الأخلاق عند إيمانويل كانط

الأخلاق عند كانط :

الاخلاق عند ايمانويل كانط من منظور براتراند رسل الذي كتب عن ذلك في كتابه تاريخ الفلسفة الغربية وكيف اسس ايمانويل كانط فلسفته الاخلاقية بشئ من المثالية

مقدمة:

تناول كثير من المفكرين الغرب مسألة الأخلاق وإرتباطها بحياة الإنسان وسلوكه الذي يؤثر علي طريقة تفكيره وما يتوجه به لتفسير الطبيعة من حوله ومن الأتجاهات الغربية الأخلاقية إتجاه الأخلاق التطورية الذي يري أن الأخلاق لم تتمتع بها القبيلة مرة واحدة ولكنها تمر بمراحل تطورية تخضع للمراحل المختلفة وظهر هذا الإتجاه خاصة عند هربرت سبنسر متأثرآ بكتاب دارون أصل الأنواع .

وسوف نجد مذهب المنفعة الفردية عند هوبز الذي تأثر بما يقال عن قوانين الطبيعة في عصره وإذا كان متأخرو علماء اللاهوت في الغرب المسيحي قد ردوا أخلاقية الأفعال الإنسانية إلي إرادة الله بأوامره ونواهيه –فإن هوبز قد نقل سلطة الله إلي الملك المستبد الطاغية فرد إلي حكمة أخلاقية الأفعال الإنسانية وهذا هو مذهب الأطلاق السياسي .فالإنسان في مذهب هوبز أنانيآ بفطرته ينفر بطبعه من الأجتماع بغيره من الناس وفي تصرفاته ما يشهد بحقيقة رأيه في أقرابه،فهو فيما يقول هوبز إذا هم برحله سلح نفسه ،وإذا سلم النوم عينيه أغلق أبوابه .وحتي إذا أستنفر في بئته أقفل دواليبه .

وعن مذهب المنفعة العامة يلتقي النفعيون عند القول بأن المنفعة (أو اللذةأوالسعادة)هي وحدها الخير الأقصي أي المرغوب فيه لذاته دون نتائجه .والضرر أو الألم وحده هو الشر الأقصي وينشأ عن هذا أن الأفعال الإنسانية لا تكون خيرآ إلا متي حققت أو توقع صاحبها من ورائها نفعآ وبذلك تحول مذهب المنفعة الفردية عند المحدثين إلي ضرورة العمل لمصلحة المجموع فطالب أصحاب مذهب المنفعة العامة بتحقيق أكبر قدر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس وذلك عند كل من مل وبنتام

أتجاه الأخلاق العملي والذي يولي الأهتمام إلي قيمة العمل بالنسبة للإنسان وما يعود علي الإنسان من الفعل من نفع وقيمة فالعمل الأخلاقي

قيمة عملية في حد ذاته ومن أنصار هذا الإتجاه المدرسة البراجيماتية وعلي رأسها وليم جيمس .

ويعتبر موقف الماركسين من الأخلاق أمتداد لفلسفتهم متأثيرين فيه بالديالكتيك الهجيلي (الجدلي )في مبدأ المادية الجدلية وتفسر الماركسية التاريخ تفسيرآ أقتصاديا –وهذه هي المادية التاريخية فليس الفكر هو الذي يوجه تاريخ العالم ويتحكم في تطوره ،بل إن الأحوال الأقتصادية في اي مجتمع أو في أي مرحلة من حياته هي التي تكيف تفكير أهله وتحدد أساليب تطوراتهم وسائر أسباب حياتهم وفي الحياة الأقتصادية يتحقق قانون الصيرورة المؤلف من القضية ونقيضها والمركب بينهما

وفي مقابل النزعة المادية الأتجاه المثالي وهم أتباع الحاسة الخلقية أو الضمير وهم يرون أن الإنسان يدرك خيرية الأفعال وشريتها إدراكآ مباشرآ بمجرد النظر إلي الأفعال ومن غير أعتبار لعلاقتها بالغايات التي تقوم خارجها وتهدف إلي تحقيقها ،فالأفعل خير أو شر بالقياس إلي خصائص طبيعتها الباطنية الذاتية فقول الصدق واجب لأن الصدق واجب في ذاته فضيلة ،وليس لأنه ضروري لقيام المجتمع وكفالة رفاهيته ،ولا لأي سبب خارج عن طبيعته ،والسرقة شر لأن في طبيعتها من صفه العدوان علي الغير وأغتصاب ملكه بغير حق ،ما يوجب وصفها بالشر ،وليست شرى لأنها تلحق بأحد ضررآ أو تعوق نفعآ .

والأتجاه الحدسي يرد الحكم الخلقي علي الأفعال الإنسانية إلي محكمة الضمير بأعتباره قوة فطرية يشارك فيها الناس في كل زمان زمكان وبالتالي يكون عاما لا يخص فردآ دون فرد ،فإنه إذا خص فردا أو مجتمعا في عصر بعينه كان مقياسآ فرديآ لأفعال صاحبه ،فإن بدا في المقياس نقص أو خلل تمثل ذلك في ضميره ،وعندئذ يصبح الضمير الذي يتعرض للخطأ لا يكون .

أما الإتجاه الوضعي المتمثل عند أوجست كونت يعبر عن مدي إتصال الحياة الخلقية بالحياة الإجتماعية وأنتهوا منذ أيام (كونت) إلي القول

بوصاية علم الإجتماع علي علم الأخلاق وتبعية ثانيهما لأولهما موضوعآومنهجآ .

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

المبحث الأول: الأخلاق عند كانط

أولا :تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق في فلسفة كانط

1- المثالية الألمانية بوجه عام :-

(سيطر علي الفلسفة في القرن الثامن عشر التجربيون الإنجليز الذين يمكن أن نأخذ (لوك )و(باركلي) و(هيوم)ممثلين لهم .وكان لدي هؤلاء صراع ،يبدو أنهم لم يكونوا علي بينة به ،ألا وهو الصراع بين مزاجهم الذهبي مواطنين معنين بالمجتمع ،بعيدين عن نزعة فرض الذات علي أي نحو من الأنحاء ،لا يفرطون في التلهف علي أي نحو من الأنحاء ،لا يفرطون في التلهف علي السلطة ،يساندون عالمآ متسامحآ ،يمكن لكل إنسان فيه أن يفعل ما يروقه ،في حدود القانون الجنائي كانوا رجال دنيا طبيعتهم خيرة ،لطافآ كرامآ ).(1)

( ولكن بينما كام مزاجهم إجتماعيآ ،كانت فلسفتهم النظرية تقضي إلي النزعة الفردية .ولم يكن هذه نزعة جديدة في أعقاب الفلسفة القديمة ،وبدرجة أشد عند القديس أوغسطين ،وقد بعثها في الأزمنة الحديثة (كوجيتو )ديكارت وبلغت أقصاها لفترة خاطفة في جواهر (ليبنيز) يعتقد أن كل شئ في تجريته لن يتغير حتي ولو إنعدم العالم ،ومع ذلك فقد نذر نفسه لإعادة توجيه الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية ،وثمة تضارب مماثل يظهر عند لوك وباركلي وهيوم)

وعند لوك لايزال التضارب في النظرية قائما ،فقد رأينا في فصل سابق أنه من ناحية ،يقول :(ما دام الذهن في جميع خواطره وإستدلالات ليس لديه موضوع مباشر أخر اللهم إلا أفكاره الخاصة به )

(تميز قوله (ديكارت)ومذهبه بالنور المعرفي الذي يمتلكه الإنسان وهو ينهي به الصراع الموجود داخله فالصدق يطبع علامة الفهم بدون وجود الإختلافات ويمكننا من معرفة الحقيقة والوصول إليها)

(فقد أكد كانط نقد المعرفة كوسيلة للوصول إلي نتائج فلسفية وتقبل هذا أتباعه .وثمة تأكيد علي أن الذهن وحده هو الذي يوجد .وثمة نبذ عنيف لأخلاق المنفعة في صالح المذاهب التي تبرهن عليها حجج فلسفية مجردة .وثمة نيرة مدرسةيختفي عند الفلاسفة الفرنسين والأنجليز الأسبق ،فلقد كان (كانت) و(فشته) و(هيجل) فلاسفة جامعة ،يخاطبون جمهورآ متعلمآ لا سادة يتحدثون مع هواة في أوقات الفراغ .ومع أن تأثيراتهم كانت في جزء منها ثورية إلا أنهم لم يكونوا متطرفين عن قصد ،ولقد كان أهتمام بالغآ علي التحديد في الدفاع عن الدولة .وكانت آراؤهم في المسائل الأخلاقية آراء أرثوذكية علي الدقة .ولقد قاموا بتحديدات في اللاهوت ولكنهم فعلوا ذلم لصالح الدين .)

2-مذهب كانط الأخلاقي كما يتضح في ميتافيزيقا الأخلاق(1785م)(الأمر المطلق)

(هو أهمية تاريخية ملحوظة .ويشتمل هذا الكتاب علي (الأمر المطلق) وهو مألوف ،علي الأقل من حيث كونه عبارة ،خارج دائرة الفلاسفة المحترفين .كما لايعبأ بأية نظرية تجعل الأخلاق ،كان ينبغي أن نتوقع لايعبأ(كانط) بمذهب المنفعة العامة ،كما لا يعيأ بأية نظرية تجعل للأخلاق غرضآخارجيآ .وهو يروم ،علي حد قوله (ميتافزيقا

عزلة تامة ،غير مختلطة بلاهوت أو فيزياء أو أي شئ خارق )

(ويتطرد قائلا أن جميع التصورات الأخلاقية تحتمل مكانها وتستمد أصلها بصفه أولية تماما في العقل .وتوجد القيمة الأخلاقية فقط عندما يفعل شخص عن أحساس بالواجب فليس يكفي أن يأتي الفعل مطابقآ لما يقتضي به الواجب فالتاجر الأمين لأنه يبغي مصلحته الخاصة ،أو الرجل اللطيف بدافع حب الخير ليس فاصلا أن جوهر الأخلاق يحتم أن يستخلص من تصور القانون ،ذلك أنه وأن يكن كل شئ في الطبيعة يعمل بيقتضي قوانين فإن الكائن العاقل فقط هو الذي يعمل بمقتضي فكرة قانون ،أعني الإرادة وفكرة مبدأموضوعي بقدر ما تفسر الإرادة ،تسمي سيطرة العقل ،وصيغة السيطرة تدعي أمرآ)

(وثمة نوعان من الأمر :الامر الشرطي وهو يقول (يجب أن تفعل كذا وكذا أذا كنت تروم إنجاز هذه الغاية أو تلك و(الأمر المطلق ) ،الذي يقول أن ثمة نوعآ معينآ من الفعل ضرورة موضوعية ،يصرف النظر عن أيه غاية والأمر المطلق تركيبي وأولي ويستنبط (كانط) طابعه من تصور القانون .)

(إذا فكرت في أمر مطلق ،لعلمت في الحال ما يشمل عليه ذلك ،أنه لما كان الأمر يحتوي إلي جانب القانون ضرورة القاعدة المنسقة مع هذا القانون فقط ،ولكن القانون لا يحتوي علي أي شرط يقيده ،فلا شئ يبقي اللهم إلا عمومية قانون بوجه عام ،تطابق قاعدة الأفعال ،وحيث المطابق وحدها أمر فريد ،ويأتي في الواقع علي النحو الآتي (أفعل فقط بمقتضي قاعدة يمكنك بها ان تريد لها في عين الوقت أن تصبح قانونآ عامآ )

(ويعطي (كانط )مثالا علي عمل الأمر المطلق ،هو أن من الخطأ أن نقترض المال ،ذلك أنن لو حاولنا جميعآ أن نفعل هذا لما بقي أي مال لأقتراضه ,ويمكن للمرء أن يببين بطريقة مماثلة أن الأمر المطلق يدين السرقة وكونها خطأ،ولكن لا يمكن أن تبين يمبادئه كونها خطأ علي سبيل المثال ،الإنتحار ،فمن الممكن للغاية للسوداوي أن يررغب في أن يقدم كل شخص علي الإنتحار .ويلوح في أن قاعدته تزودنا ،في الواقع بمعياري ضروري لا بمعيار مقنع ،للفضيلة .فلكي نحصل علي معيار الخالصة ،وندخل في أعتبارنا شيئا ما ،آثار الأفعال ومع ذلك ،فأن كانط يبسط يتأكيد أن الفضيلة لا تعتمد علي النتيجة المقصودة من فعل ما ،ولكن علي المبدأ الذي تكون هي نفسها نتيجة ،فإذا سلمنا بهذا ،فلا شئ أشد عينية من هذه القاعدة بممكن.)

(ويؤكد (كانط) مع أن مبدأه لايبدو مفضيآ إلي هذه النتيجة أننا ينبغي لنا أن نفعل كما لو كنا نعامل كل إنسان كغاية في ذاته .ويمكن أعتبار هذا كشكل مجرد كمظرية حقوق الإنسان ،وهو يتعرض لذات الأعتراضات ولو أخذنا هذا المبدأ أخذ جادآ ،يجعل من المستحيل الوصول إلي قرار حيث تصطلح مصالح شخصين والمصاعب واضحة بشكل خاص في لفلسفة السياسية التي تستلزم مبدأ ما ،مثل مبدأ إثار الأغلبية ،الذي يمكن به ،عند الضرورة ،التضحية بمصالح البعض من أجل مصالح الأخرين .)

(وإذا كان لابد أن يكون هناك أخلاق للحكومة ،فغاية الحكومة يتحتم أن تكون واحدة ،والغاية الوحيدة الفريدة المتوافقة مع العدالة هي حيز الجماعة .ومع ذلك فمن الممكن تفسي مبدأ (كانط )من حيث إنه يعني لا أن كل إنسان هو غاية مطلقة ،ولكن كل الناس لهم وزنهم المتساوي في تحديد الأفعال التي يتأثر بها الكثيرون .فإذا فسر المبدأ علي هذا النحو

فيمكن أعتباره مزودآ الديمقراطية بأساس أخلاقي ،وفي هذا التفسير لا يتعوض للإعتراض آنفه الذكر )

3-المقصود من ميتافيزيقا الأخلاق

₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩₩

(يقصد من الميتافيزيقا هاهنا :- المعرفة القبلية بموضوع ما ،عن طريقة التصورات المحضة إنها المعرفة القادرة علي تجاوز الشكلية المنطقية البحت ،إنها المعرفة القادرة علي تجاوز الشكلية المنطقية البحت ،التجربية البحت والتي تستطيع بواسطة العقل وحده أن تحدد موضوعها . وتتميز ميتافيزيقا الأخلاق من ميتافيزيقا الطبيعة تكون الأولي تتناول قوانين ما يجب أن يكون ،بينما الثانية تتناول قوانين ما هو كائن .)

(وميتافيزيقا الأخلاق لن تستمد إذن قوانين الأخلاق من الطبيعة الإنسانية ولا من عادات الناس ووآيينهم ،بل من العقل ذاته مباشرة ولهذا فإنها لن تستعين بعلم النفس ولا بعلم الإنسان (وكنت يوحد مرارآ بين علم النفس التجريبي وبين علم الإنسان ،لأن موضوعها واحد هو معرفة (الطبيعة الإنسانية )والسبب في ذلك هو أن معطيات علم النفس)

(أو علم الإنسان )هي من الغموض والتشعب والتشتت بحيث لا يمكن أن نستخلص منها قواعد كلية مطلقة ،وفيها خلط بين المبادئ وبين الأحوال الجزئية بحيث تتوقف النتائج المستخلصة علي الأحوال الجزئية بحيث تتوقف النتائج المستخلصة علي الأحوال الفردية والميول والعواطف الخاصة .وأفه المذاهب التي تريغ إلي تفسير الاخلاق بتراكيب النفس الإنسانية أوالطبيعة الإنسانية أو بالظروف التي يعيش فيها الإنسان هي أنها لا تملك أن تقدم غير قواعد كلية موضوعية للإرادة).

(وقد دفع (كانط) إلي إتخاذ هذا الموقف أمران ألاول نظري :وهو أن حقيقة الأخلاق شأنها شأن حقيقة العلم ،لا يمكن أن نستخلص إلا الشكل المحض للعقل ،إلا من المضمون المادي للتجربة .والثاني عملي :وهو إنه إذا أستندت الأخلاق إلي أعتبارات تجربية ،فإنها ستقدم إلي الإرادة بواعث حسية من شأنها أن تفسدها وذلك إما إذا حرصت الأخلاق علي عدم أصدار قوانين للإرادة غير تلك المنبثقة عن العقل المحض ،فإن في وسعها حينئذ أنتؤثر في النفوس .وكلما توثقت العلاقة بين القاعدة وبين الأحوال الجزئية ،كانت القاعدة أبعد عن الموضوعية والدقة والصرامة )

(وليس معني هذا أن كنت لم يحسب حساب التجربة والواقع ،بل بالعكس تمامآ :إنه لما شاهد حال الواقع والتجربة ،إنتهي إلي أن من المستحيل تأسيس الأخلاق علي الواقع :إذ الواقع متشت والأخلاق نتغير ،والأخلاق تريغ إلي ثابت والواقع ينسي ،والأخلاق تهدف إلي ما هو مطلق .لقد ثبت له ‘نه لا يوجد قوانين ثابتة للسلوك الإنساني ،كما توجد قوانين لسير الطبيعة ،ولهذا علينا ،إذا أردنا وضع قوانين ما يجب أن يكون ،أن نصرف النظر عن الواقع .ولو وجدت قوانين نفسيه ،فإنه لا توجد قوانين أخلاقية وعلم النفس ليس هو فلسفة في الأخلاق ،بل يندرج ضمن فسفة الطبيعة (إن فلسفة الطبيعة تتناول كل ما هو كائن ،أما فلسفة الأخلاق لا تتناول إلا ما يجب أن يكون )

القانون الأخلاقي نقد العقل العملي

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

(إذا كان الدين لا يمكن أن يقوم علي أساس من العلم والعقل فماذا عسي أن يكون الأساس الذي يبني عليه ؟ يجيب (كانت )إنه يجب أن يرتكز

علي دعامة من الأخلاق لأنك إن أقمت بناءه علي عمد من اللاهوت العقلي عرضته كما قدمنا –لأخطر الأخطار –فلنترك العقل هنا ولنشيد الإيمان علي ما هو فوق العقل ،علي الأخلاق ولكن يجب أن يكون قاعدة الدين الأخلاقية مطلقة بذاتها غير مستمدة من التجربة الحسية للعرضة للشك .)

(وألا يفسدها العقل ببحوثه وقضاياه ،يجب أن تستمد القاعدة الأخلاقية من باطن النفس مباشرة ، وإذن فلابد أن تكون لدينا مبادئ أخلاقية فطرية تنشأ في الإنسان بطبيعته فيستلهمها ويتوجيها دون أن يلجأ في تحديد سلوكه إلي علم أو تجربة ، فكما أثبتنا أن للرياضة مثلا أساسآ فطريآ في النفس يقضي بصحتها فسبيلنا الآن أن نبين أن العقل الخالص يمكنه بطبيعته تكوينه أن يقود الإرادة ،وأن يهديها إلي أقوم السلوك من غير أن يستنير في ذلك بشئ خارجي محسوس ،أيي نبين أن قانون الأخلاقي ناشئ فينا قبل التجربة وأن الاوامر الأخلاقية التي لا مندوحة عنها لتكون قاعدة للدين عامة مطلقة مستمدة من فطرة الإنسان ).

(وإن تجارب الحياة لتنهض ،دليلا قويآ علي وجود هذا الباعث الفطري للأخلاق ،فكلنا يشعر شعورآ قويآ واضحآ لا لبس فيه أن هذا العمل خطأ ،وذلك صواب .مهما أشتدت أمامنا دواعي الإغراء .نعم ،قد يستسلم الإنسان للخطأ ولكنه لا يسعه رغم ذلك إلا أن يشعر بأنه مخطئ بمقدار أرتكب الجريمة ولكني مع ذلك أعلم أنها جريمة وأحس في نفسي يعزم علي عدم إرتكابها مرة أخري ،فما ذلك الصوت الذي يصيح فينا صيحة التأنيب ثم يدعونا إلي أعتزام السلوك علي نحو يصح أن يكون قانونآ عامآ للبشر ، أعني أن يسلك سلوكآ لو سلكه الناس جميعآ لأدي إلي خير فنحن لعلم –لابالمنطق )

(ولكن بشعورنا القوي المباشر إننا يجب أن نتجنب السلوك الذي إن إتبعه الناس جميعآ تعذرت الحياة الإجتماعية أو تعسرت إنني قد أتورط في كارثة ،ولا يكون لي سبيل للنجاة منها إلا الكذب ،فإنني لا أحب بحال من الأحوال أن يكون الكذب قانونآ عامآ للبشر ،أعني أن يسلك سلوكآ لو سلكه الناس جميعآ لأذي إلي الخير ،فنحن نعلم –لا بالمنطق – ولكن بشعورنا القوي المباشرة أننا يجب أن تتجنب السلوك الذي إن أتبعه الناس جميعآ تعذرت الحياة الأجتماعية أو تعسرت إنني أتورط في كارثة ،ولا يكون لي سبيل للنجاة منها إلا الكذب ،وقد أكذب طلبآ للنجاة ولكنني “بينما ألريد لنفسي الكذب فإنني لا أحب بحال من الأحوال أن يكون الكذب قانونآ عامآ، لأنه يبمثل هذا القانون ستنتفي الوعود وهذا لا يتفق وحياة الجماغة ،ولذا فأني أحس في نفسي أنه لا يجوز لي أن أكذب حتي ولو كان الكذب في صالحي ).

وهذا القانون المفطور في نفوسنا لا يقيس خيرية العمل بما ينتج عنه من نتائج طيبة ،أو بما فيه من حكمة ،إنما الخير هو ما جاء وفقآ لما يأمر به الواجب ،بغض النظر عن نتائجه وحكمته ،ولا غرابة فهو لم يستمد من التجربة الشخصية ولكنه فطري طبيعي فينا ،فلا خير في الدنيا إلا إرادة الخير ،وأقصد بها تلك الإرادة التي في الدنيا إلا غرادة الخير ،وأقصد بها تلك الإرادة التي تجئ وفقآ لقانون الأخلاق للتأصل في نفوسنا ،ولا عبرة لما تعود به تلك الإرادة الخيرة علينا من غنم أو عزم ،إذ ليس الغرض الأسمي هو السعادة .)(22)

ثانيآ :الإرادة الخيرة عند كانط:

المبدأ الذي أقر به كانط في تربية الإرادة لديه مبدأ يقام عليه الإرادة الخيرة التي توجه الإنسان إلي العمل القويم وتساعده علي التغلب والفوز علي نفسه السيئة

الإرادة عند كانط:

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

(المبدأ الأخلاقي شئ واحد يعتبره الناس خيرآ بغير تحفظ هو الإرادة الصالحة .أما مواهب الحظ كالمال والجاه والسلطة ،وأما لذات الحياة والسلطة وأما لذات الحياة علي أختلافها ،فلا يراها الضمير العام خيرات الذات والسبب في ذلك أنها لا تعين بأنفسها طريقة إستعمالها ولكنها مجرد وسائل تستخدمها الإرادة كما تشاء فتكون أحيانآ كثيرة مصدر إغراء سئ وتسخر لأغراض مذمومة)

(الإرادة الصالحة خيرة بذاتها لا يعواقها وتظل خيرة حين لا تستطيع تنفيذ مقاصدها ،مادامت قد عملت وسعها في هذا السبيل وما هي الغرادة الصالحة ؟لأجل تحليلها .كما تبدو في الضمير العام يجب أرجاعها إلي معني (الواجب )وهو معني يمثل لنا الإرادة الصالحة مفروضة علينا إذ أن طبيعتنا ناقصة ،وبسبب هذا النقص لا تكون إرادة صالحة بالضرورة )

تربية الإرادة:

(ولاتكون الإرادة الصالحة صالحة دفعة واحدة ,فالإرادة الصالحة إذن هي إرادة العمل بمقتضي الواجب أي للواجب بدون أي أعتبار آخر .بأي علامة تميز العمل الذي من هذا القبيل ؟)

-(إن التميز سهل بين الافعال الصادرة عن الواجب والأفعال المطابقة للواجب خارجية فقط ويفعلها الفاعل إبتغاء منفعة أو إندفاعآ مع رغبة هذه الطائفة الثانية من الأفعال لا تمت إلي الفضيلة بسبب إذ ليس

للمنفعة ولا للرغبة صفة خلقية).

(لكن التميز يصبح عسيرآ حين تكون الأفعال صادرة عن الواجب وعن الرغبة معآ ،فيجد المرء نفسه ميالا إلي ما يفرضه الواجب مثل أن يقال إن واجبي صيانة حياتي وتوفير السعادة لنفسي وأنا أحرص طبعآ علي الحياة وأسعي لأكون سعيدآ الحق أن الإراة الصالحة لاتبدة بضوح إلا متي كانت في صراع مع النزعات الطبيعة فأستمسكت بالواجب )

(وإنما يقصد الأنجيل إلي هذا المعني حين يأمرنا بمحبة أعدائنا فإن المحبة الحسية لا يؤمر بها أما الكحبه المعقولة الصادرة عن الإرادة فهي موضوع أمر،ويجب أن تتحقق بمعزل عن المحبه الحسية بل بالوغم من الكراهية الحسية).

(إذا كان الواجب معني عقليآ صرفآ فكيف يمكن أن يكون دافعآ نفسيآ إلي العمل ؟ يمكن ذلك بواسطة العقل والحس فهناك عاطفة ليست كسائر العواطف منبعثة عن مؤثرات حسية ،ولكنها متصلة إتصالا مباشرآ بتصور الواجب ،اي أنها صادرة عنه وأنه هو موضوعها :تلك الواجب (ضرورة العمل أحترامآ للواجب ) فالإحترام من حيث طلبييعته مصدره ومهمته ،عاطفة أصلية بالمرء ،بينما سائر العواطف ترجع إلي الميل في نسبته إلي قانون صادر عن الإرادة نفسها من حيث إنه الشعور بمشاركتنا فيما للقانون من قيمة لا متناهية فإذا كان من الوجهة الأولي يحط من قدرنا .فإنه من الوجهة الثانية يشعرنا بكرامتنا .ولا يتجه الأحترام لغير القانون :إنه لا يتجه مطلقآ إلي الأشياء وإن بدا أحيانآ متجهآ إلي الأشخاص فلكونهم يبدون بفضيلتهم أمثلة للقانون وهكذا

يكون الأحترام منبعثآ عن العقل وحده ،عن قوة أخري ،ولا لغرض آخر غير القانون ).

الإرادة الخيرة

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

(من كل ما يمكن تصوره في العالم ،بل وخارج العالم بعامة ،ليس ثم ما يمكن أن يعد خيرآ بدون حدود أو قيود ،اللهم إلا الإرادة الخيرة)

-بهذه الجملة الرائعة بدأ كنت القسم الأول من كتاب (تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق ) وهو يقصد منها أن الإرادة الخيرة هي وحدها التي يمكن أن تعد خيرآ في ذاته ،أو خيرآمطلقآ أو خيرآغير مشروط .وبعبارة أوضح نقول إن الإرادة الخيرة يجب أن تكون خيرة في كل الظروف ،ومهما كانت الأحوال فينبغي أن تكون كذلك دائمآيمعني أنها لا تكون خيرة في ظرف ،غير خيرة في أخر ،ولا تكون خيرة كوسيلة لغاية وشريرة كوسيلة لغاية أخري .وبالجملة فإن خيرها لا يتوقف علي أي شرط أو ظرف أو رغبة أو غاية .وهي إذن خير مطلق وغير مشروط أبدآ ،خير في ذاتها لا بالنسبة إلي أي شئ أخر).

(صحيح أن (الذكاء) وملكة إدراك المشابه بين الأشياء ،والقدرة علي تمييز الحكم .وسائر مواهب النفس ،أيا كان الأسم الذي نطلقها عليه ،أو الشجاعة ،أو العزم ،أو المثابرة في النوايا بوصفها صفات للمزاج –أمور خيرة ومرغوب فيها من عدة نواح –لكن هذه المواهب الطبيعية يمكن أن تصح في غاية الشر والسوء .)

(إذا لم تكن خيرة الإرادة التي عليها أن تستعملها ،والتي تسمي إستعدادنها لهذا السبب خلقآ.والأمر كذلك بالنسبة إلي مواهب البخت .

فمهمة العقل الحقيقية هي إيجاد إرادة خيرة ،لا بوصفها وسيلة من أجل غاية أخري بل خيرة في ذاته :لهذا السبب كان وجود العقل ضروريآ ضرورة مطلقة .ما دامت الطبيعة في كل مكان وهي سبيل توزيع خواصها ،قد سلكت وفقآ لغايات وقد يمكن ألا تكون هذه الإرادة هي الخير الوحيد ،هي الخير كله لكنها مع ذلك وبالضرورة هي الخير الأسمي لوحيد ،هي الخير كله لكنها مع ذلك وبالضرورة هي الخير الأسمي ،وهي الشرط لكل خير آخر بل وكل تطلع للسعادة)

(ولهذا يجب تنمية فكرة الإرادة الجلية تماما في ذاتها ،الإرادة الخيرة في ذاتها بغض النظر عن كل غرض لاحق ))

بين الإرادة عند ديكارت وكانط

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

(عن ثنائية ديكارت الشهيرة ليست مجرد عاقبة للدين ولكنهاتعتبر نمط أساسي وجذري وذلك أستمرار للحياه التي تستمر حتي الخلود وبعد موت البدن فالبدن يموت بموت الإنسان ويعيش بعيش الإنسان ولكن الأساسي مقابل للبدن العقل)(33 )

فالإرادة عند ديكارت خارجة عن الإنسان تعتمد علي القوة المستمدة من الله والتي يحتاج إليها الإنسان لتكوين معرفته فهي الضامن له من أي ضلال من الشيطان الماكر الذي يبعد الإنسان عن الحقيقة .

ثالثا :الواجب عند كانط

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

(ولتوضيح طبيعة الإرادة الخيرة يستعين كنت بفكرة الواجب .ذلك لأن الإرادة التي تعمل وفقآ للواجب هي إرادة خيرة .لكن لا يقصد من ذلك أن الأرادة الخيرة الكاملة لا تعمل ابتغاء أداء الواجب ،لأن في فكرة الواجب فكرة ما ينبغي التلب عليه من الميول والرغبات .إن الإرادة الخيرة الكاملة تعمل من تلقاء نفسها ولنفسها ،وتتجلي في الأفعال الخيرة ،دون أن تكون في حاجة إلي قدع الميول الطبيعية .ولا يضاح هذا المعني أكثر نقول إن الله ذو إرادة خيرة ،ولكن من غير المعقول أن نقول إنه يفعل الخير أداء لواجب ومن هنا علينا ان نعتبر الفارق بين الله ،والإنسان :فإرادة الله الخيرة لا تفعل أداء لواجب ،لأنه لا شئ يقهرها ،أما الإنسان فإرادته الخيرة ليست كاملة ،لأنها تفعل في ظروف تحد من فعاليتها ،ولهذا كانت إرادته الخيرة تعمل أداء لواجب ،لأنها ليست كاملة نلأنها تفعل في ظروف تحد من فعاليتها ،ولهذا كانت إرادته الخيرة تعمل أداء لواجب ،لأنها ليست إرادة كاملة .)

(ولهذا ينتهي كنت إلي القول بأن الإرادة (الإنسانية) الخيرة هي تلك التي تفعل وفقآ للواجب .الموقف الجزئي .فالقاعدة هي المبدأ الموضوعي صادقة بالنسبة إلي شخص آخر ،ويمكن أن تكون خيرآ أو شرآإن الإنسان يعرف ماذا يفعل ،وليست أفعاله مجرد أنعكاسات أو أستجابات تلقائية لدوافع كما هي الحال في الحيوان )

(والقواعد إما أن تقوم علي أساس ميول حسيه ويسميها كنت :قواعد بعدية أو تجربية ،وتقوم علي تجربة الرغبات ،أو لا تقوم علي ميول حسيه ،ويسميها قواعد قبلية،بمعني أنها لا تتوقف علي تجربة الرغبات

أو الشهوات .والأولي تسمي أيضا قواعد مادية ،لأنها تشير إلي الأغراض التي يستهدف العقل تحقيقها،هذه الأغراض هي مادة القاعدة والثانية تسمي قواعد صورية إذن هي لا تشير إلي أغراض مرغوب فيها. -ومن يفعل أداء للواجب يفعل وفقا لقاعدة صورية ،لا مادية وإنه لا يفغل إبتغاء تحصيل نتائج معينة ،بل أمتثالا للواجب أيا كانت النتائج)

(وإنما هو الواجب “فليست الأخلاق هي ما يعلمنا كيف نجعل أنفسنا سعداء ولكن هي ما يجعلنا جديرين بالسعادة “فيجب أن تقصد إلي سعادة الناس ،فلتنشر الكمال سواء جاء ذلك الكمال متبوعآ بلذة أو ألم ،ولكي يكون سلوكك مؤديآ إلي كمال نفسك وسعادة الآخرين يجب أن يكون هذا لأنفسنا مجتمعآ مثاليا كاملا ،ولا سبيل إلي خلق ذلك المجتمع الكامل إلا ان نعمل كما لو كنا بالفعل أفرادآ فيه ،وبهذا نضع قانونآ كاملآ في حياة ناقصة فتكمل قد نقل إنها أخلاق شاقة عسيرة –تلك التي تريدك علي وضع الواجب فوق السعادة –ولكنها هي الوسيلة الوحيدة التي ترتفع بنا عن هذه الحيوانية التي نعيش فيها ،وتسير بنا في طريق الله )

-(جدير بنا أن نلاحظ أن هذا الصوت الباطني الذي ينادي بالواجب يقوم دليلا علي حرية إرادة الإنسان ،لأنك لا تستطيع أن تتصور فكر الواجب دون أن تتصور الإنسان حرآ فيما يختار من سلوك فحرية الإنسان التي أستعصي علينا إقامة الدليل عليها بالعقل النظري يمكن البرهنة عليها بالشعور بها شعور مباشرآ إذا ما وقف الإنسان موقف الأخيار بين سلوكين .)

(ولقد يظهر لنا أعمالنا تتبع قوانين ثابتة لا تقض فيها ولا تبديل فنتوهم أن ذلك برهان علي عدم أختيار الإنسان لسلوكه ،والواقع أننا نري

أعمالنا منظمة مطردة ،لأننا ندرك نتائجها بواسطة الحواس ،وقد علمنا أن العقل مجبول علي صياغة كل ما تنقله إلينا الحواس في صورةالسببية من صنع عقولنا ،وليست في الأشياء أو الأعمال ذاتها .وبديهي أننا فوق القوانين التي نحتمها بأنفسنا ،لكي نستعين بها علي فهم تجاربنا الحسية ،فالإنسان حر فيما يعمل رغم ما يقيد الأعمال من سببية ظاهرة ،ونحن نشعر بهذه الحرية ولا يمكننا أن نقيم عليها الدليل )(39)

تعقيب:

مصدر الإلزام الخلقي عند كانط هو عنده يتضمن القدرة علي طاعته لأن الإنسان لا ينبغي عليه أن يأتي فعلا إلا متي كان قادرآ علي إتيانه والإرادة الخيرة عنده العمل بمقتضي الواجب لذاته دون النظرإلي نتائجه وهو يقول عنها أنها الشئ الوحيد الذي يمكن أعتباره خيرآ دون قيد ولا شرط فهي خير مطلق يتخطي الظروف والأحوال .

ويفرق كانط بيم الإرادة الخيرة والشريرة السيئة ،أولاهما محبه تستهدف البناء والإنسجام والثانية كراهية تساهدف الهدم والفوضي وأولاهما ترمي إلي ضبط الميول الفردية وتنظيم الدوافع الذاتية مستجيبة القيم وثانيهما تميل إلي الدوافع والنزوات والأفعال التي تصدر عنها تفقد طابعها الأخلاقي وتتتسم بطابع ثنائي ذاتي

(1)براتراند رسل ،تاريخ الفلسفة الغربية ،ج3 ،ترجمه محمد فتحي الشنيطي ،الهيئة العامة للكتاب ،1977م.ص311

زكي نجيب محمود ،قصة الفلسفة الحديثة ،مطبعة بجات،1936م،ص296

)يوسف كرم ،تاريخ الفلسفة الحديثة ،دار المعارف ،ط5،القاهرة ، ص248

عبد الرحمن بدوي ،الأخلاق عند كانط ،وكالة المطبوعات ،الكويت 1979م،ص33

(5) براتراند رسل ،تاريخ الفلسفة الغربية،ص315

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *