ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ


ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻔﻘﺮ :
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻟﻠﻔﻘﺮ :
ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻟﻠﻔﻘﺮ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺎﻷﺭﻗﺎﻡ ﻓﺎﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺩﺧﻠﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺩﻭﻻﺭﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻛﻤﺎ ﺭﻛﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺤﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻟﻠﻤﻌﻴﺸﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﺬﻗﻊ ﺃﻭ ﺗﺤﺖ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻵﺧﺮ ﻭﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﺃﻭ ﺯﻣﻦ ﻵﺧﺮ .
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ : ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ‏( ﺃﻱ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ : ﻋﻨﺪ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﻭ ﻓﻮﻕ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻂ ‏) ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺻﺤﻲ ﻣﻌﻘﻮﻝ . ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻛﻤﺆﺷﺮﻳﻦ ﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ، ﻓﺼﻨﻔﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﻣﺘﻮﺳﻄﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﻓﻘﺮﺍﺀ ﺑﺎﻹﺳﺘﻨﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭ ﺍﻹﺳﺘﻬﻼﻙ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺗﻘﻞ ﻣﺪﺍﺧﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺳﻮﺍﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻭ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﻟﻠﻤﻮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻧﻔﻠﺖ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﻫﻲ ﻣﺎﺩﻳﺔ .
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻜﻴﻔﻲ ﻟﻠﻔﻘﺮ :
ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻟﻠﻔﻘﺮ ﻳﺮﻛﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﻌﻨﻮﻱ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻌﺎﺷﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻛﺸﻌﻮﺭ ﻭﻛﺘﺠﺮﺑﺔ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺳﻠﻮﻙ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮ ﺕ ﻓﻲ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ . ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ :
ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻟﻼﺋﻖ، ﺍﻟﺼﺤﺔ .. ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﺟﻪ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﺎﺩﻱ ﻭ ﻣﻌﻨﻮﻱ، ﻭﻳﺘﺮﺟﻢ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﺎﻭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻳﺘﺴﺒﺐ ﻟﻠﻔﻘﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻹﻧﺤﺮﺍﻑ ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ .
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻘﺮ :
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺣﺴﺐ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻫﺘﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ : ﻳﺮﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺃﻥ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﻭﻣﺪﻯ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻮﻝ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﺴﻜﺎﻧﻪ،ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ،ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ …
ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﻟﺘﻮﺳﻲ ‏( ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ‏) :
ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﺎﻟﺘﻮﺱ ﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﺗﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ﺗﻨﺘﺠﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ، ﻓﻔﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻳﺰﺩﺍﺩﻭﻥ ﺑﻤﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺑﻤﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻼﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﻟﺘﻮﺱ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻷﻧﻬﻢ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﻭﺿﻌﻴﺘﻬﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺨﺼﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﺃﻥ ﺃﻱ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﺳﺘﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻀﺎﻋﻔﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻊ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺪﻳﻤﻐﺮﺍﻓﻲ .
ﺍﻷﻭﻝ ﺃﺧﻼﻗﻲ : ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺳﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﻢ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻃﺒﻴﻌﻲ : ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﻭﺑﺌﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ .
ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ 3
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻘﺮ
ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻲ ‏( ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ‏)
ﺗﺮﻓﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﻨﺘﻘﺪ ﺑﺸﺪﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﻟﺘﻮﺳﻲ ﻭﺗﻀﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻣﻨﺘﻘﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎﺭﻛﺲ ﺃﻥ ﺍﻹﺷﺘﻐﺎﻝ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻃﺒﻘﺘﻴﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﺎﻟﻜﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‏( ﻏﻨﻴﺔ ‏) ﻭﻃﺒﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﻟﻜﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ‏( ﻓﻘﻴﺮﺓ ‏) ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺟﻴﺶ ﺇﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﻭﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺘﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻃﺒﻘﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻭﻃﺒﻘﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﺎﻟﻜﺔ ﻟﻜﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ .

  • ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺳﻤﻴﺮ ﺃﻣﻴﻦ : ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻼﻣﺘﻜﺎﻓﺊ
    ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻒ :
    ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺗﺠﺮﻧﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺇﺭﺗﺒﻂ ﺩﻭﻣﺎ ﺑﻔﺸﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻐﻞ ﺇﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻦ ﺇﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ : ﻣﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻭﻭﻇﻴﻔﻴﺔ ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ، ﻭﻣﻦ ﺗﺨﺼﺼﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ .
    ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ : ﻳﺮﺟﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ ﻓﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺧﺼﻮﺻﻲ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺨﻠﻔﻪ، ﺑﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻧﻤﻂ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺇﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﻳﻀﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﻧﻤﻮﻩ . ﻭﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﺮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ ﻭﻗﻄﻊ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﻭﺍﻹﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﻭﻳﺘﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺭﻭﺳﺘﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﻡ ﺳﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻛﻨﻤﻮﺩﺝ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻛﻤﺸﺮﻭﻉ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻟﻺﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺃﺭﻗﻰ ﻣﻨﻬﺎ . ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺇﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ ﻭﺍﻹﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ .
    ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﺴﺨﺮ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﺑﺎﻹﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺃﻱ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﻜﺴﺮ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﻒ ﻭﻗﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺴﺒﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻋﺘﻤﺪﺗﻬﺎ ﻻ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻧﻘﻞ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻃﻴﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ . ﻭﻳﻤﺜﻞ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺑﻤﻤﺜﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﻬﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ .
    ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ 4
    ﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ :
    ﺁﻧﺪﺭﻱ ﺟﺎﻧﺪﺭ ﻓﺮﺍﻧﻚ
    ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻤﺘﺮﻭﺑﻮﻝ ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ .
    ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻭﺟﻪ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻓﺮﺯﺕ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻏﻨﻴﺎ ﻣﺘﻘﺪﻣﺎ ﻭﻋﺎﻟﻤﺎ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻣﺘﺨﻠﻔﺎ .
    ﻭﻳﻮﺿﺢ ﺍﻧﺪﺭﻱ ﺟﺎﻧﺪﺭ ﻓﺮﺍﻧﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻣﻨﺘﻘﺪﺍ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻻﺑﺤﺎﺙ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺗﻮﺻﻠﺖ ﻟﻨﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ؛ ﺭﻏﻢ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﻭﻣﺴﺎﺭ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻋﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻻﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺿﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ . ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺆﻃﺮﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻤﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻐﻨﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻭﺻﺤﻴﺤﺎ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻵﺧﺮ . ﻭﻟﻨﺴﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﺗﺨﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ‏( ﺍﻧﺪﺭﻱ ﺟﺎﻧﺪﺭ ﻓﺮﺍﻧﻚ ‏) ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﻭﻗﺪﻡ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺧﻠﺺ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻳﻮﺿﺢ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻫﻮ ﺁﻟﻲ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﺍﻟﻼﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻠﻴﺔ ﺍﻱ ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ، ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻮﺍﺻﻢ ﻭﺗﻮﺍﺑﻊ ﺗﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻛﻜﻞ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻷﻭﺭﺑﺎ ﻭﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺻﻮﻻ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﺣﺪﻭﺩﻳﺔ ﻷﻣﺮﻳﻤﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ، ﺗﻘﻮﻡ ﻛﻞ ﺣﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺼﺎﺹ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻝ ﺗﻮﺍﺑﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻋﻤﻮﺩﻱ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺗﺨﻠﻒ ﻭﻓﻘﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ .
    ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻮﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻨﺰﺍﻑ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻭﺗﻬﺪﻳﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﻮﺍﻕ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻤﻨﺘﻮﺟﺎﺗﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻔﺸﻞ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻞ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﺢ ﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ؛ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﻳﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ . ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺿﺤﻰ ﻗﻴﺪﺍ ﺃﺭﻏﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺮﻋﺖ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ – ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﻊ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺑﻜﻞ ﺍﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ‏( ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ‏)
    ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ
    ﺍﻟﺤﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ، ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻳﺴﻮﺩ ﻓﺌﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻱ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﺗﺴﺎﻉ ﺭﻗﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺍﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺮﻣﺘﻪ، ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻮٍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻭﻛﺬﺍ ﺿﻌﻒ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻳﺘﺼﻒ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻮﻣﺔ ﻭﻛﺬﺍ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ .
    ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻲ :
    ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﻨﺘﺸﺮﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺟﺪﺍ، ﻭﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﺌﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﻌﺐ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻃﺮﻑ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ؛ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﺃﺧﻀﻌﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ، ﻭﺗﻤﺜﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ .
    ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ :
    ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﺭﺍﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ؛ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﻞ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ، ﺣﻴﺚ ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺭﻫﺎﻧﺎﺕ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ …
    ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺨﺼﺼﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻬﻮﺓ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺕ ﻭﻛﺬﺍ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ .
    ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﺖ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻈﺮ ﺑﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ .
    ﺟﻮﺭﺝ ﺯﻳﻤﻞ : ﺗﻄﺮﻕ ﺟﻮﺭﺝ ﺯﻳﻤﻞ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﻴﺮ ﻣﺒﻘﺎﻳﻴﻦ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺑﻞ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻭ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻧﻈﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻴﻪ .
    ﻓﺎﻟﻔﻘﻴﺮ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻭﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺣﺴﺐ ﺯﻳﻤﻞ . ﺍﺫﻥ ﻓﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻟﻬﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻜﻞ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺣﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻛﺮﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻭﺿﻊ ﻣﺤﺪﺩ ﻭﺳﻠﻮﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﻛﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻪ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻔﺌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻱ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﺍﻭ ﻣﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻭ ﻣﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻘﻴﺮ ﺍﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻔﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﻃﻠﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﺍﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ . ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﻳﺴﻌﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺪﻭﻧﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼﻑ ﻣﻦ ﻳﻤﻨﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ .
    ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻮﺭﺝ ﺯﻳﻤﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﻓﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﺳﺮﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻫﻲ ﺍﻧﻬﻢ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻭﻟﻲ ﺍﻣﺮﻫﻢ ﺍﻭ ﺍﻗﺎﺑﻬﻢ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻱ ﻳﺤﻀﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪﻭﻥ ﻓﻴﻪ .
    ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ
    ﻫﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ؟
    ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺰﻳﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺣﻖ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻭﻭﺍﺟﺐ . ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻠﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﻛﺤﻖ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ‏( ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ‏) ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﻉ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﺣﻖ ﻣﻜﺘﺴﺐ، ﻭﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻧﺢ ﺭﻓﺾ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ . ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻭﺇﻧﻘﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻪ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻓﻘﺮﻩ، ﺑﻞ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ . ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻫﻮ ﻣﻨﻊ ﺿﻴﺎﻉ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ؛ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ . ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺤﻤﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻊ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ .
    ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺯﻳﻤﻞ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺗﻮﺿﺢ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺗﺒﻌﺘﻬﺎ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺭﻛﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺑﺪﻝ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ . ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻭﺇﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭ ﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﺄﻗﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻭﺗﻘﺒﻠﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﺭﻓﻀﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻠﻘﻮﻧﻬﺎ .
    ﻓﺘﺄﺧﺬ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ – ﺍﻟﻤﺴﺎﻉﺩﺓ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻛﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﻧﺢ ﻭﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺧﺎﺭﺝ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻵﻥ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﻭﺩﺍﺧﻠﻪ؛ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺍﺑﻂ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
    ﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﻫﻮﻛﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﻧﺴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺷﺮﻭﻁ ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻴﻼﺩﻫﺎ ﻣﻊ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﺿﺢ ﺫﻟﻚ ﻫﻮﻛﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻭﻫﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻤﻄﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻞ ﺳﻮﺍﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﺭﻫﻢ ﻗﻮﺓ؛ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻟﻸﺩﻭﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﺨﺎﺻﻴﺔ ﺗﻤﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﻋﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻬﺘﻢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﺔ ﻭﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﻏﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ . ﻣﻤﺎ ﻳﺒﻴﻦ ﻋﺪﻡ ﺗﺄﺛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺑﺎﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﺔ .
    ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ
    ﻟﻮﻳﺲ ﺑﻮﺳﻜﺎﺭ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ :
    ﺻﺎﻍ ﻟﻮﻳﺲ ﺑﻮﺳﻜﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎﺭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺹ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﺑﻞ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻭ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ … ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺣﺎﻭﻝ ﻟﻮﻳﺲ ﺑﻮﺳﻜﺎﺭ؛ ﺍﻥ ﻳﺤﺪﺩ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺧﻠﺺ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
    • ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻧﻘﺪﻱ ﻭﻋﻤﻞ ﻣﺄﺟﻮﺭ
    • ﻣﻌﺪﻝ ﻋﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ
    • ﺍﺟﻮﺭ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ
    ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺣﺴﺐ ﺑﻮﺳﻜﺎﺭ ؛ ﻫﻲ ﺗﻜﻴﻒ ﻭﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻃﺒﻘﻲ ﺭﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ . ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻝ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻬﻢ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﻧﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻴﺄﺱ .
    ﺗﺘﺴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺗﺸﺒﻌﻬﻢ ﺑﻘﻴﻤﻬﺎ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻄﻨﺔ . ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﺳﻬﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ .
    ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻵﺧﺮ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺍﺕ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺔ .
    ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ :
    ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻮﺳﻜﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
    ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﺂﺧﺮ . ﻛﺎﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ .
    ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ :
    ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﻴﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺤﻖ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﺎﺩﻳﺎ . ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻣﻘﺼﻲ ﻭﻣﺴﺘﺒﻌﺪ، ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻷﺟﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ .
    ﺍﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻌﺖ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ؛ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻴﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ . ﺍﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﺍ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﺆﻫﻼ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻠﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ . ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻭﻥ، ﺍﻭ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺩﻭﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ .
    ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ :
    ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻫﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺘﻤﺎﻳﺰ ﺑﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ .
    ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻭﻝ ‏( 1 ‏)
    ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻧﺪﻣﺎﺟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻜﻠﻲ . ﻭﻗﺪ ﻳﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻰ ﺿﻌﻒ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ‏( ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺸﻚ … ‏) ﻳﺘﺮﺳﺦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻔﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﻣﻦ ﺑﺠﻞ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻱ .
    ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻤﺪﺍﺧﻴﻠﻬﻢ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺍﻹﻧﺨﻔﺎﺽ، ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﻤﺪﺧﺮﺍﺕ؛ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺧﺮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻧﻘﺺ ﺣﺎﺩ ﻓﻲ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ، ﻭﻫﺬﺍ ﺭﺍﺟﻊ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ، ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﻧﺠﺪ ﺍﻥ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﻌﺪﻝ ﻋﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﻫﻦ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﺍﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﺑﻤﻌﺪﻻﺕ ﺭﺑﻮﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻛﺎﻹﻗﺘﺮﺍﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺛﺎﺙ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ، ﻭﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﺑﻜﻤﻴﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﻭﻣﻦ ﺳﻤﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﺗﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ . ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻜﻮﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺼﻴﻄﺮﺓ، ﻓﻬﻢ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﻻ ﻳﺜﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .
    ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‏( 2 ‏)
    ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﺴﺠﻞ ﺍﻥ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻛﻌﻮﺍﻣﻞ ﻣﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻛﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﺟﺎﺭﺓ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺛﻨﻴﺎﺕ .
    ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
    • ﻏﻴﺎﺏ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ
    • ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺠﻨﺲ
    • ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺍﻭ ﺯﻭﺍﺝ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺿﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ .
    • ﻫﺠﺮ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻟﻠﺰﻭﺟﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ
    • ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺘﻨﺎﺣﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻡ .
    • ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻭ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺄﻗﺎﺭﺏ ﺍﻻﻡ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻗﺎﺭﺏ ﺍﻷﺏ .
    ﻭﺍﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ؛ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ، ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻵﻧﻴﺔ . ﺣﻴﺚ ﻳﻐﻴﺐ ﺍﻱ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻪ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ؛ ﻭﺍﻧﺤﺼﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ .
    ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ.

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *