تأنيب الضمير:

تأنيب الضمير أمر طبيعي يدل على أن الشخص يمتلك ضمير حي وقلب نقي، ولكن في بعض الحالات يصبح الأمر مرضي، فيشعر الشخص بالتأنيب للضمير بسبب أي تصرف يقوم به أو حتى كلمة يقولها فتضايق أشخاص آخرين، فيتسبب ذلك في عدم قدرة الشخص على‎ النوم‎، كما يتسبب بإرهاق شديد للعقل.‎

أسباب تأنيب الضمير‎
يوجد العديد من الأشياء التي من الممكن أن تتسبب في شعور الشخص بتأنيب ضميره، ويختلف السبب بإختلاف الشخص وبإختلاف الموقف الذي يمر به، ومن المواقف التي من الممكن أن تتسبب في شعور الشخص بتأنيب ضمير ما يلي:‎
– فهناك من يخاف أن يجرح مشاعر الأخرين فيعاتب نفسه على كل كلمة وكل فعل يفعله حتى ولو كان صحيح ومقتنع به لكن هذا الفعل تسبب في غضب شخص ما.‎
– وهناك من يعاتب نفسه على تقصيره في أي واجب من واجباته، وهذا التقصير تسبب في مروره بحالة من‎ الفشل‎ أو الإخفاق في أمر ما، مثل الطالب الذي يقصر في مذاكرة دروسه فتكون النتيجة رسوبه في المدرسة، وغيرها من المواقف.‎
– هناك أشخاص أخرون يعاتبون أنفسهم بسبب تقصيرهم في عبادتهم، وهذا الأمر جيد ويشير لخوف العبد من ربه، فيعاتب نفسه لو أجل صلاته لسبب ما، أو لتقصيره في أي أمر آخر له علاقة بالعبادة.‎
– هناك من يعاتب نفسه بسبب خطوة كان لابد من أن يقوم بها ولكنه تأخر فكان هذا سبب في ضياع فرصة هامة بالنسبة له.‎
على ماذا يدل تأنيب الضمير‎

الشخص الذي يؤنب نفسه دائما هو شخص ضميره حي، ويخاف الله، ويتمتع هذا الشخص بقلب نقي وفطرة حسنة، وفي بعض الحالات يكون التأنيب للضمير شعور نابع من الإحساس بالفشل و‎الهزيمة‎، ومرور الشخص بفترة نفسية صعبة، كأن يكون التأنيب بسبب التقصير في الواجبات مثلا.‎
كيفية التخلص من تأنيب الضمير‎
بالرغم من أن تأنيب‎ الضمير‎ أمر جيد ولكن في بعض الحالات يصل الأمر لحد المرض، فلا يستطيع الشخص النوم أو حتى إراحة عقله، فيصبح هذا الشخص يرهق عقله دائما بكلمة لو، لو كنت فعلت كذا لصار كذا، وبالطبع هذا التفكير لن يغير من الاأمر شئ، ولابد من التخلص من هذا النوع من التأنيب للضمير كالتالي:‎
مسامحة النفس‎
لابد من أن نتعلم جميعا مفهوم مسامحة الذات، فلابد من أن يسامح الشخص نفسه وأن يتسامح مع المحيطين به، فلا يؤنب الشخص نفسه على أمر فات ولا يمكن تغييره، ولابد أن يكون على يقين من أن كل البشر خطائين، ومن الممكن أن يقع الجميع في الخطأ، ولكن يجب أن نتعلم من أخطائنا ونقف مرة أخرى ونحاول التحسين من أنفسنا، حتى نستطيع الإستمرار في الحياة وحتى نكون قادرين على‎ النجاح‎ وتحقيق ما نريد.‎
الإهتمام بالأمور الإيجابية‎
الشخص الذي يؤنب نفسه دائما لا يهتم بأي إيجابيات وينظر فقط للسلبيات، فيجب أن يتعلم تقدير ذاته، وأن يصبح فخور بنفسه وبتصرفاته، فيجب أن يتذكر في نهاية اليوم الأمور الإيجابية التي قام بها والتي سوف تساعده حتى يحقق أحلامه ويصل لأهدافه، فالشخص الذي يقدر نفسه ويعرف قيمتها جيدا من السهل جدا أن يستفيد من قدراته للوصول للنجاح الذي يتمناه.‎
تجنب قول لو‎
كلمة لو لن تغير الماضي ولكنها تفتح الباب للشعور بالذنب وتأنيب النفس، فيجب تجنب جلد الذات والتفكير دائما في النتائج التي كان من الممكن أن نصل لها لو قمنا بكذا وكذا، فالماض أمر قد حدث بالفعل ولن يمكن تغييره أبدا، مهما فعلنا ولكن من الممكن التعلم من الأخطاء حتى لا نقع فيها مرة أخرى كما يمكن أن نطور من إمكانياتنا وإستغلال الأخطاء لتحويل الفشل إلى نجاح والوصول إلى ما نتمناه.‎
الأثار الناتجة من تأنيب الضمير بكثرة‎
الشخص الذي يؤنب نفسه وقت النوم ويرهق عقله في التفكير تظهر عليه الأعراض التالية:‎
– يصبح شخص دائم الهروب من المشاكل ولا يحاول أن يحل أي مشكلة يمر بها، ولكن يلجأ دائما للوم نفسه مع عدم محاولة الإصلاح.‎
– يصبح شخص سلبي وليس له أي دور في المجتمع.‎
– يصبح شخص متشائم مما يتسبب في بعده عن الناس وتجنب الناس له.‎
– يصاب بإضطراب في النوم فيصبح غير قادر على النوم بطريقة صحيحة كما يصاب بالأرق، وعدم القدرة على التركيز، كما تتغير عاداته فمن الممكن مثلا أن يلجأ لتناول الطعام بشراهة أو التوقف عن ‎تناول الطعام‎ حسب طبيعة الشخص.‎
– يصبح الشخص فاشل وغير قادر على فعل أي إصلاحات في حياته.‎
– من الممكن أن يلجأ هذا الشخص لبعض العادات الخاطئة مثل الإدمان أو غيرها من ‎العادات السلبية‎.

الكاتب: admin

ذ. بضاض محمد Pr. BADADE Med باحث في:علم النفس،علوم التربية،والعلوم الشرعية. خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله-كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس خريج جامعة مولاي اسماعيل-كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *