أفغانستان والعراق نسب أقل من الجنود الأمريكيين من النسب المنتظرة من اضطرابات ما بعد الصدمة. ذكرعالم النفس ريتشارد ماكنالي من كلية الطب بجامعة هارفارد في مقالة نظرة عامة نشرت في 2012م استنادا على دراسات متعددة قد أجريت، إن نسبة تتراوح بين 2، 1% إلى 13، 8% من المشاركين في حرب العراق وأفغانستان مرضى. حسب أكثر الدراسات موثوقية ومنهجية فإن 7، 6% من الذين شاركوا في مناوشات من الجنود لديهم أعراض نموذجية من اضطرابات ما بعد الصدمة.[20][21]

🔘أشكال التشخيص

إن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة قديمة ربما قدم وجود الإنسان. حيث تذكر مرارا في الروايات التأريخية. على سبيل المثال من قبل صموئيل بيبس الذي شهد حريق لندن الكبير في 1666م.[22] إذ يكتب بعد مدة نصف سنة من الكارثة في مذكراته: “كم هو عجيب أني لا أستطيع الآن النوم ليلا، دون أن ينتابني خوف كبير من النار؛ في هذه الليلة بقيت مستيقظا حتى ما يقرب من الساعة الثانية صباحا، لأنني لم أستطع التخلي عن التفكير بالنار.” لم يلاقي اضطراب ما بعد الصدمة في الطب الاهتمام الكافي إلا في الآونة الأخيرة فقط. صاغ العالم النفساني الألماني إميل كريبلن في نهاية القرن 19 مصطلح “عصاب الخوف” لوصف الأعراض التي ظهرت عند ضحايا الحوادث والإصابات الخطيرة خاصة ضحايا الحرائق، أو الخروج عن قضبان السكك الحديدية والاصطدام بالقطارات. ولقد وصفت أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في وقت مبكر من قبل أحد تلامذة سيغموند فرويد إلا وهو أبرام كاردينر. ولم يجد الاضطراب مدخلا إلى التشخيص إلا في عام 1980م في الدليل الأمريكي المعتبر دوليا “دليل التشخيص DSM III” المنشور من قبل الرابطة الأمريكية للطب النفسي APA، والذي توجد نسخة منقحة منهُ الآن “دليل التشخيص[23] DSM IV “. حيث تم سرد المتلازمة كشكل من أشكال اضطرابات الخوف تحت الفقرة 309.81. كما تم ايراد اضطراب ما بعد الصدمة وفقا لـ[24] ICD-10 (التصنيف الدولي للأمراض) لمنظمة الصحة العالمية تحت الشفرة F43.1.[25]

🔘معايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا للتصنيف الدولي للأمراض
من اجل التشخيص وفقا لمعايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا للتصنيف الدولي للأمراض ICD-10، يجب أن تتواجد لدى المريض المعايير التالية:

إن الشخص المعني قد تعرض لحادث ذو بعد تهديد استثنائي أو كارثي على مدى مدة قصيرة أو طويلة. هذا الحادث كان من شأنه ان يتتسبب عند أي شخص آخر تقريبا حالة من اليأس العميق.
عند توفر واحدة من الحالات التالية: كون المصدوم يتذكر الحدث الصادم باستمرار، أو تتولد لديه مرارا حالة صدمة بسبب الافكر الاقتحامية المتمثلة بتذكر حادث الصدمة الإولى (صدى الذكريات واجترار الذكريات، والأحلام أو الكوابيس)، أو الإحساس بالمحنة عند الولوج في الحالات التي تتصل أو التي تشبه ظروف الصدمة.
الشخص يتجنب الظروف (القائمة فعليا أو المحتملة) التي تشبه ظروف الصدمة.
مع توفر واحدة على الأقل من المعايير التالية:
عجز جزئي أو كامل في تذكر بعض الجوانب الهامة من تجربة الصدمة المرهقة؛ أو
وجود الأعراض المستمرة للإثارة ولزيادة الحساسية النفسية، حيث يجب فيها أن تتحقق اثنين على الاقل من الميزات التالية:
صعوبة الدخول في النوم، أو الأرق
زيادة الإحساس بالمباغتة
التحفز واليقظة المفرطة
مصاعب التركيز
الهيجان ونوبات الغضب
يجب أن تظهرأعراض اضطراب ما بعد الصدمة في غضون ستة أشهر بعد وقوع الحدث المجهد (أو بعد فترة الإجهاد، مثلا بعد مدة من السجن).
يرافق ذلك في كثير من الأحيان الانسحاب والانعزال الاجتماعي، وتواجد شعور من الخدر والبلادة العاطفية، واللامبالاة ازاء الأشخاص الآخرين فضلا عن تعكر المزاج.
إذا استمرت الاعراض المزمنة لاضطراب ما بعد الصدمة لسنوات عديدة، يمكن تشخيص تغييردائم في الشخصية بعد اجهادات استثنائية F62.0[26]

🔘معايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا لدليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات النفسية
معايير التشخيص لاضطراب ما بعد الصدمة وفقا لدليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات النفسية DSM IV 1996م

A- تم مواجهة حادث صدمة نفسية، وهي:

المواجهة الأولى في ان يكون الشخص نفسه أو أشخاص آخرون مقربون منه على وشك الموت أو تحت التهديد بالسلامة الجسدية (موضوعية)و
ردالفعل: الخوف الشديد، والعجز أو الرعب (ذاتي)
B- عودة معايشة الحدث المستمرة على شكل

معاودة الذكريات المؤرّقة والمزعجة (الصور، والأفكار والتصورات) و/ أو
معاودة الأحلام المجهدة و/ أو
التعامل أو الشعور كإن الحدث يتكرر
C- التهرب الدائم من المحفزات المرتبطة بالصدمة أو تسطيح الاستجابة العامة لها. وذلك عند استيفاء ثلاثة من المعايير سبعة التالية:

التجنب المقصود للأفكار والمشاعر أو المحادثات المتعلقة بالصدمة
التجنب المقصود للأنشطة والأماكن أو الأشخاص اللذين يثيرون الذكريات
عدم المقدرة على تذكر جزء هام من الصدمة
تضاءل ملحوظ للاهتمام أو المشاركة في الأنشطة الهامة
الإحساس بعدم الارتباط والقطيعة عن الآخرين
محدودية التأثر العاطفي
الإحساس بمحدودية المنظور
D- الأعراض المستمرة لزيادة الإثارة. عند توفر اثنين من المعايير الخمسة التالية:

مصاعب في الاستسلام للنوم أو الأرق
الهيجان أو نوبات الغضب
مصاعب التركيز
التحفز (اليقظة الشديدة)
الجفل (من يجفل) المبالغ
E- اضطراب يستمر لفترة أطول من شهر واحد

F- اضطراب بسبب آلام مرضية سريرية كبيرة أو اختلال في المركز الاجتماعي أو المهني وما شابه

🔘تشخيص المضاعفات

إن اضطراب ما بعد الصدمة هي واحدة فقط من عدة اضطرابات ممكنة لما بعد الصدمة. الاضطرابات المرتبطة به هي:

اضطراب التوتر الحاد.[27]
اضطراب التكيُف.[28]
تغير في شخصيته دائم بعد تجربة كارثية.[29]
مزيد من اضطرابات الصدمة هي:

اضطرابات فصامية.[30]
اضطرابات الألم الجسدية المجهولة.[31]
اضطرابات الشخصية الحدية.[32]
الاضطرابات المرتبطة الأخرى التي قد تظهر بشكل كبير بعد الصدمة:

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.[33]
اضطرابات الأكل.[34]
أضطراب العاطفة (الكآبة).[35]
الإدمان على المخدرات.[36]
الهجاس أو توهم العيا.[37]

🔘حظوظ التشافي من اضطراب ما بعد الصدمة

درس كلارك وهانسي[39] حياة الأطفال الذين تم تبنيهم من البلدان النامية الذين عانوا من سوء التغذية وكان لهم تجارب طفولة مؤلمة. تم تبني الأطفال من قبل أسر الأمريكية من الطبقات المتوسطة والعليا. خلافا للاعتقاد المسبق بأن هؤلاء الأطفال يعانون من عاهات، تبين ان لهم معدلات فوق المتوسطة من الذكاء والقدرات اجتماعية. في اختبار اختيار الصورة المطابقة للمفردة[40] كان معدل ذكائهم 120 درجة، وبمقياس فينلاند للنضج الاجتماعي[41] حصلوا في المتوسط على 137 درجة. المتوسط هو100 درجة، تعتبر137 درجة جيدة للغاية. توصل كلارك وهانسي إلى استنتاج مفاده أن الأطفال اللذين يعانون من سوء التغذية ومن الصدمة يظهرون مرونة مدهشة إذا تم تبنيهم في علاقات أسرية مستقرة.

المقصود بالمرونة هي القدرة على التعامل مع مواقف الحياة الصعبة بنجاح. الأشخاص المرونون لديهم عادة عدد من الخصائص:

يطاوعون الإجهاد بشكل فاعل.
لديهم مهارات جيدة لحل المشاكل.
عند المشاكل (العويصة) يطلبون المساعدة.
أنهم يعتقدون أن هناك امكانات للتعامل مع مشاكل الحياة.
علاقاتهم مع الأصدقاء وأفراد الأسرة وثيقة.
يخبرون الأشخاص الموثوقين بانهم عانوا من الصدمة النفسية.
لديهم اهتمامات روحية أو دينية.
بدلا من دور „الضحية“ أنهم يعتبرون أنفسهم „ناجين“ – المقصود بهذا التمييز في اللغة الإنجليزية هل كان الشخص إذبان الصدمة عاجزا وسلبيا („الضحية“) أم كان قويا ومتماسكا، عادة بالتزامن مع نهج واعي في التعامل مع الصدمة („الناجي“).
أنهم يساعدون الآخرين.
يحاولون انتزاع شيء إيجابي من الصدمة.
توصل آرون انتونوفسكي [الإنجليزية] إلى نتيجة مماثلة عند دراسة مجموعة من النساء اللواتي كن في معسكرات الاعتقال النازية. تمت مقارنة الحالة العاطفية لعينة منهم. كانت نسبة النساء اللواتي لم تتضررن صحيا 51% في حين هي في الحقيقة 29% من الناجيات من معسكرات الاعتقال. النتيجة الغير متوقعة بالنسبة لآرون انتونوفسكي كان التوصل إلى الحقيقة ان 29% من العينة على الرغم من محنة حياة معسكرات الاعتقال تم تقييمهن كسالمات بدنيا ونفسيا.

هذه الملاحظة قادته إلى التساؤل عن الخصائص والإمكانات التي ساعدت هؤلاء الناس، على الحفاظ على الصحة البدنية والنفسية في ظل ظروف المعتقل، وفي السنوات اللاحقة لها. فصاغ انتونوفسكي مفهوم آلية نشؤ الصحة Salutogenesis [الإنجليزية] (مقابل الإِمْرَاض آلية نشوء المرض إمراض)

اضطراب ما بعد الصدمة يتطور غالبا ليكون مزمنا، ولكن يمكن ان تتحسن بواسطة العلاجات أو حتى تلقائيا. تثبت الدراسات مرارا وتكرارا، على أهمية الإسناد لاجتماعي للتغلب على التجارب الصادمة.

🔘العلاج

الشرط الأساسي لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة هو ان تكون الصدمة قد حدثت في الماضي. ليس من الممكن إجراء العلاج من اضطرابات الصدمة، في حين أن الشخص لا يزال في حالة صدمة. ينصح غالبا اجراء العلاج النفسي للمصابين بالصدمات النفسية. بدئا، ينبغي نصح المريض وكجزء من التثقيف النفسي عن مصاعبه، لتتيح له فرصة فهم الأعراض والأسباب. يوصى عادة في البداية بالعلاج الشبه السريري إذا أثر الاضطراب على القيام بالوظائف اليومية الهامة، مثل عدم استطاعة المصاب الذهاب إلى العمل أو إذا كانت المضاعفات المرضية للاضطرابات موجودة مراضة مشتركة. ينصح بالعلاج السريري الكامل للمرضى اللذين لديهم ردود فعل قوية من الذعر أو غيرها من الأعراض والمضاعفات المرضية الشديدة جدا لغرض الحصول على استقرار حالتهم المرضية. قد يكون المزيد من العلاج في العيادات ضروريا بعد تحقيق الاستقرار.

العلاج النفسي

لعلاج الصدمات النفسية يوجد العديد من الأساليب المختلفة. وقد وضعت العديد من هذه الإجرائات العلاجية على وجه التحديد استنادا على نتائج البحوث المختلفة بشأن آثار الصدمة. إذا كان الشخص المعني غالبا ما تطغى عليه ذكريات معايشة الصدمة النفسية وينجم عن ذلك احاسيس وعواطف عنيفة، يمكن أن يكون مفيدا مساعدته على كيفية التعامل مع الذكريات الاقتحامية بدلا من معالجة الصدمة نفسها مباشرة. في هذا النهج يتم تجنب مواجهة مباشرة مع تجربة الصدمة. أما إذا كان الشخص المعني تطغي عليه ذكريات الحادث بشكل اقل، قد يكون التصدي المباشر لتجربة الصدمة مفيدا. قبل استخدام التقنيات العلاجية للصدمة النفسية، غالبا ما يكون التوصل إلى الاستقرار ضروريا اولا. بعد معالجة الصدمة، غالبا ما يكون إعادة تقييم وتوجيه ظروف حياة المرء ضروريا وذلك مع تقديم الدعم النفسي. (من قبيل تغيير طبيعة العمل أو مكان السكن… الخ)

تم تطويرأساليب علاجية مختلفة تستهدف خصيصا معالجة الصدمة النفسية. إذ تم تطوير العلاج السلوكي المعرفي علاج سلوكي معرفي لعلاج آثار الصدمة. نذكر هنا بشكل خاص علاج المواجهة علاج بالتعرض، الذي طور خصيصا لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة بشكل فعال. حيث يجب على الشخص المتضرر أن يعتاد على ظروف مماثلة لظروف حادثة الصدمة وهو محمي منها. كما تم تطوير طريقة علاج حساسية حركة العين وإعادة المعالجة إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة خصيصا لمعالجة الصدمات ويمكن أيضا أن تطبق مع الإجراءات العلاجية الأخرى. هنا، يتم جلب الشخص عن طريق التحدث إلى وضعية حادثة الصدمة في ظل ظروف محمية. من خلال التغيير السريع للاتجاه النظر أو من خلال شكل آخر من أشكال تنشيط نصفي الدماغ المتناوب أثناء عملية التذكر التوصل إلى تكامل ما عايشه من صدمة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضا بعض أساليب العلاج النفسي التي تم تكييفها خصيصا لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة. تجدر الإشارة بشكل خاص آلية العلاج النفسي التخيلي Psychodynamisch Imaginative Trauma Therapie PITT [الألمانية] اللذي طور في ألمانيا من قبل لويز ردمان، والذي يستخدم في المقام الأول لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة المعقدة. بالإضافة إلى طريقة العلاج النفسي الديناميكي للصدمات المتعددة من قبل غوتفريد فيشر وبيتر رايدسر[42] وهي وسيلة تطبيقية اخرى في علاج هذا النوع من الاضطرابات. يتم تشكيل وسائل علاجية مختلفة من وسائل العلاج التخيلي، لتمكين الأشخاص المعنيين من تحقيق التكامل الحذر لخبرة الصادمة. هنا يمكن أن ينسحب الشخص إلى مكان آمن داخلي، عندما تكون العواطف التي تصاحب ذكريات الصدمة قوية جدا. كما ان طريقة علاج الصدمة التكاملي التي وضعتها فيلي بوتولو من جامعة ميونيخ هي تشكيلة من طرق العلاج المختلفة التي أثبتت أنها مفيدة للعلاج النفسي من اضطرابات ما بعد الصدمة. جميع أساليب المعالجة الحديثة تشترك في تجميع وتكامل عدة طرق في حد ذاتها.

أساليب علاجية أخرى

وقد تم تطوير “برنامج العلاج النفسي العصبي” في معهد علم النفس في جامعة غوتنغن بألمانيا. حيث تم دمج وحدات مختلفة في برنامج العلاج استنادا إلى النتائج الأخيرة من علم الأعصاب، القائلة أن التفكك بين ذاكرة الصدمة الضمنية والصريحة هو الأساس الرئيسي لإجهادات ما بعد الصدمة. يشتمل ذلك على فيلم لتثقيف المريض حول اضطرابات ما بعد الصدمة، وتقنيات التدخل السلوكي المعرفي، طريقة علاج حساسية حركة العين وإعادة المعالجة مدعوم بالارتجاع البيولوجي، بالإضافة إلى توفير المعلومات الهادفة المرتبطة بالاضطرابات. من بين أهداف تطبيق الارتجاع البيولوجي في جلسات طريقة علاج حساسية حركة العين وإعادة المعالجة هو اخبار المتعالج بالعمليات الضمنية خلال التصدي للصدمة، من جهة، ولدراسة مدى التطابق بين مستوى الإجهاد والإثارة الفسيولوجية القابلة للقياس من جهة اخرى. أظهرت النتائج الأولى لدراسة اجريت على 16 مريضا أنماط مختلفة من النشاط الكهربي في تأثر طريقة علاج حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (تحقق لطيف ومترابط). كما يتم تخفيض أعراض إجهاد ما بعد الصدمة (تخفيف الاعباء الفسيولوجية الذاتية والموضوعية) في متوسط مدة العلاج من 16 جلسة بشكل ملحوظ (حجم التأثير ما بين 1 و2، 5). معدل التغييب صفر في المئة.

علاج التعرض بالسرد هي واحدة من طرق العلاج المطبقة بعد صدمة مركبة أو متعددة من العنف المنظم. هناك حاليا أدلة تجريبية جيدة لفعالية علاج التعرض بالسرد في حالة الصدمة الواحدة أوالمتعددة. كما يوصى دوليا بطريقة العلاج هذه.

طور بيتر ليفين نهجا بيولوجيا يسمى بعلاج المعاناة الجسدية Somatic Experiencing [الإنجليزية] لحالات الصدمة وعواقب الصدمة. إذ بواسطة ردود افعال الحماية الذاتية والبيولوجية المقننة يتم تحرير الطاقة المصروفة في الصدمة النفسية ليعود النظام العصبي إلى توازنه الطبيعي.

يمكن مكافحة الكوابيس بأسلوب “بروفة الصور”: يقوم الشخص المعني خلال النهار بتخيل ان الكابوس سينتهي نهاية جيدة. يتخذ المريض حلما يتكرر باستمرار. إذ ليس من المهم أن يقوم بتصور جميع الكوابيس. يقوم برسم كل تفاصيل الكابوس هذا ويخترع نهاية جيدة لذلك الحلم. ليس فقط الكوابيس بل يمكن تحسن أعراض أخرى أيضاً بواسطة هذه الطريقة.

كان علاج ما يسمى الانتعاش النموذجي في العالم الناطق باللغة الإنجليزية في التسعينات في كثير من الأحيان بواسطة الارتداد المنوم. الحصول على ذكريات الحدث الصادم في ايامنا هذه بهذه الطريقة مثير للجدل.

غالبا ما يتم تنفيذ العلاج في عدة خطوات، الخطوة الأولى هي خلق بيئة آمنة.

الابحاث الحديثة تجري على الإكستاسي إكستاسي في علاج الهلوسة.

العلاج الدوائي

ينصح المعهد الوطني البريطاني للصحة والنقاهة السريرية وصفات Paroxetin وMirtazapin وAmitryptilin. في ألمانيا وسويسرا تمت الموافقة على Sertralin وParoxetin في علاج اضطراب ما بعد الصدمة. يبدو ان تأثير Mirtazapin أفضل في حالات الصدمة الشديدة عند قدامى المحاربين منه عن ادوية مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRI. يمكن مناولة Trazodon لتحسين النوم.

يوصف Benzodiazepine للعلاج على المدى القصير. توصلت لجنة علاج اضطراب ما بعد الصدمة إلى استنتاج مفاده أن نتائج الدراسات لم تكن كافية للتوصية باستمرار العلاج بواسطة Benzodiazepine. إذ ينبغي تجنب تناوله لمدة طويلة بسبب زيادة مخاطر الإدمان عليه.

🔘الوقاية

لقد شوهدت فوائد متواضعة من الوصول المبكر إلى العلاج السلوكي المعرفي. وقد اقترح إدارة الإجهاد الحاد كوسيلة للوقاية من اضطراب ما بعد الصدمة، ولكن الدراسات اللاحقة تشير إلى احتمال إنتاج نتائج سلبية.[43][44] مراجعة “… لم تجد أي دليل يدعم استخدام التدخل المقدم للجميع” ، وأن “… تدخلات الجلسة المتعددة قد تؤدي إلى نتائج أسوأ من عدم التدخل لبعض الأفراد.” [45] توصي منظمة الصحة بعدم استخدام البنزوديازيبينات ومضادات الاكتئاب لدى من يعانون من الصدمات.[46] بعض الأدلة تدعم استخدام الهيدروكورتيزون للوقاية عند البالغين، على الرغم من وجود أدلة محدودة أو منعدمة تدعم بروبرانولول أو إسكيتالوبرام أو تيمازيبام أو جابابنتين.[47]

🔘استجواب نفسي
غالبًا ما يتلقى الأفراد المعرضون للصدمات علاجًا يُطلق عليه اسم الاستجواب النفسي في محاولة لمنع اضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة، والذي يتكون من مقابلات تهدف إلى السماح للأفراد بمواجهة الحدث بشكل مباشر ومشاركة مشاعرهم مع المستشار والمساعدة في تنظيم ذكرياتهم عن الحدث.[48] ومع ذلك، وجدت العديد من التحليلات التلوية أن استخلاص المعلومات النفسية غير مفيد ويحتمل أن يكون ضارًا. .[49][50][51] وينطبق ذلك على كل من جلسات استخلاص المعلومات من جلسة واحدة وتدخلات الجلسة المتعددة.[48] واعتبارًا من عام 2017، قامت الجمعية الأمريكية لعلم النفس بتقييم استخلاص المعلومات النفسية على اعتبار أن لا يوجد دعم / علاج بحثي ضار محتمل.[48]

🔘التدخلات المستهدفة للمخاطر
التدخلات المستهدفة للمخاطر هي تلك التي تحاول التخفيف من المعلومات أو الأحداث. يمكن أن تستهدف نمذجة السلوكيات العادية، أو التدريس في مهمة، أو إعطاء معلومات عن الحدث.[52][53]

🔘تأريخ التسمية

1600م النوستالجيا Nostalgie
1800م متلازمة الإجهاد Effort-Syndrom
1910م – 1920م عصاب الصدمة أو رجاف الحرب War Neurosis
1940م – 1950م عصاب الحرب Battle fatigue
1950م – 1970م متلازمة ناجي معسكرات الاعتقال Survivor guilt
1970م – 1980م متلازمة ما بعد حرب فيتنام Post-Vietnam-Syndrom
1980م اضطرابات ما بعد الصدمة PTBS

🔘مراجع

^ ترجمة Posttraumatic stress disorder حسب معجم مصطلحات الطب النفسي، مركز تعريب العلوم الصحية نسخة محفوظة 15 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
^ النظام العالمي للتصنيف الطبي للأمراض والمشاكل المتعلقة بها: International Statistical Classification of Diseases and Related Health Problems
ابحث عن الشفرة: F43.1 نسخة محفوظة 08 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
^ Association of the Scientific Medical Societies in Germany [الإنجليزية]
^ Deutschsprachigen Gesellschaft für Psychotraumatologie (DeGPT), der Deutschen Gesellschaft für Psychotherapeutische Medizin und ärztliche Psychotherapie (DGPM), dem Deutschen Kollegium für Psychosomatische Medizin (DKPM) und der Deutschen Gesellschaft für Psychoanalyse, Psychotherapie, Psychosomatik und Tiefenpsychologie
^ ابحث عن الشفرة: F43.2 من مصدر الحاشية 1
^ .Mental Health America: Factsheet: Post-Traumatic Stress Disorder PTSD نسخة محفوظة 19 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
^ mental defeat
^ Gottfried Fischer, Peter Riedesser: Lehrbuch der Psychotraumatologie. 3. Auflage. Ernst Reinhardt-Verlag, München 2003, ISBN 3-497-01666-7, S. 148
^ Jennifer L. Price: Findings from the National Vietnam Veterans’ Readjustment Study – Factsheet; National Center for PTSD. United States Department of Veterans Affairs
^ peritraumatic dissociation
^ Dissociation psychology
^ .MAOA, maltreatment, and gene–environment interaction predicting children’s mental health: new evidence and a meta-analysis نسخة محفوظة 19 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
^ Early trauma and increased risk for physical aggression during adulthood: the moderating role of MAOA genotype. PMID 17534436 “نسخة مؤرشفة”. Archived from the original on 19 نوفمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 13 فبراير 2018.
^ D. Huizinga u. a.: Childhood maltreatment, subsequent antisocial behavior, and the role of monoamine oxidase A genotype. In: Biological psychiatry, 60. Jg., Nr. 7, Oktober 2006, PMID 17008143 P. 677–683
^ Avshalom Caspi u. a.: Role of genotype in the cycle of violence in maltreated children. In: Science, August 2002, PMID 12161658, P. 851–854 “نسخة مؤرشفة”. Archived from the original on 5 أبريل 2017. اطلع عليه بتاريخ 14 يوليو 2014.
^ Kessler RC, Sonnega A, Bromet E, Hughes M, Nelson CB: Posttraumatic stress disorder in the National Comorbidity Survey. In: Arch Gen Psychiatry. 52, Nr. 12, Dezember 1995, S. 1048–60. PMID 7492257 “نسخة مؤرشفة”. Archived from the original on 11 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 14 يوليو 2014.
^ Breslau N, Kessler RC, Chilcoat HD, Schultz LR, Davis GC, Andreski P: Trauma and posttraumatic stress disorder in the community: the 1996 Detroit Area Survey of Trauma. In: Arch Gen Psychiatry. 55, Nr. 7, Juli 1998, S. 626–32. doi:10.1001/archpsyc.55.7.626. PMID 9672053 “نسخة مؤرشفة”. Archived from the original on 11 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 14 يوليو 2014.
^ Guido Flatten (Hrsg.): Posttraumatische Belastungsstörung. Leitlinie und Quellentext. Schattauer Verlag, ISBN 3-7945-2009-2.
^ Vgl. Friedman, A.: Allgemeine Psychotraumatologie. Die Posttraumatische Belastungsstörung. In: A. Friedmann u. a. (Hrsg): Psychotrauma. Die Posttraumatische Belastungsstörung. Springer, Wien/New York 2004, S. 4–34, hier Tabelle 7, S. 14.
^ Der Krieg hinterlässt weniger Spuren. In: Süddeutsche Zeitung. 18. Mai 2012, abgerufen am 18. Mai 2012. نسخة محفوظة 22 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^ Richard J. McNally: Are We Winning the War Against Posttraumatic Stress Disorder?. In: Science. 336, Nr. 6083, 18. Mai 2012, S. 872–874, doi:10.1126/science.1222069 نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
^ R. J. Daly: Samuel Pepys and post-traumatic stress disorder. In: The British Journal of Psychiatry. 143. Jg., 1983, P. 64–68
^ Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders
^ التصنيف الدولي للأمراض
^ ابحث عن الشفرة: F43.1 من مصدر الحاشية 1.
^ ابحث عن الشفرة: F62.0 من مصدر الحاشية 1
^ انظر تحت الشفرة (F43.0) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F43.2) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F62.0) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F44) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F45.4) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F60.31) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F60.2) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F50) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F32، F33، F34) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F1) من المصدر 1
^ انظر تحت الشفرة (F45) من المصدر 1
^ James N. Butcher, Susan Mineka, Jill M. Hooley: Klinische Psychologie. Pearson Studium, 2009, S. 206.
^ Audrey Clark, Janette Hanisee: Intellectual and Adaptive Performance of Asian Children in Adoptive American Settings. In: Developmental Psychology, 18. Jg., Nr. 4, 1982, S. 595–599.
^ Peabody Picture VocabularyTest [الإنجليزية]
^ Vineland Social Maturity Scale
^ مؤلفا الكتاب التعليمي Lehrbuch der Psychotraumatologie
^ “Disaster-related post-traumatic stress in police officers: A field study of the impact of debriefing”. Stress Medicine. 14 (3): 143–8. 1998. doi:10.1002/(SICI)1099-1700(199807)14:3<143::AID-SMI770>3.0.CO;2-S.
^ “Psychological debriefing for road traffic accident victims. Three-year follow-up of a randomised controlled trial”. The British Journal of Psychiatry. 176 (6): 589–93. June 2000. doi:10.1192/bjp.176.6.589. PMID 10974967.
^ “Multiple session early psychological interventions for the prevention of post-traumatic stress disorder”. The Cochrane Database of Systematic Reviews (3): CD006869. July 2009. doi:10.1002/14651858.CD006869.pub2. PMID 19588408.
^ Assessment and Management of Conditions Specifically Related to Stress (PDF). Geneva: World Health Organization. 2013. ISBN 978-92-4-150593-2. مؤرشف من الأصل (PDF) في 01 فبراير 2014. اطلع عليه بتاريخ 29 يناير 2014.
^ “Pharmacological interventions for preventing post-traumatic stress disorder (PTSD)”. The Cochrane Database of Systematic Reviews. 7 (7): CD006239. July 2014. doi:10.1002/14651858.CD006239.pub2. PMID 25001071.
↑ أ ب ت “Psychological Debriefing for Post-Traumatic Stress Disorder”. www.div12.org. Society of Clinical Psychology: Division 12 of The American Psychological Association. مؤرشف من الأصل في 9 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 09 سبتمبر 2017.
^ Gartlehner G, Forneris CA, Brownley KA, Gaynes BN, Sonis J, Coker-Schwimmer E, Jonas DE, Greenblatt A, Wilkins TM, Woodell CL, Lohr KN (2013). Interventions for the Prevention of Posttraumatic Stress Disorder (PTSD) in Adults After Exposure to Psychological Trauma. Agency for Healthcare Research and Quality (US). PMID 23658936. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2020.
^ “A critical analysis of approaches to targeted PTSD prevention: current status and theoretically derived future directions”. Behavior Modification. 31 (1): 80–116. January 2007. CiteSeerX = 10.1.1.595.9186 10.1.1.595.9186. doi:10.1177/0145445506295057. PMID 17179532.
^ “Psychological debriefing for preventing post traumatic stress disorder (PTSD)”. The Cochrane Database of Systematic Reviews (2): CD000560. 2002. doi:10.1002/14651858.CD000560. PMID 12076399.
^ “Mental health following traumatic physical injury: an integrative literature review”. Injury. 44 (11): 1383–90. November 2013. doi:10.1016/j.injury.2012.02.015. PMID 22409991.
^ “Posttraumatic stress following pediatric injury: update on diagnosis, risk factors, and intervention”. JAMA Pediatrics. 167 (12): 1158–65. December 2013. doi:10.1001/jamapediatrics.2013.2741. PMID 24100470.

الإحتراق النفسي: المهنيOccupational burnout)

🔵الإحتراق النفسي:
الاحتراق النفسي المهني[1] (بالإنجليزية: Occupational burnout)‏ مرض يتسم بمجموعة من العلامات والأعراض والمتغيرات في السلوكيات المهنية، وفي بعض الحالات، يتم رصد متغيرات في التكوين الجسدي والوظيفي والكيمياء الحيوية الجسمانية لدى بعض المصابين بهذا المرض. وقد تم تصنيف هذا المرض، وفقاً لتشخيص هذه الحالة من الإرهاق، ضمن فئة الأمراض ذات المخاطر النفسية الاجتماعية المهنية، نظراً لكونه ناتجَا عن التعرض لضغوط دائمة وممتدة. ويطلق على هذه المتلازمة باللغة الإنجليزية اسم الاحتراق النفسي، ومن هنا ظهر التعبير “burnout” (الاحتراق) وهو ” الموت الناتج عن أعباء العمل الزائدة”، كما يطلق عليه باللغة اليابانية (過労死, Karōshi).

في عام 1969، في مقاله بعنوان ” قواعد العلاج المجتمعي للشباب البالغين من المجرمين”، أشار طبيب الأمراض النفسية هارلود برادلي، لأول مرة، إلى نوع من أنواع الضغوط الخاصة المتعلقة بالعمل تحت مسمى الاحتراق النفسي. وفي عام 1974، استخدم المحلل النفسي هربرت فرودنبرجر، هذا المصطلح من جديد، وبعده بأعوام، وتحديداً في عام 1976، استخدمته عالمة الأمراض النفسية كرستينا ماسلاك في الدراسات التي تم إعدادها لظواهر الاستنزاف المهني.

وقد ذكر فرودنبرجر[2]، في هذا الصدد، قائلاً : “بصفتي محللا نفسيا وطبيبا ممارسا، أدركت أن الأشخاص، في بعض الأحيان، يقعون ضحايا للحرائق تمامًا مثل المباني. فتحت وطأة التوترات الناتجة عن الحياة، في عالمنا المعقد، تستهلك مواردهم الداخلية، في إطار العمل، بفعل النيران، تاركة فقط فراغاً داخلياً هائلاً، حتى وإن بدا الغلاف الخارجي سليمَا إلى حد ما..”

وبالنسبة لهؤلاء المراقبين، فإن متلازمة الاحتراق النفسي تستهدف، بصفة أساسية، الأشخاص الذين يتطلب نشاطهم المهني التزامات كبيرة في علاقات العمل مثل الأخصائيين الاجتماعيين وأصحاب المهن الطبية والمعلمين.

وقادت دراسة هذه الفئات المهنية هؤلاء الباحثين إلى إدراك أن مواجهة الألم والفشل المتكرر تعد من الأسباب الحاسمة في ظهور أعراض متلازمة الاحتراق النفسي. وقد تم تصنيف هذا المرض، في بداية الملاحظات الأولية، على أنه متلازمة نفسية خاصة بالمهن “القائمة على مساعدة الآخرين”. وقد ساد هذا المفهوم لبعض الوقت، وأثر بشكل كبير على التصور العام للظاهرة، وعلى توجيه البحوث الأولية في هذا المجال. ولكن أدت المعارف المتراكمة، منذ عهد هذه الملاحظات الأولية، إلى اتساع مخاطر ظهور متلازمة الاحتراق النفسي على جموع الأفراد أي كان نوع نشاطهم.

محددات اكتشاف المرض

هربرت فردنبرجر وأول توصيف للمرض عدل
تقر كتب علم النفس المتخصصة، بصفة عامة، بأن الطبيب والمعالج النفسي هربرت فرودنبرجر هو أول من أجرى أبحاثَا على متلازمة الاحتراق النفسي.[3] ويعد بحثه بعنوان “الاحتراق النفسي لدى العاملين” المنشور عام 1974[4]، أول محاولة لتوصيف هذه الحالة الوجدانية، وفيه أشار، إلى مصطلح “متلازمة الاحتراق النفسى Burnout syndrome””[5]، أنه حالة من الإنهاك يتعرض لها العاملون المعالجون في العيادات المجانية، المستهلكون مهنيَا وانفعاليَا والذين يتعاملون مع مرضى الإدمان. وقد عرًف هذا الاحتراق على أنه فقدان الدافعية لدى الشخص تجاه عمله، لاسيما عندما لا يؤدى انخراطه الشديد في العمل إلى النتائج المتوقعة.

ففي السبعينيات، كان فرويدنبيرجر مديرَا لإحدى مستشفيات اليوم الواحد، وهي عيادة مجانية تستقبل مرضى الإدمان، تقع في حي لوور ايستيت سايد بنيو يورك، وتعتمد، بصفة أساسية، على بعض الشباب من المتطوعين. وقد بدأت ملاحظات فريدنبيرجر برصد حالة عدد من هؤلاء المتطوعين انتهى بهم الأمر إلى فقدان تام للدافعية في العمل بعد ما يقرب من عام واحد. فقد لاحظ عليهم ظهور أعراض بدنية مميزة مصاحبة لهذا التغير مثل : الإنهاك، والإرهاق، و استمرار نزلات البرد، والصداع، والاضطرابات المعوية والهضمية، والأرق.

وقد ركز فرودنبرجر، في أبحاثه، على الأعراض السلوكية، وقام برسم جدول وصفي للأفراد المفعمين بالانفعالات. كما أشار إلى أن الغضب، والاستثارة، والعجز عن مواجهة التوترات والمواقف الجديدة، وكذلك نضوب الطاقة تعد ضمن العلامات الأولية لما أطلق عليه حالة “الانهيار” أو ” الإنهاك الوجداني والعقلي”. ويرى فرودنبرجر أن سلبية التصرفات واللجوء إلى السخرية، هي أيضا من الظواهر المدرجة في هذا الجدول الإكلينيكي.كما قام بعرض عدد من الاستراتيجيات الأخرى مثل قضاء وقت أطول في العمل وبذل نشاط زائد غير فعال، كما يرجع هذا لاستراتيجيات تنافسية، مثل البحث عن العزلة ورفض الاتصال بالزملاء في العمل.
تم استخدام مصطلح الاحتراق النفسي[6]، في ذلك العصر، للإشارة إلى الآثار الناجمة عن الإدمان، فهو يمثل لفرودنبرجر استعارة بلاغية فعالة لتحديد مجموعة من الأعراض قام بملاحظتها. ويعني مصطلح الاحتراق النفسي في اللغة الإنجليزية الدارجة : ” يستنزف، يرهق، ينهار بسبب المطالب المفرطة التي تستلزم طاقة، وقوة، أو موارد”. ويشبه المصطلح، على سبيل المثال، حالة المريض بالشمعة المحترقة التي لا يخرج منها سوى شعلة ضئيلة، بعدما أضاءت لما حولها لساعات طويلة.

واستنادا لخبرته الواسعة، لاحظ فرودنبرجر أن الالتزام الأولي لدى هؤلاء الشباب المتطوعين، والقناعة بتأديتهم لعمل مجدي يكفى وقتا لإشباع حالة الرضا عن النفس والحفاظ على الجهود. وعلى الرغم من ذلك، فإن المرضى الذين يخضعون للعلاج في عيادته يقاومون بشكل متكرر ولا يستجيبون في أغلب الوقت للنصح. وفي مثل هذه البيئة، فإن المساعدة والطاقة التي يبذلها هؤلاء الشباب المتطوع غالبا ما تكون بلا جدوى. كما لاحظ فرودنبرجرو ” أن تفانينا في أعمالنا يعد تحديدا السبب الرئيس الذي يدفعنا للوقوع في مصيدة الانهيار.”.[7] وفقا لما ذكره فرويدنبرجر وريتشلسون، عام 1980، تصيب متلازمة الاحتراق النفسي الأفراد الذين يكونون لأنفسهم صورة مثالية كشخصيات حيوية ومؤثرة، تتمتع بالكفاءة بصفة خاصة، حتى ينتهى بهم الأمر إلى انقطاع الصلة مع الذات الحقيقية.[8][9]

وفى إطار هذا التصور للاحتراق النفسي، تلعب العوامل الفردية دورًا هامًا في تطور هذه المتلازمة، لأن الأشخاص الذين يتسمون بالالتزام في العمل أو التفاني لقضية ما، يكونون أكثر من غيرهم عُرضة للإصابة بهذا المرض. ومن هذا المنظور، يوصف ” الاحتراق النفسى ” بأنه ” مرض المقاتل “.[10]

و في عام 1980، قدم فرويدنبيرجر وريتشلسون التعريف التالي للمتلازمة:[11]”حالة من الإرهاق المزمن، والكآبة والإحباط تنتج عن التفانى لقضية ما أو نمط حياة[12] أو علاقة تفشل في تحقيق النتائج المتوقعة وتؤدي في نهاية الأمر، إلى انخفاض الانخراط والأداء في العمل.”

توصيفات سابقة للمرض
لا ينبغى للدور الريادي الذي قام به فرويدنبيرجر أن يجعلنا نغفل أن “كلود فيل” كان أول من وضع مفهومَا للإرهاق، في فرنسا، منذ عام 1959 حتى وإن لم يصفه بالمتلازمة، لكنه قدم توصيفَا علميَا لحالات الإنهاك في العمل.[13] كما أشار الطبيب النفسي هانس سيلي[14]، في كتب علم النفس الأمريكية، منذ عام 1936، وبعده طبيب وظائف الأعضاء والتر برادفورد كانون[15]، تحديدا عام 1942، إلى حالات نفسية مرضية ناتجة عن المواقف المهنية، وقدما تعريفَا للأمراض العضوية التي تعزي إلى ضغوط موقفية في العمل، بشكل خاص لدى الممرضات، (بضغوط التمريض). هذا فضلا عن نموذج مواجهة الضغوط ( نموذج لازاروس وفولكمان عام 1948) الذي استندت إليه ماسلاك في إعداد نظريتها.

كريستينا ماسلاك والعلاقات الشخصية البينية عدل
تعد كريستينا ماسلاك، الباحثة في علم النفس الاجتماعي، ضمن من ساهموا في فرض مفهوم الاحتراق النفسي وتأكيد صحته. فقد روت في بحث نشر لها عام 1993، كيف قادتها الأبحاث التي أجرتها في السبعينيات، إلى اكتشاف متلازمة الاحتراق النفسي، وإن كان الاكتشاف حدث بمحض الصدفة، كما أشارت، فقد كانت تُعنى في الأساس، بدراسة الاستراتيجيات المستخدمة في مواجهة حالات التحفيز الوجداني، لا سيما القلق التباعدي واللجوء للموضوعية كوسيلة للدفاع عن الذات.

يرمز القلق التباعدي عند الطبيب، على سبيل المثال، إلى التصرف المثالي الذي يجمع بين التعاطف والانفصال الوجداني. فإذا كان الطبيب يهتم براحة المريض من ناحية، فهو يحرص من ناحية أخرى على الإبقاء على شيء من الموضوعية لتجنب الانخراط الزائد في ذاتية الحالات. ويعبر مفهوم “الموضوعية كدفاع عن الذات”، الذي أدخله فيليب زيمباردو عام 1970، عن فكرة حماية الذات من فرط الوجدان، بالنظر للمرضى “كحالات عامة ” وليس كأفراد. ففى مواجهة مرض خطير، أو حالة تثير القلق بصفة عامة، سيكون أسهل على الطبيب علاج مرضاه، إذا نظر إليهم كحالة عامة وكأعراض، وتناسى تماما الفرد الذي يعاني أمامه.

وقد دشنت كريستسنا ماسلاك، مستندة نظريًا إلى هذين المفهومين، برنامجًا بحثيًا يرتكز على مقابلات أجرتها مع بعض المهنيين في الحقل الطبي والصحة النفسية ( كالأطباء النفسيين والممرضين والممرضات الخ.)

وكشف التحليل عدة موضوعات : في بادئ الأمر، إذا كانت التجارب الوجدانية مُرضية في بعض الحالات ( مثل شفاء بعض المرضى نتيجة للجهود المبذولة من قبل المهنيين ) فهي، في غالب الأمر، تسبب الكثير من الضغوط ( مثل التعامل مع حالات مرضية صعبة ومعقدة، والاضطرار إلى إعلان أخبار سيئة، والدخول في صراعات مع الزملاء) وجميعها تعد من عوامل الضغط. من ثم يصبح ممارسي المهنة عاجزين عن الوصول لمرحلة الارتباط بمهنتهم. ومع مرور الوقت، تتحول تصرفاتهم إلى السلبية مع مرضاهم. وفي نهاية الأمر، يفسرون تجاربهم الوجدانية بالفاشلة، ويتساءلون عن مدى قدرتهم على العمل في هذا القطاع ويقللون من قيمة كفاءتهم.

وبينما كانت تصف، لأحد القضاة، النتائج الأولية لتحليلاتها، أدركت ماسلاك وجود ظاهرة مشابهة لمتلازمة الاحتراق النفسي لدى المحامين الذين يتعاملون مع أشخاص يعانون من صعوبات اجتماعية. وقد أطلق المحامون مجازاً على هذه الظاهرة ” الاحتراق النفسي”. وقد تبنت ماسلاك هذا المصطلح أيضًا، لكنه كان لا يزال مجرد فكرة، المقصود بها ظاهرة ظلت قيد الدراسة في ذلك الوقت.

وبما أن الاحتراق النفسي يبدو مصطلحاً مشتركاٌ بين المهنيين في مجال الصحة والمحاماة، فقد أطلقت ماسلاك فرضية بموجبها يصبح العمل الجماعي ولا سيما العلاقات القائمة على مساعدة الآخرين، جوهر هذه الظاهرة. وعلى العكس من فرودنبرج الذي أكد في توصيفه للمرض على العوامل الفردية، تعول ماسلاك أكثر على بيئة العمل والظروف المحيطة به كأسباب لظهور متلازمة الاحتراق النفسي.

و لتفعيل هذه الفكرة، سعت ماسلاك إلى عقد لقاءات مع مجموعات مهنية أخرى ترتكز أنشطتها على الانخراط في العلاقات الشخصية. وقد لاحظت الباحثة ،في جميع الحالات، تكرارا لبعض الأعراض مثل : النضب الوجداني، التباعدية والسلبية تجاه العملاء أو المرضى. وقد ظهر جليا أن هذه الأعراض معتادة في جميع المهن.

ولم تكن هذه الظواهر مجرد حالات فردية، بل كانت بالأحرى مشكلة منتشرة بشكل نسبى. وهكذا، ساعد مصطلح الاحتراق النفسي على سد فراغ اصطلاحي بتوصيف ظاهرة لم يكن لها مسمى في ذلك الوقت، ولكنها ،على الرغم من ذلك، كانت سائدة في بيئة العمل.

ومنذ البداية، تم الفصل بين الاحتراق النفسي والتأثيرات النفسية داخل النفس، ليتم إدراجه ضمن فوضى العلاقات النفسية الاجتماعية. وهناك، دون شك، أعراض مشتركة بين الاحتراق النفسى وأمراض أخرى مثل الاكتئاب، إلا أن الاحتراق النفسى يتميز عنه بوضوح من خلال جوهره.

وقد عرضت ماسلاك تفصيليا نتائج تحقيقاتها الأولية في بحث وصفي آخر يتشابه مع بحث فرودنبرجر. فإذا كان الأخير قد تحدث عن دينامية الاحتراق النفسى، فإن ماسلاك قد كررت، في المقابل، في بحثها مصطلح “الانهيار” المرتبط بالاحتراق. كما لاحظت أن هذا ” الانهيار” يعقبه فقد الإنجاز في العمل في مجال الخدمات والعمل الاجتماعي، بالإضافة إلى الغياب المتكرر ومعدل سريع لدوران العمالة. كما أنه يتسبب في تدهور الصحة الجسمانية، فهؤلاء المهنيين يصابون دائمًا بالإنهاك السريع، وبأمرض متكررة، وقد يصابون بالأرق والقرح والصداع الدائم. وللتغلب على هذه المشاكل الجسمانية ،قد يتجه العامل إلى المهدئات والمخدرات.

كما يصاحب الاحتراق النفسي بعض الظواهر، مثل إدمان الخمر والأمراض العقلية والصراعات الزوجية أو الانتحار. وفي البحث نفسه، أكدت ماسلاك، بشكل خاص، على أنماط من الانسحابية، والانفصال، وعلى العديد من الإستراتيجيات التي تهدف لتصنيف المرضى لفئات على شكل بعض الملصقات المجردة مثل ” ملفاتي ” وملصقات تقنية مثل ” مريض الشريان التاجى”، أو أيضا بعض المفردات الساخرة مثل مسمى ” المساكين “.

وفضلا عن ذلك، لاحظت ماسلاك إستراتيجيات أخرى من أهمها : الانسحابية الجسمانية والاحترام الصارم للقواعد، وهي تصرفات تساعد على الحد من الانخراط في شخصية المريض. وقد استخدمت أيضا مصطلح ” فرط سلب الشخصية ” للإشارة إلى هذه التصرفات البعيدة تماما عن القلق التباعدى.
الدراسات الإكلينيكية الأولية عدل

النصب التذكاري “في العمل” ببروكسل.
بواسطة بعض الملاحظات والمقابلات وحتى التحليلات للتجارب الشخصية، بدأت الأبحاث في اتخاذ مسلك منظم (ومن اللافت للنظر، أن فرودنبرجر قد أصيب هو نفسه بالاحتراق النفسي.) وشهدت الفترة ما بين 1975 و1980، ظهور كم من المقالات البحثية نشرت في دوريات متخصصة عن هذا المرض، حظيت باهتمام عملى أكثر منه أكاديمي. ففى أغلب الحالات، كان الباحث يصف طبيعة الأنشطة المهنية المسببة للضغوط وما يصاحبها من أعراض، إلى جانب دراسة لبعض الحالات الإكلينيكية التي توضح الأفكار. وفي نهاية البحث، يقدم العديد من التوصيات. وتتلخص تلك المقالات في النقاط الآتية :

أن هناك بعض المهن تشكل مخاطر أكثر من غيرها ولا سيما المهن التالية :
مهن تستلزم جهد فكري وعقلي ووجداني وعاطفي ؛
مهن تستدعى مسؤولية كبيرة لا سيما تجاه الآخرين؛
مهن ذات أهداف صعبة المنال بل قد تكون مستحيلة ؛
مهن بها غموض أو صراع على الأدوار.
وأن هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من غيرهم :
أشخاص لديهم مثل عليا في الأداء والنجاح ؛
أشخاص يربطون الرضا عن الذات بالأداء المهنى ؛
أشخاص آخرون مركز اهتمامهم الوحيد هو عملهم ؛
أشخاص يعتبرون عملهم ملاذا ويهربون من جوانب الحياة الأخرى ؛
كما يوجد بعض الأعراض المختلفة، تم رصدها لدى مرضى الاحتراق النفسي مثل :
آلام عامة
فقدان التركيز
أرق
سرعة الاستثارة
نفاذ الصبر
الإنهاك الجسماني والنفسي
فقدان الدافعية للنهوض والذهاب للعمل
بيد أن كريستينا ماسلاك وفيلمار شتودفيلى[16] قد أشارا إلى أن هذه الأبحاث الأولية تتسم بالنقاط التالية :

تعريف مصطلح الاحتراق النفسي الوظيفي لا يتفق عليه بالضرورة جميع المؤلفين.
يشتمل هذا المصطلح على مجموعة من الأزمات التي قد يتعرض لها الفرد، إلى الحد الذي يكاد يضم كل شيء ولكن دون أي تحديد.
لا ترتكز هذه البحوث الأولية على معطيات تجريبية ميدانية، ولكن على بعض الدراسات لحالات منفردة. فهي تهتم بصفة خاصة بالأعراض التي تظهر على الأفراد المصابين بالاحتراق النفسي.
أما عالمي النفس بارون بيرلمان وآلان هارتمان[17]، فقد أظهرا مدى تشتت المفاهيم في المرحلة الأولى من هذه الأبحاث. فقد قاما بإحصاء ثمانية وأربعين تعريفاً مختلفاً في المقالات العلمية التي نشرت ما بين عام 1974 وعام 1980. ونجد بين هذه التعريفات أفكاراً متفاوتة كما يلي:

الفشل والإنهاك؛
فقدان القدرة على الإبداع؛
فقدان القدرة على الانخراط في العمل؛
قسوة زملاء العمل، صرامة النظام، ومؤسسة العمل؛
الاستجابة للضغوط المزمنة المتعلقة بالنجاح في العمل، ” الابتعاد والعزلة”؛
متلازمة التصرفات غير اللائقة تجاه العملاء أو تجاه الذات.
إلا أن هذان العالمان قدما ملخصا لجميع هذه التعريفات:[18]

«الاحتراق النفسي هو رد فعل للضغط الوجدانى المزمن، وله ثلاثة أبعاد هي:

النضب الوجداني أو الجسماني
تدني القدرة على الإنتاجية
فرط سلب الشخصية
ومن المنطقي أن يكون الأطباء الممارسون أول من يتنبه إلى أعراض هذه المتلازمة، بما أنهم عرضة لاكتشافها بين زملائهم في العمل أو عرضة للإصابة أنفسهم بهذا المرض أثناء ممارستهم للعمل، ولكنهم لم يكونوا مدربين تدريبًا جيدًا لإعداد أبحاثًا منهجية، فضلًا عن انشغالهم بإعداد أساليب عملية للتدخل من أجل علاج هذه المتلازمة، أكثر من إعداد النظريات.[19] وبعبارة أخرى، انصب اهتمامهم على « إيجاد تصور عام لأساليب المعالجة » وفى المقابل، حاد الباحثون عن المشكلة، لأنهم رأوا أن مفهوم الاحتراق النفسى الوظيفي يجعلهم بصدد” أمر” شبه علمى.” والغريب أن أول كتاب للباحثتين كريستينا ماسلاك وسوزان جاكسون[20] عن تطوير مقياس الاحتراق النفسى وخصائصه النفسية القياسية، تم رفضه من جانب دار النشر التي ذكرت في تقريرها : ” نحن لا ننشر علم النفس الشعبي “. ومنذ ذلك الوقت، تم الاعتراف دوليًا بهذا المقياس واستخدمته الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية المرموقة.[21]
متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي ثلاثية الأبعاد

تدرج متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي وفقا للمقياس ثلاثي الأبعاد لكرستينا ماسلاك وسوزان جاكسون
منذ بداية الثمانينيات، تم نشر أول أبحاث تجريبية ميدانية منهجية عن الاحتراق النفسي الوظيفي.[22] ومنذ ذلك الحين، أصبح مفهوم الاحتراق النفسي معرفا ومتصورا بشكل أكثر وضوحا. ومن خلال أبحاث قائمة على العديد من المقابلات، استخدمت كريستينا ماسلاك، في البداية، تعريفا مؤقتا لهذه المتلازمة اشتمل على بعدين فقط.

البعد الأول، هو النضب الوجداني والذي يتوافق مع نضب موارد الفرد الوجدانية وفقدان الدافعية.

أما الثاني، فهو سلب الشخصية ويشير إلى تصرفات تباعدية وسلبية تجاه العملاء، أو المرضى، أو علاقات مهنية الأخرى كانت محل دراسة من قبل ماسلاك. وحتى إن كانت الأبحاث قد استطاعت الكشف عن حقول علمية واعدة، إلا أنها ارتكزت بشكل كبير على عدد محدود من الحالات الفردية. فقد كانت كريستينا ماسلاك تطمح في الشروع في تحقيقات أكثر منهجية بالاعتماد على منهج علمى دقيق. كما كانت ترغب في إجراء مقارنات بالاستناد إلى عدد أكبر من العينات مع مراعاة اختلاف الظروف. فقد أوضحت قائلة : “في هذه المرحلة، كانت المهمة الرئيسة هي تحديد تعريف أكثر دقة لمصطلح الاحتراق النفسي الوظيفي ووضع مقياس موحد له. “[23]

وبالتعاون مع كاتى كيلى[24] وايلا باينز[25] وسوزان جاكسون[26]، أجرت ماسلاك دراسات استقصائية معتمدة على استبيانات، كما أعدت برنامجا للبحوث النفسية القياسية، للتوصل إلى تعريف فعال مقياسي قابل للتطبيق. كما قامت، أثناء أبحاثها الأولية، بتجميع سجلا متسعًا من الانفعالات والتصرفات التي تعبر عن النضب الوجداني الذي يشعر به المريض ويحدد هذه الظاهرة التي كانت تطمح في إبرازها بشكل أفضل. وقامت بتجميع كل هذه التعبيرات على مقياس يتكون من سبع وأربعين بندا.[27] ويمثل هذا المقياس مجموعة من التجارب المرتبطة بظاهرة الإنهاك الوظيفي، تم تجربته على عينة تضم ستمائة وخمسة فردا موزعين على عدة مجالات وظيفية.[n 1]

وتؤكد التحليلات الإحصائية وجود بعدين للاحتراق، تم إبرازهما بالفعل وهما : النضب الوجدانى وسلب الشخصية، حتى لو كان هناك، في واقع الأمر، أربعة أبعاد تمثل الأوزان العاملية اللازمة لتحديد الاحتراق النفسى. وقد تم تقسيم هذه التحليلات إلى 25 بندًا، تخضع لعينة جديدة مكونة من 420 فردًا، وتقود دائمًا للأبعاد الأربعة نفسها والتي تتطابق مع التعريفات التالية : النضب الوجدانى وسلب الشخصية وتدني الإنجاز الشخصي والانخراط في العمل. أما بالنسبة للعامل الأخير وهو الانخراط في العمل، فلم يتم الاحتفاظ به إلا بشكل مؤقت.

وعلى هذا الأساس، قدمت كريستينا ماسلاك وسوزان جاكسون التعريف التالي “لمتلازمة الاحتراق النفسي” : “متلازمة من النضب الوجداني وسلب الشخصية وتدني الإنجاز الشخصي، يظهر لدى الأفراد المنخرطين وظيفيًا”.[28]

ويرجع النضب الوجداني إلى فقدان الطاقة وإلى الشعور بنضب الموارد الوجدانية. فيشعر الفرد أنه فارغ عصبيًا[29]، فلا يكون لديه أي دافع للعمل الذي يصبح، من الآن فصاعدًا، عبئًا عليه. فلا ينفذ المهام التي يقوم بها من قبل ويشعر دائمًا بالإحباط والتوتر. ويرتبط النضب الوجداني غالبًا بالضغوط والاكتئاب. وقد أعطت المفاهيم النظرية والنتائج التجريبية الميدانية الحالية، لهذه المتلازمة، دورًا مركزيًا، في خطوات الإنهاك الوظيفي.

يمثل سلب الشخصية البعد الشخصي البينى لمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي. فهو يشير إلى تطور تصرفات غير شخصية، وميول انفصالية، وسلبية، وساخرة تجاه الأشخاص الذين يتم الاعتناء بهم.[n 2] فالفرد يشعر بعدم الاكتراث تجاه عمله، ويقيم حاجزا يعزله عن عملاءه وزملاءه في العمل. ومن الأمثلة الواضحة على هذه التصرفات، “مريض الزائدة الدودية في الغرفة 22.” وقد يتخذ سلب الشخصية أشكالا أكثر قسوة، ويتم التعبير عنه من خلال تصرفات وسلوكيات تتمثل في حالة من الرفض، والتهكم، و سوء المعاملة. والمقصود هنا هو استرتيجية سوء التكيف الخاصة بمواجهة نضب الموارد الداخلية، بواسطة إبعاد المستفيدين من المساعدة، وتحويل طلباتهم إلى طلبات غير مشروعة. وتساعد هذه التصرفات على التكيف في مواجهة انهيار الطاقة والدافعية. فنتيجة للنظرة السلبية تجاه العملاء والمستخدمين والمرضى والتلاميذ، تبدو تلبية رغباتهم واحتياجاتهم أقل أهمية وأقل إلحاحًا. وقد يؤدي مصطلح “سلب الشخصية” إلى اللبس، لأنه يشير أيضًا إلى الحالة النفسية التي يسود فيها الشعور بالاغتراب عن الذات. فربما كان من الممكن اختيار مصطلح ” سلب الإنسانية”[30] و لكن دلالته لن تكون مفهومة بشكل بالنسبة للمتلقى.

ويتعلق فقدان أو تدنى الإنجاز الشخصى بشعور الفرد بانعدام قيمة عمله، وكفاءاته، والاعتقاد بأنه فاشل في الوصول لأهدافه، وانخفاض الرضا عن الذات[31]، والشعور بالفاعلية والذاتية. ولا ينسب الشخص أي قدرة لنفسه على إنجاز الأعمال، بسبب قناعته بعجزه عن تلبية توقعات المحيطين به. فالإنجاز الشخصى يمثل البعد التقييمى الذاتي لمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفى.

وقد ظهر، في مطلع القرن الحادى والعشرين، إجماع[32] يؤكد أن متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى تبدأ بالشعور بالإنهاك الوجدانى الذي يؤدى بالتالى إلى سلب الشخصية. ويقلل الإنهاك الوجدانى من الإنجاز الشخصي[33]، إما بشكل مباشر أو من خلال سلب الشخصيةقالب:Ancre. كما يمثل الإنهاك الوجدانى العنصر العاطفي لمتلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى، بينما يمثل البعدين الآخرين، سلب الشخصية وتدنى الإنجاز الشخصي عناصرسلوكية أو معرفية[34]..

مقياس ماسلاك للاحتراق النفسى

رسم بياني لمقياس الاحتراق النفسى :
وفقا لأبحاث ماسلاك[35]
لقد تم استخدام هذه العوامل الثلاثة و العناصر المكونة لها، لتكوين مقياس متلازمة الاحتراق النفسى. و يستخدم هذا المقياس الذي يتكون من ثلاثة أفرع ثانوية الآن على نطاق واسع[36]، و يعرف (اختصارا ب”MBI”[20]). و قد تم نشر البحوث الأولية حول هذا المقياس، في عام 1995، من قبل سوزان جاكسون و كريستينا ماسلاك و مايكل ليتر. وأتاح سهولة قياس أعراض متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى لدى مجموعات كبيرة ودراسة أسبابه بشكل منهجى. ولأنه مترجم لعدة لغات، “فقد أصبح، إلى حد كبير، أكثر المقاييس أستخدامًا في قياس متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى.[37] “.

يتكون مقياس الاحتراق النفسى من اثنين وعشرين بندا : تسعة بنود للإنهاك الوجدانى، وخمسة لسلب الشخصية، وثمانية للإنجاز الشخصى. ويمثل كل بند واجهة من أوجه التقييم التي يمكن للفرد القيام بها في عمله. ويشير الشخص الذي يتم سؤاله إلى معدل استجابته للشعور موضع السؤال. ويتم قياس الإنهاك، وسلب الشخصية، وتدنى الإنجاز الشخصى كل على حدة. وبعبارة أخرى، فإن الفرد لا يسجل نقاطًا شاملةً للاحتراق النفسى، ولكن يسجل نقاطًا لكل من الأبعاد الثلاثة. ولايزال مصطلح الاحتراق النفسى يشير، بصفة عامة، إلى هذه الأبعاد الثلاثة على الرغم من تباينها، إلا أنها ترتبط بعضها البعض داخل إطار نظرى واحد يقوم بتصنيفها. وقد أكدت الأبحاث الخاصة بدراسة فاعلية مقياس ماسلاك للاحتراق النفسى، أن مكوّن ثلاثى الأبعاد يتواءم مع المعطيات، أفضل من مكوّن أحادى أو ثنائى الأبعاد.[38]

تعريفات

ظهرت، في هذا العصر نفسه، بالتوازي مع أبحاث كريستينا ماسلاك، مفاهيم أو تعريفات أخرى تركت بصمةً على الأبحاث في هذا المجال ومن بينها نماذج كاري شرنيس و آيلا بينس. عال

رؤية كاري تشرنيس عن التحليل التبادلى عدل
يقترح كاري تشرنيس رؤية تحليلية تبادلية لمتلازمة الإنهاك النفسى الوظيفى. ففيما يتعلق بالتناول التحليلى التبادلى، تعد الضغوط والاحتراق النفسى نتيجة للعلاقات الإنسانية، حيث لا يكون الفرد والبيئة المحيطة به كيانات منفصلة عن بعضهما البعض، ولكن مكونات لعملية تبادلية يؤثر كل منهما على الآخر بشكل مستمر.[39]

ويستند نموذج كاري تشرنيس إلى تحليل كيفى لمقابلات متعمقة ومتكررة أجريت، ما بين عام 1974 و 1976[40]، على عينة تتكون من سبعة وعشرين من المهنيين، في السنة الأولى لممارسة المهنة، من المحامين، والمعلمين، وممرضات الصحة العامة، ومهنيي الصحة العقلية. وقد لاحظ تشرنيس ظهور خيبة أمل شديدة لدى هؤلاء المبتدئين. ووفقا لما ذكره، تحدث متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى بسبب وجود خلل في موارد الفرد، سواء الشخصية[n 3] · [41] أو التنظيمية[n 4] أو متطلبات العمل.

وينتج هذا الخلل بسبب وجود فجوات بين التوقعات المبدئية والحقيقة على أرض الواقع. فسلوك بعض العملاء الصعب وغير التعاونى، بل في بعض الأحيان العدوانى، يتناقض مع الرؤية التي تكون في الغالب مثالية لمفهوم العلاقات الإنسانية أو التربوية. كما أن اللوائح، والإجراءات المتبعة، والمهام الإدارية تحد من الاستقلالية المأمول القيام بها في هذه المهن. فالعمل الروتيني يتناقض مع الرغبة في القيام بمهام متنوعة والتحفيز والإنجاز. ويضاف إلى هذه الفجوات بين المتوقع والواقع، فقدان التعاون، بل الصراعات بين زملاء العمل.

وفي ظل بيئة العمل هذه المخيبة للآمال، تخبو الدافعية الأولية، ليحل محلها تصرفات انسحابية. وفي إطار هذا النموذج، تظهر مصادر الضغط على مستوى العمل (عملاء صعب المراس، والنزاعات بين زملاء العمل، إلخ ) وكذلك على مستوى الفرد[n 5] نفسه، حتى وإن كان للنوع الأول من مصادر الضغط دورا أكثر أهمية. أي أن للسمات الفردية دورا هاما في بروز متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى، كما كان يعتقد المحلل النفسي هربرت فرودنبرجر الذي كان يرى أن الاحتراق النفسي هو “مرض المقاتل”.[10] ويكون لدى بعض الأفراد توقعات وتوجيهات وظيفية تشكل كل منها عبءً إضافيًا على العمل، تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى.

ووفقا لرؤية تشرنيس، تتعلق الفروق الفردية أيضًا بالإستراتيجيات التي ينميها الفرد لمواجهة عوامل الضغط. فيتبنى البعض طرق إيجابية لحل المشاكل، بينما يتبنى آخرون تصرفات وسلوكيات سلبية. ومنذ هذه اللحظة ومع مرور الزمن، تبدأ أعراض متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى في الظهور.

توجد ثلاث مراحل للتأثير التبادلى بين الفرد وبيئته.[42] المرحلة الأولى، تتمثل في الضغط الملاحظ الناتج عن الخلل بين متطلبات العمل وموارد الطاقة لدى الفرد، والذي يقود إلى المرحلة الثانية وهي التوتر، والمقصود به الاستجابة الوجدانية لهذا الخلل استجابة تؤدي إلى الشعور بالإجهاد الجسمانى والإنهاك الوجدانى والتوتر و القلق.

وأخيرًا تأتي المرحلة الثالثة التي تتسم بالتغيرات المواقفية والسلوكية. فنلاحظ في هذه المرحلة بشكل خاص، تدنى الأهداف الأولية والرؤية المثالية وزيادة التصرفات الساخرة، أو الانفصالية، أو الآلية، أو اللامبالاة الشديدة تجاه الاحتياجات الشخصية. ويرى كارى تشرنيس أن المقصود هنا هو ” طرق مواجهة الضغوط”[n 6] · [43] · [44] الدفاعية.

تمثل تلك التغيرات في التصرفات والسلوك نوعًا من ” الهروب” النفسى، يحدث عندما لا يستطيع المهنيون التخفيف من الضغوط بالمواجهة المباشرة للمشكلة. فوفقا لما ذكره تشرنيس[45]، فإن الاحتراق النفسى هو ” عملية يحدث خلالها إهمال للعمل من جانب المهنيين الذين كانوا يتسمون بالالتزام في العمل، كرد فعل لما يشعرون به من ضغوط وتوتر”.استشهاد فارغ (مساعدة)
وهناك بعض الحدود الواضحة لمجال تطبيق نموذج كارى تشرنيس، فهو يعتمد على عدد صغير من المقابلات، كما أن استنتاجاته تختص فقط بالمهنيين المبتدئين، على الرغم أن المتخصصون يعلمون أن متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي تظهر طوال فترة الحياة العملية، وأنه يوجد شكل متأخر من تلك المتلازمة تسببه عوامل أخرى. إلا أن هذا النموذج الذي يشرح إحدى الأشكال الممكنة للاحتراق النفسى، قد تم تفعيله تجريبيًا، لاسيما بواسطة بيركى عام 2004.[46]

نموذج ايلا بينس للاحتراق النفسى الدافعى

قدمت ايلا بينس مقترحًا لنموذج الاحتراق النفسى وصفته بالدافعي. فهى ترى أن العمل يمثل بالنسبة لعدد من الأفراد نوعًا من البحث عن الوجود، وإذا ما فشل هذا البحث، يظهر الاحتراق النفسى. وقد دعمت بينس استدلالاتها، في بعض الدراسات التي أجرتها في الفترة ما بين 1988 و 2002[47]، بالحقيقة التالية : إن التعريفات المختلفة للاحتراق النفسى، الأكثر انتشارًا، أشارت إلى أنه حالة من الإرهاق والإنهاك الوجدانى، يمثل الحالة النهائية لعملية تدريجية من الشعور بالإحباط، بعد حالة أولية من ارتفاع الدافعية والانخراط في العمل. وتفسر بينس ذلك بأنه ” حتى يكون الفرد مستهلكًا، يتعين، في البداية، أن يكون محترقًا”. فزيادة أعباء العمل، والقيود الإدارية، ومقاومة العملاء لا تتسبب في الإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي فحسب، لأنها تعوق استخدام المهارات، بل لسبب أكثر عمقا : وهو أن استحالة استخدام تلك المهارات، يحرم الفرد من إدراك الهدف الذي يسعى إليه من خلال عمله”.[48]

فلأن المهنيين لا يستطيعون أن يكون لهم التأثير المأمول، يصبحون ضحايا للإنهاك الوظيفي. فكلما انخرطوا في العمل في البداية، كلما زادت احتمالية الإصابة بالمتلازمة، إذا كانت ظروف العمل غير مناسبة. وفي الحقيقة، إن النموذج الذي طرحته ايلا بينس يتشابه مع مجموعة نماذج من الدراسات النفسية للضغوط والاحتراق النفسي التي أشارت إلى أن التوتر لدى الفرد ينتج عن الفجوة ما بين التوقعات أو الدافعية الفردية والواقع. ولكنها وضعت في هذا النموذج الأخير، بعكس ما ورد في النماذج الأخرى، التوقعات الفردية في مستوى خاص، وهو البحث عن الوجود.

وقد تكون هذه التوقعات والدوافع عامة، أي يشترك فيها غالبية من يمتهنون المهن المختلفة : كأن يكون للفرد تأثير فعال، وأن يكون محل تقدير، ولكنها قد تختص بمهنة معينة. وتؤكد بينس الأمر التالي :” إذا كانت كل مهنة تثير ميول خاصة، فالمهن ” القائمة على مساعدة الآخرين” تحقق جميعها طموحًا مشتركًا : وهو العمل من أجل ومع الآخرين”}.[49] وقد تكون هذه الدوافع شخصية، أي مستلهمة من صورة رومانسية أو شخصية كاريزماتية ذات تأثير، وضعها الفرد كنموذج يحتذى به. وسواء كانت هذه التطلعات عامة، أو مرتبطة بمهنة معينة، أو شخصية، فهى لن تتحقق إلا في بيئة عمل مناسبة.

التمتع بالاستقلالية الذاتية، والمساندة المجتمعية، والأنشطة المتنوعة، والمشاركة في اتخاذ القرار، جميعها من المتغيرات التنظيمية التي تشجع هذه الدوافع. وتحقيق جميع هذه العوامل يعزز الأهداف الأولية طبقا لحلقة إيجابية أو “حلقة حميدة” للانخراط في العمل. ولكن إذا كان الفرد يتحتم عليه مواجهة بيئة عمل غير مناسبة، مع وجود، على سبيل المثال، أعباء عمل زائدة على الصعيد الكمى أو الكيفى، أو ضغوط بيروقراطية، أو متطلبات متعارضة، فإنه لا يستطيع تحقيق تلك الأهداف الأولية، وسيسقط في حلقة سلبية.

إلا أن الفشل في حد ذاته لا يتسبب في الإصاية بمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي، ولكنه بالأحرى، الإدراك الحسي للفرد بأنه مهما بذل من جهود، لن يستطيع الإدعاء بأن له تأثير فعال. وبالطبع أشارت بينس إلى أن ” بيئة العمل ليست دائمًا إيجابية أو سلبية على الإطلاق، ولكنها خليط معقد بين الطرفين.”.[50] وفى الواقع، لم يتم تجربة ذلك النموذج كما هو. فقد وضعته بينس لتفسير نتائج أبحاثها وملاحظاتها التي أجرتها خلال الورش أو التدريبات حول الاحتراق النفسي، فهى لا تقصر الإصابة بالمتلازمة على المهن القائمة على مساعدة الآخرين، ولا حتى على ظروف العمل، ولكنها بحثت أيضًا عنه في العلاقات الزوجية، في الفترة ما بين 1993 و 1994[51]، وخلال الصراعات السياسية.[52]، في الفترة ما بين 1995 و 1996.
التعاريف المختلفة لمتلازمة الاحتراق النفسي عدل
يوجد العديد من تعاريف متلازمة الاحتراق النفسي ونذكر أهمها فيما يلي (هذه القائمة ليست وافية):

“حالة من التعب والكبت والإحباط الناتجة عن التفانى لأجل قضية ما أو أسلوب حياة أو علاقة إنسانية تفشل في تحقيق النتائج المرجوة”.[53]
“عملية يستجيب فيها المهني الملتزم للإجهاد والتوتر اللذين يشعر بهما ؛ فيتحرر من قيود الالتزام”.[54]
“من أعراض حالة الاحتراق النفسي، الإنهاك الجسدي، والإحساس بالعجز واليأس، والبرود الوجدانى ونمو لمفهوم الذات السلبي والسلوك السلبي في العمل وتجاه الحياة والأشخاص الآخرين “.[55]
“يعد الاحتراق النفسي متلازمة من أعراض الإجهاد الوجدانى و سلب الشخصية و انخفاض معدل الإنجاز الشخصى، والتي تظهر لدى الأفراد الذين يعانون في عملهم مع الاخرين.”
” يأتى الاحتراق النفسى نتيجة للضغط الوجداني المزمن، وله ثلاثة أبعاد :
الإجهاد الوجداني أو البدنى
انخفاض القدرة على الأنتاجية
تبدد الشخصية المفرط.”
” فقدان تدريجي للطاقة والأهداف والمثالية لدى الأشخاص الذين يمارسون المهن القائمة على مساعدة للآخرين ؛ بسبب طبيعة عملهم.”.[56]
“حالة من الإجهاد الناتج عن التعامل مع الآخرين في مواقف وجدانية شديدة.”.[57]
“أرى أن حالة الاحتراق النفسى تنتج عن عدم التوافق المستمر بين خصائص الفرد والبيئة، والذي نادرا ما يتم التعرف عليه، بل ويتم في اغلب الأحيان إنكاره. فحالة عدم التوافق هي السبب وراء عملية تدهور الحالة النفسية البطئ والخفى. و على خلاف الظواهر الأخرى المسببة للتوتر، فإن مسببات التوتر البسيطة المرتبطة بحالة عدم التوافق لا تنذر بالخطر ومن ثم فهى نادرا ما يصحبها جهود تهدف للتوصل إلى أساليب التعامل الملاءمة. لذا فإن عملية تدهور الحالة النفسية قد تستمر طويلا دون أن يتم ملاحظتها”.[58]
” حالة من الإجهاد الجسدى والوجداني والعقلي الناتج عن التعرض لفترة طويلة لمواقف وجدانية شديدة.”[59]
“الإنهاك هو مزيج من التعب الجسدي والإرهاق والتعب الوجداني والملل المعرفي.”[60]
“يحدث الاحتراق النفسي لدى الفرد عندما يحدث تهديد أو توقف لدوره الفاعل من أجل تحقيق الذات ولا يكون له أي دور بديل أخر متاح.”[61]
“الاحتراق النفسي هو رد فعل شعورى تجاه التوتر الدائم، والذي يكمن في الانخفاض التدريجى، مع الوقت، لموارد الطاقة لدى الفرد الخاصة بقدرته على التعبير عن الإنهاك الوجداني، والتعب الجسدى، والملل المعرفى”[62]
.

تقول سوزان جاكسون في كتابها بعنوان “إدارة الموارد البشرية” إن تعاريف الاحتراق النفسي تتكامل أكثر من كونها تتعارض، فيمكن تصنيفها وفقا لاعتبارها الاحتراق النفسى حالة يصاب بها الفرد أو عملية تؤدى به إلى هذه الحالة.[63] و في الحقيقة، فإن التعاريف الأولى تصف ما تسفر عنه العملية التي تتناولها التعاريف الأخرى.

الحالة عدل
يعد التعريف الذي وضعته كل من كرستينا ماسلاك وسوزان جاكسون[64] عن الحالة هو أكثر التعاريف شهرة. ووفقا لكل من ويلمار شوفلى و روبرت انزمن,[65] تختلف هذه التعاريف وفق مداها ودقتها وأبعادها

إلا انها تشترك في ثلاث خصائص أساسية:

يغلب على الفرد الشعور بالتعاسة و الإحساس بالمرض، خاصة الإجهاد الوجداني والعقلى حيث يكون سلوك الأفراد سلبيا تجاه الاخرين فتنخفض معدلات فاعليتهم وأدائهم.
بالنظر إلى مسببات هذه المتلازمة نجد أن الآ مال غير الواقعية والمتطلبات الوجدانية الزائدة لها دور كبير.
ينتج هذا الاحتراق النفسي عن العمل، ويصيب الأشخاص “الطبيعيين”, و من ثم فهو لا يعبر عن أي مرض يعانى منه الفرد.
عملية
إن تعريفات كل من كاري شيرنيس[66] أو يور اتزيون[67] تصور بشكل واضح أعراض الاحتراق النفسي المهنى كعملية. وبالنسبة لويلمار شوفيلى وروبرت انزمان[68] ،فإن تعريفات المرض كعملية تؤكد ما يلى :

الاحتراق النفسى يبدأ بتوترات تنتج عن وجود فجوة بين توقعات الفرد ونواياه والجهود التي يبذلها والمثل التي يؤمن بها من ناحية ومتطلبات الحياة اليومية من ناحية أخرى.
تتطور تدريجياً الضغوط الناجمة عن هذا الاختلال في التوازن، ، و يمكن للفرد أن يشعر بها ويدركها أو أن يجهلها لفترة طويلة.
إن الطريقة التي يواجه بها الفرد هذه الضغوط تعد أمر بالغ الأهمية في تطور متلازمة الاحتراق النفسي المهنى.
اتساع المجال والأشكال
المجالات المختلفة
إذا كان تعريف كريستينا ماسلاك وسوزان جاكسون قد تم قبوله على نطاق واسع، فهذا يرجع إلى استناده على واحدة من أدوات القياس القليلة الصحيحة وسهلة الاستخدام.

و قد تم بالفعل وضع التعريف بالتوازى مع أداة القياس. و الواقع أن استخدام مقياس ماسلاك للاحتراق النفسي المهنى يفترض بالتالى قبول التعريف المقابل له الذي يقصر متلازمة الاحتراق النفسي المهنى على مهن بعينها.

و قد قامت الأبحاث تدريجيا بتحديث العوامل التنظيمية التي تؤثر على كل أبعاد هذه المتلازمة.و لا تقتصر هذه العوامل ( مثل قلة المشاركة في اتخاذ القرار وزيادة أعباء العمل والمعاملة غير العادلة ) على المؤسسات الاجتماعية أو الطبية الاجتماعية فقط ولكن يبدو أن هذه المتلازمة تمس جميع المجالات المهنية. و علاوة على ذلك، إذا كانت هذه الأمراض تصيب أولئك الذين يلتزمون في عملهم ويبدأون في ممارسة المهنة بتوقعات عالية، فإن محاولة حصرها على فئات بعينها يبدو أمرا غير مجديًا. وهناك الكثير من المهن الأخرى التي تقع خارج القطاع الاجتماعى ،أوالطبى الاجتماعى ،أو التعليمى، والتي تقع بشكل عام خارج نطاق العلاقات الخدمية، تحتاج هي الأخرى إلى التزام كبير.

و يصف ويلمار شوفيلى ذلك على هذا النحو : ” تظهر متلازمة الاحتراق النفسي المهنى في الوظائف التي يلتزم فيها الشخص نفسيا. و هذه المهن التي تستوجب التزاما نفسيا تنهك الموارد المعرفية والانفعالية والفسيولوجية للفرد “. إلا أنه كان يجب تعديل تعريف ومقياس كريستينا ماسلاك وسوزان جاكسون ليشملا جميع المهن ،مما يفسر لنا سبب إعادة النظر في مفهوم الاحتراق، فأصبح معبرا عن أزمة الفرد مع العمل نفسه وليس في علاقات الفرد ه في العمل. و منذ عام 2007 تم استكمال مقياس ماسلاك للاحتراق النفسي كى يتوافق مع أبحاث مايكل ليتر وكريستينا ماسلاك ليشمل كافة الأفراد في العمل. و من الأثنى وعشرين عنصرا من النموذج المبدئي لمقياس ماسلاك للاحتراق النفسي، فإن ثمانية عناصر تشيربشكل واضح إلى العلاقات مع العملاء والمستخدمين، بينما يشيرأربعة آخرون إلى العلاقات بشكل عام. فعلى سبيل المثال: ” لا أشعر حقا بالقلق بشأن ما قد يحدث لبعض عملائي. ” يعد هذا العنصر غيرملائم لتقييم متلازمة الاحتراق النفسي المهنى لعامل إدخال بيانات أو رجل عسكرى.و لم يتم تغيير البعد الأول في التعريف، والذي يتعلق بالإنهاك الإنفعالى، ولكن تم تعديل بعض العناصر فيه فقط.. أما البعد الثاني، وهو فرط سلب الشخصية الذي يتعلق بتصرف الفرد تجاه المرضى أوالعملاء أو الطلاب، فهو يستبعد العديد من الأنشطة المهنية. و قد تم استبداله بشكل عام بالاستخفاف بالقواعد والأعراف، وهو أحد المواقف التي تتسبب في تبدد الشخصية. وهذه النقاط تمس العمل بصفة عامة. أما البعد الثالث ،فهو يخص الإنجاز الشخصي وقد تم إعادة تسميته ليصبح الفعالية المهنية “، و تتضمن التقييم الشخصي لمدى الفاعلية الذاتية ،وعدم الإنجاز ،وانخفاض الإنتاجية وتراجع الكفاءة. “

الأشكال المختلفة للمرض وتطوره

استطاع هربر فرودنبرجر أن يرصد وجود حالات لمتلازمة الاحتراق النفسي المهني في إطار الأعمال التي تمثل للشباب الذي يزاولها التزاماً يتوافق مع الدفاع عن قضية جماعية ؛ فهؤلاء الشباب كما وصفهم هربر في 1974 يبحثون عن المثالية. و وفقاً لما ذكره فرودنبرجر ،فإن الفجوة الكبيرة بين مثالية الرغبة في التغيير وبين واقع بيئة العمل هي التي تتسبب في متلازمة الاحتراق النفسي المهنى. ففى مجال المساعدة الاجتماعية على سبيل المثال، يصل المحترفون إلى موقع العمل ولديهم تصور مثالى لأنشطتهم المستقبلية وعلاقاتهم مع عملائهم ومرضاهم. وهكذا، نلاحظ أنهم سرعان ما يعانون من مستوى مرتفع من الاحتراق النفسي، وهو بذلك يمثل أحد العوامل الممكنة للاحتراق النفسي المهنى. و يتفق المتخصصون حاليا على أن هذه المتلازمة تنتج عن بيئة العمل وعن التفاعل بين العوامل الشخصية والضغوط التنظيمية والفردية. و قد تتغير طبيعة المتلازمة بتغير طبيعة الضغوط الطارئة علي الفرد.

و إذا كان صحيحا أن الفجوة بين الآمال المهنية والواقع اليومى للوظيفة هي دائمًا مصدر الاحتراق النفسي المهنى، فقد تغيرت الآمال وتغير الواقع خلال القرن الحادى والعشرين. فلم يعد العمل يسهم في إحياء القيم التي كانت تسود في فترة السبعينيات، حيث أصبح من الأولويات السعى وراء تحقيق المركز الاجتماعى وجمع المال وضرورة البحث عن وظيفة والحفاظ عليها وكل الدوافع التي تعتمد بشكل أكبر على الذات. و قد توصل كل من دونا سميث وجون كروك، على سبيل المثال ،إلى أن الممرضات الشابات الأمريكيات تقدرن قيمة الجانب الاقتصادى أكثر من الممرضات الأكبر سنا. و في نفس المجال فإن الأطباء الفرنسيين من الشباب يبدأون حياتهم المهنية بقيم تعود بالنفع على حياتهم الخاصة، وذلك مقارنة بزملائهم الأطباء القدامى الذين بدأوا حياتهم المهنية بالالتزام الاجتماعى. لقد طرأ تغير كبير في بيئة العمل نفسها، ففى غضون عشرات السنين، أدى تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتكنولوجية إلى إعادة تشكيل ظروف العمل. وقداتفق المتخصصون على أن الاحتراق النفسى يتطور وفقاً لأربع مراحل:

مرحلة التنبيه : يؤدى الضغط المستمر إلى ظهور ردود أفعال مميزة تشير إلى وجود عوامل ضغط.
مرحلة المقاومة : تستمر عوامل الضغط على الرغم من اختفاء ردود الفعل البدنية المميزة لمرحلة التنبيه حيث يتكيف التمثيل الغذائى مع الوضع ويصبح الجسم أكثر مقاومة.
مرحلة التوقف : التعرض المستمر لعوامل الضغط يخلق توقفا يؤدى إلى ظهورردود أفعال مرحلة التنبيه من جديد ولا يمكن التغلب عليها دون علاج مناسب.
مرحلة الإنهاك : تتعطل خلالها مقاومة المريض النفسية مما يصيبه بالعجز الإنفعالى ويجعله يعيش في حالة من القلق الدائم.
ثلاثة أشكال أو أكثر للإنهاك المهنى
وفقا لما أعلنته كريستين فاربر في مؤلف نشرعام 2000، ” لم يعد الأفراد يصابون بالشكل التقليدي لمتلازمة الالاحتراق النفسي المهنى والذي يصطدم فيه استمرارسعى الفرد نحو المثالية وتحقيق أهداف اجتماعية سامية وهامة مع مقاومة بيئة العمل التي من شأنها القضاء على آماله المهنية. فتتسم متلازمة الاحتراق النفسي المهنى السائدة حاليا بتحمل الأفراد العديد من الالتزامات والضغوط الخارجية والمطالب المتزايدة التي يفرضها عليه الآخرون، فضلا عن تقلص فرص المشاركة والأجور التي لا تعوض سوى جزء صغير من الجهود التي يبذلها الفرد.”

يوجد إذا ثلاثة أنواع من الإنهاك المهني :

ما بين الاحتراق النفسى والإنهاك وفيه يتخلى الفرد عن عمله، أو ينجزه على أكمل وجه، ولكنه في الحالتين يواجه الكثير من الضغوط والقليل من المكافآت[69] ؛
الاحتراق النفسى – التقليدى أو الحاد، وفيه يشق الفرد على نفسه في العمل بشكل متزايد حتى يشعر بالانهاك، وذلك من أجل الحصول على المكافآت أو تحقيق إنجاز من شأنه تعويض الضغط الشديد الذي شعر به[70] ؛
الاحتراق النفسى الضار الذي يتناقض مع النوعين السابقين حيث لاينتج هذا النوع عن التوترات المفرطة، وإنما عن ظروف العمل الرتيبة وغير المحفزة.[71]
وبناء عليه يكون من الخطأ اعتبار أن متلازمة الاحتراق النفسي لها شكل واحد فقط. كما أن الأبحاث التي تدرس العلاقات بين العدالة التي يدركها الفرد ومتلازمة الاحتراق النفسي المهنى تدعم هذه الفرضية[72] بشكل غير مباشر. وعلى سبيل المثال، فإن ظهور درجات مرتفعة من الاحتراق النفسي، على حد سواء، لدى الأطباء الذين يرون أنفسهم مستهلكين نفسيا بشدة مع مرضاهم، ولدى الأطباء الذين يرون استهلاكهم ضعيفا جدا[n 7] يعزز فكرة تعدد اشكال متلازمة الاحتراق النفسي المهنى[73] · .[74] فلا يعقل أن يشعر بنوع الإنهاك نفسه الذين يعانون من فرط الاستنفاد الوظيفي والذين يعانون من تدني الاستنفاد الوظيفي. ولقد أصبح الرهان الذي تقوم عليه الأعمال البحثية الحالية هو التعرف على الحالات والعمليات التي تسهم في ظهور الأشكال المختلفة لمتلازمة الاحتراق النفسي.

ووفقا للمعهد الوطني للبحث العلمي والسلامة، فإن ثلث العمال الأوروبيين يشكون من مشاكل صحية تتعلق بالوظائف المسببة للضغط. أما عن منظمة الصحة العالمية، فهي ترى أن أكثرحالات الاكتئاب المرتبط بالعمل ظهرت، في عام 2010[n 8]، في ثلاث دول هي :

والولايات المتحدة الأمريكية،
أوكرانيا،
فرنسا.
و قد تم رصد هذه الظاهرة في البداية في الأعمال القائمة على تقديم المساعدة، والرعاية، والتدريب.[75] فو في الواقع، فإن إحدى الدراسات في فرنسا تشير إلى أن التكاليف المباشرة وغير المباشرة لعلاج الضغط النفسي تتراوح بين 000 000 830 يورو، و 000 000 656 1 يورو سنويا، أي بنسبة تتراوح مابين 10 – 20% من ميزانية الضمان الاجتماعي المخصصة لحوادث العمل و الأمراض المهنية.[76]

الأسباب

أسباب الإنهاك الوظيفي وفقا لنموذج بحث كارول كوردس و توماس دوجتيرى
تظهر، على الرسم، المتغيرات المتسببة في متلازمة الاحتراق النفسي في ثلاثة مستويات: تنظيمية، وفردية بينية (اجتماعية)، وفردية ذاتية (شخصية). والجدير بالذكر أن علماء الاجتماع يناقشون بشكل متزايد دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ذلك الصدد. ففي الواقع، قد يسهم تطورها في الخلط بين فترات العمل وأوقات الراحة (ظاهرةweisure = work + leisure)، مما يؤدي إلى سلسلة لانهائية من الأسباب التالي ذكرها.

أسباب تنظيمية
على المستوى التنظيمي، يتم دراسة تأثير نوع نشاط الفرد، وبيئة العمل.

ومن أمثلة المتغيرات التي تعكس نوع النشاط عبء العمل، وإيقاع المهام المطلوبة، وضغط الوقت، والساعات الطويلة غير المتوقعة، والعمل الرتيب غير المحفز بإجراءاته الموحدة.[77] وتعد استحالة السيطرة على هذا النشاط واحدة من العمليات الرئيسة التي تربط هذه المتغيرات بمتلازمة الاحتراق النفسي.[78] إلا أن الباحثين، دون شك، أولوا اهتمامًا أكبر بسياق العمل. فوجدوا أن الأدوار غير الواضحة والمتناقضدة، والعزلة، ونقص الدعم الاجتماعي، والنزاع بين الحياة الأسرية والحياة المهنية، وانعدام الأمان كلها عوامل مرتبطة بواحدة أو أكثر من أبعاد متلازمة الاحتراق النفسي المهني.[79] كما أن أشكال العمل ومخاطره الجديدة[n 9] أصبحت تؤخذ بعين الاعتبار بشكل متزايد. ومع ذلك، فإن المتغيرات المدروسة توجد على المستوى التنظيمي الجزئي أو الاجتماعي الجزئي[n 10]، على حساب تحليلات تنظيمية كلية أو اجتماعية كلية تأخذ في الاعتبار هيكل المؤسسة، والتدرج الوظيفي بها، وأسلوب الإدارة. ولهذا التوجه تفسيران. أولا، يسيطر على الأعمال نظريات محلية تسعى إلى شرح عدد محدود من الظواهر؛ من خلال عدد محدود من المتغيرات أسهل في التطبيق والدراسة.[80] ثانيا، لا تبدى الشركات استعدادها للسماح للباحث بالتحقيق في تأثير أسلوب الإدارة على صحة العاملين. حتى أن بعض الشركات توصى بإدارة الموارد البشرية تحت ضغوط.

أسباب فردية بينية
وفي هذا المستوى، تتم بصورة أساسية دراسة أثر العلاقات التي يسودها الاختلال والظلم، والصراعات[n 11]، والدعم الاجتماعي أو عدمه.[81] ونظرا لعدد الوظائف الخدمية المرتفع والتي تقوم على العلاقات مع الآخرين، فإن هذه المتغيرات لها أهمية ملحوظة. وتوفر نظرية العدالة، ونظريات الدعم الاجتماعي، والانتماء تفسيرات علمية مناسبة بهذا الصدد.[82]

أسباب فردية ذاتية
يبذل الباحثون جهودًا كبيرة لتحديد جانب المتغيرات الشخصية، مما يؤدي إلى إضفاء طابع خاص على متلازمة الاحتراق النفسي، ويهدد بتحويلها إلى مشكلة يتم تمييزها والتعامل معها بصورة فردية؛ من خلال رفض أسبابها التنظيمية وبُعديها الاجتماعي والجماعي.[83] ويفسر جزئيا هذا الأمر التأثير الحالي لنموذج التعاملات الذي وضعه لازاروس وفولكمان.[84] وهو يوضح أن السمات الفردية تلعب دورا جوهريا في ظهور رد الفعل إزاء الضغوط. ومن ثم فإن تقييم أي عامل ضغط (مثل القيام بمهمة إضافية، أو مواعيد عمل متغيرة، أو نظام عمل مختلف، إلخ) يتغير من فرد لآخر. فقد يرى بعض الأشخاص في عوامل الضغط تحديا يتيح لهم ممارسة مهاراتهم، بينما لا يرى البعض الآخر فيها سوى جانب الخطر والتهديد. وعلاوة على ذلك، فإن السمات الفردية تؤثر على قدرة الفرد على مواجهة هذه المتطلبات وعلى الموارد التي يسعى إلى الاستفادة منها. ويشعر بعض الأفراد بأنهم أكثر قدرة من غيرهم على التحكم في الموقف، والحصول على دعم زملائهم، واستغلال هذا الدعم بصورة فعالة.

و على المستوى الفردى، فإننا نهتم أيضا بتصرفات الفرد خاصة فيما يتعلق بتوقعات الأفراد، أو الفجوة بين التوقعات وواقع العمل.[85] وكذلك فإن المتغيرات الاجتماعية والديموغرافية تؤخذ في الاعتبار عند دراسة الاختلافات بين الرجل والمرأة، أوتأثير عمر الفرد، أوجنسه، أو حالته الاجتماعية.[86] و أيا كان مستوى التحليل، فإننا نبحث بالتأكيد عن العوامل التي تؤدى إلى عملية الاحتراق النفسى وأيضا عن تلك التي تعيق تقدمها؛ حيث أن الموارد المتاحة تبطئ تطور العملية.

الظواهر والنتائج

وضع ويلمار شوفلى و روبرت انزمان[87] قائمة بأعراض متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي، وقد وصل عددها إلى مائة واثنين وثلاثين عرض. و لكنهما حذرا من أن معظم هذه الأعراض تأتى، في حقيقة الأمر، نتيجة الملاحظة الإكلينيكية غير المراقبة بالإضافة إلى المقابلات التي تم تحليلها بطريقة انطباعية وغير متخصصة ؛ و ذلك أكثر من كونها نتيجة دراسات كمية دقيقة تم توجيهها بشكل محدد. أي أن العديد من هذه الأعراض قد تم اكتشافها في بدايات الأبحاث الأولية.و يرجع طول قائمة الأعراض التي تم تحديثها بفضل الدراسات التجربية لتعدد أشكال الإنهاك الوظيفي التي تنعكس من خلال مظاهر معينة.[88] كذلك فإن متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي كعملية تظهر بأشكال مختلفة خلال تزايدها عند الشخص نفسه تبعا لمرحلة تطورها.ولا يسهل دائمًا الفصل بوضوح بين أعراض متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي ونتائجه.[89]

فبعض المؤلفين يستخدمون مصطلح ” أعراض الاحتراق النفسى ” للإشارة إلى الأبعاد الثلاثة لمقياس ماسلاك للاحتراق النفسي وهي: الإنهاك الوجداني وسلب الشخصية وقلة الإنجاز الشخصي.[90] · [91] · .[92]

و لكن أري شيروم يرى أن الإنجاز الشخصي هو نتيجة لمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي.[93] و خلافا لذلك فإن ويلمار شوفلى يعتقد أن التمييز بين الأعراض والنتائج هو أمر تعسفى.[94]

و يحدد تصنيف كارول كوردس وتوماس دو جيرتى خمس فئات:

جسمانية
وجدانية
بينية شخصية
فئة التصرفات
سلوكية
و يمكن رصد هذه الفئات على مستوى الفرد والتفاعلات الاجتماعية وتنظيم العمل.[95]

الفئة الجسمانية والوجدانية
إن الإصابة بالأمراض النفسية والجسمانية تظهر إلى أي درجة يمكن لمتلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي يمكن أن تكون مدمرة.فالشعور بالتعب والانهاك و “الفراغ” هو أكثر الأعراض الممثلة لهذه المتلازمة[96] · .[97] إن الأشخاص المصابين بدرجة عالية من الإنهاك الوظيفي يعانون أكثر من الاضطرابات أثناء النوم[98] ومن تعب أكبر في الاستيقاظ.فالتعب المتصل بمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي لا يكون مؤقتا ويختفي بعد فترة من الراحة؛ ولكنه تعب مزمن.[99]

و تظهر متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي أيضا في شكل اضطرابات جسدية. و تؤكد دراسة طولية أجراها جيكوب ولبن على 245 معلم كندي أنه لايمكن التنبؤ بظهور الأعراض الجسمانية إلا بعد مرور عام على ظهور المتلازمة نفسها.[100] و قد توصل اري شيروم إلى نتائج مماثلة عند تطبيق الدراسة على معلمين إسرائيليين.[101]

و يصاحب متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي آلام أو شكاوى من بعض الأعراض ،على سبيل المثال :

آلام البطن ,
آلام العضلات والعظام وبصفه خاصه آلام الظهر,
اضطرابات نفسيه جسمانية مثل :القرحة , و اضطرابات في الجهاز الهضمى في بعض الحالات,[102]
ظهور أعراض الضغط التقليدية يصاحبها التعرق والقلق.. الخ,
نقص الدفاعات المناعية[103] · ,[104]
ويليه نزلات برد لفترات طويلة[105] · [106]..
إن المرضى المصابين بالانهاك الوظيفي، يرتفع لديهم معدل ضربات القلب أثناء الراحة، وذلك مقارنة بالمجموعة الضابطة.[107] و تشير الدراسات الطولية إلى أن هؤلاء المصابين بمتلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي الحاد , يعانون أيضا من ارتفاع مستوى الكولسترول , و الدهون الثلاثية , و حمض اليوريك , و من خلل في المخطط الكهربائى للقلب.[108] و يصاحب متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول خلال نهار العمل.[109] كذلك فإنه يسبب الالتهابات التي تؤدي إلى تصلب الشرايين[110] و قد يتسبب أيضا في الإصابة بمرض السكر من الدرجة الثانية.[111] و تعرض هذه التغيرات الكيميائية الحيوية الفرد لمخاطرأمراض القلب و الأوعية الدموية.[112]

فئة المواقف والسلوك

تعتبر مهنة التدريس من المهن التي يعانى العاملين بها من متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي..
و تتنوع المظاهر السلوكية لمتلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي، فيمكن ملاحظاتها على مستوى الفرد وعلاقاته وبيئة العمل.

على المستوى الفردى
إذا كانت متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفي، في مرحلتها الأولية، مصحوبة بفترة من النشاط الزائد تظهر في الممارسات الرياضية، فإن المتلازمة تكون مرتبطة باسلوب حياة غير صحي[113] · [114] · [115].. وقد اكتشفت سوزان جاكسون ,في بحث لها أجرته على أطباء فرنسيين,[116] وجود علاقة هامة بين الإنهاك الوجداني وشرب الكحول.

و قد تمت ملاحظة هذه العلاقة نفسها بين مختلف الفئات المهنية، مثل أطباء الأسنان[117] والعاملين في الخدمات الاجتماعية[118] أو سائقى النقل في المدن.[119]

و بصفة عامة، يحدث انخفاض في الموارد النفسية:[120]

تدنى في تقدير الذات
حالة من الحزن
اليأس
القلق.[121]
و يشير بلايك اشفورث ان حالة الإنهاك الوجداني و سلب الشخصية لدى مديرى أعمال الخدمة الاجتماعية يتبعها شعور بالعجز. و من تلك الظواهر أيضا نلاحظ الاضطرابات المعرفية[122]..

على مستوى الحياة الخاصة
تؤثر متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى بشكل كبير على الحياة الخاصة. و مما يتناقض مع فكرة انفصال العمل عن الحياة الخاصة واستقلال كل منهما عن الآخر، أن هذه المتلازمة لها عواقبها على الحياة العائلية والحياة الاجتماعية بصورة عامة.

و قد ذكرت كريستينا ماسلاك في التقارير الأولية لملاحاظاتها[123] أن متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى تتسبب في حدوث حالات طلاق؛ حيث يكون الإنهاك الوظيفي الذي يعانى منه الزوج بسبب التهديدات بإعادة الهيكلة و خفض عدد الموظفين، له تأثير مباشرعلى على توترالزوج مع زوجته ويزيد من السلوكيات والتصرفات السلبية تجاهها.[124] و قد وجدت أيالا باينز و كرستينا ماسلاك[125] في دراسة أجريت على مئة واثنين و أربعين زوج وزوجة أن المصابين بالانهاك الوظيفي لا يسعون فقط للانعزال عن أصدقائهم، بل أن أزواجهم يشيرون إلى تعاملهم مع أطفالهم بطريقة “مهنية”.

و أثناء إجراء دراسة مستفيضة على حوالى 1850 حالة ممن يعانون من متلازمة الاحتراق النفسى الوظيفى، اكتشف ييور اتزيون أن معدل الانتحار بين هؤلاء الأفراد يثير القلق بشكل غير طبيعى.[126]

على مستوى العمل
و تساهم هذه المتلازمة في زيادة الشعور بعدم الرضا في العمل[127] و تراجع الالتزام به[128] · .[129] و تكشف دراسات طولية أن الأشخاص المصابين بالانهاك المهنى يكونون أقل انخراطا في العمل ولديهم رغبة كبيرة أكثر من الآخرين في ترك وظائفهم[130] · .[131] كذلك فإن قياس الإنهاك الوجدانى لدى بعض المعلمين بمقياس “ماسلاك للاحتراق النفسي” يتنبأ ليس فقط بنيتهم في ترك العمل ولكن أيضا بتركهم له بالفعل.[132]

و تؤدي متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفى إلى تدهور العلاقات بين زملاء العمل وأيضًا مع الزبائن والتلاميذ و المرضى. فنرى أن الأطباء المصابين بالإنهاك الوظيفى الشديد يجيبون على أسئلة المرضى بشكل أقل، بل ويتجاهلونها( على سبيل المثال، لا يناقشون مع المرضى خيارات العلاج المختلفة ) و يقترفون أخطاء″ لا يمكن أن ترجع إلى قصور في المعرفة أوفى الخبرة.[133]

و يعد اتخاذ المصاب بالإنهاك الوجدانى أي قرار أمرًا يكلفه الكثير؛ حيث يؤدي سلب الشخصية و الميل إلى السخرية إلى اتـخــاذ قـرارات بعيدة عن الشخصية بل انها تَصِم صاحبها. و قـد أجـري جــاك لوجيـرون أبـحـاثا بـهــــدف اختبـارالتـأثـيرالمباشر لمتـلازمـة الاحتراق النـفسـي الوظيفى عــــلي اتخــاذ القـرارات.

و قــد تـم اخـتبـار حالات افتراضية من خلال عمل مـحاكـاة يُطـلب فيها من المـشـاركين التصرف ازاء حـالة افتـراضـية يأخذون فيها دورالعميـل أو المـريض. و يـبـيـن مينريـث أن العامـليـن فـي مـجـال الخـدمـات الاجتماعية المعنية بـحمـايـة الطفـل يتخـذون القـرارات بـشـكـل أسـرع في حـالـة تعرض طـفـل للخـطـر، بـل ويتـمسـكـون بـها بـشدة ؛ إذا كانوا يشـعـــــرون بالاحتراق النـفسـي الوظيفى. كما يوضح أيضا أن بعض الأطباء المصابين بدرجه عالية من الإنهاك الوجدانى يتخذون تجاه المريض قرارات أقل تكلفه في الوقت والطاقة و الاستنفاد الوظيفى في المستقبل.و تتفاقم هذه الظاهرة لاسيما ان كان هذا المريض لا يلتزم بالتعليمات.[134] و هكذا فإن الاحتراق النفسى يشير إلى مرض اجتماعى حقيقى، وينبهنا إلى المخاطر التي تهدد مجال العمل.[135]

في المجال الثقافي

اتخذت الكثير من الأفلام متلازمة الاحتراق النفسي موضوعاً لها. و قد كان فيلم الرسوم المتحركة “نساء على حافة أزمة الضغط”، الذي تم عرضه في عام 1993، أول فيلم يتناول مشكلة الضغط في العمل. كما تناول هذا الموضوع برنارد كازيديباتس في فيلمه الوثائقي “حالات تحرش” في عام 2002. كما تناولت الأفلام الطويلة هذه الفكرة : فيلم “إنهم لم يموتوا ولكنهم أصيبوا جميعاً” لطونى بورنوت ومارك انطوان ومارك انطوان روديل في عام 2005، و “الساطور” (2005) لكوستا غافراس، و فيلم “الجدول الزمني” (2001) للوران كانتى، وكذلك ظهرت بشكل أقل في “عنف المعاملات في بيئة معتدلة” لجون مارك موتو في عام 2004.

و في فترة الألفينيات، ازدادت الأفلام الوثائقية المتعلقة بهذا الموضوع :” أنا أعاني (كثيراً) في العمل : ضغط ،وتحرش ،وعنف” ل جان ميشيل كاريه في عام 2007 ،و “راتب المعاناة : التحرش المعنوى في العمل” التي قامت بإخراجه ماري كريستين جمبارت في عام 2001، و “العمل حتي الموت” ل بول موريرا (2007). و أخيراً، فقد قام المعهد الوطني للبحوث و السلامة (INRS ) بتقديم أفلام للتوعية مثل “الضغط في العمل”، “إنها مشكلة فشل فردية”، “قليل من الضغط”، “هذا لا يمكن أن يسبب ضررا”، “ليس باستطاعتنا شيء في مواجهة الإجهاد”.[136]

قائمة المصادر المراجع
^ “Al-Qamoos القاموس – English Arabic dictionary / قاموس إنجليزي عربي”. www.alqamoos.org. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 28 مايو 2019.
^ (L’épuisement professionnel : « la brûlure interne », p. 142).
^ (Burn Out : Quand le travail rend malade, p. 7).
^ (Journal of Social Issues, p. 159-165).
^ (Burnout: The High Cost of High Achievement, p. 198).
^ (swissburnout.ch).
^ (Journal of Social Issues, p. 160).
^ (Burnout: The High Cost of High Achievement, p. 14-15).
^ (Psychologie de l’identité, p. 17-32).
↑ أ ب (Banishing Burnout, p. 148).
^ (Burnout: The High Cost of High Achievement, p. 145).
^ (tsr.ch).
^ (Les états d’épuisement, p. 2675-2681)
^ (A syndrom produced by divers noucuous agents, vol. 138)
^ (Voodoo death)|loc=vol. 44|id=WBCvoodoo}}
^ (Professional Burnout: Recent Developments in Theory and Research, p. 65-67).
^ (Burnout: Summary and Future Research, p. 5-28).
^ (Career Ladders of Mental Health Professionals, p. 12-18).
^ (Professional Burnout: Recent Developments in Theory and Research, p. 64).
↑ أ ب (Maslach Burnout Inventory Manual).
^ (Histoire de la psychologie, p. 92).
^ (Professional Burnout: Recent Developments in Theory and Research, p. 293-297).
^ (Professional Burnout: Recent Developments in Theory and Research, p. 65).
^ (The Anatomy of Mediation, p. 137-139).
^ (Le burnout, p. 124-136).
^ (La gestion des ressources humaines, p. 685-701).
^ (Maslach Burnout Inventory Manual, p. 25).
^ (Maslach Burnout Inventory Manual, p. 5).
^ (Burn-out) : L’épuisement professionnel|id=fr I|p=118}}.
^ (Dehumanisation of Humanity, p. 5-18).
^ (Psychologie de l’identité, p. 9-10).
^ (Jocks and Burnouts, p. 24-25).
^ (Psychologie de l’identité, p. 145-149).
^ (Professional Burnout: Recent Developments in Theory and Research, p. 182-184).
^ (Maslach Burnout Inventory Manual, p. 36-37).
^ (Histoire de la psychologie, p. 105).
^ (Histoire de la psychologie, p. 97).
^ (Histoire de la psychologie, p. 99).
^ (Professional Burnout in Human Service Organizations, p. 48-67).
^ (Staff Burnout, p. 7-54).
^ (Psychologie de l’identité, p. 159-162).
^ (Beyond Burnout, p. 218-227).
^ (psychologyinspain.com).
^ (coping.org).
^ (Professional Burnout in Human Service Organizations, p. 147).
^ (Projektmanagement. Planung und Kontrolltechniken, p. 145-168).
^ (Le burnout, p. 202-207).
^ (Career Burnout, p. 35).
^ (Couple Burnout, p. 132).
^ (Career Burnout, p. 219).
^ (Couple Burnout, p. 17-25).
^ (Career Burnout, p. 144-165).
^ (Burnout: The High Cost of High Achievement, p. 173).
^ (Professional Burnout in Human Service Organizations, p. 204).
^ (Le burnout, p. 48).
^ (Understanding and Preventing Teacher Burnout, p. 277).
^ (Health Workers and Aids, p. 376).
^ (Managerial criteria of successful small business, p. 19).
^ (Career Burnout, p. 42).
^ (Stress and Strain in Organizations, p. 170).
^ (Psychologie de l’identité, p. 104).
^ (Organizational Diagnosis and Assessment, p. 54).
^ (La gestion des ressources humaines, p. 692).
^ (Maslach Burnout Inventory Manual, p. 5-8).
^ (The Burnout Companion To Study And Practice, p. 17-19).
^ (Professional Burnout in Human Service Organizations, p. 138-205).
^ (Managerial criteria of successful small business, p. 22-35).
^ (The Burnout Companion To Study And Practice, p. 25-32).
^ (From Detached Concern to Empathy, p. 34-37).
^ (Burnout: Summary and Future Research, p. 33-40).
^ (Organizational Diagnosis and Assessment, p. 254-268).
^ (Méthodes, évaluation et recherche en psychologie clinique, p. 104-124).
^ (Le Burnout) – Crise Ou Chance ?|id=fr C|p=46-74}}.
^ (Vaincre le Burnout, p. 18-24).
^ (travail-solidarite.gouv.fr).
^ (inrs.fr).
^ (Health Workers and Aids, p. 7-22).
^ (Quand le corps dit non, p. 47-68).
^ (Understanding and Preventing Teacher Burnout, p. 180-186).
^ (Burn-out : le détecter et le prévenir, p. 95-98).
^ (Individualismus der modernen Zeit, p. 122-123).
^ (Guide des sciences expérimentales. Méthodes et démarches, p. 180-182).
^ (Burn-out et stress post-traumatique, p. 45-58).
^ (Stress, Appraisal, and Coping, p. 338-358).
^ (Individualismus der modernen Zeit, p. 45-58).
^ (Guide des sciences expérimentales. Méthodes et démarches, p. 192-196).
^ (The Burnout Companion To Study And Practice, p. 80-95).
^ (L’objectivation perceptive : Méthode et théorie, p. 80-87).
^ (Jocks and Burnouts, p. 147-168).
^ (Le Burnout) – Crise Ou Chance ?|id=fr C|p=142-148}}.
^ (Burn-out : le détecter et le prévenir, p. 89-97).
^ (Maslach Burnout Inventory Manual, p. 17).
^ (Stress and Strain in Organizations, p. 60-64).
^ (Opgebrand: Over de achtergronden van werkstress, p. 94).
^ (Academy of Management Review, p. 639-644).
^ (Prediction of Burnout, p. 82-87).
^ (Stress and Strain in Organizations, p. 170-175).
^ (Das Burnout-Syndrom, p. 99-108).
^ (Adrenal Fatigue, p. 274-277).
^ (Human Relations, p. 193-195).
^ (Organizational Diagnosis and Assessment, p. 345-352).
^ (Projektmanagement. Planung und Kontrolltechniken, p. 80-85).
^ (International Review of Industrial and Organizational Psychology, p. 218-222).
^ (Simulation Modeling And Analysis With Arena, p. 347-358).
^ (Historical and Current Perspectives on Stress and Health, p. 145-148).
^ (Occupational Stress, p. 258-260).
^ (Das Burnout-Syndrom, p. 122-134).
^ (Stress and Strain in Organizations, p. 204-215).
^ (Simulation Modeling And Analysis With Arena, p. 288-292).
^ (International Review of Industrial and Organizational Psychology, p. 225-226).
^ (Organizational Diagnosis and Assessment, p. 158).
^ (Historical and Current Perspectives on Stress and Health, p. 153-165).
^ (L’Internationalisme scientifique sciences pures et lettres, p. 53-55).
^ (Projektmanagement. Planung und Kontrolltechniken, p. 100-103).
^ (Simulation Modeling And Analysis With Arena, p. 299-307).
^ (Troubles fonctionnels et somatisation, p. 17-38).
^ (L’Internationalisme scientifique sciences pures et lettres, p. 50-52).
^ (Simulation Modeling And Analysis With Arena, p. 308-314).
^ (Projektmanagement. Planung und Kontrolltechniken, p. 17-25).
^ (Psychologie de l’identité, p. 128-132).
^ (Sozialpsychologie der Partnerschaft, p. 33-34).
^ (Role Transitions in Organizational Life, p. 48-97).
^ (Psychology for Our Times, p. 247-284).
^ (Couple Burnout, p. 25-39).
^ (Experiencing Social Psychology, p. 258-301).
^ (Managerial criteria of successful small business, p. 44-47).
^ (Human Relations, p. 205-206).
^ (Burnout erfolgreich vermeiden, p. 148-152).
^ (Projektmanagement. Planung und Kontrolltechniken, p. 48-65).
^ (Psychology, p. 574-603).
^ (The Sociology of Cities, p. 325-387)
^ (La gestion des ressources humaines, p. 545-562).
^ (L’erreur médicale, p. 148-184).
^ (Vaincre le Burnout, p. 154-168)
^ (La gestion des ressources humaines, p. 682)
^ (inrs.fr).

أعظم القادة العسكريين في تاريخ الإسلام بعد محمد بن عبدالله


طلاب الجامعات في سيدني لا يعرفون شيئًا عن عمر بن الخطاب ولكن على طلاب جامعاتنا أن يعرفوا كل شيء عن نابليون وهتلر!

طلاب المدارس في ستوكهولم لا يعرفون شيئًا عن غزوة بدر ولكن على طلابنا أن يعرفوا تفاصيل الحرب بين امريكا واليابان !
الأسوأ من هذا أننا نقدم شخصيات الآخرين لأبنائنا على أنهم قدوات
مارغريت تاتشر امرأة حديدية فماذا عن خديجة بنت خويلد
الاسكندر فاتح عظيم فماذا عن عمر هادم إمبراطوريتي الروم والفرس في عامين
الخنساء أهم من أغاثا كريستي
وخالد بن الوليد أهم من نابليون
عثمان بن عفان أهم من بيل غيتس
الشافعي أهم من مارتن لوثر
وعبد الرحمن الداخل أهم من لويس السادس عشر
وعمر بن عبد العزيز أهم من ريكاردوس قلب الأسد
قصة أصحاب الأخدود أجمل من قصة ليلى والذئب
وقصة ماشطة ابنة فرعون أجمل من قصة رابونزيل
وقصة موسى مع فرعون أجمل من قصة روبن هود
وقصة الثلاثة أصحاب الغار أجمل من قصة بياض الثلج
وقصة الإسراء والمعراج أجمل من ملحمة الإلياذة
ولكن رغم هذا لا بأس أن يعرف أولادنا عن نابليون ولوثر وريكاردوس ولويس وأغاثا وجيفارا ولكن البأس أن يعرفوهم أكثر مما يعرفون خالد وخديجة وفاطمة وعمر وعثمان

أعظم القادة العسكريين في تاريخ الإسلام بعد الرسول صلي الله عليه وسلم :

1- خالد بن الوليد القرشي العربي رضي الله عنه قاهر الفرس والروم

2-طارق بن زياد البربري صاحب أشهر فتح في تاريخ الإسلام وهو فتح الأندلس وأعظم شخصية في التاريخ الأموي ككل

3- صلاح الدين الأيوبي الكردي الفارس النبيل قاهر الصليبيين وأعظم المحررين المسلمين

4- السلطان محمد الثاني الفاتح التركي فاتح القسطنطينية ومذل الروم وعبدة الصليب والذي لم يعز المسلمون في عهد من العهود كما في عهده

5- سيف الدين قطز قاهر المغول والذي كبد المغول الذين لم يخسروا أي معركة في تاريخهم هزيمة منكرة ومنقذ العالم الإسلامي من الزحف المغولي الهمجي المدمر

6- نور الدين محمود زنكي التركي الملك الزاهد التقي والذي لقب بسادس الخلفاء الراشدين وله الفضل الأكبر في قيام دولة الأيوبيين وكذلك استرجاع بيت المقدس

7- أمير المسلمين يوسف بن تاشفين البربري الأمير التقي العادل الورع مؤسس دولة المرابطين العظمى وبطل معركة الزلاقة التي زادت في عمر الأندلس أربعة قرون ثم قضاءه على أمراء الطوائف

8- الظاهر بيبرس قاهر الصليبيين والمغول في معركة المنصورة ومعركة عين جالوت العظمى رفقة قطز وكذلك معركة الأبلستين وقضاءه على الحشاشين واستيلاءه على إمارة أنطاكية الصليبية

9- عقبة بن نافع الفهري العربي بطل فتوح شمال إفريقيا وأشهرهم كان ذا شجاعة فائقة وجرأة كبيرة أكسبته احترام أعداءه من الروم والبربر وهو أحد المسببين في اسلام الشمال الإفريقي والإسلام في إفريقيا بصفة عامة

10- سعد بن أبي وقاص القرشي العربي رضي الله عنه وهو من العشرة المبشرين بالجنة وبطل معركة القادسية العظيمة التي قصمت ظهر الفرس وكانت سببا في سقوط الإمبراطورية الفارسية الساسانية العظمى

11- قتيبة بن مسلم الباهلي العربي فاتح خوارزم وبخارى وسمرقند أوصل الإسلام إلى حدود الصين وهو أقصى ما وصل إليه الإسلام من تلك الناحية

12- ألب أرسلان التركي فاتح آسيا الصغرى وأرمينيا وجورجيا وبطل معركة ملاذكرد التي أذلت الروم

13- سليمان القانوني التركي في عهده وصلت الدولة التركية إلى ما لم تصله من قبل ومن بعد فاستطاع أن يفتح بلغراد ثم جزيرة رودس ثم بلاد المجر ووصلت جيوش العثمانيين في عهده إلى أسوار فيينا عاصمة النمسا

14- يعقوب المنصور الموحدي البربري بطل معركة الأرك في الأندلس والتي أجلت سقوط الأندلس لثلاثة قرون أخرى وكان ملكل لأقوى دولة أسست في المغرب الإسلامي وهي دولة الموحدين والتي حكمت جميع الشمال الإفريقي ماعدا مصر وحكم أغلب بلاد الأندلس
15- عمرو بن العاص رضي الله عنه كان داهية من دهاة العرب فتح مصر

مجزوءة الفاعلية والإبداع:ملخص دروس التقنية والعلم,الشغل,التبادل ,والفن

1-مادة الفلسفة

2-المستوى الأولى باكالوريا

3-دروس الأسدس الثاني

4-مجزوءة الفاعلية والإبداع

5-الموضوع التقنية والعلم

6-الأستاذ محمد بضاض

أولا مفهوم التقنية والعلم

إشكال المحور

  • ماهیة التقنیة ؟
  • ما الذي یجعل التقنیة خاصیة إنسانیة ؟
  • ما الفرق بین التقنیة عند الإنسان وتلك الموجودة عند الحیوانات ؟

تحلیل نص شبنغلر: مفهوم التقنیة

مؤلف النص

شبنغلر (1880 – 1936) فیلسوف ألماني اهتم بدراسة الحضارة في إطار فلسفة التاریخ. من كتبه ”انحطاط الغرب “ و “الإنسان و التقنیة”.

إشكال النص

  • ما التقنیة ؟
  • وما الفرق بین التقنیة عند الإنسان والتقنیة عند الحیوان؟
  • وبأي معنى یمكن اعتبار التقنیة خاصیة إنسانیة ؟

أطروحة النص

تعتبر التقنیة خاصیة إنسانیة مرتبطة بالوجود الإنساني منذ القدم. و إذا كنا نتحدث عن التقنیة عند الحیوان، فهي تظل مجرد خطة حیویّة للدفاع عن نفسه، كما أنها محكومة بمحددات غریزیة، بینما ترتبط التقنیة عند الإنسان بالعقل والفكر مما یجعلها خطة للحیاة، أي أنها استراتیجیة هادفة وموجهة للسلوك  البشري.

مفاهیم النص

خطة حیویة / خطة حیاة

خطة حیویةخطة حیاة
الغریزة
الهدف حیوي مرتبطة بالحفاظ على بقاء الجسم
الحیوان
الفكر / التأمل
الهدف هو تنظیم الوجود الإنساني
الإنسان

← التقنیة عند الحیوان مرتبطة بالغریزة فقط، فهي مجرد عملیات وسلوكات غریزیة یقوم بها الحیوان من أجل المحافظة على وجوده الطبیعي. أما عند الإنسان فالتقنیة ترتبط بالفكر والعقل، فهي تلك التأملات والمخططات والاستراتیجیات الفكریة التي تقف وراء السلوكات البشریة وترسم لها غایاتها.

التقنیة / اللآلة

یرى “شبنغلر“ أن هدف التقنیة لیس هو صنع الأدوات والآلات في حد ذاتها. كما یرى أنه لاینبغي فهم التقنیة من خلال وظیفة الأداة، بل ینبغي اعتبار  التقنیة خطة حیاة، أي أنها تلك الأهداف والمخططات والاستراتیجیات التي تقف وراصنع الآلات. وهذا یعني أن التقنیة هي فكر وسلوك هادف ولیست مجرد موضوعات أو آلات خارجیة.

حجاج النص

للدفاع عن أطروحته القائلة بأن التقنیة هي خطة حیاة، استخدم صاحب النص مجموعة من الأسالیب الحجاجیة ارتكزت على الدحض والإثبات والمقارنة.

أسلوب الدحض

المؤشرات اللغویة الدالة علیه:

  • علینا ألا ننطلق من …. ولا من المفهوم الخاطئ …
  • بل هي …
  • یظهر لنا الخطأ الثاني ….
  • لا نفهم التقنیة من خلال…
  • إن مایهم لیس هو … ولا … .
  • فما یهم لیس …
  • ولا انطلاقا من…

مضمونه: دحض صاحب النص تصورین اعتبرهما خاطئین للتقنیة، الأول یعتبر أن هدف التقنیة هو صنع الأدوات والآلات، والثاني یفهم التقنیة من خلال الوظائف التي تقوم بها الآلات وكیفیة استخدامها.

أسلوب الإثبات

المؤشرات اللغویة الدالة علیه:

  • إن التقنیة ترجع في الواقع إلى …
  • وإذا أردنا أن … فعلینا الانطلاق من…
  • إنها …
  • إن التقنیة هي …
  • إن كل آلة ….
  • كل وسائل نقلنا ولدت انطلاقا من …

مضمونه:

  • التقنیة تعود إلى أزمان غابرة .
  • دلالة التقنیة مرتبطة بالروح أو النفس ،وهي ما یجعلها بالمعنى الدقیق خاصیة إنسانیة.
  • التقنیة في مستواها الإنساني هي خطة حیاة، أي أنها تلك المخططات الفكریة والتأملات التي تسبق صنع الآلات.
  • التقنیة لیست أدوات وموضوعات، بل هي أفكار تحدد أهدافا مرسومة سلفا لتلك الأدوات والموضوعات.
  • كل آلة هي نتاج لسیرورة من التأملات التي تسبق وجودها وتحدد أهدافها مسبقاٌ.

أسلوب المقارنة

المقارنة بین نمط حیاة الحیوان ونمط حیاة النبات: الغرض من ذلك هو إثبات أن التقنیة تمیز حیاة الحیوان دون النبات، لأن الأول یفعل في الطبیعة ویمتلك استقلالا إزاءها. وهنا تظهر فاعلیة الحیوان، بینما لا یتمتع النبات بهذه الخاصیة.

المقارنة بین الإنسان والحیوان: الغرض منها هو تمییز التقنیة عند الإنسان عنها عند الحیوان، فهي عند الحیوان مجرد خطة حیویة، أي سلوكات غریزیة هدفها الحفاظ على بقاء النوع. أما عند الإنسان فتعتبر التقنیة خطة للحیاة، أي أنها مرتبطة بالفكر وقائمة على التأمل ورسم أهداف للسلوك البشري.

تحلیل نص مارتن هیدغر: ما التقنیة ؟

إشكال النص

أین تكمن ماهیة التقنیة ؟

أطروحة النص

لا تتحدد ماهیة التقنیة حسب هیدغر في اعتبارها أدوات وآلات ناتجة عن العلم وعن سیطرة الإنسان باعتباره سیدا على الطبیعة، بل إن ماهیة التقنیة تكمن في اعتبارها نمط وجود إنساني لم یعد الإنسان یتحكم فیه، بل أصبح خاضعا للفكر التقني الذي یسعى إلى الكشف عن أسرار الطبیعة واستخراج مواردها.

مفاهیم النص

  • التقنیة / العلم: العلم لا یؤسس التقنیة ،بل على العكس من ذلك إن جذوره توجد في جوهر التقنیة.
  • التقنیة / الإنسان: لم یعد الإنسان حسب هیدغر كائنا حرا صانعا للأدوات ومتحكما فیها ویسخرها لتحقیق غایاته. بل إن هذا البعد الغائي یختفي في التقنیة في صورتها المعاصرة، لیحل محله البعد الآلي الذي أصبحت معه للتقنیة منطقها الخاص الذي ینفلت من سیطرة الإنسان.
  • التقنیة / الحدوث/ الكون: الحدوث هو كشف ومساءلة للطبیعة من أجل استخراج طاقاتها ومكنوناتها اعتمادا على نوع من القسر والتحریض و الاستثارة.

حجاج النص

اعتمد هیدغر في عرض أطروحته على أسلوبي الإثبات والنفي:

أسلوب الإثبات

المؤشرات اللغویة الداة علیه:

  • إن تحدیدي لماهیة التقنیة هو…
  • إنني أرى أن… وأن أمرا… وأن هذه العلاقة…
  • أرى في ماهیة التقنیة…

أسلوب النفي

المؤشرات اللغویة الدالة علیه:

  • ولیس العكس…
  • لا مجال للحدیث عن…
  • لا یمكن أن یتم ذلك…

مضمون الأسلوبین

  • التقنیة هي التي تؤسس العلم ولیس العكس.
  • الإنسان لا یتحكم في التقنیة بل إنها تتجاوزه.
  • التقنیة هي كشف لأسرار الطبیعة وطاقاتها.
  • لا یدین هیدغر التقنیة ولا یرفضها، بل یرید فقط أن یعرف ماهیتها وحقیقتها.

ینفي هیدغر أن یتم فهم ماهیة التقنیة في إطار علاقة الذات بالموضوع، والذات هنا هي الإنسان والموضوع هو التقنیة. ومعنى النفي هنا هو أن التقنیة لا تتحدد من خلال سیطرة الإنسان على الآلات التقنیة وتسخیرها لغایات یرسمها بشكل حر، بل إن التقنیة انفلتت من مراقبة الإنسان، وأصبح لها مسارها ومنطقها الخاص الذي یتجلى في الكشف عن الطاقات الموجودة في الطبیعة بشكل تراكمي ولامحدود.

خلاصة عامة للمحور

یتعلق هذا المحور بإشكال رئیسي هو تحدید ماهیة التقنیة: فما هي التقنیة ؟ وبأي معنى یمكن اعتبارها خاصیة إنسانیة ؟

في إطار الإجابة عن هذا الإشكال تعرفنا على أطروحتین متكاملتین: الأولى لشبنغلر وفیها یعتبر أن التقنیة قدیمة، وأنها تمیز نمط حیاة الحیوان عن نمط حیاة النبات، إذ أن الأول یمارس فاعلیته على الطبیعة في حین أن الثاني یستسلم لقوانینها. غیر أن شبنغلر یمیز بین التقنیة عند الإنسان واعتبارها خطة للحیاة و ممارسة فكریة هادفة، بینما تظل التقنیة عند الحیوان مجرد خطة حیویة، أي نظام للسلوك مرتبط بمحددات غریزیة. أما الثانیة فهي لهیدغر الذي یلتقي مع شبنغلر في التأكید على أن التقنیة لیست مجرد أدوات أو آلات، بل هي ذلك الفكر الذي یرتبط بالعلم والذي أصبح یسیطر على الحیاة الإنسانیة، والذي یتمیز بسیرورة خاصة به هدفها الرئیسي هو استفزاز الطبیعة وتحریضها وإرغامها على البوح بأسرارها وطاقتها الخفیة.

المحور الثاني: التقنية والعلم
إشكال المحور
كيف تتحدد العلاقة بين العلم و التقنية ؟ و ما هي النتائج المترتبة عن هذه العلاقة على الحياة الإنسانية والطبيعية ؟
تحليل نص إدغار موران : التقنية-العلم كسيرورة
إشكال النص1-
ماهي علاقة التقنية بالعلم ؟
و ما علاقتهما بالمجتمع ؟
أطروحة النص2-
يبين إدغار موران أن التقنية و العلم و المجتمع يشكلون سيرورة دائرية، و أن بينهما علاقات متبادلة ومتداخلة. فالتجريب العلمي يؤدي إلى ابتكار آلات تقنية؛ و هذه الأخيرة تساهم بدورها في إجراء التجارب العلمية و تطويرها، و يرتبط كل هذا بالمصالح الإقتصادية و السياسية للمجتمع الذي يتدخل في سيرورة العلم – التقنية
مفاهيم النص3-
* العلم / التقنية : أية علاقة ؟
هناك علاقة تفاعل وتدا خل قويين بين العلم و التقنية، إذ يساهم كل منهما في إغناء الآخر و تطويره
*
العلم – التقنية و المجتمع : أية علاقة ؟
إن سيرورة العلم – التقنية سيرورة دائرية ترتبط بالأهداف الإقتصادية و السياسية للمجتمع
حجاج النص4-
اعتمد صاحب النص في عرضه لأفكاره على التحليل و التفسير و إعطاء الأمثلة
التحليل انصب على إبراز العلاقة الموجودة سواء بين التقنية و العلم أو بين التقنية و المجتمع
تقديم مثال يتعلق بملاحظة الجزيئات و التلسكوبات
الاعتماد على رسم خطاطة توضح السيرورة التفاعلية الدائرية بين العلم و التقنية و المجتمع و الدولة
تحليل نص جلبيرهوتوا
إشكال النص1-
ماهي المبادىء التي ترتكز عليها استقلالية التقنية ؟ وما هي انعكاسات ذلك على مستوى ثقافة الإنسان وحضارته ؟
أطروحة النص 2-
إن للتقنية منطقها الخاص بها، والذي ينمو بشكل آلي وذاتي دون أن يخضع لأية غاية خارجية. وهذا ما أفقد الإنسان السيطرة على مسار التقنية، وجعل لها انعكاسات سلبية على الثقافة التقليدية والرمزية بحيث أدى إلى إخضاعها أو إعدامها
أفكار النص3-
يبرز لنا صاحب النص أن للتطور التقني منطقه الذاتي، الداخلي و الآلي، والذي لا يخضع لأية غاية خارجية. و هذا خلافا لموقف إدغار موران الذي ربط بين التطور التقني و الأهداف السياسية والإقتصادية للمجتمع
و يؤكد جلبير هوتوا على خضوع الإنسان للتقنية ” بحيث أضحى البشر مجرد منفذين لهذا الأمر التقني الضروري “
لا يمكن في نظر هوتوا اعتبارالتقنية مجرد و سائل و آلات في خدمة الإنسان، بل أصبح الإنسان خاضعا للتقنية التي تتطور و فقا لنظام داخلي خاص بها
إن للتقنية و للقوانين العلمية طابع كوني، كلياني و أحادي البعد، و لذلك فهو كثيرا ما يمارس علاقة إخضاع و سيطرة و إعدام لثقافة المجتمعات .هكذا فالعلم و التقنية لا يشكلان حسب هوتوا ثقافة أصيلة
يعتبر صاحب النص أن التقنية لا تشكل ثقافة أصيلة لأنها عابرة و غير متجذرة في ثقافة و تاريخ المجتمعات. كما أنها أحادية البعد فهي تسيطر على الإنسان و لا تتيح له إمكانية الإبداع و الاختيار بين عدة ممكنات 
هكذا فالثقافة الحقيقية حسب هوتوا هي الثقافة الرمزية و التقليدية المتجذرة في التاريخ، و الموجودة في جماعات مختلفة. أما التقنية فهي في نظره ضد الإنسانية نظرا لما تمارسه من تدمير و إخضاع و سيطرة على الثقافات المحلية
تحليل نص موسكوفيتشي: عمل المهندس
إشكال النص 1-
كيف تتحدد علاقة العلم (الهندسة والحساب) بالعمل التقني؟
أطروحة النص2-
أكد موسكوفتشي على العلاقة القوية بين العلم والتقنية، وذلك من خلال توضيحه كيف أن العمل التقني للمهندس يتطلب إلماما بالعلم الرياضي
مفاهيم النص 3-
* المهندس/الحرفي أوالصانع
إن عمل المهندس يرتكز على مبادىء علمية نظرية، بينما يرتكز عمل الحرفي أوالصانع على مجرد الخبرة أو الممارسة العملية
*
الرياضيات/التقنية: تسمح لنا المفاهيم الرياضية بمعرفة أوزان وأحجام وأشكال الآلات، كما تلعب دورا مهما في الرسم والتصميم والدراسة المتعلقة بالتطبيق التقني.

 4- حجاج النص:

 استخدم صاحب النص مجموعة من الآليات الحجاجية لتدعيم أطروحته:

 أ- آلية العرض والإثبات
* المؤشرات اللغوية الدالة عليها
لم يعد بمقدورنا… إذا لم
– …
بل يتعلق الأمر
لقد أصبح من الضروري
-…
يظهر أن تملك مفاهيم الرياضيات هو الذي
لقد أصبحت وظيفة الرياضيات معترفا بها
وهكذا نجد الرياضيات
عندما يتعلق الأمر… يكون من الضروري
*
مضمونها:
لحل الكثير من المشاكل التي واجهت الحرفيين والصناع، يكون من الضروري على المهندس أن يكون قادرا على استخدام الآلات والتقنيات الميكانيكية.
التأكيد على الارتباط القوي بين العلم (الهندسة والرياضيات) والتقنية (الرسومات والخطاطات والبناءات)، ذلك أن الرياضايات تمكن من تكميم الوقائع الحسية مما يجعل إنجازها أكثر صحة ودقة.
للرفع من أداء الآلات، لا بد من معرفة أوزانها وأحجامها وأشكالها. وهذا يبين العلاقة الوطيدة التي تربط التقنية بالرياضيات؛ إذ أن المعرفة بمفاهيم وقواعد هذه الأخيرة أصبح سمة مميزة للممارسين للتقنية الجديدة.
الاعتراف بوظيفة الرياضيات في تقدم التقنية المعاصرة. فقد أضحت الرياضيات تخترق مهارة المهندس وتشكل عنصرا مكونا لمعرفته بمختلف التقنيات التي تتطلبها ممارسته على أرض الواقع.
تمكن الرياضيات من إجراء التجارب والفحوص القبلية الضرورية لبناء منشىء أو إصلاحه، أو لحل بعض المشاكل التقنية
ب- أسلوب الاستشهاد
لتأكيد دور الرياضيات والهندسة في العمل التقني ، استشهد موسكوفيتشي بأعمال ليوناردو دافينشي في هذا الإطار؛ حيث لجأ هذا الأخير إلى الهندسة لتصميم العجلة المسننة والتروس المخروطة واللولبية… كما لجأ إلى الرياضيات في أبحاثه في الطاقة الهوائية. كما تمكن انطلاقا من قياس أجنحة الوطواط ، من قياس كم الهواء القادر على حمل وزن محدد
هكذا بين موسكوفيتشي انطلاقا من هذه الآليات الحجاجية، أن الممارسة التقنية لعمل المهندس تتطلب إلماما بالعلم الرياضي. من هنا يمكن اعتبار العلم مؤسسا للعمل التقني
المحورالثالث: نتائج تطور التقنية
إشكال المحور
ما نتائج تطور التقنية على وجود الإنسان ؟
ولمذا تحولت إلى قوة مسيطرة على مصيره ؟
تحليل نص ديكارت: السيطرة على الطبيعة
إشكال النص – 1
ما هي نتائج علم الطبيعة على الوجودين الطبيعي و الإنساني ؟ و كيف يجعلنا العلم سادة و مالكين للطبيعة؟
أطروحة النص 2-
إن موقف ديكارت من الفلسفة التأملية النظرية هو موقف تجاوز و قطيعة و رفض، لأنها في نظره فلسفة عقيمة وجوفاء، و لا تنتج عنها أية منافع ملموسة على المستوى العملي
لقد كان لازما على ديكارت الإفصاح عن مبادئ العلم الطبيعي، لأنه اختبر نجاعتها على مستوى حل العديد من المعضلات، و تبين له أنها تؤدي إلى تحقيق منافع كثيرة للناس، و هو ما يجعلها تختلف عن المبادئ التي ترتكز عليها الفلسفة السكولائية التي كانت سائدة في القرون الوسطى
إن الفلسفة العملية المرتبطة بالعلم الطبيعي تمكننا من فهم و معرفة القوانين التي تتحكم في الظواهر، وهي خطوة أساسية للسيطرة عليها و تحويلها إلى منتوجات صناعية وثقافية يستفيد منها الإنسان
هكذا تكمن أطروحة ديكارت في القول بأن العلم الطبيعية يمكننا من معرفة القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية، و هو الأمر الذي يجعل الإنسان يحول الطبيعة لخدمته فيصبح مالكا لها و سيدا عليها
مفاهيم النص3-
* الفلسفة العملية / علم الطبيعة: أية علاقة ؟
علم الطبيعة يضع المبادئ النظرية و القوانين التي تحكم الظواهر الطبيعية، أما الفلسفة العملية فهي التطبيق الواقعي و الترجمة الفعلية لتلك المبادئ، عن طريق تحويل الطبيعة و تسخيرها لخدمة مصالح الإنسان. * معرفة القوانين والسيطرة على الطبيعة: أية علاقة ؟
إن معرفة القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية تؤدي إلى معرفة مكوناتها والعلاقات القائمة بينها، وهو الأمر الذي يسمح باستغلالها واستخدامها لتحقيق أغراض ومصالح الإنسان. هكذا تمكن هذه المعرفة الإنسان من أن يصبح سيدا على الطبيعة ومالكا لها
حجاج النص 4-
استخدم صاحب النص مجموعة من الآليات الحجاجية من أجل الدفاع عن أطروحته
أ- آلية الدحض:

* المؤشرات اللغوية الدالة عليه
– … و مبلغ اختلافها عن المبادئ التي استخدمت إلى الآن…
– … و أنه يمكننا أن نجد بدلا من هذه الفلسفة النظرية … فلسفة عملية…
: مضمونه
يدحض ديكارت الفلسفة التأملية النظرية التي كانت سائدة في القرون السابقة، لأنها فلسفة عقيمة، و غير اختبارية، و غير مفيدة، و لا تؤدي إلى السيطرة على الطبيعة

ب- حجة المنفعة: * المؤشرات اللغوية الدالة عليها
– … وأنا أبدأ باختبارها في مختلف المعضلات الجزئية…
-… لأن هذه المبادىء أبانت لي أنه يمكننا الوصول إلى معارف عظيمة النفع في الحياة…
-… اختراع عدد لا نهاية له من الصنائع التي تجعل المرء يتمتع من دون أي جهد بثمرات الأرض… الغرض الرئيسي منه أيضا حفظ الصحة…
* مضمونه
دافع ديكارت عن علم الطبيعة، وعن الفلسفة العملية المرتبطة به، لأنهما أثبتا فائدتهما على مستوى الواقع الفعلي، وحققا للإنسان عدة منافع؛ كاختراع التقنيات، والتمتع بخيرات الأرض، وتوفير أسباب الراحة، وحفظ الصحة
ج- آلية المثال
لتبيان فائدة العلم الطبيعي، اعتمد صاحب النص على إعطاء مجموعة من الأمثلة من الظواهر الطبيعية : النار، الماء، الهواء، الكواكب، السموات … و الغرض من ذلك هو توضيح أن معرفة مكوناتها و القوانين المتحكمة فيها، يؤدي إلى السيطرة عليها و تسخيرها لخدمة مصالح الإنسان
تحليل نص مشيل سير : ضرورة التحكم في التحكم
إشكال النص 1-
ماهي نتائج تحكم التقنية و العلم الحديث في الطبيعة على مستوى الوجودين الطبيعي و البشري ؟ و كيف ينبغي التحكم في هذا التحكم ؟
أطروحة النص 2-
لقد أدى العلم الحديث إلى التحكم المفرط في الطبيعة، مما أدى إلى ممارسة العنف عليها، و تهديد حياة الإنسان، و تكبيده خسائر فادحة. هكذا يتحتم حسب مشيل سير ضرورة التحكم في هذا التحكم الأول، وذلك عن طريق تقنين و عقلنة سيطرتنا على الطبيعة 
مفاهيم النص 3-
[ التحكم / التملك، العلم و الصناعة ]
 دلالة التحكم و التملك: إن العلم النظري يمكن الإنسان من فهم و معرفة القوانين المتحكم في الظواهر الطبيعية، كما يمكن من ابتكار تقنيات تساعد الإنسان على التحكم في الطبيعة و تسخيرها لخدمة أغراضه و مصالحه
* العلم / الصناعة : أية علاقة ؟
يبرز لنا النص نوعا من التحالف المشترك بين المشروع الصناعي و العلم، و هو التحالف الذي أدى إلى تهديد حياة الطبيعة و الإنسان
 التحكم في التحكم: التحكم الأول هو التحكم الذي نادى به ديكارت مع فجر العصر الحديث، والذي يكون هدفه هو السيطرة على الطبيعة وتملكها إلى أقصى الحدود، وهو ما أدى إلى ممارسة الدمار والعنف عليها وعلى الإنسان. لذلك يدعو ميشيل سير في هذا النص إلى تحكم ثاني، يكون هدفه هو التحكم في التقنية والعلم عن طريق تقنينهما وتوجيههما نحو تحقيق ما هو إيجابي ومفيد بالنسبة للطبيعة والإنسان.حجاج النص –  4
اعتمد ميشيل سير في صياغته لأطروحته القائلة بضرورة إعادة النظر في علاقة الإنسان بالطبيعة، وذلك من خلال إحداث تحكم جديد في التحكم العلمي والتقني الحالي، على مجموعة من الآليات الحجاجية
أ- آلية العرض:
 المؤشرات اللغوية الدالة عليه
– هذا هو شعار ديكارت…
– هذه هي الفلسفة المشتركة…
 مضمونه: يعرض صاحب النص للشعار الذي رفعه ديكارت في فجر العلم الحديث، والمتمثل في الدعوة إلى بذل أقصى الجهود من أجل استخدام العلم والتقنية للسيطرة على الطبيعة وامتلاك طاقاتها ومواردها
ب- آلية النقد:
 المؤشرات اللغوية الدالة عليه
– إن التحكم الديكارتي يؤسس العنف…
– إن علاقتنا الأساسية بموضوع العالم أضحت تتلخص في الحرب…
– إن تحكمنا لم يعد منضبطا ولا مقننا، ويتجاوز هدفه، بل أصبح ضد الإنتاج.
لقد انقلب التحكم الخالص على نفسه. –
إن التحكم لا يدوم طويلا… فيتحول إلى عبودية. –
كما أن الملكية… تنتهي إلى الهدم. –
خلاصة تركيبية للمحور:
لقد أدى التحكم الديكارتي إلى ممارسة العنف على الطبيعة، لأنه تحكم غير مقنن، فهو يلحق أضرارا بالغة على الطبيعة والإنسان مادام أن هدفه هو الإنتاج. إن تحكما كهذا يؤدي إلى نتائج معكوسة، فيجعل الإنسان في موقع الضعف والعبودية إزاء الطبيعة بدل أن يكون في موقع القوة والسيادة، وذلك بسبب تدميره للبيئة الطبيعية التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عليها في حياته. ج- آلية المقارنة:
استخدم صاحب النص مقارنتين:
 الأولى: تمثلت في إقامة نوع من المساواة بين الخسائر التي أدى إليها التحكم التقني للطبيعة والذي بدأ مع ديكارت، وبين الخسائر التي يمكن أن تخلفها حرب عالمية وراءها.
 الثانية: تمثلت في المقارنة بين العلاقة بين الإنسان والطبيعة في القديم وفي الحديث، وذلك بإقامة نوع من التشابه بين العلاقتين؛ ففي القديم كان الإنسان خاضعا للطبيعة وفي حاجة ماسة إليها لتلبية ضرورياته البيولوجية، أما اليوم فيمكن الحديث عن خضوع من نوع ثاني للإنسان تجاه الطبيعة حيث أصبح ضعيفا أمامها وتهدده وتتملكه، وذلك بسبب إفراطه في التحكم فيها بواسطة العلم والتقنية
.

 
  Description : معلومات عن العضو   مجزوءة الفاعلية و الإبداع  
مدخل عام للمجزوءة
إذا كان الإنسان كائنا واعيا و راغبا و اجتماعيا بطبعه، فهو أيضا كائن فاعل و صانع و مبدع. و تتجلى فاعليته الإبداعية على مستوى الطبيعة من خلال سعيه الدائم إلى رسم ذاتيته عليها، و العمل على تغييرها والإستفادة من طاقاتها من خلال ما يخترعه من آلات تقنية . كما تتجلى هذه الفعالية من ظلال الشغل الذي يعتبر خاصية إنسانية، وفاعليته تدخل الإنسان و الطبيعة في علاقة منتجة لقيم نافعة.
و تتجلى أيضا في إبداع الإنسان لمختلف أشكال التبادل سواء المادية أو الرمزية.
كما تتجلى هذه الفاعلية أيضا في الإبداعات الفنية التي يسعى الإنسان من خلالها إلى إبداع عوالم رمزية جديدة، كعالم الشعر و المسرح و الرواية و غير ذلك.
هكذا فالإنسان يسعى من خلال كل هذه الأشكال الإبداعية إلى تجاوز حالات النقص التي تميز وجوده، كما يطمح من خلال ذلك إلى إبراز قدراته و تأكيد ذاته سواء في علاقته بالطبيعة او مع الآخرين .   مفهوم التقنية و العلم


المحور الأول: ماهية التقنية
إشكال المحور
ماهية التقنية ؟
ما الذي يجعل التقنية خاصية إنسانية ؟
ما الفرق بين التقنية عند الإنسان و تلك الموجودة عند الحيوانات ؟

تحليل نص شبنغلر: مفهوم التقنية   مؤلف النص
شبنغلر (1880-1936) فيلسوف ألماني اهتم بدراسة الحضارة في إطار فلسفة التاريخ. من كتبه “انحطاط الغرب ” و ” الإنسان و التقنية “.
إشكال النص1-
ما التقنية ؟ و ما الفرق بين التقنية عند الإنسان و التقنية عند الحيوان؟
و بأي معنى يمكن اعتبار التقنية خاصية إنسانية ؟
: أطروحة النص2-
تعتبر التقنية خاصية إنسانية مرتبطة بالوجود الإنساني منذ القدم . و إذا كنا نتحدث عن التقنية عند الحيوان، فهي تظل مجرد خطة حيويّة للدفاع عن نفسه، كما أنها محكومة بمحددات غريزية، بينما ترتبط التقنية عند الإنسان بالعقل و الفكر مما يجعلها خطة للحياة؛ أي أنها استراتيجية هادفة و موجهة للسلوك البشري.
: مفاهيم النص  3-
:* خطة حيوية / خطة حياة الفكر / التأمل – الهدف هو تنظيم الوجود الإنساني – الإنسانالغريزةالهدف حيوي مرتبطة بالحفاظ على بقاء الجسم – الحيوان خلاصة تركيبية: التقنية عند الحيوان مرتبطة بالغريزة فقط ، فهي مجرد عمليات و سلوكات غريزية يقوم بها الحيوان من أجل المحافظة على و جوده الطبيعي
أما عند الإنسان فالتقنية ترتبط بالفكر والعقل؛ فهي تلك التأملات والمخططات والاستراتيجيات الفكرية التي تقف وراء السلوكيات البشرية وترسم لها غاياتها التقنية / أللآلة

يرى ” شبنغلر ” أن هدف التقنية ليس هو صنع الأدوات و الآلات في حد ذاتها . كما يرى أنه لاينبغي فهم التقنية من خلال وظيفة الأداة، بل ينبغي اعتبار التقنية خطة حياة؛ أي أنها تلك الأهداف و المخططات والاستراتيجيات التي تقف و راء صنع الآلات. وهذا يعني أن التقنية هي فكر و سلوك هادف و ليست مجرد موضوعات أو آلات خارجية
حجاج النص 4
للدفاع عن أطروحته القائلة بأن التقنية هي خطة حياة، استخدم صاحب النص مجموعة من الأساليب الحاجيات ارتكزت على الدحض و الإثبات و المقارنة
 
أسلوب الدحض:
:*
المؤشرات اللغوية الدالة عليه
علينا ألا ننطلق من …. ولا من المفهوم الخاطئ .
بل هي …
يظهر لنا الخطأ الثاني ….
لا نفهم التقنية من خلال
إن مايهم ليس هو … ولا … .
فما يهم ليس …
ولا انطلاقا من
مضمونه:
دحض صاحب النص تصورين اعتبرهما خاطئين للتقنية؛ الأول يعتبر أن هدف التقنية هو صنع الأدوات والآلات، والثاني يفهم التقنية من خلال الوظائف التي تقوم بها الآلات و كيفية استخدامها.
ب – أسلوب الإثبات:
* المؤشرات اللغوية الدالة عليه :
إن التقنية ترجع في الواقع إلى …
وإذا أردنا أن … فعلينا الانطلاق من
إنها …
إن التقنية هي …
إن كل آلة ….
كل و سائل نقلنا و لدت انطلاقا من …
مضمونه:
التقنية تعود إلى أزمان غابرة .
دلالة التقنية مرتبطة بالروح أو النفس، وهي ما يجعلها بالمعنى الدقيقة خاصية إنسانية.
التقنية في مستواها الإنساني هي خطة حياة؛ أي أنها تلك المخططات الفكرية و التأملات التي تسبق صنع الآلات.
التقنية ليست أدوات و موضوعات، بل هي أفكار تحدد أهدافا مرسومة سلفا لتلك الأدوات و الموضوعات.
كل آلة هي نتاج لسيرورة من التأملات التي تسبق و جودها و تحدد أهدافها مسبقاٌ.
ج – أسلوب المقارنة:
* المقارنة بين نمط حياة الحيوان و نمط حياة النبات: و الغرض من ذلك هو إثبات أن التقنية تميز حياة الحيوان دون النبات؛ لأن الأول يفعل في الطبيعة و يمتلك استقلالا إزاءها، و هنا تظهر فاعلية الحيوان، بينما لا يتمتع النبات بهذه الخاصية.
*
المقارنة بين الإنسان و الحيوان : والغرض منها هو تمييز التقنية عند الإنسان عنها عند الحيوان؛ فهي عند الحيوان مجرد خطة حيوية، أي سلوكات غريزية هدفها الحفاظ على بقاء النوع . أما عند الإنسان فتعتبر التقنية خطة للحياة، أي أنها مرتبطة بالفكر و قائمة على التأمل ورسم أهداف للسلوك البشري
تحليل نص مارتن هيدغر: ما التقنية ؟

إشكال النص1- أين تكمن ماهية التقنية ؟
أطروحة النص 2-
لا تتحدد ماهية التقنية حسب هيدغر في اعتبارها أدوات و آلات ناتجة عن العلم، وعن سيطرة الإنسان باعتباره سيدا على الطبيعة، بل إن ماهية التقنية تكمن في اعتبارها نمط و جود إنساني لم يعد الإنسان يتحكم فيه، بل أصبح خاضعا للفكر التقني الذي يسعى إلى الكشف عن أسرار الطبيعة و استخراج مواردها

مفاهيم النص 3-
* التقنية / العلم: العلم لا يؤسس التقنية، بل على العكس من ذلك إن جذوره توجد في جوهر التقنية
*
التقنية / الإنسان: لم يعد الإنسان حسب هيدغر كائنا حرا صانعا للأدوات و متحكما فيها و يسخرها لتحقيق غاياته. بل إن هذا البعد الغائي يختفي في التقنية في صورتها المعاصرة، ليحل محله البعد الآلي الذي أصبحت معه للتقنية منطقها الخاص الذي ينفلت من سيطرة الإنسان
*
التقنية / الحدوث/ الكون
الحدوث هو كشف و مساءلة للطبيعة من أجل استخراج طاقاتها و مكنوناتها اعتمادا على نوع من القسر و التحريض و الاستثارة
حجاج النص 4-
اعتمد هيدغر في عرض أطروحته على أسلوبي الإثبات والنفي
أ- أسلوب الإثبات
* المؤشرات اللغوية الداة عليه
إن تحديدي لماهية التقنية هو
إنني أرى أن… وأن أمرا… وأن هذه العلاقة
أرى في ماهية التقنية
ب- أسلوب النفي:
* المؤشرات اللغوية الدالة عليه:
وليس العكس
لا مجال للحديث عن
لا يمكن أن يتم ذلك
*
مضمون الأسلوبين:
التقنية هي التي تؤسس العلم وليس العكس.
الإنسان لا يتحكم في التقنية بل إنها تتجاوزه.
التقنية هي كشف لأسرار الطبيعة وطاقاتها.
لا يدين هيدغر التقنية ولا يرفضها، بل يريد فقط أن يعرف ماهيتها وحقيقتها
ينفي هيدغر أن يتم فهم ماهية التقنية في إطار علاقة الذات بالموضوع؛ والذات هنا هي الإنسان، والموضوع هو التقنية. ومعنى النفي هنا هو أن التقنية لا تتحدد من خلال سيطرة الإنسان على الآلات التقنية وتسخيرها لغايات يرسمها بشكل حر، بل إن التقنية انفلتت من مراقبة الإنسان، وأصبح لها مسارها ومنطقها الخاص الذي يتجلى في الكشف عن الطاقات الموجودة في الطبيعة بشكل تراكمي ولامحدود.   خلاصة عامة للمحور
يتعلق هذا المحور بإشكال رئيسي هو تحديد ماهية التقنية: فما هي التقنية ؟ و بأي معنى يمكن اعتبارها خاصية إنسانية ؟
في إطار الإجابة عن هذا الإشكال تعرفنا على أطروحتين متكاملتين : الأولى لشبنغلر و فيها يعتبر أن التقنية قديمة، و أنها تميز نمط حياة الحيوان عن نمط حياة النبات، إذ أن الأول يمارس فاعليته على الطبيعة في حين أن الثاني يستسلم لقوانينها. غير أن شبنغلر يميز بين التقنية عند الإنسان و اعتبارها خطة للحياة و ممارسة فكرية هادفة، بينما تظل التقنية عند الحيوان مجرد خطة حيوية؛ أي نظام للسلوك مرتبط بمحددات غريزية
أما الثانية فهي لهيدغرالذي يلتقي مع شبنغلر في التأكيد على أن التقنية ليست مجرد أدوات أو آلات، بل هي ذلك الفكر الذي يرتبط بالعلم و الذي أصبح يسيطر على الحياة الإنسانية، و الذي يتميز بسيرورة خاصة به هدفها الرئيسي هو استفزاز الطبيعة و تحريضها و إرغامها على البوح بأسرارها و طاقتها الخفية   المحور الثاني: التقنية والعلم
إشكال المحور
كيف تتحدد العلاقة بين العلم و التقنية ؟ و ما هي النتائج المترتبة عن هذه العلاقة على الحياة الإنسانية والطبيعية ؟
تحليل نص إدغار موران : التقنية-العلم كسيرورة
إشكال النص1-
ماهي علاقة التقنية بالعلم ؟
و ما علاقتهما بالمجتمع ؟
أطروحة النص2-
يبين إدغار موران أن التقنية و العلم و المجتمع يشكلون سيرورة دائرية، و أن بينهما علاقات متبادلة ومتداخلة. فالتجريب العلمي يؤدي إلى ابتكار آلات تقنية؛ و هذه الأخيرة تساهم بدورها في إجراء التجارب العلمية و تطويرها، و يرتبط كل هذا بالمصالح الإقتصادية و السياسية للمجتمع الذي يتدخل في سيرورة العلم – التقنية
مفاهيم النص3-
* العلم / التقنية : أية علاقة ؟
هناك علاقة تفاعل وتدا خل قويين بين العلم و التقنية، إذ يساهم كل منهما في إغناء الآخر و تطويره
*
العلم – التقنية و المجتمع : أية علاقة ؟
إن سيرورة العلم – التقنية سيرورة دائرية ترتبط بالأهداف الإقتصادية و السياسية للمجتمع
حجاج النص4-
اعتمد صاحب النص في عرضه لأفكاره على التحليل و التفسير و إعطاء الأمثلة
التحليل انصب على إبراز العلاقة الموجودة سواء بين التقنية و العلم أو بين التقنية و المجتمع
تقديم مثال يتعلق بملاحظة الجزيئات و التلسكوبات
الاعتماد على رسم خطاطة توضح السيرورة التفاعلية الدائرية بين العلم و التقنية و المجتمع و الدولة
تحليل نص جلبيرهوتوا
إشكال النص1-
ماهي المبادىء التي ترتكز عليها استقلالية التقنية ؟ وما هي انعكاسات ذلك على مستوى ثقافة الإنسان وحضارته ؟
أطروحة النص 2-
إن للتقنية منطقها الخاص بها، والذي ينمو بشكل آلي وذاتي دون أن يخضع لأية غاية خارجية. وهذا ما أفقد الإنسان السيطرة على مسار التقنية، وجعل لها انعكاسات سلبية على الثقافة التقليدية والرمزية بحيث أدى إلى إخضاعها أو إعدامها
أفكار النص3-
يبرز لنا صاحب النص أن للتطور التقني منطقه الذاتي، الداخلي و الآلي، والذي لا يخضع لأية غاية خارجية. و هذا خلافا لموقف إدغار موران الذي ربط بين التطور التقني و الأهداف السياسية والإقتصادية للمجتمع
و يؤكد جلبير هوتوا على خضوع الإنسان للتقنية ” بحيث أضحى البشر مجرد منفذين لهذا الأمر التقني الضروري “
لا يمكن في نظر هوتوا اعتبارالتقنية مجرد و سائل و آلات في خدمة الإنسان، بل أصبح الإنسان خاضعا للتقنية التي تتطور و فقا لنظام داخلي خاص بها
إن للتقنية و للقوانين العلمية طابع كوني، كلياني و أحادي البعد، و لذلك فهو كثيرا ما يمارس علاقة إخضاع و سيطرة و إعدام لثقافة المجتمعات .هكذا فالعلم و التقنية لا يشكلان حسب هوتوا ثقافة أصيلة
يعتبر صاحب النص أن التقنية لا تشكل ثقافة أصيلة لأنها عابرة و غير متجذرة في ثقافة و تاريخ المجتمعات. كما أنها أحادية البعد فهي تسيطر على الإنسان و لا تتيح له إمكانية الإبداع و الاختيار بين عدة ممكنات 
هكذا فالثقافة الحقيقية حسب هوتوا هي الثقافة الرمزية و التقليدية المتجذرة في التاريخ، و الموجودة في جماعات مختلفة. أما التقنية فهي في نظره ضد الإنسانية نظرا لما تمارسه من تدمير و إخضاع و سيطرة على الثقافات المحلية
تحليل نص موسكوفيتشي: عمل المهندس
إشكال النص 1-
كيف تتحدد علاقة العلم (الهندسة والحساب) بالعمل التقني؟
أطروحة النص2-
أكد موسكوفتشي على العلاقة القوية بين العلم والتقنية، وذلك من خلال توضيحه كيف أن العمل التقني للمهندس يتطلب إلماما بالعلم الرياضي
مفاهيم النص 3-
* المهندس/الحرفي أوالصانع
إن عمل المهندس يرتكز على مبادىء علمية نظرية، بينما يرتكز عمل الحرفي أوالصانع على مجرد الخبرة أو الممارسة العملية
*
الرياضيات/التقنية: تسمح لنا المفاهيم الرياضية بمعرفة أوزان وأحجام وأشكال الآلات، كما تلعب دورا مهما في الرسم والتصميم والدراسة المتعلقة بالتطبيق التقني.  4- حجاج النص:  استخدم صاحب النص مجموعة من الآليات الحجاجية لتدعيم أطروحته:  أ- آلية العرض والإثبات
* المؤشرات اللغوية الدالة عليها
لم يعد بمقدورنا… إذا لم
– …
بل يتعلق الأمر
لقد أصبح من الضروري
-…
يظهر أن تملك مفاهيم الرياضيات هو الذي
لقد أصبحت وظيفة الرياضيات معترفا بها
وهكذا نجد الرياضيات
عندما يتعلق الأمر… يكون من الضروري
*
مضمونها:
لحل الكثير من المشاكل التي واجهت الحرفيين والصناع، يكون من الضروري على المهندس أن يكون قادرا على استخدام الآلات والتقنيات الميكانيكية.
التأكيد على الارتباط القوي بين العلم (الهندسة والرياضيات) والتقنية (الرسومات والخطاطات والبناءات)، ذلك أن الرياضايات تمكن من تكميم الوقائع الحسية مما يجعل إنجازها أكثر صحة ودقة.
للرفع من أداء الآلات، لا بد من معرفة أوزانها وأحجامها وأشكالها. وهذا يبين العلاقة الوطيدة التي تربط التقنية بالرياضيات؛ إذ أن المعرفة بمفاهيم وقواعد هذه الأخيرة أصبح سمة مميزة للممارسين للتقنية الجديدة.
الاعتراف بوظيفة الرياضيات في تقدم التقنية المعاصرة. فقد أضحت الرياضيات تخترق مهارة المهندس وتشكل عنصرا مكونا لمعرفته بمختلف التقنيات التي تتطلبها ممارسته على أرض الواقع.
تمكن الرياضيات من إجراء التجارب والفحوص القبلية الضرورية لبناء منشىء أو إصلاحه، أو لحل بعض المشاكل التقنية
ب- أسلوب الاستشهاد
لتأكيد دور الرياضيات والهندسة في العمل التقني ، استشهد موسكوفيتشي بأعمال ليوناردو دافينشي في هذا الإطار؛ حيث لجأ هذا الأخير إلى الهندسة لتصميم العجلة المسننة والتروس المخروطة واللولبية… كما لجأ إلى الرياضيات في أبحاثه في الطاقة الهوائية. كما تمكن انطلاقا من قياس أجنحة الوطواط ، من قياس كم الهواء القادر على حمل وزن محدد
هكذا بين موسكوفيتشي انطلاقا من هذه الآليات الحجاجية، أن الممارسة التقنية لعمل المهندس تتطلب إلماما بالعلم الرياضي. من هنا يمكن اعتبار العلم مؤسسا للعمل التقني
المحورالثالث: نتائج تطور التقنية
إشكال المحور
ما نتائج تطور التقنية على وجود الإنسان ؟
ولمذا تحولت إلى قوة مسيطرة على مصيره ؟
تحليل نص ديكارت: السيطرة على الطبيعة
إشكال النص – 1
ما هي نتائج علم الطبيعة على الوجودين الطبيعي و الإنساني ؟ و كيف يجعلنا العلم سادة و مالكين للطبيعة؟
أطروحة النص 2-
إن موقف ديكارت من الفلسفة التأملية النظرية هو موقف تجاوز و قطيعة و رفض، لأنها في نظره فلسفة عقيمة وجوفاء، و لا تنتج عنها أية منافع ملموسة على المستوى العملي
لقد كان لازما على ديكارت الإفصاح عن مبادئ العلم الطبيعي، لأنه اختبر نجاعتها على مستوى حل العديد من المعضلات، و تبين له أنها تؤدي إلى تحقيق منافع كثيرة للناس، و هو ما يجعلها تختلف عن المبادئ التي ترتكز عليها الفلسفة السكولائية التي كانت سائدة في القرون الوسطى
إن الفلسفة العملية المرتبطة بالعلم الطبيعي تمكننا من فهم و معرفة القوانين التي تتحكم في الظواهر، وهي خطوة أساسية للسيطرة عليها و تحويلها إلى منتوجات صناعية وثقافية يستفيد منها الإنسان
هكذا تكمن أطروحة ديكارت في القول بأن العلم الطبيعية يمكننا من معرفة القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية، و هو الأمر الذي يجعل الإنسان يحول الطبيعة لخدمته فيصبح مالكا لها و سيدا عليها
مفاهيم النص3-
* الفلسفة العملية / علم الطبيعة: أية علاقة ؟
علم الطبيعة يضع المبادئ النظرية و القوانين التي تحكم الظواهر الطبيعية، أما الفلسفة العملية فهي التطبيق الواقعي و الترجمة الفعلية لتلك المبادئ، عن طريق تحويل الطبيعة و تسخيرها لخدمة مصالح الإنسان. * معرفة القوانين والسيطرة على الطبيعة: أية علاقة ؟
إن معرفة القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية تؤدي إلى معرفة مكوناتها والعلاقات القائمة بينها، وهو الأمر الذي يسمح باستغلالها واستخدامها لتحقيق أغراض ومصالح الإنسان. هكذا تمكن هذه المعرفة الإنسان من أن يصبح سيدا على الطبيعة ومالكا لها
حجاج النص 4-
استخدم صاحب النص مجموعة من الآليات الحجاجية من أجل الدفاع عن أطروحته
أ- آلية الدحض: * المؤشرات اللغوية الدالة عليه
– …
و مبلغ اختلافها عن المبادئ التي استخدمت إلى الآن
– …
و أنه يمكننا أن نجد بدلا من هذه الفلسفة النظرية … فلسفة عملية
مضمونه
يدحض ديكارت الفلسفة التأملية النظرية التي كانت سائدة في القرون السابقة، لأنها فلسفة عقيمة، و غير اختبارية، و غير مفيدة، و لا تؤدي إلى السيطرة على الطبيعة

ب- حجة المنفعة: * المؤشرات اللغوية الدالة عليها
– … وأنا أبدأ باختبارها في مختلف المعضلات الجزئية
-…
لأن هذه المبادىء أبانت لي أنه يمكننا الوصول إلى معارف عظيمة النفع في الحياة
-…
اختراع عدد لا نهاية له من الصنائع التي تجعل المرء يتمتع من دون أي جهد بثمرات الأرض… الغرض الرئيسي منه أيضا حفظ الصحة
مضمونه
دافع ديكارت عن علم الطبيعة، وعن الفلسفة العملية المرتبطة به، لأنهما أثبتا فائدتهما على مستوى الواقع الفعلي، وحققا للإنسان عدة منافع؛ كاختراع التقنيات، والتمتع بخيرات الأرض، وتوفير أسباب الراحة، وحفظ الصحة
ج- آلية المثال
لتبيان فائدة العلم الطبيعي، اعتمد صاحب النص على إعطاء مجموعة من الأمثلة من الظواهر الطبيعية : النار، الماء، الهواء، الكواكب، السموات … و الغرض من ذلك هو توضيح أن معرفة مكوناتها و القوانين المتحكمة فيها، يؤدي إلى السيطرة عليها و تسخيرها لخدمة مصالح الإنسان
تحليل نص مشيل سير : ضرورة التحكم في التحكم
إشكال النص 1-
ماهي نتائج تحكم التقنية و العلم الحديث في الطبيعة على مستوى الوجودين الطبيعي و البشري ؟ و كيف ينبغي التحكم في هذا التحكم ؟
أطروحة النص 2-
لقد أدى العلم الحديث إلى التحكم المفرط في الطبيعة، مما أدى إلى ممارسة العنف عليها، و تهديد حياة الإنسان، و تكبيده خسائر فادحة. هكذا يتحتم حسب مشيل سير ضرورة التحكم في هذا التحكم الأول، وذلك عن طريق تقنين و عقلنة سيطرتنا على الطبيعة 
مفاهيم النص 3-
[ التحكم / التملك، العلم و الصناعة ]
 
دلالة التحكم و التملك: إن العلم النظري يمكن الإنسان من فهم و معرفة القوانين المتحكم في الظواهر الطبيعية، كما يمكن من ابتكار تقنيات تساعد الإنسان على التحكم في الطبيعة و تسخيرها لخدمة أغراضه و مصالحه
*
العلم / الصناعة : أية علاقة ؟
يبرز لنا النص نوعا من التحالف المشترك بين المشروع الصناعي و العلم، و هو التحالف الذي أدى إلى تهديد حياة الطبيعة و الإنسان
 
التحكم في التحكم: التحكم الأول هو التحكم الذي نادى به ديكارت مع فجر العصر الحديث، والذي يكون هدفه هو السيطرة على الطبيعة وتملكها إلى أقصى الحدود، وهو ما أدى إلى ممارسة الدمار والعنف عليها وعلى الإنسان. لذلك يدعو ميشيل سير في هذا النص إلى تحكم ثاني، يكون هدفه هو التحكم في التقنية والعلم عن طريق تقنينهما وتوجيههما نحو تحقيق ما هو إيجابي ومفيد بالنسبة للطبيعة والإنسان. حجاج النص –  4
اعتمد ميشيل سير في صياغته لأطروحته القائلة بضرورة إعادة النظر في علاقة الإنسان بالطبيعة، وذلك من خلال إحداث تحكم جديد في التحكم العلمي والتقني الحالي، على مجموعة من الآليات الحجاجية
أ- آلية العرض:
 المؤشرات اللغوية الدالة عليه
هذا هو شعار ديكارت
هذه هي الفلسفة المشتركة
 
مضمونه: يعرض صاحب النص للشعار الذي رفعه ديكارت في فجر العلم الحديث، والمتمثل في الدعوة إلى بذل أقصى الجهود من أجل استخدام العلم والتقنية للسيطرة على الطبيعة وامتلاك طاقاتها ومواردها
ب- آلية النقد:
 المؤشرات اللغوية الدالة عليه
إن التحكم الديكارتي يؤسس العنف
إن علاقتنا الأساسية بموضوع العالم أضحت تتلخص في الحرب
إن تحكمنا لم يعد منضبطا ولا مقننا، ويتجاوز هدفه، بل أصبح ضد الإنتاج.
لقد انقلب التحكم الخالص على نفسه. –
إن التحكم لا يدوم طويلا… فيتحول إلى عبودية. –
كما أن الملكية… تنتهي إلى الهدم. –
خلاصة تركيبية للمحور:
لقد أدى التحكم الديكارتي إلى ممارسة العنف على الطبيعة، لأنه تحكم غير مقنن، فهو يلحق أضرارا بالغة على الطبيعة والإنسان مادام أن هدفه هو الإنتاج. إن تحكما كهذا يؤدي إلى نتائج معكوسة، فيجعل الإنسان في موقع الضعف والعبودية إزاء الطبيعة بدل أن يكون في موقع القوة والسيادة، وذلك بسبب تدميره للبيئة الطبيعية التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عليها في حياته. ج- آلية المقارنة:
استخدم صاحب النص مقارنتين:
 
الأولى: تمثلت في إقامة نوع من المساواة بين الخسائر التي أدى إليها التحكم التقني للطبيعة والذي بدأ مع ديكارت، وبين الخسائر التي يمكن أن تخلفها حرب عالمية وراءها.
 
الثانية: تمثلت في المقارنة بين العلاقة بين الإنسان والطبيعة في القديم وفي الحديث، وذلك بإقامة نوع من التشابه بين العلاقتين؛ ففي القديم كان الإنسان خاضعا للطبيعة وفي حاجة ماسة إليها لتلبية ضرورياته البيولوجية، أما اليوم فيمكن الحديث عن خضوع من نوع ثاني للإنسان تجاه الطبيعة حيث أصبح ضعيفا أمامها وتهدده وتتملكه، وذلك بسبب إفراطه في التحكم فيها بواسطة العلم والتقنية.  

ثانيا مفهوم الشغل

1-مادة الفلسفة

2-المستوى الأولى باكالوريا

3-دروس الأسدس الثاني

4-مجزوءة الفاعلية والإبداع

5-الموضوع مفهوم أولا مفهوم التقنية والعلم

6-الأستاذ محمد بضاض

المحور الأول: الشغل خاصية إنسانية

إشكال المحور

  • لماذا يعتبر الشغل فاعلية إنسانية ؟
  • و ما هي المعاني والقيم التي يضيفها على الوجود الإنساني ؟

تحليل نص كارل ماركس: الشغل سيرورة وتوسط

إشكال النص

ما هو الشغل ؟ و بأي معنى يمكن اعتباره فاعلية إنسانية ؟

أطروحة النص

يتحدد الشغل بوصفة فعلا يتم بين الإنسان والطبيعة، بموجبه يقوم العامل بتحويل المواد الطبيعية الأولية ويضفي عليها صورة انطلاقا من تصوراته العقلية القبلية. وهكذا يتميز الشغل عند الإنسان بطابعه الغائي حيث يختلف عن العمل عند الحيوان الذي يظل مجرد فعل غريزي. و هذا ما يجعل الشغل فاعلية خاصة بالإنسان وحده.

مفاهيم النص

الشغل / الإنسان

بواسطة الشغل يتدخل الإنسان في الطبيعة ويغيرها، بأن يمنحها شكلا معينا ويجعلها مفيدة له في حياته. هكذا فالشغل له آثار إيجابية على حياة الإنسان، إذ يحقق له الرفاهية في العيش ويحقق له منافع كثيرة. غير أن هذا التأثير يطال الإنسان أيضا، فينمي ملكاته العقلية ويطور سلوكه و يرتقي بذوقه.

الشغل / الوعي والإرادة

الشغل عند الإنسان خاضع للإرادة و يحضر فيه الوعي، ذلك أن الإنسان يفكر بشكل مسبق في كيفية إنجازه لعمله قبل أن يحققه على أرض الواقع. وهذا ما يجعل الشغل عند الإنسان ذا طابع غائي، أي أن الإنسان يعي شغله ويحدد له غايات معينة قبل عملية إنجازه.

مسار الشغل

يتضمن مسار الشغل أو سيرورته ثلاثة عناصر أساسية:

  • النشاط الإنساني: نشاط جسدي – نشاط عقلي.
  • موضوع الشغل: المواد الطبيعية الأولية.
  • وسائل وأدوات الشغل.

حجاج النص

من أجل توضيح أطروحته، استخدم ماركس مجموعة من الأساليب الحجاجية:

أسلوب العرض و التفسير

المؤشرات اللغوية الدالة عليه:

  • إن الشغل …
  • و في الوقت الذي … فإنه …
  • إن نقطة انطلاقنا هي …
  • إن النتيجة التي ينتهي إليها الشغل …

مضمونه:

  • تعريف الشغل باعتباره فاعلية تدخل الإنسان والطبيعة في علاقة منتجة لقيم نافعة.
  • الشغل لا يغير الطبيعة فقط، بل يغير أيضا ملكات الإنسان وقدراته الإبداعية أيضا.
  • الشغل فاعلية إنسانية.
  • نتيجة الشغل توجد بشكل قبلي في ذهن العامل ومخيلته.
أسلوب المقارنة
العمل عند الحيوانالشغل عند الإنسان
العنكبوت – النحلة.
مهارة غريزية.
عمل آلي.
التلقائية والعفوية الطبيعية.
عمل إجباري و خاضع للضرورة البيولوجية.
الحائك – المهندس.
مهارة عقلية.
عمل غائي.
القصدية والتخطيط والبرمجة.
عمل حر واختياري.

← هكذا يثبت كارل ماركس من خلال هذه المقارنة، بأن الشغل بالمعنى الدقيق ظاهرة خاصة بالإنسان وحده، لأنه فعل غائي وقصدي، يحضر فيه الوعي والإرادة العاقلة والحرة للإنسان.

تحليل نص نيتشه

إشكال النص

  • ماهي انعكاسات الشغل على الفرد العامل ؟
  • و ما هي القيم التي يضيفها الشغل على الوجود الإنساني ؟

أطروحة النص

إن الشغل الشاق في نظر نيتشه يحول دون تحقيق الرغبات والميولات الفردية، فهو يهدر طاقات الإنسان الفردية والإبداعية، إن الغرض منه هو فقط إشباع حاجات حيوانية بسيطة، كما يهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار والهدنة الإجتماعية.

مفاهيم النص

  • نعمة الشغل: إيجابيات الشغل وآثاره الحسية على الإنسان.
  • الأفعال المجردة: هي مجموعة من التعاليم المسطرة نظريا، والتي تحدد لأفراد المجتمع ما يجب فعله.
  • العلاقة بين الخطاب الذي يمجد الشغل والفرد: يرى نيتشه أن هناك خلفية فكرية وإيديولوجية تقف وراء الخطابات التي تمجد الشغل وتمدح الممارسين له، وهي التي تتمثل في التحكم في أفعال الأفراد وتوحيدها بغية تحقيق النظام والاستقرار داخل الجماعة. هكذا تستغل هذه الخطابات الشغل إيديولوجيا لصالحها، مما يجعلها تخشى كل عمل أو مبادرة فردية.
  • العلاقة بين الشغل الشاق من جهة والفكر والرغبة الفردية من جهة أخرى: إن الشغل الشاق – من الصباح إلى المساء – يعرقل التفكير الفردي، ويلجم رغبات وميولات الفرد الذاتية، ويهدر طاقته العصبية في تحقيق أهداف وضيعة تتمثل في إشباع حاجات الجماعة من أجل تحقيق الهدنة والنظام، وإن كان ذلك على حساب شقاء الفرد وكده المستمر.

هكذا نجد أن الفيلسوف الألماني نيتشه يوجه نقدا للشغل الشاق من الصباح إلى المساء، باعتباره مصدر شقاء للفرد ويقتل مواهبه وميولاته الشخصية، حيث يصبح هذا الأخير أداة طيعة في يد الجماعة تحقق من خلاله مصالحها وأهدافها الإيديولوجية.

المحور الثاني: تقسيم الشغل

إشكال المحور

  • ماهي آثار تقسيم الشغل على وجود العامل؟
  • وكيف يؤدي تقسيم الشغل إلى الحفاظ على تماسك المجتمع؟

تحليل نص جورج فريدمان: النظام الآلي

إشكال النص

ما هي آثار تقسيم الشغل على نفسية العامل؟

أطروحة النص

لقد أدى تقسيم الشغل إلى آثار سلبية على العامل، حيث لم يعد يتحكم في عمله عن طريق التفكير فيه والتخطيط له، بل حدث انشطار بين العمل والتفكير لدى العامل، فأصبح يقوم بعمل آلي خال من كل حافز أو تفكير عقلي حر .

مفاهيم النص

تقسيم الشغل / العامل: لقد أصبح الشغل مع نظام الآلية أكثر تجزيئا وتخصصا، وأصبحت الآلة تعوظ عمل الإنسان في الكثير من المهام، وهذا ما أدى إلى تقليص مساهمة العامل في الإنتاج وإضعاف ذكائه، ولم يعد يتحكم في مسار الشغل وفي الأهداف المرسومة له.

الشغل / تفكير العامل: لم يعد العامل يوظف تفكيره وذكاءه في التخطيط للإنتاج ورسم أهداف الشغل، بل أصبح تدخله ينحصر في بعض العمليات التي تكمل عمل الآلة. هكذا أصبح العامل مكرها على المشاركة في عمليات فارغة من كل قيمة فكرية. وحدث نوع من الانشطار بين العمل والتفكير لديه.

حجاج النص

اعتمد صاحب النص على آليتين حجاجيتين رئيسيتين من أجل إبراز أطروحته:

آلية الوصف

المؤشرات اللغوية الدالة عليها:

  • إن تقسيم الشغل … يخلق …
  • أصبح … أكثر تجزيئا … أصبحت…
  • … وضع قطعة تحت …
آلية النقد

المؤشرات اللغوية الدالة عليها

  • لم يعد العامل يختار ويقرر …
  • … وهو مكره على المشاركة في عمليات فارغة …
  • … تبرز لنا قساوة تقسيم الشغل .
مضمونهما

هكذا قدم لنا فريد مان وصفا للوضعية التي يعيشها العامل في ظل نظام الآلية وتقسيم الشغل، ليوجه انتقادا واضحا إلى هذا النظام الذي أدى إلى تبليد العامل و تشييئه، وإحداث انشطار وفصل بين إرادته وتفكيره من جهة، وما يقوم به من عمل داخل المصنع من جهة أخرى .

تحليل نص إميل دور كايم: لماذا يؤدي تقسيم الشغل إلى التماسك الاجتماعي ؟

إشكال النص

ما هي آثار تقسيم الشغل على المجتمع ؟

أطروحة النص

يولد تقسيم الشغل مشاعر الإنتماء إلى الجماعة، كما يؤدي إلى تماسكها وخلق تنافس إيجابي بين أفرادها، مما ينتج عنه تطور في الإنتاج وحيوية واستمرارية في العمل.

مفاهيم النص

الفرد / المجتمع:

  • لايستطيع الفرد أن يكتفي بذاته، فهو في حاجة إلى المجتمع من أجل تحقيق ما هو ضروري بالنسبة إليه.
  • الفرد يشتغل من أجل المجتمع.
  • الفرد جزء لايتجزء من المجتمع، فهناك روابط أخلاقية وروحية تدفعه إلى أن يشتغل من أجل الآخرين.

الشغل / النشاط الوظيفي:

  • يؤدي النشاط الوظيفي إلى تطوير الشغل وخلق تنافس وحيوية واستمرارية داخل المجتمع.

حجاج النص

استخدم صاحب النص أسلوبين حجاجين رئيسيين من أجل توضيح أطروحته

أسلوب التحليل

المؤشرات اللغوية الدالة عليه:

  • وبما أن الفرد … فهو …
  • كما أنه …
  • هكذا [ أسلوب الاستنتاج ] .
  • مثل هذه المشاعر ليس من شأنها فحسب أن تولد … و إنما تولد أيضا …

مضمونه: لايستطيع الفرد أن يحقق اكتفاء ذاتيا ويلبي كل الضروريات التي يحتاج إليها، ولذلك تتولد لديه روح الإنتماء إلى المجتمع، فيسعى إلى تقديم تضحيات ومجهودات من أجل المساهمة في تحقيق النظام داخل المجتمع.

أسلوب الإثبات

المؤشرات اللغوية الدالة عليه:

  • لا يتطور… إلا…
  • إن الأسباب التي… هي نفس الأسباب التي…
  • حينما يزداد… سينعكس…
  • وبالإضافة إلى ذلك، فإن تقسيم الشغل…

مضمونه: يؤدي النشاط الوظيفي والمتخصص في الشغل إلى خلق المنافسة والحيوية وتطوير الإنتاجية.

المحور الثالث: الشغل بين الاستلاب والتحرر

إشكال المحور

  • هل الشغل خضوع للحاجة ولنظام النشاط المنتج أم هو إبداع للذات ؟
  • وهل الشغل استلاب أم تحرر ؟

تحليل نص سارتر: الشغل تحرر

إشكال النص

هل يؤدي الشغل إلى استعباد العامل ونفي ذاته أم أنه على العكس من ذلك مصدر لتحررها وتحقيقها على مستوى الأشياء الطبيعية ؟

أطروحة النص

يرى سارتر أنه بالرغم مما في نظام التايلورية في الشغل من استعباد وقهر، فإنه مع ذلك عنصر محرر لذات العامل، إذ يؤدي إلى إثبات ذاته على الأشياء الطبيعية ويعمل على تحويلها إلى منتوجات صناعية مفيدة. إن الشغل إذن أداة تحرر للإنسان، خصوصا وأنه يخضع لقوانين ولا يتم تحت نزوات التملك لرب العمل.

مفاهيم النص

الشغل / الاستعباد

تتجلى مظاهر الاستعباد في الشغل فيما يلي:

  • لا يختار العامل شغله.
  • لا يختار العامل زمن شغله.
  • يتقاضى العامل أجرة ضئيلة لا تتناسب مع مجهوده في العمل.
  • تبليد العامل وتشييئه، والتعامل معه كآلة.
  • الروتين وتكرار نفس الحركات في العمل.

هكذا يؤدي الشغل تحت نظام الآلية إلى العديد من أشكال القهر والاستعباد بالنسبة للعامل.

الشغل / نظام التايلورية

يقوم نظام التايلورية في الشغل على تجزيء العمل، من خلال قيام العامل بحركات مضبوطة ومكررة تستهدف استغلال جهده من أجل الرفع من الإنتاج، وهو ما جعل هذا النظام يؤدي إلى تشييء العامل ونفي كل حرية وإبداع لديه في الشغل.

الشغل / الحرية

الشغل مجال لتحرر الذات لأنه:

  • لم يعد يتم تحت نزوات التملك لرب العمل، بل أصبح يخضع لقوانين تضمن الحقوق المشروعة للعامل.
  • يجعل الإنسان/ العامل يثبت ذاته على الطبيعة، فيحول أشياءها ويتحكم فيها.

حجاج النص

استخدم صاحب النص مجموعة من الأساليب الحجاجية من أجل توضيح أطروحته:

أسلوب الإثبات

المؤشرات اللغوية الدالة عليه:

  • يمثل الشغل…
  • بهذا المعنى …
  • من المؤكد أن …
  • فهو يجزىء نشاط العامل …
  • إن رب العمل يختزل …
  • وهكذا يميل …

مضمونه: إن الشغل مبدئيا هو أداة ثورية يحرر من خلالها الإنسان ذاته ويحققها، لكنه في ظل شروط نظام الآلية تحول إلى أداة لاستعباد العامل نظرا لما يتخلله من إقصاء لوعي وإرادة العامل في الشغل، والتعامل معه كآلة للإنتاج.

أسلوب المثال

الاستشهاد بمثال تورده السيدة “ستايل ” في مذكرة رحلتها إلى روسيا في بداية القرن 18م.

مضمونه: عشرون قنا من الأقنان الروس، يعزف كل واحد منهم نوطة واحدة بشكل متكرر كلما كان ذلك ضروريا، بحيث أصبح كل واحد منهم يحمل اسم النوطة التي يعزفها. وهذا شبيه بما يحدث للعمال في نظام التايلورية، حيث يتم اختزال شغل العامل في قيامه بحركات متكررة مئات المرات يوميا.

ثالثا مفهوم التبادل-شعبة الآداب والعلوم الإنسانية

1-مادة الفلسفة

2-المستوى الأولى باكالوريا

3-دروس الأسدس الثاني

4-مجزوءة الفاعلية والإبداع

5-الموضوع مفهوم التبادل- شعبة الآداب والعلوم الإنسانية-

6-الأستاذ محمد بضاض

تقديم

يتلخص مبدأ التبادل في إعطاء شيء مقابل شيء آخر قد يكون مكافئا أو غير مكافئ له، فهو إذن عطاء وأخذ أو أخذ وعطاء، وليس هناك تبادل بالعطاء فقط أو بالأخذ فقط، فالسرقة والسلب ليسا تبادلاً فهما أخذ فقط، وكذلك التبرع والتصدق وتقديم المساعدة … وينطبق الأمر كذلك على كل إجبار على العطاء دون الأخذ أو العكس.

إن التبادل من أهم آليات تشكل البنيات نتيجة مشاركة بنيتين أو أكثر في الأخذ والعطاء، فالتبادل هو الذي ينشئ التجاذب وبالتالي الترابط ضمن بنية واحدة، إن ما معي يجذبك لكي تأخذه وتضمه إليك وكذلك ما هو معك يجذبني لكي أخذه وهذا ينشئ قوى تؤدي إلى إجراء التبادل، وبعد إجراء التبادل ينتفي التجاذب إلا إذا كانت هناك قوى لتبادل جديد، فتكرار الأخذ والعطاء لا بد منه لاستمرار التجاذب. ولا يقتصر التبادل على تبادل الخيرات أو المنافع المادية بل يتعداه إلى تبادل رمزي للأفكار والمعتقدات وأنماط السلوك … ويمكن القول إن التبادل المادي يتضمن تبادلا رمزيا لأن كل سلعة تكون موضوعا للتبادل تحمل في طياتها علة ومنطق ورؤية صانعها.

  • فما هي أسس التبادل؟
  • وما العلاقة بين التبادل والمجتمع؟
  • ولماذا لا يكتفي الإنسان بالتبادل المادي فحسب؟

التبادل خاصية إنسانية صرف

لماذا يتبادل الإنسان و لا تتبادل الحيوانات؟

يقول أدم سميث: (لم نر قط كلبين “يتفاوضان” في أمر اقتسام قطعة عظم. لم نر أبدا أن حيوانا يحاول “إفهام” حيوان مثله، مستخدما صوته أو حركات جسمه، فيقول له: “هذا لي، وهذا لك، سأعطيك مالي مقابل أن تعطيني ما لك …)

ينطلق أدم سميث من هذه الملاحظة المقارنة بين الإنسان والحيوان ليخلص إلى أن التبادل خاصية إنسانية بامتياز، لأن التبادل يستلزم الحوار واللغة والتفاوض والتفكير في الأحجام والقياسات والمعادلات… وكل هذا مرتبط بالفكر والعقل، والحيوانات لا تستطيع مجاراة الإنسان في هذا المجال.

وبما أن التبادل خاصية إنسانية، فإنه لا يتأسس على العاطفة أو الشفقة أو الرحمة… بل يتأسس على مبدأ العطاء والأخذ. فكون الإنسان اجتماعيا، يعني الدخول في علاقات مع الآخرين وتبادل المنافع معهم. وإذا ما اعتمد الإنسان فقط على مساعدة الآخرين وعنايتهم به، فإنه لن يضمن إشباع حاجياته باستمرار. لذلك يستحسن أن يقدم الفرد للآخرين خدماته لقاء الحصول على خدماتهم، وبهذه الطريقة يتأسس التبادل على مبدأ الخدمات المتبادلة على أساس إشباع الاحتياجات المتبادلة.

يقول سميث: “أعطيني ما أحتاجه منك، وسأعطيك أنت ما تحتاجه مني”. بهذه الطريقة يتم الحصول على الجزء الأكبر من هذه الخدمات النافعة والضرورية بين الناس.

بيد أن ماركس يرى أن التبادل يتم على أساس مبادلة القيمة الاستعمالية بالقيمة التبادلية للخيرات. فالنجار ليس بحاجة لكل تلك الأبواب التي يخرجها للوجود بعمله. إنه بحاجة إلى خيرات وسلع من نوع آخر. أي أن الأبواب التي يصنعها لا تمثل بالنسبة إليه قيمة استعمالية، بل تمثل قيمة استعمالية عند آخرين (سباك، بقال، موظف…). لذلك يبحث الآخرون عن القيم الاستعمالية للأشياء ويبادلونها بالقيم التبادلية للأشياء التي ينتجونها.

لقد شكل التبادل أساس القيم الإنسانية منذ بداية الحياة الاجتماعية. ف”لكل شيء ثمن وكل شيء يشترى” كما قال نيتشه.

التبادل والروابط الاجتماعية

كيف يعمل التبادل على تأسيس الروابط الاجتماعية؟

يرى كلود ليفي ستراوس أن التبادل أو التواصل داخل كل مجتمع يجري على ثلاثة مستويات:

  • مستوى القرابة: من خلال الزواج.
  • مستوى الاقتصاد: من خلال المبادلات التجارية والنقدية.
  • مستوى الرموز: من خلال اللغة والآثار الأدبية والفنية.

إن الدافع للمبادلة بين البشر هو أن قدرات البشر المختلفة والظروف المختلفة لا تسمح لهم بالحصول على كافة حاجاتهم بسهولة متساوية (أرسطو، ابن خلدون)، فإنتاج السلع والخدمات أو توفرها غير متساو لدى البشر، فالإنسان الذي يسهل عليه الإنتاج الزراعي يمكن أن يصعب عليه الإنتاج الصناعي، فلكل إنسان قدراته وظروفه التي تؤهله أو تسمح له بإنتاج أو امتلاك سلع أو خدمات دون أخرى، وكذلك الجماعات والدول لكل منها قدراتها وظروفها التي تحدد إنتاجها وامتلاكها للسلع والخدمات، وهذا ما يستدعي الحاجة للمبادلة فيما بينهم.

ويجب لكي تجري مبادلة أن تختلف شدة الحاجة إلى السلع أو الخدمات المراد تبادلها، بالإضافة إلى اختلاف الكم المتوفر منها، فتوفر الهواء أو الماء المتاح للجميع مع أن الجميع بحاجة إليهما لا يستدعي إجراء مبادلة عليهما، وكذلك إذا كان لدي نقود ولديك أيضاً نقود ونحن بحاجة إلى طعام، فلن تجري مبادلة بيننا.

كان التبادل قبل ظهور السوق مجرد إنتاج عائلي وعطاء متبادل وإعادة توزيع. لكن مع تطور الإنسان ظهر السوق بوصفه نظام توزيع وتبادل ونمت معه أنماط التبادل التجاري التي جلبت معها التحضر والأخلاق المهذبة والسلام والوئام حتى بين الشعوب المتباعدة والمتنافرة لاسيما في حوض البحر الأبيض المتوسط. يقول مونتسكيو: “إن الأثر الطبيعي للتجارة هو الوصول إلى السلام. فأمتان تتفاوضان فيما بينهما، هما أمتان ترتبطان برباط متبادل…”.

لكن الحديث عن التبادل لا يكتمل دون الحديث عن النقود ودورها الأساسي في عملية التبادل. يرى ماركس أن النقود لعبت دورا حاسما في تاريخ التبادل، لقد كان التبادل يتم بواسطة المقايضة قبل ظهور النقود، أي أن طرفي التبادل يدخلان إلى السوق فيتبادلان سلعتين مختلفتين في نفس الآن. أي أن الأخذ والعطاء يتمان في لحظة واحدة. بيد أنه مع ظهور النقود أصبح من الممكن مبادلة السلعة بمقبلها النقدي، وتأجيل الحصول على المقابل السلعي إلى ما بعد، وهذا ما مكن حسب تحليلات ماركس، من تجاوز العلاقة: سلعة – نقود – سلعة (البيع من أجل الشراء) وبروز العلاقة: نقود – سلعة – نقود (الشراء من أجل البيع). العلاقة الأخيرة ساهمت في تراكم رأس المال، وظهور نمط الإنتاج الرأسمالي.

التبادل الرمزي: الهبة نموذجا

تستعمل مفردات الهبة والهدية والعطية والصدقة في نفس المعنى لأنها تتضمن كلها معنى العطاء والمنحة. لكن هذه المفرادات تختلف من حيث الدلالة اللغوية:

  • الهدية: هي الشيء الذي يمنحه الإنسان للغير إكراماً له وإجلالاً. إنها تتضمن معنى المنح والحمل.
  • الهبة: هي منح من دون حمل. إنها في الأصل تمليك، ويقصد بها تمليك الغير المال الذي يملكه الواهب على سبيل المعروف والإحسان.
  • العطية: هي عطاء مع وقف التنفيذ إلى حين وفاة الشخص الذي أعطاها. فالعطية تكون لما بعد الموت.
  • الصدقة :هي منح أو عطاء يبتغي من وراءه صاحبه أجرا معنويا في العالم الآخر.

تمنح الهبة والهدية وحتى العطية نسبيا بغرض كسب القلوب والتعاطف والمودة، أما الصدقة فيبتغى بها تحقيق المكاسب المعنوية في العالم الآخر حسب المعتقدات الدينية.

فما هي وظيفة الهبة في التبادل الرمزي؟

في دراسته لنظام البوتلاتش، وهي دراسة لمارسيل موس عن بعض قبائل الهنود الحمر التي تعيش في الجزء الشمالي الغربي من أمريكا، وهذه القبائل هي: الكيوكتيل، الهايدا والتسمشيان، لاحظ أن النظام الاجتماعي يرتكز في أساسه على أن يقوم الشخص من ذوي المكانة والمركز الاجتماعي في هذه القبائل بتوزيع نوع معين من الأغطية الصوفية على الضيوف في حفل رسمي كبير. وبعد فترة من الزمن يرد الضيوف هذه الأغطية في حفل رسمي كبير أيضاً بعد إضافة أعداد أخرى كبيرة منها قد تصل إلى أضعاف ما أخذوه منه في الأصل، وهذا التبادل الذي يتم بين أفراد المجموعة يصاحبه دائماً بعض الطقوس والشعائر. وفي هذه المجتمعات تتضمن الهبات نوعا من الإلزام حيث يتوجب على الموهوب له أن يرد الهبة وبأحسن منها، والامتناع عن القيام بهذا السلوك قد يزعزع المركز الاجتماعي للشخص ويقلل من هيبته ومكانته.

فهذه الطقوس تعمل على حفظ حقوق أطراف العلاقة في الأخذ والرد ولذلك فإنها تحقق الاستقرار وتدعم أواصر العلاقات داخل مجتمع القبيلة. بالإضافة إلى أن هذا النظام الشعائري يهدف إلى اكتساب المزيد من الشرف والسمعة الطيبة وذيوع الصيت عن طريق المنح والإعطاء والمبالغة في الرد والدليل على ذلك أن الشخص كثيراً ما يلجأ إلى إحراق هذه الأغطية ذات القيمة الاجتماعية العالية وأحياناً أخرى قد يحرق بعض ممتلكاته ليدلل على استهانته بالأشياء المادية ويدعو غيره من الأشخاص الذين يحضرون حفل البوتلاتش إلى مجاراته في أعماله. كلما أحرق أو أتلف الشخص هذه السلع المادية كلما ارتفعت مكانته في المجتمع، وهذا هونسق العطية.

أن نظام البوتلاتش يساعد على إشباع الحاجة التي يشعر بها الشخص للحصول على المزيد من السمعة وذيوع الصيت. فهو نظام شعائري تدخل فيه الكثيرمن الطقوس التي ترتبط فيها الأنظمة الاقتصادية في المجتمعات البسيطة ارتباطا وثيقا بالأنظمة الاجتماعية. إن تبادل الهدايا في البوتلاتش يتم بشكل إرادي على الرغم من وجود صفة الإلزامية فيه، وإن عمليات التبادل لاتخلو من أبعاد اقتصادية تتمثل في وجود مفهوم القيمة في هذه التبادلات التي تتم بهدف الحصول على المكانة الاجتماعية والهيبة أكثر من الحصول على السلع المادية، إن الطقوس والشعائر التي تمارس في البوتلاتش تحافظ على الاستقرار الاجتماعي لأنها تنظم قضية الأخذ والرد وتدعم أواصر العلاقات بين القبائل في الوقت الذي تحتل العلاقة بين السلع منزلة ثانوية بالنسبة للعلاقة بين الأشخاص.

أما مالينوفسكي، في دراسته لنظام تبادل الكولا الذي يمارس في جزر التروبرياند في المحيط الهادي وفي بعض جزر استراليا، فقد لاحظ أن الكولا نظام شعائري تتبعه بعض القبائل التي تعيش في منطقة جزر واحدة وتنتشر على شكل حلقة وتكون دائرة مغلقة للتبادل، وفي نطاق هذه الدائرة يتبادلون مجموعتين من السلع: مجموعة السولافا “المحار” ومجموعة الموالي.

رابعا مفهوم الفن

1-مادة الفلسفة

2-المستوى الأولى باكالوريا

3-دروس الأسدس الثاني

4-مجزوءة الفاعلية والإبداع

5-الموضوع مفهوم الفن

6-الأستاذ محمد بضاض

تحلیل نص كانط: تعریف الفن

إشكال النص

  • ما هو الفن؟
  • وما الذي یمیز العمل الفني عن الطبیعة والعلم والحرفة؟

أطروحة النص

الفنالطبیعة
الصنع
الوعي
أثر إبداعي حر
الفعل
الغریزة
فعل مقید بمحددات غریزیة
الفنالعلم
الملكة العملیة
المهارة
غیر قابل للتعلم
الموهبة
الملكة النظریة
النظر العقلي
قابل للتعلم
الاكتساب
الفنالحرفة
غایة جمالیة ووجدانیة
عمل ممتع
لعب
عمل حر
غایة مادیة وارتزاقیة
عمل شاق
شغل
عمل إجباري

← هكذا نستنتج أن الفن هو عمل إنساني واع وحر، یتطلب الموهبة من جهة والمهارة من جهة أخرى. كما أنه عمل ممتع غیر قابل للتعلم، بمعنى لا یمكن إنجازه بمجرد معرفة قواعده، كما أنه ذو غایة جمالیة وجدانیة.

البنیة المفاهیمیة

الفن ↔ الطبیعة

یختلف الفن عن الطبیعة باعتبار الأول أثرا إبداعیا حرا یتطلب حضور الوعي، بینما الثاني هو نتاج صادر عن الغریزة ومقید بقوانینها.

الفن ↔ العلم

الفن هو عمل إبداعي ناتج عن الموهبة ومخیلة الفنان، ولذلك لا یمكن تعلمه بمجرد معرفة قواعده، بینما العلم ناتج عن العقل النظري  ویمكن تعلمه بمعرفة القواعد والمبادئ التي یتأسس علیها.

الفن ↔ الحرفة

یتمیز الفن عن الحرفة باعتباره عملا ممتعا وحرا وذا غایة جمالیة ووجدانیة، في حین نجد أن الحرفة عمل شاق، إجباري وذو غایة مادیة  وارتزاقیة.

الفن ↔ اللعب

یشبه كانط الفن باللعب لأن كلیهما فیه حریة ومتعة وترفیه عن النفس.

الأسالیب الحجاجیة

استخدم صاحب النص مجموعة من الأسالیب الحجاجیة لتقدیم أطروحته، من أبرزها أسلوبي التقابل والمثال.

أسلوب التقابل

یتمثل في مجموعة من التقابلات التي أقامها صاحب النص بین الفن من جهة، والطبیعة والعلم والحرفة من جهة أخرى. والغرض من ذلك هو إبراز أوجه الاختلاف الموجودة بین الإبداع الفني وباقي الأنشطة الإنسانیة الأخرى. وقد وضحنا هذه التقابلات في تقدیمنا لأطروحة النص.

أسلوب المثال

حیث نجد في النص مثالین رئیسیین:

المثال الأول:

  • مضمونه: یتعلق بمكعبات الشمع التي ینتجها النحل انطلاقا من دوافع غریزیة، وهو ما لا یسمح لنا بأن ننعت عملها بالإبداع الفني الذي یتطلب عنصري الوعي والحریة.
  • وظیفته: الغرض من هذا المثال هو إبراز أن الفن خاصیة ممیزة للإنسان وحده دون الحیوان.

المثال الثاني:

  • مضمونه: یتعلق بعالم التشریح الهولاندي كامبیر الذي تمكن من إعطاء وصف نظري دقیق لكیفیة صنع أحسن الأحذیة، ولكنه مع ذلك لم یستطع أن یصنع أي واحد منها.
  • وظیفته: وظیفة هذا المثال في النص هو تبیان كیف أن المعرفة النظریة بقواعد الفن وضوابطه لا تكفي وحدها لإبداع أعمال فنیة، وهذا یدل على أن الإبداع في المجال الفني یشترط عنصرا أساسیا هو الموهبة.

“التعليم والمردوية، مقاربة سيكو معرفية”


جديد إصدارات مؤسسة باحثون
صدر عن مؤسسة باحثون للدراسات، الأبحاث، النشر والاستراتيجيات الثقافية كتاب:” التعليم والمردودية، مقاربة سيكومعرفية” لعالم النفس- المعرفي الدكتور علي أفرفار، في 460 صفحة من الحجم المتوسط، ويعد الكتاب ثمرة اشتغال تجاوزت أربعة عقود في مجال علم النفس المعرفي، وتحديدا في التعليم والتعلم من منظور علم النفس المعرفي.
يقول الدكتور علي أفرفار، أستاذي الذي درسنا على يديه علم النفس، بالقلعة الصامدة، ظهر لمهراز ،يقول عن كتابه:

” الواقع أن ما توصلت إليه مختلف الدراسات والأبحاث وما أكدته مختلف التقارير وعبر عنه مختلف المتدخلين في عملية التعليم والتعلم هو الذي دفعني إلى حمل ثقل تأليف كتاب حول التعليم والمردودية أتناول فيه إشكالية عامة تتفرع إلى أسئلة الأربعة:
ــ لماذا يقضي أبناؤنا غلافا زمنيا كبيرا في المدرسة ومع ذلك مردودية عدد منهم ضعيفة؟
ــ لماذا يحمل أبناؤنا عددا مهما من الكتب في محفظاتهم ومع ذلك مردودية عدد منهم ضعيفة؟
ــ أين يوجد الخلل بالضبط، هل في المدرس؟ أم في المنهاج؟ أم في التسيير الإداري؟ أم في طرق التدريس؟ أم في عدم فهمنا وتمكننا من مكونات شخصية التلميذ؟ أم في هذا كله؟
ــ ما السبيل إلى الرفع من مردودية التلاميذ؟
تطلبت مني الإجابة على هذه الأسئلة استحضار بيداغوجيا الأهداف والتربية المعرفية. وقد كان لزاما علي أن أفصل القول في مكونات شخصية المتعلم لبلورة مرجعية سيكومعرفية تفيدني في تشخيص الخطأ وتصحيحه للرفع من المردودية من جهة، وفي الكشف عن دور الصياغة اللغوية في حل المسائل الرياضية من جهة أخرى. والواقع أنه لم يكن من المفيد أن أقف عند هذا الحد دون أن أمنح حيزا للسياقين الأساسين اللذين يساهمان بشكل كبير في تربية النشء وهما الأسرة والمدرسة. لقد خلصت من الدراسات التي تحتضنها بعض فصول الكتاب أنه من الصعب أن نرفع من مردودية تلامذتنا دون فهم والتمكن من الاشتغال المعرفي لديهم. فأملي أن تتخذ قرارات سياسية جريئة للقيام بإصلاح لا يقدم التوجهات العامة فقط، بل بإصلاح يقدم الإجراءات العملية وخاصة تلك المتعلقة بالفعل التعليمي التعلمي الذي يستند على الخلفية السيكومعرفية. فجيل اليوم والأجيال المقبلة تستحق أن نبذل مجهودات لكي نوفر لها مدرسة تجعل منهم رجال الغد الذين سيساهمون بمعارفهم وكفاءاتهم واختراعاتهم وإبداعاتهم في تطوير مجتمعنا لتجاوز الفقر والهشاشة والجهل. ختاما آمل أن يصبح قسم سقراط ــ الذي يقول فيه: ” ألتزم بوضع كل قواي وكل كفاءتي في تربية كل متعلم عهد إلي بتعليمه ” ــ قاعدة تحكم سلوكات كل المتدخلين في مكونات المدرسة” . هذا ويعد الدكتور علي أفرفار: أستاذ علم النفس بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس، ورئيس شعبة علم النفس والاجتماع والفلسفة سابقا. رئيس الجمعية الوطنية لعلم النفس في خدمة المجتمع. ومهتم بعلم النفس المعرفي وبناء الاختبارات السيكولوجية. أصدر العديد من الكتب، منها: صورة المرأة لدى الطفل، المقاربات السيكولوجية المعاصرة، علاقة العاطفي والمعرفي، بناء اختبار لقياس ذكاء الأطفال المغاربة، وله العديد من المقالات والدراسات العلمية. كما شارك في الكثير من اللقاءات والمؤتمرات العلمية داخل المغرب وخارجه.

الله يتكلم معنا بالاشارات والقران الكريم أنموذجا

فن فهم القرآن الكريم. مسالة مرتبطة بامتلاك أدوات علمية للغوص عميقًا في الفكر الإسلامي عبر كتابه. لا وقت لعامة الناس لتلك المهمة، فهي ليست بمسألة ترداد كلمات وعبارات ببغائياً. إذاً للمتخصصين والمثقفين دور في تلك هذا ما يستنتج من المحاضرة التي نظمها المشرف الأكاديمي لمؤسسة جسور للدراسات والأبحاث العلمية والتدريب د.يوسف الكلّام عبر محاضرة عن بعد، عبر تطبيق زووم، يومه الأحد 24 يناير 2021،تحت عنوان“بعض الأمثلة على إشارات القرآن الضمنية إلى النصوص السابقة: لقمان، القصة التوراتية لدخول أرض مدين، وإبراهيم في مامرا” للدكتورة كوبيو جنفييف. الله يتكلم عبر كتبه السماوية بإشارات وهذا ليس بهذيان لذا لفهم النص القرآني يجب اعتماد منهجيات لدراسة الخطاب متعددة وذلك لإدراك الرسالة الانسانية التي المراد إرسالها او التاريخ الانساني الذي يحاول ان يرسمها الله او الفكرة التي يريد تصحيحها او تاكيدها. لذلك يجب العودة الى المعنى المعجمي للدلالات اضافة الى المفاهيم التي قد ترتبط بالسياق بالتالي العودة الى التداولية.

هذا المنهج بحسب المحاضرة ليس الوحيد لفهم القران الكريم بل هناك مناهج اخرى منها العودة الى نصوص سابقة لاسلاف الانسانية او نصوص من الكتاب المقدس واساطير منقولة عن السابقون غير اننا لا نجمع التناص لمجرد جمع التناص على حد تعبيرها بل التناص هذا والرموز المتعلقة مثلا باماكن كطور سيناء المذكورة في القران الكريم ومحاولة تحديد مكانها لفهم السياق الرمزي الذي يحاول ان يرسله الله الى عقل الانسان. هكذا الله يحاول ان يوصل فكرة الى المتلقي وهي رسالة اخلاقية ادبية انسانية ليصبح اقرب الى الله الاوحد فاهمية هذا الكتاب القراني انه الطريق الى الله والديانات التوحيدية على حد توصيفها.

هذه المعارف لا تكف بل يجب التمكن من لغات متعددة منها اللغة العبرية كمثل الحنطة، او اللغة السريانية في بعض الاحيان اضافة الى اللغة العربية والقواعد العربية التي من دراسة الوظيفة للقواعد من خلال النظريات اللسانية يمكن اكتشاف المعنى المرجو اذ ان المعنى هو كل ما يهم المفسّر او الذي يحاول ان يفكك شيفرات الايات.

بعض المتابعين للمحاضرة تساءلوا عن تاويلات القران و الاحكام المسبقة للمستشرقين او التاويلات الايديولوجية باعتبارهم لا ينتمون الى الحاضرة العربية ويريدون اثبات ان القران لا علاقة له بالتاريخ البشري بل هو مجرد اداة فاجابت المحاضرة ان هناك كلام كثير في هذا الاطار وهذا ليس الموضوع ولا اين تمت عملية وضع القران الكريم ووجود الأماكن وارتباطها بتسمياتها في القرآن نفسه بل عن ماذا يتكلم هذا الكتاب بالتالي محور الدراسة هو القران الكريم نفسه ومضمونه بطريقة براغماتية واحترام ما يقوله بغض النظر عن البحث عن الاماكن ووجودها او عدم وجودها لكن بالنسبة للمحاضرة اذا ذكرت الأماكن في القران الكريم فهي اذا موجودة وهذا امر لا شك فيه.