فضل يوم عرفة..

ماالمقصود بيوم عرفة؟

يوم عرفة عند جمهور العلماء هو وقوف حجاج بيت الحرام بجبل عرفة، والذي يصادف كل سنة التاسع من ذي الحجة، وصيامه مندوب ومستحب لمن قدر عليه، بالنسبة لغير الحاج، و هو يوم من المواطن التي يستجاب فيها الدعاء،

وجاء في قوله صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة : {يكفر السنة الماضية والمستقبلة } قال الماوردي في الحاوي : فيه تأويلان [ ص: 431 ] أحدهما ) أن الله تعالى يغفر له ذنوب سنتين .

( والثاني ) أن الله تعالى يعصمه في هاتين السنتين فلا يعصي فيهما . وقال السرخسي : أما السنة الأولى فتكفر ما جرى فيها ، قال : اختلف العلماء في معنى تكفير السنة الباقية المستقبلة . فقال : بعضهم : معناه إذا ارتكب فيه معصية جعل الله تعالى صوم يوم عرفةالماضي كفارة لها ، كما جعله مكفرا لما في السنة الماضية . وقال بعضهم : معناه أن الله تعالى يعصمه في السنة المستقبلة عن ارتكاب ما يحتاج فيه إلى كفارة . وقال صاحب العدة في تكفير السنة الأخرى يحتمل معنيين : ( أحدهما ) المراد السنة التي قبل هذه فيكون معناه أنه يكفر سنتين ماضيتين .

( والثاني ) أنه أراد سنة ماضية وسنة مستقبلة . قال وهذا لا يوجد مثله في شيء من العبادات أنه يكفر الزمان المستقبل وإنما ذلك خاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر بنص القرآن العزيز . وذكر إمام الحرمين هذين الاحتمالين بحروفهما . قال إمام الحرمين : وكل ما يرد في الأخبار من تكفير الذنوب فهو عندي محمول على الصغائر دون الموبقات . هذا كلامه .

وقد ثبت في الصحيح ما يؤيده ، فمن ذلك حديث عثمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ، إلا كانت له كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة . وذلك الدهر كله } رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر } رواه مسلم . وعن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ” { الصلاة الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن من الذنوب إذا اجتنبت الكبائر } رواه مسلم .

( قلت ) وفي معنى هذه الأحاديث تأويلان : ( أحدهما ) يكفر الصغائر بشرط أن لا يكون هناك كبائر ، فإن كانت كبائر لم يكفر شيئا لا الكبائر ولا الصغائر .

[ ص: 432 ] والثاني ) وهو الأصح المختار أنه يكفر كل الذنوب الصغائر ، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر . قال القاضي عياض رحمه الله : هذا المذكور في الأحاديث من غفران الصغائر دون الكبائر هو مذهب أهل السنة ، وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة أو رحمة الله . فإن قيل : قد وقع في هذا الحديث هذه الألفاظ ووقع في الصحيح غيرها مما في معناها ، فإذا كفر الوضوء فماذا تكفره الصلاة ؟ وإذا كفر الصلوات فماذا تكفره الجمعات ورمضان ؟ وكذا صوم يوم عرفة كفارة سنتين ، ويوم عاشوراء كفارة سنة ، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه . فالجواب ما أجاب به العلماء أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره ، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت له به درجات ، وذلك كصلوات الأنبياء والصالحين والصبيان وصيامهم ووضوئهم وغير ذلك من عباداتهم ، وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر ، رجونا أن تخفف من الكبائر . وقد قال أبو بكر في الأشراف في آخر كتاب الاعتكاف في باب التماس ليلة القدر في قوله صلى الله عليه وسلم : { من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } قال : هذا قول عام يرجى لمن قامها إيمانا واحتسابا أن تغفر له جميع ذنوبه صغيرها وكبيرها.
قال صلّى الله عليه وسلّم: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: “دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل به، كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل.”
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله :” أدركتُ أقوامًا كانوا يخبئون الحاجات ليوم عرفة ليسألوا الله بها.”
اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول… اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا كبيرًا، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
اللهم اغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين وتب عليّ توبة نصوحًا لا أنكثها أبدأ وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبدًا.
اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك، ونور قلبي وقبري، واغفر لي من الشر كله، واجمع لي الخير.
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، أستودعك مني ومن أحبابي والمسلمين أدياننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا، وأقوالنا وأبداننا وجميع ما أنعمت به علينا.
اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والغلاء ونجنا من سيء الاسقام والاوجاع وابسط لنا من رحماتك وبركاتك..
اللهم احفظ بلادنا من كل سوء واذى..
اللهم انصر المظلومين وكن لهم عونا ونصيرا..
يا رب العالمين..


الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *