بحث شامل حول الملاحظة..

مقدمة
1- الماهية و التعريف
1-1 تعريف الملاحظة
1-2 أنواع الملاحظة
1-3 أدوات الملاحظة
2- عوامل و شروط إجراء الملاحظة
2-1 عوامل إجراء الملاحظة
2-2 شروط إجراء الملاحظة
2-3 أسس و مستويات الملاحظة العلمية
3- مجالات و أبعاد الملاحظة
3-1 مجالات استخدام الملاحظة
3-2 قيمة الملاحظة
3-3 إرشادات الملاحظة الجيدة
3-4 مزايا وعيوب الملاحظة
خاتمة
مقدمة
إن أهمية السمع و البصر و ضرورة استخدامهما بدقة لنقل المعلومات إلى وعي الإنسان يمثلان دعامتي الملاحظة و السمع و البصر من أسماء الله الحسنى، فهو السميع البصير و قد ورد ذكرهما في كثير من آيات الذكر الحكيم التي فيها”…إن السمع و البصر و الفؤاد كل ألئك كان عنه مسئولا” ( سورة الإسراء الآية 36)
“أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت. و إلى السماء كيف رفعت. و إلى الجبال كيف نصبت. و إلى الأرض كيف سطحت “(سورة الغاشية الآيات 17-20 )
و بذلك عرف الإنسان الملاحظة و استخدمها في جميع البيانات و المشاهدات عند بيئته و مجتمعه منذ أقدم العصور حتى الآن
1- الماهية و التعريف:
1-1 تعريف الملاحظة:
يشير لفظ الملاحظة لغويا إلى النظر إلى الشيء الملاحظ بمؤخر العينين دلالة على التدقيق،فهي المعاينة المباشرة للشيء أو مشاهدته على النحو الذي هو عليه و يقال كذلك لاحظه أي رءاه و على ذلك تعني الملاحظة المشاهدة.
فكل منا يهتدي في سلوكه اليومي بما يلاحظ من ظواهر في حياته فالطفل في نشأته الاجتماعية يتعلم ملاحظة و مشاهدة ما يدور حوله من أحداث و ما يبدو على وجوه المحيطين من تعبيرات و رئيس العمل يلاحظ و يشاهد سلوك مرؤوسيه،و منذ أقدم العصور انشغل الكتاب و الشعراء بوصف ما يشاهدونه.( حسين عبد الحميد رشوان،2006، ص 136)
المعنى الاصطلاحي للملاحظة:
تعني الاهتمام أو الانتباه إلى الشيء أو حدث أو ظاهرة بشكل منظم عن طريق الحواس حيث نجمع خبراتنا من خلال ما نشاهده أو نسمع عنه، و الملاحظة العلمية تعني الانتباه للظواهر و الحوادث بقصد تفسيرها و اكتشاف أسبابها و الوصول إلى القوانين التي تحكمها. ( جودت عزت عطوي،2007،ص 120)
و تعتبر الملاحظة من أهم الأدوات المستخدمة في الدراسات الوصفية و تكمن أهمية تلك الأداة في جمع البيانات المتعلقة في كثير من أنماط السلوك التي لا يمكن دراستها إلا بواسطة تلك الأداة، كما أن الملاحظة المباشرة يمكن استخدامها في بحث وصفي، لدراسة سلوك الأطفال و تصرفاتهم عندما يجتمعون بهدف اللعب، حيث يهدف لاكتشاف قدراتهم الحركية و المعرفية و الوجدانية أثناء ممارستهم لنشاط اللعب.( نبيل احمد عبد الهادي، 2006، ص 55)
و تعد الملاحظة من بين التقنيات المستعملة خاصة في الدراسة الميدانية لأنها الأداة التي تجعل الباحث أكثر اتصالا بالبحوث، و الملاحظة العلمية تمثل طريقة منهجية يقوم بها الباحث بدقة تامة وفق قواعد محددة للكشف عن تفاصيل الظواهر و لمعرفة العلاقات التي تربط بين عناصرها و تعتمد الملاحظة على قيام الباحث بملاحظة ظاهرة من الظواهر في ميدان البحث أو الحقل أو المختبر، و تسجيل ملاحظاته و تجميعها أو الاستعانة بالآلات السمعية البصرية. (خالد حامد، 2008، ص 127)

1-2 أنواع الملاحظة:
يمكن تمييز نوعين من الملاحظات هما:
1-الملاحظة البسيطة أو الفجة:
تطلق على الملاحظات السريعة التي يقوم بها الإنسان في حياته العادية،و ترتبط بالنظر و الاستماع لموقف محدد دون المشاركة الفعلية فيه،كملاحظة أداء أشخاص لمهمة معينة أو عند اجتماع معين و ما شابه ذلك. و هي ملاحظة عرضية لا تهدف إلى الكشف عن حقائق و هي تأتي دون ضبط علمي أو اتخاذ إجراءات معينة أو استخدام أجهزة أو أدوات قياس دقيقة لتحديد أبعاد أو سمات الظاهرة المدروسة و تتضمن صورا مبسطة من المشاهدة و الاستماع، و يقوم الباحث فيها بملاحظة الظواهر و الأحداث كما تحدث تلقائيا في ظروفها الطبيعية دون إخضاعها للضبط العلمي، و هذا النوع من الملاحظة مفيد في الدراسات الاستطلاعية التي تهدف إلى جمع بيانات أولية عن الظواهر و الأحداث تمهيدا لدراستها دراسة متعمقة و مضبوطة في المستقبل. (محمد محمد الهادي،1990،ص)
و من أمثلة الملاحظات البسيطة أو الفجة ما توصل إليه “غاليلي” لقانون سقوط الأجسام حيث اتضح له أن وزن الأجسام لا يمثل السبب في سرعة سقوطها ،كما أن “نيوتن” توصل إلى نظرية الجاذبية من ملاحظة سقوط تفاحة من فوق الشجرة، و الملاحظة البسيطة تتم بإحدى الطريقتين التاليتين:

  • الملاحظة دون مشاركة: و هي التي يقوم فيها الباحث بالملاحظة دون أن يشترك في أي نشاط تقوم به الجماعة،و هي التي يلعب فيها الباحث دون المتفرج أو المشاهد بالنسبة للظاهرة أو الحدث موضوع الدراسة، فالباحث يكون بعيدا عن الظاهرة موضوع البحث قدر الإمكان كأن يقوم الباحث بمشاهدة نشاط جماعة من الأفراد باستخدام الفيديو أو يستمع إلى أحاديثهم من وراء ستار.
    و تمتاز هذه الملاحظة بالموضوعية لعدم تأثر الباحث بالظاهرة الملاحظة ، و لكن يعاب عليها أنها تجعل من الصعب على الباحث أن يتفهم حقيقة الموقف أو أن بدرك الموضوع من كافة جوانبه لأنه لايستطيع أن يقرأ المعاني التي تتضمنها تصرفاتهم و حركاتهم و تعابير وجوههم.
  • ملاحظة المشاركة: يقوم الباحث من خلال هذه الطريقة من الاشتراك المباشر في إطار عملية الملاحظة في وقت معين أو في موقف معين من أحداث و مواقف الملاحظة.( جودت عزة عطوي ،2007 ص)
    و هي الملاحظة التي يقوم فيها الباحث بدور العضو المشارك في حياة الجماعة التي ينوي ملاحظتها، و يعيش معهم و يشاركهم في كافة نشاطاتهم و مشاعرهم و يأكل ما يأكلون و يعمل كما يعملون، و من ضروريات نجاح هذا النوع من الملاحظة أن لايكشف الباحث عن نفسه حتى يظل سلوك عينة الدراسة طبيعيا و عفويا و دون أي تكلف أو ارتياب و من أمثلة ذلك الدراسات التي يقوم بها بعض علماء الاجتماع للقبائل البدائية أو عصابات الإجرام أو الأحزاب السياسية أو السجون أو المستشفيات التي تتضمن دخول الباحث إلى هذه الجماعات و انتمائه إليها كعضو فعال دون أن تعلم الجماعة حقيقة هويته.
    و من مميزات هذا النوع من الملاحظة أنها تسمح للباحث بملاحظة السلوك بصورة أكثر عفوية و بدرجة أبعد ما تكون عن التكلف أو التصنع، و أن يتفهم سلوك الأفراد بشكل أدق و أن يقرأ المعاني التي ترتسم على وجوه الأفراد، و أن يناقش موضوعات حساسة لا يجرأ الباحث الغريب عن الجماعة أن يطرحها و يوجه إلى هذا النوع من الملاحظة بعض الانتقادات من أهمها احتمال التحيز في البيانات المجموعة نتيجة اندماج الباحث فيها و كذلك تعرض الباحث إلى مخاطر عديدة إذا انكشف أمره من قبل الجماعة بالإضافة إلى المهارات التي تتطلبها كالقدرة على الدخول في الجماعة دون إثارة شكوك أو مخاوف.
    و تحتاج الملاحظة البسيطة أو الفجة إلى:
  • تقرير نوع التفسير الذي يرتبط بالملاحظة بصورة تحقق أهداف الدراسة .
  • حسن اختيار الطريقة المناسبة لتكوين العلاقات بين أجزاء الملاحة أو بينها و بين غيرها من الملاحظات الأخرى.
  • الابتعاد عن التحيز لأي عنصر من عناصر الملاحظة (محمد محمد عبد الهادي، 1990،ص ص145-146).
    2- الملاحظة العلمية أو المنظمة: يعتبر هذا النوع امتدادا طبيعيا للملاحظة البسيطة إذ يصمم طبقا لخطة موضوعية و يستخدم الكثير من الأدوات و الإجراءات التجريبية و تهدف الملاحظة العلمية إلى تحقيق فرض علمي محدد، كما توجه للكشف عن تفاصيل الظواهر و العلاقات التي تتواجد بينها بطريقة ضمنية غير ظاهرة أو بينها و بين الظواهر الأخرى.
    و تختلف الملاحظة العلمية عن الملاحظة البسيطة في الدقة و توقع الهدف المراد تحقيقه، كما تخضع لضوابط معينة تحقق ثباتها و صدقها أي أن العقل البشري يقوم فيها بنصيب كبير في ملاحظة الظواهر و تفسيرها و بذلك لا تقتصر الملاحظة العلمية على مجرد الحواس كماهو الحال في الملاحظة البسيطة بل يجب المشاركة الفعلية لجمع أكبر قدر من البيانات اللازمة للدراسة.
    بذلك تخضع الملاحظة العلمية للضبط العلمي سواء كان ذلك بالنسبة للملاحظ أو بالنسبة لعناصر الملاحظة، أو بالنسبة للموقف الذي تجرى فيه،كما تنحصر الملاحظة العلمية على مجالات محددة سلفا و ينتشر استخدام الملاحظة العلمية في الدراسات الميدانية أو دراسات الحالات التي تفترض فروضا سببية و يمكن أن يتناول فحوى الملاحظات العلمية باستخدام الأسلوب الإحصائي و من أمثلة الملاحظات العلمية دراسة ظاهرة معينة أو سلوك معين أو قرار ما.
    و يمكن تقسيم أنواع الملاحظة حسب ما يلي (محمد محمد عبد الهادي،1990،ص ص 146-147)
  • حسب درجة الضبط:
    1- ملاحظة بسيطة
    2- الملاحظة المنظمة
  • وفقا لدور الباحث:
    1- ملاحظة المشاركة
    2- ملاحظة غير مشاركة
  • الملاحظة المباشرة و غير المباشرة:
    1- الملاحظة المباشرة: و تتم حين يقوم الباحث بملاحظة سلوك معين من خلال اتصاله مباشرة بالأشخاص أو الأشياء التي يدرسها مثل ملاحظة الطلبة في الواقف الصفية أو ساحة المدرسة.(جودت عزت عطوي،2007، ص ص 121-123)
    2- الملاحظة غير المباشرة: و تتم حين يتصل الباحث بالسجلات و التقارير و المذكرات التي أعدها الآخرون مثل الاطلاع على سجلات الطلبة التراكمية و ما تحتويه من بيانات تحصيلية و اجتماعية.
  • الملاحظة المفتوحة و الملاحظة المقيدة:
    1- الملاحظة المفتوحة: و تعني بجميع المعلومات و البيانات الخاصة بموضوع معين.
    2- الملاحظة المقيدة:و تكون مقيدة بمجال أو موقف معين و مقيدة ببنود أو فقرات معينة تخص هذا المجال أو الموقف مثل: ملاحظة الأطفال في مواقف اللعب أو أثناء تفاعلهم الاجتماعي.
  • الملاحظة الداخلية و الخارجية:
    1- الملاحظة الداخلية: هي ملاحظة الشخص نفسه لنفسه و هي ذاتية و ليست موضوعية و لا يستطيع الأطفال الصغار القيام بها.
    2- الملاحظة الخارجية:و يكون هدفها تتبع سلوك شخص معين من قبل أشخاص آخرين (أي غير الشخص الذي تتم ملاحظته)(جودت عزت عطوي،2007،ص 123)
    1-3 أدوات الملاحظة:

يمكن للباحث أن يستخدم أكثر من أداة لجمع المعلومات بالملاحظة و لعل أهم هذه الأدوات:

  • قوائم الشطب:هي عبارة عن قائمة مكونة من فقرات ذات صلة بالسمة أو الخاصية المقاسة، و كل فقرة تتضمن سلوكا بسيطا يخضع لتقدير ثنائي مثل (نعم/لا)،(أوافق/أعارض)..الخ و قد تكون الفقرات في القائمة مرتبة منطقيا أو عشوائيا و ذلك حسب السمة المقاسة.
  • سلالم(مقاييس) التقدير: تخضع كل فقرة لتدريج من عدة فئات أو مستويات مثل دائما،أحيانا، غالبا، نادرا، مطلقا) و يوضع تقدير الفرد تحت الفئة التي تنطبق عليه.
  • السجلات اليومية: تعد السجلات و اليوميات في بعض الأحيان مصادر جاهزة للمعلومات مثل الإحصاءات المتوافرة عن الأفراد في ملفات المؤسسة التي ينتسبون إليها و دور الباحث هنا لا يتعدى نقل المعلومات الجاهزة و إعادة تبويبها بالشكل الذي يحدده.
  • مقاييس العلاقات الاجتماعية(السوسيومترية): تستخدم هذه المقاييس في تقييم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد ،حيث يطلب من كل فرد في مجموعة معينة أن يختار عددا من الرفاق في تلك المجموعة أو ملاحظة الأفراد الذين يتكرر التعامل معهم في نشاطات معينة، و في ضوء تكرار اختيار كل فرد من قبل الآخرين و التعرف على خصائصه يمكن رسم الخطط للبرامج المتعلقة بتلك المجموعة.(جودت عزت عطوي ،2007، ص)
    2- عوامل و شروط إجراء الملاحظة:
    2-1 اجراءات الملاحظة:
    تتلخص إجراءات الملاحظة في النقاط التالية:
  • تحديد السلوك الذي سوف يلاحظ و أبعاه:و هي تحديد المعلومات المطلوبة بالضبط و كذلك تجهيز الأدوات اللازمة للتسجيل و تحديد الزمان و المكان الذي تتم الملاحظة مثلا : إذا أراد الباحث دراسة التفاعل اللفظي بين العلم و طلابه فانه يختار غرفة الصف مكانا للملاحظة و يختار موعد الحصة زمانا لها.
  • إعداد دليل الملاحظة:و يفيد في تحديد عينات السلوك التي تلاحظ، و يحتوي على معلومات و معلومات عن الأسرة و الحالة الجسمية و الصحة العامة و القدرات العقلية و التحصيل الدراسي و سمات الشخصية و مميزات السلوك الاجتماعي و الانحراف النفسي. (جودت عزت عطوي،2007،ص)
  • اختيار عينات سلوكية ممثلة للملاحظة: يجب اختيار عينات متنوعة و متعددة و شاملة و ممثلة لأكبر عدد من مواقف الحياة المختلفة في أوقات مختلفة و في مناسبات مختلفة ،و في مواقف فردية و أخرى جماعية..الخ حيث تعطي صورة متكاملة وواضحة لسلوك المفحوص فمن الملاحظ أن المفحوص قد يكون خجولا في موقف ما و رائدا و خطيبا في موقف آخر و هكذا، و هنا يجب مراعاة انتقاء السلوك ذي الدلالة و الذي يؤدي إلى إعطاء صورة أوضح لشخصية المفحوص.
  • إعداد بطاقة الملاحظة :ليسجل عليها الباحث ملاحظاته مثال:إذا أراد الباحث أن يلاحظ تفاعل الطلاب مع المعلم فانه يعد بطاقة ملاحظة تحوي:مدة كلام المعلم بالدقائق، مدة كلام الطلاب بالدقائق،التوجيهات التي يصدرها المعلم، أنماط المدح و العقوبة..الخ و بذلك يختصر الباحث وقت التسجيل ليفرغ نفسه إلى متابعة الملاحظة.
  • عملية الملاحظة: و تجري حيث يتم ملاحظة مفحوص واحد في الوقت الواحد و في حالة ملاحظة سلوك الجماعة يستحسن استخدام الأفلام و الشرائط التسجيلية.
  • التأكد من صدق ملاحظته:عن طريق إعادة الملاحظة أكثر من مرة و على فترات متباعدة و إجراء مقارنة مع باحث آخر في نفس المجال.
    *التسجيل: تسجيل الملاحظة وفيها طريقتان: الأولىالتسجيل الزمني للحوادث وترتيبها من زمن وقوعها،والثانية تنظيم المادة الملحوظة فيموضوعات أو فئات معينة.
    *التفسير: استخلاص نتائج الملاحظة والتوصيات هي من أهمخطوات الملاحظة،يقوم الباحث باستخلاص النتائج التي تؤكد صدق الفروض او عدمصدقها.

2-2 شروط إجراء الملاحظة:
للملاحظة شروط يجب مراعاتها ضمانا لنجاحها و تتمثل في:

  • الشمول:و هو شمول الملاحظة لعينات متنوعة في سلوك المفحوص التي توضح تفاصيل ايجابيات و سلبيات و نقاط القوة و نقاط الضعف بها يغطي الجوانب المختلفة لشخصيته.
  • الانتقاء: يقصد بها انتقاء السلوك المتكرر أو الثابت نسبيا و الاهتمام بملاحظة و تمييزه عن السلوك العارض.
    *أمور عامة: تشمل سرية المعلومات التي يتم الحصول عليها ، و البعد عن الذاتية و الآراء الشخصية عند تسجيل و تفسير السلوك الملاحظ و الدقة في أجراء الملاحظة كذلك يحتاج نجاح الملاحظة إلى خبرة و تدريب في دراسة و ملاحظة السلوك البشري.(جودت عزت عطوي ، 2007،ص)
    2-3 أسس و مستويات الملاحظة العلمية:
    تنهض الملاحظة العلمية على أساس مستويات أساسية هي:الانتباه، الإحساس، الإدراك
  • الانتباه: هو حالة من اليقظة أو هو حالة تأهب عقلي يمارسها الملاحظ حتى يحس أو يدرك مختلف الوقائع أو الظروف محل الملاحظة و هو أهم الشروط الواجب توفرها للملاحظة الناجعة.
    *الإحساس:هو خبرة تنقلها الحواس إلى المخ فيرجعها إلى طعم أو رائحة أو لون أ صوت أو صورة لذلك فان التغيرات التي تلحق بالظاهرة الملاحظة تثير حواس الملاحظ.
  • الإدراك: قلنا أن الإحساس هو نتيجة مباشرة لاستثارة الحواس تنتج عنه معلومات م، و لكن هذه المعلومات تصبح بلا قيمة حقيقية إلا إذا تم تفسيرها عن طريق الإدراك الذي هو في رأي”فان دالين” فن الربط بين ما يحسه الملاحظ و بين بعض خبراته الماضية. (صلاح مصطفى الفوال،د.ت ،ص 250)
    3- مجالات و أبعاد الملاحظة:
    3-1 مجالات استخدام الملاحظة:
    توجد مجالات موضوعية كثيرة و خاصة في العلوم الاجتماعية المختلفة يزداد فيها استخدام أسلوب الملاحظة و من هذه المجالات مايلي:
    *التفاعلالاجتماعي والعلاقات الاجتماعية: هي دراسة أنماط التفاعل في الحياة الأسرية كمايستخدم علماءالاثنوجرافياوعلماء الانثربولوجيا الملاحظة في دراسة المجتمعات المحلية الهامة في مجال البحث.
    *الدراسات السيسولوجية المقارنة:هي من الدراساتالسوسيولوجية من أمثلته الدراسات تجري على السجون والمنظماتالصناعية
    *الجماعات غيرالرسمية: تستخدم الملاحظة فيه بنجاح واستخدمت في دراسة جماعات العمل في المجالالصناعي.كدراسة ألتون مايو وزملاؤه على مصنع هاوثورن وتوصلوا من خلالها إلى وجودبناء غير رسمي داخل الجماعات وله تأثير على العمليةالانتاجية.
    *الدراساتالاستكشافية :تستخدم بشكل فعال في المراحل التمهيدية للبحوث الاجتماعية بهدفالاستطلاع على بعض الجوانب الظاهرة الاجتماعية.
    *الدراسات السيكولوجية: هو من المجالات الخصبة التيتستخدم فيها الملاحظة كملاحق سلوك الأطفال أثناء اللعب وتستخدم في علم النفسالتجريبي. ( حسين عبد الحميد رشوان،2006، ص 144)

3-2 قيمة الملاحظة:
تزداد قيمة الملاحظة في الحالات التي لا يتيسر فيها استخدام غيرها من طرق القياس مثل: الحل الجماعي للمشكلات أو التفاعل الاجتماعي في لعب الأطفال، و ذلك لأنه ليس من السهل أن نقاطع جماعة لنسأل الأعضاء عن فترات عن مشاعر نحو طريقة ادارة الاجتماع.فذلك مضيعة للوقت و من ناحية أخرى فانه يصعب استخدام الملاحظة في بعض الحالات مثل صعوبة التنبؤ مسبقا بسلوك المبحوث. (جودت عزت عطوي،2007،ص)
3-3 إرشادات الملاحظة الجيدة:

  • يجب أن يقف الملاحظ على كل جوانب وإبعادالظاهرة وموضوع الملاحظة والعوامل المؤثرة فيها .
  • على الملاحظ تحديد وحدات ملاحظته ومعرفة انسبالمواقف التي تظهر فيها هذه الأحداث.
    ينبغي أن يكون الملاحظ متمتع بحواس سليمةتمكنه من الملاحظة بدقة.
  • يجب أن يتحرر الباحث من أفكار لديه سابقة عنموضوع الملاحظة أي لا تسيطر عليه أفكار معينة مسبقة قد تخالف ما هو موجود فيالواقع.
  • الاستعانة بالآلات الأجهزة الحديثة التيتمكنه من تحقيق ملاحظة دقيقة .
  • تحديد مشكلة البحث من حيث الحجم والأبعادوالأهمية والأهداف
  • تحديد إطار الملاحظة :أي تحديد وحدة الملاحظةفرد،جماعة،مجتمع.. زمن الملاحظة ومكانها والجوانبالتي يراد ملاحظتها .
  • اختيار الملاحظين وتدريسهم:هو المسئول الأولعن نتائج الملاحظة سلبا أو إيجابا ولهذا يجب اختيار الملاحظ بأهمية كبيرة،وهناكبعض الخطوات ينبغي أن يسير عليها برنامج تدريب الملاحظين أهمها:
    -تعرف الملاحظين بالمشكلة. (جودت عزت عطوي،2007،ص)
    -تدريب الملاحظين على كيفية تسجيلالملاحظة.
    -التدريب النظري والمبدئي على عملية الملاحظةوتسجيلها.
    تسجيل الملاحظة وفيها طريقتان: الأولىالتسجيل الزمني للحوادث وترتيبها من زمن وقوعها،والثانية تنظيم المادة الملحوظة فيموضوعات أو فئات معينة.
  • تفريغ الملاحظة بعد التسجيل:يقوم الملاحظبتفريغ الملاحظة وفقا للفئات أو البنود المتفق عليها من قبل،ولكي يسهل عليه بعدالقيام بعملية التحليل الكمي.
  • تحليل بيانات الملاحظةوتفسيرها.
  • استخلاص نتائج الملاحظة والتوصيات هي من أهمخطوات الملاحظة،يقوم الباحث باستخلاص النتائج التي تؤكد صدق الفروض أو عدمصدقها.
  • كتابة تقرير الملاحظة:هي الخطوة النهائية فيإجراء الملاحظة.
  • قيام أكثر من باحث بملاحظة موقف ما ،مستخدميننفس الأسلوب والأدوات.
  • يقوم الملاحظ بإعادة ملاحظته لموضوع الملاحظةبنفس الأسلوب الذي استخدمه في المرة الأولى وإيجاد معاملصدق.
    3-4 مزايا و عيوب الملاحظة:
    مزايا الملاحظة:
  • الملاحظة هي الأداة الوحيدة التي يمكن منخلالها دراسة سلوك أفراد الجماعة بشكل تلقائي تحريف.
    *تفيد في التعرف على بعض جوانب الحياةالاجتماعية بشكل فعال كالعادات الاجتماعية وغيرها من الموضوعات التي يفضل استخدامالملاحظة في دراستها دون غيرها من أدوات البحث الاجتماعي.
    *تفيد في الحصول على بعض المعلومات والبياناتحول موضوع الدراسة.
    باستخدام الملاحظة لدراسة موضوعاتٍ تربويَّة بشكلٍ علميٍّ وموضوعيٍّ من باحث قديرٍ على التمييز بين الأحداث والمشاهدات والربط بينها، ودقيقٍ في تدوين الملاحظات فإنَّها تحظى بالمزايا الآتية:
    1- أنَّها أفضل طريقة مباشرة لدراسة عدَّة أنواع من الظواهر؛ إذْ أنَّ هناك جوانب للتصرُّفات الإنسانيَّة لا يمكن دراستها إلاَّ بهذه الوسيلـة.
    2- أنَّها لا تتطلَّب جهوداً كبيرة تبذل من قبل المجموعة التي تجري ملاحظتها بالمقارنة مع طرق بديلة.( حسين عبد الحميد رشوان،2006، ص 150)
    3- أنَّها تمكِّن الباحث من جمع بياناته تحت ظروف سلوكيَّة مألوفة.
    4- أنَّها تمكِّن الباحث من جمع حقائق عن السلوك في وقت حدوثها.
    5- أنَّها لا تعتمد كثيراً على الاستنتاجات.
    6- أنَّها تسمح بالحصول على بيانات ومعلومات من الجائز ألاَّ يكون قد فكَّر بها الأفرادُ موضوعُ البحث حين إجراء مقابلات معهم أو حين مراسلتهم لتعبئة استبانه الدراسة.
    عيوب الملاحظة:
    ومع وجود المزايا السابقة فهناك عيوب للملاحظة تتَّصل بجانبها التطبيقيِّ وبمقدرة الباحث أبرزها ما يأتي:
    1- قد يعمد الأفرادُ موضوع الملاحظة إلى إعطاء الباحث انطباعاتٍ جيِّدة أو غير جيِّدة؛ وذلك عندما يدركون أنَّهم واقعون تحت ملاحظتـه.
    2- قد يصعب توقُّع حدوث حادثة عفويَّة بشكلٍ مسبق لكي يكون الباحث حاضراً في ذلك الوقت، وفي كثير من الأحيان قد تكون فترة الانتظار مرهقة وتستغرق وقتاً طويلا.
    3- قد تعيق عوامل غير منظورة عمليَّة القيام بالملاحظة أو استكمالها.
    4- قد تكون الملاحظة محكومةً بعوامل محدَّدة زمنياً وجغرافيّاً فتستغرق بعض الأحداث عدَّة سنوات أو قد تقع في أماكن متباعدة ممَّا يزيد صعوبة في مهمَّة الباحث.
    5- قد تكون بعض الأحداث الخاصَّة في حياة الأفراد ممَّا لا يمكن ملاحظتها مباشرة.
    6- قد تميل الملاحظة إلى إظهار التحيُّز والميل لاختيار ما يناسب الباحث أو أنَّ ما يراه غالباً يختلف عمَّا يعتقده.
    7-لا يمكن استخدام الملاحظة في دراسة أشياء قدحدثت في الماضي بشكل مباشر. ( حسين عبد الحميد رشوان،2006، ص 1526)
    8-صعوبة التنبؤ بما سوف يحدث في المستقبل منأنماط مختلفة من السلوك.
    يفرض البيانات التي يتحصل عليها الباحث منخلال استخلاصه لبعض الآلات التي ينتج عنها عيوب في هذه الآلات واهتمامها على دقةالملاحظة

خاتمة
في الأخير نستخلص أن الملاحظة هي الأداة التي تجعل الباحث أكثر اتصالا بالبحوث العلمية و هي أهم عنصر من عناصر التجربة.
قائمة المصادر و المراجع:
1* حسين عبد الحميد أحمد رشوان:أصول البحث العلمي، الإسكندرية.مؤسسة شباب الجامعة،2006.
2* خالد حامد:منهجية البحث في العلوم الاجتماعية و الإنسانية،جسور للنشر و التوزيع،2008.
3* جودت عزت عطوي:أساليب البحث العلمي:مفاهيمه،أدواته،طرقه الإحصائية،دار الثقافة للنشر و التوزيع،2007.
4* محمد محمد الهادي: أساليب إعداد و توثيق البحوث العلمية،القاهرة، المكتبة الأكاديمية ،1990.
5* نبيل لأحمد عبد الهادي:منهجية البحث في العلوم الإنسانية،لبنان،الأهلية للنشر و التوزيع،2006.

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *