اضطراب التكامل الحسي عند أطفال التوحدL’Autisme

اضطراب التكامل الحسي هو أحد الاضطرابات التي تصيب أطفالنا ولكنها مهملة جدا بوطننا العربي وخصوصا المغرب الذي كان يختزل فيه التوحد في مجرد سلوكات موصوف ظاهريا او مقاربة تربوية محددة…

اضطراب التكامل الحسي المعروف بـ (Sensory Processing Disorder)، هو اضطراب في استقبال المعلومات والرسائل الحسية، وطريقة ترجمتها في الجهاز العصبي للجسم. لطالما كان هذا الاضطراب مرتبطاً بحالات التوحُّد ومتلازمة داون t21، ولكن مع تطور العلم وانفتاح وتقبل الأهل لاختلافات أبنائهم بات هناك اهتمام أكبر بهذا الإضطراب لدى الأطفال اللذين لا يعانون من التوحد أو من أي اضطرابات أخرى.

المدهش والجديد هو وجود سبع أنظمة حسية وليس خمسة كما تعلمنا دائما؛ الأنظمة الحسية السبعة هي:

اللمس

التوازن

الإدراك الفراغي

البصر

السمع

التذوق

الشم

ما يحدث في كثير من الأحيان، أن واحدة أو أكثر من هذه الحواس لا يكتمل نموها، فتظهر ردة فعل الجهاز العصبي للطفل كفرط في الحساسية (over Response) لبعض الحواس، مثل انزعاج الأطفال من الأصوات العالية، أو التقيوء عند شم رائحة معينة أوعدم القدرة على تناول طعام بملمس معين، أو ضعف في الحساسية (Under Response) مثل الأطفال الذين يعانون من ضعف في التواصل البصري أو يقعون ويتعثرون باستمرار.

أعراض اضطراب التكامل الحسي متعددة وتشمل:

🌐أعراض سلوكية
🌐أعراض جسدية
🌐أعراض نفسية

#الأعراض السلوكية تكون عادة هي الأوضح وتشمل:
-الابتعاد أو الانسحاب عند لمس الشخص.
-مشاكل سلوكية (العصبية، العناد).
-يحتاج لوقت طويل للهدوء بعد شعوره بالحزن أو الإحباط.
-يرفض تناول طعام معين ذا ملمس (Texture) معين.
-حساس من أنواع أقمشة معينة، ويفضل الملابس الناعمة –ويصر على إزالة أي أوراق داخلية.
-يكرة ويتجنب توسيخ يديه.
-لا يبدع أثناء لعبه ويشعر بأمان بإعادة نفس الألعاب أو البرامج التلفزيونية لساعات.
-حساس للأصوات العالية والمزعجة مش مجفف الشعر أو المكنسة الكهربائية.
-حساس للروائح القوية.
-قوي الملاحظة، فيلاحظ أصغر الأشياء أو الأصوات التي لا -ينتبه لها معظم الناس.
-قد يؤذي الآخرين أثناء اللعب ويتصرف بخطر.

الأعراض الجسدية:

عدم التوازن والوقوع المتكرر
التأخر في المهارات الحركية الإجمالية مثل الجري والقفز
التأخر في المهارات الحركية الدقيقة مثل استخدام القلم والمقص
الحركة المستمرة
ضعف التنسيق بين أعضاء الجسم
مستوى عال لتحمل الألم.
والأعراض النفسية والتي تؤرق معظم الأهل هي:
عدم التفاعل مع الأطفال من نفس العمر
العزلة
الخوف من التجمعات
تجنب الوجود ضمن مجموعات كبيرة
القلق الدائم والإحباط.
أنا أؤمن بأن كل شخص لديه ضعف في إحدى الحواس لكن بدرجات متفاوته، فبعضنا يكره الأصوات العالية أو تستفزه الأصوات النمطية المتكررة، ومن منا لا يكره على الأقل صنف واحد من أصناف الطعام، أو حتى يتعثر باستمرار، لكن في بعض الحالات يكون الاضطراب كبير لدرجة تعيق تطور مهارات الأطفال.

لا يوجد دواء لاضطراب التكامل الحسي لكن جلسات العلاج الوظيفي متخصصة تساعد بشكل كبير على تحسين أداء المستقبلات الحسية. وأنصحكِ بألا تستمع(ي) لتعليقات الناس بأن الطفل سيكبر ويتغير، وغيرها من التعليقات الصادرة من غير المتخصصين. ثقي بحدسك كأم واستشيري المختصين، قد تكون رحلة العلاج طويلة ومتعبة وتستنزفك نفسياً وجسدياً ومادياً ولكن رؤية طفلك يتحسن ويتجاوب مع بيئته بشكل أفضل يمحي كل شعور بالاحباط و التعب
وكلنا أمل إلى الاهتمام بهذا البرنامج مستقبلا بالمغرب في عالم التوحد..

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *